الاثنين، 21 أغسطس 2017

وحيث النقطة ليست صفراً

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
اللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .


لا أؤمن ( بعبث ) تناسخ الأرواح .. لكني على يقين من صحة ( الذاكرة التراكمية ) .. خلودك ( الواحد ) رغم تعددية الروح وتعددية الجسد .. استمرارية النقطة ( الأم ) .. البذرة الأم .. رغم تعدد الأفرع والسيقان .. وحيث النقطة ليست صفراً !

الشخصية الرئيسة للذات هي العقل .. الروح محرك لكل شئ .. لكن تظل الشخصية .. البصمة .. النضج .. هي العقل .. الإتقان الوحيد في هذا العالم الذي لديه القدرة على تقديم خبرات الوعي للوجود .. ربما تجري محاولات بائسة لإحتواء مايوجد على ( حدود ) عقلك بحكم كونها الحلقة الأضعف لإعادة صياغة سلوكك فتقبل الظلم أو القهر أو العبودية برضا ( مزيف ) لكن في مركز العقل لا يمكن لأحد أن ينال من إعادة تركيبه .. إعادة صناعة الفكرة .. الفكرة التي ربما تقفز فجأة فتمحي كل ماتم بذله من محاولات للسيطرة على حدود العقل .. سيطرة النقطة .. ولأن ( حافة ) عقلك هي النقطة الأضعف فأنت تنضم لأسرة .. جماعة .. رابطة .. حزب .. دولة .. حتى تبث افكار ( مركز ) عقلك وسط محيط ( من المؤكد ) سيشعر ظاهر شخصيتك بالقوة .. أنت في الحقيقة لا تنتمي لكل هؤلاء .. ولكنك في وعيك ( الخفي ) تستغلهم جميعاً لنشر فكرتك .. أنت تنتمي للفكرة .. الفكرة التي ( تسبح ) على حافة عقلك حال تم ولادتها في مركزه .. أنت تنتمي فقط للشخصية التي هي عقلك ليس إلا .. ومع تزايد الأفكار تولد ( الفردانية ) .. الأنا .. تتويج الذات .. كلما استطاعت فكرتك السيطرة على حافة عقول الآخرين .. كنت الفرد .. وكلما زادت غزارة أفكارك على حافة عقلك كان اختراق حدوده من عقول الآخرين ليس مستحيلاً وإنما صعباً .. لتكون الأنا .. ليست المسألة في سيطرة أفكارك .. لكن .. في غزارة أفكارك .. أشبه بسلاح سريع الطلقات .. وكلما آمن بفكرتك جماعة أو رابطة أو حزب أو دولة .. كانت قدرتك على الهيمنة هو سلاح ذاتك الذي هو عقلك .. مركز وجودك .. تتويج ذاتك .. وحيث النقطة ليست صفراً !

يتم إعادة الخلق ( من جديد ) مرة .. بعد مرة .. بعد مرة .. في حلقات متوالية بعضها من بعض في تسلسل مدهش بعد فساد مركز العقل في كل مرة وفساد الفكرة التي هي منتج من منتجات مركز العقل .. وإذا فسدت الفكرة .. فسدت الحواف .. حدود العقل .. تصبح الذات فوضى .. مانعيشه اليوم في عالمنا المعاصر من خلافات .. ندية .. هيمنة .. سباق تسلح .. هو صراع حواف العقول .. حدود العقول التي أفسدتها المراكز بميلاد أفكار غير ناضجة .. فالحرب فكرة غير ناضجة .. الصراع الديني .. الأيدولوجي .. العنصري .. السياسي .. هو فوضى ( الحواف ) تحت تأثير فكرة غير ناضجة أنتجها مركز فاسد .. وهنا ينتهي العالم .. كما بدأ أول خلق يعيده من جديد .. عذراء جديدة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

هذه التمايزات بين البشر .. التناقضات .. الإختلافات .. كانت تمثل عقبة أمام العقل القديم فكانت تولد أفكار الإنتقام في مركز هذا العقل فتسيطر على حوافه ومن هنا كان قتل الأنبياء .. الحكماء .. الفلاسفة .. تدمير كل المعارف التي تعطل انتشار فساد الفكرة بدون أدنى وخز للضمير حيث تسيطر الفكرة على الضمير بأوامر من ( حواف ) العقل التي أصبحت أداه لكل مايصدر في مركز العقل من أفكار .. اليوم هذه التمايزات والتناقضات والإختلافات جعلت أفكار ( مراكز ) العقل تبحث عن ( الفردانية ) .. ( الوحدانية ) .. ( التخلد ) .. الذي لو ( إنفرش ) على الكل .. صار ( الجزء ) .. ( كلاً ) .. لو ( إنفرش ) على الكل أصبح الفرد فاعلأ من مفاعيل الكون .. أصبح ليس مجرد ذبذبات ترددية تتحرك بانفعال كهربي عصبي .. أو تفاعل كيماوي بيولوجي .. أو بميكانيكية حركية عشوائية يستحيل معها التنبؤ بسلوكها المستقبلي بعد لحظة .. وإنما .. سيكون الجزء هو ظاهر الكل المعبر عن روح الكون .. قفزة ( الحرية ) في الروح الكلي .. حواف الهيولي .. حيث تتلاشى الحدود .. الفناء .. التفتت .. التجزؤ .. العقل الجديد للإنسانية الذي لم يخلق بعد .. القفزة التي ستنصهر في عمق النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

وبناء عليه فاللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .. اختيارك للحظة .. هي اختيارك للوجود .. إما أن تنفجر فتوجد أو تنسحق فتهضم .. ليس فينا من هو خارج النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً

كل شئ سيستقر في النهاية .. أنت لا تسبق الزمن للوصول إلى نهاية الرحلة لتستقر في غموض لا تعرفه .. والزمن لا يتحرك ليسبقك حتى تبلغ محطة وصولك قبل نضج وجودك ولو كان لحظياً .. الموت ليس محطة وصولك .. ولا البعث محطة وصولك .. فالرحلة ظاهرها معلن وباطنها خفي وماورائها غامض .. أنت الآن لا تتحرك داخل الزمن ولا الزمن يتفاعل داخل حركتك .. فالحياة .. الزمن والحركة .. لا يتزامنان ( unsynchronizieble ) .. وهنا عمق غموض الحياة .. فاستقرار حركتك نظام .. واستقرار الزمن نظام آخر .. يحدث التقاء ( اجتيازي ) بين مسار حركتك وبين مسار الزمن في لحظة هي عمر ( كل ) الزمن وزمن ( كل ) عمر حركتك .. حركتك العابرة وهي تمتطي ظهر تلك اللحظة جسر وجودها فوق المسار الكلي للزمن لتستقر خارج الزمن في محيط النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !


وحيث النقطة ليست صفراً

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
اللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .


لا أؤمن ( بعبث ) تناسخ الأرواح .. لكني على يقين من صحة ( الذاكرة التراكمية ) .. خلودك ( الواحد ) رغم تعددية الروح وتعددية الجسد .. استمرارية النقطة ( الأم ) .. البذرة الأم .. رغم تعدد الأفرع والسيقان .. وحيث النقطة ليست صفراً !

الشخصية الرئيسة للذات هي العقل .. الروح محرك لكل شئ .. لكن تظل الشخصية .. البصمة .. النضج .. هي العقل .. الإتقان الوحيد في هذا العالم الذي لديه القدرة على تقديم خبرات الوعي للوجود .. ربما تجري محاولات بائسة لإحتواء مايوجد على ( حدود ) عقلك بحكم كونها الحلقة الأضعف لإعادة صياغة سلوكك فتقبل الظلم أو القهر أو العبودية برضا ( مزيف ) لكن في مركز العقل لا يمكن لأحد أن ينال من إعادة تركيبه .. إعادة صناعة الفكرة .. الفكرة التي ربما تقفز فجأة فتمحي كل ماتم بذله من محاولات للسيطرة على حدود العقل .. سيطرة النقطة .. ولأن ( حافة ) عقلك هي النقطة الأضعف فأنت تنضم لأسرة .. جماعة .. رابطة .. حزب .. دولة .. حتى تبث افكار ( مركز ) عقلك وسط محيط ( من المؤكد ) سيشعر ظاهر شخصيتك بالقوة .. أنت في الحقيقة لا تنتمي لكل هؤلاء .. ولكنك في وعيك ( الخفي ) تستغلهم جميعاً لنشر فكرتك .. أنت تنتمي للفكرة .. الفكرة التي ( تسبح ) على حافة عقلك حال تم ولادتها في مركزه .. أنت تنتمي فقط للشخصية التي هي عقلك ليس إلا .. ومع تزايد الأفكار تولد ( الفردانية ) .. الأنا .. تتويج الذات .. كلما استطاعت فكرتك السيطرة على حافة عقول الآخرين .. كنت الفرد .. وكلما زادت غزارة أفكارك على حافة عقلك كان اختراق حدوده من عقول الآخرين ليس مستحيلاً وإنما صعباً .. لتكون الأنا .. ليست المسألة في سيطرة أفكارك .. لكن .. في غزارة أفكارك .. أشبه بسلاح سريع الطلقات .. وكلما آمن بفكرتك جماعة أو رابطة أو حزب أو دولة .. كانت قدرتك على الهيمنة هو سلاح ذاتك الذي هو عقلك .. مركز وجودك .. تتويج ذاتك .. وحيث النقطة ليست صفراً !

يتم إعادة الخلق ( من جديد ) مرة .. بعد مرة .. بعد مرة .. في حلقات متوالية بعضها من بعض في تسلسل مدهش بعد فساد مركز العقل في كل مرة وفساد الفكرة التي هي منتج من منتجات مركز العقل .. وإذا فسدت الفكرة .. فسدت الحواف .. حدود العقل .. تصبح الذات فوضى .. مانعيشه اليوم في عالمنا المعاصر من خلافات .. ندية .. هيمنة .. سباق تسلح .. هو صراع حواف العقول .. حدود العقول التي أفسدتها المراكز بميلاد أفكار غير ناضجة .. فالحرب فكرة غير ناضجة .. الصراع الديني .. الأيدولوجي .. العنصري .. السياسي .. هو فوضى ( الحواف ) تحت تأثير فكرة غير ناضجة أنتجها مركز فاسد .. وهنا ينتهي العالم .. كما بدأ أول خلق يعيده من جديد .. عذراء جديدة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

هذه التمايزات بين البشر .. التناقضات .. الإختلافات .. كانت تمثل عقبة أمام العقل القديم فكانت تولد أفكار الإنتقام في مركز هذا العقل فتسيطر على حوافه ومن هنا كان قتل الأنبياء .. الحكماء .. الفلاسفة .. تدمير كل المعارف التي تعطل انتشار فساد الفكرة بدون أدنى وخز للضمير حيث تسيطر الفكرة على الضمير بأوامر من ( حواف ) العقل التي أصبحت أداه لكل مايصدر في مركز العقل من أفكار .. اليوم هذه التمايزات والتناقضات والإختلافات جعلت أفكار ( مراكز ) العقل تبحث عن ( الفردانية ) .. ( الوحدانية ) .. ( التخلد ) .. الذي لو ( إنفرش ) على الكل .. صار ( الجزء ) .. ( كلاً ) .. لو ( إنفرش ) على الكل أصبح الفرد فاعلأ من مفاعيل الكون .. أصبح ليس مجرد ذبذبات ترددية تتحرك بانفعال كهربي عصبي .. أو تفاعل كيماوي بيولوجي .. أو بميكانيكية حركية عشوائية يستحيل معها التنبؤ بسلوكها المستقبلي بعد لحظة .. وإنما .. سيكون الجزء هو ظاهر الكل المعبر عن روح الكون .. قفزة ( الحرية ) في الروح الكلي .. حواف الهيولي .. حيث تتلاشى الحدود .. الفناء .. التفتت .. التجزؤ .. العقل الجديد للإنسانية الذي لم يخلق بعد .. القفزة التي ستنصهر في عمق النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

وبناء عليه فاللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .. اختيارك للحظة .. هي اختيارك للوجود .. إما أن تنفجر فتوجد أو تنسحق فتهضم .. ليس فينا من هو خارج النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً

كل شئ سيستقر في النهاية .. أنت لا تسبق الزمن للوصول إلى نهاية الرحلة لتستقر في غموض لا تعرفه .. والزمن لا يتحرك ليسبقك حتى تبلغ محطة وصولك قبل نضج وجودك ولو كان لحظياً .. الموت ليس محطة وصولك .. ولا البعث محطة وصولك .. فالرحلة ظاهرها معلن وباطنها خفي وماورائها غامض .. أنت الآن لا تتحرك داخل الزمن ولا الزمن يتفاعل داخل حركتك .. فالحياة .. الزمن والحركة .. لا يتزامنان ( unsynchronizieble ) .. وهنا عمق غموض الحياة .. فاستقرار حركتك نظام .. واستقرار الزمن نظام آخر .. يحدث التقاء ( اجتيازي ) بين مسار حركتك وبين مسار الزمن في لحظة هي عمر ( كل ) الزمن وزمن ( كل ) عمر حركتك .. حركتك العابرة وهي تمتطي ظهر تلك اللحظة جسر وجودها فوق المسار الكلي للزمن لتستقر خارج الزمن في محيط النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !