الاثنين، 23 يوليو 2001

ثورة يوليو ( قراءة محايدة حتى قيامها عام 1952 )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
 كان جيش مصر في حالة غليان منذ حرب فلسطين عام 1948، والشعب المصري يعيش حالة من عدم الاستقرار بعد تعاقب حكومات متوالية خلال فترة قصيرة، مرورا بالصدامات المسلحة بين الشعب والانجليز وانتهاءً بحريق القاهرة 1951. 
ومن هنا ظهر على السطح تكوين الضباط الاحرار الذي كان من أبرز اعضاؤه جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر ، عبد اللطيف البغدادي، زكريا محيي الدين، خالد محيي الدين، صلاح سالم، حسن إبراهيم، كمال الدين حسين، حسين الشافعي، حسن عزت، وجيه أباظة و حسن التهامي، وكانوا في دفعات متقاربة عند التخرج في الكلية الحربية، أما محمد نجيب فكان أكبرهم سناً و أعلى منهم رتبة، ومعظم الضباط الأحرار التحقوا بكلية أركان الحرب، وخدموا معاً في نفس الوحدات والأسلحة فكانوا رفاق سلاح خاضوا حـرب فلسطـين معاً عامي 1948 و 1949، وحصل ثلاثة منهم على نجمة فؤاد الاول خلال الحرب وهم جمال عبد الناصر، عبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين، ولقد تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
وعليه تم تأسيس تننظيم الضباط الاحرار الذي حدد السادات تاريخ تأسيسه – من خلال مذكراته - بأنه يوم 15 يناير 1939 الموافق لعيد ميلاد جمال عبد الناصر الذي اكمل فيه 21 عاماً ، ويقول السادات انه أثناء احتفال الضباط بعيد ميلاد جمال قرروا تأسيس جماعة ثورية تهدف تحرير البلاد، ولما جاء حادث 4 فبراير 1942 كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت روح الثورة. 
وقد كان وقتها العديد من الضباط الأحرار أعضاء في تنظيم مصر الفتاة ، وارتبط آخرون مثل جمال عبد الناصر بتنظيمات وطنية أخرى مثل الإخوان المسلمين، وبعضهم في تنظيم (حدتو) وتعني الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني وكان تنظيماً شيوعياً ، والبعض الاخر ارتبط بتنظيم الطليعة الوفدية، وأثناء الفترة من 1945 – 1947 عمل معظم الضباط في مواقع قريبة من القاهرة وتم كسب عدد كبير من المؤيدين لأفكار تنظيمهم الجديد، وفي 15 مايو 1948 تم أرسال جمال عبد الناصر و صلاح سالم و زكريا محيي الدين مع عدد من زملائهم إلى "حرب فلسطين"، وهناك تغيرت المفاهيم والعقليات . 
وكان جمال عبد الناصر وقتها يقوم بتدريب المجاهدين في فلسطين مستخدما في ذلك اسماً حركياً هو "زغلول" حيث يصف شعوره في هذه الفترة فيقول: " .. كان رصاصنا يتجه للعدو الرابض أمامنا في خنادقه .. و لكن قلوبنا كانت تحوم حول وطننا الذي تركناه للذئاب ترعاه . 
وبعد العودة من الحرب في نهاية 1949 كان تنظيم الضباط الأحرار قد تأسس بالفعل ، وكان هناك رسماً رمزياً للعضوية قدره 25 قرشاً للإنفاق على مصاريف الطباعة وشئون التنظيم، وقد قدر ناصر وقتها أن قيام الثورة سوف يحتاج لحوالي 5 سنوات اي في عام 1954، و لكن الأحداث كانت أسرع مما توقع الضباط الأحرار . وتشكلت اللجنة التأسيسية للضباط الاحرار من خمسة أعضاء هم : 
جمال عبد الناصر، 
كمال الدين حسين، 
حسن إبراهيم، 
خالد محيي الدين، 
عبد المنعم عبد الرءوف 
و انضم لها بعد ذلك جمال سالم، عبد الحكيم عامر، عبد اللطيف البغدادي، أنور السادات، صلاح سالم، حسين الشافعي، يوسف صديق. 
وصدر أول منشور للضباط الأحرار في نوفمبر 1949، تم طبعه على ماكينة طباعة "رونيو"، و في أكتوبر 1950 صدر أول بيان عن الضباط الأحرار، و في أكتوبر 1951 صدر العدد الأول من "صوت الضباط الأحرار"، و تم توزيع حوالي 700 نسخة منه بالبريد و باليد على العديد من ضباط الجيش، و كان هناك العديد من الضباط المكلفين بمراقبة ردود فعل زملائهم عند قراءتهم للمنشورات، للتعرف على العناصر الصالحة منهم وضمها للتنظيم، وفي 1950 تم اختيار جمال عبد الناصر رئيسا للتنظيم وتشكلت قاعدة بالقاهرة من كل من : 
عبد الناصر ، عبد الحكيم عامر، 
زكريا محيي الدين، 
واتصلوا بقادة الأمريكان في الولايات المتحدة الامريكية عن طريق "علي صبري" قائد الأسراب بسلاح الطيران ليطلعوهم على كل تطورات حركتهم. وفي 1952 وصل عدد الضباط الأحرار إلى حوالي 329 ضابطاً . و مع بداية عام 1952، بدا المناخ السياسي مهيأ للقيام بالثورة خاصة بعد حريق القاهرة في 26 يناير 1952، وبعد ان بدأت السفارات الأجنبية وخاصة السفارة الامريكية التي كانت على علم بقيام الثورة تنشط في محاولة منها لإستقطاب القوى الجديدة الصاعدة ، وجاءت انتخابات نادي الضباط لتظهر الصراع الخفي بين الملك والضباط، خاصة وأن الملك رفض تعيين محمد نجيب وزيراً للحربية وعين بدلاً منه فؤاد شيرين وهو الامر الذي كان من احدى دوافع الثورة ايضاً، والذي بعده تم تكليف "جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين" بوضع الخطة التنفيذية للقيام بالثورة . وكان جمال عبد الناصر يرى أن يكون قائد الثورة حاملاً لرتبة كبيرة من رتب الجيش واقترح أسماءً ثلاثة: عزيز المصري ، فؤاد صادق و محمد نجيب، ولكن رفض عزيز المصري المنصب ليستقر الرأي على اللواء محمد نجيب وكان وقتها قائد سلاح المشاة .
وهنا تم اتخاذ القرار بالثورة ، وتم اعطاء خطة الثورة اسما كودياً هو " نصر"، وتحدد منتصف الليل "ساعة الصفر" ونجحت الثورة . وعن الثورة يقول جمال عبد الناصر :"الثورة تغيير أساسي لنظام المجتمع تبدأ به قلة تعبر عن الكثرة، و يتسع نطاقها تعبيراً و مشاركة بحيث يتيسر عن هذا الطريق وحده إيجاد التغيير المطلوب" . ويقول أيضاً :"إن بذور الثورة في نفسي كانت أبعد من الغور الذي عشت فيه طالباً أمشي في المظاهرات الهاتفة بعودة دستور 1923. وبقيام الثورة التف الشعب حول الجيش يبارك حركته، فكان ذلك من العوامل الفاعلة وراء الاستقرار السريع الذي جنب البلاد ويلات الحرب الأهلية، فكانت الثورة كما يطلق عليها الكثير من المؤرخين هي ثورة بيضاء.

ثورة يوليو ( قراءة محايدة حتى قيامها عام 1952 )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
 كان جيش مصر في حالة غليان منذ حرب فلسطين عام 1948، والشعب المصري يعيش حالة من عدم الاستقرار بعد تعاقب حكومات متوالية خلال فترة قصيرة، مرورا بالصدامات المسلحة بين الشعب والانجليز وانتهاءً بحريق القاهرة 1951. 
ومن هنا ظهر على السطح تكوين الضباط الاحرار الذي كان من أبرز اعضاؤه جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر ، عبد اللطيف البغدادي، زكريا محيي الدين، خالد محيي الدين، صلاح سالم، حسن إبراهيم، كمال الدين حسين، حسين الشافعي، حسن عزت، وجيه أباظة و حسن التهامي، وكانوا في دفعات متقاربة عند التخرج في الكلية الحربية، أما محمد نجيب فكان أكبرهم سناً و أعلى منهم رتبة، ومعظم الضباط الأحرار التحقوا بكلية أركان الحرب، وخدموا معاً في نفس الوحدات والأسلحة فكانوا رفاق سلاح خاضوا حـرب فلسطـين معاً عامي 1948 و 1949، وحصل ثلاثة منهم على نجمة فؤاد الاول خلال الحرب وهم جمال عبد الناصر، عبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين، ولقد تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
وعليه تم تأسيس تننظيم الضباط الاحرار الذي حدد السادات تاريخ تأسيسه – من خلال مذكراته - بأنه يوم 15 يناير 1939 الموافق لعيد ميلاد جمال عبد الناصر الذي اكمل فيه 21 عاماً ، ويقول السادات انه أثناء احتفال الضباط بعيد ميلاد جمال قرروا تأسيس جماعة ثورية تهدف تحرير البلاد، ولما جاء حادث 4 فبراير 1942 كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت روح الثورة. 
وقد كان وقتها العديد من الضباط الأحرار أعضاء في تنظيم مصر الفتاة ، وارتبط آخرون مثل جمال عبد الناصر بتنظيمات وطنية أخرى مثل الإخوان المسلمين، وبعضهم في تنظيم (حدتو) وتعني الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني وكان تنظيماً شيوعياً ، والبعض الاخر ارتبط بتنظيم الطليعة الوفدية، وأثناء الفترة من 1945 – 1947 عمل معظم الضباط في مواقع قريبة من القاهرة وتم كسب عدد كبير من المؤيدين لأفكار تنظيمهم الجديد، وفي 15 مايو 1948 تم أرسال جمال عبد الناصر و صلاح سالم و زكريا محيي الدين مع عدد من زملائهم إلى "حرب فلسطين"، وهناك تغيرت المفاهيم والعقليات . 
وكان جمال عبد الناصر وقتها يقوم بتدريب المجاهدين في فلسطين مستخدما في ذلك اسماً حركياً هو "زغلول" حيث يصف شعوره في هذه الفترة فيقول: " .. كان رصاصنا يتجه للعدو الرابض أمامنا في خنادقه .. و لكن قلوبنا كانت تحوم حول وطننا الذي تركناه للذئاب ترعاه . 
وبعد العودة من الحرب في نهاية 1949 كان تنظيم الضباط الأحرار قد تأسس بالفعل ، وكان هناك رسماً رمزياً للعضوية قدره 25 قرشاً للإنفاق على مصاريف الطباعة وشئون التنظيم، وقد قدر ناصر وقتها أن قيام الثورة سوف يحتاج لحوالي 5 سنوات اي في عام 1954، و لكن الأحداث كانت أسرع مما توقع الضباط الأحرار . وتشكلت اللجنة التأسيسية للضباط الاحرار من خمسة أعضاء هم : 
جمال عبد الناصر، 
كمال الدين حسين، 
حسن إبراهيم، 
خالد محيي الدين، 
عبد المنعم عبد الرءوف 
و انضم لها بعد ذلك جمال سالم، عبد الحكيم عامر، عبد اللطيف البغدادي، أنور السادات، صلاح سالم، حسين الشافعي، يوسف صديق. 
وصدر أول منشور للضباط الأحرار في نوفمبر 1949، تم طبعه على ماكينة طباعة "رونيو"، و في أكتوبر 1950 صدر أول بيان عن الضباط الأحرار، و في أكتوبر 1951 صدر العدد الأول من "صوت الضباط الأحرار"، و تم توزيع حوالي 700 نسخة منه بالبريد و باليد على العديد من ضباط الجيش، و كان هناك العديد من الضباط المكلفين بمراقبة ردود فعل زملائهم عند قراءتهم للمنشورات، للتعرف على العناصر الصالحة منهم وضمها للتنظيم، وفي 1950 تم اختيار جمال عبد الناصر رئيسا للتنظيم وتشكلت قاعدة بالقاهرة من كل من : 
عبد الناصر ، عبد الحكيم عامر، 
زكريا محيي الدين، 
واتصلوا بقادة الأمريكان في الولايات المتحدة الامريكية عن طريق "علي صبري" قائد الأسراب بسلاح الطيران ليطلعوهم على كل تطورات حركتهم. وفي 1952 وصل عدد الضباط الأحرار إلى حوالي 329 ضابطاً . و مع بداية عام 1952، بدا المناخ السياسي مهيأ للقيام بالثورة خاصة بعد حريق القاهرة في 26 يناير 1952، وبعد ان بدأت السفارات الأجنبية وخاصة السفارة الامريكية التي كانت على علم بقيام الثورة تنشط في محاولة منها لإستقطاب القوى الجديدة الصاعدة ، وجاءت انتخابات نادي الضباط لتظهر الصراع الخفي بين الملك والضباط، خاصة وأن الملك رفض تعيين محمد نجيب وزيراً للحربية وعين بدلاً منه فؤاد شيرين وهو الامر الذي كان من احدى دوافع الثورة ايضاً، والذي بعده تم تكليف "جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين" بوضع الخطة التنفيذية للقيام بالثورة . وكان جمال عبد الناصر يرى أن يكون قائد الثورة حاملاً لرتبة كبيرة من رتب الجيش واقترح أسماءً ثلاثة: عزيز المصري ، فؤاد صادق و محمد نجيب، ولكن رفض عزيز المصري المنصب ليستقر الرأي على اللواء محمد نجيب وكان وقتها قائد سلاح المشاة .
وهنا تم اتخاذ القرار بالثورة ، وتم اعطاء خطة الثورة اسما كودياً هو " نصر"، وتحدد منتصف الليل "ساعة الصفر" ونجحت الثورة . وعن الثورة يقول جمال عبد الناصر :"الثورة تغيير أساسي لنظام المجتمع تبدأ به قلة تعبر عن الكثرة، و يتسع نطاقها تعبيراً و مشاركة بحيث يتيسر عن هذا الطريق وحده إيجاد التغيير المطلوب" . ويقول أيضاً :"إن بذور الثورة في نفسي كانت أبعد من الغور الذي عشت فيه طالباً أمشي في المظاهرات الهاتفة بعودة دستور 1923. وبقيام الثورة التف الشعب حول الجيش يبارك حركته، فكان ذلك من العوامل الفاعلة وراء الاستقرار السريع الذي جنب البلاد ويلات الحرب الأهلية، فكانت الثورة كما يطلق عليها الكثير من المؤرخين هي ثورة بيضاء.