الخميس، 18 نوفمبر 2010

الفساد وسنينه

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتيالاً باسم الدين وحرق الكعبة واغتصب كل نساء المدينة في عام السفاح ليرغم اهلها على بيعة ابيه قصراً هذا بعد ان تم نفي كل صحابة رسول الله الذين عارضوه الى الصحراء!
هكذا يخبرنا التاريخ عن كل الكوارث التي كانت – ومازالت - تحل بوطننا العربي تحديداً وهي كوارث يعلمها الله مسبقاً ويراها ويعلم توابعها ونتائجها وماستسفر عنه الأحداث فيها من موت وخراب ديار، وبالرغم من ذلك تحدث ولانجد منه نصراً واحداً ولا فتحاً مبيناً مما آثار لدى البعض الكثير من الشكوك وعلامات الإستفهام حول وضعنا الحقيقي أمام الله سبحانه وتعالى ولماذا يتركنا هكذا دون معجزات رغم أنه هو وحده القادر على انقاذ آلاف الضحايا الذين يسقطون يومياً من المحيط للخليج بشكل مآساوي ومبالغاً فيه بل وسحق الغزاة بأمر صغير منه وايضاً استبعاد كل حكامنا الذين نعتبرهم مفسدون في الأرض بأن يطلق عليهم ودفعة واحدة مرض الطاعون فيموتوا في جماعة وفي وقت واحد رغم بعد المسافة واختلاف المذاهب السياسية!، فماهو السر في عدم النصر ؟ألسنا اهل الله واحباؤه أم أن المسألة فيها منا تجاهه جل وعلا عمليات نصب واحتيال ؟ اظنني أميل الى أن المسألة تحوي منا كثيرا من النصب والإحتيال على الله لذا فقد تركنا هكذا لمصيرنا لتنطبق علينا وحدنا دون غيرنا نص ايته الكريمة التي تقول " ويبدل قوماً غيركم" لانه – ربما - قد وجب تبديل القوم الذين قالوا ربنا الله ليس لإيمان في قلوبهم ولكن ليشتروا به ثمناً قليلاً. 
لقد خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتيالاً باسم الدين – وقد كان سكيراً - وحرق الكعبة واغتصب كل نساء المدينة في عام صار اسمه في التاريخ عام السفاح ليرغم اهلها على بيعة ابيه قصراً هذا بعد ان تم نفي كل صحابة رسول الله الذين عارضوه الى الصحراء وعلى رأسهم عبدالله بن عمر وابو ذر الغفاري الذين ماتا دون أن يدري عنهما عامة المسلمين شيئاً سوى انهما كانا – من وجهة نظر الحاكم – ارهابيين رغم كونهما – رحمهما الله – من المبشرين بالجنة، الأمر الذي دفع الدولة الإسلامية الوليدة ان تعيش مآساة الفتنة الكبرى ويموت فيها الآلاف ممن كان الإسلام الحقيقي في أمس الحاجة لهم ويموت فيها ايضاً غالبية صحابة رسول الله وعلى رأسهم على بن ابي طالب واهله جميعاً ولتنتهي الدولة الأولى في الإسلام وهي الدولة الأموية نهاية مآساوية دموية لم يشهد التاريخ لها شبيهاً على يد مسلمين آخرين زوروا الإسلام لخدمة نواياهم السياسية بقيادة " ابو العباس السفاح " كما كان يطلق على نفسه حيث لم ينجو طفلاً اموياً رضيعاً ولاإمرأة أموية من قطع رأسها بالسيف ولتقوم فوق هذه الاجساد الدولة العباسية – الإسلامية – وفوق بحر من الدم الإسلامي بعد النصب والإحتيال على الله باسم الدين وهو الأمر الذي لايقبله الله حتى وإن امهله بعضاً من الوقت لتنتهي الدولة العباسية نهاية اسوأ مما انتهت إليه على يديها الدولة الأموية وبيد مجموعة من الرعاع الوثنيين من قبائل منغوليا وتتاريا الصينيتان ليقتل– حسب رواية المؤرخين – مليون مسلم في بغداد وحدها وفي أقل من ثلاثة اشهر ليذق العباسيون بعد حين نفس الكأس الذي أذاقوه قسراً وارهاباً للأمويين ولينتهوا وتنتهي دولتهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق