السبت، 15 ديسمبر 2007

ثلاثون عاما على زيارة القدس وسيناريو جديد للحرب على مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
يقول "داني روتشيلد" المدير السابق لعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية: "إن الإدارة الأمريكية تضع إسرائيل في موقف صعب جداً مع الشعب الأمريكي، بمحاولتها تقديم إسرائيل كذريعة لحربها الفاشلة في العراق، ولتبرير فقدان مزيد من الأسر الأمريكية لأبنائها في هذه الحرب كل يوم"!
معاهدة فرساي فرضت على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى وكانت هي نفسها الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الثانية فهل تكون كامب ديفيد لها نفس الجذوة التي تريد إسرائيل استغلالها لإشعال حروب جديدة تستنزف بها المنطقة لصالح سيطرتها وتفوقها؟
يقول الوزير الإسرائيلي ناتان شارنسكي في كتابه الصادر عام 2005  تحت اسم ‏'‏ دفاعا عن الديمقراطية‏' حقيقة أن السلام بين مصر وإسرائيل استمر لمدة خمسة وعشرين عاما لكنه لا يبعث أطلاقا علي الاطمئنان إذ  أن الحدود الإسرائيلية مع سوريا هادئة أيضا طوال نفس الفترة رغم عدم وجود معاهدة سلام معها‏.‏ ويضيف أن السبب الحقيقي لاستمرار هذا الهدوء علي الجبهتين هو‏'‏ قوة الردع الإسرائيلية،‏ ثم يتساءل‏:‏ 
"إذا كانت مصر وإسرائيل في حالة سلام حقيقي بالفعل فلماذا يبقي احتمال قيام حرب مستقبلية بين البلدين أمراً لا يمكن استبعاده؟"
وهو ما كشف عته وزير الدفاع الإسرائيلي "شاؤول موفاز" في حديث لصحيفة (معاريف) السبت 18 أكتوبر 2003 أن وحدات نظامية للجيش الصهيوني تدرَّبت بالفعل في العامَين الأخيرين 2001 – 2002 على مواقع بصحراء النقب، شبيهةً بصحراء سيناء؛ تحسبًا لأي معارك مع الجيش المصري، وأن الموساد رصد معلومات عن زيادة حجم القوات المصرية ووسائلها القتالية الجديدة، وأضاف أن بلاده طلبت من واشنطن عدم بيع قنابل لمصر للحفاظ على التفوق القتالي لجيش الدفاع تحسبًا لأي مواجهة مقبلة -  ويزعم ناتان شارنسكي أنه منذ أن تم توقيع اتفاق سلام بين البلدين‏'‏ فإن مصر أصبحت أحد أكثر الدول المعادية للسامية في العالم العربي!‏ وفي الواقع فإن الكراهية الشديدة التي تنبع من مصر اليوم هو نموذج واضح لكيفية استخدام خطر عدو خارجي من أجل الحفاظ علي الاستقرار الداخلي‏.'‏ ويضيف قي الفصل الثالث من كتابه أنه‏'‏ من غير المستغرب ومنذ توقيع اتفاق السلام المصري الإسرائيلي منذ ‏25‏ عاما إن الحكومة المصرية حاولت الحصول فقط علي كل فوائد اتفاق السلام من أرض ومال وشرعية ولكن من دون أن تدفع الثمن. 
هذا ابرز مايمكن اخذه من عناوين سريعة داخل كتاب الوزير الإسرائيلي ناتان شارنسكي ‏'‏ دفاعا عن الديمقراطية‏'  والذي يدفغنا في حال تصور سيناريو حرب محتملة بين مصر وإسرائيل أن ننفض الغبار أولاً عن بعض سيناريوهات أخرى تتعلق جذرياً بالموضوع ومن شأنها رسم خطوط عريضة لملامح مستقبل يتأرجح – ربما - فوق صفيح ساخن. 
يقول "داني روتشيلد" المدير السابق لعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية: "إن الإدارة الأمريكية تضع إسرائيل في موقف صعب جداً مع الشعب الأمريكي، بمحاولتها تقديم إسرائيل كذريعة لحربها الفاشلة في العراق، ولتبرير فقدان مزيد من الأسر الأمريكية لأبنائها في هذه الحرب كل يوم". ويضيف "روتشيلد": "مسئولية قرار غزو العراق لا تتحملها إسرائيل، وإنما يتحملها أولئك الذين صوتوا لمصلحة هذا القرار داخل الكونجرس، ومن يقف وراءهم من شركات نفطية، ومقاولين عسكريين، فضلاً عن أجهزة الإعلام والجماعات اليمينية المتطرفة، وقبل أولئك جميعاً الرئيس بوش وصقور إدارته من المحافظين الجدد فهل  "داني روتشيلد" صادق في هذا الذي يدعيه؟
يقول داني جليرمان رئيس اتحاد الغرف التجارية في اسرائيل ان النصر الأمريكي على العراق سيجلب العديد من الفوائد الاقتصادية لاسرائيل، اهمها ثلاث فوائد هي: 

1. حصول اسرائيل على النفط العراقي تحت اشراف أميركي وبأسعار مخفضة.

2. تراجع المخاطر الامنية التي تهدد اسرائيل مما سيؤدي الى تقليص النفقات الامنية وانعاش الاقتصاد الاسرائيلي وهذا – ربما -  ما أكده الجنرال" بول كيرن"، قائد سلاح تموين الجيش الأمريكي، الذي كشف النقاب عن  أن الطلب المتزايد على الذخيرة في الحرب، فاق ما ينتجه المصنع العسكري الأمريكي الوحيد المتخصص في إنتاج الأسلحة الخفيفة، وأوضح أن الولايات المتحدة، استنزفت مخزونها الاستراتيجي من الذخائر المعدة للاستخدام في الحروب، مما اضطرها إلى شراء 70 مليون طلقة شهريا من " إسرائيل"..

3. أما الهدف الأخير فهو  فتح السوق العراقي للبضائع الاسرائيلية.

والملفت للنظر أن هناك بعض المسؤولين الأمريكيين، وحتى ضمن ادارة الرئيس جورج دبليو بوش، يتساءلون حول الدور المباشر لاسرائيل في دخول الولايات المتحدة الحرب. وكان مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي على سبيل المثال كان قد اعلن منذ فترة بأنه يبحث في امكانية ان تكون حكومة اجنبية قد قامت بمناورات ترمي الى زيادة دعم فكرة الحملة العسكرية ضد العراق وقد علق على هذا الإعلان مسؤول في جهاز الموساد الاسرائيلي بالقول: ان اسرائيل هي المعنية بوضوح بذلك. و ما يصعق المراقب الحالي هو ان تاريخ هذه الحرب كان قد تمّ كتابته قبل سنوات من احداث الحادي عشر من سبتمبر حيث تبين ومنذ اللحظة الأولى التي بدأ التخطيط فيها لغزو العراق 20 مارس 2003، أن الأصابع الصهيونية تلعب دورا رئيسيا في التهيئة لهذا الغزو، يقول سيتوارت آيزن شتاين وكيل وزاره الشؤون الاقتصاديه في محاضره له بمعهد واشنطن: يجب ايجاد تعريف جديد للمصالح الامريكية : 1- مصالح حيويه  2- مصالح مهمه  3- مصالح مفيده . والشرق الاوسط في مركز المصالح الحيويه بسبب ( امن اسرائيل – الطاقه – عمليه السلام – دعم التعدديه والديموقراطيه – الموقع الاستراتيجي ) وعليه ومن سياق هذا التعريف وفي عام 1996وفي أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين قام قسم البحوث في الاستراتيجيات الحديث العهد والتابع لمعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية بتكليف عدد من الباحثين لإجراء سلسلة من الدراسات حول كيفية إبطال اتفاقات أوسلو بهدف تقديمها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو. وكانت أهم دراسة في هذه السلسلة تحمل العنوان " فرصة نظيفة: استراتيجية جديدة لحفظ أمن اسرائيل." وهي موضوع الحلقة القادمة بإذن الله.

ثلاثون عاما على زيارة القدس وسيناريو جديد للحرب على مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
يقول "داني روتشيلد" المدير السابق لعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية: "إن الإدارة الأمريكية تضع إسرائيل في موقف صعب جداً مع الشعب الأمريكي، بمحاولتها تقديم إسرائيل كذريعة لحربها الفاشلة في العراق، ولتبرير فقدان مزيد من الأسر الأمريكية لأبنائها في هذه الحرب كل يوم"!
معاهدة فرساي فرضت على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى وكانت هي نفسها الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الثانية فهل تكون كامب ديفيد لها نفس الجذوة التي تريد إسرائيل استغلالها لإشعال حروب جديدة تستنزف بها المنطقة لصالح سيطرتها وتفوقها؟
يقول الوزير الإسرائيلي ناتان شارنسكي في كتابه الصادر عام 2005  تحت اسم ‏'‏ دفاعا عن الديمقراطية‏' حقيقة أن السلام بين مصر وإسرائيل استمر لمدة خمسة وعشرين عاما لكنه لا يبعث أطلاقا علي الاطمئنان إذ  أن الحدود الإسرائيلية مع سوريا هادئة أيضا طوال نفس الفترة رغم عدم وجود معاهدة سلام معها‏.‏ ويضيف أن السبب الحقيقي لاستمرار هذا الهدوء علي الجبهتين هو‏'‏ قوة الردع الإسرائيلية،‏ ثم يتساءل‏:‏ 
"إذا كانت مصر وإسرائيل في حالة سلام حقيقي بالفعل فلماذا يبقي احتمال قيام حرب مستقبلية بين البلدين أمراً لا يمكن استبعاده؟"
وهو ما كشف عته وزير الدفاع الإسرائيلي "شاؤول موفاز" في حديث لصحيفة (معاريف) السبت 18 أكتوبر 2003 أن وحدات نظامية للجيش الصهيوني تدرَّبت بالفعل في العامَين الأخيرين 2001 – 2002 على مواقع بصحراء النقب، شبيهةً بصحراء سيناء؛ تحسبًا لأي معارك مع الجيش المصري، وأن الموساد رصد معلومات عن زيادة حجم القوات المصرية ووسائلها القتالية الجديدة، وأضاف أن بلاده طلبت من واشنطن عدم بيع قنابل لمصر للحفاظ على التفوق القتالي لجيش الدفاع تحسبًا لأي مواجهة مقبلة -  ويزعم ناتان شارنسكي أنه منذ أن تم توقيع اتفاق سلام بين البلدين‏'‏ فإن مصر أصبحت أحد أكثر الدول المعادية للسامية في العالم العربي!‏ وفي الواقع فإن الكراهية الشديدة التي تنبع من مصر اليوم هو نموذج واضح لكيفية استخدام خطر عدو خارجي من أجل الحفاظ علي الاستقرار الداخلي‏.'‏ ويضيف قي الفصل الثالث من كتابه أنه‏'‏ من غير المستغرب ومنذ توقيع اتفاق السلام المصري الإسرائيلي منذ ‏25‏ عاما إن الحكومة المصرية حاولت الحصول فقط علي كل فوائد اتفاق السلام من أرض ومال وشرعية ولكن من دون أن تدفع الثمن. 
هذا ابرز مايمكن اخذه من عناوين سريعة داخل كتاب الوزير الإسرائيلي ناتان شارنسكي ‏'‏ دفاعا عن الديمقراطية‏'  والذي يدفغنا في حال تصور سيناريو حرب محتملة بين مصر وإسرائيل أن ننفض الغبار أولاً عن بعض سيناريوهات أخرى تتعلق جذرياً بالموضوع ومن شأنها رسم خطوط عريضة لملامح مستقبل يتأرجح – ربما - فوق صفيح ساخن. 
يقول "داني روتشيلد" المدير السابق لعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية: "إن الإدارة الأمريكية تضع إسرائيل في موقف صعب جداً مع الشعب الأمريكي، بمحاولتها تقديم إسرائيل كذريعة لحربها الفاشلة في العراق، ولتبرير فقدان مزيد من الأسر الأمريكية لأبنائها في هذه الحرب كل يوم". ويضيف "روتشيلد": "مسئولية قرار غزو العراق لا تتحملها إسرائيل، وإنما يتحملها أولئك الذين صوتوا لمصلحة هذا القرار داخل الكونجرس، ومن يقف وراءهم من شركات نفطية، ومقاولين عسكريين، فضلاً عن أجهزة الإعلام والجماعات اليمينية المتطرفة، وقبل أولئك جميعاً الرئيس بوش وصقور إدارته من المحافظين الجدد فهل  "داني روتشيلد" صادق في هذا الذي يدعيه؟
يقول داني جليرمان رئيس اتحاد الغرف التجارية في اسرائيل ان النصر الأمريكي على العراق سيجلب العديد من الفوائد الاقتصادية لاسرائيل، اهمها ثلاث فوائد هي: 

1. حصول اسرائيل على النفط العراقي تحت اشراف أميركي وبأسعار مخفضة.

2. تراجع المخاطر الامنية التي تهدد اسرائيل مما سيؤدي الى تقليص النفقات الامنية وانعاش الاقتصاد الاسرائيلي وهذا – ربما -  ما أكده الجنرال" بول كيرن"، قائد سلاح تموين الجيش الأمريكي، الذي كشف النقاب عن  أن الطلب المتزايد على الذخيرة في الحرب، فاق ما ينتجه المصنع العسكري الأمريكي الوحيد المتخصص في إنتاج الأسلحة الخفيفة، وأوضح أن الولايات المتحدة، استنزفت مخزونها الاستراتيجي من الذخائر المعدة للاستخدام في الحروب، مما اضطرها إلى شراء 70 مليون طلقة شهريا من " إسرائيل"..

3. أما الهدف الأخير فهو  فتح السوق العراقي للبضائع الاسرائيلية.

والملفت للنظر أن هناك بعض المسؤولين الأمريكيين، وحتى ضمن ادارة الرئيس جورج دبليو بوش، يتساءلون حول الدور المباشر لاسرائيل في دخول الولايات المتحدة الحرب. وكان مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي على سبيل المثال كان قد اعلن منذ فترة بأنه يبحث في امكانية ان تكون حكومة اجنبية قد قامت بمناورات ترمي الى زيادة دعم فكرة الحملة العسكرية ضد العراق وقد علق على هذا الإعلان مسؤول في جهاز الموساد الاسرائيلي بالقول: ان اسرائيل هي المعنية بوضوح بذلك. و ما يصعق المراقب الحالي هو ان تاريخ هذه الحرب كان قد تمّ كتابته قبل سنوات من احداث الحادي عشر من سبتمبر حيث تبين ومنذ اللحظة الأولى التي بدأ التخطيط فيها لغزو العراق 20 مارس 2003، أن الأصابع الصهيونية تلعب دورا رئيسيا في التهيئة لهذا الغزو، يقول سيتوارت آيزن شتاين وكيل وزاره الشؤون الاقتصاديه في محاضره له بمعهد واشنطن: يجب ايجاد تعريف جديد للمصالح الامريكية : 1- مصالح حيويه  2- مصالح مهمه  3- مصالح مفيده . والشرق الاوسط في مركز المصالح الحيويه بسبب ( امن اسرائيل – الطاقه – عمليه السلام – دعم التعدديه والديموقراطيه – الموقع الاستراتيجي ) وعليه ومن سياق هذا التعريف وفي عام 1996وفي أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين قام قسم البحوث في الاستراتيجيات الحديث العهد والتابع لمعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية بتكليف عدد من الباحثين لإجراء سلسلة من الدراسات حول كيفية إبطال اتفاقات أوسلو بهدف تقديمها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو. وكانت أهم دراسة في هذه السلسلة تحمل العنوان " فرصة نظيفة: استراتيجية جديدة لحفظ أمن اسرائيل." وهي موضوع الحلقة القادمة بإذن الله.