السبت، 23 سبتمبر 2017

حكايات قصيرة من وحي القرية

بقلم محيي الدين إبراهيم
aupbc@yahoo.com

كانت أزمتة في أنه أراد خاتماً من ( ذهب ) .. دفع قيمة ( الذهب ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم أعتقلوه ولما خرج أراد خاتماً من ( فضة ) .. دفع قيمة ( الفضة ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم مرة أخرى قتلوه بعد أن سلبوا منه ( الحديد ) ! 

كان في قريتنا ( عبيط ) إن خاطبته وظن أنك تهزأ به قضى على كرامتك حتى تصير سخرية القرية من أقصاها إلى أقصاها .. كان يريد أن يخاطبه الجميع كما يخاطبون ( العمدة ) .. كان يدعي معرفة كل شئ حتى لماذا قاموا بتسمية ( أمك ) بإسمها .. ولماذا أعطاه الله علماً ( لدنياً ) حتى صار ظاهره أمان لباطنه من عبث الجاهلين بعلمه .. كان يصر على الصلاة ( إماماً ) بالناس وكانوا ينصاعون لإمامته خوفاً من إهانته .. كان يؤم الناس عارياً كما ولدته أمه ويمسك بيده اليمنى سيفاً خشبياً ليلكز كل من يتحرش به في ركوعه أو سجوده .. مرت عشرة أعوام سافرت فيها خارج البلاد عرفت فيها أنه أصبح نائب قريتنا في البرلمان بدعم من العمدة نفسه دورة برلمانية كامله ! .. وحين مات أقاموا له مقاماً فاخراً في وسط قريتنا وأطلقوا عليه " مقام سيدي العبيط" أقف أمامه الآن أقرأ الفاتحة وأطلب .. المدد !

كان في قريتنا معلماً للغة العربية يأتي طوال العام بقميص واحد و( بنطلون ) واحد طالتهما يد ( الراتق ) عشرات المرات حتى لم يستطع في النهاية أخفاء بعض الثقوب التي صارت لا تخفى على أحد .. كنا رغم ذلك ( نحترمه ) الإحترام الكامل لنزاهته في شرح الدروس بإخلاص الأنبياء وقيمته الثقافية الرفيعة التي لم تبخل علينا بفيض العلم والخلق .. وفي المقابل كان معلم الرياضيات أشبه بنجوم السينما في سيارته ذات الدفع الرباعي و( بدلته ) التي يغيرها يومياً حسب تغيرات نشرة الأحوال الجوية .. كان يملأنا بالضحكات دوماً في ( حصته ) دون أن يشرح قاعدة رياضية واحدة .. ولِما لا ! .. فقد كان يبتز عائلاتنا مالياً ثمناً للدروس الخاصة باهظة التكاليف وكأنه يمتص دمائهم كمصاصي الدماء في الأفلام الأمريكية .. وبالرغم من ذلك كنا ( نحبه ) حباً جارفاً لوسامته .. لطفه .. ترفه .. سيارته .. وحتى لؤمه، مات المعلمان في اسبوع واحد منذ ثلاثة أشهر، تقدمت قريتنا ( كلها ) جنازة معلم الرياضيات وتبرع مقرئ المركز على احياء ليلة العزاء مجاناً ليبرز عطاؤه أمام وجهاء القرية الحاضرين .. أما معلم اللغة العربية فلم يكن في جنازته سوى زوجته وأبنة والحانوتي ورجاله من حمله النعش وقد أكتفوا بذلك إذ لم يكن في وسعهم اقامة ليلة عزاء وهو الذي كان كفنه على نفقة المسجد !.

حين مات بقريتنا ( النطع ) الكبير سقط المتنطع الوحيد بها .. حار .. تضاءل .. تأقزم .. ظل يبحث عن تبرير لتنطعه أمام الناس تحت ظل النطع الكبير الذي رحل فلم يجد .. قرر أن يهجر قريتنا للأبد ويهرب للمدينة وحيث المدينة ( خلية ) للأنطاع العظام الكبار الذين إن دخلوا قرية كقريتنا أحرقوها .. مرت سبع سنوات لم نسمع عنه شيئاً حتى فوجئنا بصورته في إحدى محطات الأخبار التليفزيونية بصفته أحد أهم رؤساء الأحزاب السياسية في البلاد وهو يتصدر موكب المستقبلين لفخامة الرئيس !

خرج لي ( جني ) من زجاجة مياه غازية صغيرة كانت تداعبها أصابعي ( في الحلم ) عند عتبة مشهد مجهول .. كاد هذا ( الجني ) أن يفسد هذا الحلم بخروجه الغير متوقع .. نظر لي نظرة البائس فعرفت أنه جائع فأطعمته وبعدما شبع نظر لي نظرة المحروم فعرفت أنه ضائع فآويته وبعدما سكن نظر لي نظرة المتوجس فأدركت أني هالك لا محالة وعندها قفزت من نافذة الحلم لأجدني في زنزانة خوفي مازلت مسجوناً منذ زمن الإسكندر بن فيلبس المقدوني أحلم بنسائم الحرية!

كانت أزمتة في أنه أراد خاتماً من ( ذهب ) .. دفع قيمة ( الذهب ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم أعتقلوه ولما خرج أراد خاتماً من ( فضة ) .. دفع قيمة ( الفضة ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم مرة أخرى قتلوه بعد أن سلبوا منه ( الحديد ) !

قال لسجانه: جدران الزنازين لا تتحطم بالبكاء بينما أبواب الحرية تتفتح بالكلمات المخلصة أما الأوطان فمهما ثقلت الأغلال ستطفو فوق ظلمة القهر وتتنفس. لم يفهم السجان معنى هذه الكلمات فاليوم هو يوم ( قبض ) الراتب وفي مصلحة السجون لو وصلت وشاية أنه استمع لهذا السجين - تحديداً - ربما يفقد راتبه للأبد وتموت ( عياله ) من الجوع .. رفع السوط بكل مايمتلك من عزم وسطا به على السجين وهو يصرخ فيه: خائن .. خائن .. خائن !

أصر صبي المقهى أن يأخذ ثمن فنجان القهوة من عبد السلام أفندي الذي ظن أنه سيبيع روايته التي كتبها منذ عامين، عامين كاملين يدلل عليها كي يبيعها بأي مبلغ ولكن ما من مشتري، لقد أصبح مفلساً تماماً، كان صبي المقهى يمسك عبد السلام أفندي من تلابيب جاكيته البالي ويطالبه بالخمسة جنيهات ثمناً لفنجان ( الزفت ) الذي أنهاه في رشفتين بينما عبد السلام أفندي يصرخ فزعاً مستنجداً بالناس ومحاولا التملص من صبي المقهى العنيف قائلاً : إن رأيتم الرجل ( يقرأ ويكتب ) فدعموه .. إن لم تفعلوا يكن جهلاً في الأرض ! .. أخذ يرددها والناس يضحكون ويضربون كفاً بكف حتى ظن الجميع أنه مجنون وهنا فقط عفا عنه المعلم درويش ودعاه لحال سبيله شريطة أن لا يعود لهذا المقهى ثانية ( أبداً ) فخرج عبد السلام أفندي ناجياً يركض ومترنحاً من أثر المهانة ومبتعداً عن الحارة التي مازال صدى ضحكات أهلها يتردد في مسامعه حتى بعد أن استقر على كرسيه الخشبي بغرفته الكائنة فوق السطوح !

لا أخجل من ضياعي ولا أسأم من غربتي ولا أعبأ بهروبي .. أنا تاج على قارعة الطريق لا أمير له .. أنا أيقونة السحر في زمن الدجل .. أنا لذة الخطيئة .. دناءة الفكرة .. كبرياء الوجع .. وهناك .. على شطآن الجوع .. الكل يعرفني .. أنا الكل الذي يعرفني رغم ضياعي .. أنا الماثل أمامي رغم غربتي .. أنا مع سبق الإصرار والترصد رغم الهروب !

في زاوية الحلم أخذت أفتش عمن يوقظني لأرحل .. وفي خارطة الرذيلة كنت وطناً للبغي .. ولما وطأت نفسي فضاء الكون صرت كوكباً وحيداً فقد آخر شمس دار حولها منذ ألف عام .. وحينما فاتني قطار العشق تحولت إلى شوكة اخترقت حلقي فأسالت دمي الغريب على سكة الحالمين .. ربما يدوسة قطار العشق حين يعود فتحييني عجلاته من جديد دون حلم أو خارطة أو فضاء!

لست أنا الزمن الذي يحتويني ولا أحتوية .. يقفز في جسدي رغماً عني فأكبر رغماً عني .. حتى تضيع مني فرصة عرفانك رغماً عني .. ليليقيني الزمن في قفزته الأخيرة عند حدود النهاية التي لا أعرفها ! .. كيف يكون قضائي على قفزات لا أملكها وتملكني ؟ .. تعبث بي ولا أدركها ! .. تحيط بي لتحرمني من بلوغ العشق .. كيف تكون أرادتي والقفزات تلسعني بإرادتها حتى الإنسحاق .. فلا يتوقف الزمن ولا يتوقف إنسحاقي والمسافة بيني وبين العلم بك أهون من مسافة علمي بك ومعرفتي عنك التي هي أهون من مسافة معرفتي عنك وهيئة معرفتي بك والتي هي أهون من مسافة هيئة معرفتي بك ومشاهدة عرفانك لي .. لا يتوقف الزمن ولا يتباطأ .. وأنا لا حيلة لي إلا الإندهاس عند مدق بابك !

بحثت في ألف الإدراك وباء البغض وتاء التعب وثاء الثقلين وجيم الجمال وحاء الحب وخاء الخضوع ودال الدعاء وذال الذم وراء الرحمة وزين الزمان وسين السماحة وشين الشرف وصاد الصدق وضاد الضعف وطاء الطريق وظاء الظن وعين العفو وغين الغل وفاء الفقر وقاف القبر وكاف الكون ولام اللطف وميم المشاهدة ونون النصر وهاء الهزيمة وواو الوقفة وياء المخاطبة .. فلم اجدك أبديت شيئاً ولا أخفيت شيئاً .. فأنزويت على حائط الضلال الذي لم يفارقني لعللك تأتيني بقبس.

ذنبي يسبقني .. إنه يعرفني .. وخطاياي لا تعرف المراوغة حين يضيع في نفسي العرفان .. أما هو فينتظر قراري بالعودة .. الضلال لا يعرف العودة .. الإثم لا يقر بالهزيمة .. الظلام يتكور في دائرة الشك لينتصر على ما أريد .. هاأنذا وما أريد .. هاأنذا الخائف من كل شئ ولا شئ .. ها أنذا قبض الريح الذي لايساوي العدم ولا يُعدم الوسيلة ولا يتخطى وجوده الذي لا يعرفه .. هاأنذا المعنى الحائر بين الاستحقاق والحقيقة .. هاأنذا الذي لا يعرف رغم محاولات تعلمه الكثيرة قيمة الإنسحاق ( هناك ) .. أنا دوران الشرور حول ذاتي الآبقة .. أنا التائب من الصواب وتلعنني الخطيئة في كل فحش .. أنا الذي إن لم يكن عليه لم يكن له .. فأين بوابات النور .. أين هو ذلك النور .. بصيص من النور .. ربما ينطلق الباقي من الروح فيراك ويسكن الضجيج إلى الأبد ويتحول الزحام إلى وردة!

