الجمعة، 18 سبتمبر 2009

ذكريات الطفولة وأمي في العيد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وتكمل امي ان جدودها قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم.

من مذكرات فلاح على عتبة المحروسة
هذه القصة محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها.
كل سنة وإحنا جميعا طيبين وعيد سعيد علينا كلنا وعلى الناس وألإنسانية كلها.
ربما تأتي أيام معينة في السنة وخاصة أيام العيد لتدفعك أن تتذكر ذكريات الطفولة التي ربما تكون بريئة رغم أنها كانت شقية غالبا !!
ما احلي ذكريات الطفولة في العيد وكحك العيد .. خاصة تاريخ كحك العيد في عائلتي من وجهة نظر أمي .. إنه أقرب لحكايات ألف ليلة وليلة .. تاريخ عجيب .. مدهش .. وربما خيالي .. وربما ليس له أصل .. لكنه كالأسطورة التي تؤمن أنها أسطورة وفي ذات الوقت لا تمل من سماعها وتكرارها .. فأمي كانت ابنة عمدة وكان أيضاً عضو برلمان في زمن الملك فاروق .. وعليه فلا احد يجرؤ على مراجعة أمي ( الحازمة ) في حكاياتها وإلا حرمته من نعمة أكل الكحك !
في أزمنة صناعة الكحك في البيوت على أيدي الأمهات وفي احدي مرات عمل الكحك في الأسبوع الأخير من رمضان .. كانت أمي لا تستدعي نساء الجيران وإنما يأتين من تلقاء أنفسهن وكانوا كثيرات وكأن السماء أمطرت نساء " فجأة واحدة"، ليساعدن بعضهن في انتاج الكحك والثرثرة المليئة بفرح قدوم العيد.
والكحك في عائلتنا كان يمر بمرحلتين مهمتين في التاريخ ( حسب رواية أمي لجاراتها من النساء ) .. والمرحلة الأولى تمت في عائلتنا منذ ستة قرون تقريبا .. أي قبل خضوع مصر لسيطرة الأتراك والعثمللي وكانت عائلتنا وقتها جزء كبير من "ولاد السمان" الصعايدة وهؤلاء كانوا بطن من بطون عائلة "عربي" الذين ينحدرون من أبناء "العاص" جاءوا لمصر من الجزيرة العربية في أيام عمرو بن العاص واستقروا في الصعيد وتعلموا وقتها صناعة الكحك من نساء الأقباط. 
كانت أهم أمرأة قبطية تعلمت منها جداتنا الأوائل صناعة الكحك هي الست " ناسيما القبطية " وكانت من سكان الأقصر من ناحية البحر " والبحر بلغة أمي تعني نهر النيل " وكان كحك العيد وقتها بمساحة الرغيف ألفلاحي ويشبه قرص الشمس الكبير ومنقوش عليه أشعة الشمس وتقول أمي: كنا بنكتب في مركز الكحكة بالعربي ثلاث حروف متفرقة اتعلمناهم من الست " ناسيما القبطية " وهي حرف النون وحرف الالف وحرف الراء وربما ليومنا هذا لاتدري امي مامعني هذه الحروف التي كانت تكتبها جداتنا في مركز الكحكة .. وتقول امي ان الكحكة كانت تزن وقتها مابين رطل ونصف أي مايقرب من نصف كيلو وكانت مهارة صناعة الكحكة تكمن في تماسكها وعدم تفتتها رغم نعومتها الشديدة ووزنها الثقيل، وتكمل أمي بينما انا صغير ومنشغل معها ومع ابناء الجيران بصناعة أحصنة من العجين ونقشه بمنقاش الكحك الصفيح تقول في محاولة منها لاضفاء روح الاثارة لقتل الملل مع جاراتها من النساء الذين يساعدنها في صناعة الكحك والبسكويت، أن المرحلة الثانية من مراحل تاريخ صناعة الكحك بعائلتنا جاءت بعد انتقال العائلة في زمن محمد علي باشا من صعيد مصر الى بحري مصر المحروسة في منطقة الجيزة لانه لما جاء محمد على باشا يبني الكلية الحربية مع سليمان باشا الفرنساوي اختاروا ارض كبيرة كانت ملكنا احنا وولاد عرب المطاعنة وهم عائلة اخرى نزحت ايضا من الجزيرة العربية في زمن عمرو بن العاص وسكنوا البر الشرقي من جهة اسوان معنا.
وتكمل امي ان جدودنا قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم، حتى جاء يوم واجتمع فيه كبار عائلة عربي والمطعني والسمان سويا بعدما علموا ان ابراهيم باشا ابن زوجة محمد علي باشا جاء بصحبة سليمان باشا الفرنساوي ويريد التفاوض معهم بشأن شراء ارض الكلية الحربية التي يريد انشائها في صعيد مصر مقابل منح العائلات التي ستبيع جزء من أرضها الزراعية جاه ومال وسلطة وأراضي في الجيزة والشرقية، ووافق الجميع وانتقلت الاسرة من الصعيد الى الجيزة والشرقية وبهذا الإنتقال النوعي بدأت مرحلة جديدة من مراحل صناعة الكحك في عائلتنا وتحديدا حينما قرر جدنا محمود باشا حسب الله ان يدعو الخديو توفيق الى قصره الكائن بالسكة الزراعية في بلدنا وكان وقتها الخديوي توفيق قد وصلت له اخبار ان جدنا محمود حسب الله يميل سياسيا الى اهل امه وكانوا من أحواز ايران العرب ويخشى الخديوي توفيق ان يكون جدنا محمود حسب الله بيلعب بذيله لصالح الايرانيين خاصة وان قريتنا قريبة جدا من محافظة البحيرة رغم انها في الجيزة وقريبة جدا من بلد هناك اسمها " محلة فارس" وكان اهلها كلهم نازحين من إيران وبيتكلموا لغة غير مفهومة ولهذا أطلق عليهم الناس أسم "العجم" ومنهم عيلة عجمي وعيلة نخلة لكنهم لم تكن لهم صلة بجدي محمود على الاطلاق، وكانت الناس عارفة انهم هربانيين من ملك جبار في ايران هناك اسمه صفوان، الذي لم يترك طفلاً ولاشيخا ولاامرأة الا وذبحهم جميعاً لكونهم لايريدون ان يدخلوا في مذهبه الديني. ويقولون ان صفوان كان ضد البيت العثمللي ويكره الاتراك وهذا مااثار حفيظة الخديوي توفيق ضد جدي محمود في هل هو يدين بالولاء لأهل جدوده من أمه في فارس وإيران أم انه يدين للسلطان التركي ؟ وطبعا الولاء كان لازم يبقي للسلطان طبعا لأنه سلطان مصر والخروج عليه خيانة والا كان فيها قطع رقاب وأولها رقبة جدي!، وبالفعل قبل الخديوي توفيق الدعوة وجاء قصر جدنا في البلد وكان اول ماتم تقديمه للخديوي توفيق هو كحك ستي " فوز " وهي جدة امي من جهة الاب وصاحبة دماء اصيلة من عائلة عربي والسمان ويقال انها الوحيدة التي كانت تصنع الكحك في عائلتنا كما كانت تصنعة الست " ناسيما القبطية " في زمن جدودنا الأوائل وكانت شهرتها في الناحية والمديرية بسبب مهارتها في صناعة الكحك تفوق شهرة الخديوي نفسة، وقد رأت " ستي فوز" ان تقديم الكحك لجناب الخديو بهذا الحجم والوزن الهائل ربما لايليق بمكانته ثم ربما يظن اننا نقدم له كحك على الطريقة الايراني وهو ماقد يدفعة لقطع رقبة ابن عمها السيد محمود حسب الله، وهنا قررت " ستي فوز" ان تدخل تعديلات جوهرية وان تأخذ تعديلاتها هذه من السيدة الفاضلة " رتيبة كافي شاهين " وهي تركية الاصل وزوجة احد عمد ناحية المنصورية، وبالفعل تقلص حجم ووزن الكحكة حتى صارت اصغر وفي حجم يسمح لاصابع اليد ان تتحكم فيها كما كان ولاول مرة في تاريخ عائلتنا يتم حشو الكحك بالكاش والفستق الأخضر اللذان كان يعشقهم الخديوي وربما كان لكحك "ستي فوز" الدافع القوي وراء ان ينعم الخديوي توفيق على جدي محمود حسب الله بلقب الباشوية، بعد تأكدة من طعم الكحك التركي الجبار الذي قامت بصناعتة ستي فوز وان الاخبار التي وصلته ماهي الا وشايات ودسائس وان محمود باشا حسب الله ماهو الا محب ووفي ومخلص لكل ماهو تركي لدرجة ان طعامة وكحكة داخل بيته يتم على الطريقة التركية ثم اخرجت امي اول صاج من الفرن ثم استدارت لجاراتها اللواتي سارعن باخذ كل واحدة منهن كحكة من الصاج ونظرت لهن نظرة حادة ممتلئة بالثقة بعدما تقمصت دور جدها محمود باشا وقالت لهن بتعالي: على فكرة ياستات .. لازم تعرفوا اني انا .. رفيقة بنت ابراهيم بيه اسماعيل .. احسن واحدة تعمل كحك عيد في مصر.

ملاحظة:
يقولون أن كحك العيد أصله فرعوني و " إيزيس " زوجه " أوزوريس " هي أول واحدة ست صنعت الكحك والغريبة في العالم وهذا ليس كلامي بالطبع ولكنه كلام كثير من البرديات الفرعونية القديمة من عصور ما قبل الأسرات الفرعونية المتوسطة والحديثة وعلى سبيل المثال بردية قيمة وقديمة وجدت في " ميدوم " الأثرية بصحراء مصر تصور ربة القمح " نبت " وقد توجت بتاج من القمح وتمسك بيدها اليسرى رغيفا من الخبز و بيدها اليمنى " كحكه " وأتصور انه بحسبة بسيطة نجد ان المصريين اخترعوا الكحك من قبل طوفان نوح بزمن ربما يرجع هذا الزمن لأول نبي في التاريخ وهو النبي إدريس وزوجته عيسا أو عيشا أو ايسا أو ايزيس كما كان يطلق عليها المصريون قديما وتعني الدائمة الحياة أو الخالدة التي لا تموت حتى وان فني جسدها. هذا بالنسبة لتاريخ الكحك العلمي حسب علمي وحسب ماورد في بعض كتب الباحثين في التاريخ.

ذكريات الطفولة وأمي في العيد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وتكمل امي ان جدودها قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم.

من مذكرات فلاح على عتبة المحروسة
هذه القصة محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها.
كل سنة وإحنا جميعا طيبين وعيد سعيد علينا كلنا وعلى الناس وألإنسانية كلها.
ربما تأتي أيام معينة في السنة وخاصة أيام العيد لتدفعك أن تتذكر ذكريات الطفولة التي ربما تكون بريئة رغم أنها كانت شقية غالبا !!
ما احلي ذكريات الطفولة في العيد وكحك العيد .. خاصة تاريخ كحك العيد في عائلتي من وجهة نظر أمي .. إنه أقرب لحكايات ألف ليلة وليلة .. تاريخ عجيب .. مدهش .. وربما خيالي .. وربما ليس له أصل .. لكنه كالأسطورة التي تؤمن أنها أسطورة وفي ذات الوقت لا تمل من سماعها وتكرارها .. فأمي كانت ابنة عمدة وكان أيضاً عضو برلمان في زمن الملك فاروق .. وعليه فلا احد يجرؤ على مراجعة أمي ( الحازمة ) في حكاياتها وإلا حرمته من نعمة أكل الكحك !
في أزمنة صناعة الكحك في البيوت على أيدي الأمهات وفي احدي مرات عمل الكحك في الأسبوع الأخير من رمضان .. كانت أمي لا تستدعي نساء الجيران وإنما يأتين من تلقاء أنفسهن وكانوا كثيرات وكأن السماء أمطرت نساء " فجأة واحدة"، ليساعدن بعضهن في انتاج الكحك والثرثرة المليئة بفرح قدوم العيد.
والكحك في عائلتنا كان يمر بمرحلتين مهمتين في التاريخ ( حسب رواية أمي لجاراتها من النساء ) .. والمرحلة الأولى تمت في عائلتنا منذ ستة قرون تقريبا .. أي قبل خضوع مصر لسيطرة الأتراك والعثمللي وكانت عائلتنا وقتها جزء كبير من "ولاد السمان" الصعايدة وهؤلاء كانوا بطن من بطون عائلة "عربي" الذين ينحدرون من أبناء "العاص" جاءوا لمصر من الجزيرة العربية في أيام عمرو بن العاص واستقروا في الصعيد وتعلموا وقتها صناعة الكحك من نساء الأقباط. 
كانت أهم أمرأة قبطية تعلمت منها جداتنا الأوائل صناعة الكحك هي الست " ناسيما القبطية " وكانت من سكان الأقصر من ناحية البحر " والبحر بلغة أمي تعني نهر النيل " وكان كحك العيد وقتها بمساحة الرغيف ألفلاحي ويشبه قرص الشمس الكبير ومنقوش عليه أشعة الشمس وتقول أمي: كنا بنكتب في مركز الكحكة بالعربي ثلاث حروف متفرقة اتعلمناهم من الست " ناسيما القبطية " وهي حرف النون وحرف الالف وحرف الراء وربما ليومنا هذا لاتدري امي مامعني هذه الحروف التي كانت تكتبها جداتنا في مركز الكحكة .. وتقول امي ان الكحكة كانت تزن وقتها مابين رطل ونصف أي مايقرب من نصف كيلو وكانت مهارة صناعة الكحكة تكمن في تماسكها وعدم تفتتها رغم نعومتها الشديدة ووزنها الثقيل، وتكمل أمي بينما انا صغير ومنشغل معها ومع ابناء الجيران بصناعة أحصنة من العجين ونقشه بمنقاش الكحك الصفيح تقول في محاولة منها لاضفاء روح الاثارة لقتل الملل مع جاراتها من النساء الذين يساعدنها في صناعة الكحك والبسكويت، أن المرحلة الثانية من مراحل تاريخ صناعة الكحك بعائلتنا جاءت بعد انتقال العائلة في زمن محمد علي باشا من صعيد مصر الى بحري مصر المحروسة في منطقة الجيزة لانه لما جاء محمد على باشا يبني الكلية الحربية مع سليمان باشا الفرنساوي اختاروا ارض كبيرة كانت ملكنا احنا وولاد عرب المطاعنة وهم عائلة اخرى نزحت ايضا من الجزيرة العربية في زمن عمرو بن العاص وسكنوا البر الشرقي من جهة اسوان معنا.
وتكمل امي ان جدودنا قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم، حتى جاء يوم واجتمع فيه كبار عائلة عربي والمطعني والسمان سويا بعدما علموا ان ابراهيم باشا ابن زوجة محمد علي باشا جاء بصحبة سليمان باشا الفرنساوي ويريد التفاوض معهم بشأن شراء ارض الكلية الحربية التي يريد انشائها في صعيد مصر مقابل منح العائلات التي ستبيع جزء من أرضها الزراعية جاه ومال وسلطة وأراضي في الجيزة والشرقية، ووافق الجميع وانتقلت الاسرة من الصعيد الى الجيزة والشرقية وبهذا الإنتقال النوعي بدأت مرحلة جديدة من مراحل صناعة الكحك في عائلتنا وتحديدا حينما قرر جدنا محمود باشا حسب الله ان يدعو الخديو توفيق الى قصره الكائن بالسكة الزراعية في بلدنا وكان وقتها الخديوي توفيق قد وصلت له اخبار ان جدنا محمود حسب الله يميل سياسيا الى اهل امه وكانوا من أحواز ايران العرب ويخشى الخديوي توفيق ان يكون جدنا محمود حسب الله بيلعب بذيله لصالح الايرانيين خاصة وان قريتنا قريبة جدا من محافظة البحيرة رغم انها في الجيزة وقريبة جدا من بلد هناك اسمها " محلة فارس" وكان اهلها كلهم نازحين من إيران وبيتكلموا لغة غير مفهومة ولهذا أطلق عليهم الناس أسم "العجم" ومنهم عيلة عجمي وعيلة نخلة لكنهم لم تكن لهم صلة بجدي محمود على الاطلاق، وكانت الناس عارفة انهم هربانيين من ملك جبار في ايران هناك اسمه صفوان، الذي لم يترك طفلاً ولاشيخا ولاامرأة الا وذبحهم جميعاً لكونهم لايريدون ان يدخلوا في مذهبه الديني. ويقولون ان صفوان كان ضد البيت العثمللي ويكره الاتراك وهذا مااثار حفيظة الخديوي توفيق ضد جدي محمود في هل هو يدين بالولاء لأهل جدوده من أمه في فارس وإيران أم انه يدين للسلطان التركي ؟ وطبعا الولاء كان لازم يبقي للسلطان طبعا لأنه سلطان مصر والخروج عليه خيانة والا كان فيها قطع رقاب وأولها رقبة جدي!، وبالفعل قبل الخديوي توفيق الدعوة وجاء قصر جدنا في البلد وكان اول ماتم تقديمه للخديوي توفيق هو كحك ستي " فوز " وهي جدة امي من جهة الاب وصاحبة دماء اصيلة من عائلة عربي والسمان ويقال انها الوحيدة التي كانت تصنع الكحك في عائلتنا كما كانت تصنعة الست " ناسيما القبطية " في زمن جدودنا الأوائل وكانت شهرتها في الناحية والمديرية بسبب مهارتها في صناعة الكحك تفوق شهرة الخديوي نفسة، وقد رأت " ستي فوز" ان تقديم الكحك لجناب الخديو بهذا الحجم والوزن الهائل ربما لايليق بمكانته ثم ربما يظن اننا نقدم له كحك على الطريقة الايراني وهو ماقد يدفعة لقطع رقبة ابن عمها السيد محمود حسب الله، وهنا قررت " ستي فوز" ان تدخل تعديلات جوهرية وان تأخذ تعديلاتها هذه من السيدة الفاضلة " رتيبة كافي شاهين " وهي تركية الاصل وزوجة احد عمد ناحية المنصورية، وبالفعل تقلص حجم ووزن الكحكة حتى صارت اصغر وفي حجم يسمح لاصابع اليد ان تتحكم فيها كما كان ولاول مرة في تاريخ عائلتنا يتم حشو الكحك بالكاش والفستق الأخضر اللذان كان يعشقهم الخديوي وربما كان لكحك "ستي فوز" الدافع القوي وراء ان ينعم الخديوي توفيق على جدي محمود حسب الله بلقب الباشوية، بعد تأكدة من طعم الكحك التركي الجبار الذي قامت بصناعتة ستي فوز وان الاخبار التي وصلته ماهي الا وشايات ودسائس وان محمود باشا حسب الله ماهو الا محب ووفي ومخلص لكل ماهو تركي لدرجة ان طعامة وكحكة داخل بيته يتم على الطريقة التركية ثم اخرجت امي اول صاج من الفرن ثم استدارت لجاراتها اللواتي سارعن باخذ كل واحدة منهن كحكة من الصاج ونظرت لهن نظرة حادة ممتلئة بالثقة بعدما تقمصت دور جدها محمود باشا وقالت لهن بتعالي: على فكرة ياستات .. لازم تعرفوا اني انا .. رفيقة بنت ابراهيم بيه اسماعيل .. احسن واحدة تعمل كحك عيد في مصر.

ملاحظة:
يقولون أن كحك العيد أصله فرعوني و " إيزيس " زوجه " أوزوريس " هي أول واحدة ست صنعت الكحك والغريبة في العالم وهذا ليس كلامي بالطبع ولكنه كلام كثير من البرديات الفرعونية القديمة من عصور ما قبل الأسرات الفرعونية المتوسطة والحديثة وعلى سبيل المثال بردية قيمة وقديمة وجدت في " ميدوم " الأثرية بصحراء مصر تصور ربة القمح " نبت " وقد توجت بتاج من القمح وتمسك بيدها اليسرى رغيفا من الخبز و بيدها اليمنى " كحكه " وأتصور انه بحسبة بسيطة نجد ان المصريين اخترعوا الكحك من قبل طوفان نوح بزمن ربما يرجع هذا الزمن لأول نبي في التاريخ وهو النبي إدريس وزوجته عيسا أو عيشا أو ايسا أو ايزيس كما كان يطلق عليها المصريون قديما وتعني الدائمة الحياة أو الخالدة التي لا تموت حتى وان فني جسدها. هذا بالنسبة لتاريخ الكحك العلمي حسب علمي وحسب ماورد في بعض كتب الباحثين في التاريخ.