الأربعاء، 19 فبراير 2003

لمـــــــاذا مصر بالذات؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن مصر من أحبها وأحب أهلها تعاظم لأنه بحبه لمصر قد اقر وآمن بقدر الهي أما من بغضها وبغض أهلها فقد كسر ببغضه هذا إحدى نواميس الله في شأن خلقه فلا ينتظر إلا الخزي والعار وربما الاندثار والتلاشي!


شاء قدر مصر أن يكون لها من جذور العقيدة سهم ينفذ الى سواد القلب وحنايا الصدور. 
فقد شرفها الله سبحانه وتعالى بذكر اسمها في القرآن الكريم.. كما عظمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاشادة بها في سنته النبوية الشريفة
ويؤكد جلال الدين السيوطي الذي أخرج في كتابه «حسن المحاضر في أخبار مصر والقاهرة» عن ابن زولاق أن مصر ذكرت في القرآن الكريم في ثمانية وعشرين موضعا.. وقال: بل أكثر من ثلاثين.. وقع فيها ذكر مصر من القرآن صريحا أو كناية.. وقد نقل السيوطي عن الكندي تعليقه على طائفة من آيات القرآن فيها قوله: «لا يعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر».
وعليه فنحن نقول ان الله سبحانه وتعالى حينما ذكر مصر في القران كان الذكر بتخصيص الخيرية لهذا الشعب وهذه الارض من خلال خيرية الامة الاسلامية جمعاء حيث يقول سبحانه في موضع قرآني
كنتم خير امة اخرجت للناس
ثم يخصص الرسول عليه الصلاة والسلام بدقة موقع مصر والمصرين وهو ماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحي لنجد فيما اخرجه ابن عبدالحكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض، فقال ولم يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط الى يوم القيامة».
وكذلك أخرج ابن عبدالحكم عن مسلم بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ا«ستوصوا بالقبط خيرا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم».
وهذا ان دل فهو يدل على اعتلاء المصريين ذروة سنام الخير في الامة ( اعتلاءً قدريا يحملهم مسؤلية الحفاظ على الامة رغما عن المغالين والاقزام ( ونباتات الامة المتسلقة ) وحتى يرث الله الارض ومن عليها ولما لا وقد شرف الله العرب اصلا وعلى رأسهم قريش ذاتها بان جذورهم مصرية صميمه اذ تلد هاجر المصرية اسماعيل الذي باركه ربه.. فكان صديقا نبيا.. ومن اسماعيل تخرج أمة عظيمة.. هي أمة العرب المستعربين.. ومنها كانت قريش زعيمة العاربين والمستعربين أجمعين..بل ويشرف الله مصر بان تكون احدى مناسك الحج ذاتها هي تخليدا لما فعلته هاجر المصرية في سعيها مابين الصفا والمروة وهو تشريف لم تحظى به اي امة في الكون :«إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما».
ان عظمة مصر هي عظمة الهية وهي اول بلد في الكون كله تنسب نفسها الى الله ( ايجيبت ) ومعناها بالهيروغليفية ( جب بتاح ) اي ارض الله الفتاح.
ان مصر من احبها واحب اهلها تعاظم لانه بحبه لمصر قد اقر وآمن بقدر اللهي أما من بغضها وبغض اهلها فقد كسر ببغضة هذا احدى نواميس الله في شأن خلقه فلا ينتظر الا الخزي والعار وربما الاندثار والتلاشي ( ولنقرأ التاريخ ونحسب عدد الامم التي اصبح ليس لها وجود الان بسبب تطاولها او عداءها او غزوها لمصر ) لان الله يحب مصر وكتب عليها الى يوم الدين الأمن والامان " ادخلوا مصر ان شاء الله امنين "
وكتب عليها الرباط والتآزر والتواصل " في رباط الى يوم يبعثون " اذن فهي البلد الوحيد الباقي على الارض دون تغيير حتى يوم القيامة بحفظ الله سبحانه وتعالى وستختلف عليها الامم وتتغير ولكنها ستبقى هي كما هي مصر الى يوم الدين
وكذلك كتب عليها حماية الامة جمعاء وحماية شرعه كقدر لاتستطيع هي الحيود عنه اطلاقا حتى وان اتخذ احد حاكميها في قترة من فترات التاريخ قرارا عكس ذلك او خرجت عشرات الامم الاخرى لتدعي هذا الحق لنفسها زورا وتكبرا لقوله عليه الصلاة والسلام " خير اجناد الارض "
ان العظمة لله وحده ولكنه - وله الحكمة في ذلك - حينما اراد ان يصبغ احدى الامم التي خلقها بصبغة العظمة بين الامم كان اختياره لمصر وحدها دون غيرها وعليه فنحن اكثر شعوب الارض تواضعا وحضارة وقيمة من خلال هذا الاصطفاء الالهي العظيم بل ومن خلال هذا الاصطفاء ايضا سنبقي ايضا الامة الوحيدة دونا عن بقية الامم حراس شرع الله في ارضه وحتى قيام الساعة لذا لن تمحى مصر او تندثر او تتلاشى من الوجود اطلاقا الا بتلاشي الوجود نفسه حينما يرث الله الارض ومن عليها.

لمـــــــاذا مصر بالذات؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن مصر من أحبها وأحب أهلها تعاظم لأنه بحبه لمصر قد اقر وآمن بقدر الهي أما من بغضها وبغض أهلها فقد كسر ببغضه هذا إحدى نواميس الله في شأن خلقه فلا ينتظر إلا الخزي والعار وربما الاندثار والتلاشي!


شاء قدر مصر أن يكون لها من جذور العقيدة سهم ينفذ الى سواد القلب وحنايا الصدور. 
فقد شرفها الله سبحانه وتعالى بذكر اسمها في القرآن الكريم.. كما عظمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاشادة بها في سنته النبوية الشريفة
ويؤكد جلال الدين السيوطي الذي أخرج في كتابه «حسن المحاضر في أخبار مصر والقاهرة» عن ابن زولاق أن مصر ذكرت في القرآن الكريم في ثمانية وعشرين موضعا.. وقال: بل أكثر من ثلاثين.. وقع فيها ذكر مصر من القرآن صريحا أو كناية.. وقد نقل السيوطي عن الكندي تعليقه على طائفة من آيات القرآن فيها قوله: «لا يعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر».
وعليه فنحن نقول ان الله سبحانه وتعالى حينما ذكر مصر في القران كان الذكر بتخصيص الخيرية لهذا الشعب وهذه الارض من خلال خيرية الامة الاسلامية جمعاء حيث يقول سبحانه في موضع قرآني
كنتم خير امة اخرجت للناس
ثم يخصص الرسول عليه الصلاة والسلام بدقة موقع مصر والمصرين وهو ماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحي لنجد فيما اخرجه ابن عبدالحكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض، فقال ولم يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط الى يوم القيامة».
وكذلك أخرج ابن عبدالحكم عن مسلم بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ا«ستوصوا بالقبط خيرا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم».
وهذا ان دل فهو يدل على اعتلاء المصريين ذروة سنام الخير في الامة ( اعتلاءً قدريا يحملهم مسؤلية الحفاظ على الامة رغما عن المغالين والاقزام ( ونباتات الامة المتسلقة ) وحتى يرث الله الارض ومن عليها ولما لا وقد شرف الله العرب اصلا وعلى رأسهم قريش ذاتها بان جذورهم مصرية صميمه اذ تلد هاجر المصرية اسماعيل الذي باركه ربه.. فكان صديقا نبيا.. ومن اسماعيل تخرج أمة عظيمة.. هي أمة العرب المستعربين.. ومنها كانت قريش زعيمة العاربين والمستعربين أجمعين..بل ويشرف الله مصر بان تكون احدى مناسك الحج ذاتها هي تخليدا لما فعلته هاجر المصرية في سعيها مابين الصفا والمروة وهو تشريف لم تحظى به اي امة في الكون :«إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما».
ان عظمة مصر هي عظمة الهية وهي اول بلد في الكون كله تنسب نفسها الى الله ( ايجيبت ) ومعناها بالهيروغليفية ( جب بتاح ) اي ارض الله الفتاح.
ان مصر من احبها واحب اهلها تعاظم لانه بحبه لمصر قد اقر وآمن بقدر اللهي أما من بغضها وبغض اهلها فقد كسر ببغضة هذا احدى نواميس الله في شأن خلقه فلا ينتظر الا الخزي والعار وربما الاندثار والتلاشي ( ولنقرأ التاريخ ونحسب عدد الامم التي اصبح ليس لها وجود الان بسبب تطاولها او عداءها او غزوها لمصر ) لان الله يحب مصر وكتب عليها الى يوم الدين الأمن والامان " ادخلوا مصر ان شاء الله امنين "
وكتب عليها الرباط والتآزر والتواصل " في رباط الى يوم يبعثون " اذن فهي البلد الوحيد الباقي على الارض دون تغيير حتى يوم القيامة بحفظ الله سبحانه وتعالى وستختلف عليها الامم وتتغير ولكنها ستبقى هي كما هي مصر الى يوم الدين
وكذلك كتب عليها حماية الامة جمعاء وحماية شرعه كقدر لاتستطيع هي الحيود عنه اطلاقا حتى وان اتخذ احد حاكميها في قترة من فترات التاريخ قرارا عكس ذلك او خرجت عشرات الامم الاخرى لتدعي هذا الحق لنفسها زورا وتكبرا لقوله عليه الصلاة والسلام " خير اجناد الارض "
ان العظمة لله وحده ولكنه - وله الحكمة في ذلك - حينما اراد ان يصبغ احدى الامم التي خلقها بصبغة العظمة بين الامم كان اختياره لمصر وحدها دون غيرها وعليه فنحن اكثر شعوب الارض تواضعا وحضارة وقيمة من خلال هذا الاصطفاء الالهي العظيم بل ومن خلال هذا الاصطفاء ايضا سنبقي ايضا الامة الوحيدة دونا عن بقية الامم حراس شرع الله في ارضه وحتى قيام الساعة لذا لن تمحى مصر او تندثر او تتلاشى من الوجود اطلاقا الا بتلاشي الوجود نفسه حينما يرث الله الارض ومن عليها.

الجمعة، 14 فبراير 2003

حرامي درجة سادسة

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

كان ( عربي كفارة ) يثق في شخصيتي بشكل عجيب مازلت أتعجب له حتى الآن وربما كان منبع هذه الثقة هو جيبي حيث كنت الوحيد الذي يدفع ( جوز جنيهات ) ثمنا لكوب شاي في قهوته وهو في الأصل لا يساوي قرشاً واحدا لذلك صرت ( باشا ) 
( النص عواطف ) تعرفت عليه بالصدفة داخل قهوة أو ما يسمى بقهوة ( عربي كفّارة ) بمدافن الإمام الشافعي حينما كنت أتجول داخل قرى ونجوع مصر أتأمل أحوال الناس و أدون الغريب منها وربما الشاذ أيضا بحكم طبيعتي كرجل يهتم بهذه الانماط من البشر.
وأنا اعلم أن القارئ ينتابه الآن بعض الفضول لمعرفة معاني أسماء هؤلاء البشر كما انتابني أول مرة حين التقيت بهم، وعليه فالسيد عربي كفارة اسمه الحقيقي إسماعيل أبو محاسن من عرب قنا لذا اشتهر بعربي ولما كان دائما يدخل الحجز مرتين أسبوعيا لمشاغبته المستمرة فقد كان الناس يخرجون له مهنئين مرتان في الأسبوع خوفا من بطشة ويرددوا له كلمة ( كفارة ) حتى التصقت به هذه الكنية بمرور الزمن واصبح هو يعتبرها شرفا لنفسه ولعائلته تحت دعوى انه دوخ الشاوشية والعساكر والمخبرين في قسم السيدة عيشة.
وأنت تستطيع ببساطة أن تحدد ( عربي كفارة ) من وسط ملايين البشر لعظيم ( قفاه ) الذي ربما جاءت عظمته وفلطحته الاشبه بورقة الخروع من فرط ضرب الشاوشية والمخبرين عليه وعلى مدي سنين طويلة وبالحذاء، بل انه – وحسب تقديري المتواضع – يعتبر بحق ( القفا ) الإنساني الوحيد الذي تستطيع ان تقسم بالله وأنت مطمئن أليه انه ( قفا ) صاحب خبرة بل ويمكنك قراءة تاريخ السجون المصرية كلها عليه من خلال السجحات والأورام المنتشرة في ربوعه هنا وهناك وكأنها بالوعات مجاري طفحت فجأة في شارع شبرا وليس إطلاقا ( قفا ) بني آدم مثل بقية خلق الله، كما انه بالإضافة إلى ذلك يتميز بابتسامة تدفعك لأن تتمنى لو تطلق عليه الرصاص عدة مرات لعدة ايام متتالية لبشاعتها رغم طيبته المصطنعة التي أرغمته الحاجة وربما تقدم العمر إلى تخليقها صناعيا لجذب الساذجين أمثالي لقهوته للتمتع وربما التأمل والتحاور مع الشخصيات الغريبة التي تردادها والذين ليس لهم وجود في بر مصر كله إلا فيها.
كان ( عربي كفارة ) يثق في شخصيتي بشكل عجيب مازلت أتعجب له حتى الآن وربما كان منبع هذه الثقة هو جيبي حيث كنت الوحيد الذي يدفع ( جوز جنيهات ) ثمنا لكوب شاي في قهوته وهو في الأصل لا يساوي قرشاً واحدا لذلك صرت ( باشا ) ولا يناديني الرواد إلا بالباشا ربما أيضا لأنهم تعودوا على نطقها وترديدها من كثرة تعاملهم مع الضباط والمخبرين فى الأقسام ومراكز الشرطة نظرا لكون الغالب منهم يعمل في كار النشل.
والمدهش في الأمر اني كنت أجد متعة غريبة كلما انتابني حالة من حالات الاكتئاب في الذهاب الى ذلك المقهى وسماع حوارات رواده الذين اطمأنوا لوجودي واطمأنوا الى انني لست من ( إخواننا البعدا ) أصحاب البلاطي الشتوية السوداء والتي يرتدونها حتى في الصيف ويعرفون باسم المخبرين السريين وهم اصل معرفتي ( بالنص عواطف ) الذي بادرني ذات مرة بقولة :
 انا عارف انك مش مخبر ياباشا، وعلى فكرة بقى ياباشا المخبرين دول افتروا افتروا يعني، وانا بقولها ومش خايف والله العظيم.
وعلمت من سيادته ان اسمه ( عرفة توفيق ) وانه لا يعرف اكثر من هذا عن اسمه وان سبب تسميته بالنص عواطف كانت بسبب عشقه لعواطف بنت المعلم حسان ( التربي )، وقد كانت ذات جمال وقوام تحسد عليه كما ان مقام والدها كتربي سلطاني يعمل فقط في احواش الأمراء السابقين من أهل العائلة المالكة جعلتها مطمع لكثير من شباب الطرب في مدافن الامام، لكنها كانت أطول منه بكثير إذ يتميز هذا النص بقصر قامته وكانت كلما افضى لها بحبة سخرت منه واستهزأت و أقسمت بأنها لا تنوي حتى ان ماتت ان ترتبط بنصف بني آدم ( طوله شبرين ) ومن هنا جاءت تسميته بالنص وحينما تزوجت عواطف من رؤوف ( الحداد ) ثارت ثائرة النص فاشعل النار في صوان الفرح لتقضي الحته كلها بقية الليلة في التخشيبة بسبب جنان النص بعواطف ومن يومها ويطلق عليه الناس ( النص عواطف ).
والنص عواطف لم يولد لصا أو تم خطفه كما في أفلام انور وجدي على يد المعلمة ( شلا ضم ) ليتعلم كار النشل ولكنه تعلم النشل على كبر ونبغ فيه كما لم ينبغ أحدا من قبل:
 الله يسامحة بقى الواد ( جوره ) هو اللي قاللى القرش بيطول القصير وبيحللي الوحش، والبلد ضيقة مافيهاش شغل، وكان لازم أجيب فلوس علشان أبقى طويل في عين عواطف، اعمل أية بقى يا باشا وكل السكك مقفلة في وشي، اتعلمت النشل!، وبعدين ياباشا هو انا لوحدي اللى حرامي دحنا بنسمع في النشرة بلاوي، وحرامية كبار قوي بيسرقوا بالتليفون، صحيح ياباشا ازاي أتعلم كار النشل بالتليفون؟
ولما بادرته بسؤالى ان يذكر لى اسما واحدا من لصوص التليفون استخف بسؤالي وكأنني هبطت عليه من المريخ وقال:
 يا باشا أنا حرامي درجة سادسة، ايش جاب بقى الدرجة السادسة لحرامي بدرجة وكيل وزارة، العلام بيفرق برضه يا باشا.
وتأملت عبارة هذا النشال صاحب الفلسفة ( النشالية ) ووجدت فعلاً ان القدوة هي اصل السلوك في المجتمع وعليه فالنشال لم يصبح نشالا كنوع من الترف أو الفخفخة ولكنه صار نشالا من القدوة وهو يرى – من وجهة نظره - ان من العدل أن تتوافر له الحدود الدنيا من كرامة البني آدم في وطنه وان لم تتوافر فعليه أن يحلها هو بوعيه الخاص وربما الشاذ وغالبا ما تكون النتيجة هي الانحراف قال:
 انا مش منحرف ياباشا واللهي العظيم، أنا بعرف افك الخط و أقرا جرايد، ولو فيها قلة ادب يعني ياباشا انت مش كل يوم بتقرا عن المنحة والديون، و برضه في نفس الجرنان بتقرا عن خمسة ستة، اللى فيهم سرق بنك واللي فيهم اختلس شركة، يعني اللى بتجمعه النملة في سنة بياخده الجمل في خفه، مش كدة واللا ايه يا باشا؟
كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد منتصف الليل حين اقسم لى ( النص عواطف ) بأنه حلف مائة يمين للشاويشية وعلى المصحف كمان اني لادخل لي إطلاقا ( بحوش تمبل ) وهو الحوش التي تقع فيه القهوة واقتحمته قوات الشرطة وقامت فيه بتعبئتنا جميعا كالنعاج داخل ( البوكس ).
اطل الشاويش النوبتجي من خلال النافذة الضيقة للتخشيبة ونادى بأعلى صوته على اسمي فوجدتني بحركة عفوية اتحسس مؤخرتي ولكن انتابني الاطمئنان حين عقب الشاويش بقوله اني افراج لثبوت اني مجرد زبون قهوة لاناقة لى في شئ ولاجمل.
عانقني ( النص عواطف ) بشدة وهو يصرخ في وجهي ( كفارة ياباشا ) فخرجت من باب قسم السيدة عائشة وانا اتحسس قفاي المتورم متذكرا قفا عم عربي كفارة!

حرامي درجة سادسة

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

كان ( عربي كفارة ) يثق في شخصيتي بشكل عجيب مازلت أتعجب له حتى الآن وربما كان منبع هذه الثقة هو جيبي حيث كنت الوحيد الذي يدفع ( جوز جنيهات ) ثمنا لكوب شاي في قهوته وهو في الأصل لا يساوي قرشاً واحدا لذلك صرت ( باشا ) 
( النص عواطف ) تعرفت عليه بالصدفة داخل قهوة أو ما يسمى بقهوة ( عربي كفّارة ) بمدافن الإمام الشافعي حينما كنت أتجول داخل قرى ونجوع مصر أتأمل أحوال الناس و أدون الغريب منها وربما الشاذ أيضا بحكم طبيعتي كرجل يهتم بهذه الانماط من البشر.
وأنا اعلم أن القارئ ينتابه الآن بعض الفضول لمعرفة معاني أسماء هؤلاء البشر كما انتابني أول مرة حين التقيت بهم، وعليه فالسيد عربي كفارة اسمه الحقيقي إسماعيل أبو محاسن من عرب قنا لذا اشتهر بعربي ولما كان دائما يدخل الحجز مرتين أسبوعيا لمشاغبته المستمرة فقد كان الناس يخرجون له مهنئين مرتان في الأسبوع خوفا من بطشة ويرددوا له كلمة ( كفارة ) حتى التصقت به هذه الكنية بمرور الزمن واصبح هو يعتبرها شرفا لنفسه ولعائلته تحت دعوى انه دوخ الشاوشية والعساكر والمخبرين في قسم السيدة عيشة.
وأنت تستطيع ببساطة أن تحدد ( عربي كفارة ) من وسط ملايين البشر لعظيم ( قفاه ) الذي ربما جاءت عظمته وفلطحته الاشبه بورقة الخروع من فرط ضرب الشاوشية والمخبرين عليه وعلى مدي سنين طويلة وبالحذاء، بل انه – وحسب تقديري المتواضع – يعتبر بحق ( القفا ) الإنساني الوحيد الذي تستطيع ان تقسم بالله وأنت مطمئن أليه انه ( قفا ) صاحب خبرة بل ويمكنك قراءة تاريخ السجون المصرية كلها عليه من خلال السجحات والأورام المنتشرة في ربوعه هنا وهناك وكأنها بالوعات مجاري طفحت فجأة في شارع شبرا وليس إطلاقا ( قفا ) بني آدم مثل بقية خلق الله، كما انه بالإضافة إلى ذلك يتميز بابتسامة تدفعك لأن تتمنى لو تطلق عليه الرصاص عدة مرات لعدة ايام متتالية لبشاعتها رغم طيبته المصطنعة التي أرغمته الحاجة وربما تقدم العمر إلى تخليقها صناعيا لجذب الساذجين أمثالي لقهوته للتمتع وربما التأمل والتحاور مع الشخصيات الغريبة التي تردادها والذين ليس لهم وجود في بر مصر كله إلا فيها.
كان ( عربي كفارة ) يثق في شخصيتي بشكل عجيب مازلت أتعجب له حتى الآن وربما كان منبع هذه الثقة هو جيبي حيث كنت الوحيد الذي يدفع ( جوز جنيهات ) ثمنا لكوب شاي في قهوته وهو في الأصل لا يساوي قرشاً واحدا لذلك صرت ( باشا ) ولا يناديني الرواد إلا بالباشا ربما أيضا لأنهم تعودوا على نطقها وترديدها من كثرة تعاملهم مع الضباط والمخبرين فى الأقسام ومراكز الشرطة نظرا لكون الغالب منهم يعمل في كار النشل.
والمدهش في الأمر اني كنت أجد متعة غريبة كلما انتابني حالة من حالات الاكتئاب في الذهاب الى ذلك المقهى وسماع حوارات رواده الذين اطمأنوا لوجودي واطمأنوا الى انني لست من ( إخواننا البعدا ) أصحاب البلاطي الشتوية السوداء والتي يرتدونها حتى في الصيف ويعرفون باسم المخبرين السريين وهم اصل معرفتي ( بالنص عواطف ) الذي بادرني ذات مرة بقولة :
 انا عارف انك مش مخبر ياباشا، وعلى فكرة بقى ياباشا المخبرين دول افتروا افتروا يعني، وانا بقولها ومش خايف والله العظيم.
وعلمت من سيادته ان اسمه ( عرفة توفيق ) وانه لا يعرف اكثر من هذا عن اسمه وان سبب تسميته بالنص عواطف كانت بسبب عشقه لعواطف بنت المعلم حسان ( التربي )، وقد كانت ذات جمال وقوام تحسد عليه كما ان مقام والدها كتربي سلطاني يعمل فقط في احواش الأمراء السابقين من أهل العائلة المالكة جعلتها مطمع لكثير من شباب الطرب في مدافن الامام، لكنها كانت أطول منه بكثير إذ يتميز هذا النص بقصر قامته وكانت كلما افضى لها بحبة سخرت منه واستهزأت و أقسمت بأنها لا تنوي حتى ان ماتت ان ترتبط بنصف بني آدم ( طوله شبرين ) ومن هنا جاءت تسميته بالنص وحينما تزوجت عواطف من رؤوف ( الحداد ) ثارت ثائرة النص فاشعل النار في صوان الفرح لتقضي الحته كلها بقية الليلة في التخشيبة بسبب جنان النص بعواطف ومن يومها ويطلق عليه الناس ( النص عواطف ).
والنص عواطف لم يولد لصا أو تم خطفه كما في أفلام انور وجدي على يد المعلمة ( شلا ضم ) ليتعلم كار النشل ولكنه تعلم النشل على كبر ونبغ فيه كما لم ينبغ أحدا من قبل:
 الله يسامحة بقى الواد ( جوره ) هو اللي قاللى القرش بيطول القصير وبيحللي الوحش، والبلد ضيقة مافيهاش شغل، وكان لازم أجيب فلوس علشان أبقى طويل في عين عواطف، اعمل أية بقى يا باشا وكل السكك مقفلة في وشي، اتعلمت النشل!، وبعدين ياباشا هو انا لوحدي اللى حرامي دحنا بنسمع في النشرة بلاوي، وحرامية كبار قوي بيسرقوا بالتليفون، صحيح ياباشا ازاي أتعلم كار النشل بالتليفون؟
ولما بادرته بسؤالى ان يذكر لى اسما واحدا من لصوص التليفون استخف بسؤالي وكأنني هبطت عليه من المريخ وقال:
 يا باشا أنا حرامي درجة سادسة، ايش جاب بقى الدرجة السادسة لحرامي بدرجة وكيل وزارة، العلام بيفرق برضه يا باشا.
وتأملت عبارة هذا النشال صاحب الفلسفة ( النشالية ) ووجدت فعلاً ان القدوة هي اصل السلوك في المجتمع وعليه فالنشال لم يصبح نشالا كنوع من الترف أو الفخفخة ولكنه صار نشالا من القدوة وهو يرى – من وجهة نظره - ان من العدل أن تتوافر له الحدود الدنيا من كرامة البني آدم في وطنه وان لم تتوافر فعليه أن يحلها هو بوعيه الخاص وربما الشاذ وغالبا ما تكون النتيجة هي الانحراف قال:
 انا مش منحرف ياباشا واللهي العظيم، أنا بعرف افك الخط و أقرا جرايد، ولو فيها قلة ادب يعني ياباشا انت مش كل يوم بتقرا عن المنحة والديون، و برضه في نفس الجرنان بتقرا عن خمسة ستة، اللى فيهم سرق بنك واللي فيهم اختلس شركة، يعني اللى بتجمعه النملة في سنة بياخده الجمل في خفه، مش كدة واللا ايه يا باشا؟
كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد منتصف الليل حين اقسم لى ( النص عواطف ) بأنه حلف مائة يمين للشاويشية وعلى المصحف كمان اني لادخل لي إطلاقا ( بحوش تمبل ) وهو الحوش التي تقع فيه القهوة واقتحمته قوات الشرطة وقامت فيه بتعبئتنا جميعا كالنعاج داخل ( البوكس ).
اطل الشاويش النوبتجي من خلال النافذة الضيقة للتخشيبة ونادى بأعلى صوته على اسمي فوجدتني بحركة عفوية اتحسس مؤخرتي ولكن انتابني الاطمئنان حين عقب الشاويش بقوله اني افراج لثبوت اني مجرد زبون قهوة لاناقة لى في شئ ولاجمل.
عانقني ( النص عواطف ) بشدة وهو يصرخ في وجهي ( كفارة ياباشا ) فخرجت من باب قسم السيدة عائشة وانا اتحسس قفاي المتورم متذكرا قفا عم عربي كفارة!

الخميس، 13 فبراير 2003

التعلب فات فات وفي ديله تعريفة الجات

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
بينما تفكر الدول النامية فى كيفية تأمين مستقبلها الاقتصادي في ظل الاقتصاد العالمي، يكون من المفيد أن نتذكر مقولة رجل المال المعروف والتر ريستون "رأسمال يذهب إلى المكان الذي يحتاج إليه، ويبقى في المكان الذي يحسن معاملته !
لم أجد بديلا من هذا العنوان التهكمي للدلالة على ماوصل الية ابداع رجال الاقتصاد في وطننا العربي كله من غيبوبة استمرت لأكثر من سبعة سنوات لم يقدموا فيها حلا واحدا لمواجهة أو حتى التعامل مع اتفاقية التعريفة الجمركية GENERAL AGREEMENT ON TARIFFS AND TRADE والمعروفة اختصارا باسم (GATT ) او الجات ، وظل هؤلاء الاقتصاديون العرب في كل بلد شبه مغيبون وكلما حاورهم أحد أداروا له ظهورهم حتى تركونا في وسط البحر تتقاذفنا امواج الجهل لا نعلم إن كنا سنغرق أم سيقذفون لنا بأطواق النجاة ولكن لم يكلف أحدا منهم خاطره ولو بعقد مؤتمر هامشي او حتى اجتماع مصغر على مستوي ( بائعي البطاطس ) لذر الرماد في العيون .
انهم لم يقدموا لنا شيئاً على الإطلاق سوى البكاء والنحيب والندب في أن الجات هي صهيونية العالم المتقدم و الإمبريالية الحديثة المتآمرة على خروف الاقتصاد العربي لذبحة وامتصاص دمائه حتى العظم لمصلحة الاستعمار وإسرائيل والصهيونية العالمية .
وهم (واقصد بعض الاقتصاديون العرب ) لا حاجة لهم بوجع الدماغ والبحث عن حلول للغلابة ( طافحي الدم ودافعي الضرائب من المواطنين الحفاة على خارطة الوطن من المحيط للخليج ) ماداموا يقبض الواحد منهم ما لا يقل عن 6 آلاف دولار كل شهر ويعتلى أكثر من عشرين منصبا في وقت واحد اقلها شأنا عضو مجلس إدارة أي شركة من الشركات التي كانت وطنية وخصخصتها قلة وعيهم وغيبوبتهم بل وربما تكالبهم على نسبة الدلالة و( البونص ) و ( الكوميشن ) التي يحصل عليها بعد عقد صفقاته الاسبوعية أي واحد منهم بواسطة تليفونه المحمول الامريكاني وليذهب بسطاء الوطن للجحيم. 
وبرغم حالة الانهزام هذه التي يمر بها وطننا العربي والذي اصبح مشاعا لكل من هب ودب من جيوش اجنبية وتدخلات وامتيازات الى جانب هموم الديون والبطالة وتعويم العملة في كل اصقاعة نجد ان هؤلاء الرجال كلما سألهم مخلصاً سؤالاً عن ماهي احوال الوطن فيما بعد الجات والعولمة يخرجوا علينا ليقسموا لنا ان كل شئ بخير فالوطن بخير ومياهه بخير وسماؤه بخير ورجالة بخير واقتصاده اعظم من اقتصاد امريكا وان البطالة التي يتحدث عنها البعض هي محاولة تآمرية استعمارية لتشويه التقدم الطليعي الثوري للنهوض بالوطن واسترجاع الحقوق السليبة في فلسطين التي اصبح ترديد اسمها الآن هو صك التفاعل الشعبي الذي لاغني عنه في أي نقاش لنيل الشهرة والوطنية وعليه ينتهي المطاف الى مسائل هامشية بعيدة كل البعد عن القضية الرئيسة محور النقاش وتخرج من الحوار بلا شئ الا من خفي حنين وأنت ضيق الصدر مكتئب النفس وربما متهما بالعمالة.
اننا حتى الان لم نجد من أي مسؤول اقتصادي داخل وطننا دلالة عملية واضحة ترسم لنا ملامح الطريق وتلقي لنا ولو ببصيص من النور حينما تعم السنين السوداء على الاقتصاد الوطني في وطننا العربي كلة ( كما تطالعنا الجرائد يوميا )، ولننظر إلى ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية مثلا وهي التي تنتج ألان ثلث الإنتاج العالمي في الكون كله ورغم ذلك تعكف منذ عام 1983 في النداء بأنها ( أمة في خطر ) لتستنفر الهمم وتبحث عن حلول لمواجهة أي خطر حتى ولو كان خطرا هامشيا بعكس وطننا العربي الذي اصبح كل شئ فيه بخير ( ولا ندري كيف ) رغم انه يستحوذ على 40% من حجم الديون العالمي!.
يقول جون هاورد وهو مدير السياسة والبرامج الدولية فى غرفة التجارة الأمريكية ومسئول تطوير وتنفيذ البرامج الدولية بالغرفة.بينما تفكر الدول النامية فى كيفية تأمين مستقبلها الاقتصادي فى ظل الاقتصاد العالمي، يكون من المفيد أن نتذكر مقولة رجل المال المعروف والتر ريستون "رأسمال يذهب الى المكان الذي يحتاج اليه، ويبقى فى المكان الذي يحسن معاملته ومنذ عدة سنوات قامت غرفة التجارة الأمريكية بوضع مسح حدد ما يطلق عليه "الوصايا الأثنى عشر" أو مبادئ الاستثمار الدولى فهل قمنا نحن أيضا بعمل نصف مسح او ربع مسح ونحن أصحاب البلاد التي سيقام عليها الحد، مطلقا، لم نفعل ولن نفعل وانظروا الى الوصايا التي استبد عتها اكبر دولة في العالم لتحافظ على نفسها ( رغم أننا أحق منها بالإستبداع ):
1. سياسة مستقرة يمكن التنبؤ بها على مستوى الاقتصاد الكلى: يجب أن يكون لدى الشركات الثقة في أن الاقتصاد الذى سيستثمرون فيه أموالهم يتم أدارته بأسلوب كفء غير متذبذب أى ببساطة شديدة يجب أن يقتنع المستثمر بأن قواعد اللعبة لن تتغير فى منتصف السباق. 
2. حكومة فعالة وأمينة: يجب أن يكون المستثمر قادرا على الاعتماد على التزام الحكومة المضيفة بتطبيق القانون والنظام. 
3. سوق كبير قادر على النمو: حجم السوق الداخلى وقدرته على النمو خاصة القوة الشرائية للمستهلكين بهذا السوق. فالشركات لا تريد الاستثمار فى سوق احتمالات الربحية فيه ضعيفة. 
4. حرية النشاط فى السوق: من العوامل الهامة هنا قوة المنافسة الى جانب درجة التدخل الحكومى (سواء كان من حكومة المستثمر أو الحكومة الأخرى) فى حرية الدخول الى سوق دولة ما. فكلما زادت حرية السوق كلما كان أكثر جذبا للمستثمرين الدوليين. 
5. حد أدنى من القواعد الحكومية: يجب أن تبقى تكلفة التدخل الحكومى والقواعد الحكومية فى شئون وربحية القطاع الخاص عند الحد الأدنى. 
6. حقوق وحماية الملكية: يجب حماية الملكية الخاصة ولذلك يجب تفادى احتمالات سرقة ملكية الشركات سواء كان تلك الملكية حقيقية او غير مادية مثل براءات الاختراع او حقوق النشر، الخ..) 
7. بنية أساسية قوية: القدرة على اتمام المعاملات وتوصيل المنتجات والخدمات الى الاسواق. وقد تتمثل تلك البنية القوية فى خدمات النقل أو الكهرباء أو التأمين أو الخدمات المحاسبية أو النظام المالى أو أى من العوامل الأساسية التي لا يمكن للاستثمار أن يحقق عائد مالى بدونها. 
8. توافر عناصر الإنتاج المرتفعة الجودة: فى حين يأتى المستثمر ومعه رأس المال والتكنولوجيا والإدارة، يتوقع أن يضيف اليها من السوق المحلى العمالة الماهرة والمواد الخام وذلك لاكتمال منظومة النجاح. 
9. عملة محلية قوية: يجب أن تحافظ العملة المحلية على قيمتها. فإذا وضعت استثمارا بالدولار ثم تم تخفيض قيمة الأصول المحلية (المقيمة بالعملة المحلية) تكون قد خسرت جزء وفى بعض الاحيان كل استثمارك الاصلى بالدولار.
