الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

هكذا قالت لي حليمة !!

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
الشارع الشعبي داخل الوطن يحكمه بالفعل رموز هذه الجماعات التى تطورت كثيرا في مناهجها وآلياتها بعد حرب الخليج الأولى ووجدناها تنشطر من بعضها كالانشطار الجزيئي إلى جماعات اصغر فأصغر كل منها له عقيدته وعنصره ومناهجه،
  
الجيش – في عالمنا الثالث:
هو صاحب المدفع، صاحب الدبابة والطائرة، صاحب النظام، هو مالك الوطن.
هو صاحب التغيير، صاحب الثورة، صاحب السلطة، هو مالك الدستور.
هو من تعارضت معه المصالح كان خائناً ومن تلازمت معه المنافع صار قائداً.

ومن هذا المنظور الذي أصبح يراه كثير من المقهورين برؤى أغلبها غاضب ومشوش ظهرت الميليشيات الشعبية للدفاع عن مصلحة القبيلة أو الجماعة – عرقية كانت أم دينية - والتي يري اصحابها ان الجيش اما منفصل عن تحقيق طموحات الشعب وتطلعات فئاته كبشر من حقهم أن يحصلوا على ابسط حقوق الشعوب المحترمة في العالم، أو أن الجيش والنظام ينكروا وجودهم الوطني ويعتبرونهم أقليات مهمشة أو مواطنين من الدرجة الثالثة، ومن هنا ظهر قرنق وحزب الله وحماس والجنجويد والحوثيين والكثير الكثير من الجماعات الراديكالية بمختلف المسميات والهويات؛ حتى امتلأت بهم شوارع الوطن وحواري الوطن وقراه ومدنه، معارضين للنظم رافضين للجيوش التي أصبحت – من منظور الراديكاليين الفقراء – جيوشا لا تملك القدرة على تحريك الثابت الآسن إلى متحرك متجدد، جيوشا لا تحقق – كما كانت بالأمس - أمل الملايين في الحد الأدنى المتكامن في صدورهم من الحرية الإنسانية وسطوع الهدف والرضا عن النتائج ليستشعر – المواطن - في قرارة نفسه انه مازال موجوداً يأخذ ويعطي ويتفاعل متزامنا مع الشعوب من حوله في جغرافية الكون الذي يحياه وليس كمن يحيا في مجموعة شمسية أخرى بزمن آخر يسير عكس عقارب الساعة؛ تلك المسألة تسببت فيما نحياه اليوم ونطلق عليه " الفلتان الأمنى " داخل المجتمعات العربية، خاصة بعد تعاطف معظم سكان الشارع العربي مع هذه الجماعات، هذا الشارع الذي إن لم يجد تعاطفا بالمد والعون لهم فإنه يستبدع تعاطفا معهم بالصمت وغفران الخطيئة لكون خطيئة المتمرد الغاضب بالسلاح عندهم أعظم وأطهر من حسنات النظام وكل من يعتلي كراسيه، فخطيئة المتمرد من وجهة نظر المقهورين تشفي غليل اليائس المقهور بينما حسنات النظام لا تزيده إلا فقراً يتوسل به فتات القوم في الغرب ويدين لهم مدى الحياة بقوت يومه وأحفاده وربما حتى أجيال زمن ظهور دابة الأرض من بعده.
هذه وجة نظر الناس بالفعل وليست محض سيناريو خيالي أتيته عن علم من عندي، لأن المتأمل المهموم بردود أفعال الناس في الشارع العربي يجد أن الأنظمة في الوقت الذي أدارت فيه ظهورها لشعوبها ولمطالب الجماعات داخلها، وجه المواطن البسيط في الشارع العربي وجهه لتلك الجماعات الثورية بل واعتبر أن رموز هذه الجماعات ما هم إلا قاده مخلصين ومصلحين وزعماء جاءوا ليأخذوا بثأر المستضعفين في الأرض فالتفوا حولهم ودعوا لهم بالنصر وعلقوا صورهم رغم أنف النظم في غرف نومهم استبشاراً بهم وهي مسألة انتبهت لها الأنظمة بالفعل متأخرة لكنها – رغم الإنتباهه - لم تجد أو تقدم ولو حلاً واحداً سريعاً لعلاجها لان غالبية هذه النظم كانت وربما مازالت – تحت وطأة الظرف السياسي الفوضوي والتدخل الأجنبي بالمنطقة - تبحث عن كل وسيلة تحافظ بها على حكم البلاد أو ما ندعوه مجازاً صراع أمراء السلطنة كما كان في عهد حكم المماليك؛ ومن منطلق ديكتاتوري ولكبت مشاعر الناس تجاه هذه الجماعات ظهرت وسائل قمعية تجاه الشعوب رغم أنه كان من الأحرى أن يظهر بصيص من حسن النوايا في تحقيق متدرج لأحلام الناس ليستشعر هؤلاء الناس أنه وطن لا يأكل أبناؤه.
إن جيوش المنطقة في ورطة حقيقية فبعد أن تعافت من كونها في الماضي الضحية الأولى لنتائج الحرب العالمية الثانية وتفككها بعد أن كانت جيشاً واحداً تحت راية تركيا، أصبح لكل بلد جيش يأتمر بأمر المستعمر المحتل؛ ثم تأتي محاولاتها في النهوض من جديد ولملمة أشلاءها بعد الثورات التحررية وأهمها ثورة 1952 في مصر، تلك الثورة التي بدأت في ستينيات القرن الماضي بالانجذاب نحو الاتحاد السوفيتي السابق سياسيا وعسكريا وصناعيا إلى حد لم تمض معه سنوات قليلة إلا وكانت كل قيادات الجيش في الوطن العربي من أقصاه لأقصاه زملاء دراسة في الأكاديميات العسكرية السوفيتية تجمعهم مصالح مشتركة وصداقة مشتركة وصلت بأن أصبح رموز الحكم في الوطن العربي كله، فيما عدا المغرب والسعودية والأردن، خريجي نفس المدرسة تقريباً ويحملون نفس الطموح في الهم والحكم والقيادة؛ حتى ظن الرائي أننا بالفعل في تلك الحقبة جيشا واحدا يملك هم الدفاع المشترك والنظم المشتركة والمصالح المشتركة أو ما أطلق عليه وهما " القومية العربية ".
و جاءت معاهدة السلام التي اختلفت معها كل تلك المصالح والمناهج واختلف عليها الأمراء وقادة الماضي فاعتزلوا مصر وعزلوها وصار لكل أمير – في كل أرجاء الوطن - وجهته التي يستمد منها قوته واستتباب حكمه فظهر بجلاء وجه أميركا ووجه فرنسا وانجلترا وحتى وجه الصين بجانب وجه روسيا الذي بدا شاحباً بعد انهيار الإتحاد السوفيتي السابق لتتحدد الأدوار والصفقات في مد الجيوش بالسلاح والعتاد والشراكة في المناورات وإعادة بناء الدولة وهيكلة المنهج وخصخصة الفقراء؛ وانفرط عقد الصداقة والأصدقاء القدامى، وانعزل كل أمير في وطنه بعيدا عن أوطان الآخرين من حوله ولم يدروا قبل الانعزال أنهم صنعوا وجدانا شعوبيا يؤمن قبل العزلة بالوطن الواحد والقومية الواحدة والدفاع المشترك؛ وهنا رفضت الشعوب العزلة وقاومتها ثم حل فيها اليأس الذي دفعها بإحباط إلى أن ترفض كل شئ من حولها حتى نفسها بل والانتقام من ذاتها بمنطق الانتحار الشعوبي الذاتي فصار الفساد عدلا والعدل جريمة واختلاف المذهب أو الدين كفر وكونك لست من ذوي الدماء الزرقاء الملكية فأنت خائن.
ورفضت الشعوب بكل ما تملكه من يأس الاختلاف فيها ولم تجد في لحظة الخلاف قوة ردع من قادتها بل وجدت أنظمة غائبة أو مستفيدة من الشقاق بين أصحاب الوطن الواحد لدرجة وصلت معها حسابات المصلحة والاستفادة لتثبيت كراسي الحكم أن أفرجت عن معارضيها القدامى أعداء الأمس ليكونوا رأس حربة ضد معارضيها الجدد أعداء اليوم، ولتظهر بشائر هذا الشقاق والحسابات وفوضى المصلحة في الضحية الأولى الرئيس المصري محمد أنور السادات واغتياله ونفر كثير من معاونيه.
لقد صار واضحا جليا مدى ما تملكه هذه الجماعات الراديكالية الغاضبة الجديدة من دعم معنوي شعوبي ودعم مادي عسكري تخلل حتى صفوف الجيوش نفسها وأصبح جزءاً من نسيجها يعرفوا بعضهم البعض ولا يعرفهم أحد وهو ما سبب ويسبب – حتى اليوم - كابوساً للأنظمة التي لم يخطر ببالها على الإطلاق ان تستأسد بعض تلك الجماعات ويصبح لها من القوة ما يمكنها من اغتيال رأس النظام!، وهو أمر تباهت به تلك الجماعات واستشعر الناس وسط هذا التباهي بعجز الأنظمة والجيوش في سائر الوطن العربي، خاصة بعد صناعة الأسوار والسياج والبوابات الفولاذية بين الناس وبين الأمن والجيش والداخلية وكلها مسائل تستقر في الوعي الجمعي الخفي لدى الناس ليسوقهم في النهاية إلى الإيمان بضعف النظم التي تحكمهم ومن ثم يبحث هؤلاء عن نظم أخرى بديلة لتحميهم فلا يجدوا بديلاً إلا رموز الجماعات الثورية المنشقة على النظام.
الشارع الشعبي داخل الوطن يحكمه بالفعل رموز هذه الجماعات التى تطورت كثيرا في مناهجها وآلياتها بعد حرب الخليج الأولى ووجدناها تنشطر من بعضها كالانشطار الجزيئي إلى جماعات اصغر فأصغر كل منها له عقيدته وعنصره ومناهجه، يصارعون بعضهم البعض أحيانا وسط شماتة النظم فيهم ثم لايلبثوا أن يتحدوا ضد النظم فتشمت الشعوب في رؤوس الحكم، شماته تدفع أحيانا بهذه الرؤوس لأن تعقد مع تلك الجماعات صفقة قد تصل إلى الشراكة الرمزية في حكم البلاد اتقاءً لخطرهم الكامن في أعماق من يؤمنوا بهم من الناس كمثال حزب الله ومشاركته في حكم لبنان والإخوان المسلمين ومشاركتهم للبرلمان في مصر. 
والمتأمل للصراع في وطننا اليوم يجد أعظمه نوعين، النوع الأول والأخطر هو الصراع الديني بغية حكم ثيوقراطي أو شبه ثيوقراطي كصراع المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والأرذوكس والبروتستانت وهو صراع لا تندمل جراحه بسهوله ويستمر سنيناً طوالاً وضحاياه بالملايين؛ والثاني صراع قبلي عنصري يحاول فيه عنصر ما ان تكون له الغلبة داخل الوطن على عنصر آخر حتى ولو كان من نفس الدين وذات الملة، كل ذلك والجيوش تقف مكتوفة الأيدي لا لشئ سوي كونها عاجزة عن فك شفرة اللغز وهو نصرة من ضد من؟ وتركوا الأمر والشفرة لقادة الأمن الداخلي فتحول الوطن بهم إلى سجن كبير، البقاء فيه للأقوى، حتى صارت غالب الناس تعيش زمن ما يمكن تسميته مجازاً بزمن المفسدة العظمى، فلا قانون ولا عدل ولا رموز وطنية وأصبح الكل أشبه بدوائر صغيرة عنصرية منغلقة على نفسها يضغط بعضها على بعض ويفتت بعضها بعضا في أحلك فترات شعوبنا العربية سواداً وظلمة.
لاحل لكل هذا السواد والهم سوي الجيش، لم يفقد المواطن العربي ثقته الكاملة بعد في الجيش، لان عناصر الجيش من الشعب، كل الجيش من الشعب، ربما يكونون غضبى من الجيش، تتملكهم الفوضى لغيابه لكنهم يعلمون ان الجيوش -بعد تجربة انهيار الجيش العراقي وتشتته - يستعدون بينهم وربما يعدون منهم قيادة جديدة قادرة على الوقوف بحزم أمام طعنات الواقع الراهن، قيادة لها خبرة في عبور الأزمات، قيادة تحمل من الخبرة العسكرية والسياسية مايؤهلها إنقاذ الوطن ليعود له كبريائه القديم.

هكذا قالت لي حليمة !!

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
الشارع الشعبي داخل الوطن يحكمه بالفعل رموز هذه الجماعات التى تطورت كثيرا في مناهجها وآلياتها بعد حرب الخليج الأولى ووجدناها تنشطر من بعضها كالانشطار الجزيئي إلى جماعات اصغر فأصغر كل منها له عقيدته وعنصره ومناهجه،
  
الجيش – في عالمنا الثالث:
هو صاحب المدفع، صاحب الدبابة والطائرة، صاحب النظام، هو مالك الوطن.
هو صاحب التغيير، صاحب الثورة، صاحب السلطة، هو مالك الدستور.
هو من تعارضت معه المصالح كان خائناً ومن تلازمت معه المنافع صار قائداً.

