الأربعاء، 14 يونيو 2006

مصريون على قمة العالم ( الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
كانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد. أحمد .. هكذا اطلق الأب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل !  
مدخل:
إن شعرت بالضآلة والاضطهاد فلن تجد في ذاتك إلا الخوف ولن ترى في الأخر إلا جبروته، لأن هزيمتك تبدأ في قلبك أولا قبل أن تحل على المحيط الذي تعيش بداخله، ولأن القلب لبنة الوطن فإن الوطن يصبح رهينة مشاعرك بالنصر أو اليأس، أن استشعرت النصر والكبرياء انتصرت وانتصر، وإن تملكتك مشاعر الإحباط والضآلة واستسلمت لعقد الاضطهاد ضاع منك كل شئ لأن الله ومن ثم العالم لايعترفان إلا بالأقوى.
اهداء:
الى كل المصريين الشرفاء الذين أصروا بإبداعاتهم على اعتلاء قمة الوجود الإنساني فإرتفع بوجودهم اسم مصر والمصريين اقدم ملامح من سيرة ثلاثة من ابناء مصر الشرفاء.

ولايسعني وقبل أن أنتهي من هذا التمهيد القصير إلا أن اتوجه بالشكر إلى اسماء اخرى مصرية اضاءت لي مساحة كبيرة من طريق معرفة شخصية العالم الدكتور محمد النشائي وهي اسماء لاتقل في قيمتها وعظمتها عن قيمة وعظمة كل من ارتفع بإبداعه وجهده ليضع لبنة طيبة في جدار الوجود الإنساني وهم:
الاستاذ/ الصحفي والروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير اخبار الأدب
الأستاذ الدكتور / احمد فؤاد باشا نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد كلية العلوم
الأستاذ/ احمد بلح كاتب علمي متخصص 

1 - الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية

"انني ادين بهذه الجائزة لعائلتي ولوطني الأم مصر" احمد زويل

"أن جامعة كالتك تعيش الآن عاما من النجاح والتفوق والسعادة وذلك بسبب حصولها علي المركز الأول هذا العام بين جامعات الولايات المتحدة الامريكية كما ان من بين أعضاءها .العالم الأول في الكيمياء لهذا العام الدكتور أحمد زويل" دافيد بالتيمور أستاذ علم الأحياء و رئيس جامعة كالتك

" ان عمل زويل قد غير نظرة العلماء الي ديناميكية التفاعلات الكيمياء تغييرا جذريا, فإن دراسة الأحداث والتفاعلات الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية .التي تحدث في ثانية الفيمتو يعتبر أعظم إنجاز للإنسان خلال القرن الماضي" رودلف ماركوس أستاذ الكيمياء بجامعة كالتك والفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1992

" إن إنجازا الدكتور زويل لا يمكن أن يوصف إلا أنه رائعا, وأضاف أن الدكتور زويل يستحق هذه الجائزة عن جدارة ويستحق كل التقدير والتكريم, وان الدكتور زويل يعتبر قدوة لكل مصري وعربي .وأن عمله يحفز كل العلماء المصريين علي الاحتذاء به لتقديم المزيد والمزيد من التقدم العلمي " عمرو موسي وزير الخارجية المصري

" إن الدكتور أحمد زويل الذي يحمل الجنسية المصرية والأمريكية قد فاز بالجائزة لأنه إستطاع ان يظهر للعالم انه من الممكن بإستخدام تكنولوجيا الليزر الحديثة مشاهدة ومراقبة الذرات وهي تتحد لتكوين جزيئات أثناء التفاعل الكيميائي, وأن دراساته الرائدة في مجال التفاعلات الكيميائية قد أضافت الكثير لعلم الكيمياء والعلوم المرتبطة به وذلك منذ أواخر عام 1980 التي شهدت ولادة اكتشافه المذهل كيمياء الفيمتو بإستخدام كاميرات خاصة فائقة .السرعة لتصوير التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها و أن اكتشاف الدكتور أحمد زويل هذا قد مكننا من رؤية حركة الذرات كما تخيلها العلم وأنها لم تعد غير مرئية لنا .مما يعد إضافة غير مسبوقة لهذا لعلم الكيمياء" الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم

26 فبراير 1946، احدى ليالي الشتاء في منزل الأستاذ حسني زويل بمدينة دمنهور محافظة البحيرة ، كان المنزل يضج بحركة نسائية غير عادية إذ ينتظر الجميع قدوم ضيفاً جديداً على العائلة، كان بيتاً بسيطاً ومتواضعاً كغالب بيوت المصريين الشرفاء، وكانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد.
احمد .. هكذا اطلق الاب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل ، نظر بسعادة الى اخو زوجته الأستاذ علي ربيع حماد فأومأ له رأسه بالموافقة أذ وقع الاسم علية وقع المطمئنين وصار احمد ذلك الطفل النابغة هادئ الطباع الذي لازم اباه وانتقل معه في زمن الصبا من دمنهور الى دسوق بسبب تغيير محل عمل والده رغم ارتباطه النفسي وحبه الجم لخاله الاستاذ علي ربيع حماد الذي وعده ليلة السفر إلى دسوق إن تفوق في دراسته ودخل جامعة الأسكندرية فلن يعيش طيلة فترة الدراسة إلا معه في منزله بدمنهور، كرر الخال وعده مرة ثانية اثناء مغادرة احمد دمنهور متجهاً إلى دسوق مع والده ووالدته واخوته الصغار هانم وسهام ونعمة وقال له أن 8 ش10 منشية إفلاقة دمنهور في استقبالك شريطة أن تتفوق وتدخل جامعة الأسكندرية وهو ماحدث بالفعل عام 1963 حين التحق بكلية العلوم جامعة الأسكندرية لمدة اربعة سنوات عاشها كلها مع خاله الاستاذ علي ربيع حماد إلى أن تخرج منها عام 1967 حاصلاً على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ثم تقدم لنيل درجة الماجستير حيث استطاع انهاء رسالته في ثمانية اشهر فقط ، لكن بيروقراطية الجامعات لم تسمح له بمناقشتها إلا بعد استكمال المدة المقررة لها، وهي حسب قوانين الجامعة عامان حيث تم له في العام 1969 الحصول على الماجستير عن بحثه الذي تقدم به في علم الاطياف.
كان تفوق زويل ونهمه الشديد للعلم هما الدافع الرئيس لأن يستكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنه كان يعمل وقتها ومنذ أن كان طالباً في السنة الثالثة بكلية العلوم في شركة شل للبترول فرع الاسكندرية، كان قراراً نهائياً بالسفر فتخصصه نادر والبلد تعيش بعد النكسة حالة اللاحرب واللا سلم ولابد له من اتخاذ خطوة جادة ربما تكون صعبة لكن لابد من أن تكون خطوة لاتحمل في طياتها حالة مايسمى بحالة الفعل واللافعل وسافر زويل لأميركا واستقر بجامعة بنسلفانيا التي نال منها رسالة الدكتوراه اوائل عام 1974.
حينما ينتصر الوطن فإن ابناءه تكون اقدر على النجاح واتخاذ القرار الصائب بخلاف زمن الهزيمة بل وأن تعلي هي ايضاً من شأن الوطن ورفعته، لقد كانت مصر عام 1974 في ازهى لحظات انتصارها، انها لحظات لايستشعرها إلا الذين يعيشون خارج الوطن ذاته وتدفعهم حالة الإنتصار هذه وكأنها تضخ في عروقهم دماءً جديدة في أن يتوجوا هذا الإنتصار بانتصارات خاصة بهم تعضد من معنى الإنتصار العام وتحافظ على وجوده ومن هنا قبل زويل أن ينضم لفريق الأبحاث بجامعة بيركلي بولاية كالفورنيا واستمر بها عامين كاملين حتى التحق في عام 1976 بكلية كالتك ليعمل بها كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين من عمره حيث تم تكليفه بإجراء بحث ومنحه 65 الف دولار هذا بخلاف معملين بكامل تجهيزاتهما وحجرة مكتب خاصة به، واشترطوا عليه خلال 6 سنوات ان يحقق ابحاثا واكتشافات لها قيمتها، فإذا نجح يعين في الجامعة، واذا اخفق يترك الجامعة. ولكن بعد مرور اربعة اشهر قررت الجامعة تثبيته بل ومنحه في عام 1982 لقب الاستاذية لانه حقق بحثا هاما تم نشره في الدوريات العالمية بل وأطلقوا عليه فرويد الذرة المعاصر حتى أتي عام 1990 ليتم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج،وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "ثانية الفيمتو" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, ولقد تسلم جائزته في إحتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد .وغيرهم ، وبعدها احتل زويل كرسي استاذ الليزر بجامعة »كالينك« ليونسي باولنج عالم الفيزياء الذي فاز بجائزة نوبل، واصبح ايضاً مديرا لمعمل اشعة الليزر فيها. وكتب العديد من الابحاث في مجال الليزر (350 بحثا) وألف 6 كتب متخصصة في هذا العلم. وقد حصل زويل على 23 جائزة اميركية بخلاف الجوائز الاخرى ونال عضوية الجمعية الاميركية للعلوم والفنون الانسانية وعمل استاذاً زائراً في جامعات عديدة في اميركا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا ومصر والسعودية. 
ومنحته جامعة اكسفورد الدكتوراه الفخرية، ولم تقتصر جهود زويل عند هذا الحد بل أنه قام باختراع الكاميرا السحرية المسماة: »كاميرا »الفيمتو« (وهي الكاميرا التي نجحت في تصوير ولادة وموت الخلايا بحجم الانسان في اقل من واحد من البليون جزء في الثانية. 
ولم ينته به المطاف في نيل ارفع الدرجات العلمية والأوسمة عند ذلك فنال عدة اوسمة وجوائز اخرى منها: وسام ليونار دافنشي من فرنسا ووسام الملك فيصل عام 1989 ووسام العلوم من مصر تسلمه من الرئيس مبارك في احتفال العيد الاول للبحث العلمي عام 1990وكذلك جائزة وكالة »ناسا« للفضاء 1991، وفي 30/4/1998 كرمته مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الاميركية وتسلم منها الوسام الذي اهدته إياه مؤسسة بنيامين فرانكلين الاميركية وهو الوسام نفسه الذي منحته من قبل لكل من اينشتاين ومدام كوري واديسون وغراهام بل كما سجل اسمه في الكتاب التاريخي لعلماء اميركا وفي العام 1999تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء ليصبح أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء.
والدكتور أحمد زويل متزوج من الطبيبة السورية ديما الفحام وهي تعمل طبيبة في مجال الصحة العامة، ولهما أربعة أولاد: مها، وأماني ونبيل وهاني ، وهو يعيش حاليا في .سان مارينو بولاية كاليفورنيا. 


ماهي نظرية الفيمتو ثانية " تجميد الزمن "

هو مقياس جديد للزمن يستطيع قياس الكيفية التي تتحرك بها الذرات داخل الجزيئات خلال التفاعل الكيميائي عن طريق قياس الأشياء بتجميدها ثم إمكانية تصويرها بعد ذلك من خلال الفيمتو ثانية وهي جزء من البليون جزء من الثانية الواحدة، وقد قالت الأكاديمية المانحة لجائزة نوبل اثناء تسليمها زويل هذة الجائزة انها تمنحه اياها لإنجازاته الرائدة في التفاعلات الكيميائية الاساسية باستخدام ومضات اشعة الليزر القصيرة في وقت حدوث التفاعلات, وأن إسهامات الدكتور أحمد زويل قد أحدثت ثورة في الكيمياء والعلوم التي تتعلق بها لأن هذا الإنجاز الهائل يمكننا من فهم وشرح وتوقع العديد من التفاعلات الهامة التي لم .يكن من الممكن قبل ذلك ملاحظتها كما أضافت الأكاديمية أن عمل الدكتور أحمد زويل في أواخر عام 1980 أدي الي ميلاد كيمياء الفيمتو "FemtoChemistry" وهي إستخدام كاميرات خاصة فائقة السرعة لملاحظة التفاعلات الكيميائية بسرعة ثانية الفيمتو .وهي أقل وحدة زمنية في الثانية الواحدة وأضافت أيضا اننا قد وصلنا الي نهاية الطريق , وأنه لا يوجد تفاعلات كيميائية تحدث بسرعة أكثر من سرعة ثانية الفيمتو, .ونحن الآن نستطيع أن نري التحركات للذرات الفردية كما نتخيلها, فلم تعد تلك الذرات غير مرئية لنا.

مصريون على قمة العالم ( الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
كانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد. أحمد .. هكذا اطلق الأب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل !  
مدخل:
إن شعرت بالضآلة والاضطهاد فلن تجد في ذاتك إلا الخوف ولن ترى في الأخر إلا جبروته، لأن هزيمتك تبدأ في قلبك أولا قبل أن تحل على المحيط الذي تعيش بداخله، ولأن القلب لبنة الوطن فإن الوطن يصبح رهينة مشاعرك بالنصر أو اليأس، أن استشعرت النصر والكبرياء انتصرت وانتصر، وإن تملكتك مشاعر الإحباط والضآلة واستسلمت لعقد الاضطهاد ضاع منك كل شئ لأن الله ومن ثم العالم لايعترفان إلا بالأقوى.
اهداء:
الى كل المصريين الشرفاء الذين أصروا بإبداعاتهم على اعتلاء قمة الوجود الإنساني فإرتفع بوجودهم اسم مصر والمصريين اقدم ملامح من سيرة ثلاثة من ابناء مصر الشرفاء.

ولايسعني وقبل أن أنتهي من هذا التمهيد القصير إلا أن اتوجه بالشكر إلى اسماء اخرى مصرية اضاءت لي مساحة كبيرة من طريق معرفة شخصية العالم الدكتور محمد النشائي وهي اسماء لاتقل في قيمتها وعظمتها عن قيمة وعظمة كل من ارتفع بإبداعه وجهده ليضع لبنة طيبة في جدار الوجود الإنساني وهم:
الاستاذ/ الصحفي والروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير اخبار الأدب
الأستاذ الدكتور / احمد فؤاد باشا نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد كلية العلوم
الأستاذ/ احمد بلح كاتب علمي متخصص 

1 - الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية

"انني ادين بهذه الجائزة لعائلتي ولوطني الأم مصر" احمد زويل

"أن جامعة كالتك تعيش الآن عاما من النجاح والتفوق والسعادة وذلك بسبب حصولها علي المركز الأول هذا العام بين جامعات الولايات المتحدة الامريكية كما ان من بين أعضاءها .العالم الأول في الكيمياء لهذا العام الدكتور أحمد زويل" دافيد بالتيمور أستاذ علم الأحياء و رئيس جامعة كالتك

" ان عمل زويل قد غير نظرة العلماء الي ديناميكية التفاعلات الكيمياء تغييرا جذريا, فإن دراسة الأحداث والتفاعلات الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية .التي تحدث في ثانية الفيمتو يعتبر أعظم إنجاز للإنسان خلال القرن الماضي" رودلف ماركوس أستاذ الكيمياء بجامعة كالتك والفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1992

" إن إنجازا الدكتور زويل لا يمكن أن يوصف إلا أنه رائعا, وأضاف أن الدكتور زويل يستحق هذه الجائزة عن جدارة ويستحق كل التقدير والتكريم, وان الدكتور زويل يعتبر قدوة لكل مصري وعربي .وأن عمله يحفز كل العلماء المصريين علي الاحتذاء به لتقديم المزيد والمزيد من التقدم العلمي " عمرو موسي وزير الخارجية المصري