01. حرية تحويل الارباح والفوائد وايرادات الأسهم: إذا لم تكن للأموال حرية الخروج خارج الدولة فلماذا الاستثمار؟ 
11. بيئة ضريبية مواتية: يجب أن تكون الضرائب مشجعة للتوسع فى الاعمال. وعلى الرغم من أهمية الحوافز الضريبية المقصود بها جذب الاستثمارات الجديدة، إلا أن قرار الشركة بالاستثمار من عدمه يبنى عادة على كيفية تأثير النظام الضريبى على التشغيل العادى بعد إقامة المشروع. 
21. حرية التشغيل بين الأسواق: يجب أن تكون الشركة قادرة على استخدام المنتجات والخدمات التى تنتجها فى أحد الأسواق لخدمة عملياتها الإنتاجية في الأسواق المجاورة من أجل تعظيم كفاءتها الكلية وتحقيق أفضل تشغيل لخطوط انتاجها فى عدة أسواق.
أثنى عشرة وصية استبدعها خبراء الاقتصاد الأمريكيون في الولايات المتحدة الأمريكية خلال اكثر من عشرين عاما لينجو اقتصادهم الأمريكي ( وهو اعظم اقتصاد في العالم ) ولتنجو معه أمريكا أمام تحديات السوق المفتوح واقتصادياته ونحن مازال خبراؤنا الاقتصاديون يرقدون في حالة من الغيبوبة يعتريهم الهذيان بأبعاد المؤامرة فيعترينا بالتبعية الانفعال بصهيونية الخواجة ( تر اللي ) تاجر المانيفاتورة ضد وطننا العربي الامر الذي يدفعنا للمقاطعة العربية ضد صحن كشري ( أم ربيع ) لأستخدمها عدسا يحتوي على ( سوس ) إسرائيلي، انه كما لو كان إحباط موجه عن عمد ضد كل شئ وللأسف لا نجد إجابة عن أي شئ.
ولا جدال انه ومن خلال مطالعتنا للوصايا الاثنى عشرية السابقة لن يكون وطننا العربي مناخا جيدا للاستثمار داخل مناخ ما يسمى بالجات وكذلك لن يكون مناخا جيدا أيضا للاستثمار بدونها لانه وكما يقول المثل العربي ( سبق السيف العزل ) لأن الوطن قد اضطهد نفسه قبل ان يضطهده الآخرون فلا صناعة قوية او ربما ليس هناك الآن صناعة من أساسه وليس هناك قوانين تجارية تحمي المستثمر والمستهلك بل وليس هناك وضع سياسي مستقر يدفع برأس المال ان يلعب لعبته في وطننا وحفظ الله مصر التي ادركت منذ حقبة الستينيات ملامح هذه اللعبة فأوحت برجالها وعقولها ولكل ابناء الوطن بتبني فكرة السوق العربية المشتركة وهيئة التصنيع العربية ووحدة القياسات والموازين العربية بل والجات العربي مقابل فكرة الجات الاستعمارية والتي ولدتها الحرب العالمية الثانية عام 1947ولكن تبخر هذا كله في ظل الصراعات العربية والقبليات العربية والعناد العربي وربما الرفض العربي ايضا لمجرد ان الفكرة مصرية فانهارت السوق العربية المشتركة والجات العربية وكذلك الهيئة العربية للتصنيع بعد ان قدمت هذه الأخيرة وفي اقل من خمس سنوات الطائرة العربية ( آلفا جيت ) والسيارة العربية بل والدبابة العربية أيضا ولكنه العناد ( كبديهية من بديهياتنا نحن العرب ) والذي دفع المغالين والمتعصبين بسحب أموالهم العربية من مصر إمعانا في الضغط عليها بعد معاهدة السلام ليضيع كل شئ ولتصبح دولة مثل كوريا أو الهند أو باكستان وهي دول كانت تقطن ضفاف الأنهار لحظة ما كنا نمتلك تقنية الماء الثقيل بمفاعل الضبعة اكثر منا تقنية الان بل واكثر علما وقوة الامر الذي جعل العالم كله يحسب لهم الآن ألف حساب وقد كانوا يوما ما من تلامذتنا!.
أن مصيبة الجات والتي ستحل بمجتمعنا العربي كله شئنا هذا ام ابينا هي مصيبة من صنعنا نحن لا من صنع الغرب وعليه لايجب ان نبكي على اللبن المسكوب ولكن علينا ادراك ان الجات قد صارت الآن واقعا حيا ملموساً نعيشة وانه من السذاجة ان نشحذ الهمم للهجوم عليها واتهامها بخراب احلامنا الوطنية وننسى القضية الاساسية والهامة في كيفية التعامل معها والنظر الى أي جانب مشرق فيها يكون من شأنه النهوض ولو بقطاع واحد من قطاعات الوطن الذي ربما يكون ( النواة التي تسند الزير ) كما يقول المثل المصري وليعلم الجميع انه قد آن الأوان ليستغل كل ذي وطن معطيات وطنه حيث لا قيمة لصناعة كومبيوتر وطنية بألف دولار امام أخر مستورد وبنفس الجودة بسعر 300 دولار أو سيارة وطنية بمعطيات متواضعة امام مثيلتها في السعر ولها امكانات مذهلة مثلا، علينا ان نتجه الى ما كنا عليه والى ما كنا من خلاله أسيادا بين أسياد العالم، وان كانت مصر في فترة من الفترات قد داينت بريطانيا العظمي بأربعة مليارات من الجنيهات الإسترلينية بسبب تفوقها الزراعي وتقنيتها الزراعية وخبرتها الزراعية الضاربة في عمق التاريخ فعلينا الآن أن نوجه تفوقنا هذا وخبرتنا هذه للتعامل مع اتفاقية الجات ( كسيد وليس ضحية ) وننعش مجتمعنا المصري من جديد بكل ما هو ذا فكر مصري للنخاع وذا معطيات مصرية وأدوات مصرية من داخل المناخ المصري ليأتينا المستثمر راضيا أو صاغرا لأيمانه بتخصص مصر وتفوق مصر في منحى ظلت متفوقة فيه لأكثر من عشرة آلاف عام، إن مصر لن تقوى على منافسة الشركات الصناعية الكبرى والتي تنفق على أبحاثها فقط ما يساوي الدخل القومي لمصر في عام ولكنها ستتفوق على نفسها والعالم إذا نظرت بعيون مصرية الى واقعها وخبرتها ومستقبلها من خلال أبناء الوطن وليس من خلال بوابة صندوق النقد الدولي.
ان مصر بلد زراعي من الطراز الاول ولن تنجو من انياب السوق المفتوح الا بعودتها للزراعة مرة اخرى، لنزرع القطن من جديد ولنزرع الذرة والقمح لنزرع الارز كما كنا ونعود كما كان يعرفنا العالم وحتى وقت قريب بأسياد القطن والقمح، لنحول قرانا ونجوعنا مرة اخري الى البيئة الزراعية بعد ان تحولت بقدرة قادر الى مراكز وبنادر اقرب الى المناطق العشوائية بالقاهرة 
لنستثمر الجات في استيراد التقنية الزراعية الحديثة والتي ستصبح ( لإلغاء التعريفة الجمركية ) في متناول شرفاء كثيرين لنتحول الى سابق عهدنا من اعظم الدول الزراعية في العالم وهو شرف لنا لازمنا إلى وقت قريب وليس عيبا نفر منه فرار المؤمن من الجذام.
وأخيراً تحضرني مقولة السيد مايك مور مدير عام منظمة التجارة العالمية ( جات ):
أن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الجات ومنظمة التجارة العالمية هي انه لا يجوز إجبار أية دولة عضو على قبول استيراد اي سلعة او القيام بأي عمل إذا كان ذلك ينطوي على مخالفة النظام العام والآداب العامة للدولة صاحبة الشأن. وهذا المبدأ منصوص عليه صراحة في المادة (20) من اتفاقية الجات.
وهنا يعقب طلال بن عبد العزيز على هذا الكلام بقوله:
وعليه فنحن أمة يجب أن نزن الأمور بميزان الحق والمصلحة في آن واحد. وليس من مصلحتنا ان نهول او نهون بغير حق على نحو يعرض مصالح الشعوب للخطر في عالم يزداد تشابكاً بحيث يخسر كل شئ كل من ينعزل عنه.

