الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

فلاح على عتبة المحروسة ( الحلقة التاسعة )

بقلم: محيي الدين إبراهيم
هذه القصة فانتازيا من محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها..



مشهد – 1 –
المكان: أنا
الزمان: وجودي
محطة قطار الصعيد بالجيزة .. مسافرون .. حمالون .. باعة .. شحاذون .. لصوص .. حركة .. صياح .. فوضى .. الكل يعرف وجهته .. يعرف طريقه .. قطاره .. قريته .. بينما أنا .. أجلس على مقعد داخل ( كافيتريا المحطة ) أنظر لفنجان بارد من القهوة في يدي .. شارد الذهن وإن كان شروده نابعاً من البحث عن بقايا مختبئة في أعماقي فقدت وجهها القديم على قارعة الوجود.
مشهد – 2 –
المكان: مازال أنا
الزمان: هي
برودة شديدة تنتاب مزارع القصب .. نحن الآن تائهون تماماً في الأرجاء .. ظلام دامس .. أصوات صادرة من الظلام .. نباح .. عواء .. حفيف .. فحيح .. صفير .. كلها تختفي فجأة ثم تعود فجأة كأنك تشاهد فيلم رعب من الدرجة الثالثة بعدما اصطدم القطار بسيارة لنقل حديد التسليح ومات كل من فيها سحقاً ومعهم سائق القطار نفسه .. هامت الناس على وجوهها .. بعضهم ظل في القطار وسط هلع وصراخ الأطفال وبعض النساء وبعضهم غادرالقطار مثلي .. أما هي فكانت خائفة إلى حد الارتعاش .. قفزت من القطار ورائي .. تبدوعليها المظاهر الأوروبية تحت ضوء النجوم الخافت وإن لم تضح ملامح وجهها في عتمة النور .. برودة الجو وبرودة الاغتراب وضياع اللغة وحادثة دموية كالتي عايشناها الآن كفيلة بسحق الغريب .. كفيلة بأن تدفن كل شجاعته في قبر إغترابه حتى ولو كان مدججاً بالسلاح .. اقتربت مني .. لا أعلم لماذا اختارت أن تسير بقربي؟ .. لم يقترب مني أحد قط وشعر بالإطمئنان .. فأنا .. أنا .. أنا من العبث أن تكون مطمئنة بقربي !! .. ليس لدي خلجة واحده تدفع أي كائن حي لأن يطمع في الشعور بالأمان جواري .. خرجت مني ضحكة خجولة خافته بينما أسير غير عابئ بها ولا بكونها عن يميني تخطو بخطى سريعة أقرب للقفز ( كالعصفور ) لتلاحق خطواتي الواسعة وأنا أسير وسط حقول القصب الأشبه بغابات السافانا الأفريقية .. لتفاجئني ( هي ) وكأنها تخطف ذراعي عنوة وتقبض بآخر ماتبقى لها من قوة على يدي بكلتا يديها المرتعشتين وأنفاسها اللاهثة وكأنها تتوسل الوقوف.
مشهد – 3 – ( فلاش باك )
المكان: هُم
الزمان: هُم
عقيد أمن دولة ( ل . ل ) .. مقدم أمن دولة ( ق . ق ) .. نقيب أمن دولة ( س . س ) .. ( هُم ) على شكل نصف دائرة تحيط بي .. يحدقون في وجهي جميعاً .. يصمتون فجأة .. ثم يقومون بطرح أسئلة متلاحقة .. سريعة .. غير مرتبطة .. بعضها لا ينتظرون فيها الإجابة .. فقط يحللون ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. ثم يعم الصمت المفاجئ من جديد .. لم تكن هناك أسئلة في السياسة .. لم يكن هناك سؤالاً واحداً في السياسة !! .. فقط أسئلة ودودة في اتجاهات مشتتة .. مدن .. فن .. عشق .. موسيقى .. وكأننا اصدقاء طفولة .. الظاهر أصدقاء طفولة .. أما الباطن .. مجهول !!
لم يكن انتظاري طويلاً قبالة مبنى أمن الدولة ليأتيني ( علاء ) بسيارته الفارهة .. غمز لي بعينيه غمزة ماكرة حين انتهى بنا المطاف عند مركب السرايا .. مطعم السرايا بكورنيش نيل الزمالك قبالة مبني التليفزيون .. احتسى زجاجة خمر كاملة في محاولة لفهم ماجرى بيني وبينهم .. بينما أنا مازلت أحتسي فنجان القهوة العاشر دون الوصول لحل اللغز .. لغز أمن الدولة !! .. ألقى برأسه المتثاقله من أثر الخمر على الطاولة ونام .. بينما ( أنا ) وجهت نظري تجاه النيل في انتظار شروق الشمس لعلها تأتيني بقبس.
مشهد - 4 -
المكان: مازال أنا
الزمان: لا أدري
عبد الواحد .. صاحب غيط القصب الذي توقفنا عنده من شدة التعب .. كان يعلم بحادثة القطار فلم يسألنا عن هويتنا .. ضباط وعساكر المركز جميعهم هناك .. عشرات الأتوبيسات تنقل من بقى في القطار لمحطة ( ملوي ) أما هي فقد كان مغشي عليها من شدة البرد والخوف .. قرر ( عبد الواحد ) أن يحملها على حماره من مزارع القصب ويعود أدراجه حتى داره .. فكرت كثيراً أن أترك ( هؤلاء ) .. أترك الجميع .. أهجر الكل .. أنفض غبار الذين لا أعرفهم وأعود أدراجي للقاهرة .. شعور خفي بالتردد .. ربما بالخوف .. ربما بالنذالة .. شعور خفي جاء على لسان برج الحوت في جريدة أهرام الأمس .. ستعاني من ورطة بسبب إمرأة .. وهاهي الورطة وهاهي المرأة .. توقفت قليلاً ليغيبا عن ناظري فأهرول عائداً حتى فاجئني ( عبد الواحد ) بأن ( المدام ) ستكون بخير .. من أين جاء هذا الرجل بخيال أنها أمرأتي ؟؟ .. يبدو أنه قد ظن وقوفي المفاجئ نوع من الإنهيار العصبي قلقاً علي ( السيدة ) الأوروبية لكونها زوجتي !! .. قال لي العبارة وهو لاينتظر مني الإجابة بل يقتنصها من ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. كأنني مازلت في مبنى جهاز أمن الدولة لم أبرحه .. كان أي خطأ مني يعني أنني ( عاهر ) .. داعر .. زئر نساء .. زنديق تائه دخل فجأة بسبب حظه العاثر قرية لا يقطنها إلا المؤمنين .. الآن ( أنا ) في حالة استسلام تام .. أسير خلف عبد الواحد وحماره الذي يحمل ( المدام ) المزعومة باتجاه قريته الواقعة تحت سفح الجبل الغربي .. الآن أسير كأنني باتجاه الفوضى !!
بقلم: محيي الدين إبراهيم
للخيال بقية ....