" إن الدكتور أحمد زويل الذي يحمل الجنسية المصرية والأمريكية قد فاز بالجائزة لأنه إستطاع ان يظهر للعالم انه من الممكن بإستخدام تكنولوجيا الليزر الحديثة مشاهدة ومراقبة الذرات وهي تتحد لتكوين جزيئات أثناء التفاعل الكيميائي, وأن دراساته الرائدة في مجال التفاعلات الكيميائية قد أضافت الكثير لعلم الكيمياء والعلوم المرتبطة به وذلك منذ أواخر عام 1980 التي شهدت ولادة اكتشافه المذهل كيمياء الفيمتو بإستخدام كاميرات خاصة فائقة .السرعة لتصوير التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها و أن اكتشاف الدكتور أحمد زويل هذا قد مكننا من رؤية حركة الذرات كما تخيلها العلم وأنها لم تعد غير مرئية لنا .مما يعد إضافة غير مسبوقة لهذا لعلم الكيمياء" الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم

26 فبراير 1946، احدى ليالي الشتاء في منزل الأستاذ حسني زويل بمدينة دمنهور محافظة البحيرة ، كان المنزل يضج بحركة نسائية غير عادية إذ ينتظر الجميع قدوم ضيفاً جديداً على العائلة، كان بيتاً بسيطاً ومتواضعاً كغالب بيوت المصريين الشرفاء، وكانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد.
احمد .. هكذا اطلق الاب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل ، نظر بسعادة الى اخو زوجته الأستاذ علي ربيع حماد فأومأ له رأسه بالموافقة أذ وقع الاسم علية وقع المطمئنين وصار احمد ذلك الطفل النابغة هادئ الطباع الذي لازم اباه وانتقل معه في زمن الصبا من دمنهور الى دسوق بسبب تغيير محل عمل والده رغم ارتباطه النفسي وحبه الجم لخاله الاستاذ علي ربيع حماد الذي وعده ليلة السفر إلى دسوق إن تفوق في دراسته ودخل جامعة الأسكندرية فلن يعيش طيلة فترة الدراسة إلا معه في منزله بدمنهور، كرر الخال وعده مرة ثانية اثناء مغادرة احمد دمنهور متجهاً إلى دسوق مع والده ووالدته واخوته الصغار هانم وسهام ونعمة وقال له أن 8 ش10 منشية إفلاقة دمنهور في استقبالك شريطة أن تتفوق وتدخل جامعة الأسكندرية وهو ماحدث بالفعل عام 1963 حين التحق بكلية العلوم جامعة الأسكندرية لمدة اربعة سنوات عاشها كلها مع خاله الاستاذ علي ربيع حماد إلى أن تخرج منها عام 1967 حاصلاً على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ثم تقدم لنيل درجة الماجستير حيث استطاع انهاء رسالته في ثمانية اشهر فقط ، لكن بيروقراطية الجامعات لم تسمح له بمناقشتها إلا بعد استكمال المدة المقررة لها، وهي حسب قوانين الجامعة عامان حيث تم له في العام 1969 الحصول على الماجستير عن بحثه الذي تقدم به في علم الاطياف.
كان تفوق زويل ونهمه الشديد للعلم هما الدافع الرئيس لأن يستكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنه كان يعمل وقتها ومنذ أن كان طالباً في السنة الثالثة بكلية العلوم في شركة شل للبترول فرع الاسكندرية، كان قراراً نهائياً بالسفر فتخصصه نادر والبلد تعيش بعد النكسة حالة اللاحرب واللا سلم ولابد له من اتخاذ خطوة جادة ربما تكون صعبة لكن لابد من أن تكون خطوة لاتحمل في طياتها حالة مايسمى بحالة الفعل واللافعل وسافر زويل لأميركا واستقر بجامعة بنسلفانيا التي نال منها رسالة الدكتوراه اوائل عام 1974.
حينما ينتصر الوطن فإن ابناءه تكون اقدر على النجاح واتخاذ القرار الصائب بخلاف زمن الهزيمة بل وأن تعلي هي ايضاً من شأن الوطن ورفعته، لقد كانت مصر عام 1974 في ازهى لحظات انتصارها، انها لحظات لايستشعرها إلا الذين يعيشون خارج الوطن ذاته وتدفعهم حالة الإنتصار هذه وكأنها تضخ في عروقهم دماءً جديدة في أن يتوجوا هذا الإنتصار بانتصارات خاصة بهم تعضد من معنى الإنتصار العام وتحافظ على وجوده ومن هنا قبل زويل أن ينضم لفريق الأبحاث بجامعة بيركلي بولاية كالفورنيا واستمر بها عامين كاملين حتى التحق في عام 1976 بكلية كالتك ليعمل بها كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين من عمره حيث تم تكليفه بإجراء بحث ومنحه 65 الف دولار هذا بخلاف معملين بكامل تجهيزاتهما وحجرة مكتب خاصة به، واشترطوا عليه خلال 6 سنوات ان يحقق ابحاثا واكتشافات لها قيمتها، فإذا نجح يعين في الجامعة، واذا اخفق يترك الجامعة. ولكن بعد مرور اربعة اشهر قررت الجامعة تثبيته بل ومنحه في عام 1982 لقب الاستاذية لانه حقق بحثا هاما تم نشره في الدوريات العالمية بل وأطلقوا عليه فرويد الذرة المعاصر حتى أتي عام 1990 ليتم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج،وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "ثانية الفيمتو" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, ولقد تسلم جائزته في إحتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد .وغيرهم ، وبعدها احتل زويل كرسي استاذ الليزر بجامعة »كالينك« ليونسي باولنج عالم الفيزياء الذي فاز بجائزة نوبل، واصبح ايضاً مديرا لمعمل اشعة الليزر فيها. وكتب العديد من الابحاث في مجال الليزر (350 بحثا) وألف 6 كتب متخصصة في هذا العلم. وقد حصل زويل على 23 جائزة اميركية بخلاف الجوائز الاخرى ونال عضوية الجمعية الاميركية للعلوم والفنون الانسانية وعمل استاذاً زائراً في جامعات عديدة في اميركا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا ومصر والسعودية. 
ومنحته جامعة اكسفورد الدكتوراه الفخرية، ولم تقتصر جهود زويل عند هذا الحد بل أنه قام باختراع الكاميرا السحرية المسماة: »كاميرا »الفيمتو« (وهي الكاميرا التي نجحت في تصوير ولادة وموت الخلايا بحجم الانسان في اقل من واحد من البليون جزء في الثانية. 
ولم ينته به المطاف في نيل ارفع الدرجات العلمية والأوسمة عند ذلك فنال عدة اوسمة وجوائز اخرى منها: وسام ليونار دافنشي من فرنسا ووسام الملك فيصل عام 1989 ووسام العلوم من مصر تسلمه من الرئيس مبارك في احتفال العيد الاول للبحث العلمي عام 1990وكذلك جائزة وكالة »ناسا« للفضاء 1991، وفي 30/4/1998 كرمته مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الاميركية وتسلم منها الوسام الذي اهدته إياه مؤسسة بنيامين فرانكلين الاميركية وهو الوسام نفسه الذي منحته من قبل لكل من اينشتاين ومدام كوري واديسون وغراهام بل كما سجل اسمه في الكتاب التاريخي لعلماء اميركا وفي العام 1999تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء ليصبح أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء.
والدكتور أحمد زويل متزوج من الطبيبة السورية ديما الفحام وهي تعمل طبيبة في مجال الصحة العامة، ولهما أربعة أولاد: مها، وأماني ونبيل وهاني ، وهو يعيش حاليا في .سان مارينو بولاية كاليفورنيا. 


ماهي نظرية الفيمتو ثانية " تجميد الزمن "

هو مقياس جديد للزمن يستطيع قياس الكيفية التي تتحرك بها الذرات داخل الجزيئات خلال التفاعل الكيميائي عن طريق قياس الأشياء بتجميدها ثم إمكانية تصويرها بعد ذلك من خلال الفيمتو ثانية وهي جزء من البليون جزء من الثانية الواحدة، وقد قالت الأكاديمية المانحة لجائزة نوبل اثناء تسليمها زويل هذة الجائزة انها تمنحه اياها لإنجازاته الرائدة في التفاعلات الكيميائية الاساسية باستخدام ومضات اشعة الليزر القصيرة في وقت حدوث التفاعلات, وأن إسهامات الدكتور أحمد زويل قد أحدثت ثورة في الكيمياء والعلوم التي تتعلق بها لأن هذا الإنجاز الهائل يمكننا من فهم وشرح وتوقع العديد من التفاعلات الهامة التي لم .يكن من الممكن قبل ذلك ملاحظتها كما أضافت الأكاديمية أن عمل الدكتور أحمد زويل في أواخر عام 1980 أدي الي ميلاد كيمياء الفيمتو "FemtoChemistry" وهي إستخدام كاميرات خاصة فائقة السرعة لملاحظة التفاعلات الكيميائية بسرعة ثانية الفيمتو .وهي أقل وحدة زمنية في الثانية الواحدة وأضافت أيضا اننا قد وصلنا الي نهاية الطريق , وأنه لا يوجد تفاعلات كيميائية تحدث بسرعة أكثر من سرعة ثانية الفيمتو, .ونحن الآن نستطيع أن نري التحركات للذرات الفردية كما نتخيلها, فلم تعد تلك الذرات غير مرئية لنا.

الأحد، 11 يونيو 2006

الحلقة الثانية: حوار مع خطيب ثورة يوليو الضابط الحر وحيد رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

  

وطنية مشرفة باشا هي التي أدت لاغتياله

دخلت الحربية بواسطة مفتي الديار المصرية

أول يوم لي في الحربية اشتعلت شرارة الحرب العالمية الثانية

ملاحظة عجيبة وتكاد تكون مدهشة تلك التي لاحظتها في كل من قابلتهم منذ قررت البحث في التاريخ القديم والمعاصر وهي أن صناع التاريخ يحملون عناداً متشابهاً وذوي إرادة حديدية ولا يعرفون الهزيمة إطلاقا ولا يؤمنون إلا بما تمليه عليهم ضمائرهم، وبرغم السجن والنفي وربما التجويع والتعذيب لا يعترفون بالاضطهاد حتى وإن وقع – وقد وقع بالفعل على اغلبهم – ليقين استشعرته فيهم - من خبرة حواراتي معهم – أن مجرد الإحساس بتلك المشاعر السلبية تعني النهاية وعدم استحقاق الحياة، إذ أن الحياة لا تليق بمن داسته الأقدام فأرتضى عيشة النعال متلذذاً بمهانة كونه من شلة المضطهدين حتى وان كان لا يدري، لذلك فهم نجوم ساطعة ولا يتجاوبون أو يتشاركون في صناعة التاريخ إلا مع نجوم مثلهم.. هذا هو حالهم .. حال المنتصرين دائما .. حال من مسهم الضر فأصروا على المقاومة لتضئ دولة العدل داخلهم رغم الطغاة، وهاهو سعادة السفير وحيد رمضان أحد من شاركوا في صناعة تاريخ مصر المعاصر نلتقي به مرة أخرى لنستضئ من ذكريات كفاحة لعلها تأتينا بقبس.

وقفنا في الحلقة السابقة سعادة السفير على أن علي مصطفى مشرفة باشا عميد كلية العلوم استدعاكم في مكتبه وحذركم مع بقية الزملاء من نقل الكلية من العباسية للجيزة وكان دافعة في ذلك وخاصة معك انت على وجه الخصوص أن هناك علاقة إنسانية تربط بينكما فما هي تلك العلاقة سعادة السفير؟
كانت هناك علاقة انسانية بالفعل، هذا بالأضافة إلى كونه رئيس اتحاد كلية العلوم وانا سكرتير هذا الإتحاد

إذن هذه العلاقة المهنية هي ما أدت لحدوث علاقة إنسانية؟
ليست مهنية ولكنها علاقة نشاط كان له اهميته وقتذاك.

بالطبع .. ولكني كنت اقصد بمهنية اشتراكم في عمل واحد؟
هذا حقيقي .. خاصة أن الاتحادات في ذلك الوقت كان لها من الأهمية ما يدفع المؤسسات السياسية لأن تعمل لها ألف حساب.

وهل ارتضى هذه العلاقة رغم كونك طالب وهو دكتور؟
كان هناك نضج في كل شئ .. ثم أنك كنت بمجرد حصولك على الثانوية العامة تصير " أفندي " يعني شخص مسئول، وعليه فإن الإتحاد كان اتحاداً بمعناه السياسي المسئول، كنا جميعاً مسئولون.

يعني الإتحادات لم تكن لعب عيال أو واجهه " كوموفلاج " لإظهار أن في البلد ديموقراطية؟
 انتخابات الإتحاد كانت أقرب لانتخابات البرلمان، وكان المرشحون الطلبة أعضاء في أحزاب سياسية وأنا ترشحت تحت عباءة الوفد.

لكن ألم تكن هناك زيارات عائلية بمعنى صالون ثقافي أو سياسي أو ربما علمي في منزل مشرفة باشا؟
لا لم يكن هناك شئ من هذا القبيل.

إذن لم تحدث مثل هذه اللقاءات المنزلية؟
لا لم تحدث، وربما لم تحدث إلا في منزل النحاس باشا ومكرم عبيد باشا كما سبق وأشرت في حديث سابق.

هل هذا يعني أن مشرفة باشا لم يعنى بالسياسة أو لم يكن رجل سياسة على الأطلاق؟
اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

إذن كان له انتماءً حزبياً؟
بالطبع

ماذا كان انتماؤه؟
كان وفدياً .. بل أن حكومة الوفد هي التي قامت بتعيينه عميداً لكلية العلوم.

هل رأيتم منه موقفاً سياسياً معلنا يشهد عليه؟
الجميع في ذلك الوقت يا محيي كان لهم موقف معلن ضد الاحتلال والإنجليز والفساد، يعني كان موقفه مثل موقف كل المصريين الشرفاء وقد كنا جميعاً ضد الإحتلال.
هل توافقني الرأي سعادة السفير في انك وانت بإعدادي طب كنت طالباً نجماً بين زملاءه؟
أطلق عليها ما شئت .. لكني كنت ثورياً .. وكان موقفي واضح من الإنجليز .. وهذا –  ربما - ما جعلني ظاهراً بين أقراني .. أو ماتطلق عليه انت بلغة الدراما والمسرح نجومية.

معذرة سعادة السفير لكني اقصد كونك شاب في مقتبل العمر ويحمل ظهوراً متألقاً مادم تعبير نجومية لا تقبله ..
أقبله يا محيي مادامت أنت الذي تطلقه.. فأنت رجل مسرح أليس كذلك؟

قبولك هذا شرف لي سعادة السفير .. واسمح لي بشرق تكملة سؤالي لكم ....  كنتم تحملون ظهوراً متألقاً وفي مقتبل العمر وبدايات سلم المستقبل المضمون داخل كلية لها وزنها وقيمتها وهيبتها ستحقق لاريب هذا المستقبل وبترف، ثم فجأة تتحولون منها إلى الحربية، ألم يكن هذا اندفاعا في اتخاذ القرار سعادة السفير؟
كيف يكون الطموح اندفاعاً؟؟ .. من أول يوم دخلت فيه الثانوي قررت أن أدخل الحربية .. قرار الحربية لم يكن انفعال لحظة ولكنه جزء من ضميري الثوري .. أن لحظة كتابتي وأنا في الثانوي ببني سويف بطاقة الرغبات الخاصة بالجامعات ملأت الرغبات كلها باسم الكلية الحربية، كنت أؤمن لحظتها بأن الحربية هي سبيلي الوحيد للخلاص من الإنجليز، مهما كان مستقبل الطب رفيعاً ومترفاً.

لكنك قدمت أوراقك للطب أولاً ولم تقدمها للحربية؟
بالعكس انا قدمت اوراقي اولا للحربية وفور حصولي على الثانوية العامة عام 1937 ولكنني لم انجح في الكشف الطبي فدخلت الطب، ولكني لم أيأس وعليه قدمت أوراقي مرة اخرى عام 1939 للحربية مرة اخرى.

وهل قبلتك الحربية؟
قبلتني ونجحت والتحقت بها فعلياً في اول سبتمبر 1939

في اول يوم هاجمت القوات الألمانية بولندا مشعلةالشرارة الأولى للحرب العالمية الثانية؟
تمام .. انا دخلت الكلية في الظروف دي وهذه لها حكاية خاصة سنرويها لاحقاً.

إذن ضحيت بعامين كاملين في الطب مقابل أن تكون ضابطاً مصرياً
بالفعل هذا ما حدث .. الحربية بالنسبة لي كانت هدفاً مهماً وحينما اجتزته صار نقطة تحول في حياتي.

لكن ألم يعترض الوالد أو العائلة على قرارك هذا؟
بالطبع اعترض الوالد، فهو لم يكن يريدني في الحربية وامام عنادي واصراري استسلم لرغبتي ودخلت الحربية.

معرفتي بأحوال الجيش وقتذاك كانت لاتقبل إلا الواسطة فهل كان لك واسطة؟
نعم .. كان واسطتي في دخول الحربية الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت.

وهل قبل فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم أن يكون واسطتك للحربية ضد رغبة الوالد؟
هو كان صديق الوالد .. ولما استسلم الوالد لرغبتي تحدث مع صديقه الشيخ عبد المجيد سليم بشأن دخولي الحربية.

هل كان رفض الوالد دخولك الحربية نابعاً من ابتعاده عن السياسة أم أنه كان يقابل العناد بالعناد؟
والدي كان عالماً بالأزهر، وكان ككل علماء الأزهر في ذلك الوقت لهم موقف سياسي معلن وفي غاية القوة وهو ما ستندهش إذا ما عرفته.

وماهو ذلك الموقف سعادة السفير؟

وإلى الحلقة القادمة ان شاء الله

الحلقة الثانية: حوار مع خطيب ثورة يوليو الضابط الحر وحيد رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

  

وطنية مشرفة باشا هي التي أدت لاغتياله

دخلت الحربية بواسطة مفتي الديار المصرية

أول يوم لي في الحربية اشتعلت شرارة الحرب العالمية الثانية

ملاحظة عجيبة وتكاد تكون مدهشة تلك التي لاحظتها في كل من قابلتهم منذ قررت البحث في التاريخ القديم والمعاصر وهي أن صناع التاريخ يحملون عناداً متشابهاً وذوي إرادة حديدية ولا يعرفون الهزيمة إطلاقا ولا يؤمنون إلا بما تمليه عليهم ضمائرهم، وبرغم السجن والنفي وربما التجويع والتعذيب لا يعترفون بالاضطهاد حتى وإن وقع – وقد وقع بالفعل على اغلبهم – ليقين استشعرته فيهم - من خبرة حواراتي معهم – أن مجرد الإحساس بتلك المشاعر السلبية تعني النهاية وعدم استحقاق الحياة، إذ أن الحياة لا تليق بمن داسته الأقدام فأرتضى عيشة النعال متلذذاً بمهانة كونه من شلة المضطهدين حتى وان كان لا يدري، لذلك فهم نجوم ساطعة ولا يتجاوبون أو يتشاركون في صناعة التاريخ إلا مع نجوم مثلهم.. هذا هو حالهم .. حال المنتصرين دائما .. حال من مسهم الضر فأصروا على المقاومة لتضئ دولة العدل داخلهم رغم الطغاة، وهاهو سعادة السفير وحيد رمضان أحد من شاركوا في صناعة تاريخ مصر المعاصر نلتقي به مرة أخرى لنستضئ من ذكريات كفاحة لعلها تأتينا بقبس.

وقفنا في الحلقة السابقة سعادة السفير على أن علي مصطفى مشرفة باشا عميد كلية العلوم استدعاكم في مكتبه وحذركم مع بقية الزملاء من نقل الكلية من العباسية للجيزة وكان دافعة في ذلك وخاصة معك انت على وجه الخصوص أن هناك علاقة إنسانية تربط بينكما فما هي تلك العلاقة سعادة السفير؟
كانت هناك علاقة انسانية بالفعل، هذا بالأضافة إلى كونه رئيس اتحاد كلية العلوم وانا سكرتير هذا الإتحاد

إذن هذه العلاقة المهنية هي ما أدت لحدوث علاقة إنسانية؟
ليست مهنية ولكنها علاقة نشاط كان له اهميته وقتذاك.

بالطبع .. ولكني كنت اقصد بمهنية اشتراكم في عمل واحد؟
هذا حقيقي .. خاصة أن الاتحادات في ذلك الوقت كان لها من الأهمية ما يدفع المؤسسات السياسية لأن تعمل لها ألف حساب.

وهل ارتضى هذه العلاقة رغم كونك طالب وهو دكتور؟
كان هناك نضج في كل شئ .. ثم أنك كنت بمجرد حصولك على الثانوية العامة تصير " أفندي " يعني شخص مسئول، وعليه فإن الإتحاد كان اتحاداً بمعناه السياسي المسئول، كنا جميعاً مسئولون.

يعني الإتحادات لم تكن لعب عيال أو واجهه " كوموفلاج " لإظهار أن في البلد ديموقراطية؟
 انتخابات الإتحاد كانت أقرب لانتخابات البرلمان، وكان المرشحون الطلبة أعضاء في أحزاب سياسية وأنا ترشحت تحت عباءة الوفد.

لكن ألم تكن هناك زيارات عائلية بمعنى صالون ثقافي أو سياسي أو ربما علمي في منزل مشرفة باشا؟
لا لم يكن هناك شئ من هذا القبيل.

إذن لم تحدث مثل هذه اللقاءات المنزلية؟
لا لم تحدث، وربما لم تحدث إلا في منزل النحاس باشا ومكرم عبيد باشا كما سبق وأشرت في حديث سابق.

هل هذا يعني أن مشرفة باشا لم يعنى بالسياسة أو لم يكن رجل سياسة على الأطلاق؟
اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

إذن كان له انتماءً حزبياً؟
بالطبع

ماذا كان انتماؤه؟
كان وفدياً .. بل أن حكومة الوفد هي التي قامت بتعيينه عميداً لكلية العلوم.

هل رأيتم منه موقفاً سياسياً معلنا يشهد عليه؟
الجميع في ذلك الوقت يا محيي كان لهم موقف معلن ضد الاحتلال والإنجليز والفساد، يعني كان موقفه مثل موقف كل المصريين الشرفاء وقد كنا جميعاً ضد الإحتلال.
هل توافقني الرأي سعادة السفير في انك وانت بإعدادي طب كنت طالباً نجماً بين زملاءه؟
أطلق عليها ما شئت .. لكني كنت ثورياً .. وكان موقفي واضح من الإنجليز .. وهذا –  ربما - ما جعلني ظاهراً بين أقراني .. أو ماتطلق عليه انت بلغة الدراما والمسرح نجومية.

معذرة سعادة السفير لكني اقصد كونك شاب في مقتبل العمر ويحمل ظهوراً متألقاً مادم تعبير نجومية لا تقبله ..
أقبله يا محيي مادامت أنت الذي تطلقه.. فأنت رجل مسرح أليس كذلك؟

قبولك هذا شرف لي سعادة السفير .. واسمح لي بشرق تكملة سؤالي لكم ....  كنتم تحملون ظهوراً متألقاً وفي مقتبل العمر وبدايات سلم المستقبل المضمون داخل كلية لها وزنها وقيمتها وهيبتها ستحقق لاريب هذا المستقبل وبترف، ثم فجأة تتحولون منها إلى الحربية، ألم يكن هذا اندفاعا في اتخاذ القرار سعادة السفير؟
كيف يكون الطموح اندفاعاً؟؟ .. من أول يوم دخلت فيه الثانوي قررت أن أدخل الحربية .. قرار الحربية لم يكن انفعال لحظة ولكنه جزء من ضميري الثوري .. أن لحظة كتابتي وأنا في الثانوي ببني سويف بطاقة الرغبات الخاصة بالجامعات ملأت الرغبات كلها باسم الكلية الحربية، كنت أؤمن لحظتها بأن الحربية هي سبيلي الوحيد للخلاص من الإنجليز، مهما كان مستقبل الطب رفيعاً ومترفاً.

لكنك قدمت أوراقك للطب أولاً ولم تقدمها للحربية؟
بالعكس انا قدمت اوراقي اولا للحربية وفور حصولي على الثانوية العامة عام 1937 ولكنني لم انجح في الكشف الطبي فدخلت الطب، ولكني لم أيأس وعليه قدمت أوراقي مرة اخرى عام 1939 للحربية مرة اخرى.

وهل قبلتك الحربية؟
قبلتني ونجحت والتحقت بها فعلياً في اول سبتمبر 1939

في اول يوم هاجمت القوات الألمانية بولندا مشعلةالشرارة الأولى للحرب العالمية الثانية؟
تمام .. انا دخلت الكلية في الظروف دي وهذه لها حكاية خاصة سنرويها لاحقاً.

إذن ضحيت بعامين كاملين في الطب مقابل أن تكون ضابطاً مصرياً
بالفعل هذا ما حدث .. الحربية بالنسبة لي كانت هدفاً مهماً وحينما اجتزته صار نقطة تحول في حياتي.

لكن ألم يعترض الوالد أو العائلة على قرارك هذا؟
بالطبع اعترض الوالد، فهو لم يكن يريدني في الحربية وامام عنادي واصراري استسلم لرغبتي ودخلت الحربية.

معرفتي بأحوال الجيش وقتذاك كانت لاتقبل إلا الواسطة فهل كان لك واسطة؟
نعم .. كان واسطتي في دخول الحربية الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت.

وهل قبل فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم أن يكون واسطتك للحربية ضد رغبة الوالد؟
هو كان صديق الوالد .. ولما استسلم الوالد لرغبتي تحدث مع صديقه الشيخ عبد المجيد سليم بشأن دخولي الحربية.

هل كان رفض الوالد دخولك الحربية نابعاً من ابتعاده عن السياسة أم أنه كان يقابل العناد بالعناد؟
والدي كان عالماً بالأزهر، وكان ككل علماء الأزهر في ذلك الوقت لهم موقف سياسي معلن وفي غاية القوة وهو ما ستندهش إذا ما عرفته.

وماهو ذلك الموقف سعادة السفير؟

وإلى الحلقة القادمة ان شاء الله