الثلاثاء، 10 أبريل 2007

إلا إذا ..؟!

بقلم: محيي الدين إبراهيم
هذا هو حالنا نحن فقط في عالم مايسمى بالثالث، حال تلك النخبة التعسة التي عزلها العالم بكل قوته في شرنقة الجهل والتعصب والديكتاتورية ليتفرغ لأشياء اخرى تهمه وترضي شعوبه وتترفهم وتغنيهم. هذا كلام بالطبع ربما لن يعجب الكثيرين .. لكن لابد أن نقوله الآن .. فلابد أن لاندير ظهورنا للواقع الذي نعيشه اليوم حتى نستطع حل بعض رموزه لحماية مستقبلنا ومستقبل اجيالنا ..


القائد هو صاحب الفعل والشعب هو المختار دائماً بحمل رد الفعل، فإذا قرر الحاكم فعل زيادة الضرائب مثلاً فإن الشعب ليس أمامه إلا أن ينصاع برد فعل دفع زيادة هذه الضرائب، وإذا قرر الحرب حاربوا وإذا قرر الموت ماتوا، هكذا هو حال الدنيا منذ نشأة هابيل وقابيل، هناك عبد وهناك سيد وحرية العبد دائما ماتكون ملامح مما انعم عليه به السيد، وعلى سبيل المثال إذا قرر العبد في وطننا العربي زيارة اسرائيل مثلاً كان خائناً استحق الموت رمياً بالرصاص، أما إذا قرر السيد زيارتها فإن ذلك معناه دفع عملية السلام استحق عليها النياشين، وإذا احب العبد وطنه وهاجم سيده فقد هلك اما إن أحب سيده وباع وطنه فقد فاز فوزاً عظيماً لان اختزال الوطن في شخص السيد صار هو نشيد الانتماء الوطني الذي ينشده تلاميذ مدارس الابتدائي كل صباح عرفانا بجميل سيدهم ومولاهم الذي لايأتية الباطل من بين يدية ولا من خلفه ( حاشا لله ). 
المدهش أن هذا هو حالنا نحن فقط في عالم مايسمى بالثالث، حال تلك النخبة التعسة التي عزلها العالم بكل قوته في شرنقة الجهل والتعصب والديكتاتورية ليتفرغ لأشياء اخرى تهمه وترضي شعوبه وتترفهم وتغنيهم. هذا كلام بالطبع ربما لن يعجب الكثيرين .. لكن لابد أن نقوله الآن .. فلابد أن لاندير ظهورنا للواقع الذي نعيشه اليوم حتى نستطع حل بعض رموزه لحماية مستقبلنا ومستقبل اجيالنا .. إن حال مصر الآن اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وعلى كافة الأصعدة يمثل لغزاً وعلامة استفهام كبيرة محيرة وورطة حضارية لم تحدث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .. مظاهرات في غالب مدن مصر ولاتعرف أن كانت بسبب قلة الدخل أم بسبب حرية الممارسة السياسية أم بسبب حرية الدين ،. الشارع المصري في حالة لم نعهدها من قبل مع ظهور منظمات وحركات واسماء لم نسمع عنها من قبل لرجال ونساء لم نعرف لهم تاريخاً سياسياً على الاطلاق يحاولون تصدر منابر الزعامة ولاندري اي زعامة تلك التي يريدون ان يتسيدونها دونما تاريخ ودونما وجود حقيقي لمسناه أو نلمسه منهم بالفعل، والأغرب من ذلك التهديد المستمر للنقابات والهيئات والعمال والفلاحين والفئات بالإضراب عن العمل لتحسين الأجور والرواتب والإضراب والمظاهرات والمؤتمرات المضادة سواء داخل مصر أو خارجها لما يسمى بالتيار الإخواني في محاولة للدخول والمشاركة في عملية صناعة القرار والأضراب وكذلك لما يسمي بالتيارات القبطية الراديكالية لتحسين اوضاع الأقباط السياسية والدينية، حتى اصبحت مصر دولة واحدة يحكمها نظام سياسي إدارياً ولكن هذه الدولة وكما شاهدها " محمد على " أول مرة تحوي اليوم شعبين أصبحا شبه منفصلين تماماً عن بعضهما البعض مسلمون واقباط يحكمهما رجال دين خلطوا الدين بالسياسة وبالمجتمع وبالتعليم وخلطوه حتى باسفلت الشوارع، إلى أن اصبحت حالياً كل من بعض ابرز قيادات ورموز هذين الشعبين الدينية تحاول لي ذراع القضاء ولي ذراع الدستور ولي ذراع الدولة وليصبح كل شئ لغزاً وقاب قوسين أو أدني من الفوضى، خصوصاً بعد أن تحكمت رموز الأخوان بالفعل في الشارع المسلم وتحكمت بعض رموز الكنيسة في الشارع القبطي وكل واحد منهم يدافع عن نفسة بالطريقة التي يراها مناسبة ضد الطرف الآخر بعد أن اشاع الطرفين وأوهموا العالم بغياب القضاء المصري ومن ثم تزوير جميع الأحكام بدءاً من الأحكام السياسية وحتى الاحكام التي تتعلق بالنشل وتسريح المومسات للدعارة ليتسنى لهم بعد هذه الحجة – وقد تسنى لهم ذلك بالفعل - أن يمارسوا كل مايرونه مناسباً لتحقيق غرض ما، حتى تتمكن منا الفوضى والتي ربما قد تمكنت منا فعلاً أمام حالة التربص القصوى التي نحياها حالياً. لاينسى بابا الأقباط في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي حرق اثنين من الأقباط احياء حتى الموت على يد بعض ممن اعتبروا من شباب الإخوان المسلمين في مدينة السويس ولاينسى ان قام هو شخصياً بقيادة مظاهرة كبيرة هزت مصر وقتها ضد تلك الفعلة الشنيعة مع مجموعة من اقباط ذلك الزمان وارسل باحتجاجات للقصر الملكي، وقد كانت تلك الحادثة حسب تقديري هي بداية العداء القبطي السياسي والإجتماعي وربما الأيدولوجي ضد الإخوان خاصة أنهم – أي أقباط ذلك الزمان - لم يجدوا حكماً قضائياً ينصفهم آنذاك،هذا بجانب تؤاطؤ قيادات قبطية حزبية وحكومية كثيرة وقتها في محاولات قمع الغضب القبطي بأيد قبطية، وجاءت الثورة بعد ذلك بسنوات قلائل وقمع عبد الناصر المسلمون والأقباط معاً وحرق من حرق من رموزهما وأعدم من أعدم واعتقل من اعتقل واصبح الطرفان متساوون في الظلم فصمت الجميع تحت شعار المساواة في الظلم عدل ولم ينج إلا من أدار ظهره للدين تماماً وتحول للشيوعية بإرادته وبداخل هذه الأيدولوجية الجديدة تناسى الطرفين صراعات قديمة خاصة بعد أن خلت الساحة من كل الزعامات والجماعات الراديكالية المتطرفة وتفرغوا لابداعات سياسية وفكرية وفنية موجهة لخدمة النظام السائد وقتذاك ولخدمة الزمن الثوري – الذي مازال بعض أصحاب الغيبوبة يبكي على اطلالها حتى اليوم - وكان غالبها يدعو لإنكار الدين ودفع قوى الايمان بحضارة الغرب والنظر اليه بعين التطلع والتقديس، حتى جاء السادات واطلق سراح الإخوان واعتقل البابا فأشتعل بإطلاق السراح والإعتقال هذا الغضب القديم بين المسلمين والأقباط والذي كان السادات نفسه شاهداً عليه في اربعينيات القرن الماضي، وفي بداية الثمانينيات تأجج الصراع من احداث الزاوية وحتى الكشح وبمها على مدار 25 عاما وحتى يومنا هذا ليتطور الصراع بين الطرفين وتتطور الجماعات وتتطور اساليب الممارسة والضغط والتمويل والإستقواء بالغرب وبقوى خارجية ولتتضاءل مع هذا التطور والإستقواء سبل الترابط القديم الأزلي بين المسلمين والأقباط، لتخسر مصر روح الوحدة الشعبية العائلية ويصبح التربص بداخلها هو الرابط الوحيد الذي يربط مابين الطرفين المسلم والقبطي. لن يتمكن الإخوان الراديكاليون من حكم مصر أبداً ، ولن يتمكن بعض رجال الكنيسة الراديكاليين من حكم مصرأبداً ، إنها حتمية تارخية وليست نبؤءة، وإذا لم يجد رجال الدولة وحاكميها حلاً الآن وحالاً لما نحن فيه بعيدا فسوف ينقلب الجميع على الجميع عمال .. فلاحين.. مدرسين .. اطباء .. مهندسين .. قضاه .. صحافيين .. شحاذون .. نبلاء .. مسلمون .. مسيحيون .. الكل سينقض على الكل في دراما اقرب لدراما الثورة الفرنسية في رواية تشارلز ديكنز. مصر تغلي .. مصر تغلي .. مصر تغلي .. ونحن جميعنا مازلنا نجلس في غرف النوم نتحدث عن غياب الحريات ومسائل التوريث وارتفاع اسعار الحديد وسيطرة القطط السمان الجدد على الأقتصاد والأضطهاد الديني وحرية بناء المساجد والكنائس بنسبة عدد السكان الذين اصبحوا اليوم يتقاتلون أمام أفران الخبز للحصول على رغيف عيش حاف ولايجدوه دون أن نقدم حلولاً جذرية منطقية ضد الجوع والمرض والحرية بينما تخرج علينا مجلات المال والأعمال العالمية لتؤكد أن مصر اكثر دول المنطقة العربية في عدد المليارديرات ! .. إننا لن نقف على أقدامنا بنفس أبية وعزة وكرامة أمام تحولات الجغرافية والتاريخ من حولنا في العالم كله إلا إذا نسينا خلافتنا فوراً قيادة وشعباً مسلمون ومسيحيون إلا بالجلوس معاً - اخوة حقيقيون مصريون مصيرهم واحد - حول مائدة الوطن لنجد حلاً الأن وحالاً حتى وإن كان قاسياً حاداً وإلا سيكون الحل بعد ذلك ليس بأيدينا وسيكون كارثياً وستكون المحرقة الجديدة التي سيكون وقودها الناس والحجارة خصوصاً مع تنامي قوة ايران وجرأة تركيا ويأس اميركا وتنمر الصين واستفاقة روسيا والخضوع العربي والشرق أوسطي الكامل لكل مخططات الإمبريالية الجديدة – امبريالية مابعد أميركا – القادمة من اوروبا اليوم فيما يسمى باتحاد دول المتوسط والتي سيتم فيها شفط كل ماتبقى لنا من كرامة، والتي لن تجدى نفعاً في استردادها اموال الإخوان أو منظمات قبطية هنا أو هناك .. مصر تصرخ .. فأين نحن من الحل ومن الصراخ.

إلا إذا ..؟!

بقلم: محيي الدين إبراهيم
هذا هو حالنا نحن فقط في عالم مايسمى بالثالث، حال تلك النخبة التعسة التي عزلها العالم بكل قوته في شرنقة الجهل والتعصب والديكتاتورية ليتفرغ لأشياء اخرى تهمه وترضي شعوبه وتترفهم وتغنيهم. هذا كلام بالطبع ربما لن يعجب الكثيرين .. لكن لابد أن نقوله الآن .. فلابد أن لاندير ظهورنا للواقع الذي نعيشه اليوم حتى نستطع حل بعض رموزه لحماية مستقبلنا ومستقبل اجيالنا ..


القائد هو صاحب الفعل والشعب هو المختار دائماً بحمل رد الفعل، فإذا قرر الحاكم فعل زيادة الضرائب مثلاً فإن الشعب ليس أمامه إلا أن ينصاع برد فعل دفع زيادة هذه الضرائب، وإذا قرر الحرب حاربوا وإذا قرر الموت ماتوا، هكذا هو حال الدنيا منذ نشأة هابيل وقابيل، هناك عبد وهناك سيد وحرية العبد دائما ماتكون ملامح مما انعم عليه به السيد، وعلى سبيل المثال إذا قرر العبد في وطننا العربي زيارة اسرائيل مثلاً كان خائناً استحق الموت رمياً بالرصاص، أما إذا قرر السيد زيارتها فإن ذلك معناه دفع عملية السلام استحق عليها النياشين، وإذا احب العبد وطنه وهاجم سيده فقد هلك اما إن أحب سيده وباع وطنه فقد فاز فوزاً عظيماً لان اختزال الوطن في شخص السيد صار هو نشيد الانتماء الوطني الذي ينشده تلاميذ مدارس الابتدائي كل صباح عرفانا بجميل سيدهم ومولاهم الذي لايأتية الباطل من بين يدية ولا من خلفه ( حاشا لله ). 
المدهش أن هذا هو حالنا نحن فقط في عالم مايسمى بالثالث، حال تلك النخبة التعسة التي عزلها العالم بكل قوته في شرنقة الجهل والتعصب والديكتاتورية ليتفرغ لأشياء اخرى تهمه وترضي شعوبه وتترفهم وتغنيهم. هذا كلام بالطبع ربما لن يعجب الكثيرين .. لكن لابد أن نقوله الآن .. فلابد أن لاندير ظهورنا للواقع الذي نعيشه اليوم حتى نستطع حل بعض رموزه لحماية مستقبلنا ومستقبل اجيالنا .. إن حال مصر الآن اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وعلى كافة الأصعدة يمثل لغزاً وعلامة استفهام كبيرة محيرة وورطة حضارية لم تحدث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .. مظاهرات في غالب مدن مصر ولاتعرف أن كانت بسبب قلة الدخل أم بسبب حرية الممارسة السياسية أم بسبب حرية الدين ،. الشارع المصري في حالة لم نعهدها من قبل مع ظهور منظمات وحركات واسماء لم نسمع عنها من قبل لرجال ونساء لم نعرف لهم تاريخاً سياسياً على الاطلاق يحاولون تصدر منابر الزعامة ولاندري اي زعامة تلك التي يريدون ان يتسيدونها دونما تاريخ ودونما وجود حقيقي لمسناه أو نلمسه منهم بالفعل، والأغرب من ذلك التهديد المستمر للنقابات والهيئات والعمال والفلاحين والفئات بالإضراب عن العمل لتحسين الأجور والرواتب والإضراب والمظاهرات والمؤتمرات المضادة سواء داخل مصر أو خارجها لما يسمى بالتيار الإخواني في محاولة للدخول والمشاركة في عملية صناعة القرار والأضراب وكذلك لما يسمي بالتيارات القبطية الراديكالية لتحسين اوضاع الأقباط السياسية والدينية، حتى اصبحت مصر دولة واحدة يحكمها نظام سياسي إدارياً ولكن هذه الدولة وكما شاهدها " محمد على " أول مرة تحوي اليوم شعبين أصبحا شبه منفصلين تماماً عن بعضهما البعض مسلمون واقباط يحكمهما رجال دين خلطوا الدين بالسياسة وبالمجتمع وبالتعليم وخلطوه حتى باسفلت الشوارع، إلى أن اصبحت حالياً كل من بعض ابرز قيادات ورموز هذين الشعبين الدينية تحاول لي ذراع القضاء ولي ذراع الدستور ولي ذراع الدولة وليصبح كل شئ لغزاً وقاب قوسين أو أدني من الفوضى، خصوصاً بعد أن تحكمت رموز الأخوان بالفعل في الشارع المسلم وتحكمت بعض رموز الكنيسة في الشارع القبطي وكل واحد منهم يدافع عن نفسة بالطريقة التي يراها مناسبة ضد الطرف الآخر بعد أن اشاع الطرفين وأوهموا العالم بغياب القضاء المصري ومن ثم تزوير جميع الأحكام بدءاً من الأحكام السياسية وحتى الاحكام التي تتعلق بالنشل وتسريح المومسات للدعارة ليتسنى لهم بعد هذه الحجة – وقد تسنى لهم ذلك بالفعل - أن يمارسوا كل مايرونه مناسباً لتحقيق غرض ما، حتى تتمكن منا الفوضى والتي ربما قد تمكنت منا فعلاً أمام حالة التربص القصوى التي نحياها حالياً. لاينسى بابا الأقباط في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي حرق اثنين من الأقباط احياء حتى الموت على يد بعض ممن اعتبروا من شباب الإخوان المسلمين في مدينة السويس ولاينسى ان قام هو شخصياً بقيادة مظاهرة كبيرة هزت مصر وقتها ضد تلك الفعلة الشنيعة مع مجموعة من اقباط ذلك الزمان وارسل باحتجاجات للقصر الملكي، وقد كانت تلك الحادثة حسب تقديري هي بداية العداء القبطي السياسي والإجتماعي وربما الأيدولوجي ضد الإخوان خاصة أنهم – أي أقباط ذلك الزمان - لم يجدوا حكماً قضائياً ينصفهم آنذاك،هذا بجانب تؤاطؤ قيادات قبطية حزبية وحكومية كثيرة وقتها في محاولات قمع الغضب القبطي بأيد قبطية، وجاءت الثورة بعد ذلك بسنوات قلائل وقمع عبد الناصر المسلمون والأقباط معاً وحرق من حرق من رموزهما وأعدم من أعدم واعتقل من اعتقل واصبح الطرفان متساوون في الظلم فصمت الجميع تحت شعار المساواة في الظلم عدل ولم ينج إلا من أدار ظهره للدين تماماً وتحول للشيوعية بإرادته وبداخل هذه الأيدولوجية الجديدة تناسى الطرفين صراعات قديمة خاصة بعد أن خلت الساحة من كل الزعامات والجماعات الراديكالية المتطرفة وتفرغوا لابداعات سياسية وفكرية وفنية موجهة لخدمة النظام السائد وقتذاك ولخدمة الزمن الثوري – الذي مازال بعض أصحاب الغيبوبة يبكي على اطلالها حتى اليوم - وكان غالبها يدعو لإنكار الدين ودفع قوى الايمان بحضارة الغرب والنظر اليه بعين التطلع والتقديس، حتى جاء السادات واطلق سراح الإخوان واعتقل البابا فأشتعل بإطلاق السراح والإعتقال هذا الغضب القديم بين المسلمين والأقباط والذي كان السادات نفسه شاهداً عليه في اربعينيات القرن الماضي، وفي بداية الثمانينيات تأجج الصراع من احداث الزاوية وحتى الكشح وبمها على مدار 25 عاما وحتى يومنا هذا ليتطور الصراع بين الطرفين وتتطور الجماعات وتتطور اساليب الممارسة والضغط والتمويل والإستقواء بالغرب وبقوى خارجية ولتتضاءل مع هذا التطور والإستقواء سبل الترابط القديم الأزلي بين المسلمين والأقباط، لتخسر مصر روح الوحدة الشعبية العائلية ويصبح التربص بداخلها هو الرابط الوحيد الذي يربط مابين الطرفين المسلم والقبطي. لن يتمكن الإخوان الراديكاليون من حكم مصر أبداً ، ولن يتمكن بعض رجال الكنيسة الراديكاليين من حكم مصرأبداً ، إنها حتمية تارخية وليست نبؤءة، وإذا لم يجد رجال الدولة وحاكميها حلاً الآن وحالاً لما نحن فيه بعيدا فسوف ينقلب الجميع على الجميع عمال .. فلاحين.. مدرسين .. اطباء .. مهندسين .. قضاه .. صحافيين .. شحاذون .. نبلاء .. مسلمون .. مسيحيون .. الكل سينقض على الكل في دراما اقرب لدراما الثورة الفرنسية في رواية تشارلز ديكنز. مصر تغلي .. مصر تغلي .. مصر تغلي .. ونحن جميعنا مازلنا نجلس في غرف النوم نتحدث عن غياب الحريات ومسائل التوريث وارتفاع اسعار الحديد وسيطرة القطط السمان الجدد على الأقتصاد والأضطهاد الديني وحرية بناء المساجد والكنائس بنسبة عدد السكان الذين اصبحوا اليوم يتقاتلون أمام أفران الخبز للحصول على رغيف عيش حاف ولايجدوه دون أن نقدم حلولاً جذرية منطقية ضد الجوع والمرض والحرية بينما تخرج علينا مجلات المال والأعمال العالمية لتؤكد أن مصر اكثر دول المنطقة العربية في عدد المليارديرات ! .. إننا لن نقف على أقدامنا بنفس أبية وعزة وكرامة أمام تحولات الجغرافية والتاريخ من حولنا في العالم كله إلا إذا نسينا خلافتنا فوراً قيادة وشعباً مسلمون ومسيحيون إلا بالجلوس معاً - اخوة حقيقيون مصريون مصيرهم واحد - حول مائدة الوطن لنجد حلاً الأن وحالاً حتى وإن كان قاسياً حاداً وإلا سيكون الحل بعد ذلك ليس بأيدينا وسيكون كارثياً وستكون المحرقة الجديدة التي سيكون وقودها الناس والحجارة خصوصاً مع تنامي قوة ايران وجرأة تركيا ويأس اميركا وتنمر الصين واستفاقة روسيا والخضوع العربي والشرق أوسطي الكامل لكل مخططات الإمبريالية الجديدة – امبريالية مابعد أميركا – القادمة من اوروبا اليوم فيما يسمى باتحاد دول المتوسط والتي سيتم فيها شفط كل ماتبقى لنا من كرامة، والتي لن تجدى نفعاً في استردادها اموال الإخوان أو منظمات قبطية هنا أو هناك .. مصر تصرخ .. فأين نحن من الحل ومن الصراخ.