الخميس، 20 ديسمبر 2012

طُزْ في مصر والسيناريو الأميريكي

بقلم محيي الدين إبراهيم
aupbcmohi@gmail.com
يعلم الجميع أنه لو عادت الشرطة المصرية لقبضتها الحديدية لألقت القبض على معظم من هم في المشهد السياسي الآن وهو مالا يريده اصحاب هذا المشهد ونجومه حتى لا يعودوا للسجون التي خرجوا منها مرة اخرى، فهم ورغم أنهم يحكمون إلا أنهم مازالوا عبيد عقدة الاضطهاد وهو ما أدى بمصر للسقوط بالفعل في أقل من شهور.

طـُـــزْ في مصر هكذا قالوها من قالوها وكانوا صادقين فيما قالوه واصبح الوضع في مصر ( داخل هذه الطـُـزْ ) مأساوياً من كل النواحي عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد، وربما الأكثر مأساوية حاليا هو انعدام الأمن ومن ثم ضياع الأمان، فليس هناك أمن على الإطلاق، نحن نعيش بالمتبقي في قلوب المصريين من وازع أخلاقي ونخشى في الشهور القليلة المقبلة أن يتلاشى هذا الوازع ايضاً فيسطو الجار على جاره ويقتل الأخ أخاه من أجل ( حفنة ) قمح كما حدث أيام حاكم مصر المستنصر بالله الفاطمي.
يعلم الجميع أنه لو عادت الشرطة المصرية لقبضتها الحديدية لألقت القبض على معظم من هم في المشهد السياسي الآن وهو مالا يريده اصحاب هذا المشهد ونجومه حتى لا يعودوا للسجون التي خرجوا منها مرة اخرى، فهم ورغم أنهم يحكمون إلا أنهم مازالوا عبيد عقدة الاضطهاد وهو ما أدى بمصر للسقوط بالفعل في أقل من شهور.
على سبيل المثال أحمد عرفة أحد أعضاء ( حازمون ) وهي إحدى جبهات الأستاذ حازم صلاح ابو اسماعيل تم ضبطه متلبساً بالإرهاب بواسطة سلاح آلي غير مرخص وتم القبض عليه وأثناء استجوابه بنيابة مدينة نصر تجمع فصيل ( حازمون ) حول مجمع النيابات بالآلاف مهددين الجميع بالحرق بدءاً من وكيل النيابة ورجال المباحث وحتى أصغر شاويش في النيابة ولأن ( الشعب ) اختار سقوط الشرطة منذ عام ونصف وهلل لدخول غالب رجالها السجون وسط التشفي المريض وزغاريد الهلاوس، اصبح رجل الشرطة اليوم بعد سقوط هيبته يؤدي عمله ( خوفا ) من دخوله السجن تحت ضغط الشارع وهو الأمر الذي جعل الشرطة كمؤسسة أشبه بوزارة الشئون الاجتماعية مليئة بموظفين عالة على الوزارة وعالة على الشعب رغما عنهم حيث لو تصدى احدهم لحالة شغب أو سطو مسلح فأمره معروف لإحدى نتيجتين إما القتل أو السجن لذا فقد أطلق جهاز الشرطة مرغماً سراح احمد عرفة من سراي النيابة تحت ضغط وارهاب أعوانه من فصيل ( حازمون ) دون استجواب رغم ثبوت التهمة ورغم التلبس، هذا هو الأمن حاليا في مصر وهذه هي النتيجة التي جاءت برغبتنا نحن المصريون حينما ( كسرنا ) هيبة الشرطة بأنفسنا ظنا منا أن هذا لصالحنا وصالح البلد والآن نبكي من الندم ولات ساعة مندم.
وربما من أغرب المسائل التي تتكشف يوما بعد يوم، أن ما نحياه يتم برضا أمريكي سامي لصالح أمن اسرائيل وبواسطة أبناء امريكيون للنخاع حتى وان ولدوا من جدود وآباء وأمهات مصريين وأكلوا من طينة الأرض وشربوا من ماء النيل وتحدثوا العربية ونطقوا بالإيمان وظنوا أنهم يحسنون صنعا وهم ألد الخصام والأخسرين أعمالاً، فهذا نصف عائلته أمريكية وهذا له أم وأخت وأخ وحفيد ويحملون جميعهم الجنسية الأمريكية وذاك ابنه أمريكي ويعمل في منظمة كلينتون وآخر يعمل في ناسا للفضاء بموافقة أمنية من ( سي آي إيه ) الأمريكية وآخر يحتفظ لمستقبل ابنائه بالجنسية الأمريكية عسى أن يصبح أحدهم من جيل الاحفاد رئيسا للولايات المتحدة في يوم من الأيام ليعتنق الأمريكيون عن طريقه المذهب الوهابي، ويهلل الفقراء في بلادنا وهم يصرخون دون وعي أو حتى ذرة إدراك للإيمان ( تكبييير ) وهذا وهذا وذاك وهذه وتلك وهؤلاء والكثير الكثير مما لا يتسع المقال لذكرهم يحكمون مصر بالفعل حتى المعارضة في مصر لا استثني منهم أحداً إلا من رحم ربك، الكل يحملون ألوان الطيف الأمريكية وترضى عنهم الولايات المتحدة ويتصدروا المشهد السياسي ( بسوء نية أو حسن نية لا فرق مادام الجميع وكلاء اميركا ) في المنطقة لحماية أمن اسرائيل من عبث ايران، ومثلما فعلت أميركا في العراق حيث أعطت باحتلالها العراق نفوذا منقطع النظير لإيران لتتجاوز حدودها عبر العراق ولبنان والسعودية وتصل بأيدولوجيتها حتى دول وسط أفريقيا، تحاول اليوم أن تفعل بمصر ليتجاوز الإخوان حدود مصر وتمتد أيدولوجيتهم من الجزائر وحتى سوريا وتركيا مرورا بدول صحراء أفريقيا وكما ذكرت في اكثر من مقال من بدء الثورة وحتى اليوم أن الهدف هو صناعة قوتين مذهبيتين اسلاميتين ( يحملان وهم العظمة المزيفة ) كل منهما ضد الأخرى ويفصل بينهما البحر الأحمر تكون رأس احدهما ايران وتابعها العراق والرأس الأخرى تركيا وتابعها مصر، لتشتعل الحرب المذهبية ويتم فيها استنزاف كل القوى لصالح أمن اسرائيل وسيكون وقود هذه الحرب ليس من أصحاب اللحى ممن صموا آذاننا بأناشيد حي على الجهاد واقامة دولة الخلافة الذين أراهم أول من اساء للإسلام ووصموه واساءوا لسيدنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو الذي أخبرنا عنهم ووصفهم وصفا دقيقا كأنه يراهم بيننا اليوم، بل سيكون وقود هذه الحرب هم جميع الأقليات غير المسلمة وغير العربية قسراً وقهراً كما كان يفعل صدام حسين في حربه مع ايران فيرسل كل ما هو شيعي إلى جبهة القتال ليتخلص في حربه من كل شيعة العراق، وفي تقديري أن أميركا تعلم مثل هكذا سيناريو، لكنها في سبيل أمن اسرائيل لا يهمها أن يتم الزج إلى جبهة القتال من الطرفين ملايين من الأقليات الغير مسلمة والغير عربية بحيث تكون أول حرب ابادة جماعية ( شرعية ) ومقننة كونها امتداد للحرب على الإرهاب وبرضا العالم كله بعد أن تم وضع ايران وكل حلفائها من بلدان المذهب الشيعي على رأس قائمة الدول الراعية للإرهاب ووضع تركيا ( عضو الناتو ) وكل بلدان المذهب السني ( تحت حكم الاخوان ) على رأس الدول الحليفة، لتحدث الإبادة الجماعية للأقليات غير المسلمة وغير السنية وغير الشيعية وغير العربية في المنطقة كما حدث للأرمن والهنود الحمر على مرأي ومسمع ورضا من العالم كله، وبعدها وقبل أن تلتقط بلدان المذهب السني المنتصرة أنفاسها بعد انقضاء الحرب التي ستكون ( فتاكة ) وقبل أن تلملم الشعوب الفائزة بالحرب بقيادة تركيا والخاسرة بقيادة ايران جراحها وفي ظل اقتصاد وبنية تحتية منهارة تماماً يتم الانقضاض بضراوة على هذين الطرفين في حرب ابادة جماعية جديدة شرعية وممنهجة لتتسيد بعدها اسرائيل في أرض ميعادها وعاصمتها القدس بعد سقوط الكل من حولها وحيث سيقوم من تبقى من شعوبنا وابنائنا ( بعد الإبادة ) بكنس شوارع تل ابيب والاهتمام بنظافة مراحيض الكنيست الإسرائيلي.

حكاية أعجبتني:
قابل عصفور ذات يوم طائر الطاووس فأعجبه جمال الريش وانعكاس وبهاء الألوان وكبرياء القامة فأشفق على نفسه وهو العصفور رمادي اللون ضئيل الحجم تكاد رأسه تلتحم في جسده فينعدم مع التحامها كبرياؤه، وهنا قال له: 
أظن أن لجمالك هذا علاقه بالأرض التي ولدت فيها ولوطنك الأم؟، فأجابه الطاووس:
مؤكد، فقال له العصفور:
هل تحب وطنك؟، فأجابه الطاووس:
إنه اجمل بقعة في الأرض رأتها عيني، فرد العصفور في حسد:
لو أن لي وطن كوطنك ما فرطت فيه أبداً .. فهل لك أن تريني وطنك هذا؟، هل لك أن تريني تلك البقعة التي تجدها أنت اجمل بقاع الدنيا، ربما إن رأيتها معك نال حظي نصيباً من جمالك، فوافق الطاووس ورافق العصفور حتى وصلا إلى أرض قاحلة جرداء أقرب للصحراء منها إلى وديان الأنهار، ثم انعطف الطاووس إلى شجرة صبار كبيرة تحيطها بعض جذوع متناثرة لشجرة سدر جرداء، وعندها أطبق الطاووس ذيله المضيء ونكسه كما تنكس الأعلام من صواريها حتى توارت ألوانه الزاهية ولم يعد لها وجود، ثم سجد على منقاره لحظات في جلال مقدس، وهنا صرخ العصفور في وجه الطاووس وقال له:
قبحك الله ايها الطاووس الغبي، هل هذا هو وطنك؟، هل هذه الأرض البوار هي اجمل بقاع الدنيا؟ ما أبلدك من طائر أيها البليد وما أحقرني من عصفور سمح لنفسه أن يصدق طاووس مجنون مثلك تحدث عن وطنه وكأنه جنة عدن فإذا به صحراء قافلة مقبضة، طز في وطنك هذا وتباً لك، طـُز، طـُز، طـُز، وهنا نظر إليه الطاووس نظرة شفقه وقال له:
ايها الغبي، تكمن قيمة الوطن في معنى أنه وطن حتى ولو كان صحراء واسعة، لأنك في فقدان المعنى أيها التعس تفقد الذات وينحط قدرك، الوطن هو نقطة الوجود التي لولاها ما وجدت لي انتماءً ولكان لفظني العالم، الوطن هو نقطة النور التي إن فرطت فيها لعشت ظلاماً للأبد، ربما وطني من وجهة نظرك ليس واحة غناء وجنة خضراء ولكنه بالنسبة لي هو أجمل بقاع الأرض، الحياة والموت معاً حيث يولد من الحياة الإيمان ويولد من الموت الحكمة، إنه وطني الذي فيه ولدت وفيه لعبت ومنه تعلمت وحين ينتهي أجلي سأدفن فيه بين أحضان الآباء وتاريخ الجدود مطمئنا بين احشائه أن لي وطن.
عاشت مصر حرة أبيه جميلة ساحره وحماها الله من كل الفتن وتحيا مصر .. تحيا مصر.

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

تغريدات سياسية حول الوضع في مصر 2012


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
- سيدنا النبي (ص) في وثيقة المدينة المنورة وهي أول اعلان دستوري مدني في التاريخ لم يعطِ لنفسه الحق بعصمة قراراته، فهل الدكتور مرسي رئيس مصر أفضل من النبي (ص)؟.
 

- للأسف يامصر نعيش ضدك حالة من الغباء السياسي، حالة نحن ننتحر أو نموت!!

- مليونية غدا الجمعة 23 نوفمبر ستتواجد بها ميليشيات من جميع الاتجاهات، اتجاه يصب في تأييد الرئيس واتجاه ضد الرئيس واتجاة يلعب ضد هذا وذاك، غدا البلطجة هي الحل.

- سيدنا النبي (ص) في وثيقة المدينة المنورة وهي أول اعلان دستوري مدني في التاريخ لم يعطي لنفسه الحق بعصمة قراراته، فهل الدكتور مرسي رئيس مصر أفضل من النبي (ص)؟.

- مصر قادمة على حرب شوارع .. صومال اخرى.. وأعتقد ان هناك اصوات قانونية في مصر ستبحث عن إقالة رئيس الجمهورية بالقوة لتبدأ حرب الشوارع.

- الاعلان الدستوري الصادر عن رئيس مصر يحول رئيس الجمهورية من رئيس منتخب إلى ديكتاتور ومن نصير ثوري للغلابة إلى عدو الشعب، حرب الشوارع قادمة.

- لاحل للعار الاقتصادي في مصر سوى مسألتين كلاهما (علقم)،إما الإنبطاح لأمريكا واسرائيل انبطاحا كاملا، أو فتح باب الشراكة للآخر مع ايران والصين.

- لو امريكا راضية عن النظام،ستأمر البنك الدولي بالتليفون ان يقرض مصر فوراً،أما إذا كانت غير راضية فستصبح مصر كاليونان والنظام بين انياب الشعب.

- النظام في مصر يحاول أن ينقذ نفسه ويلهث ليسبق الزمن قبل اعلان افلاس البلاد في مايو القادم ويستنجد بالبنك الدولي لإقراضه 5 مليار دولار.

- ماهو الفرق ( السياسي ) بين هيفاء وهبي وسوزان تميم؟!!

- أمامنا نحن المصريون 6 اشهر كأقصى حد زمني لإعلان افلاس البلد تماماً، ولن نكون محظوظون كاليونان التي وجدت اوروبا كلها ورائها، طوفان قادم يامصر

- ساقني القدر امس لميدان التحرير فاصبت بحالة من الدهشة بسبب احداث محمد محمود، وتساءلت: هل انا في القاهرة عاصمة مصر ام مقديشو عاصمة الصومال؟.

- كلما شاهدت قناة مصر 25 تصورت أنها قناة المنار لحزب الله ولا أدري لماذا تحول الاعلام الاخواني عن قيمته التي بدأها منذ 70 عاما ولمصلحة من؟!.

- إقالة هشام قنديل وياسر علي أصبح بوابة النجاه الوحيدة امام النظام الحالي قبل أن ينفلت العيار ويضيع الكل في صراع عنيف يطيح بنا جميعا.

- نريد من حكام البلد تأكيد أو نفي التهديدات الاسرائيلية باحتلال سيناء يوم 5 ديسمبر من عدمه، وهل نحن على استعداد لمثل هكذا تهديد؟؟!

- مادام امريكا تقوم بإجلاء رعاياها من اسرائيل، إذن فإشاعة اجتياح اسرائيل لاحتلال سيناء يوم 5 ديسمبر فيها شئ كبير من الصحة!!!

- الان تتوجه سفن أمريكية للبحر المتوسط لإجلاء رعاياها من اسرائيل، وهذا يعني حرب اقليمية وشيكة الحدوث، وطبيعي اجلاء رعايا يعني حرب قادمة.

- الآن يتم اغتصاب عقل مصر تماماً، اوشكنا ان نكون كائنات متحفية،سيعترف بنا العالم وكأننا محمية طبيعية تحوي اجناسا منقرضة أو اوشكت على الانقراض.

- الاشتباكات بين الجيش والبوليس ليس فضيحةولكنه بداية صوملة مصر، ومازال الطرف الثالث (المزعوم) مختفي، طبقوا العدل قبل الشريعة قبل أن يضيع الكل.

- الصراع بين الجيش والشرطة وصل لقسم 15 مايو، اذا لم يكن هناك حل عاجل فالبلد على كف عفريت، الكرة في ملعب دكتور مرسي والفريق السيسي، مصر في خطر.

- حينما تشب العداوة بين الجيش والشرطة كما يحدث الان في مصر فهذا معناه بروفة حرب شوارع ستحدث حتما في مصر وسيكون ضحيتها رؤوس السياسة والاقتصاد.

- لو قامت حرب شوارع في مصر (وقد اوشكت أن تقوم) فلا يجب ان نلوم الامبريالية العالمية والصهيونية وسيناريو المؤامرة بل يجب ان لا نلوم الا انفسنا.

- لاشك أن حكام ما بعد الثورة ( وشهم وحش على مصر ) فهم لايبحثون إلا عن تصفية الحسابات، الوضع في مصر حرج جدا وقاب قوسين من حرب شوارع مدمرة.

- ما يحدث في مصر الآن هو استفزاز للشيطان الكامن في قلوب الناس، وخروج الشيطان سيكلفنا الكثير من الدماء ولمدة أعوام حيث سيذهب فيها ضحايا كثيرين.

- تعدد الانتماءات في مصر بين اخوان وسلفيين ومسيحيين لا يبشر بخير وإنما بمخاض عنيف، ومن ثم فالقادم في مصر حرب شوارع ستمحو المتبقي من الرحمة.

- اسرائيل تعلم ان المنطقة بعد الربيع العربي في طور النمو تحبو للنهوض، وهي فرصتها للإنقضاض على النظم الوليدة عديمة الخبرة وممزقة داخليا ومالياً

- واضح إن المنطقة العربية كلها على كف عفريت وان حرب وشيكة قادمة وليس هناك جيوش عربية متبقية بعد الربيع العربي سوى جيش مصر، تفتكروا سننتصر؟؟!!

- اتصور أن ( تلفق ) اسرائيل للعالم أن بعض الصواريخ التي تقصف مدنها تنطلق من مصر وليس غزة لتكون حجة لاحتلال سيناء وإلا لماذا تستدعي الاحتياط !!

- من الغباء التنبؤ بذلك ولكن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اليوم في غزة يصب في صالح التوصل لحل مع ايران مقابل اقصاء الاخوان عن الحكم في المنطقة.

- كل العالم بارك غارة اسرائيل على غزة ارضاءً لأمريكا والتخوف من مستقبل يحكمه الاسلاميين الذين لم يعد لهم قيمة بعد اقتراب التوصل لحل مع ايران.

- أراهن أن أميركا قد حسمت أمرها تجاه سوريا لصالح فلول النظام السوري شرط ألا يكون بينهم بشار الأسد حتى تحفظ ماء وجهها أمام فرنسا والصين وروسيا.

- كمصريين نحن في موقف صعب، فأمريكا حسمت موقفها ضد الإسلاميين في المنطقة، وعقدت اجتماعات مع بعض قادة الجيش العرب أثناء قصف غزة أليس ذلك غريباً؟

- زيارة قنديل لقطاع غزة مغامرة سياسية غير محسوبة وكان يجب ألا تكون الآن على الأقل، وواضح أنها لكسب الشارع ومن ثم سيضع مصر في مواجهة اميركا.

- لايجب النظر للعدوان على غزة كونه استهداف اسرائيل للفلسطينيين ولكن استهداف اميركا للإسلاميين في المنطقة،تغيير خارطة المنطقة وشيك لصالح الفلول

- مساندة اميركا لأسرائيل في عدوانها على غزة لايعني سوى عدم الإعتراف بالمعارضة السورية، وحسم أمرها في رفض حكم التيارات الاسلامية بالمنطقة!

- من الغباء اعتبار ضرب غزة لصالح اسرائيل ضد حماس ولكن لصالح اميركا ضد اخوان سوريا واخوان مصر، اتصور ان امريكا تستهدف مصر في المقام الأول.

- غرض اسرائيل من ضرب غزة ليس غزة ولكن ضرب الاخوان المسلمين في المنطقة ورسالة حاسمة من اميركا للعالم تجاه سوريا بعد الثورة: لن يحكمها الاخوان.

- ضرب اسرائيل لغزة بموافقة امريكية تعني رفض امريكا لسياسة الاخوان المسلمين في مصر والمنطقة ومن ثم حسم الثورة السورية لصالح القوى الليبرالية.

- بعد الهجمة الاسرائيلية علي بلادنا واغتيال قادتنا دون رد فعل كأننا اعجاز نخل خاوية علينا ان نتغير من بلاد الربيع العربي لبلاد الانبطاح العربي

- لن يسامحنا التاريخ وسيكتب عنا اسوأ مما كتب عن أبناء دولة الحاكم بأمر الله، لكوننا أبناء الهزيمة والقروض والإنبطاح والخزي والربيع العربي.

- بعد 6 ساعات فقط من اغتيال الجعبري انتفض الجهاديون وتم نشر 16 بيان من منظمات وقادة عرب اهمها الازهر الشريف بشجب العمل البربري الجبان، شئ مخزي

- كيف سنحرر القدس ونحن عاجزون، اسرائيل مرت على 6 بلاد عربية بطائراتها وقصفت السودان ثم اغتالت الجعبري ولم يتحرك احد، القدس تحتاج رجال وليس ...

- لنستلقي على ظهورنا من فرط الضحك ونحن نستقبل البيانات الجهادية للحكام العرب وجهاديوا الربيع العربي حول اغتيال الجعبري دون حياء أو كرامة.

- المضحك هو اننا سنثأر لغزة بخروج المليونيات، ونصرخ ( الموت للصهاينة ) ثم نعود منازلنا لنشاهد برامج التليفزيون بعد عناء يوم جهادي طويل!

- نحن العرب اصبحنا ( ملطشة ) العالم، وحكامنا مشغولون بكراسي الحكم وتطبيق الشريعة وعمل مليونيات ( حق الثورة )، لاعدل ولاكبرياء ولاقيمة ولاحضارة

- شئ مضحك ان يهدد نتنياهو أمس باغتيال قادة حماس ويرد عليه العرب (ماتقدرش) واليوم تنفذ اسرائيل الوعد وتغتال الجعبري وسط مليونيات الاخذ بالثأر

- اسرائيل تستثمر ( الربيع ) العربي بصناعة ربيع صهيوني عن طريق تدمير واغتيال كل من تراه يقف في طريقها اما نحن فمشغولون باعتلاء كراسي الحكم

- جامعة الدول العربية طالبت اسرائيل بتعويض السودان عن ضرب مصنع اليرموك كنوع من الثأر العربي أو الضياع العربي فردت اسرائيل باغتيال الجعبري!!

- قالوا له انت سئ مثلهم فقال: لا .. بل أسوأ.

- في بلادنا هناك دائما الرجل الشرير صاحب النوايا الحسنة وهناك دوما الاتباع الاغبياء الذين ينساقون وراء الشرير بحماقة القطيع.

- أقسم بالله أن ما يحدث في مصر ليس ثورياً وانما ما يحدث في مصر ثأرياً.


تغريدات سياسية حول الوضع في مصر 2012


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
- سيدنا النبي (ص) في وثيقة المدينة المنورة وهي أول اعلان دستوري مدني في التاريخ لم يعطِ لنفسه الحق بعصمة قراراته، فهل الدكتور مرسي رئيس مصر أفضل من النبي (ص)؟.
 

- للأسف يامصر نعيش ضدك حالة من الغباء السياسي، حالة نحن ننتحر أو نموت!!

- مليونية غدا الجمعة 23 نوفمبر ستتواجد بها ميليشيات من جميع الاتجاهات، اتجاه يصب في تأييد الرئيس واتجاه ضد الرئيس واتجاة يلعب ضد هذا وذاك، غدا البلطجة هي الحل.

- سيدنا النبي (ص) في وثيقة المدينة المنورة وهي أول اعلان دستوري مدني في التاريخ لم يعطي لنفسه الحق بعصمة قراراته، فهل الدكتور مرسي رئيس مصر أفضل من النبي (ص)؟.

- مصر قادمة على حرب شوارع .. صومال اخرى.. وأعتقد ان هناك اصوات قانونية في مصر ستبحث عن إقالة رئيس الجمهورية بالقوة لتبدأ حرب الشوارع.

- الاعلان الدستوري الصادر عن رئيس مصر يحول رئيس الجمهورية من رئيس منتخب إلى ديكتاتور ومن نصير ثوري للغلابة إلى عدو الشعب، حرب الشوارع قادمة.

- لاحل للعار الاقتصادي في مصر سوى مسألتين كلاهما (علقم)،إما الإنبطاح لأمريكا واسرائيل انبطاحا كاملا، أو فتح باب الشراكة للآخر مع ايران والصين.

- لو امريكا راضية عن النظام،ستأمر البنك الدولي بالتليفون ان يقرض مصر فوراً،أما إذا كانت غير راضية فستصبح مصر كاليونان والنظام بين انياب الشعب.

- النظام في مصر يحاول أن ينقذ نفسه ويلهث ليسبق الزمن قبل اعلان افلاس البلاد في مايو القادم ويستنجد بالبنك الدولي لإقراضه 5 مليار دولار.

- ماهو الفرق ( السياسي ) بين هيفاء وهبي وسوزان تميم؟!!

- أمامنا نحن المصريون 6 اشهر كأقصى حد زمني لإعلان افلاس البلد تماماً، ولن نكون محظوظون كاليونان التي وجدت اوروبا كلها ورائها، طوفان قادم يامصر

- ساقني القدر امس لميدان التحرير فاصبت بحالة من الدهشة بسبب احداث محمد محمود، وتساءلت: هل انا في القاهرة عاصمة مصر ام مقديشو عاصمة الصومال؟.

- كلما شاهدت قناة مصر 25 تصورت أنها قناة المنار لحزب الله ولا أدري لماذا تحول الاعلام الاخواني عن قيمته التي بدأها منذ 70 عاما ولمصلحة من؟!.

- إقالة هشام قنديل وياسر علي أصبح بوابة النجاه الوحيدة امام النظام الحالي قبل أن ينفلت العيار ويضيع الكل في صراع عنيف يطيح بنا جميعا.

- نريد من حكام البلد تأكيد أو نفي التهديدات الاسرائيلية باحتلال سيناء يوم 5 ديسمبر من عدمه، وهل نحن على استعداد لمثل هكذا تهديد؟؟!

- مادام امريكا تقوم بإجلاء رعاياها من اسرائيل، إذن فإشاعة اجتياح اسرائيل لاحتلال سيناء يوم 5 ديسمبر فيها شئ كبير من الصحة!!!

- الان تتوجه سفن أمريكية للبحر المتوسط لإجلاء رعاياها من اسرائيل، وهذا يعني حرب اقليمية وشيكة الحدوث، وطبيعي اجلاء رعايا يعني حرب قادمة.

- الآن يتم اغتصاب عقل مصر تماماً، اوشكنا ان نكون كائنات متحفية،سيعترف بنا العالم وكأننا محمية طبيعية تحوي اجناسا منقرضة أو اوشكت على الانقراض.

- الاشتباكات بين الجيش والبوليس ليس فضيحةولكنه بداية صوملة مصر، ومازال الطرف الثالث (المزعوم) مختفي، طبقوا العدل قبل الشريعة قبل أن يضيع الكل.

- الصراع بين الجيش والشرطة وصل لقسم 15 مايو، اذا لم يكن هناك حل عاجل فالبلد على كف عفريت، الكرة في ملعب دكتور مرسي والفريق السيسي، مصر في خطر.

- حينما تشب العداوة بين الجيش والشرطة كما يحدث الان في مصر فهذا معناه بروفة حرب شوارع ستحدث حتما في مصر وسيكون ضحيتها رؤوس السياسة والاقتصاد.

- لو قامت حرب شوارع في مصر (وقد اوشكت أن تقوم) فلا يجب ان نلوم الامبريالية العالمية والصهيونية وسيناريو المؤامرة بل يجب ان لا نلوم الا انفسنا.

- لاشك أن حكام ما بعد الثورة ( وشهم وحش على مصر ) فهم لايبحثون إلا عن تصفية الحسابات، الوضع في مصر حرج جدا وقاب قوسين من حرب شوارع مدمرة.

- ما يحدث في مصر الآن هو استفزاز للشيطان الكامن في قلوب الناس، وخروج الشيطان سيكلفنا الكثير من الدماء ولمدة أعوام حيث سيذهب فيها ضحايا كثيرين.

- تعدد الانتماءات في مصر بين اخوان وسلفيين ومسيحيين لا يبشر بخير وإنما بمخاض عنيف، ومن ثم فالقادم في مصر حرب شوارع ستمحو المتبقي من الرحمة.

- اسرائيل تعلم ان المنطقة بعد الربيع العربي في طور النمو تحبو للنهوض، وهي فرصتها للإنقضاض على النظم الوليدة عديمة الخبرة وممزقة داخليا ومالياً

- واضح إن المنطقة العربية كلها على كف عفريت وان حرب وشيكة قادمة وليس هناك جيوش عربية متبقية بعد الربيع العربي سوى جيش مصر، تفتكروا سننتصر؟؟!!

- اتصور أن ( تلفق ) اسرائيل للعالم أن بعض الصواريخ التي تقصف مدنها تنطلق من مصر وليس غزة لتكون حجة لاحتلال سيناء وإلا لماذا تستدعي الاحتياط !!

- من الغباء التنبؤ بذلك ولكن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اليوم في غزة يصب في صالح التوصل لحل مع ايران مقابل اقصاء الاخوان عن الحكم في المنطقة.

- كل العالم بارك غارة اسرائيل على غزة ارضاءً لأمريكا والتخوف من مستقبل يحكمه الاسلاميين الذين لم يعد لهم قيمة بعد اقتراب التوصل لحل مع ايران.

- أراهن أن أميركا قد حسمت أمرها تجاه سوريا لصالح فلول النظام السوري شرط ألا يكون بينهم بشار الأسد حتى تحفظ ماء وجهها أمام فرنسا والصين وروسيا.

- كمصريين نحن في موقف صعب، فأمريكا حسمت موقفها ضد الإسلاميين في المنطقة، وعقدت اجتماعات مع بعض قادة الجيش العرب أثناء قصف غزة أليس ذلك غريباً؟

- زيارة قنديل لقطاع غزة مغامرة سياسية غير محسوبة وكان يجب ألا تكون الآن على الأقل، وواضح أنها لكسب الشارع ومن ثم سيضع مصر في مواجهة اميركا.

- لايجب النظر للعدوان على غزة كونه استهداف اسرائيل للفلسطينيين ولكن استهداف اميركا للإسلاميين في المنطقة،تغيير خارطة المنطقة وشيك لصالح الفلول

- مساندة اميركا لأسرائيل في عدوانها على غزة لايعني سوى عدم الإعتراف بالمعارضة السورية، وحسم أمرها في رفض حكم التيارات الاسلامية بالمنطقة!

- من الغباء اعتبار ضرب غزة لصالح اسرائيل ضد حماس ولكن لصالح اميركا ضد اخوان سوريا واخوان مصر، اتصور ان امريكا تستهدف مصر في المقام الأول.

- غرض اسرائيل من ضرب غزة ليس غزة ولكن ضرب الاخوان المسلمين في المنطقة ورسالة حاسمة من اميركا للعالم تجاه سوريا بعد الثورة: لن يحكمها الاخوان.

- ضرب اسرائيل لغزة بموافقة امريكية تعني رفض امريكا لسياسة الاخوان المسلمين في مصر والمنطقة ومن ثم حسم الثورة السورية لصالح القوى الليبرالية.

- بعد الهجمة الاسرائيلية علي بلادنا واغتيال قادتنا دون رد فعل كأننا اعجاز نخل خاوية علينا ان نتغير من بلاد الربيع العربي لبلاد الانبطاح العربي

- لن يسامحنا التاريخ وسيكتب عنا اسوأ مما كتب عن أبناء دولة الحاكم بأمر الله، لكوننا أبناء الهزيمة والقروض والإنبطاح والخزي والربيع العربي.

- بعد 6 ساعات فقط من اغتيال الجعبري انتفض الجهاديون وتم نشر 16 بيان من منظمات وقادة عرب اهمها الازهر الشريف بشجب العمل البربري الجبان، شئ مخزي

- كيف سنحرر القدس ونحن عاجزون، اسرائيل مرت على 6 بلاد عربية بطائراتها وقصفت السودان ثم اغتالت الجعبري ولم يتحرك احد، القدس تحتاج رجال وليس ...

- لنستلقي على ظهورنا من فرط الضحك ونحن نستقبل البيانات الجهادية للحكام العرب وجهاديوا الربيع العربي حول اغتيال الجعبري دون حياء أو كرامة.

- المضحك هو اننا سنثأر لغزة بخروج المليونيات، ونصرخ ( الموت للصهاينة ) ثم نعود منازلنا لنشاهد برامج التليفزيون بعد عناء يوم جهادي طويل!

- نحن العرب اصبحنا ( ملطشة ) العالم، وحكامنا مشغولون بكراسي الحكم وتطبيق الشريعة وعمل مليونيات ( حق الثورة )، لاعدل ولاكبرياء ولاقيمة ولاحضارة

- شئ مضحك ان يهدد نتنياهو أمس باغتيال قادة حماس ويرد عليه العرب (ماتقدرش) واليوم تنفذ اسرائيل الوعد وتغتال الجعبري وسط مليونيات الاخذ بالثأر

- اسرائيل تستثمر ( الربيع ) العربي بصناعة ربيع صهيوني عن طريق تدمير واغتيال كل من تراه يقف في طريقها اما نحن فمشغولون باعتلاء كراسي الحكم

- جامعة الدول العربية طالبت اسرائيل بتعويض السودان عن ضرب مصنع اليرموك كنوع من الثأر العربي أو الضياع العربي فردت اسرائيل باغتيال الجعبري!!

- قالوا له انت سئ مثلهم فقال: لا .. بل أسوأ.

- في بلادنا هناك دائما الرجل الشرير صاحب النوايا الحسنة وهناك دوما الاتباع الاغبياء الذين ينساقون وراء الشرير بحماقة القطيع.

- أقسم بالله أن ما يحدث في مصر ليس ثورياً وانما ما يحدث في مصر ثأرياً.


الاثنين، 29 أكتوبر 2012

سعد زغلول في ذكراه ( 23 اغسطس 1927 ) وضياع ثورة 25 يناير

mohi_ibraheem

 بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com
في 9 مارس 1919 صبيحة اعتقال سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر مثلما حدث تماما في ثورة 25 يناير.
ثورة بلا زعيم هي ثورة رعاع وثورة جياع ما تلبث ان تستولي عليها وعلى الوطن عصابات متناحرة متنافرة يحاول كل منها ان يقتص من الآخر على حساب الشعب لتتحول الأمة بعد الثورة الى أمة من المقهورين يسلبها كبريائها علي بابا والأربعين حرامي.

لقد اندلعت ثورة 1919 في ظل موجة من الحركات الوطنية شملت الهند والصين وأيرلندا وبعض مناطق أمريكا اللاتينية تماما مثل ( هوجة الربيع العربي ) التي شملت اليمن وتونس وليبيا ومصر وسوريا والبحرين وغيرهم ولا نعرف من الذي يقف ورائها لتحدث هكذا فجأة دون رأس أو زعامة ولا ندري حتى يومنا هذا لصالح من تلك الثورات؟ وحتماً ليست في صالح الشعوب الثائرة!.

أما ثورة 1919 فقد كان رأسها سعد زغلول رأس القيمة في ثورات القرن العشرين والزعيم الوحيد الذي اقيمت له جنازتين عسكريتين شعبيتين عظيمتين واحده في عام 1927 يوم وفاته والثانية في عام 1936 حينما تم نقل رفاته من مقابر الامام الشافعي للضريح المعروف بأسمة بشارع الفلكي! حيث تشكلت في المرة الثانية في عام 1936 حكومة الوفد برئاسة مصطفى باشا النحاس وطلبت أم المصريين لنقل جثمان سعد باشا الى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936 للاحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الامام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للاحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول الى المقبرة سرا للاطمئنان على رفاته قبل نقلها ظناً منهما أنه لبما حدث أو يحدث شيئاً لرفاة زعيم الأمة ، وكان معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسئول عن مدافن الامام الشافعي ولفوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان حتى حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرين إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثانية القاهرة من الامام الشافعي حتى وصل الى موقع الضريح بشارع الفلكي وكان قد أقيم بجواره سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديداً ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوان «سعد يعود الى ضريحه منتصرا» حقاً لقد كان زعيم أمة.

دوافع ثورة 25 يناير هي نفسها دوافع ثورة 1919 ولكن ....
تماماً كما فعل نظام المخلوع حسني مبارك حيث عانى المصريون من سوء الأحوال المعيشية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وأعلن الإنجليز الأحكام العرفية على مصر. ومصادرة ممتلكات الناس والفلاحين من ماشية ومحصول لصالح رجال القصر ولأجل المساهمة في تكاليف الحرب، الأمر الذي كان من توابعه أن نقصت السلع الأساسية بشكل حاد، وتدهورت الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن، وشهدت مدينتي القاهرة والأسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والسلب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى قراهم، في التخفيف من حدة الأزمة، كذلك تعرضت جميع النقابات وخاصة العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التي تحرم التجمهر والإضراب.

في الوقت نفسه شهدت هذه الفترة ارتفاعا للأسعار بشكل ملحوظ، بما فيها أسعار السلع الأساسية. حيث سجلت الأرقام القياسية للأسعار ارتفاعا بلغ 216 عام 1918 مقارنة بسنة 1914. وارتفع سعر القمح بمعدل 131% والسكر 149% والفول 114% والبترول 103% كما بلغ سعر الفحم في نهاية الحرب تسعة أمثال ما كان عليه قبل اندلاعها. وارتبط ذلك أيضا بنقص حاد في السلع الاساسية. وكان لهذه الأوضاع أن أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن. حيث شهدت مدينتي القاهرة والإسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى قراهم، في التخفيف من حدة الأزمة ومن ثم خاض عمال الصناعة والنقل عددا من الإضرابات للمطالبة برفع الأجور وتقليل ساعات العمل، كما تشّكل عدد من النقابات للدفاع عن حقوق العمال مثل الرابطة الدولية لعمال السجائر والورق في القاهرة، ونقابة عمال الصناعة اليدوية. ولكن مع نشوب الحرب تم إجهاض النشاط النقابي وأصبح العمال عاجزين عن الدفاع عن حقوقهم.

ومثلما فعل البرادعي ومن معه امام الطاغية حسني مبارك قام ثلاثة من أعضاء الجمعية التشريعية، هم سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي، بمقابلة المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال. ولكن إزاء تعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانية بالقبض على سعد زعلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ورحّلتهم إلى مالطة في الثامن من مارس عام 1919. تماما مثلما اعتقل نظام الطاغية حسني مبارك مع محمد البرادعي واعتقاله في منزله ليكون ذلك إيذانا بقيام الثورة التي اجتاحت جميع انحاء البلاد، وتصدت لها القوات البريطانية وقوات الأمن المصرية بأقصى درجات العنف.

وفي 9 مارس 1919 صبيحة اعتقال سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر مثلما حدث تماما في ثورة 25 يناير.

ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب بدء يوم 11 مارس مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركة الترام شللا كاملا، تلا ذلك إضراب عمال عنابر السكك الحديدية يوم 15 مارس، والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حالة إضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.

ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة واستمر إضراب عمال العنابر حتى أواخر إبريل. وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك ، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية. كما اضرب المحامون في 2 إبريل وانضم موظفي الحكومة للإضراب في نفس اليوم 2 ابريل.

ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام. شارك النساء بفاعلية في الثورة وقاموا بمظاهرات كبري منها واحدة يوم 16 مارس واخري يوم 20 مارس.

في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.

وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطانية وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. وفي أسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائرتين في إجبارهم على التراجع، أما في دير مواس بالقرب من أسيوط، هاجم الفلاحون قطارا للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.

وعندما أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة. وعلي الجانب الأخر كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الأيام الأولى كانت القوات البريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة.

وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، أصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية. ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشوبك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.

هكذا كان الإضراب العام في عام 1919 والذي شل الحياة وحركة النقل بين المدن وكذلك داخل المدن من خلال إضراب (عمال عنابر السكك الحديدية وعمال الترام وسائقي التاكسيات) واستمرارهم في الإضراب وكذلك الموظفين والطلبة. وانضمام الفلاحين للثورة وقطع خطوط السكك الحديدية.