إن فقدت بوصلة ( قلبك ) فلن تهتدي ولو سُقيت الإيمان.
لا تتعجل النتيجة ولا تُنصت للجاهل ولا تتبع المتنطع ولا تُنكر ما يستشعره قلبك فتسقط.
ليس هناك حقيقة كاملة ولا كذبة ناضجة ولا أدب أو فن قائم على كلمة ساقطة !
إن كنت مفعماً بالدهشة فلا تلوم من يبهرك بالأكاذيب !!
حينما أرى ( الملائكة ) لا أدري إن كنت أنا من رحل أم هم من إرتحلوا !
حين يلتهمني عقلي أتضور جهلاً !
الفرق بين ( الضلال ) و( الحق ) .. الأول تعيشه أما الآخر فلا تعرفه !
إن أربكتك المظالم لا تكن قاضياً .. وإن أبكتك الحقيقة لا تتعجل النهاية !
حتى لو أظلم العالم هناك دوماً حالمون بالنور .. فيأتي نور !
إن أردت أن تزرع الفرقة بين الناس ضع بينهم ( سراً ) وإن أردت أن تجمع بين الناس إصنع لهم عدواً.
لو إنتهى عندك قول أحدهم خيرٌ لك من نهاية أحدهم عند قولك !
لا تجعل عاطفتك تسيطر على عقلك .. فما خُلقتْ العاطفة إلا لتلطف من قساوة العقل أحياناً.
لا تتعجل الإجابة فأحياناً يكون في السؤال متعة .. وجودك !!
مستحيل أكون ( حي ) وقلبي .. ميتُ !!
خيروني بين المُلكْ والغِنى فأخترت عذاب العاشقين !
وقفت عند صفحة الخوف فوجدتني في السطر الأول كما في الأخير ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة !
لا تخسر صديق قديم بسبب انفعال عارض أو أثبات فكرة أو فرض رأي .. لم يعد من اليسير في هذا الزمن الصعب الحصول على صديق جديد !
ما أبغض لحظة ظن تدفعنا لإفساد محبة من كانوا يخلصون لنا عمراً كاملاً واستحال بعدها عودة الود القديم !
من المدهش أن مصر الفرعونية عاشت للمستقبل بينما مصر المعاصرة مازالت تعيش في التاريخ !
هناك الحقيقة وإرادة الحقيقة وهيئة الحقيقة فإن كنت منتسباً لهيئتها كانت أرادتها عنك غائبة وإن كنت منتسباً لإرادتها كانت هي عنك غائبة أما إن كنت منتسباً لها كنت أنت على هيئتها وإرادتها .
تركت ما أخذت لآخذ ماتركت .. فلا تركت ما اخذت منك ولا أخذت ماتركت مني !
حين ينطق الهوى تغيب الحكمة لكنها لا ترحل وحين تنطق الحكمة يهواني الحضور !
من أستحلك حال بين ما حلك فأستحال لك !
ها أنذا الضائع في المعاني حتى تاهت معرفتي .
للجهل أنواء وللحكمة أجواء وللحقيقة أنحاء فإن نأى العقل بالجهل عن أجواء الحكمة ضاعت عنه أنحاء الحقيقة.
الحواس تتعلق بالجسد وفي فناء الجسد تتحرر الحواس لتتعلق بالهيولي.
الفرق بين روح وروح .. روح أمتطت الغريزة وروح أمتطتها الغريزة.
الميلاد بداية وعيك والموت نهاية ذلك الوعي وبين البداية والنهاية ظاهر وجودك.
نهاية النفس بداية فنائها ونهاية فنائها بداية الخلود.
تستطيع أن ترتفع بالفكر وأن تسقط بالغريزة .. في كلاهما لذة .. وإنما انقطعت لذة الغريزة واتصلت لذة الفكر.
هاأنذا هنا ولست هناك وأنت هناك وهنا، فكيف لي أراك هناك وقد استحال سري في أن أراك هنا!
حين يغشاك العشق فأنت في تقوى الجمال إنسان، وحين يغشاك الوصل، تكون في محراب إنسانيتك نبي.
كانت لحظة عناقها هي كل ماتبقى له .. أطال العناق حتى تألم العشق من معنى الرحيل.
إن لم تر المحبوب في كل مايحيطك فأنت ومحيطك فراغ النقطة التي لن يملأها سوى فراغ خوفك.
حين أبتسم له وجه الجمال تحول قلبه إلى ورده .. قبلها ثم بسطها على راحة يدها.
عانقها حتى استبد به العناق فتحولت غربتهما إلى وطن.
الذين يولدون محاطين بالقبح لن يغيرهم دين أو يستقيم معهم إيمان ولو خاطبتهم ألف عام عن قيم الجمال الذي لم يعرفوه !!
لا داعي لأن أخبرك بأن حقوقي الإنسانية لم أعد أتذكر منها سوى وجه أمي !

حكايات قصيرة من وحي القرية

بقلم محيي الدين إبراهيم
aupbc@yahoo.com

كانت أزمتة في أنه أراد خاتماً من ( ذهب ) .. دفع قيمة ( الذهب ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم أعتقلوه ولما خرج أراد خاتماً من ( فضة ) .. دفع قيمة ( الفضة ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم مرة أخرى قتلوه بعد أن سلبوا منه ( الحديد ) ! 

كان في قريتنا ( عبيط ) إن خاطبته وظن أنك تهزأ به قضى على كرامتك حتى تصير سخرية القرية من أقصاها إلى أقصاها .. كان يريد أن يخاطبه الجميع كما يخاطبون ( العمدة ) .. كان يدعي معرفة كل شئ حتى لماذا قاموا بتسمية ( أمك ) بإسمها .. ولماذا أعطاه الله علماً ( لدنياً ) حتى صار ظاهره أمان لباطنه من عبث الجاهلين بعلمه .. كان يصر على الصلاة ( إماماً ) بالناس وكانوا ينصاعون لإمامته خوفاً من إهانته .. كان يؤم الناس عارياً كما ولدته أمه ويمسك بيده اليمنى سيفاً خشبياً ليلكز كل من يتحرش به في ركوعه أو سجوده .. مرت عشرة أعوام سافرت فيها خارج البلاد عرفت فيها أنه أصبح نائب قريتنا في البرلمان بدعم من العمدة نفسه دورة برلمانية كامله ! .. وحين مات أقاموا له مقاماً فاخراً في وسط قريتنا وأطلقوا عليه " مقام سيدي العبيط" أقف أمامه الآن أقرأ الفاتحة وأطلب .. المدد !

كان في قريتنا معلماً للغة العربية يأتي طوال العام بقميص واحد و( بنطلون ) واحد طالتهما يد ( الراتق ) عشرات المرات حتى لم يستطع في النهاية أخفاء بعض الثقوب التي صارت لا تخفى على أحد .. كنا رغم ذلك ( نحترمه ) الإحترام الكامل لنزاهته في شرح الدروس بإخلاص الأنبياء وقيمته الثقافية الرفيعة التي لم تبخل علينا بفيض العلم والخلق .. وفي المقابل كان معلم الرياضيات أشبه بنجوم السينما في سيارته ذات الدفع الرباعي و( بدلته ) التي يغيرها يومياً حسب تغيرات نشرة الأحوال الجوية .. كان يملأنا بالضحكات دوماً في ( حصته ) دون أن يشرح قاعدة رياضية واحدة .. ولِما لا ! .. فقد كان يبتز عائلاتنا مالياً ثمناً للدروس الخاصة باهظة التكاليف وكأنه يمتص دمائهم كمصاصي الدماء في الأفلام الأمريكية .. وبالرغم من ذلك كنا ( نحبه ) حباً جارفاً لوسامته .. لطفه .. ترفه .. سيارته .. وحتى لؤمه، مات المعلمان في اسبوع واحد منذ ثلاثة أشهر، تقدمت قريتنا ( كلها ) جنازة معلم الرياضيات وتبرع مقرئ المركز على احياء ليلة العزاء مجاناً ليبرز عطاؤه أمام وجهاء القرية الحاضرين .. أما معلم اللغة العربية فلم يكن في جنازته سوى زوجته وأبنة والحانوتي ورجاله من حمله النعش وقد أكتفوا بذلك إذ لم يكن في وسعهم اقامة ليلة عزاء وهو الذي كان كفنه على نفقة المسجد !.

حين مات بقريتنا ( النطع ) الكبير سقط المتنطع الوحيد بها .. حار .. تضاءل .. تأقزم .. ظل يبحث عن تبرير لتنطعه أمام الناس تحت ظل النطع الكبير الذي رحل فلم يجد .. قرر أن يهجر قريتنا للأبد ويهرب للمدينة وحيث المدينة ( خلية ) للأنطاع العظام الكبار الذين إن دخلوا قرية كقريتنا أحرقوها .. مرت سبع سنوات لم نسمع عنه شيئاً حتى فوجئنا بصورته في إحدى محطات الأخبار التليفزيونية بصفته أحد أهم رؤساء الأحزاب السياسية في البلاد وهو يتصدر موكب المستقبلين لفخامة الرئيس !

خرج لي ( جني ) من زجاجة مياه غازية صغيرة كانت تداعبها أصابعي ( في الحلم ) عند عتبة مشهد مجهول .. كاد هذا ( الجني ) أن يفسد هذا الحلم بخروجه الغير متوقع .. نظر لي نظرة البائس فعرفت أنه جائع فأطعمته وبعدما شبع نظر لي نظرة المحروم فعرفت أنه ضائع فآويته وبعدما سكن نظر لي نظرة المتوجس فأدركت أني هالك لا محالة وعندها قفزت من نافذة الحلم لأجدني في زنزانة خوفي مازلت مسجوناً منذ زمن الإسكندر بن فيلبس المقدوني أحلم بنسائم الحرية!

كانت أزمتة في أنه أراد خاتماً من ( ذهب ) .. دفع قيمة ( الذهب ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم أعتقلوه ولما خرج أراد خاتماً من ( فضة ) .. دفع قيمة ( الفضة ) .. لكنهم أعطوه خاتماً من ( حديد ) ! .. حين أنكر ذلك عليهم مرة أخرى قتلوه بعد أن سلبوا منه ( الحديد ) !

قال لسجانه: جدران الزنازين لا تتحطم بالبكاء بينما أبواب الحرية تتفتح بالكلمات المخلصة أما الأوطان فمهما ثقلت الأغلال ستطفو فوق ظلمة القهر وتتنفس. لم يفهم السجان معنى هذه الكلمات فاليوم هو يوم ( قبض ) الراتب وفي مصلحة السجون لو وصلت وشاية أنه استمع لهذا السجين - تحديداً - ربما يفقد راتبه للأبد وتموت ( عياله ) من الجوع .. رفع السوط بكل مايمتلك من عزم وسطا به على السجين وهو يصرخ فيه: خائن .. خائن .. خائن !

أصر صبي المقهى أن يأخذ ثمن فنجان القهوة من عبد السلام أفندي الذي ظن أنه سيبيع روايته التي كتبها منذ عامين، عامين كاملين يدلل عليها كي يبيعها بأي مبلغ ولكن ما من مشتري، لقد أصبح مفلساً تماماً، كان صبي المقهى يمسك عبد السلام أفندي من تلابيب جاكيته البالي ويطالبه بالخمسة جنيهات ثمناً لفنجان ( الزفت ) الذي أنهاه في رشفتين بينما عبد السلام أفندي يصرخ فزعاً مستنجداً بالناس ومحاولا التملص من صبي المقهى العنيف قائلاً : إن رأيتم الرجل ( يقرأ ويكتب ) فدعموه .. إن لم تفعلوا يكن جهلاً في الأرض ! .. أخذ يرددها والناس يضحكون ويضربون كفاً بكف حتى ظن الجميع أنه مجنون وهنا فقط عفا عنه المعلم درويش ودعاه لحال سبيله شريطة أن لا يعود لهذا المقهى ثانية ( أبداً ) فخرج عبد السلام أفندي ناجياً يركض ومترنحاً من أثر المهانة ومبتعداً عن الحارة التي مازال صدى ضحكات أهلها يتردد في مسامعه حتى بعد أن استقر على كرسيه الخشبي بغرفته الكائنة فوق السطوح !

لا أخجل من ضياعي ولا أسأم من غربتي ولا أعبأ بهروبي .. أنا تاج على قارعة الطريق لا أمير له .. أنا أيقونة السحر في زمن الدجل .. أنا لذة الخطيئة .. دناءة الفكرة .. كبرياء الوجع .. وهناك .. على شطآن الجوع .. الكل يعرفني .. أنا الكل الذي يعرفني رغم ضياعي .. أنا الماثل أمامي رغم غربتي .. أنا مع سبق الإصرار والترصد رغم الهروب !

في زاوية الحلم أخذت أفتش عمن يوقظني لأرحل .. وفي خارطة الرذيلة كنت وطناً للبغي .. ولما وطأت نفسي فضاء الكون صرت كوكباً وحيداً فقد آخر شمس دار حولها منذ ألف عام .. وحينما فاتني قطار العشق تحولت إلى شوكة اخترقت حلقي فأسالت دمي الغريب على سكة الحالمين .. ربما يدوسة قطار العشق حين يعود فتحييني عجلاته من جديد دون حلم أو خارطة أو فضاء!

لست أنا الزمن الذي يحتويني ولا أحتوية .. يقفز في جسدي رغماً عني فأكبر رغماً عني .. حتى تضيع مني فرصة عرفانك رغماً عني .. ليليقيني الزمن في قفزته الأخيرة عند حدود النهاية التي لا أعرفها ! .. كيف يكون قضائي على قفزات لا أملكها وتملكني ؟ .. تعبث بي ولا أدركها ! .. تحيط بي لتحرمني من بلوغ العشق .. كيف تكون أرادتي والقفزات تلسعني بإرادتها حتى الإنسحاق .. فلا يتوقف الزمن ولا يتوقف إنسحاقي والمسافة بيني وبين العلم بك أهون من مسافة علمي بك ومعرفتي عنك التي هي أهون من مسافة معرفتي عنك وهيئة معرفتي بك والتي هي أهون من مسافة هيئة معرفتي بك ومشاهدة عرفانك لي .. لا يتوقف الزمن ولا يتباطأ .. وأنا لا حيلة لي إلا الإندهاس عند مدق بابك !

بحثت في ألف الإدراك وباء البغض وتاء التعب وثاء الثقلين وجيم الجمال وحاء الحب وخاء الخضوع ودال الدعاء وذال الذم وراء الرحمة وزين الزمان وسين السماحة وشين الشرف وصاد الصدق وضاد الضعف وطاء الطريق وظاء الظن وعين العفو وغين الغل وفاء الفقر وقاف القبر وكاف الكون ولام اللطف وميم المشاهدة ونون النصر وهاء الهزيمة وواو الوقفة وياء المخاطبة .. فلم اجدك أبديت شيئاً ولا أخفيت شيئاً .. فأنزويت على حائط الضلال الذي لم يفارقني لعللك تأتيني بقبس.

ذنبي يسبقني .. إنه يعرفني .. وخطاياي لا تعرف المراوغة حين يضيع في نفسي العرفان .. أما هو فينتظر قراري بالعودة .. الضلال لا يعرف العودة .. الإثم لا يقر بالهزيمة .. الظلام يتكور في دائرة الشك لينتصر على ما أريد .. هاأنذا وما أريد .. هاأنذا الخائف من كل شئ ولا شئ .. ها أنذا قبض الريح الذي لايساوي العدم ولا يُعدم الوسيلة ولا يتخطى وجوده الذي لا يعرفه .. هاأنذا المعنى الحائر بين الاستحقاق والحقيقة .. هاأنذا الذي لا يعرف رغم محاولات تعلمه الكثيرة قيمة الإنسحاق ( هناك ) .. أنا دوران الشرور حول ذاتي الآبقة .. أنا التائب من الصواب وتلعنني الخطيئة في كل فحش .. أنا الذي إن لم يكن عليه لم يكن له .. فأين بوابات النور .. أين هو ذلك النور .. بصيص من النور .. ربما ينطلق الباقي من الروح فيراك ويسكن الضجيج إلى الأبد ويتحول الزحام إلى وردة!

إن فقدت بوصلة ( قلبك ) فلن تهتدي ولو سُقيت الإيمان.
لا تتعجل النتيجة ولا تُنصت للجاهل ولا تتبع المتنطع ولا تُنكر ما يستشعره قلبك فتسقط.
ليس هناك حقيقة كاملة ولا كذبة ناضجة ولا أدب أو فن قائم على كلمة ساقطة !
إن كنت مفعماً بالدهشة فلا تلوم من يبهرك بالأكاذيب !!
حينما أرى ( الملائكة ) لا أدري إن كنت أنا من رحل أم هم من إرتحلوا !
حين يلتهمني عقلي أتضور جهلاً !
الفرق بين ( الضلال ) و( الحق ) .. الأول تعيشه أما الآخر فلا تعرفه !
إن أربكتك المظالم لا تكن قاضياً .. وإن أبكتك الحقيقة لا تتعجل النهاية !
حتى لو أظلم العالم هناك دوماً حالمون بالنور .. فيأتي نور !
إن أردت أن تزرع الفرقة بين الناس ضع بينهم ( سراً ) وإن أردت أن تجمع بين الناس إصنع لهم عدواً.
لو إنتهى عندك قول أحدهم خيرٌ لك من نهاية أحدهم عند قولك !
لا تجعل عاطفتك تسيطر على عقلك .. فما خُلقتْ العاطفة إلا لتلطف من قساوة العقل أحياناً.
لا تتعجل الإجابة فأحياناً يكون في السؤال متعة .. وجودك !!
مستحيل أكون ( حي ) وقلبي .. ميتُ !!
خيروني بين المُلكْ والغِنى فأخترت عذاب العاشقين !
وقفت عند صفحة الخوف فوجدتني في السطر الأول كما في الأخير ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة !
لا تخسر صديق قديم بسبب انفعال عارض أو أثبات فكرة أو فرض رأي .. لم يعد من اليسير في هذا الزمن الصعب الحصول على صديق جديد !
ما أبغض لحظة ظن تدفعنا لإفساد محبة من كانوا يخلصون لنا عمراً كاملاً واستحال بعدها عودة الود القديم !
من المدهش أن مصر الفرعونية عاشت للمستقبل بينما مصر المعاصرة مازالت تعيش في التاريخ !
هناك الحقيقة وإرادة الحقيقة وهيئة الحقيقة فإن كنت منتسباً لهيئتها كانت أرادتها عنك غائبة وإن كنت منتسباً لإرادتها كانت هي عنك غائبة أما إن كنت منتسباً لها كنت أنت على هيئتها وإرادتها .
تركت ما أخذت لآخذ ماتركت .. فلا تركت ما اخذت منك ولا أخذت ماتركت مني !
حين ينطق الهوى تغيب الحكمة لكنها لا ترحل وحين تنطق الحكمة يهواني الحضور !
من أستحلك حال بين ما حلك فأستحال لك !
ها أنذا الضائع في المعاني حتى تاهت معرفتي .
للجهل أنواء وللحكمة أجواء وللحقيقة أنحاء فإن نأى العقل بالجهل عن أجواء الحكمة ضاعت عنه أنحاء الحقيقة.
الحواس تتعلق بالجسد وفي فناء الجسد تتحرر الحواس لتتعلق بالهيولي.
الفرق بين روح وروح .. روح أمتطت الغريزة وروح أمتطتها الغريزة.
الميلاد بداية وعيك والموت نهاية ذلك الوعي وبين البداية والنهاية ظاهر وجودك.
نهاية النفس بداية فنائها ونهاية فنائها بداية الخلود.
تستطيع أن ترتفع بالفكر وأن تسقط بالغريزة .. في كلاهما لذة .. وإنما انقطعت لذة الغريزة واتصلت لذة الفكر.
هاأنذا هنا ولست هناك وأنت هناك وهنا، فكيف لي أراك هناك وقد استحال سري في أن أراك هنا!
حين يغشاك العشق فأنت في تقوى الجمال إنسان، وحين يغشاك الوصل، تكون في محراب إنسانيتك نبي.
كانت لحظة عناقها هي كل ماتبقى له .. أطال العناق حتى تألم العشق من معنى الرحيل.
إن لم تر المحبوب في كل مايحيطك فأنت ومحيطك فراغ النقطة التي لن يملأها سوى فراغ خوفك.
حين أبتسم له وجه الجمال تحول قلبه إلى ورده .. قبلها ثم بسطها على راحة يدها.
عانقها حتى استبد به العناق فتحولت غربتهما إلى وطن.
الذين يولدون محاطين بالقبح لن يغيرهم دين أو يستقيم معهم إيمان ولو خاطبتهم ألف عام عن قيم الجمال الذي لم يعرفوه !!
لا داعي لأن أخبرك بأن حقوقي الإنسانية لم أعد أتذكر منها سوى وجه أمي !

نافورة راقصة في الصين .. شئ مذهل


نافورة راقصة في الصين .. شئ مذهل


دفتر الحياة


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

إن لم تكتفي بإمرأة واحدة فلن تكفيك نساء العالمين .. الباحث عن المتعة كالباحث عن الماء في قرص الشمس .. سيحترق !!