التعلب فات فات وفي ديله تعريفة الجات

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
بينما تفكر الدول النامية فى كيفية تأمين مستقبلها الاقتصادي في ظل الاقتصاد العالمي، يكون من المفيد أن نتذكر مقولة رجل المال المعروف والتر ريستون "رأسمال يذهب إلى المكان الذي يحتاج إليه، ويبقى في المكان الذي يحسن معاملته !
لم أجد بديلا من هذا العنوان التهكمي للدلالة على ماوصل الية ابداع رجال الاقتصاد في وطننا العربي كله من غيبوبة استمرت لأكثر من سبعة سنوات لم يقدموا فيها حلا واحدا لمواجهة أو حتى التعامل مع اتفاقية التعريفة الجمركية GENERAL AGREEMENT ON TARIFFS AND TRADE والمعروفة اختصارا باسم (GATT ) او الجات ، وظل هؤلاء الاقتصاديون العرب في كل بلد شبه مغيبون وكلما حاورهم أحد أداروا له ظهورهم حتى تركونا في وسط البحر تتقاذفنا امواج الجهل لا نعلم إن كنا سنغرق أم سيقذفون لنا بأطواق النجاة ولكن لم يكلف أحدا منهم خاطره ولو بعقد مؤتمر هامشي او حتى اجتماع مصغر على مستوي ( بائعي البطاطس ) لذر الرماد في العيون .
انهم لم يقدموا لنا شيئاً على الإطلاق سوى البكاء والنحيب والندب في أن الجات هي صهيونية العالم المتقدم و الإمبريالية الحديثة المتآمرة على خروف الاقتصاد العربي لذبحة وامتصاص دمائه حتى العظم لمصلحة الاستعمار وإسرائيل والصهيونية العالمية .
وهم (واقصد بعض الاقتصاديون العرب ) لا حاجة لهم بوجع الدماغ والبحث عن حلول للغلابة ( طافحي الدم ودافعي الضرائب من المواطنين الحفاة على خارطة الوطن من المحيط للخليج ) ماداموا يقبض الواحد منهم ما لا يقل عن 6 آلاف دولار كل شهر ويعتلى أكثر من عشرين منصبا في وقت واحد اقلها شأنا عضو مجلس إدارة أي شركة من الشركات التي كانت وطنية وخصخصتها قلة وعيهم وغيبوبتهم بل وربما تكالبهم على نسبة الدلالة و( البونص ) و ( الكوميشن ) التي يحصل عليها بعد عقد صفقاته الاسبوعية أي واحد منهم بواسطة تليفونه المحمول الامريكاني وليذهب بسطاء الوطن للجحيم. 
وبرغم حالة الانهزام هذه التي يمر بها وطننا العربي والذي اصبح مشاعا لكل من هب ودب من جيوش اجنبية وتدخلات وامتيازات الى جانب هموم الديون والبطالة وتعويم العملة في كل اصقاعة نجد ان هؤلاء الرجال كلما سألهم مخلصاً سؤالاً عن ماهي احوال الوطن فيما بعد الجات والعولمة يخرجوا علينا ليقسموا لنا ان كل شئ بخير فالوطن بخير ومياهه بخير وسماؤه بخير ورجالة بخير واقتصاده اعظم من اقتصاد امريكا وان البطالة التي يتحدث عنها البعض هي محاولة تآمرية استعمارية لتشويه التقدم الطليعي الثوري للنهوض بالوطن واسترجاع الحقوق السليبة في فلسطين التي اصبح ترديد اسمها الآن هو صك التفاعل الشعبي الذي لاغني عنه في أي نقاش لنيل الشهرة والوطنية وعليه ينتهي المطاف الى مسائل هامشية بعيدة كل البعد عن القضية الرئيسة محور النقاش وتخرج من الحوار بلا شئ الا من خفي حنين وأنت ضيق الصدر مكتئب النفس وربما متهما بالعمالة.
اننا حتى الان لم نجد من أي مسؤول اقتصادي داخل وطننا دلالة عملية واضحة ترسم لنا ملامح الطريق وتلقي لنا ولو ببصيص من النور حينما تعم السنين السوداء على الاقتصاد الوطني في وطننا العربي كلة ( كما تطالعنا الجرائد يوميا )، ولننظر إلى ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية مثلا وهي التي تنتج ألان ثلث الإنتاج العالمي في الكون كله ورغم ذلك تعكف منذ عام 1983 في النداء بأنها ( أمة في خطر ) لتستنفر الهمم وتبحث عن حلول لمواجهة أي خطر حتى ولو كان خطرا هامشيا بعكس وطننا العربي الذي اصبح كل شئ فيه بخير ( ولا ندري كيف ) رغم انه يستحوذ على 40% من حجم الديون العالمي!.
يقول جون هاورد وهو مدير السياسة والبرامج الدولية فى غرفة التجارة الأمريكية ومسئول تطوير وتنفيذ البرامج الدولية بالغرفة.بينما تفكر الدول النامية فى كيفية تأمين مستقبلها الاقتصادي فى ظل الاقتصاد العالمي، يكون من المفيد أن نتذكر مقولة رجل المال المعروف والتر ريستون "رأسمال يذهب الى المكان الذي يحتاج اليه، ويبقى فى المكان الذي يحسن معاملته ومنذ عدة سنوات قامت غرفة التجارة الأمريكية بوضع مسح حدد ما يطلق عليه "الوصايا الأثنى عشر" أو مبادئ الاستثمار الدولى فهل قمنا نحن أيضا بعمل نصف مسح او ربع مسح ونحن أصحاب البلاد التي سيقام عليها الحد، مطلقا، لم نفعل ولن نفعل وانظروا الى الوصايا التي استبد عتها اكبر دولة في العالم لتحافظ على نفسها ( رغم أننا أحق منها بالإستبداع ):
1. سياسة مستقرة يمكن التنبؤ بها على مستوى الاقتصاد الكلى: يجب أن يكون لدى الشركات الثقة في أن الاقتصاد الذى سيستثمرون فيه أموالهم يتم أدارته بأسلوب كفء غير متذبذب أى ببساطة شديدة يجب أن يقتنع المستثمر بأن قواعد اللعبة لن تتغير فى منتصف السباق. 
2. حكومة فعالة وأمينة: يجب أن يكون المستثمر قادرا على الاعتماد على التزام الحكومة المضيفة بتطبيق القانون والنظام. 
3. سوق كبير قادر على النمو: حجم السوق الداخلى وقدرته على النمو خاصة القوة الشرائية للمستهلكين بهذا السوق. فالشركات لا تريد الاستثمار فى سوق احتمالات الربحية فيه ضعيفة. 
4. حرية النشاط فى السوق: من العوامل الهامة هنا قوة المنافسة الى جانب درجة التدخل الحكومى (سواء كان من حكومة المستثمر أو الحكومة الأخرى) فى حرية الدخول الى سوق دولة ما. فكلما زادت حرية السوق كلما كان أكثر جذبا للمستثمرين الدوليين. 
5. حد أدنى من القواعد الحكومية: يجب أن تبقى تكلفة التدخل الحكومى والقواعد الحكومية فى شئون وربحية القطاع الخاص عند الحد الأدنى. 
6. حقوق وحماية الملكية: يجب حماية الملكية الخاصة ولذلك يجب تفادى احتمالات سرقة ملكية الشركات سواء كان تلك الملكية حقيقية او غير مادية مثل براءات الاختراع او حقوق النشر، الخ..) 
7. بنية أساسية قوية: القدرة على اتمام المعاملات وتوصيل المنتجات والخدمات الى الاسواق. وقد تتمثل تلك البنية القوية فى خدمات النقل أو الكهرباء أو التأمين أو الخدمات المحاسبية أو النظام المالى أو أى من العوامل الأساسية التي لا يمكن للاستثمار أن يحقق عائد مالى بدونها. 
8. توافر عناصر الإنتاج المرتفعة الجودة: فى حين يأتى المستثمر ومعه رأس المال والتكنولوجيا والإدارة، يتوقع أن يضيف اليها من السوق المحلى العمالة الماهرة والمواد الخام وذلك لاكتمال منظومة النجاح. 
9. عملة محلية قوية: يجب أن تحافظ العملة المحلية على قيمتها. فإذا وضعت استثمارا بالدولار ثم تم تخفيض قيمة الأصول المحلية (المقيمة بالعملة المحلية) تكون قد خسرت جزء وفى بعض الاحيان كل استثمارك الاصلى بالدولار.
01. حرية تحويل الارباح والفوائد وايرادات الأسهم: إذا لم تكن للأموال حرية الخروج خارج الدولة فلماذا الاستثمار؟ 
11. بيئة ضريبية مواتية: يجب أن تكون الضرائب مشجعة للتوسع فى الاعمال. وعلى الرغم من أهمية الحوافز الضريبية المقصود بها جذب الاستثمارات الجديدة، إلا أن قرار الشركة بالاستثمار من عدمه يبنى عادة على كيفية تأثير النظام الضريبى على التشغيل العادى بعد إقامة المشروع. 
21. حرية التشغيل بين الأسواق: يجب أن تكون الشركة قادرة على استخدام المنتجات والخدمات التى تنتجها فى أحد الأسواق لخدمة عملياتها الإنتاجية في الأسواق المجاورة من أجل تعظيم كفاءتها الكلية وتحقيق أفضل تشغيل لخطوط انتاجها فى عدة أسواق.
أثنى عشرة وصية استبدعها خبراء الاقتصاد الأمريكيون في الولايات المتحدة الأمريكية خلال اكثر من عشرين عاما لينجو اقتصادهم الأمريكي ( وهو اعظم اقتصاد في العالم ) ولتنجو معه أمريكا أمام تحديات السوق المفتوح واقتصادياته ونحن مازال خبراؤنا الاقتصاديون يرقدون في حالة من الغيبوبة يعتريهم الهذيان بأبعاد المؤامرة فيعترينا بالتبعية الانفعال بصهيونية الخواجة ( تر اللي ) تاجر المانيفاتورة ضد وطننا العربي الامر الذي يدفعنا للمقاطعة العربية ضد صحن كشري ( أم ربيع ) لأستخدمها عدسا يحتوي على ( سوس ) إسرائيلي، انه كما لو كان إحباط موجه عن عمد ضد كل شئ وللأسف لا نجد إجابة عن أي شئ.
ولا جدال انه ومن خلال مطالعتنا للوصايا الاثنى عشرية السابقة لن يكون وطننا العربي مناخا جيدا للاستثمار داخل مناخ ما يسمى بالجات وكذلك لن يكون مناخا جيدا أيضا للاستثمار بدونها لانه وكما يقول المثل العربي ( سبق السيف العزل ) لأن الوطن قد اضطهد نفسه قبل ان يضطهده الآخرون فلا صناعة قوية او ربما ليس هناك الآن صناعة من أساسه وليس هناك قوانين تجارية تحمي المستثمر والمستهلك بل وليس هناك وضع سياسي مستقر يدفع برأس المال ان يلعب لعبته في وطننا وحفظ الله مصر التي ادركت منذ حقبة الستينيات ملامح هذه اللعبة فأوحت برجالها وعقولها ولكل ابناء الوطن بتبني فكرة السوق العربية المشتركة وهيئة التصنيع العربية ووحدة القياسات والموازين العربية بل والجات العربي مقابل فكرة الجات الاستعمارية والتي ولدتها الحرب العالمية الثانية عام 1947ولكن تبخر هذا كله في ظل الصراعات العربية والقبليات العربية والعناد العربي وربما الرفض العربي ايضا لمجرد ان الفكرة مصرية فانهارت السوق العربية المشتركة والجات العربية وكذلك الهيئة العربية للتصنيع بعد ان قدمت هذه الأخيرة وفي اقل من خمس سنوات الطائرة العربية ( آلفا جيت ) والسيارة العربية بل والدبابة العربية أيضا ولكنه العناد ( كبديهية من بديهياتنا نحن العرب ) والذي دفع المغالين والمتعصبين بسحب أموالهم العربية من مصر إمعانا في الضغط عليها بعد معاهدة السلام ليضيع كل شئ ولتصبح دولة مثل كوريا أو الهند أو باكستان وهي دول كانت تقطن ضفاف الأنهار لحظة ما كنا نمتلك تقنية الماء الثقيل بمفاعل الضبعة اكثر منا تقنية الان بل واكثر علما وقوة الامر الذي جعل العالم كله يحسب لهم الآن ألف حساب وقد كانوا يوما ما من تلامذتنا!.
أن مصيبة الجات والتي ستحل بمجتمعنا العربي كله شئنا هذا ام ابينا هي مصيبة من صنعنا نحن لا من صنع الغرب وعليه لايجب ان نبكي على اللبن المسكوب ولكن علينا ادراك ان الجات قد صارت الآن واقعا حيا ملموساً نعيشة وانه من السذاجة ان نشحذ الهمم للهجوم عليها واتهامها بخراب احلامنا الوطنية وننسى القضية الاساسية والهامة في كيفية التعامل معها والنظر الى أي جانب مشرق فيها يكون من شأنه النهوض ولو بقطاع واحد من قطاعات الوطن الذي ربما يكون ( النواة التي تسند الزير ) كما يقول المثل المصري وليعلم الجميع انه قد آن الأوان ليستغل كل ذي وطن معطيات وطنه حيث لا قيمة لصناعة كومبيوتر وطنية بألف دولار امام أخر مستورد وبنفس الجودة بسعر 300 دولار أو سيارة وطنية بمعطيات متواضعة امام مثيلتها في السعر ولها امكانات مذهلة مثلا، علينا ان نتجه الى ما كنا عليه والى ما كنا من خلاله أسيادا بين أسياد العالم، وان كانت مصر في فترة من الفترات قد داينت بريطانيا العظمي بأربعة مليارات من الجنيهات الإسترلينية بسبب تفوقها الزراعي وتقنيتها الزراعية وخبرتها الزراعية الضاربة في عمق التاريخ فعلينا الآن أن نوجه تفوقنا هذا وخبرتنا هذه للتعامل مع اتفاقية الجات ( كسيد وليس ضحية ) وننعش مجتمعنا المصري من جديد بكل ما هو ذا فكر مصري للنخاع وذا معطيات مصرية وأدوات مصرية من داخل المناخ المصري ليأتينا المستثمر راضيا أو صاغرا لأيمانه بتخصص مصر وتفوق مصر في منحى ظلت متفوقة فيه لأكثر من عشرة آلاف عام، إن مصر لن تقوى على منافسة الشركات الصناعية الكبرى والتي تنفق على أبحاثها فقط ما يساوي الدخل القومي لمصر في عام ولكنها ستتفوق على نفسها والعالم إذا نظرت بعيون مصرية الى واقعها وخبرتها ومستقبلها من خلال أبناء الوطن وليس من خلال بوابة صندوق النقد الدولي.
ان مصر بلد زراعي من الطراز الاول ولن تنجو من انياب السوق المفتوح الا بعودتها للزراعة مرة اخرى، لنزرع القطن من جديد ولنزرع الذرة والقمح لنزرع الارز كما كنا ونعود كما كان يعرفنا العالم وحتى وقت قريب بأسياد القطن والقمح، لنحول قرانا ونجوعنا مرة اخري الى البيئة الزراعية بعد ان تحولت بقدرة قادر الى مراكز وبنادر اقرب الى المناطق العشوائية بالقاهرة 
لنستثمر الجات في استيراد التقنية الزراعية الحديثة والتي ستصبح ( لإلغاء التعريفة الجمركية ) في متناول شرفاء كثيرين لنتحول الى سابق عهدنا من اعظم الدول الزراعية في العالم وهو شرف لنا لازمنا إلى وقت قريب وليس عيبا نفر منه فرار المؤمن من الجذام.
وأخيراً تحضرني مقولة السيد مايك مور مدير عام منظمة التجارة العالمية ( جات ):
أن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الجات ومنظمة التجارة العالمية هي انه لا يجوز إجبار أية دولة عضو على قبول استيراد اي سلعة او القيام بأي عمل إذا كان ذلك ينطوي على مخالفة النظام العام والآداب العامة للدولة صاحبة الشأن. وهذا المبدأ منصوص عليه صراحة في المادة (20) من اتفاقية الجات.
وهنا يعقب طلال بن عبد العزيز على هذا الكلام بقوله:
وعليه فنحن أمة يجب أن نزن الأمور بميزان الحق والمصلحة في آن واحد. وليس من مصلحتنا ان نهول او نهون بغير حق على نحو يعرض مصالح الشعوب للخطر في عالم يزداد تشابكاً بحيث يخسر كل شئ كل من ينعزل عنه.

الاثنين، 10 فبراير 2003

مدى ملاءمة منطقة التجارة الحرة ( الجات ) لظروف الدول العربية

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
السؤال الذي يطرح نفسه بعد أخذ الدول العربية بنموذج منطقة التجارة الحرة هو: إلى أي مدى يعتبر نموذج منطقة التجارة الحرة ملائمًا للدول العربية؟ والإجابة عن هذا السؤال تعكسها الآراء المؤيدة لمنطقة التجارة الحرة العربية.
  الدول العربية يجب أن يكون لها تكتُّل اقتصادي يجمعها، خاصة في ظل انتشار التكتلات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، وكذلك في ظل الفرصة التي منحتها منظمة التجارة العالمية لقيام التكتلات الإقليمية، وهي بحد أقصى 10 سنوات من بداية انطلاق منظمة التجارة العالمية في عام 1994، وقد يأخذ التكتل الاقتصادي العربي شكل اتحاد جمركي أو سوق مشتركة أو منطقة تجارة حرة، ومن الممكن أن يصل إلى مرحلة الوحدة الاقتصادية، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه بعد أخذ الدول العربية بنموذج منطقة التجارة الحرة هو: إلى أي مدى يعتبر نموذج منطقة التجارة الحرة ملائمًا للدول العربية؟ والإجابة عن هذا السؤال تعكسها الآراء المؤيدة لمنطقة التجارة الحرة العربية. 
مقومات نجاح منطقة التجارة الحرة يرى المؤيدون لفكرة إقامة منطقة التجارة العربية الحرة وجود العديد من المقومات على الساحة العربية تؤيِّد نجاح الفكرة، وتتمثل هذه المقومات في: أ - الشروط الأساسية: 
- توفر الإرادة السياسية: حيث إن عملية التكامل الاقتصادي عملية سياسية واقتصادية في آن واحد، ووجود القرار السياسي شرط ضروري لقيام منطقة التجارة الحرة، وفي حالة منطقة التجارة الحرة العربية يلاحظ أن قرار إنشائها قد صدر على مستوى ملوك ورؤساء الدول العربية، وعلى مستوى وزراء الخارجية ووزراء المال والاقتصاد في الدول العربية، وهو ما يعني أن الإرادة السياسية متوفرة لإقامة هذه المنطقة بين الدول العربية. 
- السند القانوني لمنطقة التجارة الحرة: وهو عنصر متوفِّر في منطقة التجارة الحرة العربية، حيث إنها تستند إلى اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية الموقعة في إطار جامعة الدول العربية عام 1981، وهذه الاتفاقية تعتبر الإطار القانوني لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وهذا الإطار القانوني يعتبر ملزمًا للدول العربية الأعضاء في منطقة التجارة الحرة، وذلك بعد إقراره من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة، ومن الناحية القانونية تلتزم الدول العربية التي تريد الانضمام إلى البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة بالتوقيع أولاً على اتفاقية تيسير وتنمية التجارة العربية، كي تصبح طرفًا فيها، وتلتزم بتطبيق البرنامج. 
- البرنامج الزمني لإقامة منطقة التجارة الحرة: يعتبر وجود برنامج زمني لأي منطقة تجارة حرة أمرًا ضروريًا للاعتراف الدولي بها، وخاصة من قبل منظمة التجارة العالمية، وبالنسبة لمنطقة التجارة الحرة العربية.. وقد ضع المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية البرنامج التنفيذي لإقامة منطقة التجارة الحرة كمنهج لإقامة هذه المنطقة خلال برنامج زمني مدته عشر سنوات، وذلك بتخفيض الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم ذات الأثر المماثل بنسبة 10% سنويًا لمدة عشر سنوات تبدأ من يناير 1998 وتنتهي في عام 2007. 
- الإطار المؤسسي الفاعل: لا بد من وجود إطار مؤسسي للإشراف على تنفيذ التزامات الدول الأعضاء في منطقة التجارة الحرة، وفض المنازعات التي تنشأ في هذا المجال، ويعتبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي جهة الإشراف الرئيسية على تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ويساعده في ذلك عدد من الأجهزة واللجان المتخصصة. 
ب - الشروط الموضوعية: 
- وجود نظم اقتصادية تقوم على الحرية الاقتصادية وإعمال آليات السوق: حيث يمكن لآليات السوق أن تعمل على تحقيق التخصُّص الإنتاجي، وتقسيم العمل بين الدول العربية على أساس ما تتمتَّع به كل دولة من مزايا نسبية وتنافسية. وهو ما بدأت معظم الدول العربية تنفيذه بالفعل مما يدعم إمكانية قيام مثل هذه المنطقة. 
- توفر إنتاج سلعي قابل للتداول: ويعني ذلك أن الدول العربية التي تمتلك قواعد إنتاجية متنوعة زراعية وصناعية تنتج كميات كبيرة من السلع تفوق حاجات الطلب المحلي لكل دولة الأمر الذي يجعل تنفيذ برنامج منطقة التجارة الحرة أكثر سهولة من الماضي. 
- تقارب مستويات التطور الاقتصادي: وذلك لأن الدول التي تتقارب فيها مستويات التطور الاقتصادي تتوزَّع مكاسب التكامل فيما بينها بشكل متقارب وأكثر عدالة، وتعتبر الدول العربية متقاربة فيما بينها من حيث التطور الاقتصادي بسبب التقارب في مستويات البحث العلمي والتكنولوجي، ومستويات تراكم رأس المال، وهو ما يسهِّل عملية التخصص الإنتاجي، وإعادة توزيع الموارد بين الدول العربية داخل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى عند قيامها. 
معوقات منطقة التجارة الحرة 
على الرغم من الظروف والمقوِّمات التي تزيد من فرص نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.. إلا هناك العديد من المشاكل التي تواجه التطبيق الفعلي للبرنامج التنفيذي لهذه المنطقة العربية للتجارة الحرة، وأهم هذه المعوقات: 
- إصرار العديد من الدول العربية على فرض قيود غير جمركية على الكثير من السلع، بالرغم من النص الصريح الموجود في البرنامج بحظر وضع هذه القيود أمام السلع العربية.
- المبالغة من جانب معظم الدول العربية في حماية القطاع الزراعي، ولجوء بعض الدول العربية إلى فرض الحظر على استيراد بعض المنتجات الزراعية من الدول العربية الأعضاء. - ضعف المقومات المشجعة على التكتل الإقليمي بين الدول العربية، مثل وسائل النقل والاتصالات وضمان الاستثمارات. 
- الواقع الراهن للتجارة العربية البينية وضآلة حجمها، واستمرار بقاء الدول العربية على هامش النظام التجاري الدولي بنسبة متواضعة جدًا من حجم التجارة العالمية السلعية، وتركُّز صادراتها في النفط ومشتقاته، وبالتالي.. فلا توجد عناصر حاسمة يمكن التعويل عليها بقدرة المنطقة الحرة على زيادة حجم التجارة العربية البينية، ولا توجد مؤشرات على المستوى القومي تدعم نجاح هذه المنطقة بسبب ضعف المصالح الاقتصادية المتبادلة بين الدول الأعضاء. 
- التدخل الحكومي في إدارة اقتصاديات الدول العربية، وفي عمل السوق بشكل زائد إلى جانب تناقص معدلات النمو الاقتصادي، والاعتماد على استيراد الغذاء من الخارج، وعدم وجود قاعدة صناعية، والاعتماد على التجارة مع الدول المتقدمة بشكل أساسي أيضًا.. كلها عناصر تقلِّل من نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. 
ورغم وجود هذه المعوِّقات في طريق منطقة التجارة الحرة العربية.. إلا أنه من المؤكد أن كثيرًا من عوامل التشكيك في النجاح قد زالت في السنوات الأخيرة، كما أن هناك العديد من الإجراءات التي تتخذها الدول العربية لإزالة باقي هذه المعوقات، بما يعني أنها في طريقها إلى الزوال، وهذا الاعتقاد يستند إلى العوامل التالية: 
- أخذ معظم الدول العربية ببرامج للإصلاح الاقتصادي إلى جانب الالتزام بمبادئ اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وهو ما يعني القضاء على السياسات الحمائية التي كانت تطبق في معظم الدول العربية. 
- النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في مجال تنويع اقتصادات دول الخليج العربي وبقية الدول العربية، وتراجع أهمية النفط والسلع الزراعية الرئيسية في الصادرات العربية لصالح المنتجات الصناعية. 
- ارتفاع نسبة الاكتفاء الذاتي للدول العربية من الغذاء، وإن كان ما يزال هناك فجوة غذائية عربية، إلا أن الاعتماد على العالم الخارجي في استيراد الغذاء بدأ في الانخفاض. 
- الاهتمام الكبير من متخذي القرار في الدول العربية بضرورة نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وهو ما يعني وجود قوة دفع سياسية قوية في التجربة العربية هذه المرة. 
- الحتمية التي تفرضها الظروف الدولية على الدول العربية، بأن يكون لها تجمّع اقتصادي لمواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية في عصر لا يمكن فيه لأي دولة أن تعيش بمعزل عن هذه التكتلات

مدى ملاءمة منطقة التجارة الحرة ( الجات ) لظروف الدول العربية

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
السؤال الذي يطرح نفسه بعد أخذ الدول العربية بنموذج منطقة التجارة الحرة هو: إلى أي مدى يعتبر نموذج منطقة التجارة الحرة ملائمًا للدول العربية؟ والإجابة عن هذا السؤال تعكسها الآراء المؤيدة لمنطقة التجارة الحرة العربية.
  الدول العربية يجب أن يكون لها تكتُّل اقتصادي يجمعها، خاصة في ظل انتشار التكتلات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، وكذلك في ظل الفرصة التي منحتها منظمة التجارة العالمية لقيام التكتلات الإقليمية، وهي بحد أقصى 10 سنوات من بداية انطلاق منظمة التجارة العالمية في عام 1994، وقد يأخذ التكتل الاقتصادي العربي شكل اتحاد جمركي أو سوق مشتركة أو منطقة تجارة حرة، ومن الممكن أن يصل إلى مرحلة الوحدة الاقتصادية، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه بعد أخذ الدول العربية بنموذج منطقة التجارة الحرة هو: إلى أي مدى يعتبر نموذج منطقة التجارة الحرة ملائمًا للدول العربية؟ والإجابة عن هذا السؤال تعكسها الآراء المؤيدة لمنطقة التجارة الحرة العربية. 
مقومات نجاح منطقة التجارة الحرة يرى المؤيدون لفكرة إقامة منطقة التجارة العربية الحرة وجود العديد من المقومات على الساحة العربية تؤيِّد نجاح الفكرة، وتتمثل هذه المقومات في: أ - الشروط الأساسية: 
- توفر الإرادة السياسية: حيث إن عملية التكامل الاقتصادي عملية سياسية واقتصادية في آن واحد، ووجود القرار السياسي شرط ضروري لقيام منطقة التجارة الحرة، وفي حالة منطقة التجارة الحرة العربية يلاحظ أن قرار إنشائها قد صدر على مستوى ملوك ورؤساء الدول العربية، وعلى مستوى وزراء الخارجية ووزراء المال والاقتصاد في الدول العربية، وهو ما يعني أن الإرادة السياسية متوفرة لإقامة هذه المنطقة بين الدول العربية. 
- السند القانوني لمنطقة التجارة الحرة: وهو عنصر متوفِّر في منطقة التجارة الحرة العربية، حيث إنها تستند إلى اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية الموقعة في إطار جامعة الدول العربية عام 1981، وهذه الاتفاقية تعتبر الإطار القانوني لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وهذا الإطار القانوني يعتبر ملزمًا للدول العربية الأعضاء في منطقة التجارة الحرة، وذلك بعد إقراره من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة، ومن الناحية القانونية تلتزم الدول العربية التي تريد الانضمام إلى البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة بالتوقيع أولاً على اتفاقية تيسير وتنمية التجارة العربية، كي تصبح طرفًا فيها، وتلتزم بتطبيق البرنامج. 
- البرنامج الزمني لإقامة منطقة التجارة الحرة: يعتبر وجود برنامج زمني لأي منطقة تجارة حرة أمرًا ضروريًا للاعتراف الدولي بها، وخاصة من قبل منظمة التجارة العالمية، وبالنسبة لمنطقة التجارة الحرة العربية.. وقد ضع المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية البرنامج التنفيذي لإقامة منطقة التجارة الحرة كمنهج لإقامة هذه المنطقة خلال برنامج زمني مدته عشر سنوات، وذلك بتخفيض الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم ذات الأثر المماثل بنسبة 10% سنويًا لمدة عشر سنوات تبدأ من يناير 1998 وتنتهي في عام 2007. 
- الإطار المؤسسي الفاعل: لا بد من وجود إطار مؤسسي للإشراف على تنفيذ التزامات الدول الأعضاء في منطقة التجارة الحرة، وفض المنازعات التي تنشأ في هذا المجال، ويعتبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي جهة الإشراف الرئيسية على تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ويساعده في ذلك عدد من الأجهزة واللجان المتخصصة. 
ب - الشروط الموضوعية: 
- وجود نظم اقتصادية تقوم على الحرية الاقتصادية وإعمال آليات السوق: حيث يمكن لآليات السوق أن تعمل على تحقيق التخصُّص الإنتاجي، وتقسيم العمل بين الدول العربية على أساس ما تتمتَّع به كل دولة من مزايا نسبية وتنافسية. وهو ما بدأت معظم الدول العربية تنفيذه بالفعل مما يدعم إمكانية قيام مثل هذه المنطقة. 
- توفر إنتاج سلعي قابل للتداول: ويعني ذلك أن الدول العربية التي تمتلك قواعد إنتاجية متنوعة زراعية وصناعية تنتج كميات كبيرة من السلع تفوق حاجات الطلب المحلي لكل دولة الأمر الذي يجعل تنفيذ برنامج منطقة التجارة الحرة أكثر سهولة من الماضي. 
- تقارب مستويات التطور الاقتصادي: وذلك لأن الدول التي تتقارب فيها مستويات التطور الاقتصادي تتوزَّع مكاسب التكامل فيما بينها بشكل متقارب وأكثر عدالة، وتعتبر الدول العربية متقاربة فيما بينها من حيث التطور الاقتصادي بسبب التقارب في مستويات البحث العلمي والتكنولوجي، ومستويات تراكم رأس المال، وهو ما يسهِّل عملية التخصص الإنتاجي، وإعادة توزيع الموارد بين الدول العربية داخل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى عند قيامها. 
معوقات منطقة التجارة الحرة 
على الرغم من الظروف والمقوِّمات التي تزيد من فرص نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.. إلا هناك العديد من المشاكل التي تواجه التطبيق الفعلي للبرنامج التنفيذي لهذه المنطقة العربية للتجارة الحرة، وأهم هذه المعوقات: 
- إصرار العديد من الدول العربية على فرض قيود غير جمركية على الكثير من السلع، بالرغم من النص الصريح الموجود في البرنامج بحظر وضع هذه القيود أمام السلع العربية.
- المبالغة من جانب معظم الدول العربية في حماية القطاع الزراعي، ولجوء بعض الدول العربية إلى فرض الحظر على استيراد بعض المنتجات الزراعية من الدول العربية الأعضاء. - ضعف المقومات المشجعة على التكتل الإقليمي بين الدول العربية، مثل وسائل النقل والاتصالات وضمان الاستثمارات. 
- الواقع الراهن للتجارة العربية البينية وضآلة حجمها، واستمرار بقاء الدول العربية على هامش النظام التجاري الدولي بنسبة متواضعة جدًا من حجم التجارة العالمية السلعية، وتركُّز صادراتها في النفط ومشتقاته، وبالتالي.. فلا توجد عناصر حاسمة يمكن التعويل عليها بقدرة المنطقة الحرة على زيادة حجم التجارة العربية البينية، ولا توجد مؤشرات على المستوى القومي تدعم نجاح هذه المنطقة بسبب ضعف المصالح الاقتصادية المتبادلة بين الدول الأعضاء. 
- التدخل الحكومي في إدارة اقتصاديات الدول العربية، وفي عمل السوق بشكل زائد إلى جانب تناقص معدلات النمو الاقتصادي، والاعتماد على استيراد الغذاء من الخارج، وعدم وجود قاعدة صناعية، والاعتماد على التجارة مع الدول المتقدمة بشكل أساسي أيضًا.. كلها عناصر تقلِّل من نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. 
ورغم وجود هذه المعوِّقات في طريق منطقة التجارة الحرة العربية.. إلا أنه من المؤكد أن كثيرًا من عوامل التشكيك في النجاح قد زالت في السنوات الأخيرة، كما أن هناك العديد من الإجراءات التي تتخذها الدول العربية لإزالة باقي هذه المعوقات، بما يعني أنها في طريقها إلى الزوال، وهذا الاعتقاد يستند إلى العوامل التالية: 
- أخذ معظم الدول العربية ببرامج للإصلاح الاقتصادي إلى جانب الالتزام بمبادئ اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وهو ما يعني القضاء على السياسات الحمائية التي كانت تطبق في معظم الدول العربية. 
- النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في مجال تنويع اقتصادات دول الخليج العربي وبقية الدول العربية، وتراجع أهمية النفط والسلع الزراعية الرئيسية في الصادرات العربية لصالح المنتجات الصناعية. 
- ارتفاع نسبة الاكتفاء الذاتي للدول العربية من الغذاء، وإن كان ما يزال هناك فجوة غذائية عربية، إلا أن الاعتماد على العالم الخارجي في استيراد الغذاء بدأ في الانخفاض. 
- الاهتمام الكبير من متخذي القرار في الدول العربية بضرورة نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وهو ما يعني وجود قوة دفع سياسية قوية في التجربة العربية هذه المرة. 
- الحتمية التي تفرضها الظروف الدولية على الدول العربية، بأن يكون لها تجمّع اقتصادي لمواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية في عصر لا يمكن فيه لأي دولة أن تعيش بمعزل عن هذه التكتلات

الاثنين، 3 فبراير 2003

أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان



mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ف وسط البحر ودوني لحد الخوف وقالوا أحلم
ف وسط البحر متكتف وأنا مخطوف وقالوا أحلم
فقلت أحلم .. 
قعدت أحلم وأنا بغرق بأني أفهم
قعدت أبكي .. 
بدون ماأحكي ولا أشكي يجوز أفهم
لكني لسة مافهمتش .. 
لحد اللحظة ماعرفتش .. 
غير إني بقيت 
أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان
وإن محبتي ليكي أساس الأزمة والفلتان
قالولي تهمتك حلمك تكون فارس .. 
تكون عاشق .. 
تكون حارس
قالولي تهمتك إنك ..
حلمت ف يوم تكون .. إنسان !!
كلام للحق ماقدرتش أكون فارس .. 
ولا قدرتش أكون حارس 
ولا عرفتش أكون عاشق ولا إنسان
لأن عصابة ( الغميضة ) حاوطوني على غفله
ووسط البحر ودوني لحد الخوف وقالوا أحلم
وماحلمتش .. ومافهمتش .. وماعرفتش
غير إني بقيت ..
وبإرادتي ..
أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان

أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان



mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ف وسط البحر ودوني لحد الخوف وقالوا أحلم
ف وسط البحر متكتف وأنا مخطوف وقالوا أحلم
فقلت أحلم .. 
قعدت أحلم وأنا بغرق بأني أفهم
قعدت أبكي .. 
بدون ماأحكي ولا أشكي يجوز أفهم
لكني لسة مافهمتش .. 
لحد اللحظة ماعرفتش .. 
غير إني بقيت 
أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان
وإن محبتي ليكي أساس الأزمة والفلتان
قالولي تهمتك حلمك تكون فارس .. 
تكون عاشق .. 
تكون حارس
قالولي تهمتك إنك ..
حلمت ف يوم تكون .. إنسان !!
كلام للحق ماقدرتش أكون فارس .. 
ولا قدرتش أكون حارس 
ولا عرفتش أكون عاشق ولا إنسان
لأن عصابة ( الغميضة ) حاوطوني على غفله
ووسط البحر ودوني لحد الخوف وقالوا أحلم
وماحلمتش .. ومافهمتش .. وماعرفتش
غير إني بقيت ..
وبإرادتي ..
أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان