الخميس، 24 أبريل 2008

قراءة في كتاب خطباء الكراهية ل''كينث تيميرمان''الإسلام والحرب على أمريكا

بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com

المؤلف في كتابة " خطباء الكراهية " يدّعي أنه بالإضافة إلى الأسلام نفسه كعقيدة تحث على كراهية اليهود فإن القوّة الرّئيسيّة في العالم المسلم والتي تنصب جميعها لمعاداة السّاميّة تفترض نظرية المؤامرة اليهوديّة لتولّي قيادة العالم .

 


 

انه كتاب يمثل عداءً كاملاً ضد كل ماهو اسلامي أو عربي، ان هذا الكتاب يظهر بما لايدع مجالاً لشك أن الصراع الديني والعقائدي هو صراع قائم والنصر فيه لمن سيتحمل " العض على الأصابع" يقول الناشر انه كتاباً فريداً حينما تقرأه ستشعر كما لو لم تقرأ كتاباً من قبل. ومؤلف هذا الكتاب هو كينث تيميرمان
وخطباء الكراهية أو الاسلام والحرب على امريكا هو اكثر الكتب مبيعاً حتى الان في الولايات المتحدة الامريكية للمؤلف العالمي كينث تيميرمان وهو كاتب من المع الكتاب الامريكيين الذيين يتمتع بحظوة وصداقة بينه وبين كثير من زعماء العالم العربي والشرق اوسطي والاسلامي منذ مايقرب من عشرين عاماً وهو الامر الذي دفعه لأن يتخصص في تأليف كتبه المتعلقة – أغلبها - بأيدولوجيات هذه المنطقة وعلاقتها بالغرب وخاصة العلاقات السلبية العدائية.
وكتاب خطباء الكراهيه يكشف فيه الكاتب عن مدى الكراهية القديمة التي تهدّد حياة وارزاق كلّ أمريكيّ .
وكذلك يكشف فيه على حد زعمه عن أعداء السامية الجدد " ويقصد بهم العرب " والتي لم تعد قاصرة على اليهود وحدهم بل شملت كافة الامريكيين بشكل خاص وعموم الغرب المتمدين بشكل عام وهو الامر الذي يحاول فيه الكاتب اثبات انه يستهدف القيم الامريكية اولا ومن ثم الغربية وكذلك اسلوب الحياة الغربي وديموقراطية الغرب وحريته لأصابتها في مقتل ويؤكد في كتابه المكون من 384 صفحة ان قضية معاداة السامية والعداء لأمريكا هي الشئ الوحيد الذي يواجهه الامريكان واليهود وكذلك الغرب كله عند محاولة فهم ولو جزء صغير عن العالم العربي.
ويوحي المؤلف الذائع الصيت والذي يعرف في الوسط الثقافي الامريكي بأنه كاتب محافظ - وهي عبارة دائماً ماأجدها تطلق على الكتاب او الصحفيين المتشددين دينياً او عنصرياً في امريكا - يوحي في معرض كتابه للأمريكيين وللغرب عموماً بأنهم سيذهلون حينما يكتشفون مدى الكراهية ومعاداة السامية التي يكنها العرب اليوم في الشرق الاوسط بل وفي أجزاء من اوروبا ايضاً. وسيذهلون ايضاً حينما يدركوا – بعد قراءة هذا الكتاب بالطبع - أنّ زعماء مسلمون كثيرون لايكتفوا فقط بتشجيع هذه الكراهية ومعاداة السامية ولكن ينفقون الكثير من المال ايضا لنشر اكاذيب بعينها تساعد على تأجج هذه الكراهية ومن ثم تفريخ ارهابيين كان منهم من هو مسئول مسؤلية مباشرة عن احداث 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة الامريكية. إن المؤلف في كتابة " خطباء الكراهية " يدّعي أنه بالإضافة إلى الأسلام نفسه كعقيدة تحث على كراهية اليهود فإن القوّة الرّئيسيّة في العالم المسلم والتي تنصب جميعها لمعاداة السّاميّة تفترض نظرية المؤامرة اليهوديّة لتولّي قيادة العالم . وهذا الأمريتم اشعاله وتأجيجه من فوق اسنمة المنابر على لسان رجال الدّين المسلمين ومن ثم يصل بسهولة إلى الشّارع العربيّ ورجل الشارع العربي بل انه ايضا يتأجج بمباركة الإعلام العربي الحكومي وتحت مرأى ومسمع ورعاية الدولة نفسها. ويزعم المؤلف بأن الايمان بنظرية المؤامرة والتي يعود زمن الايمان بها لأكثر من ألف سنة مضت قد دخلت في وجدان العرب اليوم الى حيز التنفيذ الفعلي بقيادة امريكا وبخاصّة بعد الحرب في العراق والتهديد بتكرارها في كل دول منطقة الشرق الاوسط وماوراء الشرق الاوسط - كأفغانستان والفليبين وباكستان وبعض دول الاتحاد السوفييتي المنحل كالشيشان مثلاً - ويؤكد المؤلف على ان هذا هو المشهد الرئيسي الذي يؤمن به المسلمون ويحاولون منذ الف سنة السيطرة علية ومنع تحقيقه بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ومن ثم فإن اساءة التقدير – لدي الغرب وامريكا خاصة – لفهم هذا الايمان الوحشي يعني الاستهانة بتصميم واصرار مسلمين كثيرين إلى حدّ بعيد للصراع ولنفور من أمريكا وإسرائيل بل و كلّ ماينتج عن الغرب من افكار وايدولوجيات.
ويحاول تيميرمان ان يستكشف – بزعمه داخل الكتاب - جذور هذه الكراهية ودراسة تاريخها ومصادرها الدينية من القرآن والسنة ليحدد ملامح هذه الكراهية ومن ثم يحصرها. وعليه فهو يضع عدة تساؤلات في كتابه اهمها كيفية بث جذور هذه الكراهية في عقول الشباب المسلم داخل مجتمعاتهم العربيّة او عملية غسيل المخ - من قبل زعماءهم ومدرّسيهم في المدارس وأيضاً من فقهاء مساجدهم . ويقدم المؤلف في كتابة بعض الاوراق التي تشبه الوثاثق والتي يحاول بها اثبات ان اموال المنح والمعونات التي ترسلها الولايات المتحدة واوربا لتلك البلدان قد تم استخدامها بالفعل لتمويل بث الكراهية في المدارس الفلسطينيّة على سبيل المثال – واعتقد انه يقصد هنا الاتهام الذي اتهمت به انجلترا السلطة الفلسطينية بانها تمول منظمة كتائب الاقصى من خلال الاموال الممنوحة لها من اوربا وامريكا – وكذلك يعرّض الكاتب سفسطة الزّعماء العرب وازدواجية المعايير في آرائهم بل وعدم اتفاق ولو رأيين فقط على امر واحد وكذلك مؤيّديهم في الغرب . كما يحاول التأكيد على ان هذا التّوتّر الجديد لكراهية اليهودّ بالفعل هو توتر أكثر بكثير من مجرد كونه ضد اليهود فقط، فهم – اي العرب المسلمون – يأخذون موقع الهجوم اولا في نفس اللحظة التي لايجرؤ فيها اعداء الامريكان انفسهم على مهاجمة امريكا ويقول في ذلك ان مايبدأ عندهم باليهود لاينتهي اطلاقاً باليهود ولكن ينتهي بغير اليهود. ويتساءل الكاتب “هل هناك تحالف بين أمريكا و اليهود ؟ ثم يجيب على نفسه بالقول . بالطّبع هناك تحالف : فبيننا تراث مشترك و جهاد مشترك في احترام كرامة الانسان ومبادئة وحقوقه من خلال التعاطف والتسامح في الاختلافات الايدولوجية - وهو الامر الذي لايوجد عند المسلمين – وكذلك هناك الاتفاق على اسس الحرية والديموقراطية والعدل لكافة البشر تحت منظومة الدولة – وهو الامر الذي يتنافي مع مبادئ كل الانظمة العربية - و لذلك يكرهوننا .لانه ببساطة مادام هناك تحالفاً بين الامريكان واليهود فأنت بالطبع إذا كرهت اليهود لابد أيضًا كأمر بديهي أن تكره أمريكا . هذا هو المنطق البسيط للمعادي للسّاميّة، وهذا المنطق الذي يتنامى وبعنف هو للأسف منطق الشّرق الأوسط كله، ولم لا وهي الرّسالة التي تُؤَكَّدها وتبثها باستمرار وبمعدل يومي وسائل الإعلام العربيّة التي تعبر عن لسان حال الحكومات والأنظمة العربية نظراً لانها مملوكة بالفعل للحكومات والانظمة العربية بدءاً من شوارع مصر ولبنان والمملكة العربيّة السّعوديّة ولندن و باريس و غزّة و في المساجد أينما تواجد رجال الدين المسلمين.
ويخلص الكاتب في النهاية الى انه بينما أمريكا تؤكّد مجدّدًا دورها الريادي لبسط الديموقراطية في الشّرق الأوسط ومحاولاتها الجادة لصناعة سلام حقيقي بين اليهود و العرب فأن تأليفه لهذا الكتاب لم يتم إلا ليعيد صياغة قضيّةً معقّدةً جدًّا يعتبرها الكاتب والمؤلف مسألة حياة أو موت بالنسبة للغرب.

قراءة في كتاب خطباء الكراهية ل''كينث تيميرمان''الإسلام والحرب على أمريكا

بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com

المؤلف في كتابة " خطباء الكراهية " يدّعي أنه بالإضافة إلى الأسلام نفسه كعقيدة تحث على كراهية اليهود فإن القوّة الرّئيسيّة في العالم المسلم والتي تنصب جميعها لمعاداة السّاميّة تفترض نظرية المؤامرة اليهوديّة لتولّي قيادة العالم .

 


 

انه كتاب يمثل عداءً كاملاً ضد كل ماهو اسلامي أو عربي، ان هذا الكتاب يظهر بما لايدع مجالاً لشك أن الصراع الديني والعقائدي هو صراع قائم والنصر فيه لمن سيتحمل " العض على الأصابع" يقول الناشر انه كتاباً فريداً حينما تقرأه ستشعر كما لو لم تقرأ كتاباً من قبل. ومؤلف هذا الكتاب هو كينث تيميرمان
وخطباء الكراهية أو الاسلام والحرب على امريكا هو اكثر الكتب مبيعاً حتى الان في الولايات المتحدة الامريكية للمؤلف العالمي كينث تيميرمان وهو كاتب من المع الكتاب الامريكيين الذيين يتمتع بحظوة وصداقة بينه وبين كثير من زعماء العالم العربي والشرق اوسطي والاسلامي منذ مايقرب من عشرين عاماً وهو الامر الذي دفعه لأن يتخصص في تأليف كتبه المتعلقة – أغلبها - بأيدولوجيات هذه المنطقة وعلاقتها بالغرب وخاصة العلاقات السلبية العدائية.
وكتاب خطباء الكراهيه يكشف فيه الكاتب عن مدى الكراهية القديمة التي تهدّد حياة وارزاق كلّ أمريكيّ .
وكذلك يكشف فيه على حد زعمه عن أعداء السامية الجدد " ويقصد بهم العرب " والتي لم تعد قاصرة على اليهود وحدهم بل شملت كافة الامريكيين بشكل خاص وعموم الغرب المتمدين بشكل عام وهو الامر الذي يحاول فيه الكاتب اثبات انه يستهدف القيم الامريكية اولا ومن ثم الغربية وكذلك اسلوب الحياة الغربي وديموقراطية الغرب وحريته لأصابتها في مقتل ويؤكد في كتابه المكون من 384 صفحة ان قضية معاداة السامية والعداء لأمريكا هي الشئ الوحيد الذي يواجهه الامريكان واليهود وكذلك الغرب كله عند محاولة فهم ولو جزء صغير عن العالم العربي.
ويوحي المؤلف الذائع الصيت والذي يعرف في الوسط الثقافي الامريكي بأنه كاتب محافظ - وهي عبارة دائماً ماأجدها تطلق على الكتاب او الصحفيين المتشددين دينياً او عنصرياً في امريكا - يوحي في معرض كتابه للأمريكيين وللغرب عموماً بأنهم سيذهلون حينما يكتشفون مدى الكراهية ومعاداة السامية التي يكنها العرب اليوم في الشرق الاوسط بل وفي أجزاء من اوروبا ايضاً. وسيذهلون ايضاً حينما يدركوا – بعد قراءة هذا الكتاب بالطبع - أنّ زعماء مسلمون كثيرون لايكتفوا فقط بتشجيع هذه الكراهية ومعاداة السامية ولكن ينفقون الكثير من المال ايضا لنشر اكاذيب بعينها تساعد على تأجج هذه الكراهية ومن ثم تفريخ ارهابيين كان منهم من هو مسئول مسؤلية مباشرة عن احداث 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة الامريكية. إن المؤلف في كتابة " خطباء الكراهية " يدّعي أنه بالإضافة إلى الأسلام نفسه كعقيدة تحث على كراهية اليهود فإن القوّة الرّئيسيّة في العالم المسلم والتي تنصب جميعها لمعاداة السّاميّة تفترض نظرية المؤامرة اليهوديّة لتولّي قيادة العالم . وهذا الأمريتم اشعاله وتأجيجه من فوق اسنمة المنابر على لسان رجال الدّين المسلمين ومن ثم يصل بسهولة إلى الشّارع العربيّ ورجل الشارع العربي بل انه ايضا يتأجج بمباركة الإعلام العربي الحكومي وتحت مرأى ومسمع ورعاية الدولة نفسها. ويزعم المؤلف بأن الايمان بنظرية المؤامرة والتي يعود زمن الايمان بها لأكثر من ألف سنة مضت قد دخلت في وجدان العرب اليوم الى حيز التنفيذ الفعلي بقيادة امريكا وبخاصّة بعد الحرب في العراق والتهديد بتكرارها في كل دول منطقة الشرق الاوسط وماوراء الشرق الاوسط - كأفغانستان والفليبين وباكستان وبعض دول الاتحاد السوفييتي المنحل كالشيشان مثلاً - ويؤكد المؤلف على ان هذا هو المشهد الرئيسي الذي يؤمن به المسلمون ويحاولون منذ الف سنة السيطرة علية ومنع تحقيقه بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ومن ثم فإن اساءة التقدير – لدي الغرب وامريكا خاصة – لفهم هذا الايمان الوحشي يعني الاستهانة بتصميم واصرار مسلمين كثيرين إلى حدّ بعيد للصراع ولنفور من أمريكا وإسرائيل بل و كلّ ماينتج عن الغرب من افكار وايدولوجيات.
ويحاول تيميرمان ان يستكشف – بزعمه داخل الكتاب - جذور هذه الكراهية ودراسة تاريخها ومصادرها الدينية من القرآن والسنة ليحدد ملامح هذه الكراهية ومن ثم يحصرها. وعليه فهو يضع عدة تساؤلات في كتابه اهمها كيفية بث جذور هذه الكراهية في عقول الشباب المسلم داخل مجتمعاتهم العربيّة او عملية غسيل المخ - من قبل زعماءهم ومدرّسيهم في المدارس وأيضاً من فقهاء مساجدهم . ويقدم المؤلف في كتابة بعض الاوراق التي تشبه الوثاثق والتي يحاول بها اثبات ان اموال المنح والمعونات التي ترسلها الولايات المتحدة واوربا لتلك البلدان قد تم استخدامها بالفعل لتمويل بث الكراهية في المدارس الفلسطينيّة على سبيل المثال – واعتقد انه يقصد هنا الاتهام الذي اتهمت به انجلترا السلطة الفلسطينية بانها تمول منظمة كتائب الاقصى من خلال الاموال الممنوحة لها من اوربا وامريكا – وكذلك يعرّض الكاتب سفسطة الزّعماء العرب وازدواجية المعايير في آرائهم بل وعدم اتفاق ولو رأيين فقط على امر واحد وكذلك مؤيّديهم في الغرب . كما يحاول التأكيد على ان هذا التّوتّر الجديد لكراهية اليهودّ بالفعل هو توتر أكثر بكثير من مجرد كونه ضد اليهود فقط، فهم – اي العرب المسلمون – يأخذون موقع الهجوم اولا في نفس اللحظة التي لايجرؤ فيها اعداء الامريكان انفسهم على مهاجمة امريكا ويقول في ذلك ان مايبدأ عندهم باليهود لاينتهي اطلاقاً باليهود ولكن ينتهي بغير اليهود. ويتساءل الكاتب “هل هناك تحالف بين أمريكا و اليهود ؟ ثم يجيب على نفسه بالقول . بالطّبع هناك تحالف : فبيننا تراث مشترك و جهاد مشترك في احترام كرامة الانسان ومبادئة وحقوقه من خلال التعاطف والتسامح في الاختلافات الايدولوجية - وهو الامر الذي لايوجد عند المسلمين – وكذلك هناك الاتفاق على اسس الحرية والديموقراطية والعدل لكافة البشر تحت منظومة الدولة – وهو الامر الذي يتنافي مع مبادئ كل الانظمة العربية - و لذلك يكرهوننا .لانه ببساطة مادام هناك تحالفاً بين الامريكان واليهود فأنت بالطبع إذا كرهت اليهود لابد أيضًا كأمر بديهي أن تكره أمريكا . هذا هو المنطق البسيط للمعادي للسّاميّة، وهذا المنطق الذي يتنامى وبعنف هو للأسف منطق الشّرق الأوسط كله، ولم لا وهي الرّسالة التي تُؤَكَّدها وتبثها باستمرار وبمعدل يومي وسائل الإعلام العربيّة التي تعبر عن لسان حال الحكومات والأنظمة العربية نظراً لانها مملوكة بالفعل للحكومات والانظمة العربية بدءاً من شوارع مصر ولبنان والمملكة العربيّة السّعوديّة ولندن و باريس و غزّة و في المساجد أينما تواجد رجال الدين المسلمين.
ويخلص الكاتب في النهاية الى انه بينما أمريكا تؤكّد مجدّدًا دورها الريادي لبسط الديموقراطية في الشّرق الأوسط ومحاولاتها الجادة لصناعة سلام حقيقي بين اليهود و العرب فأن تأليفه لهذا الكتاب لم يتم إلا ليعيد صياغة قضيّةً معقّدةً جدًّا يعتبرها الكاتب والمؤلف مسألة حياة أو موت بالنسبة للغرب.