الاثنين، 6 أغسطس 2001

أنا لن اسقط أبدا .. لأنني في القــاع

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
وعلى طريقة رامبو المنتقم في السينما الأمريكية قمت بكل ما أوتيت من قوة برفع هذا الجسد إلى أعلى بكلتا يدي وأخذت أدور به في الهواء وأدور وأدور وأدور حتى جعلته يفقد التوازن تماما ثم قمت و بمنتهى العنف واللارحمة بإلقاؤه وبنفس القوة ليطيح بعيدا على أحد الأرصفة بالشارع.
مشيت نحوه مشية الواثق من نفسه والمعتد بقوته كما يفعل رجالات المافيا في السينما حتى وصلت إلى حيث ألقيته على الرصيف، نظرت لهذا الجسد الملقى بكل مابداخلى من غضب وأنا أضع حذائي فوقه وقبل أن يرق قلبي كما في أفلام فاتن حمامة وحسين صدقي قفزت فوق الجسد قبل أن يفيق من هذه السقطة الرمباوية المنتقمة وأخذت اصرخ بأعلى صوتي وأنا أكيل اللكمات الوجهية، هذه هي اللكمة اليمين وهذه هي اللكمة الشمال… لكمة يمين ولكمة شمال… يمين… شمال …يمين… شمال، وأنا في غاية الاستمتاع من هذا الانتقام الجميل الذي انتظرته منذ زمن وأتاني على غير موعد فمارسته بكل تلذذ، ولكن يبدو أن المتعة دائما ما تكون لحظاتها قصيرة في هذه الحياة إذ أخرجتني من لذة هذا الانتقام ومن غمرة صراخي الذي يطرب العفريت … يمين… شمال … يمين… شمال هزة عنيفة على الكتف جعلتني أتألم بل ويكاد كتفي ينخلع منها مما اضطرني لأن أكف عن الاستمتاع لحظة وان لم تضطرني لأن اكف عن الصراخ … يمين …شمال … يمين …شمال، لاستدير وانظر إلى صاحب هذه الهزة الكتفية العنيفة واعرف ماذا يريد مني بالضبط والذي من المؤكد أنه سيرجوني بان أتتسامح واغفر ولكن هذا لن يكون أبداً .. لن يكون، بل هو الانتقام ولاشيء سوى الانتقام كما فعل أنور وجدي مع سراج منير، ولكن ليتني ما استدرت لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني مت شهيدا شهيدا شهيدا على طريقة ياسر عرفات قبل أن استدير لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني اعتقلت من قبل أمريكا في معسكرات جوانتمالوا متهماً باللعب في أنفي قبل أن استدير وأرى صاحب هذه الهزة، أنها زوجتي، شهقت من هول الفزع كأنني رأيت جني مصباح علاء الدين وتسمرت في مكاني وأحسست كما لو كانت قد حدثت المعجزة أخيرا وصرت ( اخرس) لا أقوى على النطق، ولكن كيف لها أن تهزني بهذا العنف من الخلف وهي التي أكيل لها من الأمام كل هذه اللكمات الآن ومن اسفل مني تحديداً بعد أن طوحتها بكلتا يدي هاتين على الرصيف، حاولت أن انظر اسفل منى لأتبين ملامح جسد زوجتي الذي قمت ومازلت أقوم بالانتقام منه فلم أجد شيئاً على الإطلاق وكأن جسدها الملقى تحتي لم يكن سوى بخاراً كان ثم انقشع، استفقت سريعاً من ذهولي على صوتها الحاد وهي تقول لي:
- هو أنت مش هتبطل الجنان بتاعك ده، واللى طلع لنا في المقدر جديد، يمين أيه وشمال إيه يا منيل، هو أنت نايم في الجيش يا حزين؟
وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
كشرت عن أنيابها وسألتني بعنف عن الحلم الذي كنت احلمه وهل كنت احلم بامرأة أخرى؟ وهنا أقسمت لها يمينا غليظا بالطلاق أنني لم أكن احلم إلا بها بل وهي فقط ثم حلفت لها مرة ثانية يميناً اغلظ بالطلاق عن عمق رغبتي في أن يتكرر هذا الحلم يوميا لانه كان حلما لذيذا جدا ويكفي وجودها فيه، فنظرت لي بعنين حمراوين غاضبتين جعلتني بحاجة لان أهرول مسرعا كعادتي معها لاستعمال دورة المياه ولكنها كانت أسرع مني فناولتني ورقة طويلة بقائمة المشتروات المعتادة والمستحيلة والتي أدرك منها دائماً قدوم صاحبة الفخامة حماتي ولأمارس بقدومها الميمون والمبارك شخصية ( كوكو واوا ) معها ومع ابنتها ولمدة شهر كامل.
هذا مجرد مشهد سينمائي من الحياة لكثير من الغلابة في عالمنا والذي قد يعتبره البعض مشهداً هابطاً من أفلام سينما ( الصراصير ) التي اشتهرت بها السينما العربية الآن على حد زعم حسين كمال أحد مخرجي السينما المصرية.
والغلابة في وطننا كثيرين، بترت منهم رجولتهم منذ نعومة أظافرهم بسبب الطحن المادي وظروف الحياة القاهر بل والحروب التي ما تكاد تنتهي حتى تبدأ حتى اصبحوا ( كالطّواشية حُراس النساء في دولة العثمانيين ) نصف رجل ونصف امرأة لا يعتد برأيهم طفل ولا يقيم لهم مخبولاً وزنا وجعلهم أيضا ( أي الرجال ) يتغاضى الواحد منهم عن أشياء كثيرة تحدث تحت قبة منزله لا لشيء سوى أن ينأى بنفسه عن توبيخ زوجته أو أبناؤه له لتقصيره المادي معهم بسبب ضيق ذات اليد مما يفقده القدرة على تلبية كافة متطلباتهم ومتطلبات حياتهم مهما كانت تافهة الأمر الذي يجعله وبمرور الزمن يصبح مثل ( شرابة الخرج ) يرى ويسمع ويحس كل شئ ولكن ليس له في الأمر من شئ.
والمرأة لا يعنيها في زوجها إلا القوامة بالإنفاق حتى ولو كانت تمتلك مال قارون لان ذلك يشعرها بكونها امرأة في كنف رجل قوي وإلا ما قالت ومنذ القدم في بعض الأمثال الشعبية المنسوبة لها " الراجل اللي يعيبة جيبة " وقالت أيضا فيما قالت " اغلبيه بالعيال يغلبك بالمال " ولما صار الجيب فارغا والمال في حالة تعويم مستمر حتى خسر غالب وزنه ووصل بعد كل هذا النحول وهذه النحافة سعر الجنيه المصري على سبيل المثال ( للعملة العربية ) إلى عشرين سنت أمريكي، فقد صار الرجل في عالمنا المعاصر يستحق الشفقة فعلاً بل ويستحق الترحم أيضاً على ما وصل إليه حاله من تردى رجولي حاد لا ينفع فيه علم الطب أو علم " ركة " لانه قد وصل ( كما لم يصل أحدا من قبل ) إلى تلك المرحلة التي يقول عنها علماء النفس " الهوبلس كيس " والتي كلما أراد أن ينجو منها ( بعمل أو تجارة أو انفتاح على العالم الخارجي ليضع من خلاله الحد الأدنى من المال الذي يقيم الحياة داخل جيبة ) ظهر له داعية من دعاة الرجولة العربية والشهامة العربية والكرامة العربية ليستبدع له نظاماً ( إفلاسياً ) جديداً وشيطانياً في نفس الوقت يقضي به على البقية الباقية من رجولته تتلخص في نظام المقاطعة العربية الشاملة ( رغم أن هؤلاء الدعاة القوميين والنشامي العروبيين لا يركبون إلا السيارات الغربية ولا تحتوي منازلهم إلا على كل ما توصلت إليه المخترعات الغربية من وسائل رفاهية ابتداءً من التليفون وحتى الخادمة الفول أوتوماتيك ) الأمر الذي جعلنا لا نرى للمقاطعة العربية الشاملة التي نادى بها هؤلاء الطليعيين الاستفزازيين العناترة ( نسبة إلى عنترة بن شداد ) أي شمول سوى تشريد وإفلاس الشباب العربي الذي طرد غالبه من أعماله ووظائفه داخل المؤسسات التي وقع عليها اختيار المقاطعة ( الخطير والخطر في آن واحد ) بإسم مقاومة العدوان الذي لا مقاومة فيه سوى لأحلام الشباب وإبداعهم وأعمالهم لرفعة الوطن والنهوض بأعباء الحياة فيه والتي صارت ( أي أعباء الحياة ) كالغول لا يترك فريسته إلا وهي جثة هامدة الأمر الذي جعل الشباب يفقد الاتزان وربما الانتماء ويترنح في الشوارع ( عاطلاً عن العمل ) من كثرة ما ابتلي به من هم ومن مخابيل قتلوا طموحاته وأحلامه باسم الدفاع عن الكرامة والعزة والحرية ولم يزدهم دفاعهم هذا إلا إفلاسا واحتلالا لكونه دفاعا أشبه بدفاع العجزة ربما يؤدي إلى الانتحار بعد أن انتحرت الطموحات و أظلمت الأحلام بل واستقر رجالات العدوان الذين رفعوا شعار مقاطعته في غالب البلدان الخليجية آمنين مطمئنين مخرجين للجميع ألسنتهم ولا رحمة لمن سفه نفسه.

أنا لن اسقط أبدا .. لأنني في القــاع

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
وعلى طريقة رامبو المنتقم في السينما الأمريكية قمت بكل ما أوتيت من قوة برفع هذا الجسد إلى أعلى بكلتا يدي وأخذت أدور به في الهواء وأدور وأدور وأدور حتى جعلته يفقد التوازن تماما ثم قمت و بمنتهى العنف واللارحمة بإلقاؤه وبنفس القوة ليطيح بعيدا على أحد الأرصفة بالشارع.
مشيت نحوه مشية الواثق من نفسه والمعتد بقوته كما يفعل رجالات المافيا في السينما حتى وصلت إلى حيث ألقيته على الرصيف، نظرت لهذا الجسد الملقى بكل مابداخلى من غضب وأنا أضع حذائي فوقه وقبل أن يرق قلبي كما في أفلام فاتن حمامة وحسين صدقي قفزت فوق الجسد قبل أن يفيق من هذه السقطة الرمباوية المنتقمة وأخذت اصرخ بأعلى صوتي وأنا أكيل اللكمات الوجهية، هذه هي اللكمة اليمين وهذه هي اللكمة الشمال… لكمة يمين ولكمة شمال… يمين… شمال …يمين… شمال، وأنا في غاية الاستمتاع من هذا الانتقام الجميل الذي انتظرته منذ زمن وأتاني على غير موعد فمارسته بكل تلذذ، ولكن يبدو أن المتعة دائما ما تكون لحظاتها قصيرة في هذه الحياة إذ أخرجتني من لذة هذا الانتقام ومن غمرة صراخي الذي يطرب العفريت … يمين… شمال … يمين… شمال هزة عنيفة على الكتف جعلتني أتألم بل ويكاد كتفي ينخلع منها مما اضطرني لأن أكف عن الاستمتاع لحظة وان لم تضطرني لأن اكف عن الصراخ … يمين …شمال … يمين …شمال، لاستدير وانظر إلى صاحب هذه الهزة الكتفية العنيفة واعرف ماذا يريد مني بالضبط والذي من المؤكد أنه سيرجوني بان أتتسامح واغفر ولكن هذا لن يكون أبداً .. لن يكون، بل هو الانتقام ولاشيء سوى الانتقام كما فعل أنور وجدي مع سراج منير، ولكن ليتني ما استدرت لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني مت شهيدا شهيدا شهيدا على طريقة ياسر عرفات قبل أن استدير لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني اعتقلت من قبل أمريكا في معسكرات جوانتمالوا متهماً باللعب في أنفي قبل أن استدير وأرى صاحب هذه الهزة، أنها زوجتي، شهقت من هول الفزع كأنني رأيت جني مصباح علاء الدين وتسمرت في مكاني وأحسست كما لو كانت قد حدثت المعجزة أخيرا وصرت ( اخرس) لا أقوى على النطق، ولكن كيف لها أن تهزني بهذا العنف من الخلف وهي التي أكيل لها من الأمام كل هذه اللكمات الآن ومن اسفل مني تحديداً بعد أن طوحتها بكلتا يدي هاتين على الرصيف، حاولت أن انظر اسفل منى لأتبين ملامح جسد زوجتي الذي قمت ومازلت أقوم بالانتقام منه فلم أجد شيئاً على الإطلاق وكأن جسدها الملقى تحتي لم يكن سوى بخاراً كان ثم انقشع، استفقت سريعاً من ذهولي على صوتها الحاد وهي تقول لي:
- هو أنت مش هتبطل الجنان بتاعك ده، واللى طلع لنا في المقدر جديد، يمين أيه وشمال إيه يا منيل، هو أنت نايم في الجيش يا حزين؟
وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
كشرت عن أنيابها وسألتني بعنف عن الحلم الذي كنت احلمه وهل كنت احلم بامرأة أخرى؟ وهنا أقسمت لها يمينا غليظا بالطلاق أنني لم أكن احلم إلا بها بل وهي فقط ثم حلفت لها مرة ثانية يميناً اغلظ بالطلاق عن عمق رغبتي في أن يتكرر هذا الحلم يوميا لانه كان حلما لذيذا جدا ويكفي وجودها فيه، فنظرت لي بعنين حمراوين غاضبتين جعلتني بحاجة لان أهرول مسرعا كعادتي معها لاستعمال دورة المياه ولكنها كانت أسرع مني فناولتني ورقة طويلة بقائمة المشتروات المعتادة والمستحيلة والتي أدرك منها دائماً قدوم صاحبة الفخامة حماتي ولأمارس بقدومها الميمون والمبارك شخصية ( كوكو واوا ) معها ومع ابنتها ولمدة شهر كامل.
هذا مجرد مشهد سينمائي من الحياة لكثير من الغلابة في عالمنا والذي قد يعتبره البعض مشهداً هابطاً من أفلام سينما ( الصراصير ) التي اشتهرت بها السينما العربية الآن على حد زعم حسين كمال أحد مخرجي السينما المصرية.
والغلابة في وطننا كثيرين، بترت منهم رجولتهم منذ نعومة أظافرهم بسبب الطحن المادي وظروف الحياة القاهر بل والحروب التي ما تكاد تنتهي حتى تبدأ حتى اصبحوا ( كالطّواشية حُراس النساء في دولة العثمانيين ) نصف رجل ونصف امرأة لا يعتد برأيهم طفل ولا يقيم لهم مخبولاً وزنا وجعلهم أيضا ( أي الرجال ) يتغاضى الواحد منهم عن أشياء كثيرة تحدث تحت قبة منزله لا لشيء سوى أن ينأى بنفسه عن توبيخ زوجته أو أبناؤه له لتقصيره المادي معهم بسبب ضيق ذات اليد مما يفقده القدرة على تلبية كافة متطلباتهم ومتطلبات حياتهم مهما كانت تافهة الأمر الذي يجعله وبمرور الزمن يصبح مثل ( شرابة الخرج ) يرى ويسمع ويحس كل شئ ولكن ليس له في الأمر من شئ.
والمرأة لا يعنيها في زوجها إلا القوامة بالإنفاق حتى ولو كانت تمتلك مال قارون لان ذلك يشعرها بكونها امرأة في كنف رجل قوي وإلا ما قالت ومنذ القدم في بعض الأمثال الشعبية المنسوبة لها " الراجل اللي يعيبة جيبة " وقالت أيضا فيما قالت " اغلبيه بالعيال يغلبك بالمال " ولما صار الجيب فارغا والمال في حالة تعويم مستمر حتى خسر غالب وزنه ووصل بعد كل هذا النحول وهذه النحافة سعر الجنيه المصري على سبيل المثال ( للعملة العربية ) إلى عشرين سنت أمريكي، فقد صار الرجل في عالمنا المعاصر يستحق الشفقة فعلاً بل ويستحق الترحم أيضاً على ما وصل إليه حاله من تردى رجولي حاد لا ينفع فيه علم الطب أو علم " ركة " لانه قد وصل ( كما لم يصل أحدا من قبل ) إلى تلك المرحلة التي يقول عنها علماء النفس " الهوبلس كيس " والتي كلما أراد أن ينجو منها ( بعمل أو تجارة أو انفتاح على العالم الخارجي ليضع من خلاله الحد الأدنى من المال الذي يقيم الحياة داخل جيبة ) ظهر له داعية من دعاة الرجولة العربية والشهامة العربية والكرامة العربية ليستبدع له نظاماً ( إفلاسياً ) جديداً وشيطانياً في نفس الوقت يقضي به على البقية الباقية من رجولته تتلخص في نظام المقاطعة العربية الشاملة ( رغم أن هؤلاء الدعاة القوميين والنشامي العروبيين لا يركبون إلا السيارات الغربية ولا تحتوي منازلهم إلا على كل ما توصلت إليه المخترعات الغربية من وسائل رفاهية ابتداءً من التليفون وحتى الخادمة الفول أوتوماتيك ) الأمر الذي جعلنا لا نرى للمقاطعة العربية الشاملة التي نادى بها هؤلاء الطليعيين الاستفزازيين العناترة ( نسبة إلى عنترة بن شداد ) أي شمول سوى تشريد وإفلاس الشباب العربي الذي طرد غالبه من أعماله ووظائفه داخل المؤسسات التي وقع عليها اختيار المقاطعة ( الخطير والخطر في آن واحد ) بإسم مقاومة العدوان الذي لا مقاومة فيه سوى لأحلام الشباب وإبداعهم وأعمالهم لرفعة الوطن والنهوض بأعباء الحياة فيه والتي صارت ( أي أعباء الحياة ) كالغول لا يترك فريسته إلا وهي جثة هامدة الأمر الذي جعل الشباب يفقد الاتزان وربما الانتماء ويترنح في الشوارع ( عاطلاً عن العمل ) من كثرة ما ابتلي به من هم ومن مخابيل قتلوا طموحاته وأحلامه باسم الدفاع عن الكرامة والعزة والحرية ولم يزدهم دفاعهم هذا إلا إفلاسا واحتلالا لكونه دفاعا أشبه بدفاع العجزة ربما يؤدي إلى الانتحار بعد أن انتحرت الطموحات و أظلمت الأحلام بل واستقر رجالات العدوان الذين رفعوا شعار مقاطعته في غالب البلدان الخليجية آمنين مطمئنين مخرجين للجميع ألسنتهم ولا رحمة لمن سفه نفسه.