السبت، 20 مايو 2017

مثواها الأخير .. مجموعة قصص قصيرة جداً

mohi_ibraheem

 بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com

أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، لم تعد المرأة التي عرفناها في الأيام الخوالي، لا ندري لما أدارت لنا ظهرها باحلك لحظات احتياجنا إليها !

حين ذهب لأميركا طاف بالبيت الأبيض سبعاً، وسعى بين الديمقراطيين والجمهوريين سبعاً، ثم حلق رأسه بعدما قدم أضحيته وعاد لبلاده وسط تهليلات شعبه !

ظل يصرخ منادياً هكذا، يبكي هكذا، يركض باحثاً هكذا، جُن حين سمع طلقتي رصاص وأحدهم يهلل: تكبير الله أكبر، في المساء وجدوه مقتولاً فوق جثة طفليه.

تهدم المنزل تحت القصف،لم ير زوجته وطفلته من يومها، مر عام، في طريق مطار هيثرو وجدها تبيع منتجات وطنية،بكى الإنجليز من انهيارهما لحظة اللقاء.

قال الثعلب للذئب:امتلك المكر والذكاء ما لا يمتلكه الأسد ورغم ذلك لو ذُكر أسمة ارتعدت الغابة خوفاً ! فأجابه الذئب: في مجتمع الجبناء لا قيمة للعقل.

ما عاد يقرأ كما كان يقرأ قديماً، حمل مصباحه وصار يتجول في مقبرة القرية ليقرأ أسماء من قتلوهم من أهل وطنه، إنها القراءة الوحيدة الممكنة الآن !

اشترى عمدة قريتنا (سلاح) ووهبه لعائلة (عرباوي)،حذره أخيه: ليسوا حلفاءنا ولا يجيدون حمل السلاح؟ رد: نعم، وسيقتلون به أنفسهم بلا أدنى مجهود مني.

قرر عمدة قريتنا أن يتسلم (كلب) مهام شيخ البلد، حذره أحدهم من أن ذلك سيؤدي لثورة الناس، قال: ليتهم، ربما تحيا أرواحهم الميتة وتستشعر الكرامة.

قالوا لعمدتنا وكان له أبن مجنون أسمه عوض: حليفك الحكيم سيترشح أمامك للعمودية، فأقام عمدتنا وليمة أربعين يوماً لله ويوم فرز الأصوات فاز عوض!

حين ضمها لصدره لم تكن دافئة كعادتها،وحين نظر لعينها لم تكن تلمع كما كانت، بكى على صدرها المثقوب بالرصاص قبل أن يفلتوها منه لمثواها الأخير!

الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد 
بطنه ووزع جسده المستسلم حصصاً لأشباله.


قال ذئب:أتعجب لقطيع الغزال لم يقاومني وأنا أنتزع سيدهم وأفترسه ولو اتحدوا لقتلوني! قال آخر منتشياً:مرحى بمجتمع الخوف فمن قطعانه تحيا الذئاب!

قال مستسلما:كل ليل أبقى صامتاً حتى انتظار الصباح، رد بتحدي: أما أنا فأقاوم بقدح حجر حتى يبزغ نور يرهب قناص الظلام المتربص بي قبل مطلع الفجر!

خرج الجني فقال الرجل:لم لا أكون سلطاناً؟ جاب الجني الأرض فوجد شعب من كبرياء وآخر جاهل فقال الرجل هات الجاهل فلن أقوى على افتراس أصحاب الكرامة.

لما مات صلاح الدين لم يبكيه أحد، سأل سائل:لم يبكوا السلطان الناصر؟ رد آخر:أتى النصر على يديه فانتعشت تجارتهم وألهتهم عن بكائه ولو عاد لبكوا!

حين مات الكلب لم يسعى بجنازته كلبا واحدا! قال ذئب ساخراً: وأين وفاء الكلاب؟ قال آخر: الوفاء كذبة أطلقها سيده ليستعبده وصدقها الحمقى من الكلاب !

قالوا ده عمدة عنيد .. حاكم بنار وحديد .. ثاروا عليه يرحل .. كان الشعار ارحل .. جالهم جديد أوحل .. ومازالوا لسه عبيد !

أقسم للضابط في قسم الشرطة أنها ساحرة شريرة هددته بأن تحوله هو وعائلته إلى قطط وفئران، فخشي الضابط على نفسه وأطلق سراحها وهو ينبح !!

أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، لم تعد المرأة التي عرفناها في الأيام الخوالي، لا ندري لما أدارت لنا ظهرها باحلك لحظات احتياجنا إليها !

مثواها الأخير .. مجموعة قصص قصيرة جداً

mohi_ibraheem

 بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com

أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، لم تعد المرأة التي عرفناها في الأيام الخوالي، لا ندري لما أدارت لنا ظهرها باحلك لحظات احتياجنا إليها !

حين ذهب لأميركا طاف بالبيت الأبيض سبعاً، وسعى بين الديمقراطيين والجمهوريين سبعاً، ثم حلق رأسه بعدما قدم أضحيته وعاد لبلاده وسط تهليلات شعبه !

ظل يصرخ منادياً هكذا، يبكي هكذا، يركض باحثاً هكذا، جُن حين سمع طلقتي رصاص وأحدهم يهلل: تكبير الله أكبر، في المساء وجدوه مقتولاً فوق جثة طفليه.

تهدم المنزل تحت القصف،لم ير زوجته وطفلته من يومها، مر عام، في طريق مطار هيثرو وجدها تبيع منتجات وطنية،بكى الإنجليز من انهيارهما لحظة اللقاء.

قال الثعلب للذئب:امتلك المكر والذكاء ما لا يمتلكه الأسد ورغم ذلك لو ذُكر أسمة ارتعدت الغابة خوفاً ! فأجابه الذئب: في مجتمع الجبناء لا قيمة للعقل.

ما عاد يقرأ كما كان يقرأ قديماً، حمل مصباحه وصار يتجول في مقبرة القرية ليقرأ أسماء من قتلوهم من أهل وطنه، إنها القراءة الوحيدة الممكنة الآن !

اشترى عمدة قريتنا (سلاح) ووهبه لعائلة (عرباوي)،حذره أخيه: ليسوا حلفاءنا ولا يجيدون حمل السلاح؟ رد: نعم، وسيقتلون به أنفسهم بلا أدنى مجهود مني.

قرر عمدة قريتنا أن يتسلم (كلب) مهام شيخ البلد، حذره أحدهم من أن ذلك سيؤدي لثورة الناس، قال: ليتهم، ربما تحيا أرواحهم الميتة وتستشعر الكرامة.

قالوا لعمدتنا وكان له أبن مجنون أسمه عوض: حليفك الحكيم سيترشح أمامك للعمودية، فأقام عمدتنا وليمة أربعين يوماً لله ويوم فرز الأصوات فاز عوض!

حين ضمها لصدره لم تكن دافئة كعادتها،وحين نظر لعينها لم تكن تلمع كما كانت، بكى على صدرها المثقوب بالرصاص قبل أن يفلتوها منه لمثواها الأخير!

الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد 
بطنه ووزع جسده المستسلم حصصاً لأشباله.


قال ذئب:أتعجب لقطيع الغزال لم يقاومني وأنا أنتزع سيدهم وأفترسه ولو اتحدوا لقتلوني! قال آخر منتشياً:مرحى بمجتمع الخوف فمن قطعانه تحيا الذئاب!

قال مستسلما:كل ليل أبقى صامتاً حتى انتظار الصباح، رد بتحدي: أما أنا فأقاوم بقدح حجر حتى يبزغ نور يرهب قناص الظلام المتربص بي قبل مطلع الفجر!

خرج الجني فقال الرجل:لم لا أكون سلطاناً؟ جاب الجني الأرض فوجد شعب من كبرياء وآخر جاهل فقال الرجل هات الجاهل فلن أقوى على افتراس أصحاب الكرامة.

لما مات صلاح الدين لم يبكيه أحد، سأل سائل:لم يبكوا السلطان الناصر؟ رد آخر:أتى النصر على يديه فانتعشت تجارتهم وألهتهم عن بكائه ولو عاد لبكوا!

حين مات الكلب لم يسعى بجنازته كلبا واحدا! قال ذئب ساخراً: وأين وفاء الكلاب؟ قال آخر: الوفاء كذبة أطلقها سيده ليستعبده وصدقها الحمقى من الكلاب !

قالوا ده عمدة عنيد .. حاكم بنار وحديد .. ثاروا عليه يرحل .. كان الشعار ارحل .. جالهم جديد أوحل .. ومازالوا لسه عبيد !

أقسم للضابط في قسم الشرطة أنها ساحرة شريرة هددته بأن تحوله هو وعائلته إلى قطط وفئران، فخشي الضابط على نفسه وأطلق سراحها وهو ينبح !!

أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، لم تعد المرأة التي عرفناها في الأيام الخوالي، لا ندري لما أدارت لنا ظهرها باحلك لحظات احتياجنا إليها !