الاثنين، 18 نوفمبر 2013

مجتمع البهائم

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
حين حضر الأسد والدماء تقطر من فمه حدث هرج ومرج وقفز الحمار ومن خلفه البغل من صدارة المجلس وأسرعوا للجلوس بجوار الفيل خلف الحضور واضعين ذيلهما خلف قوائمهما الخلفية من شدة الذعر،


قررت ( البهائم ) أن تجلس جلسة هادئة وتتكلم في ( الدين ) حديث الفقه والشرع لكسر حاجز الرتابة وقلة الطعام في الغابة، كان ( الحمار ) يتصدر المجلس بينما الفيل إنزوى خلف الجالسين ماداً زلومته ليؤكد للحضور مدى إنتباهه .. حضر الجميع .. الثور والغراب والذئب والبقر والبغال والجاموس والبوم والزرافة والقرد .. الكل حضر إلا الأسد والغزال .. وبينما اشتد النقاش بين ( الحمار ) و ( البغل ) حول نكاح ( البعوضة )، حيث ذهب ( الحمار ) إلى جواز نكاح البعوضة إذا إقتضت الضرورة بينما ( البغل ) يري حرمانية النكاح مادامت البعوضة تبيض ولا تلد، حينها حضر الأسد والدماء تقطر من فمه فحدث هرج ومرج وقفز الحمار ومن خلفه البغل من صدارة المجلس وأسرعوا للجلوس بجوار الفيل خلف الحضور واضعين ذيلهما خلف قوائمهما الخلفية من شدة الذعر، إعتلى الأسد منصة الحضور صامتاً حتى سأله الثعلب عن سر الدماء التي تقطر من فمه، فأجاب الأسد أنها دماء الغزالة .. أفترستها وهي ( قائمة تصلي )، أفترستها لأحولها من بهيمة لشهيدة ثم صرخ في الحضور: تكبير، قالها وهو ينظر للحمار بغضب بسبب تجرؤه على اعتلاء المنصة في غيابه، فجعرت البهائم بالصياح كل بلغته، وهنا نظر الحمار للبغل وهو يرتعد وأسنانه تصطك من شدة الخوف وقال له: هل تظن أن الأسد سيفترسني أيضاً كما أفترس الغزالة وسأموت شهيداً؟ .. فأجابة البغل: عن أي شهيد تتحدث أيها الحمار؟ وهنا قاطعهما الفيل بقوله: وهل يدخل الجنة ( بهايم ) يابهيم .. إنها مجرد ( إشتغالة ) ليفترسنا بها الأسد بأسم الدين واحداً بعد آخر يا ( همج )!!

مجتمع البهائم

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
حين حضر الأسد والدماء تقطر من فمه حدث هرج ومرج وقفز الحمار ومن خلفه البغل من صدارة المجلس وأسرعوا للجلوس بجوار الفيل خلف الحضور واضعين ذيلهما خلف قوائمهما الخلفية من شدة الذعر،


قررت ( البهائم ) أن تجلس جلسة هادئة وتتكلم في ( الدين ) حديث الفقه والشرع لكسر حاجز الرتابة وقلة الطعام في الغابة، كان ( الحمار ) يتصدر المجلس بينما الفيل إنزوى خلف الجالسين ماداً زلومته ليؤكد للحضور مدى إنتباهه .. حضر الجميع .. الثور والغراب والذئب والبقر والبغال والجاموس والبوم والزرافة والقرد .. الكل حضر إلا الأسد والغزال .. وبينما اشتد النقاش بين ( الحمار ) و ( البغل ) حول نكاح ( البعوضة )، حيث ذهب ( الحمار ) إلى جواز نكاح البعوضة إذا إقتضت الضرورة بينما ( البغل ) يري حرمانية النكاح مادامت البعوضة تبيض ولا تلد، حينها حضر الأسد والدماء تقطر من فمه فحدث هرج ومرج وقفز الحمار ومن خلفه البغل من صدارة المجلس وأسرعوا للجلوس بجوار الفيل خلف الحضور واضعين ذيلهما خلف قوائمهما الخلفية من شدة الذعر، إعتلى الأسد منصة الحضور صامتاً حتى سأله الثعلب عن سر الدماء التي تقطر من فمه، فأجاب الأسد أنها دماء الغزالة .. أفترستها وهي ( قائمة تصلي )، أفترستها لأحولها من بهيمة لشهيدة ثم صرخ في الحضور: تكبير، قالها وهو ينظر للحمار بغضب بسبب تجرؤه على اعتلاء المنصة في غيابه، فجعرت البهائم بالصياح كل بلغته، وهنا نظر الحمار للبغل وهو يرتعد وأسنانه تصطك من شدة الخوف وقال له: هل تظن أن الأسد سيفترسني أيضاً كما أفترس الغزالة وسأموت شهيداً؟ .. فأجابة البغل: عن أي شهيد تتحدث أيها الحمار؟ وهنا قاطعهما الفيل بقوله: وهل يدخل الجنة ( بهايم ) يابهيم .. إنها مجرد ( إشتغالة ) ليفترسنا بها الأسد بأسم الدين واحداً بعد آخر يا ( همج )!!