الأحد، 29 فبراير 2004

ياأمة " البطيــخ "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الأمة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على أنفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف إنما تقع جميعها أمام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين المعاصرين اليوم!
حينما دخل عمر بن الخطاب القدس لأول مرة دخلها حاكما اذ اصبحت ضمن امصار المسلمين وتحت ولايتهم بعد ان انتهى فيها حكم الرومان.
كان يدرك عمر بن الخطاب ان هذه الأصقاع لايوجد بها مواطن مسلم واحد حيث أن كل سكانها من النصارى واليهود فماذا فعل وهو يتلقى اول امتحان حقيقي في كيفية بناء الدولة العصرية التي يجب ان تقود العالم حسب ما يؤمن وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بأقل من اربعة سنوات؟
ان اقرار الجزية يكاد يكون امراً مستحيلاً بل وغير منطقياً وظالماً في آن واحد بسبب مايعيشه نصارى القدس والشام عرباً وعجماً من فقر مدقع احاط بهم من كل حدب بعدما أذلهم الرومان وامتصوهم، وعليه بنى عمر بن الخطاب دوافعه في رفض الجزية تماماً أوفرضها كقانون على الدولة التي تم احتلالها ودخولها في حظيرة المسلمين، بل أنه قد خرج ايضاً بسابقة كان من الممكن ان تؤلب عليه اعوانه ورجاله لولا يقينهم بمدى ورع وايمان عمر وهي ان قرر فتح بيت مال المسلمين عن آخره لمنح المال والكساء والغذاء لفقراء القدس والشام ليقينة ان هؤلاء هم رعيته في المقام الأول وفي كنف دولته وان ابقائهم على فقرهم وامتصاصهم كما فعل الروم لأعظم الدوافع للثورة على الدولة لتكون النتيجة خراب الدين وانتهاء امر الدولة قبل ان تبدأ.
لقد كان منهج عمر قائماً على ان الدولة مادامت تحكم بالشرع الاسلامي فإن اول قوانين هذا الحكم هي " لكم دينكم ولي ديني " لتعم سماحة الدين وعدالته رؤوس الكل فلايشهد فيها احد الا بنزاهة دستورها ومنهجها حتى ولو كان على غير ملة الأسلام ولعل تطبيقة حد الجلد على اقرب الناس اليه حينما علم بواقعة الزنا في قبطية لأعظم الأمثلة على عدالة دولة عمر وسواسية الحقوق والواجبات لكل افرادها حتى ولو كانوا من غير المسلمين، ومن هذا الفكر المسلم الواعي الفقيه بأمور دينه ودنياه لم يرفض عمر مطلب النصارى بطرد اليهود من مدينة القدس " اورشليم " حيث كانوا يد الروم الطولى في تعذيب واذلال النصارى واصدر فرمانا بأن يدع المسلمين امر النصارى وقضاء النصارى للنصارى وأن لا يحرقوا مزارع خنازيرهم ولايمنعوا عنهم نبيذهم ولايجبرونهم على اعتناق الاسلام كرها ولا يقطعوا بينهم وبين صلواتهم في معابدهم فهم احرار ماداموا يحترموا حقوقهم كمواطنين شرفاء لهم كافة حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاسلامي السمح داخل الوطن الذي يحكم به.
لم يمر اكثر من عشرة اعوام على دخول عمر القدس ويؤسس منهج الدولة التى اصبح رعاياها من ملل مختلفة واديان مختلفة بل وألسنة مختلفة حتى جاء معاوية بن ابي سفيان ليؤسس دولته الاموية ويقوم بفتوحاته السياسية شرقاً وغرباً بجيش كان غالب الجنود فيه من مواطني الشام اي من نصارى الشام فيبلوا بلاءً حسنا لنصرة دولتهم ايمانا منهم بها رغم ان سلاطين دولتهم على غير ذات الدين ومن امة المسلمين لكنهم شعروا تحت رايتهم بأنهم اكثر حرية في ممارسة شعائرهم الدينية ومزاولة حق المواطنة دون خوف او ارهاب وهو الامر الذي دفع الدولة الاسلامية بفضل هذه السماحة والعدالة الاجتماعية ان تمتلك ناصية العالم في اقل من خمسة وعشرين عاماً وهو زمن اقل ما يوصف به انه معجزة حقيقية كان مسببها الرئيس تلاشي فقه التطرف وفقه قانون الطوارئ الذي نحياه الان والذي ادى بنا وبمجتمعاتنا الى فتن طائفية وفقر وبطالة بل وتشوية لمعالم الدين وسماحته وهو الدين الذي رفع عن البشر برغم اختلافاتهم الدينية والعرقية الظلم والقهر والنزاعات الطائفية تحت مظلة الوطن الواحد .
هذه هي دولة المسلمين كما أقرها وحدد مبادئها القران ومارسها الرسول فصارت سنة وحاكاه فيها اصحابه فملكوا الدنيا واقاموا العدل فيها.
اما الآن فلا سبيل لنا امام فقهاء هذا العصر الذين انقسموا على انفسهم ودفعوا أمتنا لأن يكون لكل ارضِ فيها فقيه يأتمر بسلطانها واميرها كما لو كانوا انداداً لله في الأرض الا ان نسمع من مثقفي الأمة نداءات العلمانية وحظر الدين في سجاجيد الصلاة والمساجد لعجزه – من وجهة نظرهم - عن تقديم الحلول التي تتوائم ولغة العصر ولم يهتم احدهم بدولة الدستور الأسلامي التي استقت منه كل دساتير الدنيا مناهجها، ونسوا ان سبب انهيار مبادئ الدين ومنهجه وقانونه في قلوب العباد انما نابع من اكذوبة ان في عالمنا الحاضر فقهاء ألهتنا " غيبوبتهم " عن ادراك انهم اصل ضياع الدين والدنيا معاً لما تبنوا الفقه الشاذ فقط وليد لحظات استنهاض الأمة عبر صراعها التاريخي وألقوا وراء ظهورهم دفع الأمة للتراص والتوحد والإعتصام بعدما اصبحوا فقهاء الدرهم والدينار لايبدعون الا في فقه النساء وحف الشارب حتى انطبق عليهم قول المتنبي: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... ياأمة قد ضحكت من جهلها الأمم.
ان المسؤلية الانسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الامة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على انفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف انما تقع جميعها امام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين الذين دفعوا بنا وبوطننا لأن يكون مجهول الداخل والخارج لاتعلم ان كان قلبه طيباً ام خبيثاً ونهباً لدعاة العلمانية والإلحاد بأسم التطور وكأننا امة خلق الله عقول ابنائها من البطيخ .

ياأمة " البطيــخ "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الأمة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على أنفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف إنما تقع جميعها أمام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين المعاصرين اليوم!
حينما دخل عمر بن الخطاب القدس لأول مرة دخلها حاكما اذ اصبحت ضمن امصار المسلمين وتحت ولايتهم بعد ان انتهى فيها حكم الرومان.
كان يدرك عمر بن الخطاب ان هذه الأصقاع لايوجد بها مواطن مسلم واحد حيث أن كل سكانها من النصارى واليهود فماذا فعل وهو يتلقى اول امتحان حقيقي في كيفية بناء الدولة العصرية التي يجب ان تقود العالم حسب ما يؤمن وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بأقل من اربعة سنوات؟
ان اقرار الجزية يكاد يكون امراً مستحيلاً بل وغير منطقياً وظالماً في آن واحد بسبب مايعيشه نصارى القدس والشام عرباً وعجماً من فقر مدقع احاط بهم من كل حدب بعدما أذلهم الرومان وامتصوهم، وعليه بنى عمر بن الخطاب دوافعه في رفض الجزية تماماً أوفرضها كقانون على الدولة التي تم احتلالها ودخولها في حظيرة المسلمين، بل أنه قد خرج ايضاً بسابقة كان من الممكن ان تؤلب عليه اعوانه ورجاله لولا يقينهم بمدى ورع وايمان عمر وهي ان قرر فتح بيت مال المسلمين عن آخره لمنح المال والكساء والغذاء لفقراء القدس والشام ليقينة ان هؤلاء هم رعيته في المقام الأول وفي كنف دولته وان ابقائهم على فقرهم وامتصاصهم كما فعل الروم لأعظم الدوافع للثورة على الدولة لتكون النتيجة خراب الدين وانتهاء امر الدولة قبل ان تبدأ.
لقد كان منهج عمر قائماً على ان الدولة مادامت تحكم بالشرع الاسلامي فإن اول قوانين هذا الحكم هي " لكم دينكم ولي ديني " لتعم سماحة الدين وعدالته رؤوس الكل فلايشهد فيها احد الا بنزاهة دستورها ومنهجها حتى ولو كان على غير ملة الأسلام ولعل تطبيقة حد الجلد على اقرب الناس اليه حينما علم بواقعة الزنا في قبطية لأعظم الأمثلة على عدالة دولة عمر وسواسية الحقوق والواجبات لكل افرادها حتى ولو كانوا من غير المسلمين، ومن هذا الفكر المسلم الواعي الفقيه بأمور دينه ودنياه لم يرفض عمر مطلب النصارى بطرد اليهود من مدينة القدس " اورشليم " حيث كانوا يد الروم الطولى في تعذيب واذلال النصارى واصدر فرمانا بأن يدع المسلمين امر النصارى وقضاء النصارى للنصارى وأن لا يحرقوا مزارع خنازيرهم ولايمنعوا عنهم نبيذهم ولايجبرونهم على اعتناق الاسلام كرها ولا يقطعوا بينهم وبين صلواتهم في معابدهم فهم احرار ماداموا يحترموا حقوقهم كمواطنين شرفاء لهم كافة حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاسلامي السمح داخل الوطن الذي يحكم به.
لم يمر اكثر من عشرة اعوام على دخول عمر القدس ويؤسس منهج الدولة التى اصبح رعاياها من ملل مختلفة واديان مختلفة بل وألسنة مختلفة حتى جاء معاوية بن ابي سفيان ليؤسس دولته الاموية ويقوم بفتوحاته السياسية شرقاً وغرباً بجيش كان غالب الجنود فيه من مواطني الشام اي من نصارى الشام فيبلوا بلاءً حسنا لنصرة دولتهم ايمانا منهم بها رغم ان سلاطين دولتهم على غير ذات الدين ومن امة المسلمين لكنهم شعروا تحت رايتهم بأنهم اكثر حرية في ممارسة شعائرهم الدينية ومزاولة حق المواطنة دون خوف او ارهاب وهو الامر الذي دفع الدولة الاسلامية بفضل هذه السماحة والعدالة الاجتماعية ان تمتلك ناصية العالم في اقل من خمسة وعشرين عاماً وهو زمن اقل ما يوصف به انه معجزة حقيقية كان مسببها الرئيس تلاشي فقه التطرف وفقه قانون الطوارئ الذي نحياه الان والذي ادى بنا وبمجتمعاتنا الى فتن طائفية وفقر وبطالة بل وتشوية لمعالم الدين وسماحته وهو الدين الذي رفع عن البشر برغم اختلافاتهم الدينية والعرقية الظلم والقهر والنزاعات الطائفية تحت مظلة الوطن الواحد .
هذه هي دولة المسلمين كما أقرها وحدد مبادئها القران ومارسها الرسول فصارت سنة وحاكاه فيها اصحابه فملكوا الدنيا واقاموا العدل فيها.
اما الآن فلا سبيل لنا امام فقهاء هذا العصر الذين انقسموا على انفسهم ودفعوا أمتنا لأن يكون لكل ارضِ فيها فقيه يأتمر بسلطانها واميرها كما لو كانوا انداداً لله في الأرض الا ان نسمع من مثقفي الأمة نداءات العلمانية وحظر الدين في سجاجيد الصلاة والمساجد لعجزه – من وجهة نظرهم - عن تقديم الحلول التي تتوائم ولغة العصر ولم يهتم احدهم بدولة الدستور الأسلامي التي استقت منه كل دساتير الدنيا مناهجها، ونسوا ان سبب انهيار مبادئ الدين ومنهجه وقانونه في قلوب العباد انما نابع من اكذوبة ان في عالمنا الحاضر فقهاء ألهتنا " غيبوبتهم " عن ادراك انهم اصل ضياع الدين والدنيا معاً لما تبنوا الفقه الشاذ فقط وليد لحظات استنهاض الأمة عبر صراعها التاريخي وألقوا وراء ظهورهم دفع الأمة للتراص والتوحد والإعتصام بعدما اصبحوا فقهاء الدرهم والدينار لايبدعون الا في فقه النساء وحف الشارب حتى انطبق عليهم قول المتنبي: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... ياأمة قد ضحكت من جهلها الأمم.
ان المسؤلية الانسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الامة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على انفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف انما تقع جميعها امام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين الذين دفعوا بنا وبوطننا لأن يكون مجهول الداخل والخارج لاتعلم ان كان قلبه طيباً ام خبيثاً ونهباً لدعاة العلمانية والإلحاد بأسم التطور وكأننا امة خلق الله عقول ابنائها من البطيخ .

الأحد، 8 فبراير 2004

الحب في مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية ..

مفهوم الحب في بلادنا رغم بساطته نقوم نحن بتعقيده وإذلاله وكسر جماله بأن يؤمن كل طرف إيماناً سطحياً بأن الحب هو إرضاء الحبيب متصوراً أنه بذلك الإيمان سيمتلك قلب محبوبه ويرضى عنه للأبد لكن يكتشف كل طرف بعد فترة أنه نسى نفسه في إرضاء المحبوب .. يكتشف أنه ليس على طبيعته .. يدرك بفطرته أنه مع محبوبه يكون شخصية غير شخصيته .. شخصية مرهقة لا يعرفها، فيشتاق لشخصيته الحقيقية ليستعيدها من احتلال الحبيب ولو على حساب الحب وفقدان الحبيب نفسه فتكون النتيجة المنطقية إنهيار العلاقة .. المدهش أن كل طرف فشل في علاقة لهذه الأسباب ودخل في علاقة جديدة بعد ألم العلاقة السابقة يرتكب نفس الخطأ وهو ارضاء الحبيب فيسقط مرة أخرى نفس السقوط القديم ويظل في دوامة الدخول والخروج من علاقة لعلاقة وعلاقات لا تنتهي حتى يكفر بالحب ويدخل في مرحلة المظلومية ويعيش بإيمان كامل أنه ضحية .. الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية .. بصمتك الحقيقية .. طبيعتك .. فطرتك .. ضحكتك وحتى غضبك التلقائي .. الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة هو أنت الحقيقي .. شخصيتك كرجل له كبريائه أو شخصيتك كأمرأه لها كرامتها.

الحب في مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية ..

مفهوم الحب في بلادنا رغم بساطته نقوم نحن بتعقيده وإذلاله وكسر جماله بأن يؤمن كل طرف إيماناً سطحياً بأن الحب هو إرضاء الحبيب متصوراً أنه بذلك الإيمان سيمتلك قلب محبوبه ويرضى عنه للأبد لكن يكتشف كل طرف بعد فترة أنه نسى نفسه في إرضاء المحبوب .. يكتشف أنه ليس على طبيعته .. يدرك بفطرته أنه مع محبوبه يكون شخصية غير شخصيته .. شخصية مرهقة لا يعرفها، فيشتاق لشخصيته الحقيقية ليستعيدها من احتلال الحبيب ولو على حساب الحب وفقدان الحبيب نفسه فتكون النتيجة المنطقية إنهيار العلاقة .. المدهش أن كل طرف فشل في علاقة لهذه الأسباب ودخل في علاقة جديدة بعد ألم العلاقة السابقة يرتكب نفس الخطأ وهو ارضاء الحبيب فيسقط مرة أخرى نفس السقوط القديم ويظل في دوامة الدخول والخروج من علاقة لعلاقة وعلاقات لا تنتهي حتى يكفر بالحب ويدخل في مرحلة المظلومية ويعيش بإيمان كامل أنه ضحية .. الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية .. بصمتك الحقيقية .. طبيعتك .. فطرتك .. ضحكتك وحتى غضبك التلقائي .. الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة هو أنت الحقيقي .. شخصيتك كرجل له كبريائه أو شخصيتك كأمرأه لها كرامتها.

الأربعاء، 4 فبراير 2004

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.