الأربعاء، 19 فبراير 2003

لمـــــــاذا مصر بالذات؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن مصر من أحبها وأحب أهلها تعاظم لأنه بحبه لمصر قد اقر وآمن بقدر الهي أما من بغضها وبغض أهلها فقد كسر ببغضه هذا إحدى نواميس الله في شأن خلقه فلا ينتظر إلا الخزي والعار وربما الاندثار والتلاشي!


شاء قدر مصر أن يكون لها من جذور العقيدة سهم ينفذ الى سواد القلب وحنايا الصدور. 
فقد شرفها الله سبحانه وتعالى بذكر اسمها في القرآن الكريم.. كما عظمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاشادة بها في سنته النبوية الشريفة
ويؤكد جلال الدين السيوطي الذي أخرج في كتابه «حسن المحاضر في أخبار مصر والقاهرة» عن ابن زولاق أن مصر ذكرت في القرآن الكريم في ثمانية وعشرين موضعا.. وقال: بل أكثر من ثلاثين.. وقع فيها ذكر مصر من القرآن صريحا أو كناية.. وقد نقل السيوطي عن الكندي تعليقه على طائفة من آيات القرآن فيها قوله: «لا يعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر».
وعليه فنحن نقول ان الله سبحانه وتعالى حينما ذكر مصر في القران كان الذكر بتخصيص الخيرية لهذا الشعب وهذه الارض من خلال خيرية الامة الاسلامية جمعاء حيث يقول سبحانه في موضع قرآني
كنتم خير امة اخرجت للناس
ثم يخصص الرسول عليه الصلاة والسلام بدقة موقع مصر والمصرين وهو ماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحي لنجد فيما اخرجه ابن عبدالحكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض، فقال ولم يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط الى يوم القيامة».
وكذلك أخرج ابن عبدالحكم عن مسلم بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ا«ستوصوا بالقبط خيرا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم».
وهذا ان دل فهو يدل على اعتلاء المصريين ذروة سنام الخير في الامة ( اعتلاءً قدريا يحملهم مسؤلية الحفاظ على الامة رغما عن المغالين والاقزام ( ونباتات الامة المتسلقة ) وحتى يرث الله الارض ومن عليها ولما لا وقد شرف الله العرب اصلا وعلى رأسهم قريش ذاتها بان جذورهم مصرية صميمه اذ تلد هاجر المصرية اسماعيل الذي باركه ربه.. فكان صديقا نبيا.. ومن اسماعيل تخرج أمة عظيمة.. هي أمة العرب المستعربين.. ومنها كانت قريش زعيمة العاربين والمستعربين أجمعين..بل ويشرف الله مصر بان تكون احدى مناسك الحج ذاتها هي تخليدا لما فعلته هاجر المصرية في سعيها مابين الصفا والمروة وهو تشريف لم تحظى به اي امة في الكون :«إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما».
ان عظمة مصر هي عظمة الهية وهي اول بلد في الكون كله تنسب نفسها الى الله ( ايجيبت ) ومعناها بالهيروغليفية ( جب بتاح ) اي ارض الله الفتاح.
ان مصر من احبها واحب اهلها تعاظم لانه بحبه لمصر قد اقر وآمن بقدر اللهي أما من بغضها وبغض اهلها فقد كسر ببغضة هذا احدى نواميس الله في شأن خلقه فلا ينتظر الا الخزي والعار وربما الاندثار والتلاشي ( ولنقرأ التاريخ ونحسب عدد الامم التي اصبح ليس لها وجود الان بسبب تطاولها او عداءها او غزوها لمصر ) لان الله يحب مصر وكتب عليها الى يوم الدين الأمن والامان " ادخلوا مصر ان شاء الله امنين "
وكتب عليها الرباط والتآزر والتواصل " في رباط الى يوم يبعثون " اذن فهي البلد الوحيد الباقي على الارض دون تغيير حتى يوم القيامة بحفظ الله سبحانه وتعالى وستختلف عليها الامم وتتغير ولكنها ستبقى هي كما هي مصر الى يوم الدين
وكذلك كتب عليها حماية الامة جمعاء وحماية شرعه كقدر لاتستطيع هي الحيود عنه اطلاقا حتى وان اتخذ احد حاكميها في قترة من فترات التاريخ قرارا عكس ذلك او خرجت عشرات الامم الاخرى لتدعي هذا الحق لنفسها زورا وتكبرا لقوله عليه الصلاة والسلام " خير اجناد الارض "
ان العظمة لله وحده ولكنه - وله الحكمة في ذلك - حينما اراد ان يصبغ احدى الامم التي خلقها بصبغة العظمة بين الامم كان اختياره لمصر وحدها دون غيرها وعليه فنحن اكثر شعوب الارض تواضعا وحضارة وقيمة من خلال هذا الاصطفاء الالهي العظيم بل ومن خلال هذا الاصطفاء ايضا سنبقي ايضا الامة الوحيدة دونا عن بقية الامم حراس شرع الله في ارضه وحتى قيام الساعة لذا لن تمحى مصر او تندثر او تتلاشى من الوجود اطلاقا الا بتلاشي الوجود نفسه حينما يرث الله الارض ومن عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق