الجمعة، 24 سبتمبر 2004

بوش عبقرى شئتم ام أبيتم

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
أعتقد ان المسألة – مسألة إعادة إنتشار الجنود الأمريكيين - هي مجرد اجراء وقائى لحملة بوش الانتخابية سيعود بعدها فى حال فوزه بأعادة هؤلاء الجنود من حيث أتو من اوروبا ويعيد الكرة مرة ثانية في طلب الموافقة على التصريح بصرف ملايين الدولارات من الكونجرس الاميريكي يدفعها المواطن المطحون للإنفاق على هؤلاء الجند من جديد !
2.5 مليون جندى اميركى ينتشرون فى كل انحاء العالم ويتمركز غالبية هذا الرقم فى ثلاث نقاط ساخنة المانيا حوالى 350 الف جندى , كوريا الجنوبية حوالى 300 الف، منطقة الخليج العربى والعراق حوالى 250 الف ، وبقية الرقم تتوزع على بقية أطراف العالم وربما أهم هذه الأطراف افغانستان التى تحظى بلواءين امريكيين كاملين يقتربا من 100 الف جندى هذا بخلاف العتاد والعدة واللوجستيات التى يستخدمها هؤلاء الجنود وتصل تكاليفها إلى عشرات المئات من مليارات الدولارات وحيث لاندرى كيف تقوى على نفقتها الخزانة الأمريكية التى انهكتها حرب افغانستان والعراقوبخلاف أيضاً مرتبات هؤلاء الجند التى لايقل متوسطها الحسابى للجندي الواحد عن خمسة آلاف دولار شهريا بميزانية سنوية تقترب من  مائة وخمسون مليار دولار سنويا وهي بلاشك ميزانية  مرتبات ضخمة جدا ومهلكة جدا خاصة اذا ماتصورنا أنه يقابلها من الناحية الأخرى ميزانية للعتاد والعدة واللوجستيات يقترب أيضاً متوسطها الحسابى من هذا الرقم كل عام وهذه الأرقام السابقة  فقط فى حال مانكون رحماء فى تصورنا تجاه ماتدفعه الخزانه الامريكية لانفاقها على هيمنتها العالمية ليصل مجموع ماتدفعة تقريباً كل عام إلى مبلغ لايقل عن ثلثمائة مليار دولارالمواطن الأمريكى بحاجة لكل سنت فيه.
ولما كانت المانيا لم تعد نقطه ساخنه بعد الحرب الباردة خاصة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، ولما كانت ادارة السيد بوش ايضا تدرك فداحة حرب العراق التى اثرت على طبيعة الأقتصاد الأمريكى ولابد من وجود ثغره لأعادة هيكلته والحفاظ على هيبة الدولار فيه كانت الفكرة العبقرية فى اعادة انتشار (عودة ) 70 الف جندى امريكى الى بلادهم ليعملوا فيها اعمالا مدنية خارج نطاق خزانة الحكومة الفيدرالية وتوفير مرتباتهم 4.2 مليار سنويا وكذلك توفير نفقات اعدادهم وعتادهم وعدتهم وهى نفقات تساوى بالتقريب نفس المبلغ السابق أي أنها محاولة من السيد بوش لتوفير مايوازى 9 مليارات دولار هذا العام وربما ايضا فى العام الذى يليه والذى يليه ليخرج الأقتصاد الأميركي قبيل الإنتخابات النهائية من كبوته التي سببتها حرب مايسمى " الحرب على الإرهاب " بشكل سريع وذكي وفعال دون المساس بشخصه وحيث يريد أن يثبت للشعب الأمريكى قبل ان يترك البيت الابيض انه برئ من كبوة هذا الإقتصاد وإنهياره براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وليثبت امام العالم ايضا ان امريكا مازالت تحتفظ بقدرتها وكبريائها الذى لايعقل بالطبع أن تنزل من عرشه لتطلب معونة مالية من اوروبا فتفقد هيبتها وسيطرتها خاصة وان هذه الهيبة قد اهتزت كثيرا بعد ان تسولت بالفعل منذ عام مضى جنودا من العالم ليشاركها العالم مأساة الحرب على الارهاب التى تحيا كوارثها وكوارثه الأن كلاً من العراق وامريكا على حد سواء .
ان عملية اعادة انتشار القوات الأمريكية لاندرى ماذا ستكون تداعياتها المستقبلية تجاه صراع الهيمنة الغير معلن بين اوروبا وامريكا بل اننا نطرح سؤالا خاصا وهو ألم يكن من الحكمة وامريكا تعانى نوعا خاصا من التربص الأوروبى لأستعادة الهيمنة التى فقدتها بعد الحرب العالمية الثانية ان تعيد انتشار جنودها من كوريا مثلا بدلا من المانيا وبدلا من اعطاء الأيحاء للأوروبيين بأنها ربما اصبحت عاجزة عن الانفاق على جنودها كما كانت تنفق بالأمس القريب وذلك حسب تعليقات كثير من المحللين السياسيين الأوروبيين اليوم.
إننا نعتقد ان المسألة – مسألة إعادة الإنتشار- مجرد اجراء وقائى لحملة بوش الانتخابية سيعود بعدها فى حال فوزه بأعادة هؤلاء الجنود من حيث أتو من اوروبا ويعيد الكرة مرة ثانية في طلب الموافقة على التصريح بصرف ملايين الدولارات من الكونجرس الاميريكي يدفعها المواطن المطحون للإنفاق على هؤلاء الجند من جديد وهي مسألة تشبه اخراج  لسانه مره اخرى لشعبه ولأوروبا وللعالم من حوله كما يفعل فتوات السينما المصرية فى افلام الأبيض والأسود.
ان هذا ماستجيب عنه الأيام القادمة وإنا لمنتظرون.   

بوش عبقرى شئتم ام أبيتم

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
أعتقد ان المسألة – مسألة إعادة إنتشار الجنود الأمريكيين - هي مجرد اجراء وقائى لحملة بوش الانتخابية سيعود بعدها فى حال فوزه بأعادة هؤلاء الجنود من حيث أتو من اوروبا ويعيد الكرة مرة ثانية في طلب الموافقة على التصريح بصرف ملايين الدولارات من الكونجرس الاميريكي يدفعها المواطن المطحون للإنفاق على هؤلاء الجند من جديد !
2.5 مليون جندى اميركى ينتشرون فى كل انحاء العالم ويتمركز غالبية هذا الرقم فى ثلاث نقاط ساخنة المانيا حوالى 350 الف جندى , كوريا الجنوبية حوالى 300 الف، منطقة الخليج العربى والعراق حوالى 250 الف ، وبقية الرقم تتوزع على بقية أطراف العالم وربما أهم هذه الأطراف افغانستان التى تحظى بلواءين امريكيين كاملين يقتربا من 100 الف جندى هذا بخلاف العتاد والعدة واللوجستيات التى يستخدمها هؤلاء الجنود وتصل تكاليفها إلى عشرات المئات من مليارات الدولارات وحيث لاندرى كيف تقوى على نفقتها الخزانة الأمريكية التى انهكتها حرب افغانستان والعراقوبخلاف أيضاً مرتبات هؤلاء الجند التى لايقل متوسطها الحسابى للجندي الواحد عن خمسة آلاف دولار شهريا بميزانية سنوية تقترب من  مائة وخمسون مليار دولار سنويا وهي بلاشك ميزانية  مرتبات ضخمة جدا ومهلكة جدا خاصة اذا ماتصورنا أنه يقابلها من الناحية الأخرى ميزانية للعتاد والعدة واللوجستيات يقترب أيضاً متوسطها الحسابى من هذا الرقم كل عام وهذه الأرقام السابقة  فقط فى حال مانكون رحماء فى تصورنا تجاه ماتدفعه الخزانه الامريكية لانفاقها على هيمنتها العالمية ليصل مجموع ماتدفعة تقريباً كل عام إلى مبلغ لايقل عن ثلثمائة مليار دولارالمواطن الأمريكى بحاجة لكل سنت فيه.
ولما كانت المانيا لم تعد نقطه ساخنه بعد الحرب الباردة خاصة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، ولما كانت ادارة السيد بوش ايضا تدرك فداحة حرب العراق التى اثرت على طبيعة الأقتصاد الأمريكى ولابد من وجود ثغره لأعادة هيكلته والحفاظ على هيبة الدولار فيه كانت الفكرة العبقرية فى اعادة انتشار (عودة ) 70 الف جندى امريكى الى بلادهم ليعملوا فيها اعمالا مدنية خارج نطاق خزانة الحكومة الفيدرالية وتوفير مرتباتهم 4.2 مليار سنويا وكذلك توفير نفقات اعدادهم وعتادهم وعدتهم وهى نفقات تساوى بالتقريب نفس المبلغ السابق أي أنها محاولة من السيد بوش لتوفير مايوازى 9 مليارات دولار هذا العام وربما ايضا فى العام الذى يليه والذى يليه ليخرج الأقتصاد الأميركي قبيل الإنتخابات النهائية من كبوته التي سببتها حرب مايسمى " الحرب على الإرهاب " بشكل سريع وذكي وفعال دون المساس بشخصه وحيث يريد أن يثبت للشعب الأمريكى قبل ان يترك البيت الابيض انه برئ من كبوة هذا الإقتصاد وإنهياره براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وليثبت امام العالم ايضا ان امريكا مازالت تحتفظ بقدرتها وكبريائها الذى لايعقل بالطبع أن تنزل من عرشه لتطلب معونة مالية من اوروبا فتفقد هيبتها وسيطرتها خاصة وان هذه الهيبة قد اهتزت كثيرا بعد ان تسولت بالفعل منذ عام مضى جنودا من العالم ليشاركها العالم مأساة الحرب على الارهاب التى تحيا كوارثها وكوارثه الأن كلاً من العراق وامريكا على حد سواء .
ان عملية اعادة انتشار القوات الأمريكية لاندرى ماذا ستكون تداعياتها المستقبلية تجاه صراع الهيمنة الغير معلن بين اوروبا وامريكا بل اننا نطرح سؤالا خاصا وهو ألم يكن من الحكمة وامريكا تعانى نوعا خاصا من التربص الأوروبى لأستعادة الهيمنة التى فقدتها بعد الحرب العالمية الثانية ان تعيد انتشار جنودها من كوريا مثلا بدلا من المانيا وبدلا من اعطاء الأيحاء للأوروبيين بأنها ربما اصبحت عاجزة عن الانفاق على جنودها كما كانت تنفق بالأمس القريب وذلك حسب تعليقات كثير من المحللين السياسيين الأوروبيين اليوم.
إننا نعتقد ان المسألة – مسألة إعادة الإنتشار- مجرد اجراء وقائى لحملة بوش الانتخابية سيعود بعدها فى حال فوزه بأعادة هؤلاء الجنود من حيث أتو من اوروبا ويعيد الكرة مرة ثانية في طلب الموافقة على التصريح بصرف ملايين الدولارات من الكونجرس الاميريكي يدفعها المواطن المطحون للإنفاق على هؤلاء الجند من جديد وهي مسألة تشبه اخراج  لسانه مره اخرى لشعبه ولأوروبا وللعالم من حوله كما يفعل فتوات السينما المصرية فى افلام الأبيض والأسود.
ان هذا ماستجيب عنه الأيام القادمة وإنا لمنتظرون.   

الثلاثاء، 24 أغسطس 2004

على هامش السياسة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
إن الوطن هو ذلك الذى يعطى لا الذى يأخذ .. هو الوطن الحقيقى الذى ينمو الأنتماء اليه بشكل تلقائى فيظل وطنا آمنا منتصرا يجذب اليه البشر من كل الانحاء ليساهموا فى رفعة شأنه ودفعه للأمام وليس الوطن الذى يطرد ابناؤه ليعملوا فى غسل صحون وسيارات الأوطان الأخرى بدولارين فى الساعة.
إنفصل الوطن عنا حتى صار شعبا منعزلا عن حكومه وحكومة منعزلة عن الشعب وديونا لايعرف الناس لماذا استدانتها الحكومة ولاتعرف الحكومة اين انفقتها الناس, انفصل الوطن حتى صار ولاة الأمر فيه يظهرون ويختفون دون مبرر ودون أن يبالى بهم احد ربما لانعدام قيمته وقيامته وانعدام الصدق فيه وكذلك غلبة بيزينس السلطة على حساب المحكوميين حتى صارت بعض الشعوب تباد ابادة جماعية باسم مكافحة أى شئ فتخرج حكوماتها معلنة على صدر جرائدها وعلى صدر صفحاتها الإولى أنها ترقب هذه الأبادة الجماعية عن كثب وبقلق بالغ حتى انعدمت الثقة بين الناس والحكومة وبين الناس وبعضها البعض وبين الحكومات وبعضها ايضا إلى أن وصل حد عدم الثقة إلى البنية التحتية للأوطان فلا اب يثق بابنه ولازوج بزوجته ولاصديق بصديقه فعمت الفوضى وتسيدت البطالة وانهارت القيم وامتطت نانسي عجرم ذروة سنام الفضيلة ونواب الكيف والقروض صهوة الحكم وبن لادن منبر الفقه وخرج أطفالنا بعد ايمانهم بضياع المستقبل بقراءة الفاتحة على روح الوطن الذى ضاع شبابه هدر.
إن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان الرسول الوحيد من بين جميع الرسل الذى خاطب مدينة وهى مدينة مكه مسقط رأسه ووطنه حينما تم طرده منها إذ قال لها (والله انك لأحب بلاد الله إلى قلبى ولولا أن اهلك أخرجونى منك ماخرجت ) ولكن العجيب أن بعد فتحها بلا حرب ودانت له بمنتهى السهولة واليسر هاجرها طائعا وبمحض إرادته الى يثرب ذلك الوطن الجديد الذى أعطاه أمنا وسلطة واستقرارا بل ومات ودفن بها دون أى اشارة منه ولو من بعيد بأن يدفن فى بمكه .
إن الوطن هو ذلك الذى يعطى لا الذى يأخذ .. هو الوطن الحقيقى الذى ينمو الأنتماء اليه بشكل تلقائى فيظل وطنا آمنا منتصرا يجذب اليه البشر من كل الانحاء ليساهموا فى رفعة شأنه ودفعه للأمام وليس الوطن الذى يطرد ابناؤه ليعملوا فى غسل صحون وسيارات الأوطان الأخرى بدولارين فى الساعة.
فقر الوطن ليس عيبا ولكن الكارثة تكمن فى ايمان الوطن بانه وطن فقير تطبق عليه وحده نظرية المؤامرة من الاوطان الأخرى التى احترمت شعوبها وطبقت الديموقراطية بعيدا عن لعبة العسكر والحرامية واحكام القوانين العرفية. 

على هامش السياسة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
إن الوطن هو ذلك الذى يعطى لا الذى يأخذ .. هو الوطن الحقيقى الذى ينمو الأنتماء اليه بشكل تلقائى فيظل وطنا آمنا منتصرا يجذب اليه البشر من كل الانحاء ليساهموا فى رفعة شأنه ودفعه للأمام وليس الوطن الذى يطرد ابناؤه ليعملوا فى غسل صحون وسيارات الأوطان الأخرى بدولارين فى الساعة.
إنفصل الوطن عنا حتى صار شعبا منعزلا عن حكومه وحكومة منعزلة عن الشعب وديونا لايعرف الناس لماذا استدانتها الحكومة ولاتعرف الحكومة اين انفقتها الناس, انفصل الوطن حتى صار ولاة الأمر فيه يظهرون ويختفون دون مبرر ودون أن يبالى بهم احد ربما لانعدام قيمته وقيامته وانعدام الصدق فيه وكذلك غلبة بيزينس السلطة على حساب المحكوميين حتى صارت بعض الشعوب تباد ابادة جماعية باسم مكافحة أى شئ فتخرج حكوماتها معلنة على صدر جرائدها وعلى صدر صفحاتها الإولى أنها ترقب هذه الأبادة الجماعية عن كثب وبقلق بالغ حتى انعدمت الثقة بين الناس والحكومة وبين الناس وبعضها البعض وبين الحكومات وبعضها ايضا إلى أن وصل حد عدم الثقة إلى البنية التحتية للأوطان فلا اب يثق بابنه ولازوج بزوجته ولاصديق بصديقه فعمت الفوضى وتسيدت البطالة وانهارت القيم وامتطت نانسي عجرم ذروة سنام الفضيلة ونواب الكيف والقروض صهوة الحكم وبن لادن منبر الفقه وخرج أطفالنا بعد ايمانهم بضياع المستقبل بقراءة الفاتحة على روح الوطن الذى ضاع شبابه هدر.
إن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان الرسول الوحيد من بين جميع الرسل الذى خاطب مدينة وهى مدينة مكه مسقط رأسه ووطنه حينما تم طرده منها إذ قال لها (والله انك لأحب بلاد الله إلى قلبى ولولا أن اهلك أخرجونى منك ماخرجت ) ولكن العجيب أن بعد فتحها بلا حرب ودانت له بمنتهى السهولة واليسر هاجرها طائعا وبمحض إرادته الى يثرب ذلك الوطن الجديد الذى أعطاه أمنا وسلطة واستقرارا بل ومات ودفن بها دون أى اشارة منه ولو من بعيد بأن يدفن فى بمكه .
إن الوطن هو ذلك الذى يعطى لا الذى يأخذ .. هو الوطن الحقيقى الذى ينمو الأنتماء اليه بشكل تلقائى فيظل وطنا آمنا منتصرا يجذب اليه البشر من كل الانحاء ليساهموا فى رفعة شأنه ودفعه للأمام وليس الوطن الذى يطرد ابناؤه ليعملوا فى غسل صحون وسيارات الأوطان الأخرى بدولارين فى الساعة.
فقر الوطن ليس عيبا ولكن الكارثة تكمن فى ايمان الوطن بانه وطن فقير تطبق عليه وحده نظرية المؤامرة من الاوطان الأخرى التى احترمت شعوبها وطبقت الديموقراطية بعيدا عن لعبة العسكر والحرامية واحكام القوانين العرفية. 

الأحد، 29 فبراير 2004

ياأمة " البطيــخ "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الأمة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على أنفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف إنما تقع جميعها أمام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين المعاصرين اليوم!
حينما دخل عمر بن الخطاب القدس لأول مرة دخلها حاكما اذ اصبحت ضمن امصار المسلمين وتحت ولايتهم بعد ان انتهى فيها حكم الرومان.
كان يدرك عمر بن الخطاب ان هذه الأصقاع لايوجد بها مواطن مسلم واحد حيث أن كل سكانها من النصارى واليهود فماذا فعل وهو يتلقى اول امتحان حقيقي في كيفية بناء الدولة العصرية التي يجب ان تقود العالم حسب ما يؤمن وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بأقل من اربعة سنوات؟
ان اقرار الجزية يكاد يكون امراً مستحيلاً بل وغير منطقياً وظالماً في آن واحد بسبب مايعيشه نصارى القدس والشام عرباً وعجماً من فقر مدقع احاط بهم من كل حدب بعدما أذلهم الرومان وامتصوهم، وعليه بنى عمر بن الخطاب دوافعه في رفض الجزية تماماً أوفرضها كقانون على الدولة التي تم احتلالها ودخولها في حظيرة المسلمين، بل أنه قد خرج ايضاً بسابقة كان من الممكن ان تؤلب عليه اعوانه ورجاله لولا يقينهم بمدى ورع وايمان عمر وهي ان قرر فتح بيت مال المسلمين عن آخره لمنح المال والكساء والغذاء لفقراء القدس والشام ليقينة ان هؤلاء هم رعيته في المقام الأول وفي كنف دولته وان ابقائهم على فقرهم وامتصاصهم كما فعل الروم لأعظم الدوافع للثورة على الدولة لتكون النتيجة خراب الدين وانتهاء امر الدولة قبل ان تبدأ.
لقد كان منهج عمر قائماً على ان الدولة مادامت تحكم بالشرع الاسلامي فإن اول قوانين هذا الحكم هي " لكم دينكم ولي ديني " لتعم سماحة الدين وعدالته رؤوس الكل فلايشهد فيها احد الا بنزاهة دستورها ومنهجها حتى ولو كان على غير ملة الأسلام ولعل تطبيقة حد الجلد على اقرب الناس اليه حينما علم بواقعة الزنا في قبطية لأعظم الأمثلة على عدالة دولة عمر وسواسية الحقوق والواجبات لكل افرادها حتى ولو كانوا من غير المسلمين، ومن هذا الفكر المسلم الواعي الفقيه بأمور دينه ودنياه لم يرفض عمر مطلب النصارى بطرد اليهود من مدينة القدس " اورشليم " حيث كانوا يد الروم الطولى في تعذيب واذلال النصارى واصدر فرمانا بأن يدع المسلمين امر النصارى وقضاء النصارى للنصارى وأن لا يحرقوا مزارع خنازيرهم ولايمنعوا عنهم نبيذهم ولايجبرونهم على اعتناق الاسلام كرها ولا يقطعوا بينهم وبين صلواتهم في معابدهم فهم احرار ماداموا يحترموا حقوقهم كمواطنين شرفاء لهم كافة حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاسلامي السمح داخل الوطن الذي يحكم به.
لم يمر اكثر من عشرة اعوام على دخول عمر القدس ويؤسس منهج الدولة التى اصبح رعاياها من ملل مختلفة واديان مختلفة بل وألسنة مختلفة حتى جاء معاوية بن ابي سفيان ليؤسس دولته الاموية ويقوم بفتوحاته السياسية شرقاً وغرباً بجيش كان غالب الجنود فيه من مواطني الشام اي من نصارى الشام فيبلوا بلاءً حسنا لنصرة دولتهم ايمانا منهم بها رغم ان سلاطين دولتهم على غير ذات الدين ومن امة المسلمين لكنهم شعروا تحت رايتهم بأنهم اكثر حرية في ممارسة شعائرهم الدينية ومزاولة حق المواطنة دون خوف او ارهاب وهو الامر الذي دفع الدولة الاسلامية بفضل هذه السماحة والعدالة الاجتماعية ان تمتلك ناصية العالم في اقل من خمسة وعشرين عاماً وهو زمن اقل ما يوصف به انه معجزة حقيقية كان مسببها الرئيس تلاشي فقه التطرف وفقه قانون الطوارئ الذي نحياه الان والذي ادى بنا وبمجتمعاتنا الى فتن طائفية وفقر وبطالة بل وتشوية لمعالم الدين وسماحته وهو الدين الذي رفع عن البشر برغم اختلافاتهم الدينية والعرقية الظلم والقهر والنزاعات الطائفية تحت مظلة الوطن الواحد .
هذه هي دولة المسلمين كما أقرها وحدد مبادئها القران ومارسها الرسول فصارت سنة وحاكاه فيها اصحابه فملكوا الدنيا واقاموا العدل فيها.
اما الآن فلا سبيل لنا امام فقهاء هذا العصر الذين انقسموا على انفسهم ودفعوا أمتنا لأن يكون لكل ارضِ فيها فقيه يأتمر بسلطانها واميرها كما لو كانوا انداداً لله في الأرض الا ان نسمع من مثقفي الأمة نداءات العلمانية وحظر الدين في سجاجيد الصلاة والمساجد لعجزه – من وجهة نظرهم - عن تقديم الحلول التي تتوائم ولغة العصر ولم يهتم احدهم بدولة الدستور الأسلامي التي استقت منه كل دساتير الدنيا مناهجها، ونسوا ان سبب انهيار مبادئ الدين ومنهجه وقانونه في قلوب العباد انما نابع من اكذوبة ان في عالمنا الحاضر فقهاء ألهتنا " غيبوبتهم " عن ادراك انهم اصل ضياع الدين والدنيا معاً لما تبنوا الفقه الشاذ فقط وليد لحظات استنهاض الأمة عبر صراعها التاريخي وألقوا وراء ظهورهم دفع الأمة للتراص والتوحد والإعتصام بعدما اصبحوا فقهاء الدرهم والدينار لايبدعون الا في فقه النساء وحف الشارب حتى انطبق عليهم قول المتنبي: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... ياأمة قد ضحكت من جهلها الأمم.
ان المسؤلية الانسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الامة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على انفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف انما تقع جميعها امام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين الذين دفعوا بنا وبوطننا لأن يكون مجهول الداخل والخارج لاتعلم ان كان قلبه طيباً ام خبيثاً ونهباً لدعاة العلمانية والإلحاد بأسم التطور وكأننا امة خلق الله عقول ابنائها من البطيخ .

ياأمة " البطيــخ "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الأمة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على أنفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف إنما تقع جميعها أمام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين المعاصرين اليوم!
حينما دخل عمر بن الخطاب القدس لأول مرة دخلها حاكما اذ اصبحت ضمن امصار المسلمين وتحت ولايتهم بعد ان انتهى فيها حكم الرومان.
كان يدرك عمر بن الخطاب ان هذه الأصقاع لايوجد بها مواطن مسلم واحد حيث أن كل سكانها من النصارى واليهود فماذا فعل وهو يتلقى اول امتحان حقيقي في كيفية بناء الدولة العصرية التي يجب ان تقود العالم حسب ما يؤمن وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بأقل من اربعة سنوات؟
ان اقرار الجزية يكاد يكون امراً مستحيلاً بل وغير منطقياً وظالماً في آن واحد بسبب مايعيشه نصارى القدس والشام عرباً وعجماً من فقر مدقع احاط بهم من كل حدب بعدما أذلهم الرومان وامتصوهم، وعليه بنى عمر بن الخطاب دوافعه في رفض الجزية تماماً أوفرضها كقانون على الدولة التي تم احتلالها ودخولها في حظيرة المسلمين، بل أنه قد خرج ايضاً بسابقة كان من الممكن ان تؤلب عليه اعوانه ورجاله لولا يقينهم بمدى ورع وايمان عمر وهي ان قرر فتح بيت مال المسلمين عن آخره لمنح المال والكساء والغذاء لفقراء القدس والشام ليقينة ان هؤلاء هم رعيته في المقام الأول وفي كنف دولته وان ابقائهم على فقرهم وامتصاصهم كما فعل الروم لأعظم الدوافع للثورة على الدولة لتكون النتيجة خراب الدين وانتهاء امر الدولة قبل ان تبدأ.
لقد كان منهج عمر قائماً على ان الدولة مادامت تحكم بالشرع الاسلامي فإن اول قوانين هذا الحكم هي " لكم دينكم ولي ديني " لتعم سماحة الدين وعدالته رؤوس الكل فلايشهد فيها احد الا بنزاهة دستورها ومنهجها حتى ولو كان على غير ملة الأسلام ولعل تطبيقة حد الجلد على اقرب الناس اليه حينما علم بواقعة الزنا في قبطية لأعظم الأمثلة على عدالة دولة عمر وسواسية الحقوق والواجبات لكل افرادها حتى ولو كانوا من غير المسلمين، ومن هذا الفكر المسلم الواعي الفقيه بأمور دينه ودنياه لم يرفض عمر مطلب النصارى بطرد اليهود من مدينة القدس " اورشليم " حيث كانوا يد الروم الطولى في تعذيب واذلال النصارى واصدر فرمانا بأن يدع المسلمين امر النصارى وقضاء النصارى للنصارى وأن لا يحرقوا مزارع خنازيرهم ولايمنعوا عنهم نبيذهم ولايجبرونهم على اعتناق الاسلام كرها ولا يقطعوا بينهم وبين صلواتهم في معابدهم فهم احرار ماداموا يحترموا حقوقهم كمواطنين شرفاء لهم كافة حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاسلامي السمح داخل الوطن الذي يحكم به.
لم يمر اكثر من عشرة اعوام على دخول عمر القدس ويؤسس منهج الدولة التى اصبح رعاياها من ملل مختلفة واديان مختلفة بل وألسنة مختلفة حتى جاء معاوية بن ابي سفيان ليؤسس دولته الاموية ويقوم بفتوحاته السياسية شرقاً وغرباً بجيش كان غالب الجنود فيه من مواطني الشام اي من نصارى الشام فيبلوا بلاءً حسنا لنصرة دولتهم ايمانا منهم بها رغم ان سلاطين دولتهم على غير ذات الدين ومن امة المسلمين لكنهم شعروا تحت رايتهم بأنهم اكثر حرية في ممارسة شعائرهم الدينية ومزاولة حق المواطنة دون خوف او ارهاب وهو الامر الذي دفع الدولة الاسلامية بفضل هذه السماحة والعدالة الاجتماعية ان تمتلك ناصية العالم في اقل من خمسة وعشرين عاماً وهو زمن اقل ما يوصف به انه معجزة حقيقية كان مسببها الرئيس تلاشي فقه التطرف وفقه قانون الطوارئ الذي نحياه الان والذي ادى بنا وبمجتمعاتنا الى فتن طائفية وفقر وبطالة بل وتشوية لمعالم الدين وسماحته وهو الدين الذي رفع عن البشر برغم اختلافاتهم الدينية والعرقية الظلم والقهر والنزاعات الطائفية تحت مظلة الوطن الواحد .
هذه هي دولة المسلمين كما أقرها وحدد مبادئها القران ومارسها الرسول فصارت سنة وحاكاه فيها اصحابه فملكوا الدنيا واقاموا العدل فيها.
اما الآن فلا سبيل لنا امام فقهاء هذا العصر الذين انقسموا على انفسهم ودفعوا أمتنا لأن يكون لكل ارضِ فيها فقيه يأتمر بسلطانها واميرها كما لو كانوا انداداً لله في الأرض الا ان نسمع من مثقفي الأمة نداءات العلمانية وحظر الدين في سجاجيد الصلاة والمساجد لعجزه – من وجهة نظرهم - عن تقديم الحلول التي تتوائم ولغة العصر ولم يهتم احدهم بدولة الدستور الأسلامي التي استقت منه كل دساتير الدنيا مناهجها، ونسوا ان سبب انهيار مبادئ الدين ومنهجه وقانونه في قلوب العباد انما نابع من اكذوبة ان في عالمنا الحاضر فقهاء ألهتنا " غيبوبتهم " عن ادراك انهم اصل ضياع الدين والدنيا معاً لما تبنوا الفقه الشاذ فقط وليد لحظات استنهاض الأمة عبر صراعها التاريخي وألقوا وراء ظهورهم دفع الأمة للتراص والتوحد والإعتصام بعدما اصبحوا فقهاء الدرهم والدينار لايبدعون الا في فقه النساء وحف الشارب حتى انطبق عليهم قول المتنبي: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... ياأمة قد ضحكت من جهلها الأمم.
ان المسؤلية الانسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الامة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على انفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف انما تقع جميعها امام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين الذين دفعوا بنا وبوطننا لأن يكون مجهول الداخل والخارج لاتعلم ان كان قلبه طيباً ام خبيثاً ونهباً لدعاة العلمانية والإلحاد بأسم التطور وكأننا امة خلق الله عقول ابنائها من البطيخ .

الأحد، 8 فبراير 2004

الحب في مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية ..

مفهوم الحب في بلادنا رغم بساطته نقوم نحن بتعقيده وإذلاله وكسر جماله بأن يؤمن كل طرف إيماناً سطحياً بأن الحب هو إرضاء الحبيب متصوراً أنه بذلك الإيمان سيمتلك قلب محبوبه ويرضى عنه للأبد لكن يكتشف كل طرف بعد فترة أنه نسى نفسه في إرضاء المحبوب .. يكتشف أنه ليس على طبيعته .. يدرك بفطرته أنه مع محبوبه يكون شخصية غير شخصيته .. شخصية مرهقة لا يعرفها، فيشتاق لشخصيته الحقيقية ليستعيدها من احتلال الحبيب ولو على حساب الحب وفقدان الحبيب نفسه فتكون النتيجة المنطقية إنهيار العلاقة .. المدهش أن كل طرف فشل في علاقة لهذه الأسباب ودخل في علاقة جديدة بعد ألم العلاقة السابقة يرتكب نفس الخطأ وهو ارضاء الحبيب فيسقط مرة أخرى نفس السقوط القديم ويظل في دوامة الدخول والخروج من علاقة لعلاقة وعلاقات لا تنتهي حتى يكفر بالحب ويدخل في مرحلة المظلومية ويعيش بإيمان كامل أنه ضحية .. الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية .. بصمتك الحقيقية .. طبيعتك .. فطرتك .. ضحكتك وحتى غضبك التلقائي .. الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة هو أنت الحقيقي .. شخصيتك كرجل له كبريائه أو شخصيتك كأمرأه لها كرامتها.

الحب في مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية ..

مفهوم الحب في بلادنا رغم بساطته نقوم نحن بتعقيده وإذلاله وكسر جماله بأن يؤمن كل طرف إيماناً سطحياً بأن الحب هو إرضاء الحبيب متصوراً أنه بذلك الإيمان سيمتلك قلب محبوبه ويرضى عنه للأبد لكن يكتشف كل طرف بعد فترة أنه نسى نفسه في إرضاء المحبوب .. يكتشف أنه ليس على طبيعته .. يدرك بفطرته أنه مع محبوبه يكون شخصية غير شخصيته .. شخصية مرهقة لا يعرفها، فيشتاق لشخصيته الحقيقية ليستعيدها من احتلال الحبيب ولو على حساب الحب وفقدان الحبيب نفسه فتكون النتيجة المنطقية إنهيار العلاقة .. المدهش أن كل طرف فشل في علاقة لهذه الأسباب ودخل في علاقة جديدة بعد ألم العلاقة السابقة يرتكب نفس الخطأ وهو ارضاء الحبيب فيسقط مرة أخرى نفس السقوط القديم ويظل في دوامة الدخول والخروج من علاقة لعلاقة وعلاقات لا تنتهي حتى يكفر بالحب ويدخل في مرحلة المظلومية ويعيش بإيمان كامل أنه ضحية .. الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية .. بصمتك الحقيقية .. طبيعتك .. فطرتك .. ضحكتك وحتى غضبك التلقائي .. الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة هو أنت الحقيقي .. شخصيتك كرجل له كبريائه أو شخصيتك كأمرأه لها كرامتها.

الأربعاء، 4 فبراير 2004

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.

السبت، 24 يناير 2004

علمانية السفهاء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.
 
غاية الإنسان هي الحقيقة، والعلم هو الوسيلة المنطقية للوصول الى هذه الغاية الإنسانية الرفيعة دون وسيط يسيطر على البشر أويحدد لهم الحقيقة من وجهة نظر خاصة ويمنح مريديه " العفو والمغفرة وربما لقب شهيد " لتتم حمايته من عذابات الإله وسطوته وجبروته بعد ان اخفوا عن اعين البشر بفقههم وفتاويهم رحمه الله وعفوه.

من هذا المنطلق كانت ثورة اوروبا على الكنيسة التي تحكمت في البشر ودفعتهم لخوض حروباً مذهبية راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا الابرياء وبعد ان تم قتل الكثير من علماء اوروبا كما يقتل السحرة والدجالين تحت دعوي نصرة الله بالحروب المقدسة والإعدامات المقدسة والتي لم يستفد منها سوى سدنة الدجل وفقهاء البيزنس الإلهي.

وعلمانية اوروبا منذ ان قامت وحتى الآن هي علمانية دينية صرفة بغض النظر عن كونها مشتقة من العلم بفتح حرف العين وتعني" الراية أو اللواء" ومؤداه تساوي الحقوق المدنية تحت شعار المواطنة، او العلم بكسر حرف العين وتعني" منطق العقل وافرازاته" ومؤداه غلبة العلم التجريبي وسيطرته على مجريات السياسة والحكم بعيدا عن الدين واوامره وشرائعة، او العالم بمعنى الدنيا " Globalization" ومؤداها تحول الدنيا الى قرية صغيرة وفك الحواجز والحدود ليبرح المرء امكنته بحرية تامة ويمارس حقه في الحياة دون قيود في اي مكان يختاره بلاتأشيرات او جوازات، وماإن تذكر العلمانية او تتفوه بها إلا وتجد اختلاف القوم على انفسهم في المسميات الثلاثة السابقة لتضيع في هوة الإختلاف قيمة البحث الحقيقي عن دوافع هذا المسمى ونتائجة، وعليه وبرغم اختلاف هذا النفر الغير قليل من المثقفين حول هذه المسألة إلا ان الهدف – من منظور تاريخي – والذي كان دافعاً لها في بداية استبداعها باوروبا هو دفع ابناء المذاهب المسيحية المختلفة داخل الوطن الواحد للتصالح والتصافي ونبذ الخلاف بل والمناداة بوحدة الكنيسة وانصهار مذاهبها المختلفة في بوتقة مذهب واحد جامع، ليتفرغوا لنهضة الوطن بعد ان انهكتهم وانهكت اوطانهم الحروب المذهبية، ولم تكن هذه العلمانية اطلاقا منهجاً يهدف الى تصالح ابناء الاديان المختلفة والا ماكان قتل وذبح عشرات الالاف من ابناء الديانات الأخرى في كل انحاء اوروبا بدافع عنصري محض رغم اعتناق الاوروبيين مبدا العلمانية في بروسيا وروسيا والنمسا وانجلترا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان " المتحضرة "!.

ومن المضحك لمدعي العلمانية في الشرق والغرب انهم لايسألون انفسهم سؤالاً قمت بطرحه على احد المثقفين الامريكان ممن لي بهم معرفة شخصية وهو: هل سترضى ان يكون رئيس الولايات المتحدة امريكياً مسلماً او يهودياً ذات يوم مادمت تعتنق مبدأ العلمانية وتصر على انها المخرج الوحيد للبلاد العربية تحديداً ؟ وهنا حدق في وجهي ثم اردف قائلاً : لن اقبلها لاننا اغلبية مسيحية وحينما احس بالحرج من اجابته استطرد قائلاً ربما سأقبلها راغماً ان تمت بالانتخاب مادام الرئيس امريكيا وليس له اصول عربية!

والحقيقة انه كان كاذباً ذكيا اذ ان كينيدي وهو ليس من اصول عربية وبالرغم من ذلك تم اغتياله لمجرد انه الرئيس الوحيد الكاثوليكي الذي اعتلى كرسي رئاسة امريكا ولم يكن من ابناء مذهب الغالبية، وكذلك آل جور برغم ذكاؤه تضافر ضده الجميع لمجرد ان اختار نائبه يهودياً على الرغم من انه هو الآخر ليس من اصول عربية، بل ان امريكا لاتقوى ولن تقوى على تكوين مجلس حكم "انتقالي" اميريكي يضم في مقاعده كل طوائف الشعب الاميريكي ومذاهبه المختلفه ودياناته المتعددة كما كونته وفرضته في العراق وافغانستان بدافع فرض العلمانية لإدراكها ان هذا التكوين مصيره ونتيجته الحتمية هي الحرب الاهلية التي ستؤدي في النهاية الى محو امريكا تماما من على خارطة العالم.

لقد اجبرت الارجنتين " كارلوس منعم " وهو مسلم سني من سوريا على التنصر والتحول للمسيحية ليعتلي كرسي الرئاسة او لارئاسة ولارئيس فتنصر الفتى وصار بعد مسيحيته رئيسا واستقبلته سوريا حينما زارها وزار فيها ابنته " زينب" بالزهور والرياحيين! فهل هذه علمانية وسماحة غربية؟

أما اسرائيل التي اختلقتها ودعمتها وساندتها كل الانظمة العلمانية في العالم هي في حقيقة الامر فكرة عنصرية دينية محضة ولدت في عقل اوروبا العلمانية وأوحت بها من خلال ممارستها العنصرية وحروب الابادة في عقل هرتزل وهدفها ليس تكوين وطن يهودي من اجل عيون اليهود ولكن لاستعجال الحرب الكبرى – هرمجادون – والتي سيفنى فيها اصحاب العمائم البيضاء عن بكرة ابيهم " ويقصد بهم العرب " على يد اليهود!

ان اسرائيل عدو العرب الرئيس وهي دولة دينية في غاية التدين بل انها تطبق نصوص الدين اليهودي حرفياً كما ورد في التوراة، وكذلك من يساند هذه الدولة وفي مصلحته بقائها هم قوى دينية بحته وان اعتلو سنام العلمانية ولايقل ايمانهم عن ايمان الشعب اليهودي بإبادة العرب في الحرب الكبرى التي ستبدأ بعدها مرحلة الخلاص والعدل ودخول اهل اوربا واليهود الفردوس الاعلى في معية النبيين والقديسيين والشهداء!، بل انها قد خرجت من فم " بوش " بعفوية المتدينين الغربيين البسطاء واعلنها حرباً صليبية وإن كان قد تراجع عنها امام حرج الغرب العلماني من ان تنفضح علمانيته المزورة امام انجلاء مسحته الدينية المتعصبة والمتطرفة احيانا والتي اظهرتها كلمات بوش في خطابه الذي القاه على أعين الاشهاد امام العالم كلهّ!.

لن نتمكن من صد إسرائيل الا بدولة اسلامية شاملة تحمل سماحة الدين الإسلامي كما فرضه رسول الامة عليه الصلاة والسلام وليس كما تعلمناه من فقه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذان اجتهدا – لا مراء في ذلك - في مرحلة خاصة من احلك مراحل تاريخ الأمة وأفتوا بفتواهم التي كانت بمثابة " فقه قانون طوارئ" محاولين به استنهاض المسلمين الذين اقعدهم حب الدنيا وكراهة الموت وعبادة السلطان وهو فقه لاعلاقة له الان بما نحياه من لحظات تاريخية حالكة اخرى تستوجب منا وقفة تأمل جديدة لن ينفعنا فيها غير منهج دولة الرسول محمد نفسه عليه افضل الصلاة والسلام ومباشرة كما جاء عنه دون وساطة كهنية ولكن ممارسة حقيقية كما ورد عنه من سلوك وكما اوحي اليه من شرع دون تحريف او لي ذراع كما وردت في فتوى تكفير كل من شاهد قناة " المجد " باسانيد من الكتاب والسنة وكذلك تحريم وتكفير قيادة المرأة للسيارة باسانيد من الكتاب والسنة!، وهي فتاوى يعلم مستبديعها انها فتاوى الدجل والتنطع لا تدفع الناس الى الإيمان واليقين قدر ماتدفعهم الى الشك والتذبذب وفقدان الثقة في رجال الدين الذين اصبح الغالب منهم دجالاً وعبدا للسلطان اكثر من كونه رجل دين ليحظى بحماية السلطان ومنح السلطان الذي اصبح في زماننا هذا اكثر قوة وبطشاً من الله نفسه بوحي من فتاوى فقهاء دواويين الحكومة والبيزنس الإلهي .

لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.

أن كثير من مثقفينا العرب يروا ان الحل والعدل والاستنهاض يكمن في علمانية الغرب وأرى من وجهة نظري انه مادام عدونا قامت دولته وعدواته على شريعته وتوراته فلاسبيل لنا الا شرعنا وقرآننا وبعد النصر افعلوا ماشئتم ان كنتم صادقين!

علمانية السفهاء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.
 
غاية الإنسان هي الحقيقة، والعلم هو الوسيلة المنطقية للوصول الى هذه الغاية الإنسانية الرفيعة دون وسيط يسيطر على البشر أويحدد لهم الحقيقة من وجهة نظر خاصة ويمنح مريديه " العفو والمغفرة وربما لقب شهيد " لتتم حمايته من عذابات الإله وسطوته وجبروته بعد ان اخفوا عن اعين البشر بفقههم وفتاويهم رحمه الله وعفوه.

من هذا المنطلق كانت ثورة اوروبا على الكنيسة التي تحكمت في البشر ودفعتهم لخوض حروباً مذهبية راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا الابرياء وبعد ان تم قتل الكثير من علماء اوروبا كما يقتل السحرة والدجالين تحت دعوي نصرة الله بالحروب المقدسة والإعدامات المقدسة والتي لم يستفد منها سوى سدنة الدجل وفقهاء البيزنس الإلهي.

وعلمانية اوروبا منذ ان قامت وحتى الآن هي علمانية دينية صرفة بغض النظر عن كونها مشتقة من العلم بفتح حرف العين وتعني" الراية أو اللواء" ومؤداه تساوي الحقوق المدنية تحت شعار المواطنة، او العلم بكسر حرف العين وتعني" منطق العقل وافرازاته" ومؤداه غلبة العلم التجريبي وسيطرته على مجريات السياسة والحكم بعيدا عن الدين واوامره وشرائعة، او العالم بمعنى الدنيا " Globalization" ومؤداها تحول الدنيا الى قرية صغيرة وفك الحواجز والحدود ليبرح المرء امكنته بحرية تامة ويمارس حقه في الحياة دون قيود في اي مكان يختاره بلاتأشيرات او جوازات، وماإن تذكر العلمانية او تتفوه بها إلا وتجد اختلاف القوم على انفسهم في المسميات الثلاثة السابقة لتضيع في هوة الإختلاف قيمة البحث الحقيقي عن دوافع هذا المسمى ونتائجة، وعليه وبرغم اختلاف هذا النفر الغير قليل من المثقفين حول هذه المسألة إلا ان الهدف – من منظور تاريخي – والذي كان دافعاً لها في بداية استبداعها باوروبا هو دفع ابناء المذاهب المسيحية المختلفة داخل الوطن الواحد للتصالح والتصافي ونبذ الخلاف بل والمناداة بوحدة الكنيسة وانصهار مذاهبها المختلفة في بوتقة مذهب واحد جامع، ليتفرغوا لنهضة الوطن بعد ان انهكتهم وانهكت اوطانهم الحروب المذهبية، ولم تكن هذه العلمانية اطلاقا منهجاً يهدف الى تصالح ابناء الاديان المختلفة والا ماكان قتل وذبح عشرات الالاف من ابناء الديانات الأخرى في كل انحاء اوروبا بدافع عنصري محض رغم اعتناق الاوروبيين مبدا العلمانية في بروسيا وروسيا والنمسا وانجلترا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان " المتحضرة "!.

ومن المضحك لمدعي العلمانية في الشرق والغرب انهم لايسألون انفسهم سؤالاً قمت بطرحه على احد المثقفين الامريكان ممن لي بهم معرفة شخصية وهو: هل سترضى ان يكون رئيس الولايات المتحدة امريكياً مسلماً او يهودياً ذات يوم مادمت تعتنق مبدأ العلمانية وتصر على انها المخرج الوحيد للبلاد العربية تحديداً ؟ وهنا حدق في وجهي ثم اردف قائلاً : لن اقبلها لاننا اغلبية مسيحية وحينما احس بالحرج من اجابته استطرد قائلاً ربما سأقبلها راغماً ان تمت بالانتخاب مادام الرئيس امريكيا وليس له اصول عربية!

والحقيقة انه كان كاذباً ذكيا اذ ان كينيدي وهو ليس من اصول عربية وبالرغم من ذلك تم اغتياله لمجرد انه الرئيس الوحيد الكاثوليكي الذي اعتلى كرسي رئاسة امريكا ولم يكن من ابناء مذهب الغالبية، وكذلك آل جور برغم ذكاؤه تضافر ضده الجميع لمجرد ان اختار نائبه يهودياً على الرغم من انه هو الآخر ليس من اصول عربية، بل ان امريكا لاتقوى ولن تقوى على تكوين مجلس حكم "انتقالي" اميريكي يضم في مقاعده كل طوائف الشعب الاميريكي ومذاهبه المختلفه ودياناته المتعددة كما كونته وفرضته في العراق وافغانستان بدافع فرض العلمانية لإدراكها ان هذا التكوين مصيره ونتيجته الحتمية هي الحرب الاهلية التي ستؤدي في النهاية الى محو امريكا تماما من على خارطة العالم.

لقد اجبرت الارجنتين " كارلوس منعم " وهو مسلم سني من سوريا على التنصر والتحول للمسيحية ليعتلي كرسي الرئاسة او لارئاسة ولارئيس فتنصر الفتى وصار بعد مسيحيته رئيسا واستقبلته سوريا حينما زارها وزار فيها ابنته " زينب" بالزهور والرياحيين! فهل هذه علمانية وسماحة غربية؟

أما اسرائيل التي اختلقتها ودعمتها وساندتها كل الانظمة العلمانية في العالم هي في حقيقة الامر فكرة عنصرية دينية محضة ولدت في عقل اوروبا العلمانية وأوحت بها من خلال ممارستها العنصرية وحروب الابادة في عقل هرتزل وهدفها ليس تكوين وطن يهودي من اجل عيون اليهود ولكن لاستعجال الحرب الكبرى – هرمجادون – والتي سيفنى فيها اصحاب العمائم البيضاء عن بكرة ابيهم " ويقصد بهم العرب " على يد اليهود!

ان اسرائيل عدو العرب الرئيس وهي دولة دينية في غاية التدين بل انها تطبق نصوص الدين اليهودي حرفياً كما ورد في التوراة، وكذلك من يساند هذه الدولة وفي مصلحته بقائها هم قوى دينية بحته وان اعتلو سنام العلمانية ولايقل ايمانهم عن ايمان الشعب اليهودي بإبادة العرب في الحرب الكبرى التي ستبدأ بعدها مرحلة الخلاص والعدل ودخول اهل اوربا واليهود الفردوس الاعلى في معية النبيين والقديسيين والشهداء!، بل انها قد خرجت من فم " بوش " بعفوية المتدينين الغربيين البسطاء واعلنها حرباً صليبية وإن كان قد تراجع عنها امام حرج الغرب العلماني من ان تنفضح علمانيته المزورة امام انجلاء مسحته الدينية المتعصبة والمتطرفة احيانا والتي اظهرتها كلمات بوش في خطابه الذي القاه على أعين الاشهاد امام العالم كلهّ!.

لن نتمكن من صد إسرائيل الا بدولة اسلامية شاملة تحمل سماحة الدين الإسلامي كما فرضه رسول الامة عليه الصلاة والسلام وليس كما تعلمناه من فقه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذان اجتهدا – لا مراء في ذلك - في مرحلة خاصة من احلك مراحل تاريخ الأمة وأفتوا بفتواهم التي كانت بمثابة " فقه قانون طوارئ" محاولين به استنهاض المسلمين الذين اقعدهم حب الدنيا وكراهة الموت وعبادة السلطان وهو فقه لاعلاقة له الان بما نحياه من لحظات تاريخية حالكة اخرى تستوجب منا وقفة تأمل جديدة لن ينفعنا فيها غير منهج دولة الرسول محمد نفسه عليه افضل الصلاة والسلام ومباشرة كما جاء عنه دون وساطة كهنية ولكن ممارسة حقيقية كما ورد عنه من سلوك وكما اوحي اليه من شرع دون تحريف او لي ذراع كما وردت في فتوى تكفير كل من شاهد قناة " المجد " باسانيد من الكتاب والسنة وكذلك تحريم وتكفير قيادة المرأة للسيارة باسانيد من الكتاب والسنة!، وهي فتاوى يعلم مستبديعها انها فتاوى الدجل والتنطع لا تدفع الناس الى الإيمان واليقين قدر ماتدفعهم الى الشك والتذبذب وفقدان الثقة في رجال الدين الذين اصبح الغالب منهم دجالاً وعبدا للسلطان اكثر من كونه رجل دين ليحظى بحماية السلطان ومنح السلطان الذي اصبح في زماننا هذا اكثر قوة وبطشاً من الله نفسه بوحي من فتاوى فقهاء دواويين الحكومة والبيزنس الإلهي .

لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.

أن كثير من مثقفينا العرب يروا ان الحل والعدل والاستنهاض يكمن في علمانية الغرب وأرى من وجهة نظري انه مادام عدونا قامت دولته وعدواته على شريعته وتوراته فلاسبيل لنا الا شرعنا وقرآننا وبعد النصر افعلوا ماشئتم ان كنتم صادقين!