حين تراه يرتدي ( قفازاً ) بينما يلامس ( ورده ) فأعلم أنه بلا قلب !!

لا تبحث في دفتر الحزن عن ( ابتسامة ) ولا في دفتر الذكريات عن ( وجد ) ولا في دفتر الحياة عن صراع !!

الشعر ( ألم ) الشعراء الصادقين الذين سالت أقلامهم حين ضاع الوعي وحل اليأس واستُنسِخَت الشرور .. الشاعر ( الصادق ) في هذا الزمن يستحق الإنسانية التي ضيعها الجهل وسحقتها الغرائز .. طوبى لمن استشعر الحياة في رحم الحزن .. طوبى لمن ظل بداخله حتى الآن بقايا انسان وبقايا صدق وباقي ( حرية ) !!
اسرارك ملك لك وحدك .. لا تجعل حسن ظنك بالناس يدفعك لأن تفشيها.
معرفته تقتضي أن تعرف ذاتك أولاً.

لا تجعلها تفلت من ( قلبك ) حتى لا تفقد طاقتك ( الإيجابية ) وأنت تلاحقها من جديد !!

خضوعنا للإبتزاز يعني مواجهتنا لأفعالنا السابقة !!

الرزيلة أن تحب ( التافه ) لغناه وتتحاشى ( الحكيم ) لفقره .. مسألة أشبه بنصر الظالم وعتاب المظلوم على ( جثة ) العدل!!

السياسة قبح نعيشه رغماً عنا .. عن الرغم الذي نعيشه في قبح السياسة اتحدث !!

دور الضحية إجهاض لكل أحلامك والثقة في النفس ولو جائع عنوان كبريائك فوق ( جثة ) العبودية !!

ستظل تبحث عن ( العدل ) الذي في ( صالحك ) حتى تقيم ( العدل ) الذي في ( صالحه ).

زوال ( الحظ ) في زوال ( الرؤية ) حول من ( أنت ) التي تعرفها !!

إن عشقت الكلمة لتكون أديباً فأشعر بأدب الكلمة يعشقك الناس !!

لا تعاتب الناس على قبح اقترفوه حتى لا تقترف قبحاً بعتابك !!

التواضع ليس بدنو اخلاقك من البسطاء ولكن بدنو عطاءك دون شعورهم بتسيدك !!

إذا أساء فأعلم أنه ( ناقص ) وإذا أسأت فقد سقطت في نقصه !!

في مجتمع ( الجهلاء ) المال هو المحرك الوحيد للإنسان والحيوان على السواء .. لمصلحة الممول حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن !!

القضية ليست في ( معرض الكتاب ) بمصر ولكنها في ( الكتاب المعروض ) !!

كلمة صغيرة بسيطة تخرج من فمك قادرة أن تحيي قلب ميت أو تقتل قلب حي !!

حين تتصور أنك ( محور ) الكون فأعلم أنك غادرته !!

لا تسجن ذاتك في ذاتك فتحرم روحك من رؤية نورها !!

الحياة ( حركة ) في اتجاه واحد لا تقبل العودة للخلف .. إما أن تجتازها بنجاح أو تدور حول نفسك حتى يغشى عليك فتسقط.

من تصور أن التاريخ يعيد نفسه واهم .. ربما تتشابه الأحداث لكن دوماً تكون النتائج أكثر قسوة !!

لو أجبروك فأنت لا تستحق شهادة ميلادك

التنازل ( مرة واحدة ) كفيل بأن يستعبدك العمر بأكمله

لا تتسامح مع ( نذل ) حتى لا يغتصب وعيك.

أنت كما تعرفك وليس كما تريد أن يعرفك الناس.

غضبك يفضح مرارك .. حتى ولو اللسان حلو.

حتى ولو قاتلوك عليه .. مت بكرامة ولا تترك كبريائك في حذاء عدوك.

حين يطلب منك الدليل لن يصدقك حتى ولو برهنته .. الكذبة لا تروق لهم البساطة.
عندما تتكالب عليك الناس ( تأسد ) .. بعض الناس لاتدرك أنها ( كلاب ) إلا حين تعترضها القوة.

هي نفس العبارة تتكلمها فتعلو بها أو تنهار!!

العمر كحبات المطر إما أن يجف وكأنه لم يكن في سخونة ( الغضب ) أو يضيع في صحراء ( الجهل ) أو يصبح خالداً في بذرة ( الانسانية )

ضياع العمر وانهيار الحلم لا يكون إلا بمزاولة ( العتاب ) .. لا تعاتب حتى ولو تقاضيت أجراً على عتابك !!

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

الحظ لا يأتي إلا إذا تلاقى الإستعداد النفسي مع الفرصة في لحظة تصالح مع الذات.

دفتر الحياة


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

إن لم تكتفي بإمرأة واحدة فلن تكفيك نساء العالمين .. الباحث عن المتعة كالباحث عن الماء في قرص الشمس .. سيحترق !!

حين تراه يرتدي ( قفازاً ) بينما يلامس ( ورده ) فأعلم أنه بلا قلب !!

لا تبحث في دفتر الحزن عن ( ابتسامة ) ولا في دفتر الذكريات عن ( وجد ) ولا في دفتر الحياة عن صراع !!

الشعر ( ألم ) الشعراء الصادقين الذين سالت أقلامهم حين ضاع الوعي وحل اليأس واستُنسِخَت الشرور .. الشاعر ( الصادق ) في هذا الزمن يستحق الإنسانية التي ضيعها الجهل وسحقتها الغرائز .. طوبى لمن استشعر الحياة في رحم الحزن .. طوبى لمن ظل بداخله حتى الآن بقايا انسان وبقايا صدق وباقي ( حرية ) !!
اسرارك ملك لك وحدك .. لا تجعل حسن ظنك بالناس يدفعك لأن تفشيها.
معرفته تقتضي أن تعرف ذاتك أولاً.

لا تجعلها تفلت من ( قلبك ) حتى لا تفقد طاقتك ( الإيجابية ) وأنت تلاحقها من جديد !!

خضوعنا للإبتزاز يعني مواجهتنا لأفعالنا السابقة !!

الرزيلة أن تحب ( التافه ) لغناه وتتحاشى ( الحكيم ) لفقره .. مسألة أشبه بنصر الظالم وعتاب المظلوم على ( جثة ) العدل!!

السياسة قبح نعيشه رغماً عنا .. عن الرغم الذي نعيشه في قبح السياسة اتحدث !!

دور الضحية إجهاض لكل أحلامك والثقة في النفس ولو جائع عنوان كبريائك فوق ( جثة ) العبودية !!

ستظل تبحث عن ( العدل ) الذي في ( صالحك ) حتى تقيم ( العدل ) الذي في ( صالحه ).

زوال ( الحظ ) في زوال ( الرؤية ) حول من ( أنت ) التي تعرفها !!

إن عشقت الكلمة لتكون أديباً فأشعر بأدب الكلمة يعشقك الناس !!

لا تعاتب الناس على قبح اقترفوه حتى لا تقترف قبحاً بعتابك !!

التواضع ليس بدنو اخلاقك من البسطاء ولكن بدنو عطاءك دون شعورهم بتسيدك !!

إذا أساء فأعلم أنه ( ناقص ) وإذا أسأت فقد سقطت في نقصه !!

في مجتمع ( الجهلاء ) المال هو المحرك الوحيد للإنسان والحيوان على السواء .. لمصلحة الممول حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن !!

القضية ليست في ( معرض الكتاب ) بمصر ولكنها في ( الكتاب المعروض ) !!

كلمة صغيرة بسيطة تخرج من فمك قادرة أن تحيي قلب ميت أو تقتل قلب حي !!

حين تتصور أنك ( محور ) الكون فأعلم أنك غادرته !!

لا تسجن ذاتك في ذاتك فتحرم روحك من رؤية نورها !!

الحياة ( حركة ) في اتجاه واحد لا تقبل العودة للخلف .. إما أن تجتازها بنجاح أو تدور حول نفسك حتى يغشى عليك فتسقط.

من تصور أن التاريخ يعيد نفسه واهم .. ربما تتشابه الأحداث لكن دوماً تكون النتائج أكثر قسوة !!

لو أجبروك فأنت لا تستحق شهادة ميلادك

التنازل ( مرة واحدة ) كفيل بأن يستعبدك العمر بأكمله

لا تتسامح مع ( نذل ) حتى لا يغتصب وعيك.

أنت كما تعرفك وليس كما تريد أن يعرفك الناس.

غضبك يفضح مرارك .. حتى ولو اللسان حلو.

حتى ولو قاتلوك عليه .. مت بكرامة ولا تترك كبريائك في حذاء عدوك.

حين يطلب منك الدليل لن يصدقك حتى ولو برهنته .. الكذبة لا تروق لهم البساطة.
عندما تتكالب عليك الناس ( تأسد ) .. بعض الناس لاتدرك أنها ( كلاب ) إلا حين تعترضها القوة.

هي نفس العبارة تتكلمها فتعلو بها أو تنهار!!

العمر كحبات المطر إما أن يجف وكأنه لم يكن في سخونة ( الغضب ) أو يضيع في صحراء ( الجهل ) أو يصبح خالداً في بذرة ( الانسانية )

ضياع العمر وانهيار الحلم لا يكون إلا بمزاولة ( العتاب ) .. لا تعاتب حتى ولو تقاضيت أجراً على عتابك !!

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

الحظ لا يأتي إلا إذا تلاقى الإستعداد النفسي مع الفرصة في لحظة تصالح مع الذات.

الأحد، 10 سبتمبر 2017

أنت تاريخ مختلف


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
حين افتح كتاب التاريخ ولا اجدك فهذا ليس تاريخي .. وحين افتح اطلس العالم ولا أجدك وطني فهذه ليست جغرافيتي .. أنت تاريخ مختلف وجغرافيا أخرى تبدأ من أعماقي ولا تنتهي إلا عند حدود وجودك في ذاتي، فيندمج العمق في وجودك فأحيا كل عشق ميلاداً جديداً لا يعرف الموت ولا يعرف الشيخوخة بل يجاوز الأبد ويعلن عن ذلك في مخطوطاته الحجرية على جدران حقيقته بك التي لا تعرف سواكي.

أنت تاريخ مختلف


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
حين افتح كتاب التاريخ ولا اجدك فهذا ليس تاريخي .. وحين افتح اطلس العالم ولا أجدك وطني فهذه ليست جغرافيتي .. أنت تاريخ مختلف وجغرافيا أخرى تبدأ من أعماقي ولا تنتهي إلا عند حدود وجودك في ذاتي، فيندمج العمق في وجودك فأحيا كل عشق ميلاداً جديداً لا يعرف الموت ولا يعرف الشيخوخة بل يجاوز الأبد ويعلن عن ذلك في مخطوطاته الحجرية على جدران حقيقته بك التي لا تعرف سواكي.