وإذا تطرقنا إلى نتائج ثورة 1919، فيمكن القول أنها وإن لم تؤد إلى تحقيق الاستقلال فأنها قد كانت لها آثارا مهمة على تطور الحركة الديمقراطية والنقابية. فقد أسفرت عن نشأة أحزاب ليبرالية وطنية تجمع تحت مظلتها جميع الطوائف المصرية على اختلاف مذاهبهم الدينية والعرقية مثل حزب الوفد وأحزاب الأقليات ووضع أول دستور ليبرالي وطني لمصر في عام 1923 وقيام أول حكومة ليبرالية منتخبة هي حكومة الوفد. هذا إلى جانب بعث الحركة النقابية التي كانت قد أصيبت بموات خلال فترة ما قبل الثورة حيث تشكلت العديد من النقابات، وانبثقت حركة إضرابات قوية في الأعوام التالية. وفي الوقت نفسه، فقد نبهت الثورة الطبقات العليا من البرجوازية وكبار الملاك إلى خطورة التحرك الجماهيري، أما ثورة 25 يناير فلم يخرج لنا من رحمها إلا أحزاب دينية متناحرة وفوضى عارمة في الشارع المصري ربما تمتد لعشرين عاما قادمة لا يعلم إلا الله دموية صراع العصابات فيها التي استولت من خلالها على الوطن.

سعد زغلول في ذكراه ( 23 اغسطس 1927 ) وضياع ثورة 25 يناير

mohi_ibraheem

 بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com
في 9 مارس 1919 صبيحة اعتقال سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر مثلما حدث تماما في ثورة 25 يناير.
ثورة بلا زعيم هي ثورة رعاع وثورة جياع ما تلبث ان تستولي عليها وعلى الوطن عصابات متناحرة متنافرة يحاول كل منها ان يقتص من الآخر على حساب الشعب لتتحول الأمة بعد الثورة الى أمة من المقهورين يسلبها كبريائها علي بابا والأربعين حرامي.

لقد اندلعت ثورة 1919 في ظل موجة من الحركات الوطنية شملت الهند والصين وأيرلندا وبعض مناطق أمريكا اللاتينية تماما مثل ( هوجة الربيع العربي ) التي شملت اليمن وتونس وليبيا ومصر وسوريا والبحرين وغيرهم ولا نعرف من الذي يقف ورائها لتحدث هكذا فجأة دون رأس أو زعامة ولا ندري حتى يومنا هذا لصالح من تلك الثورات؟ وحتماً ليست في صالح الشعوب الثائرة!.

أما ثورة 1919 فقد كان رأسها سعد زغلول رأس القيمة في ثورات القرن العشرين والزعيم الوحيد الذي اقيمت له جنازتين عسكريتين شعبيتين عظيمتين واحده في عام 1927 يوم وفاته والثانية في عام 1936 حينما تم نقل رفاته من مقابر الامام الشافعي للضريح المعروف بأسمة بشارع الفلكي! حيث تشكلت في المرة الثانية في عام 1936 حكومة الوفد برئاسة مصطفى باشا النحاس وطلبت أم المصريين لنقل جثمان سعد باشا الى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936 للاحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الامام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للاحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول الى المقبرة سرا للاطمئنان على رفاته قبل نقلها ظناً منهما أنه لبما حدث أو يحدث شيئاً لرفاة زعيم الأمة ، وكان معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسئول عن مدافن الامام الشافعي ولفوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان حتى حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرين إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثانية القاهرة من الامام الشافعي حتى وصل الى موقع الضريح بشارع الفلكي وكان قد أقيم بجواره سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديداً ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوان «سعد يعود الى ضريحه منتصرا» حقاً لقد كان زعيم أمة.

دوافع ثورة 25 يناير هي نفسها دوافع ثورة 1919 ولكن ....
تماماً كما فعل نظام المخلوع حسني مبارك حيث عانى المصريون من سوء الأحوال المعيشية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وأعلن الإنجليز الأحكام العرفية على مصر. ومصادرة ممتلكات الناس والفلاحين من ماشية ومحصول لصالح رجال القصر ولأجل المساهمة في تكاليف الحرب، الأمر الذي كان من توابعه أن نقصت السلع الأساسية بشكل حاد، وتدهورت الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن، وشهدت مدينتي القاهرة والأسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والسلب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى قراهم، في التخفيف من حدة الأزمة، كذلك تعرضت جميع النقابات وخاصة العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التي تحرم التجمهر والإضراب.

في الوقت نفسه شهدت هذه الفترة ارتفاعا للأسعار بشكل ملحوظ، بما فيها أسعار السلع الأساسية. حيث سجلت الأرقام القياسية للأسعار ارتفاعا بلغ 216 عام 1918 مقارنة بسنة 1914. وارتفع سعر القمح بمعدل 131% والسكر 149% والفول 114% والبترول 103% كما بلغ سعر الفحم في نهاية الحرب تسعة أمثال ما كان عليه قبل اندلاعها. وارتبط ذلك أيضا بنقص حاد في السلع الاساسية. وكان لهذه الأوضاع أن أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن. حيث شهدت مدينتي القاهرة والإسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى قراهم، في التخفيف من حدة الأزمة ومن ثم خاض عمال الصناعة والنقل عددا من الإضرابات للمطالبة برفع الأجور وتقليل ساعات العمل، كما تشّكل عدد من النقابات للدفاع عن حقوق العمال مثل الرابطة الدولية لعمال السجائر والورق في القاهرة، ونقابة عمال الصناعة اليدوية. ولكن مع نشوب الحرب تم إجهاض النشاط النقابي وأصبح العمال عاجزين عن الدفاع عن حقوقهم.

ومثلما فعل البرادعي ومن معه امام الطاغية حسني مبارك قام ثلاثة من أعضاء الجمعية التشريعية، هم سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي، بمقابلة المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال. ولكن إزاء تعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانية بالقبض على سعد زعلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ورحّلتهم إلى مالطة في الثامن من مارس عام 1919. تماما مثلما اعتقل نظام الطاغية حسني مبارك مع محمد البرادعي واعتقاله في منزله ليكون ذلك إيذانا بقيام الثورة التي اجتاحت جميع انحاء البلاد، وتصدت لها القوات البريطانية وقوات الأمن المصرية بأقصى درجات العنف.

وفي 9 مارس 1919 صبيحة اعتقال سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر مثلما حدث تماما في ثورة 25 يناير.

ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب بدء يوم 11 مارس مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركة الترام شللا كاملا، تلا ذلك إضراب عمال عنابر السكك الحديدية يوم 15 مارس، والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حالة إضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.

ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة واستمر إضراب عمال العنابر حتى أواخر إبريل. وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك ، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية. كما اضرب المحامون في 2 إبريل وانضم موظفي الحكومة للإضراب في نفس اليوم 2 ابريل.

ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام. شارك النساء بفاعلية في الثورة وقاموا بمظاهرات كبري منها واحدة يوم 16 مارس واخري يوم 20 مارس.

في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.

وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطانية وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. وفي أسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائرتين في إجبارهم على التراجع، أما في دير مواس بالقرب من أسيوط، هاجم الفلاحون قطارا للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.

وعندما أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة. وعلي الجانب الأخر كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الأيام الأولى كانت القوات البريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة.

وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، أصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية. ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشوبك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.

هكذا كان الإضراب العام في عام 1919 والذي شل الحياة وحركة النقل بين المدن وكذلك داخل المدن من خلال إضراب (عمال عنابر السكك الحديدية وعمال الترام وسائقي التاكسيات) واستمرارهم في الإضراب وكذلك الموظفين والطلبة. وانضمام الفلاحين للثورة وقطع خطوط السكك الحديدية.

وإذا تطرقنا إلى نتائج ثورة 1919، فيمكن القول أنها وإن لم تؤد إلى تحقيق الاستقلال فأنها قد كانت لها آثارا مهمة على تطور الحركة الديمقراطية والنقابية. فقد أسفرت عن نشأة أحزاب ليبرالية وطنية تجمع تحت مظلتها جميع الطوائف المصرية على اختلاف مذاهبهم الدينية والعرقية مثل حزب الوفد وأحزاب الأقليات ووضع أول دستور ليبرالي وطني لمصر في عام 1923 وقيام أول حكومة ليبرالية منتخبة هي حكومة الوفد. هذا إلى جانب بعث الحركة النقابية التي كانت قد أصيبت بموات خلال فترة ما قبل الثورة حيث تشكلت العديد من النقابات، وانبثقت حركة إضرابات قوية في الأعوام التالية. وفي الوقت نفسه، فقد نبهت الثورة الطبقات العليا من البرجوازية وكبار الملاك إلى خطورة التحرك الجماهيري، أما ثورة 25 يناير فلم يخرج لنا من رحمها إلا أحزاب دينية متناحرة وفوضى عارمة في الشارع المصري ربما تمتد لعشرين عاما قادمة لا يعلم إلا الله دموية صراع العصابات فيها التي استولت من خلالها على الوطن.

الجمعة، 27 يوليو 2012

حوار مع اللواء بدر حميد

أجرت الحوار: نهى حسين
بدر حميد: صلاح المناوى صاحب الضربة الجوية وليس مبارك

اللواء بدر حميد
فيما أكد لنا محمد فائق أن ثورة يناير أكملت ثورة يوليو يحمل لنا اللواء بدر حميد مفاجأة من عيار ثقيل حيث يؤكد أن صلاح المناوى هو صاحب الضربة الجوية وليس حسنى مبارك.فى هذا العدد. نكمل ما بدأناه الأسبوع الماضى. حيث حاورنا شخصيتين كانت لهما علاقة مباشرة بثورة يوليو. وفيما يؤكد محمد فائق أن ثورة يناير أكملت ثورة يوليو يحمل لنا اللواء بدر حميد مفاجأة من عيار ثقيل حيث يؤكد أن صلاح المناوى هو صاحب الضربة الجوية وليس حسنى مبارك.

اللواء بدر حميد أحد الضباط الأحرار، وثعلب المخابرات المصرية، والذى قضى فيها 25 عاما فى رحلة طويلة لخدمة الوطن، نستكمل معه الحديث حول ثورة يوليو ورأيه فى الثورتين القديمة والحديثة

- استمعنا لقصتك مع العشر ساعات الأولى فى ثورة 23 يوليو سنة 1952، فما هو رأيك فى الثورة بعد مرور 60 عاما عليها؟
أنا غير راض عما حققته ثورة 23 يوليو، لأنها لم تحقق كل الأهداف المرجوة منها، طردنا الانجليز والملك، وأقمنا القناة وبنينا السد العالي، وأسهل ما حققته القضاء على الإقطاع لأنه لم يتكلف سوى قرار، وفى رأيى لم ينصفوا الفلاحين لأنه كان هناك وساطة فى توزيع الأرض من يأخذ خمسة أفدنة ومن يحصل على عشرة أو أكثر، وأنا شخصيا اول المتضررين.

- وما هو الضرر الذى وقع عليك؟
والدى حميد بدر من كبار عائلات قرية "ونينه" مركز سوهاج وتعود اصولنا الى الهوارة فى قنا، كان يمتلك عشرين فدانا وليس إقطاعيا وورثت عنه 8 أفدنة كانت مؤجرة لأنى ضابط بالجيش ولست متفرغا لزراعتها، وعندما احتجت المال لإتمام زواج بناتى اضطررت لبيع أرضى فبعت الفدان بـ8 آلاف جنيه أخذ المستأجر نصفهم طبقا للقانون فهل هذا هو إنصاف الثورة لي! وحتى خدمتى فى الجيش لم تؤهلنى ماديا لتزويج بناتي، رغم أنه كان من الممكن أن أمد يدى للحرام وقتها، ولكنى لم أنشأ على قبول الحرام أو الإهانة وهذا ما اقعدنى بالمنزل ولم أتول منصب وزير? أو محافظ لأن لسانى طويل وأناقش قادتى ولا أقبل بالخنوع، حتى الشقة التى أعيش فيها الآن هى التى اخذتها بالإيجار منذ عام 1962 وأنا برتبة رائد، وتوفيت أم العيال " منذ 14 عاما" فتزوج ابنى الوحيد وعاش معى فى نفس الشقة هو وأسرته.

- اذن ماذا كنت تتمنى أن تحققه ثورة يوليو؟
كنت أتمنى أن تحقق سنة 1952 انتخابات تأتى لنا برئيس مدنى مثلما حدث الآن.

- رغم أن من قام بها عسكريون؟
نعم ولِمَ لا؟، فثورة 25 يناير لم تنجح فى الوصول للانتخابات النزيهة وخروج رئيس مدنى إلا برعاية العسكريين برعاية رجال الجيش المصرى الذى يستنكر البعض الآن وجودهم على الساحة ويطالبونهم بالعودة لثكناتهم.

- نعود لما بعد ثورة يوليو إلى أين أخذك دورك القيادى فى الجيش المصرى؟
إلى الاشتراك فى حرب 1956 فكنت قائد بطارية مدفعية مضادة للدبابات فى العيش، بعدما سافرت الى تشيكوسلوفاكيا لشراء صواريخ أرض أرض والتدريب عليها، وهى التى اشتركت بها فى سيناء، ثم انسحبت منها إلى الاسماعيلية ثم بورسعيد واشتبكت فى مطار الجميل هناك، فضربنا العدوان الثلاثى ودمروا لنا كل المدافع ووقعت فى الاسر الذى استمر ثلاثة أشهر فى إحدى فيلات بورسعيد التى احتلها العدو وحاصرها بجنوده حتى تمت مفاوضات بين قواتنا وقوات العدو وتدخلت الأمم المتحدة وأخذوا أسماءنا ثم تم إطلاق سراحنا وعدنا إلى القاهرة بالقطار وهم عادوا بمراكبهم.

- هل عدت حاقدا على رؤسائك من تلك الهزيمة؟
عدنا جميعا تعتصرنا الحسرة على البلد لأن قواتنا لم تكن كافية لدخول هذه الحرب، ولولا اتفاق أمريكا والاتحاد السوفيتى على إيقاف الحرب لدخل العدوان الثلاثى إلى القاهرة.

- إذا كنت معتصرا حسرة بهزيمة 1956 فماذا فعلت بك هزيمة 1967؟
كنت أشد ألما رغم وجودى فى اليمن فى ذلك الوقت وعلمت من خلال الصحف والإذاعات الأجنبية قبل علم المصريين فى مصر.

- هل سفرك إلى اليمن تقدير لشخصك بعد اشتراكك فى ثورة 23 يوليو أم استبعاد؟
الاثنان، فكنت أرغب فى السفر لأن راتبى وأنا رائد فى المخابرات العامة آنذاك 65 جنيها وبسفرى سوف يزيد ليصبح 130 جنيها، وكنت فى حاجة لهم لأنى كان عندى ست بنات والسابع كان فى الطريق، علاوة على رغبة قادتى فى التخلص منى لتوفير مراقبتي، فذهبت إلى اليمن وعملت فى إدارة المخابرات أو الأمن العام.

- هل كنت ترى ان قرار مشاركة الجيش المصرى فى اليمن قرار صائب؟ 
أعترض على عدد الجنود والضباط المشاركين فى تلك الحرب فلماذا نرسل 60 ألف جندى مصرى يحاربون فى اليمن وجنودهم فى منازلهم، بل الأمر أن رواتبنا كانت مصر هى التى تدفعها لنا ونحن هناك وليس اليمن، فى الوقت الذى كانت فيه مصر تحتاج لأبنائها فى حرب 1967، وكان من الممكن ان تكون المشاركة بالتدريب والتعليم فقط.

- وماذا فعلت بعد هزيمة 1967؟
عدت إلى مصر وكتبت قصائد شعر عمرها 45 عاما أتذكرها وأنفعل بها حتى يومنا هذا اقول فيها: 
يعود إليك شبل يئن من الزمان
ويزدريه ولا يخشى الردى يوم الدراب 
يئن من الفضيحة يوم قامت
كلاب الغرب تنهشنا بناب 
وكان الدرس أن قد فشلنا
وفشينا الرذيلة فى العتاب 
وأقصينا العتاة المخلصين
وسلمنا القيادة للكلاب

- هل تركوك بعد نشر هذه القصيدة؟
نعم ولم يسجنى عبدالناصر لأنه رأيى وهذا ما يحدث الآن، فثورتنا سُرقت مثل ثورة 25 يناير تماما.

- من هم سارقو ثورة 23 يوليو؟
ضباط زملاؤنا لم يشاركوا فيها لا من قريب ولا من بعيد وإنما هم قادرون على تقديم التنازلات ومسح الجوخ والأحذية فاقتربوا من أعضاء مجلس قيادة الثورة وأخذوا ما ليس من حقهم، فى الوقت الذى توارى فيه بل اختفى وسجن العديد من الضباط الأحرار، لأن الرئيس جمال عبدالناصر لم يكن يحب من يناقشه، فصوته من عقله ويستبعد من يحاول مناقشته أو مراجعته، حتى السادات نصبه نائبا عنه لأن السادات نجح فى إقناعه أنه شخصية ضعيفة ولا يجادله، حتى أظهر فيما بعد دهاءه، وبشكل عام استمر الاستبداد فى الحكم حتى عهد مبارك، فلو كان هناك حوار لما قامت الثورات، فلو حاور مبارك شباب ثورة 25 يناير لما قامت، وأنا أول من دمره الاستبداد تحت مسمى الديمقراطية، فأين كانت تلك الديمقراطية بعدما عرضت نفسى للموت ليلة ثورة 23 يوليو؟

- إذا كان هناك استبداد كما تقول فكيف تفسر عشق الشعوب العربية وليس الشعب المصرى فقط لشخص جمال عبدالناصر؟
هذا الحب يعود لذكائه فى الخطاب السياسي، فقد كان يتحدث للفقراء والجهلاء بنفس الخطاب الحالى فينحاز إليه البسطاء وهم القاعدة العريضة من الشعب، أما الشعوب العربية ونزعات القومية العربية فهى أكذوبة وانشريها على مسئوليتي، فلا يوجد زعيم يؤمن بالقومية العربية ما لم يجلس على كرسيها.

- إذا كان الأمر كذلك فكيف تفسر نجاح هذه الثورات؟
باشتراك يد أجنبية فى دعم هذه الثورات، حتى ثورة 23 يوليو 1952 لأنه ليس من مصلحة أمريكا آنذاك استيلاء الشيوعيين على حكم مصر، بل الأفضل العسكريون لسهولة التعامل معهم بشكل أفضل، أما الآن فهم يفضلون التيار الإسلامى لأن العسكريين لن يرضخوا لسيطرة أمريكا، فهى تسعى لتحطيم سلسلة ظهر مصر وهى قواتها المسلحة والداخلية والقضاء، لإنهاء الدولة وإعادة صياغتها بشكل آخر وتقسيمها لتصبح إسرائيل مندوب أمريكا حاكم المنطقة المقسمة وهذا رأيي.

- هل شعرت بالتكريم لأدوارك البطولية بعد حرب 1973؟
فى عام 1972 أى بعد عشرين عاما من الثورة امر الرئيس السادات بصرف معاش وزير للضباط الأحرار ومجموعهم 99 ضابطا هم الصف الثانى بعد أعضاء مجلس قيادة الثورة وأنا منهم، كما أمر بصرف معاش نائب وزير لعدد 300 ضابط هم الصف الثالث للضباط الأحرار، وكان هذا تقديرا كبيرا لم أحصل عليه فى عهد الثورة نفسه، وبالمناسبة أتذكر الملازم المسيحى الوحيد فى تنظيم الضباط الاحرار الـ300 الذى حصل على معاش نائب وزير، وكان من أشجع الضباط رغم صغر سنه ورتبته، حيث اشترك معنا فى نفس ليلة الثورة وخرج معنا دون تردد من اجل الحفاظ على مصر وهو لطفى حنين.

- ما أكثر فترات عملك بالجيش المطبوعة فى ذاكرتك حتى الآن؟
كل فترات خدمتى بالجيش أتذكرها جيدا ولكن لدى فترات صعبة ومؤلمة وفترات أخرى صعبة ولكننا حققنا فيها انتصارا مثل فترة حرب الاستنزاف، فقد كنت فيها أعمل فى المخابرات الحربية والتى قضيت 25 عاما بينها وبين المخابرات العامة، فتوليت قائد مكتب مخابرات السويس والعريش والزقازيق وأسيوط وأسوان ورئيس الخدمة السرية ورئيس المجموعة 26 حتى أنهيت خدمتى وأنا فى منصب مساعد مدير إدارة المخابرات الحربية، وكانت أسعد لحظاتى فى نجاح العمليات الفدائية التى قمت بتخطيطها وتنفيذها مع أهل سيناء فى حرب الاستنزاف، وصناعة جاسوس مصرى يخترق العدو ويمدنا بالمعلومات ليست بالأمر السهل.

- قلت إن الرئيس السابق حسنى مبارك تخرج قبلك بدفعة فماذا تعرف عنه وانتم زملاء بالكلية الحربية؟ 
مبارك كان شخصا عاديا وليس نجما، بل إن شخصيته كانت ضعيفة وليس له أصدقاء، وحتى رئيس أركانه اللواء صلاح المناوى واضع خطة الهجوم فى حرب أكتوبر 1973، لم يذكره إطلاقا، ولدى سر أرويه للمرة الأولى بعدما أخذت عهدا مع صديقى اللواء حسن حسين عبدالغنى رحمه الله بعدم إفشائه وأقسمت له يمين طلاق، ولكن الآن زوجتى توفيت وهو توفي، فأنا فى حل من هذا الوعد، فقد جاءنى يوما اللواء حسين عبدالغنى وكان دفعة مبارك وضابطا كبيرا بالمخابرات الحربية ومبارك فى الكلية الجوية وروى لى أن مبارك وهو اعتادا قضاء يوم الخميس معا يتناولون العشا? سويا ويقضيان بعض الوقت معا، وفى يوم ما اتصل به مبارك وقال له إن السادات طلب مقابلته ولا يعرف لماذا وخمن وقتها إما أنه سيخرج بالمعاش أو سيُعينه محافظا، ووعده مبارك إذا تم تعيينه محافظا سوف تكون سهرتهما القادمة على حسابه، ولكن السادات عينه نائبا له والمسئول عن القوات المسلحة، فأول ما قام به مبارك هو إحالة صديقه اللواء حسين عبدالغنى إلى المعاش وحتى توفاه الله لم يقابل مبارك مرة واحد. 

- ومـاذا تقـول بعد هذه الرحلة الطويلة؟
تعبت كتير، وتعرضت للموت أكثر، وكل مرة يخرجنى الله أقوى مما كنت، وفى النهاية أقول علمت وياليتنى ما علمت فشر الحياة لمن قد علم.
أتمنى كل الخير لهذا البلد ولأبنائنا لأنهم مستقبل مصر المهم الفهم والحوار بين الأجيال لنصل لبر الأمان.
بهذه الامنيات نكون قد أنهينا حوارنا مع أحد أسود ثورة يوليو وحرب أكتوبر والشاهد على الهزيمة والنصر.

المصدر | مجلة نصف الدنيا

حوار مع اللواء بدر حميد

أجرت الحوار: نهى حسين
بدر حميد: صلاح المناوى صاحب الضربة الجوية وليس مبارك

اللواء بدر حميد
فيما أكد لنا محمد فائق أن ثورة يناير أكملت ثورة يوليو يحمل لنا اللواء بدر حميد مفاجأة من عيار ثقيل حيث يؤكد أن صلاح المناوى هو صاحب الضربة الجوية وليس حسنى مبارك.فى هذا العدد. نكمل ما بدأناه الأسبوع الماضى. حيث حاورنا شخصيتين كانت لهما علاقة مباشرة بثورة يوليو. وفيما يؤكد محمد فائق أن ثورة يناير أكملت ثورة يوليو يحمل لنا اللواء بدر حميد مفاجأة من عيار ثقيل حيث يؤكد أن صلاح المناوى هو صاحب الضربة الجوية وليس حسنى مبارك.

اللواء بدر حميد أحد الضباط الأحرار، وثعلب المخابرات المصرية، والذى قضى فيها 25 عاما فى رحلة طويلة لخدمة الوطن، نستكمل معه الحديث حول ثورة يوليو ورأيه فى الثورتين القديمة والحديثة

- استمعنا لقصتك مع العشر ساعات الأولى فى ثورة 23 يوليو سنة 1952، فما هو رأيك فى الثورة بعد مرور 60 عاما عليها؟
أنا غير راض عما حققته ثورة 23 يوليو، لأنها لم تحقق كل الأهداف المرجوة منها، طردنا الانجليز والملك، وأقمنا القناة وبنينا السد العالي، وأسهل ما حققته القضاء على الإقطاع لأنه لم يتكلف سوى قرار، وفى رأيى لم ينصفوا الفلاحين لأنه كان هناك وساطة فى توزيع الأرض من يأخذ خمسة أفدنة ومن يحصل على عشرة أو أكثر، وأنا شخصيا اول المتضررين.

- وما هو الضرر الذى وقع عليك؟
والدى حميد بدر من كبار عائلات قرية "ونينه" مركز سوهاج وتعود اصولنا الى الهوارة فى قنا، كان يمتلك عشرين فدانا وليس إقطاعيا وورثت عنه 8 أفدنة كانت مؤجرة لأنى ضابط بالجيش ولست متفرغا لزراعتها، وعندما احتجت المال لإتمام زواج بناتى اضطررت لبيع أرضى فبعت الفدان بـ8 آلاف جنيه أخذ المستأجر نصفهم طبقا للقانون فهل هذا هو إنصاف الثورة لي! وحتى خدمتى فى الجيش لم تؤهلنى ماديا لتزويج بناتي، رغم أنه كان من الممكن أن أمد يدى للحرام وقتها، ولكنى لم أنشأ على قبول الحرام أو الإهانة وهذا ما اقعدنى بالمنزل ولم أتول منصب وزير? أو محافظ لأن لسانى طويل وأناقش قادتى ولا أقبل بالخنوع، حتى الشقة التى أعيش فيها الآن هى التى اخذتها بالإيجار منذ عام 1962 وأنا برتبة رائد، وتوفيت أم العيال " منذ 14 عاما" فتزوج ابنى الوحيد وعاش معى فى نفس الشقة هو وأسرته.

- اذن ماذا كنت تتمنى أن تحققه ثورة يوليو؟
كنت أتمنى أن تحقق سنة 1952 انتخابات تأتى لنا برئيس مدنى مثلما حدث الآن.

- رغم أن من قام بها عسكريون؟
نعم ولِمَ لا؟، فثورة 25 يناير لم تنجح فى الوصول للانتخابات النزيهة وخروج رئيس مدنى إلا برعاية العسكريين برعاية رجال الجيش المصرى الذى يستنكر البعض الآن وجودهم على الساحة ويطالبونهم بالعودة لثكناتهم.

- نعود لما بعد ثورة يوليو إلى أين أخذك دورك القيادى فى الجيش المصرى؟
إلى الاشتراك فى حرب 1956 فكنت قائد بطارية مدفعية مضادة للدبابات فى العيش، بعدما سافرت الى تشيكوسلوفاكيا لشراء صواريخ أرض أرض والتدريب عليها، وهى التى اشتركت بها فى سيناء، ثم انسحبت منها إلى الاسماعيلية ثم بورسعيد واشتبكت فى مطار الجميل هناك، فضربنا العدوان الثلاثى ودمروا لنا كل المدافع ووقعت فى الاسر الذى استمر ثلاثة أشهر فى إحدى فيلات بورسعيد التى احتلها العدو وحاصرها بجنوده حتى تمت مفاوضات بين قواتنا وقوات العدو وتدخلت الأمم المتحدة وأخذوا أسماءنا ثم تم إطلاق سراحنا وعدنا إلى القاهرة بالقطار وهم عادوا بمراكبهم.

- هل عدت حاقدا على رؤسائك من تلك الهزيمة؟
عدنا جميعا تعتصرنا الحسرة على البلد لأن قواتنا لم تكن كافية لدخول هذه الحرب، ولولا اتفاق أمريكا والاتحاد السوفيتى على إيقاف الحرب لدخل العدوان الثلاثى إلى القاهرة.

- إذا كنت معتصرا حسرة بهزيمة 1956 فماذا فعلت بك هزيمة 1967؟
كنت أشد ألما رغم وجودى فى اليمن فى ذلك الوقت وعلمت من خلال الصحف والإذاعات الأجنبية قبل علم المصريين فى مصر.

- هل سفرك إلى اليمن تقدير لشخصك بعد اشتراكك فى ثورة 23 يوليو أم استبعاد؟
الاثنان، فكنت أرغب فى السفر لأن راتبى وأنا رائد فى المخابرات العامة آنذاك 65 جنيها وبسفرى سوف يزيد ليصبح 130 جنيها، وكنت فى حاجة لهم لأنى كان عندى ست بنات والسابع كان فى الطريق، علاوة على رغبة قادتى فى التخلص منى لتوفير مراقبتي، فذهبت إلى اليمن وعملت فى إدارة المخابرات أو الأمن العام.

- هل كنت ترى ان قرار مشاركة الجيش المصرى فى اليمن قرار صائب؟ 
أعترض على عدد الجنود والضباط المشاركين فى تلك الحرب فلماذا نرسل 60 ألف جندى مصرى يحاربون فى اليمن وجنودهم فى منازلهم، بل الأمر أن رواتبنا كانت مصر هى التى تدفعها لنا ونحن هناك وليس اليمن، فى الوقت الذى كانت فيه مصر تحتاج لأبنائها فى حرب 1967، وكان من الممكن ان تكون المشاركة بالتدريب والتعليم فقط.

- وماذا فعلت بعد هزيمة 1967؟
عدت إلى مصر وكتبت قصائد شعر عمرها 45 عاما أتذكرها وأنفعل بها حتى يومنا هذا اقول فيها: 
يعود إليك شبل يئن من الزمان
ويزدريه ولا يخشى الردى يوم الدراب 
يئن من الفضيحة يوم قامت
كلاب الغرب تنهشنا بناب 
وكان الدرس أن قد فشلنا
وفشينا الرذيلة فى العتاب 
وأقصينا العتاة المخلصين
وسلمنا القيادة للكلاب

- هل تركوك بعد نشر هذه القصيدة؟
نعم ولم يسجنى عبدالناصر لأنه رأيى وهذا ما يحدث الآن، فثورتنا سُرقت مثل ثورة 25 يناير تماما.

- من هم سارقو ثورة 23 يوليو؟
ضباط زملاؤنا لم يشاركوا فيها لا من قريب ولا من بعيد وإنما هم قادرون على تقديم التنازلات ومسح الجوخ والأحذية فاقتربوا من أعضاء مجلس قيادة الثورة وأخذوا ما ليس من حقهم، فى الوقت الذى توارى فيه بل اختفى وسجن العديد من الضباط الأحرار، لأن الرئيس جمال عبدالناصر لم يكن يحب من يناقشه، فصوته من عقله ويستبعد من يحاول مناقشته أو مراجعته، حتى السادات نصبه نائبا عنه لأن السادات نجح فى إقناعه أنه شخصية ضعيفة ولا يجادله، حتى أظهر فيما بعد دهاءه، وبشكل عام استمر الاستبداد فى الحكم حتى عهد مبارك، فلو كان هناك حوار لما قامت الثورات، فلو حاور مبارك شباب ثورة 25 يناير لما قامت، وأنا أول من دمره الاستبداد تحت مسمى الديمقراطية، فأين كانت تلك الديمقراطية بعدما عرضت نفسى للموت ليلة ثورة 23 يوليو؟

- إذا كان هناك استبداد كما تقول فكيف تفسر عشق الشعوب العربية وليس الشعب المصرى فقط لشخص جمال عبدالناصر؟
هذا الحب يعود لذكائه فى الخطاب السياسي، فقد كان يتحدث للفقراء والجهلاء بنفس الخطاب الحالى فينحاز إليه البسطاء وهم القاعدة العريضة من الشعب، أما الشعوب العربية ونزعات القومية العربية فهى أكذوبة وانشريها على مسئوليتي، فلا يوجد زعيم يؤمن بالقومية العربية ما لم يجلس على كرسيها.

- إذا كان الأمر كذلك فكيف تفسر نجاح هذه الثورات؟
باشتراك يد أجنبية فى دعم هذه الثورات، حتى ثورة 23 يوليو 1952 لأنه ليس من مصلحة أمريكا آنذاك استيلاء الشيوعيين على حكم مصر، بل الأفضل العسكريون لسهولة التعامل معهم بشكل أفضل، أما الآن فهم يفضلون التيار الإسلامى لأن العسكريين لن يرضخوا لسيطرة أمريكا، فهى تسعى لتحطيم سلسلة ظهر مصر وهى قواتها المسلحة والداخلية والقضاء، لإنهاء الدولة وإعادة صياغتها بشكل آخر وتقسيمها لتصبح إسرائيل مندوب أمريكا حاكم المنطقة المقسمة وهذا رأيي.

- هل شعرت بالتكريم لأدوارك البطولية بعد حرب 1973؟
فى عام 1972 أى بعد عشرين عاما من الثورة امر الرئيس السادات بصرف معاش وزير للضباط الأحرار ومجموعهم 99 ضابطا هم الصف الثانى بعد أعضاء مجلس قيادة الثورة وأنا منهم، كما أمر بصرف معاش نائب وزير لعدد 300 ضابط هم الصف الثالث للضباط الأحرار، وكان هذا تقديرا كبيرا لم أحصل عليه فى عهد الثورة نفسه، وبالمناسبة أتذكر الملازم المسيحى الوحيد فى تنظيم الضباط الاحرار الـ300 الذى حصل على معاش نائب وزير، وكان من أشجع الضباط رغم صغر سنه ورتبته، حيث اشترك معنا فى نفس ليلة الثورة وخرج معنا دون تردد من اجل الحفاظ على مصر وهو لطفى حنين.

- ما أكثر فترات عملك بالجيش المطبوعة فى ذاكرتك حتى الآن؟
كل فترات خدمتى بالجيش أتذكرها جيدا ولكن لدى فترات صعبة ومؤلمة وفترات أخرى صعبة ولكننا حققنا فيها انتصارا مثل فترة حرب الاستنزاف، فقد كنت فيها أعمل فى المخابرات الحربية والتى قضيت 25 عاما بينها وبين المخابرات العامة، فتوليت قائد مكتب مخابرات السويس والعريش والزقازيق وأسيوط وأسوان ورئيس الخدمة السرية ورئيس المجموعة 26 حتى أنهيت خدمتى وأنا فى منصب مساعد مدير إدارة المخابرات الحربية، وكانت أسعد لحظاتى فى نجاح العمليات الفدائية التى قمت بتخطيطها وتنفيذها مع أهل سيناء فى حرب الاستنزاف، وصناعة جاسوس مصرى يخترق العدو ويمدنا بالمعلومات ليست بالأمر السهل.

- قلت إن الرئيس السابق حسنى مبارك تخرج قبلك بدفعة فماذا تعرف عنه وانتم زملاء بالكلية الحربية؟ 
مبارك كان شخصا عاديا وليس نجما، بل إن شخصيته كانت ضعيفة وليس له أصدقاء، وحتى رئيس أركانه اللواء صلاح المناوى واضع خطة الهجوم فى حرب أكتوبر 1973، لم يذكره إطلاقا، ولدى سر أرويه للمرة الأولى بعدما أخذت عهدا مع صديقى اللواء حسن حسين عبدالغنى رحمه الله بعدم إفشائه وأقسمت له يمين طلاق، ولكن الآن زوجتى توفيت وهو توفي، فأنا فى حل من هذا الوعد، فقد جاءنى يوما اللواء حسين عبدالغنى وكان دفعة مبارك وضابطا كبيرا بالمخابرات الحربية ومبارك فى الكلية الجوية وروى لى أن مبارك وهو اعتادا قضاء يوم الخميس معا يتناولون العشا? سويا ويقضيان بعض الوقت معا، وفى يوم ما اتصل به مبارك وقال له إن السادات طلب مقابلته ولا يعرف لماذا وخمن وقتها إما أنه سيخرج بالمعاش أو سيُعينه محافظا، ووعده مبارك إذا تم تعيينه محافظا سوف تكون سهرتهما القادمة على حسابه، ولكن السادات عينه نائبا له والمسئول عن القوات المسلحة، فأول ما قام به مبارك هو إحالة صديقه اللواء حسين عبدالغنى إلى المعاش وحتى توفاه الله لم يقابل مبارك مرة واحد. 

- ومـاذا تقـول بعد هذه الرحلة الطويلة؟
تعبت كتير، وتعرضت للموت أكثر، وكل مرة يخرجنى الله أقوى مما كنت، وفى النهاية أقول علمت وياليتنى ما علمت فشر الحياة لمن قد علم.
أتمنى كل الخير لهذا البلد ولأبنائنا لأنهم مستقبل مصر المهم الفهم والحوار بين الأجيال لنصل لبر الأمان.
بهذه الامنيات نكون قد أنهينا حوارنا مع أحد أسود ثورة يوليو وحرب أكتوبر والشاهد على الهزيمة والنصر.

المصدر | مجلة نصف الدنيا

الأحد، 15 يوليو 2012

غناوي من وحي الرباعيات

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

لو دارت الأيام واتشقلبت فوق راس .. وجودك
وكل من هب ودب سب ولعن سنسفيل .. جدودك
لابد تعرف أن خوفك أزمتك .. من لازمتك
وإن إنت من غير الكرامة .. فرطت ياحلو في .. حدودك
قالوا الوجع ف الجوع قلت الوجع ف القلب
ياقلبي يا موجوع ماعدتشي فاضل حب
حطوا الألم وسطنا .. لما بقى مننا 
وأحلامنا من صلبنا صلبوها بعد السلب .. آه من ولاد الـ ....


الشر مابيفرقش والفقر مابيقلقش
لو كان ف قلبك وجع
قالوا عليك مش جدع
ف بلادنا يامسكين كل البدع والغش


لو دارت الأيام واتشقلبت فوق راس .. وجودك
وكل من هب ودب سب ولعن سنسفيل .. جدودك
لابد تعرف أن خوفك أزمتك .. من لازمتك
وإن إنت من غير الكرامة .. فرطت ياحلو في .. حدودك


لو منحوك الدهب غار الدهب .. بالملوك 
يا وطننا فيك العجب مملوك ورا .. مملوك
وإن خيروه الظلم .. ييجي ويتحكم
هيقول ياأهل الوطن دنا وسطكم .. صعلوك


رحت لديوان المظالم يمكن ألاقي .. مغيث
تاري الديوان مملكة سلطانها مين ؟ .. إبليس
قعدت فوق الرصيف .. أحلم بنص رغيف
سرقوا الرغيف م الحلم ورموني للكوابيس


أنا قلبي لو مش جدع كان اتمزع م .. الخوف
بيشوف تمللي الحقايق وياريته ما .. بيشوف
نصحته يوم يتغاضى .. بعض التغاضي عبادة
قال وازاي أسيب البلادة تلعب على .. المكشوف


خَدني وقال هسجنك لازم مادمت .. حمار
ده حتى البهايم بقت من طايفة .. الشُطار
حتى القرود ع الحبل .. والنطاطين والهُبل
أنا قلت سجن وعقل ولا يوم يصيبني .. العار


على كل لون اترسم وشك يابو .. وشين
فين طب لون الكرامة تتلونه .. ياحزين
قاللي الزمن ده كده .. معدتش فيه الرضا
ومنين نجيب الهدى في عالم الـ .. مجانين


قالوا الحنش ف الجُحر خليك هنا .. تحاشاه
وإن كنت فاكره يصاحبك يبقى انت عقلك .. تاه 
قام قال دنا مربيه .. ومعلمه وقاريه
ولما راح يخاويه أكله الحنش .. ف عشاه


قالوا إن عشقت اعشق قمر فضحكت .. خخ
قالوا أن سرقت أسرق جمل أنا قلت .. أخ
اشجاب لجاب العشق لسريقة الجمل .. قال محتمل 
إيه العمل مادمنا ياصاحبي فوطن عايش في .. فخ


لو بس يوم ينزوي مولانا ف قيامة
هنلاقي جرعة دوا تشفي علل ياما
فرسان ورا فرسان وطبول وهتيفة
لا بيتنصف انسان ولا هدمته نضيفة
لكن مسير النور تنشق له غمامة .. لو بس يوم ينزوي مولانا ف قيامة