الخميس، 18 نوفمبر 2010

بوتين يرتدي عباءة ريجان

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وكما فعل ريجان بشكل هوليودي واستبدع مشروع حرب النجوم الذي كان من اهم نتائجة – ان لم تكن الوحيدة – هو تفكيك الإتحاد السوفييتي وانهياره فإن بوتين ايضا سيصنع فيلماً لنفسه يحمل اسمه لربما تكون نتائجة اقرب لنتيجة فيلم ريجان وتنهار أمريكا

فجأة وجد بوتين نفسه و طوقاً يلتف حول عنق روسيا من جميع الجهات ويحوي قوى في غاية التناقض وان كانت كلها تتفق في امتلاكها للطاقة النووية أو قاب قوسين أو أدنى منها – كإيران - 
وعلى رأس الجميع القوات الأمريكية التي أصر قوادها أن تكون على مرمى حجر من موسكو بعد أن خلا لها وجه العراق وربما – رغم الإستحالة – يخلو لها وجه ايران ايضاً، وعليه كان لابد لبوتين ان يبحث عن مخرج لموقف بلاده الحرج والتهديد الغير معلن الذي ترمي به امريكا وتلوح به لروسيا خاصة بعد أن صارت اميركا – شئتم ام ابيتم - دولة دينية على يد اليمين المحافظ والكل يعلم أن أي حكم أو سلطة دينية في العالم دائماً ما تستهويها انهار الدم وصناعة الحروب وتدمير الأمم باسم الدين حتى قبل تطبيق الدين نفسه لأن الدين بالنسبة للساسة المؤدلجين ماهو إلا " ميكروباص" يصلون به إلى أهدافهم غير عابئين بدهس شعوبهم وضحاياهم من مختلف الشعوب الإخرى، ولما كان المخرج يلزم نوع من الذكاء – الروسي - الذي يجب ان يقتنع بمعطياته جل العالم لم يجد بوتين سوى عباءة ريجان ليتلحف بها، وكما فعل ريجان بشكل هوليودي واستبدع مشروع حرب النجوم الذي كان من اهم نتائجة – ان لم تكن الوحيدة – هو تفكيك الإتحاد السوفييتي وانهياره فإن بوتين ايضا سيصنع فيلماً لنفسه يحمل اسمه لربما تكون نتائجة اقرب لنتيجة فيلم ريجان وتنهار أمريكا خاصة أن الظروف الآن مواتية وتعلم مخابرات العالم الثالث قبل الأول أن الأقتصاد الأمريكي اليوم اصبح شبه عاجز عن تلبية كثير من الإحتياجات فمابال التطوير النووي الذي يحتاج الى جبال من الدولارات بل ان عدد الذين اصبحوا بلامأوى في شوارع امريكا قد فاق عدد امثالهم في الهند – حسب رواية الأمريكان أنفسهم - وان حرب العراق كادت أن تأتي على كل سنت بالخزانة الفيدرالية وأن محاولة استرجاع هذه السنتات من بترول العراق هي اشبه باسترجاع مياه البحر بواسطة ملعقة من الخشب وهنا اعلن بوتين عن امتلاكة أو قرب امتلاكة لسلاح نووي لا ولن تمتلكه أي قوى في العالم حتى ولو كان العالم بعضه لبعض ظهيراً. لم تتحمل اميركا هذه الصفعة التي ربما لو كان " كيري " على رأس البيت الأبيض ما صفعها له بوتين الذي يستشعر قرب الغدر الأميركي به وبشعبه خاصة بعد خروجه من المولد بلا حمص وضاعت منه صفقة البترول الباهظة الثمن التي صفقها مع نظام صدام حسين البعثي السابق، ولما لم تتحمل اميركا هذه الصفعة المباغتة خرج علينا اعلامها والمتحدثين باسم ساستها يتوددون لروسيا بأقوال مفادها أن روسيا هي صديق وحليف وأن الغاية واحدة بينهما في ان الإرهاب هو هدفهما معاً وأن السلاح النوووي الجديد ماهو إلا أداه لمحاربته والكل يعلم أن هذا كله كلام من باب " الضحك على الدقون " لأن امريكا وكل العالم المتحضر يعلم ان السلاح النووي تتم صناعته خصيصاً لقتال عدو يبعد عشرات الآلاف من الأميال كما فعلت اميركا بنجازاكي وهيروشيما ولايعقل أبداً أن تضرب به روسيا المقاومة الشيشانية مثلاً في حرب عصابات كالتي تقوم بها قوات التحالف في الفلوجة وهيت والموصل بالعراق لان ذلك يعني – والشيشان على مرمى البصر من موسكو – ان ينقلب السحر على الساحر ويفتك الغبار الذري بموسكو ومن حولها. 
إن بوتين يحاول التجهيز لهذا السيناريو منذ زمن بعيد بدأ تنفيذه – ربما - باحداث المدرسة الإبتدائية التي راح ضحيتها المئات من الأطفال والعوائل والتي كانت حجر الزاوية الذي بنى عليه بوتين قبة صخرته السياسية للوقوف أمام امريكا كند يستعيد قواه من جديد وهي كارثة ربما تؤكد ايضا تورط الإدارة الروسية في صناعتها وإلصاقها بالمقاومة الشيشانية لتحكم بمبرراتها امام العالم امتلاكها لاسلحة نووية فتاكة خاصة وانها تشبثت برفض اميركا لبروتوكول الحد من الأسلحة النووية فيما طمحت اليه وتعلنه اليوم امام شاشات التليفزيون وهو أمر جعل رد الفعل الأميريكي يعض على انامله من شدة الندم بعد ان ملأه التوجس والقلق في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها قوات التحالف مع الفلاحين في " قرى " العراق . 
إن كان فيلما روسياً على غرار مافعله ريجان فعلى أميركا أن تصدقه بكل مافيه وبحذافيره لانه ليس امامها إلا أن تصدقه لان هذا الفيلم قد صنع خصيصاً ليمس الأمن القومي الأميركي وعليه فأمريكا عليها أن تبحث منذ اللحظة عن اطنان من الدولارات تدفع بها الى معامل التطوير النووي لتقف امام روسيا – كما كانت في الماضي – نداً قوياً شرساً ولكن مع استمرار الحرب على العراق وتدفق الأموال التي يتم انفاقها على بسط قواعد الديموقراطية الملفقة ومصاريف الجند والسلاح هل سيمكن لأميركا ان تواجه هذا الفيلم الروسي دون أن تفلس أو يحيق بها ما حاق بالإتحاد السوفييتي من تفكك بعد أن صدق فيلم ريجان وحربه المزعومة من فوق اسطح النجوم، إن هذا مايريده بوتين واقصى طموحه بل وماتريدة فرنسا والمانيا ايضاً بل والمدهش انه وفي أول رد فعل للشارع الأوروبي نجد ان الغالبية منهم قد انتشت لمجرد ان الدب الروسي قد بدأ يستفيق من غيبوبته ويهدد ويتوعد - كما كان أيام زمان - حتى لو كان في هذا التهديد خسارة لأوروبا الموحدة نفسها مادامت الخسارة ستطول اميركا- الهدف الغير معلن لروسيا - ولتعم اللعنة على الجميع بعد أن خسر العالم حريته وراء مزاعم القضاء على الإرهاب والحروب الغير مقدسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق