الأربعاء، 24 يناير 2007

كبش المحرقة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

المشاهدات اليوم حول سيناريو الحرب في الشرق الأوسط أصبحت غير مفهومة على الإطلاق حتى في كثرة القادة الذين ملأوا العالم صياحا ويستقيلون واحدا بعد الأخر وبإهانة إعلامية بالغة بدأها رامسفيلد وأنهاها في الدولة العبرية "حالوتس" رئيس الأركان!

 
برغم الاختلاف احترموه واحترموا أنفسهم أمام العالم

كارلوس باسكوال خبير استراتيجي اميركي في شئون أعمار العراق وأفغانستان وهو إلى جانب ذلك يتبوأ عدة مناصب مهمة جداً في مراكز وجامعات ومنظمات أمريكية هامة، وأهمية هذا الرجل ترجع لأهمية منصبه الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشرق الأوسط، يقول باسكوال: الأعمار في أفغانستان يبدو صعباً فرغم أن الناس ترفض عودة " طالبان " إلا أن "طالبان" استطاعت أن تستعيد جنوب أفغانستان لسيطرتها، لقد دمرا مئات المدارس وانشأوا بدلاً منها مدارس خاصة بهم من جديد، إن قوات التحالف " عاجزة" عن قبض سيطرتها هناك لذا فالأعمار تحت تلك الظروف يحمل الكثير من المخاطر، أما بسؤاله عن العراق فقال: لو استطعنا أن نعطي علامة من عشرة للوضع في العراق فالعلامة تساوي واحد من عشرة، لأن الوضع هناك مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولن تجدي الحلول العسكرية مع القصاص الطائفي في العراق لان التناحر الطائفي لا يستقيم إلا بالحلول السياسية وطاولة المفاوضات ودائما ما تستحيل معه الحلول العسكرية،هناك 3500 قتيلاً عراقياً كل شهر ومعهم 100 قتيل اميركي بجانب 10000 مدني يهرب مهاجرا من العراق للبلاد المجاورة، الوضع مأساوي ويستحيل معه مجرد البدء في مرحلة الأعمار.
إن المشاهدات اليوم حول سيناريو الحرب في الشرق الأوسط أصبحت غير مفهومة على الإطلاق حتى في كثرة القادة الذين ملأوا العالم صياحا ويستقيلون واحدا بعد الأخر وبإهانة إعلامية بالغة بدأها رامسفيلد وأنهاها في الدولة العبرية "حالوتس" رئيس الأركان هناك بعد تكرار الهزائم وها قد جاء قائداً جديداً للقوات الأمريكية في العراق" ديفيد بيروتس" بعد أخفاقات سلفة والمدهش أنه في أول مؤتمر صحفي له بعد وصوله بغداد صرح بأن الوضع في العراق كئيباً ولا ندري - وهو قائد عسكري يري بخلفيته العسكرية مالا نستطيع نحن رؤيته - هل يرى الكآبة كوضع راهن أم أنه يلقي لنا بشفرة تنبئنا عن وضع المنطقة الكئيب في المستقبل؟.
إن الوضع في المنطقة قاب قوسين أو أدني من الانفجار، وأتصور انه لو بدأ الانفجار فأنه ستكون هناك حرب ابادة جماعية ليست لجنساً بعينه ولكن لكل الشركاء على الأرض من مختلف الأعراق والأديان في المنطقة بدءاً من العراق.
لقد استمرت الحرب العالمية الثانية ما يقرب من أربعة سنوات وهانحن ندخل عامنا السادس ولا نرى نتائج سوى الخراب ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل طال الخراب كل البلدان المشاركة في الحرب حتى ولو من على الهامش حتى صار وضع الرئيس بوش حرجاً ويدلل على ذلك تدني شعبيته وسط أهله ومواطنيه وشعبه لنسبة تقارب 28% وهي نسبة لم يحصل عليها رئيساً أمريكيا منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وهي إنذار من الشعب الأمريكي الشريف - والذي أؤمن أنه شريفاً لأني عشت معة لأكثر من 6 سنوات واعرف موقفة الايجابي والنزيه تجاه القضايا العالمية جيداً – إن هذا الإنذار أقرب إلى التعبير عن رأي الغالبية هناك 72%  في رغبتها محاكمة كل المسئولين محاكمات عسكرية عن تلك الفوضى التي تحدث في العالم وقلصت من حريات الشعوب وجعلتهم أكثر رعباً وليس أمناً والدليل انه مازال الإرهابيين طلقاء والضحايا مازالوا يتساقطون ككبش المحرقة.
إن سيناريو الحرب الذي يدق أبواب المنطقة الآن هو سيناريو الوقيعة بين الطوائف لتقوم الحروب الطائفية بين جميع طوائف المنطقة وليس فقط بين السنة والشيعة ولكن بين اقل الطوائف عدداً وستكون هناك عمليات تطهير عرقي ومجازر لن يستطيع العالم وقفها وستكرر مأساة الأرمن وهيروشيما ونجازاكي وربما الهولوكوست مرة ثانية ولكن في تلك المرة لن يكون اليهود وحدهم في تلك المحرقة بل سنكون جميعاً كبش المحرقة الجديد.

جورج بوش في خطاب حالة الإتحاد
لن أدخل في تفاصيل خطاب حالة الاتحاد للسيد بوش ولن أخوض في تحليلاته وأبعاده، ولكني سأقف أمام سلوك شعب محترم اعتقد أنه درساً رائعاً في قيم السلوك الحضاري للأمم، فبرغم تدني شعبية السيد بوش وبرغم اختلاف الكثيرين معه داخل أروقة الكونجرس ومجلس الشيوخ، ورغم كون هذا أول خطاب يلقية رئيس اميريكي أمام أغلبية معارضة في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه ورغم هذا الاختلاف ورغم تلك المعارضة الضروس وقف الجميع يصفقون لرئيسهم بكل احترام وتوقير إيمانا منهم بوحدتهم ووحدة أمتهم في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها، أنهم فخورون بأنهم أمريكيون تلك هي الرسالة التي أرادوا أن يرسلوها للعالم، فمهما كان الخلاف ومهما كانت قوة المعارضة ومهما حتى كان حجم الصراع السياسي إلا أن ذلك لا قيمة له أطلاقا أمام احترام النظام لنفسه واحترام الشعب لرؤوس نظامه حتى يحترمه العالم ويكونون قادرون على تخطي العقبات والتحديات، ليتنا في عالمنا الثالث نستوعب هذا الدرس الحضاري العظيم، ليتنا نؤمن بقيم هذا السلوك السياسي الناضج، ليتنا نتعلم.

كبش المحرقة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

المشاهدات اليوم حول سيناريو الحرب في الشرق الأوسط أصبحت غير مفهومة على الإطلاق حتى في كثرة القادة الذين ملأوا العالم صياحا ويستقيلون واحدا بعد الأخر وبإهانة إعلامية بالغة بدأها رامسفيلد وأنهاها في الدولة العبرية "حالوتس" رئيس الأركان!

 
برغم الاختلاف احترموه واحترموا أنفسهم أمام العالم

كارلوس باسكوال خبير استراتيجي اميركي في شئون أعمار العراق وأفغانستان وهو إلى جانب ذلك يتبوأ عدة مناصب مهمة جداً في مراكز وجامعات ومنظمات أمريكية هامة، وأهمية هذا الرجل ترجع لأهمية منصبه الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشرق الأوسط، يقول باسكوال: الأعمار في أفغانستان يبدو صعباً فرغم أن الناس ترفض عودة " طالبان " إلا أن "طالبان" استطاعت أن تستعيد جنوب أفغانستان لسيطرتها، لقد دمرا مئات المدارس وانشأوا بدلاً منها مدارس خاصة بهم من جديد، إن قوات التحالف " عاجزة" عن قبض سيطرتها هناك لذا فالأعمار تحت تلك الظروف يحمل الكثير من المخاطر، أما بسؤاله عن العراق فقال: لو استطعنا أن نعطي علامة من عشرة للوضع في العراق فالعلامة تساوي واحد من عشرة، لأن الوضع هناك مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولن تجدي الحلول العسكرية مع القصاص الطائفي في العراق لان التناحر الطائفي لا يستقيم إلا بالحلول السياسية وطاولة المفاوضات ودائما ما تستحيل معه الحلول العسكرية،هناك 3500 قتيلاً عراقياً كل شهر ومعهم 100 قتيل اميركي بجانب 10000 مدني يهرب مهاجرا من العراق للبلاد المجاورة، الوضع مأساوي ويستحيل معه مجرد البدء في مرحلة الأعمار.
إن المشاهدات اليوم حول سيناريو الحرب في الشرق الأوسط أصبحت غير مفهومة على الإطلاق حتى في كثرة القادة الذين ملأوا العالم صياحا ويستقيلون واحدا بعد الأخر وبإهانة إعلامية بالغة بدأها رامسفيلد وأنهاها في الدولة العبرية "حالوتس" رئيس الأركان هناك بعد تكرار الهزائم وها قد جاء قائداً جديداً للقوات الأمريكية في العراق" ديفيد بيروتس" بعد أخفاقات سلفة والمدهش أنه في أول مؤتمر صحفي له بعد وصوله بغداد صرح بأن الوضع في العراق كئيباً ولا ندري - وهو قائد عسكري يري بخلفيته العسكرية مالا نستطيع نحن رؤيته - هل يرى الكآبة كوضع راهن أم أنه يلقي لنا بشفرة تنبئنا عن وضع المنطقة الكئيب في المستقبل؟.
إن الوضع في المنطقة قاب قوسين أو أدني من الانفجار، وأتصور انه لو بدأ الانفجار فأنه ستكون هناك حرب ابادة جماعية ليست لجنساً بعينه ولكن لكل الشركاء على الأرض من مختلف الأعراق والأديان في المنطقة بدءاً من العراق.
لقد استمرت الحرب العالمية الثانية ما يقرب من أربعة سنوات وهانحن ندخل عامنا السادس ولا نرى نتائج سوى الخراب ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل طال الخراب كل البلدان المشاركة في الحرب حتى ولو من على الهامش حتى صار وضع الرئيس بوش حرجاً ويدلل على ذلك تدني شعبيته وسط أهله ومواطنيه وشعبه لنسبة تقارب 28% وهي نسبة لم يحصل عليها رئيساً أمريكيا منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وهي إنذار من الشعب الأمريكي الشريف - والذي أؤمن أنه شريفاً لأني عشت معة لأكثر من 6 سنوات واعرف موقفة الايجابي والنزيه تجاه القضايا العالمية جيداً – إن هذا الإنذار أقرب إلى التعبير عن رأي الغالبية هناك 72%  في رغبتها محاكمة كل المسئولين محاكمات عسكرية عن تلك الفوضى التي تحدث في العالم وقلصت من حريات الشعوب وجعلتهم أكثر رعباً وليس أمناً والدليل انه مازال الإرهابيين طلقاء والضحايا مازالوا يتساقطون ككبش المحرقة.
إن سيناريو الحرب الذي يدق أبواب المنطقة الآن هو سيناريو الوقيعة بين الطوائف لتقوم الحروب الطائفية بين جميع طوائف المنطقة وليس فقط بين السنة والشيعة ولكن بين اقل الطوائف عدداً وستكون هناك عمليات تطهير عرقي ومجازر لن يستطيع العالم وقفها وستكرر مأساة الأرمن وهيروشيما ونجازاكي وربما الهولوكوست مرة ثانية ولكن في تلك المرة لن يكون اليهود وحدهم في تلك المحرقة بل سنكون جميعاً كبش المحرقة الجديد.

جورج بوش في خطاب حالة الإتحاد
لن أدخل في تفاصيل خطاب حالة الاتحاد للسيد بوش ولن أخوض في تحليلاته وأبعاده، ولكني سأقف أمام سلوك شعب محترم اعتقد أنه درساً رائعاً في قيم السلوك الحضاري للأمم، فبرغم تدني شعبية السيد بوش وبرغم اختلاف الكثيرين معه داخل أروقة الكونجرس ومجلس الشيوخ، ورغم كون هذا أول خطاب يلقية رئيس اميريكي أمام أغلبية معارضة في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه ورغم هذا الاختلاف ورغم تلك المعارضة الضروس وقف الجميع يصفقون لرئيسهم بكل احترام وتوقير إيمانا منهم بوحدتهم ووحدة أمتهم في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها، أنهم فخورون بأنهم أمريكيون تلك هي الرسالة التي أرادوا أن يرسلوها للعالم، فمهما كان الخلاف ومهما كانت قوة المعارضة ومهما حتى كان حجم الصراع السياسي إلا أن ذلك لا قيمة له أطلاقا أمام احترام النظام لنفسه واحترام الشعب لرؤوس نظامه حتى يحترمه العالم ويكونون قادرون على تخطي العقبات والتحديات، ليتنا في عالمنا الثالث نستوعب هذا الدرس الحضاري العظيم، ليتنا نؤمن بقيم هذا السلوك السياسي الناضج، ليتنا نتعلم.