ومن هذا المنظور الذي أصبح يراه كثير من المقهورين برؤى أغلبها غاضب ومشوش ظهرت الميليشيات الشعبية للدفاع عن مصلحة القبيلة أو الجماعة – عرقية كانت أم دينية - والتي يري اصحابها ان الجيش اما منفصل عن تحقيق طموحات الشعب وتطلعات فئاته كبشر من حقهم أن يحصلوا على ابسط حقوق الشعوب المحترمة في العالم، أو أن الجيش والنظام ينكروا وجودهم الوطني ويعتبرونهم أقليات مهمشة أو مواطنين من الدرجة الثالثة، ومن هنا ظهر قرنق وحزب الله وحماس والجنجويد والحوثيين والكثير الكثير من الجماعات الراديكالية بمختلف المسميات والهويات؛ حتى امتلأت بهم شوارع الوطن وحواري الوطن وقراه ومدنه، معارضين للنظم رافضين للجيوش التي أصبحت – من منظور الراديكاليين الفقراء – جيوشا لا تملك القدرة على تحريك الثابت الآسن إلى متحرك متجدد، جيوشا لا تحقق – كما كانت بالأمس - أمل الملايين في الحد الأدنى المتكامن في صدورهم من الحرية الإنسانية وسطوع الهدف والرضا عن النتائج ليستشعر – المواطن - في قرارة نفسه انه مازال موجوداً يأخذ ويعطي ويتفاعل متزامنا مع الشعوب من حوله في جغرافية الكون الذي يحياه وليس كمن يحيا في مجموعة شمسية أخرى بزمن آخر يسير عكس عقارب الساعة؛ تلك المسألة تسببت فيما نحياه اليوم ونطلق عليه " الفلتان الأمنى " داخل المجتمعات العربية، خاصة بعد تعاطف معظم سكان الشارع العربي مع هذه الجماعات، هذا الشارع الذي إن لم يجد تعاطفا بالمد والعون لهم فإنه يستبدع تعاطفا معهم بالصمت وغفران الخطيئة لكون خطيئة المتمرد الغاضب بالسلاح عندهم أعظم وأطهر من حسنات النظام وكل من يعتلي كراسيه، فخطيئة المتمرد من وجهة نظر المقهورين تشفي غليل اليائس المقهور بينما حسنات النظام لا تزيده إلا فقراً يتوسل به فتات القوم في الغرب ويدين لهم مدى الحياة بقوت يومه وأحفاده وربما حتى أجيال زمن ظهور دابة الأرض من بعده.
هذه وجة نظر الناس بالفعل وليست محض سيناريو خيالي أتيته عن علم من عندي، لأن المتأمل المهموم بردود أفعال الناس في الشارع العربي يجد أن الأنظمة في الوقت الذي أدارت فيه ظهورها لشعوبها ولمطالب الجماعات داخلها، وجه المواطن البسيط في الشارع العربي وجهه لتلك الجماعات الثورية بل واعتبر أن رموز هذه الجماعات ما هم إلا قاده مخلصين ومصلحين وزعماء جاءوا ليأخذوا بثأر المستضعفين في الأرض فالتفوا حولهم ودعوا لهم بالنصر وعلقوا صورهم رغم أنف النظم في غرف نومهم استبشاراً بهم وهي مسألة انتبهت لها الأنظمة بالفعل متأخرة لكنها – رغم الإنتباهه - لم تجد أو تقدم ولو حلاً واحداً سريعاً لعلاجها لان غالبية هذه النظم كانت وربما مازالت – تحت وطأة الظرف السياسي الفوضوي والتدخل الأجنبي بالمنطقة - تبحث عن كل وسيلة تحافظ بها على حكم البلاد أو ما ندعوه مجازاً صراع أمراء السلطنة كما كان في عهد حكم المماليك؛ ومن منطلق ديكتاتوري ولكبت مشاعر الناس تجاه هذه الجماعات ظهرت وسائل قمعية تجاه الشعوب رغم أنه كان من الأحرى أن يظهر بصيص من حسن النوايا في تحقيق متدرج لأحلام الناس ليستشعر هؤلاء الناس أنه وطن لا يأكل أبناؤه.
إن جيوش المنطقة في ورطة حقيقية فبعد أن تعافت من كونها في الماضي الضحية الأولى لنتائج الحرب العالمية الثانية وتفككها بعد أن كانت جيشاً واحداً تحت راية تركيا، أصبح لكل بلد جيش يأتمر بأمر المستعمر المحتل؛ ثم تأتي محاولاتها في النهوض من جديد ولملمة أشلاءها بعد الثورات التحررية وأهمها ثورة 1952 في مصر، تلك الثورة التي بدأت في ستينيات القرن الماضي بالانجذاب نحو الاتحاد السوفيتي السابق سياسيا وعسكريا وصناعيا إلى حد لم تمض معه سنوات قليلة إلا وكانت كل قيادات الجيش في الوطن العربي من أقصاه لأقصاه زملاء دراسة في الأكاديميات العسكرية السوفيتية تجمعهم مصالح مشتركة وصداقة مشتركة وصلت بأن أصبح رموز الحكم في الوطن العربي كله، فيما عدا المغرب والسعودية والأردن، خريجي نفس المدرسة تقريباً ويحملون نفس الطموح في الهم والحكم والقيادة؛ حتى ظن الرائي أننا بالفعل في تلك الحقبة جيشا واحدا يملك هم الدفاع المشترك والنظم المشتركة والمصالح المشتركة أو ما أطلق عليه وهما " القومية العربية ".
و جاءت معاهدة السلام التي اختلفت معها كل تلك المصالح والمناهج واختلف عليها الأمراء وقادة الماضي فاعتزلوا مصر وعزلوها وصار لكل أمير – في كل أرجاء الوطن - وجهته التي يستمد منها قوته واستتباب حكمه فظهر بجلاء وجه أميركا ووجه فرنسا وانجلترا وحتى وجه الصين بجانب وجه روسيا الذي بدا شاحباً بعد انهيار الإتحاد السوفيتي السابق لتتحدد الأدوار والصفقات في مد الجيوش بالسلاح والعتاد والشراكة في المناورات وإعادة بناء الدولة وهيكلة المنهج وخصخصة الفقراء؛ وانفرط عقد الصداقة والأصدقاء القدامى، وانعزل كل أمير في وطنه بعيدا عن أوطان الآخرين من حوله ولم يدروا قبل الانعزال أنهم صنعوا وجدانا شعوبيا يؤمن قبل العزلة بالوطن الواحد والقومية الواحدة والدفاع المشترك؛ وهنا رفضت الشعوب العزلة وقاومتها ثم حل فيها اليأس الذي دفعها بإحباط إلى أن ترفض كل شئ من حولها حتى نفسها بل والانتقام من ذاتها بمنطق الانتحار الشعوبي الذاتي فصار الفساد عدلا والعدل جريمة واختلاف المذهب أو الدين كفر وكونك لست من ذوي الدماء الزرقاء الملكية فأنت خائن.
ورفضت الشعوب بكل ما تملكه من يأس الاختلاف فيها ولم تجد في لحظة الخلاف قوة ردع من قادتها بل وجدت أنظمة غائبة أو مستفيدة من الشقاق بين أصحاب الوطن الواحد لدرجة وصلت معها حسابات المصلحة والاستفادة لتثبيت كراسي الحكم أن أفرجت عن معارضيها القدامى أعداء الأمس ليكونوا رأس حربة ضد معارضيها الجدد أعداء اليوم، ولتظهر بشائر هذا الشقاق والحسابات وفوضى المصلحة في الضحية الأولى الرئيس المصري محمد أنور السادات واغتياله ونفر كثير من معاونيه.
لقد صار واضحا جليا مدى ما تملكه هذه الجماعات الراديكالية الغاضبة الجديدة من دعم معنوي شعوبي ودعم مادي عسكري تخلل حتى صفوف الجيوش نفسها وأصبح جزءاً من نسيجها يعرفوا بعضهم البعض ولا يعرفهم أحد وهو ما سبب ويسبب – حتى اليوم - كابوساً للأنظمة التي لم يخطر ببالها على الإطلاق ان تستأسد بعض تلك الجماعات ويصبح لها من القوة ما يمكنها من اغتيال رأس النظام!، وهو أمر تباهت به تلك الجماعات واستشعر الناس وسط هذا التباهي بعجز الأنظمة والجيوش في سائر الوطن العربي، خاصة بعد صناعة الأسوار والسياج والبوابات الفولاذية بين الناس وبين الأمن والجيش والداخلية وكلها مسائل تستقر في الوعي الجمعي الخفي لدى الناس ليسوقهم في النهاية إلى الإيمان بضعف النظم التي تحكمهم ومن ثم يبحث هؤلاء عن نظم أخرى بديلة لتحميهم فلا يجدوا بديلاً إلا رموز الجماعات الثورية المنشقة على النظام.
الشارع الشعبي داخل الوطن يحكمه بالفعل رموز هذه الجماعات التى تطورت كثيرا في مناهجها وآلياتها بعد حرب الخليج الأولى ووجدناها تنشطر من بعضها كالانشطار الجزيئي إلى جماعات اصغر فأصغر كل منها له عقيدته وعنصره ومناهجه، يصارعون بعضهم البعض أحيانا وسط شماتة النظم فيهم ثم لايلبثوا أن يتحدوا ضد النظم فتشمت الشعوب في رؤوس الحكم، شماته تدفع أحيانا بهذه الرؤوس لأن تعقد مع تلك الجماعات صفقة قد تصل إلى الشراكة الرمزية في حكم البلاد اتقاءً لخطرهم الكامن في أعماق من يؤمنوا بهم من الناس كمثال حزب الله ومشاركته في حكم لبنان والإخوان المسلمين ومشاركتهم للبرلمان في مصر. 
والمتأمل للصراع في وطننا اليوم يجد أعظمه نوعين، النوع الأول والأخطر هو الصراع الديني بغية حكم ثيوقراطي أو شبه ثيوقراطي كصراع المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والأرذوكس والبروتستانت وهو صراع لا تندمل جراحه بسهوله ويستمر سنيناً طوالاً وضحاياه بالملايين؛ والثاني صراع قبلي عنصري يحاول فيه عنصر ما ان تكون له الغلبة داخل الوطن على عنصر آخر حتى ولو كان من نفس الدين وذات الملة، كل ذلك والجيوش تقف مكتوفة الأيدي لا لشئ سوي كونها عاجزة عن فك شفرة اللغز وهو نصرة من ضد من؟ وتركوا الأمر والشفرة لقادة الأمن الداخلي فتحول الوطن بهم إلى سجن كبير، البقاء فيه للأقوى، حتى صارت غالب الناس تعيش زمن ما يمكن تسميته مجازاً بزمن المفسدة العظمى، فلا قانون ولا عدل ولا رموز وطنية وأصبح الكل أشبه بدوائر صغيرة عنصرية منغلقة على نفسها يضغط بعضها على بعض ويفتت بعضها بعضا في أحلك فترات شعوبنا العربية سواداً وظلمة.
لاحل لكل هذا السواد والهم سوي الجيش، لم يفقد المواطن العربي ثقته الكاملة بعد في الجيش، لان عناصر الجيش من الشعب، كل الجيش من الشعب، ربما يكونون غضبى من الجيش، تتملكهم الفوضى لغيابه لكنهم يعلمون ان الجيوش -بعد تجربة انهيار الجيش العراقي وتشتته - يستعدون بينهم وربما يعدون منهم قيادة جديدة قادرة على الوقوف بحزم أمام طعنات الواقع الراهن، قيادة لها خبرة في عبور الأزمات، قيادة تحمل من الخبرة العسكرية والسياسية مايؤهلها إنقاذ الوطن ليعود له كبريائه القديم.

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

في البدء كانت الثورة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
إن تحول الصراع من صراع جيوش لصراع شعبي وصراع ميلشيات وحرب عصابات، وصراع أن أكون أو لا أكون، لن تصمد امامة الحوائط ولا الأسوار ولا الأنظمة، 
  

لا تتصوروا أن الشعوب يمكن أن يقمعها نظام مهما كانت قوته أو مهما كان جبروته، فدائما وابدأ ما تنهار الأنظمة أمام انفجار المقهورين مهما طال أمد القهر والقمع والجبروت .. هكذا أنبأنا التاريخ. صاحب الطغيان يمتلك الخوف ومن فرض عليه القهر يمتلك القوة والطاغي يجتهد في صناعة سور بينه وبين الناس أما المقهور فيجتهد ليهدم السور و يصنع الثورة.
ومن هذه الزاوية _ زاوية المقهورين - ننظر الى حكاية أسوار الفصل العنصري التي أصبحت موضة هذه الأيام، فقديما كان الشعب والحاكم والصفوة يتكاتفون لبناء حائط وسور ضخم حول العاصمة لحمايتها من الغزاة، أما اليوم فنجد أن الأسوار اتخذت طابعاً آخر، طابعاً عجيباً، طابعاً مأساوياً لإذلال الشعوب بعد التسلط عليها بأي شكل من أشكال التسلط الديكتاتوري، فنجد إسرائيل تقيم جداراً يكلفها مليارات من اجل أن تحتمي فيه من الشعب الذي تم إذلاله منذ النكبة 48 أو ربما من قبل النكبة وحتى اليوم، مليارات الدولارات يصرفها نظام إسرائيل على ( حيطة) لتحميه رغم كل ما يمتلكه من تكنولوجيا للدفاع والهجوم والقتل والفتك والتدمير في ساعة زمن واحدة!!، مليارات لبناء ( حيطة ) لتحميه ممن ؟ لتحميه من شعب أعزل لا يمتلك اليوم حتى حق الدفاع عن نفسه وبمباركه في عدم الدفاع من العالم كله، العالم كله الخائف من المستقبل، الواعي لدروس التاريخ والمدرك انه سيأتي اليوم الذي حتماً سيثور فيه المقهورين وينتصروا ويتسيدوا، ومن ثم لابد من وجود ( حيطة ) تعطي وقتاً – للطاغي والمحتل والديكتاتور - للهروب وتقليل الخسائر وأن ينجو بحياته أمام جحافل المقهورين الثائرين حتماً في يوم قادم قريب.
انهزمت أمريكا بالفعل – هزيمة منكرة - في حربها على الإرهاب يوم أن قررت بناء سور عازل كلفته ملايين الدولارات لعزل جنودها في محمية خاصة داخل بغداد وأطلقت على هذه المحمية الحزام الأخضر، يومها أدرك العالم الهزيمة وقرر سحب جنوده وتغيرت مع سحب الجنود الحكومات، ووجوه الحكم، والسؤال عازل ممن وأنت المفروض جيش يغزو؟ جيش مكون من آلاف الجنود مهمته التواجد في ارض المعركة التي سافر إليها آلاف الأميال وانفق عليها مليارات الدولارات بحجة أن العراق مركز الإرهاب العالمي ثم يذهب ويبني ( حيطة )؟ مسألة مضحكة أشبه بأفلام الكارتون التي لم يبرع فيها سينمائيا وعالمياً أيضا سوى الأمريكان !!، وخصوصاً تلك العناوين التي كانت تجعلنا من فرط الكآبة نستلقي على ظهورنا من فرط الضحك كالرصاص المسكوب والصدمة والرعب ومطر النار وأسماء كارتونية لم تسفر إلا عن مزيد من الثورة ومزيد من اقتناص الحرية.
لقد كان بناء سور بغداد او الحزام الأخضر نصيحة إسرائيلية لاجدال في ذلك بعد الخسائر التي تكبدتها أمريكا في أرواح جنودها، واعتراف صريح منها بأنها ليست قادرة على الصراع في العراق ضد شعب أصبح كل همه أن يقاوم أمريكا ومن هم مع أمريكا حتى لو كانوا من نفس الدين وذات الملة، وان المقهورين ثائرين حتماً ولن ينفع معهم احتلال أو ضحك على الذقون، وخرج الأمريكان وتركوا ورائهم سورهم العظيم شاهداً على الهزيمة التي مازالت توابعها مستمرة ولن تنتهي تلك الثورة إلا بعد أن ينتقم المقهور انتقاما كلياً من طواغيته أغنياء الحرب.
لا تنتظروا سلاما في العراق أو أفغانستان أو فلسطين أو لبنان أو مصر أو السودان أو اليمن أو الخليج أو أي بلد في الشرق الأوسط، لقد عاشت إسرائيل بيننا ستون عاما بين كر وفر وحروب نظامية وكانت مستقرة نوعاً ما وآمنة إلى حد ما، أما اليوم وقد تدخلت - فعلاً - أميركا بجيوشها وأنهت مسألة الحروب النظامية وأشعلت فتيل الثورات الشعبية بين الناس في كل أرجاء المنطقة حتى ضد أنظمة المنطقة نفسها فإن إسرائيل اليوم وبهذا التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط تعلم أنه قد ضاع استقرارها وماتت احلام أمنها وتدرك وهي في احضان الجيوش الامريكية بالمنطقة أنها تشهد أسود أيام حياتها ووجودها منذ نشأتها.
إن تحول الصراع من صراع جيوش لصراع شعبي وصراع ميلشيات وحرب عصابات، وصراع أن أكون أو لا أكون، لن تصمد امامة الحوائط ولا الأسوار ولا الأنظمة، صراع جعلته أمريكا - بعد تدخلها بالجيوش والعتاد – مفتاحاً للاستشهاد في سبيل الحرية حتى أصبح معظم شعب المنطقة وغالبهم من الشباب يدرك قيمة الثورة وقيمة الشهادة التي كان لايعلم عنها شئ قبلاً وأدركها الآن، لقد كان تدخل أميركا في العراق وفي مياه الخليج وفي البحار العربية أول مسمار في نعش إسرائيل بالفعل ونعش كل الأنظمة التي تسير تحت عباءة النظم الاستكبارية حتى ولو كانوا من نفس الدين وذات الملة.
بلادنا تحمل لعنة تاريخية على أي جيش أجنبي يتواجد بها، لعنة تصيب الغازي ومواليه من الحكام في المنطقة، لعنة يتحول بها المتكبر الطاغي إلى مستجدي للحياة بعد أن يفلس تماما ولا يجد لنفسه ولا لشعبه ثمن المأوى الذي يؤويه.
لابد أن تنتهي الحرب وان تخرج الجيوش من بلادنا‘ اخرجوا من بلادنا قبل أن ترسم اللعنة الملامح النهائية لوجهها القبيح.

في البدء كانت الثورة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
إن تحول الصراع من صراع جيوش لصراع شعبي وصراع ميلشيات وحرب عصابات، وصراع أن أكون أو لا أكون، لن تصمد امامة الحوائط ولا الأسوار ولا الأنظمة، 
  

لا تتصوروا أن الشعوب يمكن أن يقمعها نظام مهما كانت قوته أو مهما كان جبروته، فدائما وابدأ ما تنهار الأنظمة أمام انفجار المقهورين مهما طال أمد القهر والقمع والجبروت .. هكذا أنبأنا التاريخ. صاحب الطغيان يمتلك الخوف ومن فرض عليه القهر يمتلك القوة والطاغي يجتهد في صناعة سور بينه وبين الناس أما المقهور فيجتهد ليهدم السور و يصنع الثورة.
ومن هذه الزاوية _ زاوية المقهورين - ننظر الى حكاية أسوار الفصل العنصري التي أصبحت موضة هذه الأيام، فقديما كان الشعب والحاكم والصفوة يتكاتفون لبناء حائط وسور ضخم حول العاصمة لحمايتها من الغزاة، أما اليوم فنجد أن الأسوار اتخذت طابعاً آخر، طابعاً عجيباً، طابعاً مأساوياً لإذلال الشعوب بعد التسلط عليها بأي شكل من أشكال التسلط الديكتاتوري، فنجد إسرائيل تقيم جداراً يكلفها مليارات من اجل أن تحتمي فيه من الشعب الذي تم إذلاله منذ النكبة 48 أو ربما من قبل النكبة وحتى اليوم، مليارات الدولارات يصرفها نظام إسرائيل على ( حيطة) لتحميه رغم كل ما يمتلكه من تكنولوجيا للدفاع والهجوم والقتل والفتك والتدمير في ساعة زمن واحدة!!، مليارات لبناء ( حيطة ) لتحميه ممن ؟ لتحميه من شعب أعزل لا يمتلك اليوم حتى حق الدفاع عن نفسه وبمباركه في عدم الدفاع من العالم كله، العالم كله الخائف من المستقبل، الواعي لدروس التاريخ والمدرك انه سيأتي اليوم الذي حتماً سيثور فيه المقهورين وينتصروا ويتسيدوا، ومن ثم لابد من وجود ( حيطة ) تعطي وقتاً – للطاغي والمحتل والديكتاتور - للهروب وتقليل الخسائر وأن ينجو بحياته أمام جحافل المقهورين الثائرين حتماً في يوم قادم قريب.
انهزمت أمريكا بالفعل – هزيمة منكرة - في حربها على الإرهاب يوم أن قررت بناء سور عازل كلفته ملايين الدولارات لعزل جنودها في محمية خاصة داخل بغداد وأطلقت على هذه المحمية الحزام الأخضر، يومها أدرك العالم الهزيمة وقرر سحب جنوده وتغيرت مع سحب الجنود الحكومات، ووجوه الحكم، والسؤال عازل ممن وأنت المفروض جيش يغزو؟ جيش مكون من آلاف الجنود مهمته التواجد في ارض المعركة التي سافر إليها آلاف الأميال وانفق عليها مليارات الدولارات بحجة أن العراق مركز الإرهاب العالمي ثم يذهب ويبني ( حيطة )؟ مسألة مضحكة أشبه بأفلام الكارتون التي لم يبرع فيها سينمائيا وعالمياً أيضا سوى الأمريكان !!، وخصوصاً تلك العناوين التي كانت تجعلنا من فرط الكآبة نستلقي على ظهورنا من فرط الضحك كالرصاص المسكوب والصدمة والرعب ومطر النار وأسماء كارتونية لم تسفر إلا عن مزيد من الثورة ومزيد من اقتناص الحرية.
لقد كان بناء سور بغداد او الحزام الأخضر نصيحة إسرائيلية لاجدال في ذلك بعد الخسائر التي تكبدتها أمريكا في أرواح جنودها، واعتراف صريح منها بأنها ليست قادرة على الصراع في العراق ضد شعب أصبح كل همه أن يقاوم أمريكا ومن هم مع أمريكا حتى لو كانوا من نفس الدين وذات الملة، وان المقهورين ثائرين حتماً ولن ينفع معهم احتلال أو ضحك على الذقون، وخرج الأمريكان وتركوا ورائهم سورهم العظيم شاهداً على الهزيمة التي مازالت توابعها مستمرة ولن تنتهي تلك الثورة إلا بعد أن ينتقم المقهور انتقاما كلياً من طواغيته أغنياء الحرب.
لا تنتظروا سلاما في العراق أو أفغانستان أو فلسطين أو لبنان أو مصر أو السودان أو اليمن أو الخليج أو أي بلد في الشرق الأوسط، لقد عاشت إسرائيل بيننا ستون عاما بين كر وفر وحروب نظامية وكانت مستقرة نوعاً ما وآمنة إلى حد ما، أما اليوم وقد تدخلت - فعلاً - أميركا بجيوشها وأنهت مسألة الحروب النظامية وأشعلت فتيل الثورات الشعبية بين الناس في كل أرجاء المنطقة حتى ضد أنظمة المنطقة نفسها فإن إسرائيل اليوم وبهذا التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط تعلم أنه قد ضاع استقرارها وماتت احلام أمنها وتدرك وهي في احضان الجيوش الامريكية بالمنطقة أنها تشهد أسود أيام حياتها ووجودها منذ نشأتها.
إن تحول الصراع من صراع جيوش لصراع شعبي وصراع ميلشيات وحرب عصابات، وصراع أن أكون أو لا أكون، لن تصمد امامة الحوائط ولا الأسوار ولا الأنظمة، صراع جعلته أمريكا - بعد تدخلها بالجيوش والعتاد – مفتاحاً للاستشهاد في سبيل الحرية حتى أصبح معظم شعب المنطقة وغالبهم من الشباب يدرك قيمة الثورة وقيمة الشهادة التي كان لايعلم عنها شئ قبلاً وأدركها الآن، لقد كان تدخل أميركا في العراق وفي مياه الخليج وفي البحار العربية أول مسمار في نعش إسرائيل بالفعل ونعش كل الأنظمة التي تسير تحت عباءة النظم الاستكبارية حتى ولو كانوا من نفس الدين وذات الملة.
بلادنا تحمل لعنة تاريخية على أي جيش أجنبي يتواجد بها، لعنة تصيب الغازي ومواليه من الحكام في المنطقة، لعنة يتحول بها المتكبر الطاغي إلى مستجدي للحياة بعد أن يفلس تماما ولا يجد لنفسه ولا لشعبه ثمن المأوى الذي يؤويه.
لابد أن تنتهي الحرب وان تخرج الجيوش من بلادنا‘ اخرجوا من بلادنا قبل أن ترسم اللعنة الملامح النهائية لوجهها القبيح.

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

ذكريات الطفولة وأمي في العيد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وتكمل امي ان جدودها قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم.

من مذكرات فلاح على عتبة المحروسة
هذه القصة محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها.
كل سنة وإحنا جميعا طيبين وعيد سعيد علينا كلنا وعلى الناس وألإنسانية كلها.
ربما تأتي أيام معينة في السنة وخاصة أيام العيد لتدفعك أن تتذكر ذكريات الطفولة التي ربما تكون بريئة رغم أنها كانت شقية غالبا !!
ما احلي ذكريات الطفولة في العيد وكحك العيد .. خاصة تاريخ كحك العيد في عائلتي من وجهة نظر أمي .. إنه أقرب لحكايات ألف ليلة وليلة .. تاريخ عجيب .. مدهش .. وربما خيالي .. وربما ليس له أصل .. لكنه كالأسطورة التي تؤمن أنها أسطورة وفي ذات الوقت لا تمل من سماعها وتكرارها .. فأمي كانت ابنة عمدة وكان أيضاً عضو برلمان في زمن الملك فاروق .. وعليه فلا احد يجرؤ على مراجعة أمي ( الحازمة ) في حكاياتها وإلا حرمته من نعمة أكل الكحك !
في أزمنة صناعة الكحك في البيوت على أيدي الأمهات وفي احدي مرات عمل الكحك في الأسبوع الأخير من رمضان .. كانت أمي لا تستدعي نساء الجيران وإنما يأتين من تلقاء أنفسهن وكانوا كثيرات وكأن السماء أمطرت نساء " فجأة واحدة"، ليساعدن بعضهن في انتاج الكحك والثرثرة المليئة بفرح قدوم العيد.
والكحك في عائلتنا كان يمر بمرحلتين مهمتين في التاريخ ( حسب رواية أمي لجاراتها من النساء ) .. والمرحلة الأولى تمت في عائلتنا منذ ستة قرون تقريبا .. أي قبل خضوع مصر لسيطرة الأتراك والعثمللي وكانت عائلتنا وقتها جزء كبير من "ولاد السمان" الصعايدة وهؤلاء كانوا بطن من بطون عائلة "عربي" الذين ينحدرون من أبناء "العاص" جاءوا لمصر من الجزيرة العربية في أيام عمرو بن العاص واستقروا في الصعيد وتعلموا وقتها صناعة الكحك من نساء الأقباط. 
كانت أهم أمرأة قبطية تعلمت منها جداتنا الأوائل صناعة الكحك هي الست " ناسيما القبطية " وكانت من سكان الأقصر من ناحية البحر " والبحر بلغة أمي تعني نهر النيل " وكان كحك العيد وقتها بمساحة الرغيف ألفلاحي ويشبه قرص الشمس الكبير ومنقوش عليه أشعة الشمس وتقول أمي: كنا بنكتب في مركز الكحكة بالعربي ثلاث حروف متفرقة اتعلمناهم من الست " ناسيما القبطية " وهي حرف النون وحرف الالف وحرف الراء وربما ليومنا هذا لاتدري امي مامعني هذه الحروف التي كانت تكتبها جداتنا في مركز الكحكة .. وتقول امي ان الكحكة كانت تزن وقتها مابين رطل ونصف أي مايقرب من نصف كيلو وكانت مهارة صناعة الكحكة تكمن في تماسكها وعدم تفتتها رغم نعومتها الشديدة ووزنها الثقيل، وتكمل أمي بينما انا صغير ومنشغل معها ومع ابناء الجيران بصناعة أحصنة من العجين ونقشه بمنقاش الكحك الصفيح تقول في محاولة منها لاضفاء روح الاثارة لقتل الملل مع جاراتها من النساء الذين يساعدنها في صناعة الكحك والبسكويت، أن المرحلة الثانية من مراحل تاريخ صناعة الكحك بعائلتنا جاءت بعد انتقال العائلة في زمن محمد علي باشا من صعيد مصر الى بحري مصر المحروسة في منطقة الجيزة لانه لما جاء محمد على باشا يبني الكلية الحربية مع سليمان باشا الفرنساوي اختاروا ارض كبيرة كانت ملكنا احنا وولاد عرب المطاعنة وهم عائلة اخرى نزحت ايضا من الجزيرة العربية في زمن عمرو بن العاص وسكنوا البر الشرقي من جهة اسوان معنا.
وتكمل امي ان جدودنا قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم، حتى جاء يوم واجتمع فيه كبار عائلة عربي والمطعني والسمان سويا بعدما علموا ان ابراهيم باشا ابن زوجة محمد علي باشا جاء بصحبة سليمان باشا الفرنساوي ويريد التفاوض معهم بشأن شراء ارض الكلية الحربية التي يريد انشائها في صعيد مصر مقابل منح العائلات التي ستبيع جزء من أرضها الزراعية جاه ومال وسلطة وأراضي في الجيزة والشرقية، ووافق الجميع وانتقلت الاسرة من الصعيد الى الجيزة والشرقية وبهذا الإنتقال النوعي بدأت مرحلة جديدة من مراحل صناعة الكحك في عائلتنا وتحديدا حينما قرر جدنا محمود باشا حسب الله ان يدعو الخديو توفيق الى قصره الكائن بالسكة الزراعية في بلدنا وكان وقتها الخديوي توفيق قد وصلت له اخبار ان جدنا محمود حسب الله يميل سياسيا الى اهل امه وكانوا من أحواز ايران العرب ويخشى الخديوي توفيق ان يكون جدنا محمود حسب الله بيلعب بذيله لصالح الايرانيين خاصة وان قريتنا قريبة جدا من محافظة البحيرة رغم انها في الجيزة وقريبة جدا من بلد هناك اسمها " محلة فارس" وكان اهلها كلهم نازحين من إيران وبيتكلموا لغة غير مفهومة ولهذا أطلق عليهم الناس أسم "العجم" ومنهم عيلة عجمي وعيلة نخلة لكنهم لم تكن لهم صلة بجدي محمود على الاطلاق، وكانت الناس عارفة انهم هربانيين من ملك جبار في ايران هناك اسمه صفوان، الذي لم يترك طفلاً ولاشيخا ولاامرأة الا وذبحهم جميعاً لكونهم لايريدون ان يدخلوا في مذهبه الديني. ويقولون ان صفوان كان ضد البيت العثمللي ويكره الاتراك وهذا مااثار حفيظة الخديوي توفيق ضد جدي محمود في هل هو يدين بالولاء لأهل جدوده من أمه في فارس وإيران أم انه يدين للسلطان التركي ؟ وطبعا الولاء كان لازم يبقي للسلطان طبعا لأنه سلطان مصر والخروج عليه خيانة والا كان فيها قطع رقاب وأولها رقبة جدي!، وبالفعل قبل الخديوي توفيق الدعوة وجاء قصر جدنا في البلد وكان اول ماتم تقديمه للخديوي توفيق هو كحك ستي " فوز " وهي جدة امي من جهة الاب وصاحبة دماء اصيلة من عائلة عربي والسمان ويقال انها الوحيدة التي كانت تصنع الكحك في عائلتنا كما كانت تصنعة الست " ناسيما القبطية " في زمن جدودنا الأوائل وكانت شهرتها في الناحية والمديرية بسبب مهارتها في صناعة الكحك تفوق شهرة الخديوي نفسة، وقد رأت " ستي فوز" ان تقديم الكحك لجناب الخديو بهذا الحجم والوزن الهائل ربما لايليق بمكانته ثم ربما يظن اننا نقدم له كحك على الطريقة الايراني وهو ماقد يدفعة لقطع رقبة ابن عمها السيد محمود حسب الله، وهنا قررت " ستي فوز" ان تدخل تعديلات جوهرية وان تأخذ تعديلاتها هذه من السيدة الفاضلة " رتيبة كافي شاهين " وهي تركية الاصل وزوجة احد عمد ناحية المنصورية، وبالفعل تقلص حجم ووزن الكحكة حتى صارت اصغر وفي حجم يسمح لاصابع اليد ان تتحكم فيها كما كان ولاول مرة في تاريخ عائلتنا يتم حشو الكحك بالكاش والفستق الأخضر اللذان كان يعشقهم الخديوي وربما كان لكحك "ستي فوز" الدافع القوي وراء ان ينعم الخديوي توفيق على جدي محمود حسب الله بلقب الباشوية، بعد تأكدة من طعم الكحك التركي الجبار الذي قامت بصناعتة ستي فوز وان الاخبار التي وصلته ماهي الا وشايات ودسائس وان محمود باشا حسب الله ماهو الا محب ووفي ومخلص لكل ماهو تركي لدرجة ان طعامة وكحكة داخل بيته يتم على الطريقة التركية ثم اخرجت امي اول صاج من الفرن ثم استدارت لجاراتها اللواتي سارعن باخذ كل واحدة منهن كحكة من الصاج ونظرت لهن نظرة حادة ممتلئة بالثقة بعدما تقمصت دور جدها محمود باشا وقالت لهن بتعالي: على فكرة ياستات .. لازم تعرفوا اني انا .. رفيقة بنت ابراهيم بيه اسماعيل .. احسن واحدة تعمل كحك عيد في مصر.

ملاحظة:
يقولون أن كحك العيد أصله فرعوني و " إيزيس " زوجه " أوزوريس " هي أول واحدة ست صنعت الكحك والغريبة في العالم وهذا ليس كلامي بالطبع ولكنه كلام كثير من البرديات الفرعونية القديمة من عصور ما قبل الأسرات الفرعونية المتوسطة والحديثة وعلى سبيل المثال بردية قيمة وقديمة وجدت في " ميدوم " الأثرية بصحراء مصر تصور ربة القمح " نبت " وقد توجت بتاج من القمح وتمسك بيدها اليسرى رغيفا من الخبز و بيدها اليمنى " كحكه " وأتصور انه بحسبة بسيطة نجد ان المصريين اخترعوا الكحك من قبل طوفان نوح بزمن ربما يرجع هذا الزمن لأول نبي في التاريخ وهو النبي إدريس وزوجته عيسا أو عيشا أو ايسا أو ايزيس كما كان يطلق عليها المصريون قديما وتعني الدائمة الحياة أو الخالدة التي لا تموت حتى وان فني جسدها. هذا بالنسبة لتاريخ الكحك العلمي حسب علمي وحسب ماورد في بعض كتب الباحثين في التاريخ.

ذكريات الطفولة وأمي في العيد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وتكمل امي ان جدودها قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم.

من مذكرات فلاح على عتبة المحروسة
هذه القصة محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها.
كل سنة وإحنا جميعا طيبين وعيد سعيد علينا كلنا وعلى الناس وألإنسانية كلها.
ربما تأتي أيام معينة في السنة وخاصة أيام العيد لتدفعك أن تتذكر ذكريات الطفولة التي ربما تكون بريئة رغم أنها كانت شقية غالبا !!
ما احلي ذكريات الطفولة في العيد وكحك العيد .. خاصة تاريخ كحك العيد في عائلتي من وجهة نظر أمي .. إنه أقرب لحكايات ألف ليلة وليلة .. تاريخ عجيب .. مدهش .. وربما خيالي .. وربما ليس له أصل .. لكنه كالأسطورة التي تؤمن أنها أسطورة وفي ذات الوقت لا تمل من سماعها وتكرارها .. فأمي كانت ابنة عمدة وكان أيضاً عضو برلمان في زمن الملك فاروق .. وعليه فلا احد يجرؤ على مراجعة أمي ( الحازمة ) في حكاياتها وإلا حرمته من نعمة أكل الكحك !
في أزمنة صناعة الكحك في البيوت على أيدي الأمهات وفي احدي مرات عمل الكحك في الأسبوع الأخير من رمضان .. كانت أمي لا تستدعي نساء الجيران وإنما يأتين من تلقاء أنفسهن وكانوا كثيرات وكأن السماء أمطرت نساء " فجأة واحدة"، ليساعدن بعضهن في انتاج الكحك والثرثرة المليئة بفرح قدوم العيد.
والكحك في عائلتنا كان يمر بمرحلتين مهمتين في التاريخ ( حسب رواية أمي لجاراتها من النساء ) .. والمرحلة الأولى تمت في عائلتنا منذ ستة قرون تقريبا .. أي قبل خضوع مصر لسيطرة الأتراك والعثمللي وكانت عائلتنا وقتها جزء كبير من "ولاد السمان" الصعايدة وهؤلاء كانوا بطن من بطون عائلة "عربي" الذين ينحدرون من أبناء "العاص" جاءوا لمصر من الجزيرة العربية في أيام عمرو بن العاص واستقروا في الصعيد وتعلموا وقتها صناعة الكحك من نساء الأقباط. 
كانت أهم أمرأة قبطية تعلمت منها جداتنا الأوائل صناعة الكحك هي الست " ناسيما القبطية " وكانت من سكان الأقصر من ناحية البحر " والبحر بلغة أمي تعني نهر النيل " وكان كحك العيد وقتها بمساحة الرغيف ألفلاحي ويشبه قرص الشمس الكبير ومنقوش عليه أشعة الشمس وتقول أمي: كنا بنكتب في مركز الكحكة بالعربي ثلاث حروف متفرقة اتعلمناهم من الست " ناسيما القبطية " وهي حرف النون وحرف الالف وحرف الراء وربما ليومنا هذا لاتدري امي مامعني هذه الحروف التي كانت تكتبها جداتنا في مركز الكحكة .. وتقول امي ان الكحكة كانت تزن وقتها مابين رطل ونصف أي مايقرب من نصف كيلو وكانت مهارة صناعة الكحكة تكمن في تماسكها وعدم تفتتها رغم نعومتها الشديدة ووزنها الثقيل، وتكمل أمي بينما انا صغير ومنشغل معها ومع ابناء الجيران بصناعة أحصنة من العجين ونقشه بمنقاش الكحك الصفيح تقول في محاولة منها لاضفاء روح الاثارة لقتل الملل مع جاراتها من النساء الذين يساعدنها في صناعة الكحك والبسكويت، أن المرحلة الثانية من مراحل تاريخ صناعة الكحك بعائلتنا جاءت بعد انتقال العائلة في زمن محمد علي باشا من صعيد مصر الى بحري مصر المحروسة في منطقة الجيزة لانه لما جاء محمد على باشا يبني الكلية الحربية مع سليمان باشا الفرنساوي اختاروا ارض كبيرة كانت ملكنا احنا وولاد عرب المطاعنة وهم عائلة اخرى نزحت ايضا من الجزيرة العربية في زمن عمرو بن العاص وسكنوا البر الشرقي من جهة اسوان معنا.
وتكمل امي ان جدودنا قرروا عمل حرب عصابات ضد سليمان باشا الفرنساوي وضد عسكر البلغار الذين ملأوا جنوب مصر وكنا لاندري وحتى الآن لماذا عسكر البلغار في بلادنا ولماذا لايتزوجون الا من بنات النوبة فقط دون غيرهم، حتى جاء يوم واجتمع فيه كبار عائلة عربي والمطعني والسمان سويا بعدما علموا ان ابراهيم باشا ابن زوجة محمد علي باشا جاء بصحبة سليمان باشا الفرنساوي ويريد التفاوض معهم بشأن شراء ارض الكلية الحربية التي يريد انشائها في صعيد مصر مقابل منح العائلات التي ستبيع جزء من أرضها الزراعية جاه ومال وسلطة وأراضي في الجيزة والشرقية، ووافق الجميع وانتقلت الاسرة من الصعيد الى الجيزة والشرقية وبهذا الإنتقال النوعي بدأت مرحلة جديدة من مراحل صناعة الكحك في عائلتنا وتحديدا حينما قرر جدنا محمود باشا حسب الله ان يدعو الخديو توفيق الى قصره الكائن بالسكة الزراعية في بلدنا وكان وقتها الخديوي توفيق قد وصلت له اخبار ان جدنا محمود حسب الله يميل سياسيا الى اهل امه وكانوا من أحواز ايران العرب ويخشى الخديوي توفيق ان يكون جدنا محمود حسب الله بيلعب بذيله لصالح الايرانيين خاصة وان قريتنا قريبة جدا من محافظة البحيرة رغم انها في الجيزة وقريبة جدا من بلد هناك اسمها " محلة فارس" وكان اهلها كلهم نازحين من إيران وبيتكلموا لغة غير مفهومة ولهذا أطلق عليهم الناس أسم "العجم" ومنهم عيلة عجمي وعيلة نخلة لكنهم لم تكن لهم صلة بجدي محمود على الاطلاق، وكانت الناس عارفة انهم هربانيين من ملك جبار في ايران هناك اسمه صفوان، الذي لم يترك طفلاً ولاشيخا ولاامرأة الا وذبحهم جميعاً لكونهم لايريدون ان يدخلوا في مذهبه الديني. ويقولون ان صفوان كان ضد البيت العثمللي ويكره الاتراك وهذا مااثار حفيظة الخديوي توفيق ضد جدي محمود في هل هو يدين بالولاء لأهل جدوده من أمه في فارس وإيران أم انه يدين للسلطان التركي ؟ وطبعا الولاء كان لازم يبقي للسلطان طبعا لأنه سلطان مصر والخروج عليه خيانة والا كان فيها قطع رقاب وأولها رقبة جدي!، وبالفعل قبل الخديوي توفيق الدعوة وجاء قصر جدنا في البلد وكان اول ماتم تقديمه للخديوي توفيق هو كحك ستي " فوز " وهي جدة امي من جهة الاب وصاحبة دماء اصيلة من عائلة عربي والسمان ويقال انها الوحيدة التي كانت تصنع الكحك في عائلتنا كما كانت تصنعة الست " ناسيما القبطية " في زمن جدودنا الأوائل وكانت شهرتها في الناحية والمديرية بسبب مهارتها في صناعة الكحك تفوق شهرة الخديوي نفسة، وقد رأت " ستي فوز" ان تقديم الكحك لجناب الخديو بهذا الحجم والوزن الهائل ربما لايليق بمكانته ثم ربما يظن اننا نقدم له كحك على الطريقة الايراني وهو ماقد يدفعة لقطع رقبة ابن عمها السيد محمود حسب الله، وهنا قررت " ستي فوز" ان تدخل تعديلات جوهرية وان تأخذ تعديلاتها هذه من السيدة الفاضلة " رتيبة كافي شاهين " وهي تركية الاصل وزوجة احد عمد ناحية المنصورية، وبالفعل تقلص حجم ووزن الكحكة حتى صارت اصغر وفي حجم يسمح لاصابع اليد ان تتحكم فيها كما كان ولاول مرة في تاريخ عائلتنا يتم حشو الكحك بالكاش والفستق الأخضر اللذان كان يعشقهم الخديوي وربما كان لكحك "ستي فوز" الدافع القوي وراء ان ينعم الخديوي توفيق على جدي محمود حسب الله بلقب الباشوية، بعد تأكدة من طعم الكحك التركي الجبار الذي قامت بصناعتة ستي فوز وان الاخبار التي وصلته ماهي الا وشايات ودسائس وان محمود باشا حسب الله ماهو الا محب ووفي ومخلص لكل ماهو تركي لدرجة ان طعامة وكحكة داخل بيته يتم على الطريقة التركية ثم اخرجت امي اول صاج من الفرن ثم استدارت لجاراتها اللواتي سارعن باخذ كل واحدة منهن كحكة من الصاج ونظرت لهن نظرة حادة ممتلئة بالثقة بعدما تقمصت دور جدها محمود باشا وقالت لهن بتعالي: على فكرة ياستات .. لازم تعرفوا اني انا .. رفيقة بنت ابراهيم بيه اسماعيل .. احسن واحدة تعمل كحك عيد في مصر.

ملاحظة:
يقولون أن كحك العيد أصله فرعوني و " إيزيس " زوجه " أوزوريس " هي أول واحدة ست صنعت الكحك والغريبة في العالم وهذا ليس كلامي بالطبع ولكنه كلام كثير من البرديات الفرعونية القديمة من عصور ما قبل الأسرات الفرعونية المتوسطة والحديثة وعلى سبيل المثال بردية قيمة وقديمة وجدت في " ميدوم " الأثرية بصحراء مصر تصور ربة القمح " نبت " وقد توجت بتاج من القمح وتمسك بيدها اليسرى رغيفا من الخبز و بيدها اليمنى " كحكه " وأتصور انه بحسبة بسيطة نجد ان المصريين اخترعوا الكحك من قبل طوفان نوح بزمن ربما يرجع هذا الزمن لأول نبي في التاريخ وهو النبي إدريس وزوجته عيسا أو عيشا أو ايسا أو ايزيس كما كان يطلق عليها المصريون قديما وتعني الدائمة الحياة أو الخالدة التي لا تموت حتى وان فني جسدها. هذا بالنسبة لتاريخ الكحك العلمي حسب علمي وحسب ماورد في بعض كتب الباحثين في التاريخ.

الاثنين، 25 مايو 2009

هشام طلعت ضحية زواج المال والسلطة

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

جاء الآن زمن اللعب مع الكبار، لعب على ثقيل، لا يرحم ولا يغفر ولا يتسامح وبالطبع أمراء المال في وطننا لن يتركوه يأكل من الكعكة وحده فمصر او السعودية او بغداد او غيرها من المدن ليست حكرا على واحد فقط من الناس وهنا ظهرت " سوزان تميم "
الطغيان هو الابن الشرعي لزواج المال بالسلطة، ويخبرنا التاريخ منذ قارون وحتى يومنا هذا عن النتائج المأساوية والكارثية التي تنتهي بها هذه العلاقة نهاية وحيدة لا ثاني لها وهي الخسف بالطاغي وفضحه هو وكل من حولة من أهله وأصدقائه وكل من صفق له ودعمه وسانده بالقوة او ربما بالصمت والضعف وهي مسألة مدهشة تدفع العقل البشري ان يتوقف عندها ويتأملها.
يوجز القرآن حال قارون وأهله وأصدقائه والمحيطين به من الوجهاء والأمراء ومن المنافقين وحتى من البسطاء والكادحين الذين استعبدهم بماله فيقول "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ" ثم ينتقل بنا القرآن بدعوة قارون ان بنتهي عن ممارسة هذا السلوك الشائن فيقول " وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " ولكن قارون يسوقه غرورة وثروته وسلطته فيعند ويتكبر ويفسد ويظلم ويقتل متباهيا انه فوق القانون وفوق الله نفسه حاشا لله حتى تقفز بنا روايته إلى سيناريو النهاية أو النتيجة التي يخبرنا عنها القرآن فيقول " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ. " واذكر ان أسعفتني الذاكرة بعضاً من التاريخ المسموح بتداوله إعلاميا عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى حيث كان والده رجل الأعمال طلعت مصطفي صاحب شركة الإسكندرية للمقاولات والتي أشرفت أو آل إليها عملية إنشاء حي سكني بمدينة السلام منخفضة التكاليف بشرق القاهرة تم إطلاق اسم الشركة عليه فيما بعد وحتى يومنا هذا " حي الإسكندرية بمدينة السلام" كانت هذه العملية هي قطرة الماء الأولى لبداية الغيث إذ لم يكن أي من أصحاب ما يسمى بالشركات العملاقة للمقاولات أو أي نوع من الشركات في عهد جمال عبد الناصر - الذي صادر أموال الكل وأفقر الجميع - يمتلك واحد على ألف مما يمتلكه اليوم إذ جاءت ثروة الجميع في عصر ما يسمى بالانفتاح على العالم كمكافأة على ما تم من معاهدة السلام المشهورة بين مصر والكيان الصهيوني، ونرجع لطلعت مصطفي الذي أدت شركته مهمتها على أكمل وجه وبنزاهة في مدينة السلام دفعها لأن تكون من الشركات " الثقة " في مجال البناء والتشييد لكنها ثقة لا تمتلك مال قارون بل مجرد رأس مال يستطيع ان يعينها على إقامة مشروعات كبيرة وليست عملاقة داخل مصر بالشكل المتعارف عليه بيروقراطيا، ولما كان الطموح الإنساني ليس له حدود والعلاقات التحتية ليس لها حدود أيضا فقد كان حتميا من الوصول إلى أعلى نقطة في الجاه والمال والثروة ومن ثم السلطة والإمارة والسلطان، وهنا فكر الأب والابن معا في بيع ارض فندق " الفور سيزون " المطل على نيل جار دن سيتي وقتها لبنك الدقهلية – أو هكذا قيل حينها - للحصول على سيولة نقدية تمكنهم من دفع الشركة للإمام فتصبح عملاقة وبالفعل تم البيع والشراء بشكل ما أو بآخر، لكن فعل القدر مالم يكن يتخيله لا الأب ولا الابن معاً اذ رسا عطاء عملية مترو الأنفاق المرحلة الثانية في فرنسا على طلعت مصطفى الأب وتحول مابين عشية وضحاها ومن خلال الشركة الفرنسية وفي لحظة الى بليونير، ماذا كان رد الفعل؟ .. ببساطة أراد أن يرجع في بيع ارض " الفور سيزون " ولما رفض المشترون كانت هنا بداية ارتداء عباءة قارون وسيناريو الطغيان الذي يمكننا أن نتخيله وانتهي مشروع المترو ومات الأب واكتمل بناء الفندق الذي تم استرداد أرضه أو ربما اغتصابها والتي أفلس فيها بنك الدقهلية ودانت لهشام طلعت الدنيا بحذافيرها وصار رجل البناء الأول في مصر ومن مدينة لمدينة ومن مشروع لآخر حتى صار مليار ديرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولم يتبق له إلا أن يتزوج السلطة فكان له ما كان من مناصب سياسية يعلمها الجميع وليست خافية على احد بل أنها في عالمنا المعاصر تكاد تكون مألوفة في العالم الأول والثاني والثالث، ومن خلال السلطة أصبح هشام عضوا فيما يسمى بلوبي المال والأعمال والسلطة في العالم العربي وهو لوبي مجازي يحوي إلى جانب رجال الأعمال والسياسة أمراء وسلاطين وعمم.
إذن فقد جاء الآن زمن اللعب مع الكبار، لعب على ثقيل، لا يرحم ولا يغفر ولا يتسامح والخطأ الصغير فيه بموتة لا قيامة بعدها في الدنيا أبداً، وبالطبع أمراء المال وسلاطين الجاه في وطننا العربي لن يتركوه يأكل من الكعكة وحده فمصر او السعودية او غزة او بغداد او غيرها من المدن ليست حكرا على احد او واحد فقط من الناس وهنا ظهرت " سوزان تميم " امرأة وضعت أنوثتها في بورصة الاستثمار مع الكبار في وطننا العربي، وشرب هشام بغروره الطعم ووقع في فخ لوبي العمالقة الكبار وتزوج سوزان عرفياً وانشأ لها شقة في الدور 21 بفندق الفور سيزون وصارت تتمتع بما لا تتمتع به ام أولاده وهو لا يدري أنها تلعب دورا آخر لصالح قوى اكبر منه يريدون فيه التخلص منه كما يريد العرب التخلص من الكيان الصهيوني بأن يلقوه هو وشركته في البحر.
كان يمكن ان يتخلص هشام من سوزان بنفس الأسلوب الذي يتخلص فيه رجال الأعمال في الغرب من عشيقاتهم قبل انفضاح أمرهم وشيوع الفضيحة بأن يتنازل عن جزء من الكعكة ولو مؤقتاً للطامعين فيه، لكن ساقه غروره للانتقام وان يعلن لها انه سيضع نهاية لحياتها وانه قادر على أن يحييها لو رضخت أو يميتها لو عاندت وكأنه الله حاشا لله فدخل هنا في عباءة قارون واندمج في عرق ملابسه الداخلية وأصبح بغروره وقلة إيمانه يمارس سيناريو النهاية.
رأيته من خلال عدسات التليفزيون وهو يمسك المصحف الشريف داخل الزنزانة ويبكي، الآن ظهر الله !!، أنا لا اشك لحظة في كونة مظلوما بنسبة او على الأقل لم يقتل وان المسألة بينه وبين سوزان لا تتعدي نوع من أنواع التهديد بالقتل التي يشتهر بها المصريون حتى مع أبنائهم عندما يقول الأب لابنة اذا لم تفعل كذا سأقتلك كتعبير مجازي لكن ما جعل المجازي حقيقة هو استعانته بضابط امن الدولة اللغز – المفصول من الخدمة - وهو يعلم ان هذا الضابط ليس أمين شرطة أو غفير درك ولكنه لغزا وأسطورة وداهية في علم الجريمة الناعمة وتدور حوله شائعات كثيرة أهمها عملية النصب التي نصب فيها على ساويرس " رجل الأعمال المصري " بأن ذهب للعراق أثناء ما كان يستخدمه ساويرس لصالحة في حماية قنواته التليفزيونية الفضائية ببغداد وكذلك شركة المحمول الخاصة به هناك واتفق مع عصابة على خطفه مقابل 2 مليون دولار لإطلاق سراحه وبلع ساويرس الطعم ودفع الدولارات فاقتسمها السكري بينه وبين العصابة التي استأجرها للنصب على سيده الذي وثق فيه، إن هذه الإشاعة من اهم الإشاعات التي أطلقها الناس على السكري وقتها ولو كان هشام طلعت ذكيا كما كان في السابق أو كما عهدتاه قبل ان يرتدي عباءة قارون ويندمج في عرق ملابسه الداخلية لكان عليه ان يعمل بالمثل القلاحي المصري الذي يقول " العيار اللي مايصبش يدوش " لكن الغرور والسلطة وحاشيتة من حوله الذين لا هم لهم سوى التسبيح بحمده واصطناع الخوف منه واجتناب النصح له دفعوه للحمق وانعدام الرؤية.
أن هذه جريمة قتل غامضة حتى هذه اللحظة ضحيتها أمرآة استثمرت أنوثتها في اللعب مع الكبار والكسب والثراء ولكنها جريمة أخذت أبعادا أعظم بكثير من كونها جريمة قتل فقط ويظهر جليا أنها مسألة تصفية حسابات قاسية يديرها فارون آخر " ذكي " من " قوارين " المال والسلطة في وطننا واعتقد أنهم لن يسمحوا بإعدام هشام وأنها مجرد " قرصة ودن " كما نقول نحن الفلاحون في مصر وسيخرج منها هشام بشكل ما او بآخر خاصة وانه لم تحدث سابقة في القضاء المصري ان تم إعدام المحرض على القتل وان كنت اشك ان السكري سيعدم لا محالة.
إن الله لا يحاسبنا على أفعالنا حتى وان كانت خطأ ولكن يحاسبنا على درجة الوعي بممارسة الفعل ودرجة إدراك نتيجة ما نقوم به من أعمال فليس العالم كالجاهل.
على هشام طلعت مصطفى أن يطلب من إدارة سجن مزرعة طرة ورقة وقلم ويكتب في الورقة أسماء كل من مارس عليهم دور " قارون " وان يعيد لهم كرامتهم التي أهدرها وسينجو، لا يعلم أسماء هؤلاء الناس المغدورين إلا هشام نفسه ولن ينجو إلا بعد أن يصفحوا هم عنه أولاً وان نجا عليه أن يحرق عباءة قارون وان يطلق السلطة والنفوذ طلاقا بائنا ويدرك ويعي أن لا عز إلا لله.

هشام طلعت ضحية زواج المال والسلطة

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

جاء الآن زمن اللعب مع الكبار، لعب على ثقيل، لا يرحم ولا يغفر ولا يتسامح وبالطبع أمراء المال في وطننا لن يتركوه يأكل من الكعكة وحده فمصر او السعودية او بغداد او غيرها من المدن ليست حكرا على واحد فقط من الناس وهنا ظهرت " سوزان تميم "
الطغيان هو الابن الشرعي لزواج المال بالسلطة، ويخبرنا التاريخ منذ قارون وحتى يومنا هذا عن النتائج المأساوية والكارثية التي تنتهي بها هذه العلاقة نهاية وحيدة لا ثاني لها وهي الخسف بالطاغي وفضحه هو وكل من حولة من أهله وأصدقائه وكل من صفق له ودعمه وسانده بالقوة او ربما بالصمت والضعف وهي مسألة مدهشة تدفع العقل البشري ان يتوقف عندها ويتأملها.
يوجز القرآن حال قارون وأهله وأصدقائه والمحيطين به من الوجهاء والأمراء ومن المنافقين وحتى من البسطاء والكادحين الذين استعبدهم بماله فيقول "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ" ثم ينتقل بنا القرآن بدعوة قارون ان بنتهي عن ممارسة هذا السلوك الشائن فيقول " وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " ولكن قارون يسوقه غرورة وثروته وسلطته فيعند ويتكبر ويفسد ويظلم ويقتل متباهيا انه فوق القانون وفوق الله نفسه حاشا لله حتى تقفز بنا روايته إلى سيناريو النهاية أو النتيجة التي يخبرنا عنها القرآن فيقول " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ. " واذكر ان أسعفتني الذاكرة بعضاً من التاريخ المسموح بتداوله إعلاميا عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى حيث كان والده رجل الأعمال طلعت مصطفي صاحب شركة الإسكندرية للمقاولات والتي أشرفت أو آل إليها عملية إنشاء حي سكني بمدينة السلام منخفضة التكاليف بشرق القاهرة تم إطلاق اسم الشركة عليه فيما بعد وحتى يومنا هذا " حي الإسكندرية بمدينة السلام" كانت هذه العملية هي قطرة الماء الأولى لبداية الغيث إذ لم يكن أي من أصحاب ما يسمى بالشركات العملاقة للمقاولات أو أي نوع من الشركات في عهد جمال عبد الناصر - الذي صادر أموال الكل وأفقر الجميع - يمتلك واحد على ألف مما يمتلكه اليوم إذ جاءت ثروة الجميع في عصر ما يسمى بالانفتاح على العالم كمكافأة على ما تم من معاهدة السلام المشهورة بين مصر والكيان الصهيوني، ونرجع لطلعت مصطفي الذي أدت شركته مهمتها على أكمل وجه وبنزاهة في مدينة السلام دفعها لأن تكون من الشركات " الثقة " في مجال البناء والتشييد لكنها ثقة لا تمتلك مال قارون بل مجرد رأس مال يستطيع ان يعينها على إقامة مشروعات كبيرة وليست عملاقة داخل مصر بالشكل المتعارف عليه بيروقراطيا، ولما كان الطموح الإنساني ليس له حدود والعلاقات التحتية ليس لها حدود أيضا فقد كان حتميا من الوصول إلى أعلى نقطة في الجاه والمال والثروة ومن ثم السلطة والإمارة والسلطان، وهنا فكر الأب والابن معا في بيع ارض فندق " الفور سيزون " المطل على نيل جار دن سيتي وقتها لبنك الدقهلية – أو هكذا قيل حينها - للحصول على سيولة نقدية تمكنهم من دفع الشركة للإمام فتصبح عملاقة وبالفعل تم البيع والشراء بشكل ما أو بآخر، لكن فعل القدر مالم يكن يتخيله لا الأب ولا الابن معاً اذ رسا عطاء عملية مترو الأنفاق المرحلة الثانية في فرنسا على طلعت مصطفى الأب وتحول مابين عشية وضحاها ومن خلال الشركة الفرنسية وفي لحظة الى بليونير، ماذا كان رد الفعل؟ .. ببساطة أراد أن يرجع في بيع ارض " الفور سيزون " ولما رفض المشترون كانت هنا بداية ارتداء عباءة قارون وسيناريو الطغيان الذي يمكننا أن نتخيله وانتهي مشروع المترو ومات الأب واكتمل بناء الفندق الذي تم استرداد أرضه أو ربما اغتصابها والتي أفلس فيها بنك الدقهلية ودانت لهشام طلعت الدنيا بحذافيرها وصار رجل البناء الأول في مصر ومن مدينة لمدينة ومن مشروع لآخر حتى صار مليار ديرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولم يتبق له إلا أن يتزوج السلطة فكان له ما كان من مناصب سياسية يعلمها الجميع وليست خافية على احد بل أنها في عالمنا المعاصر تكاد تكون مألوفة في العالم الأول والثاني والثالث، ومن خلال السلطة أصبح هشام عضوا فيما يسمى بلوبي المال والأعمال والسلطة في العالم العربي وهو لوبي مجازي يحوي إلى جانب رجال الأعمال والسياسة أمراء وسلاطين وعمم.
إذن فقد جاء الآن زمن اللعب مع الكبار، لعب على ثقيل، لا يرحم ولا يغفر ولا يتسامح والخطأ الصغير فيه بموتة لا قيامة بعدها في الدنيا أبداً، وبالطبع أمراء المال وسلاطين الجاه في وطننا العربي لن يتركوه يأكل من الكعكة وحده فمصر او السعودية او غزة او بغداد او غيرها من المدن ليست حكرا على احد او واحد فقط من الناس وهنا ظهرت " سوزان تميم " امرأة وضعت أنوثتها في بورصة الاستثمار مع الكبار في وطننا العربي، وشرب هشام بغروره الطعم ووقع في فخ لوبي العمالقة الكبار وتزوج سوزان عرفياً وانشأ لها شقة في الدور 21 بفندق الفور سيزون وصارت تتمتع بما لا تتمتع به ام أولاده وهو لا يدري أنها تلعب دورا آخر لصالح قوى اكبر منه يريدون فيه التخلص منه كما يريد العرب التخلص من الكيان الصهيوني بأن يلقوه هو وشركته في البحر.
كان يمكن ان يتخلص هشام من سوزان بنفس الأسلوب الذي يتخلص فيه رجال الأعمال في الغرب من عشيقاتهم قبل انفضاح أمرهم وشيوع الفضيحة بأن يتنازل عن جزء من الكعكة ولو مؤقتاً للطامعين فيه، لكن ساقه غروره للانتقام وان يعلن لها انه سيضع نهاية لحياتها وانه قادر على أن يحييها لو رضخت أو يميتها لو عاندت وكأنه الله حاشا لله فدخل هنا في عباءة قارون واندمج في عرق ملابسه الداخلية وأصبح بغروره وقلة إيمانه يمارس سيناريو النهاية.
رأيته من خلال عدسات التليفزيون وهو يمسك المصحف الشريف داخل الزنزانة ويبكي، الآن ظهر الله !!، أنا لا اشك لحظة في كونة مظلوما بنسبة او على الأقل لم يقتل وان المسألة بينه وبين سوزان لا تتعدي نوع من أنواع التهديد بالقتل التي يشتهر بها المصريون حتى مع أبنائهم عندما يقول الأب لابنة اذا لم تفعل كذا سأقتلك كتعبير مجازي لكن ما جعل المجازي حقيقة هو استعانته بضابط امن الدولة اللغز – المفصول من الخدمة - وهو يعلم ان هذا الضابط ليس أمين شرطة أو غفير درك ولكنه لغزا وأسطورة وداهية في علم الجريمة الناعمة وتدور حوله شائعات كثيرة أهمها عملية النصب التي نصب فيها على ساويرس " رجل الأعمال المصري " بأن ذهب للعراق أثناء ما كان يستخدمه ساويرس لصالحة في حماية قنواته التليفزيونية الفضائية ببغداد وكذلك شركة المحمول الخاصة به هناك واتفق مع عصابة على خطفه مقابل 2 مليون دولار لإطلاق سراحه وبلع ساويرس الطعم ودفع الدولارات فاقتسمها السكري بينه وبين العصابة التي استأجرها للنصب على سيده الذي وثق فيه، إن هذه الإشاعة من اهم الإشاعات التي أطلقها الناس على السكري وقتها ولو كان هشام طلعت ذكيا كما كان في السابق أو كما عهدتاه قبل ان يرتدي عباءة قارون ويندمج في عرق ملابسه الداخلية لكان عليه ان يعمل بالمثل القلاحي المصري الذي يقول " العيار اللي مايصبش يدوش " لكن الغرور والسلطة وحاشيتة من حوله الذين لا هم لهم سوى التسبيح بحمده واصطناع الخوف منه واجتناب النصح له دفعوه للحمق وانعدام الرؤية.
أن هذه جريمة قتل غامضة حتى هذه اللحظة ضحيتها أمرآة استثمرت أنوثتها في اللعب مع الكبار والكسب والثراء ولكنها جريمة أخذت أبعادا أعظم بكثير من كونها جريمة قتل فقط ويظهر جليا أنها مسألة تصفية حسابات قاسية يديرها فارون آخر " ذكي " من " قوارين " المال والسلطة في وطننا واعتقد أنهم لن يسمحوا بإعدام هشام وأنها مجرد " قرصة ودن " كما نقول نحن الفلاحون في مصر وسيخرج منها هشام بشكل ما او بآخر خاصة وانه لم تحدث سابقة في القضاء المصري ان تم إعدام المحرض على القتل وان كنت اشك ان السكري سيعدم لا محالة.
إن الله لا يحاسبنا على أفعالنا حتى وان كانت خطأ ولكن يحاسبنا على درجة الوعي بممارسة الفعل ودرجة إدراك نتيجة ما نقوم به من أعمال فليس العالم كالجاهل.
على هشام طلعت مصطفى أن يطلب من إدارة سجن مزرعة طرة ورقة وقلم ويكتب في الورقة أسماء كل من مارس عليهم دور " قارون " وان يعيد لهم كرامتهم التي أهدرها وسينجو، لا يعلم أسماء هؤلاء الناس المغدورين إلا هشام نفسه ولن ينجو إلا بعد أن يصفحوا هم عنه أولاً وان نجا عليه أن يحرق عباءة قارون وان يطلق السلطة والنفوذ طلاقا بائنا ويدرك ويعي أن لا عز إلا لله.

الأحد، 10 مايو 2009

حوار مع اللواء زهيري قائد مقر الرئيس السادات - الحلقة الاولى

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".
اللواء عاطف زهيري
لكل زعيم أمة جانباً انسانياً لايراه فيه إلا المقربين منه أو الذين حاوطوه وشاركوه جزءاً ولو بسيطاً من حياته ، ولما كان الرئيس الرئيس الراحل محمد انور السادات من ضمن هؤلاء الرؤساء الذين حكموا مصر في فترات ساخنة وحرجة فقد راودتنا فكرة أن نحاول الكشف عن بعض الجوانب الإنسانية في حياة هذا الرجل والتي غفل عنها التاريخ وبشهادة رجال ونساء كانوا معه يقاسمونه الحياه ويشاركونه الفعل ورد الفعل ويرونه من زوايتهم لا من زاوية التاريخ، ومن ضمن هؤلاء الرجال الذين رافقوا الرئيس انور السادات لمدة ثماني سنوات كاملة اللواء اركان حرب عاطف زهيري الذي استمر قائداً لمقر الرئيس انور السادات حتى قبل وفاتة بثلاثة اسابيع فقط، قابلناه وحاورناه ووجدناه رغم تحفظه في كثير من المسائل بسبب تربيته العسكرية رجلاً يمثل الأصالة المصرية في اروع صورها كرجل عسكري وكمواطن مصري تجري في عروقة وحتى النخاع دماء تذوب عشقاً لمصر وشعب مصر ورموزها وسألناه:

كيف تعرفت سيادة اللواء عاطف زهيري على الرئيس السادات وكيف بدأت العلاقة؟التحقنا بالحرس الجمهورى فى أبريل 1971 وأول مرة ارى فيها السادات كانت فى الحرس الجمهورى عندما كلف الفريق المرحوم الليثى ناصر بالقبض على المجموعة التي عارضته وكانت تريد قلب نظام الحكم، تلك المجموعة التي جعلته يقوم بما اسماه " ثورة مايو " لقد شاهدتهم وهم أمام مكتب الليثى ناصر بعد القبض عليهم.

كيف جاء الأمر من السادات للفريق الليثي؟ قال له السادات بالحرف الواحد: " تقدر تقبض عليهم ياليثي خلال 24 ساعه ؟ فقال الفريق الليثي: يافندم خلال 4 ساعات سيكونون امام سعادتك. وبالفعل ذهب السادات مكتب الفريق الليثي في الحرس الجمهوري وجلس فيه مدة اربعة ساعات حتى جاءة الفريق الليثي بعد اربعة ساعات مقبوضاً عليهم.

اربعة ساعات؟اربعة ساعات او أقل.

كيف؟عن طريق ضباط خرجوا وكل واحد يقود سيارة جيب ومعة عدد من الجنود، عدد بسيط من الجنود وقبضوا عليهم جميعاً وكان أول المقبوض عليهم " محمد فوزى " و شعراوى جمعه وفايق محمد فايق ومجموعة إخرى من الوزراء والباقى تم أعتقالهم عن طريق الداخليه.

لهذه الدرجة وصلت حالة غضب السادات منهم إلى حد الإعتقال؟قدموا استقاله جماعيه ووضعوا البلد فى وضع محرج، وبعدين اهانوه في احد اجتمعاتهم.

اهانوه ازاي؟كانوا معتقدين انهم وضعوه كرئيس جمهوريه مؤقت على أساس أن يكون مجرد لعبه فى ايديهم يفرضوا عليه قرارات أو شخصيات تتولى الحكم فى البلد.

وهل هذا دافع للإعتقال؟السادات رجل قائد والبلد كانت في وضع حرج جداً وكان في اعتقاده انه مادام اصبح في موضع المسئولية فعليه أن يتخذ القرار الذي يراه صواباً وفي مصلحة الوضع الذي كانت تمر به مصر وقتذاك، وبعدين السادات لم يكن حديث عهد بالعمل السياسي بل سياسي محنك وتاريخه حافل بالأحداث من قبل قيام الثورة بزمن.

إذن كانت هذه اللحظة – لحظة الإعتقلات – هي المرة الإولى التي ترى فيها السادت؟بالضبط

ولكن هناك من يقول أن دافع السادات لإعتقال هؤلاء الوزراء اهانته الشخصية وسب امه في احدى المجالس؟كانت جلسات مجلس الوزارء المصرى وكانت معلنه وقام شعراوي جمعه وقال له: يا أبن "البربريه " انت فاكر نفسك رئيس الجمهوريه بصحيح ؟! إحنا اللي عملناك رئيس جمهوريه .. إحنا إللي حاطيناك على الكرسى .. ومحطوط منظر كمان.

ياخبر اسود؟ومادمت بتبحث عن الجانب الإنساني في شخصية السادات لازم تعرف انه بالرغم من اهانة شعراوي جمعة له وبشكل علني إلا انه راعى حالته الصحيه ووضعه بعد الاعتقال فى مستشفى ثم أفرج عنه بل أفرج عنهم كلهم بعد كده.

وكان تعيينك بعدها قائداً لمقر السادات؟أتعينت من ضمن أربعه ضباط من الحرس الجمهورى وكنا مسئولين عن تأمين مقر الرئيس وكنا تحت مسمى القائد منوب المقر يعنى بنطلع بالإنابه يعنى واحد وراء واحد كنا أربعه ومن خلال خدماتى كنت بمسك يوم نبطشى 24ساعه كل أربعة أيام.

كان دورك حماية المقر أم حماية الرئيس؟شخص الرئيس بالنسبة لي كمسئول عن الحماية هو المقر .. بمعنى أن مكان تواجد الرئيس انا مسئول عن حمايته مع رجالي .. لكن انا كنت دائماً في معيته اينما ذهب.

 
محيي ابراهيم في لقاءة مع اللواء عاطف زهيري
هل كان لك شخصياً علاقة باسرة السادات بحكم عملك؟تعرفنا على السادات والعائله كلها بالطبع وكان أولاده مازالوا صغارا وكثيراً ماكانوا يلعبون بجوارنا وتحت حمايتنا في بيت الجيزة بشارع الجيزة الواقع على النيلً.

وماذا عن السيدة جيهان السادات؟كانت السيده جيهان السادات كل يوم الصبح بنفسها تنزل تتطمن على الاحوال فى مكتب قائد المقر تشوف الثلاجه بتاعته تشوف الإحتياجات الاداريه للمشروبات وخلافه وتشوف نظافه المقر ومبنى اداره قيادة الحرس الجمهورى وكذلك مقر السكرتاريه والنظام كله وهل هل هناك مشاكل أداريه أم لا.

هل كانت السيدة جيهان تتدخل في الأمور الفنية للحماية؟ اطلاقاً.. لم تتدخل فى المشاكل الفنيه أو فى العمل كان همها كله منصب حول راحة الحرس وانه ليس هناك مشاكل ادارية.

ماهي حدود مسئولياتك آنذاك؟مسئول عن أخراج الحراسها الخاصة بالسادات وأى حد يدخل مقر السادات لابد يدخل عن طريقى.

هل كل لقاءات السادات كانت تتم بميعاد مسبق؟كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".

من هي أبرز الشخصيات التي كانت دائما تتردد على السادات فى مجالات الفن بلاش السياسة ولكن مجالات الفن والثقافة؟في الحقيقة لم يكن يقابل السادات احداً إلا بناء على ميعاد سابق أو بطلب شخصي منه، وهو في الحقيقة كان يحب الفن والفنانين ورجال الادب والثقافة لكن النيس منصور هو الوحيد منهم الذي كان متواجداً باستمرار مع السادات دون ميعاد سابق.

اشمعنى انيس منصور؟أنيس منصور كان فى هذا الوقت الصحفى الوحيد المقرب للرئيس السادات لدرجة انه كان يكتب له خطبه احياناً ويطلعه على بعض أفكاره وكان اللقاء بينهما يوميا ولمدة ساعة على الأقل مع عثمان أحمد عثمان يمشوا لمدة ساعة كل يوم من الساعة 4 بعد الظهر للساعة 5 لابسين شورت أو تريننيج وبعدين أنيس منصور رجل فليسوف وصاحب فكر وله تجارب عريضه وتجارب صحفيه وأنسانيه وله علاقاته العامه التي كان يحترمها السادات فكان يستفيد منها من خلال طرح بعض المشاكل عليه ليتلقى منه الحلول أو الردود التي تساعده على أتخاذ قراره أنيس منصور فى هذا الوقت كان أنسان مخلص وأنسان يعطي أفكاره وأراءه لصالح البلد ولصالح سمعة مصر وقيادة الرئيس السادات.

هل كان هناك مواضيع معينة كانت ثابته في الحوار؟موضوعات عامه وكثيراً ماكانت موضوعات تخص البلد ، يعني أفكار جديده فى بعض العلاقات الخاصه بالدول الاجنبيه مثل أمريكا وأسرئيل، حيث فكان دائما أثناء المشى ينتهز الفرصة وتواجد عثمان وأنيس ويطرح عليهم أفكاره ويتقبل منهم كلامهم ثم بعد المشى يطلع يأخذ الدش ويتغدى.

هل كان السادات يميل للروحانيات وعلوم السحر؟يميل الى الروحنيات نعم لكن يميل للسحر اطلاقاً لانه كان أنسان مؤمن وكان مصلى وكان بيصوم كل يوم أثنين وخميس وكان الرئيس السادات ينفر من ممارسات السحر والسحرة ، وكان كثيراً مايردد في هذه الحوارات الخاصة بالسحر أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك!.

إذن كان يؤمن بالروحانيات فقط ؟كان يقرأ كثيراً فيها وكان دليله في ذلك انيس منصور وكان عشقه لكتب الدكتور ابو الخير في علم الروح وللدكتور ابو الخير نفسه.

اهم حادثة روحانية تعلمها وآمن بها السادات؟حادثه خطيره الله يرحم الدكتور عبد الحليم محمود كان شيخ الازهر فى السبعنيات قبل حرب 73 مباشرة يعنى أقل من شهر أو فى حدود شهر وقتها طلب مقابلة الرئيس السادات وقال له فى هذه المقابلة أننا رأيت رؤيه فى المنام أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنى بالنصر وأذا حاربتم أسرائيل هتنتصروا عليها.

والسادات صدق؟الرئيس السادات أعتقد تماما فى هذا الكلام وأعتقد تمام فى أنه لو دخل المعركه هينتصر بإذن الله رغم انه كان معلوماً في ذلك الوقت لو تم مقارنه عامه للقوات بين الجانب المصرى والجانب الاسرائيلي المدعوم بالجانب الامريكى نجد أستحاله أن القوات المصريه تتقدم خطوه واحدة بعد قناة السويس.

يعني رؤيا الشيخ عبد الحليم كانت السبب؟ربنا سبحانه وتعالى ساعد الجيش المصرى فى أنه ينتصر هذا النصر العظيم فى اكتوبر 73 وايمان شعب مصر بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين بوطنهم كان الحافز الرئيس للنصر.

بمناسبة الحديث عن النصر ألم تكن مظاهرات المصريين هي الدافع للسادات بخوض الحرب؟السادات من أول يوم تولى فيه الحكم كان حاطت فى أسبقيه أولى ضمن أهدافه وهي تحريك وضع اللا حرب واللا سلم الذي كانت تحياه مصر ربما يعود على مصر بوضع أفضل.

ولكن المظاهرات حدثت بالفعل وكان فيه نوع من الاعتقالات سنه 72 ضد السادات لدفعه للحرب ؟
لانه وعدهم بالحرب، فهو كان بيوعد فى كل خطاب من أول يوم كان بيوعدهم بانه سيحارب أسرئيل وكان يسمي الأعوام تارة بعام الحزم وتارة بعام الحسم فالناس أستعجلت هذا العام أو أستعجلت هذا القرار فكانوا دائما يدفعوا السادات أنه يتخذ قرار الحرب بسرعة.

وهل السادات لم يكن يريد اتخاذه؟تقصد قرار الحرب؟ أنا حضرت عدد من مجالس عسكريه للحرب، و الخطه كانت جاهزه قبل 73 ولكن السادات كان يرى بعض قصور فى الخطه وهذا القصور كان من وجهة نظر السادات يتركز في الجانب الروسى حيث لم يكن يمدنا بالسلاح طبقا للاتفاقيات أو طبقا للعهود ويبدو ان قرار استبعادهم من مصر كان هدف السادات قبل اتخاذ قرار الحرب حتى لايكون هناك فضل لأحد على مصر في حالة النصر الا الله وقدرة الجندي المصري.

هل قرار وقف الحرب بعد العبور كان قراراً صائباً؟الروس منعوا عنا امداد السلاح، واثناء الحرب استهلكنا اكثر من الكمية التي خططنا لها من السلاح والوقود واحتياطات الذخيرة، ولو لم يتخذ قرار الوقف ربما كانت حصلت كارثة.

ولكن لم يفصح السادات عن ذلك وقال فقط انه لايستطيع محاربة امريكا؟هل تريد من قائد اعلى للقوات المسلحة اثناء الحرب يقول سأوقف الحرب لأنني لاأمتلك سلاحاً؟ لقد عثرنا على دبابات اسرائيلية عدادات الكيلوميترات الخاص بها على 15 كيلو فقط اي انها طازة نازلة من الجو لإمداد الجيش الإسرائيلي، فكان لابد من خدعة خاصة ونحن بمفردنا في الحرب بدون ذخيرة تكفي يوم أو يومين، والحرب خدعة، فقال لن احارب اميركا، وبعدين استراتيجياً هذا القرار تم اتخاذه من منطق قوة .. انت استوليت على البر الشرقي كله وحركت الماء الراكد و ذلينا إسرائيل خاصة بعد مقال حسنين هيكل عن الثغرة وقد كان بمثابة نقطة ضعف لمصر.

هل تعتقد أن هذا القرار – قرار وقف الحرب - أكتسب به السادات كارت عند الامريكان خاصة لما قال أنا مقدرش أحارب امريكا؟
السادات كان 
رجل ذكى جدا ووجد ان العالم كله بما فيها أمريكا والدول ألأروبية وأسرئيل نفسها كانت بتسعى لوقف الحرب بأى صوره لدرجة إن جولدا مائير أيامها كانت بتصرخ فى أمريكا و بتقول لهم إن المصريين سيدخلوا أسرائيل فألحقونا أنجدونا لذلك أمريكا دخلت بكل ثقلها فى المعركه فلما العالم وجد السادات اعطى قرار أيقاف الحرب اعتبروا أن المصريين اعظم شعوب مارست العسكرية في القرن العشرين حيث اتخذوا قرار الحرب وحطموا خط بارليف الذي لايقهر واتخذوا قرار وقف الحرب حيناما رأوا انهم حصلوا على ماسعوا إليه وانتصروا واحترمهم العالم كله ونحن ايضاً كنا في قمة احترامنا لأنفسنا، لو كانت استمرت الحرب ونحن بلاذخيره بينما اسرائيل يأتيها المدد من الجو وحدث شئ غير النصر خاصة واننا خرجنا مهزومين عام 67 لكان ذلك اصبح قصمة ظهر للشعب المصري والعربي، وبعدين لم يكن قرار ايقاف حرب ولكنه أعطى قرار بأيقاف القوات المسلحة عند هذا الحد من التقدم نحو الشرق في سيناء وقال بالحرف الواحد لاتتقدموا بعد هذا الحد واعتقد ان قراره هذا كا في عظمة قراره باتخاذ قرار الحرب تماماً يمكن فيه بعض العسكريين ولا داعى لذكر الاسماء عارضوه فى هذا القرار لكن لم يكن هناك خياراً بديلاً


انتظروا الحلقة الثانية العدد القادم

حوار مع اللواء زهيري قائد مقر الرئيس السادات - الحلقة الاولى

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".
اللواء عاطف زهيري
لكل زعيم أمة جانباً انسانياً لايراه فيه إلا المقربين منه أو الذين حاوطوه وشاركوه جزءاً ولو بسيطاً من حياته ، ولما كان الرئيس الرئيس الراحل محمد انور السادات من ضمن هؤلاء الرؤساء الذين حكموا مصر في فترات ساخنة وحرجة فقد راودتنا فكرة أن نحاول الكشف عن بعض الجوانب الإنسانية في حياة هذا الرجل والتي غفل عنها التاريخ وبشهادة رجال ونساء كانوا معه يقاسمونه الحياه ويشاركونه الفعل ورد الفعل ويرونه من زوايتهم لا من زاوية التاريخ، ومن ضمن هؤلاء الرجال الذين رافقوا الرئيس انور السادات لمدة ثماني سنوات كاملة اللواء اركان حرب عاطف زهيري الذي استمر قائداً لمقر الرئيس انور السادات حتى قبل وفاتة بثلاثة اسابيع فقط، قابلناه وحاورناه ووجدناه رغم تحفظه في كثير من المسائل بسبب تربيته العسكرية رجلاً يمثل الأصالة المصرية في اروع صورها كرجل عسكري وكمواطن مصري تجري في عروقة وحتى النخاع دماء تذوب عشقاً لمصر وشعب مصر ورموزها وسألناه:

كيف تعرفت سيادة اللواء عاطف زهيري على الرئيس السادات وكيف بدأت العلاقة؟التحقنا بالحرس الجمهورى فى أبريل 1971 وأول مرة ارى فيها السادات كانت فى الحرس الجمهورى عندما كلف الفريق المرحوم الليثى ناصر بالقبض على المجموعة التي عارضته وكانت تريد قلب نظام الحكم، تلك المجموعة التي جعلته يقوم بما اسماه " ثورة مايو " لقد شاهدتهم وهم أمام مكتب الليثى ناصر بعد القبض عليهم.

كيف جاء الأمر من السادات للفريق الليثي؟ قال له السادات بالحرف الواحد: " تقدر تقبض عليهم ياليثي خلال 24 ساعه ؟ فقال الفريق الليثي: يافندم خلال 4 ساعات سيكونون امام سعادتك. وبالفعل ذهب السادات مكتب الفريق الليثي في الحرس الجمهوري وجلس فيه مدة اربعة ساعات حتى جاءة الفريق الليثي بعد اربعة ساعات مقبوضاً عليهم.

اربعة ساعات؟اربعة ساعات او أقل.

كيف؟عن طريق ضباط خرجوا وكل واحد يقود سيارة جيب ومعة عدد من الجنود، عدد بسيط من الجنود وقبضوا عليهم جميعاً وكان أول المقبوض عليهم " محمد فوزى " و شعراوى جمعه وفايق محمد فايق ومجموعة إخرى من الوزراء والباقى تم أعتقالهم عن طريق الداخليه.

لهذه الدرجة وصلت حالة غضب السادات منهم إلى حد الإعتقال؟قدموا استقاله جماعيه ووضعوا البلد فى وضع محرج، وبعدين اهانوه في احد اجتمعاتهم.

اهانوه ازاي؟كانوا معتقدين انهم وضعوه كرئيس جمهوريه مؤقت على أساس أن يكون مجرد لعبه فى ايديهم يفرضوا عليه قرارات أو شخصيات تتولى الحكم فى البلد.

وهل هذا دافع للإعتقال؟السادات رجل قائد والبلد كانت في وضع حرج جداً وكان في اعتقاده انه مادام اصبح في موضع المسئولية فعليه أن يتخذ القرار الذي يراه صواباً وفي مصلحة الوضع الذي كانت تمر به مصر وقتذاك، وبعدين السادات لم يكن حديث عهد بالعمل السياسي بل سياسي محنك وتاريخه حافل بالأحداث من قبل قيام الثورة بزمن.

إذن كانت هذه اللحظة – لحظة الإعتقلات – هي المرة الإولى التي ترى فيها السادت؟بالضبط

ولكن هناك من يقول أن دافع السادات لإعتقال هؤلاء الوزراء اهانته الشخصية وسب امه في احدى المجالس؟كانت جلسات مجلس الوزارء المصرى وكانت معلنه وقام شعراوي جمعه وقال له: يا أبن "البربريه " انت فاكر نفسك رئيس الجمهوريه بصحيح ؟! إحنا اللي عملناك رئيس جمهوريه .. إحنا إللي حاطيناك على الكرسى .. ومحطوط منظر كمان.

ياخبر اسود؟ومادمت بتبحث عن الجانب الإنساني في شخصية السادات لازم تعرف انه بالرغم من اهانة شعراوي جمعة له وبشكل علني إلا انه راعى حالته الصحيه ووضعه بعد الاعتقال فى مستشفى ثم أفرج عنه بل أفرج عنهم كلهم بعد كده.

وكان تعيينك بعدها قائداً لمقر السادات؟أتعينت من ضمن أربعه ضباط من الحرس الجمهورى وكنا مسئولين عن تأمين مقر الرئيس وكنا تحت مسمى القائد منوب المقر يعنى بنطلع بالإنابه يعنى واحد وراء واحد كنا أربعه ومن خلال خدماتى كنت بمسك يوم نبطشى 24ساعه كل أربعة أيام.

كان دورك حماية المقر أم حماية الرئيس؟شخص الرئيس بالنسبة لي كمسئول عن الحماية هو المقر .. بمعنى أن مكان تواجد الرئيس انا مسئول عن حمايته مع رجالي .. لكن انا كنت دائماً في معيته اينما ذهب.

 
محيي ابراهيم في لقاءة مع اللواء عاطف زهيري
هل كان لك شخصياً علاقة باسرة السادات بحكم عملك؟تعرفنا على السادات والعائله كلها بالطبع وكان أولاده مازالوا صغارا وكثيراً ماكانوا يلعبون بجوارنا وتحت حمايتنا في بيت الجيزة بشارع الجيزة الواقع على النيلً.

وماذا عن السيدة جيهان السادات؟كانت السيده جيهان السادات كل يوم الصبح بنفسها تنزل تتطمن على الاحوال فى مكتب قائد المقر تشوف الثلاجه بتاعته تشوف الإحتياجات الاداريه للمشروبات وخلافه وتشوف نظافه المقر ومبنى اداره قيادة الحرس الجمهورى وكذلك مقر السكرتاريه والنظام كله وهل هل هناك مشاكل أداريه أم لا.

هل كانت السيدة جيهان تتدخل في الأمور الفنية للحماية؟ اطلاقاً.. لم تتدخل فى المشاكل الفنيه أو فى العمل كان همها كله منصب حول راحة الحرس وانه ليس هناك مشاكل ادارية.

ماهي حدود مسئولياتك آنذاك؟مسئول عن أخراج الحراسها الخاصة بالسادات وأى حد يدخل مقر السادات لابد يدخل عن طريقى.

هل كل لقاءات السادات كانت تتم بميعاد مسبق؟كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".

من هي أبرز الشخصيات التي كانت دائما تتردد على السادات فى مجالات الفن بلاش السياسة ولكن مجالات الفن والثقافة؟في الحقيقة لم يكن يقابل السادات احداً إلا بناء على ميعاد سابق أو بطلب شخصي منه، وهو في الحقيقة كان يحب الفن والفنانين ورجال الادب والثقافة لكن النيس منصور هو الوحيد منهم الذي كان متواجداً باستمرار مع السادات دون ميعاد سابق.

اشمعنى انيس منصور؟أنيس منصور كان فى هذا الوقت الصحفى الوحيد المقرب للرئيس السادات لدرجة انه كان يكتب له خطبه احياناً ويطلعه على بعض أفكاره وكان اللقاء بينهما يوميا ولمدة ساعة على الأقل مع عثمان أحمد عثمان يمشوا لمدة ساعة كل يوم من الساعة 4 بعد الظهر للساعة 5 لابسين شورت أو تريننيج وبعدين أنيس منصور رجل فليسوف وصاحب فكر وله تجارب عريضه وتجارب صحفيه وأنسانيه وله علاقاته العامه التي كان يحترمها السادات فكان يستفيد منها من خلال طرح بعض المشاكل عليه ليتلقى منه الحلول أو الردود التي تساعده على أتخاذ قراره أنيس منصور فى هذا الوقت كان أنسان مخلص وأنسان يعطي أفكاره وأراءه لصالح البلد ولصالح سمعة مصر وقيادة الرئيس السادات.

هل كان هناك مواضيع معينة كانت ثابته في الحوار؟موضوعات عامه وكثيراً ماكانت موضوعات تخص البلد ، يعني أفكار جديده فى بعض العلاقات الخاصه بالدول الاجنبيه مثل أمريكا وأسرئيل، حيث فكان دائما أثناء المشى ينتهز الفرصة وتواجد عثمان وأنيس ويطرح عليهم أفكاره ويتقبل منهم كلامهم ثم بعد المشى يطلع يأخذ الدش ويتغدى.

هل كان السادات يميل للروحانيات وعلوم السحر؟يميل الى الروحنيات نعم لكن يميل للسحر اطلاقاً لانه كان أنسان مؤمن وكان مصلى وكان بيصوم كل يوم أثنين وخميس وكان الرئيس السادات ينفر من ممارسات السحر والسحرة ، وكان كثيراً مايردد في هذه الحوارات الخاصة بالسحر أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك!.

إذن كان يؤمن بالروحانيات فقط ؟كان يقرأ كثيراً فيها وكان دليله في ذلك انيس منصور وكان عشقه لكتب الدكتور ابو الخير في علم الروح وللدكتور ابو الخير نفسه.

اهم حادثة روحانية تعلمها وآمن بها السادات؟حادثه خطيره الله يرحم الدكتور عبد الحليم محمود كان شيخ الازهر فى السبعنيات قبل حرب 73 مباشرة يعنى أقل من شهر أو فى حدود شهر وقتها طلب مقابلة الرئيس السادات وقال له فى هذه المقابلة أننا رأيت رؤيه فى المنام أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنى بالنصر وأذا حاربتم أسرائيل هتنتصروا عليها.

والسادات صدق؟الرئيس السادات أعتقد تماما فى هذا الكلام وأعتقد تمام فى أنه لو دخل المعركه هينتصر بإذن الله رغم انه كان معلوماً في ذلك الوقت لو تم مقارنه عامه للقوات بين الجانب المصرى والجانب الاسرائيلي المدعوم بالجانب الامريكى نجد أستحاله أن القوات المصريه تتقدم خطوه واحدة بعد قناة السويس.

يعني رؤيا الشيخ عبد الحليم كانت السبب؟ربنا سبحانه وتعالى ساعد الجيش المصرى فى أنه ينتصر هذا النصر العظيم فى اكتوبر 73 وايمان شعب مصر بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين بوطنهم كان الحافز الرئيس للنصر.

بمناسبة الحديث عن النصر ألم تكن مظاهرات المصريين هي الدافع للسادات بخوض الحرب؟السادات من أول يوم تولى فيه الحكم كان حاطت فى أسبقيه أولى ضمن أهدافه وهي تحريك وضع اللا حرب واللا سلم الذي كانت تحياه مصر ربما يعود على مصر بوضع أفضل.

ولكن المظاهرات حدثت بالفعل وكان فيه نوع من الاعتقالات سنه 72 ضد السادات لدفعه للحرب ؟
لانه وعدهم بالحرب، فهو كان بيوعد فى كل خطاب من أول يوم كان بيوعدهم بانه سيحارب أسرئيل وكان يسمي الأعوام تارة بعام الحزم وتارة بعام الحسم فالناس أستعجلت هذا العام أو أستعجلت هذا القرار فكانوا دائما يدفعوا السادات أنه يتخذ قرار الحرب بسرعة.

وهل السادات لم يكن يريد اتخاذه؟تقصد قرار الحرب؟ أنا حضرت عدد من مجالس عسكريه للحرب، و الخطه كانت جاهزه قبل 73 ولكن السادات كان يرى بعض قصور فى الخطه وهذا القصور كان من وجهة نظر السادات يتركز في الجانب الروسى حيث لم يكن يمدنا بالسلاح طبقا للاتفاقيات أو طبقا للعهود ويبدو ان قرار استبعادهم من مصر كان هدف السادات قبل اتخاذ قرار الحرب حتى لايكون هناك فضل لأحد على مصر في حالة النصر الا الله وقدرة الجندي المصري.

هل قرار وقف الحرب بعد العبور كان قراراً صائباً؟الروس منعوا عنا امداد السلاح، واثناء الحرب استهلكنا اكثر من الكمية التي خططنا لها من السلاح والوقود واحتياطات الذخيرة، ولو لم يتخذ قرار الوقف ربما كانت حصلت كارثة.

ولكن لم يفصح السادات عن ذلك وقال فقط انه لايستطيع محاربة امريكا؟هل تريد من قائد اعلى للقوات المسلحة اثناء الحرب يقول سأوقف الحرب لأنني لاأمتلك سلاحاً؟ لقد عثرنا على دبابات اسرائيلية عدادات الكيلوميترات الخاص بها على 15 كيلو فقط اي انها طازة نازلة من الجو لإمداد الجيش الإسرائيلي، فكان لابد من خدعة خاصة ونحن بمفردنا في الحرب بدون ذخيرة تكفي يوم أو يومين، والحرب خدعة، فقال لن احارب اميركا، وبعدين استراتيجياً هذا القرار تم اتخاذه من منطق قوة .. انت استوليت على البر الشرقي كله وحركت الماء الراكد و ذلينا إسرائيل خاصة بعد مقال حسنين هيكل عن الثغرة وقد كان بمثابة نقطة ضعف لمصر.

هل تعتقد أن هذا القرار – قرار وقف الحرب - أكتسب به السادات كارت عند الامريكان خاصة لما قال أنا مقدرش أحارب امريكا؟
السادات كان 
رجل ذكى جدا ووجد ان العالم كله بما فيها أمريكا والدول ألأروبية وأسرئيل نفسها كانت بتسعى لوقف الحرب بأى صوره لدرجة إن جولدا مائير أيامها كانت بتصرخ فى أمريكا و بتقول لهم إن المصريين سيدخلوا أسرائيل فألحقونا أنجدونا لذلك أمريكا دخلت بكل ثقلها فى المعركه فلما العالم وجد السادات اعطى قرار أيقاف الحرب اعتبروا أن المصريين اعظم شعوب مارست العسكرية في القرن العشرين حيث اتخذوا قرار الحرب وحطموا خط بارليف الذي لايقهر واتخذوا قرار وقف الحرب حيناما رأوا انهم حصلوا على ماسعوا إليه وانتصروا واحترمهم العالم كله ونحن ايضاً كنا في قمة احترامنا لأنفسنا، لو كانت استمرت الحرب ونحن بلاذخيره بينما اسرائيل يأتيها المدد من الجو وحدث شئ غير النصر خاصة واننا خرجنا مهزومين عام 67 لكان ذلك اصبح قصمة ظهر للشعب المصري والعربي، وبعدين لم يكن قرار ايقاف حرب ولكنه أعطى قرار بأيقاف القوات المسلحة عند هذا الحد من التقدم نحو الشرق في سيناء وقال بالحرف الواحد لاتتقدموا بعد هذا الحد واعتقد ان قراره هذا كا في عظمة قراره باتخاذ قرار الحرب تماماً يمكن فيه بعض العسكريين ولا داعى لذكر الاسماء عارضوه فى هذا القرار لكن لم يكن هناك خياراً بديلاً


انتظروا الحلقة الثانية العدد القادم