فلاح على عتبة المحروسة ( الحلقة التاسعة )

بقلم: محيي الدين إبراهيم
هذه القصة فانتازيا من محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها..



مشهد – 1 –
المكان: أنا
الزمان: وجودي
محطة قطار الصعيد بالجيزة .. مسافرون .. حمالون .. باعة .. شحاذون .. لصوص .. حركة .. صياح .. فوضى .. الكل يعرف وجهته .. يعرف طريقه .. قطاره .. قريته .. بينما أنا .. أجلس على مقعد داخل ( كافيتريا المحطة ) أنظر لفنجان بارد من القهوة في يدي .. شارد الذهن وإن كان شروده نابعاً من البحث عن بقايا مختبئة في أعماقي فقدت وجهها القديم على قارعة الوجود.
مشهد – 2 –
المكان: مازال أنا
الزمان: هي
برودة شديدة تنتاب مزارع القصب .. نحن الآن تائهون تماماً في الأرجاء .. ظلام دامس .. أصوات صادرة من الظلام .. نباح .. عواء .. حفيف .. فحيح .. صفير .. كلها تختفي فجأة ثم تعود فجأة كأنك تشاهد فيلم رعب من الدرجة الثالثة بعدما اصطدم القطار بسيارة لنقل حديد التسليح ومات كل من فيها سحقاً ومعهم سائق القطار نفسه .. هامت الناس على وجوهها .. بعضهم ظل في القطار وسط هلع وصراخ الأطفال وبعض النساء وبعضهم غادرالقطار مثلي .. أما هي فكانت خائفة إلى حد الارتعاش .. قفزت من القطار ورائي .. تبدوعليها المظاهر الأوروبية تحت ضوء النجوم الخافت وإن لم تضح ملامح وجهها في عتمة النور .. برودة الجو وبرودة الاغتراب وضياع اللغة وحادثة دموية كالتي عايشناها الآن كفيلة بسحق الغريب .. كفيلة بأن تدفن كل شجاعته في قبر إغترابه حتى ولو كان مدججاً بالسلاح .. اقتربت مني .. لا أعلم لماذا اختارت أن تسير بقربي؟ .. لم يقترب مني أحد قط وشعر بالإطمئنان .. فأنا .. أنا .. أنا من العبث أن تكون مطمئنة بقربي !! .. ليس لدي خلجة واحده تدفع أي كائن حي لأن يطمع في الشعور بالأمان جواري .. خرجت مني ضحكة خجولة خافته بينما أسير غير عابئ بها ولا بكونها عن يميني تخطو بخطى سريعة أقرب للقفز ( كالعصفور ) لتلاحق خطواتي الواسعة وأنا أسير وسط حقول القصب الأشبه بغابات السافانا الأفريقية .. لتفاجئني ( هي ) وكأنها تخطف ذراعي عنوة وتقبض بآخر ماتبقى لها من قوة على يدي بكلتا يديها المرتعشتين وأنفاسها اللاهثة وكأنها تتوسل الوقوف.
مشهد – 3 – ( فلاش باك )
المكان: هُم
الزمان: هُم
عقيد أمن دولة ( ل . ل ) .. مقدم أمن دولة ( ق . ق ) .. نقيب أمن دولة ( س . س ) .. ( هُم ) على شكل نصف دائرة تحيط بي .. يحدقون في وجهي جميعاً .. يصمتون فجأة .. ثم يقومون بطرح أسئلة متلاحقة .. سريعة .. غير مرتبطة .. بعضها لا ينتظرون فيها الإجابة .. فقط يحللون ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. ثم يعم الصمت المفاجئ من جديد .. لم تكن هناك أسئلة في السياسة .. لم يكن هناك سؤالاً واحداً في السياسة !! .. فقط أسئلة ودودة في اتجاهات مشتتة .. مدن .. فن .. عشق .. موسيقى .. وكأننا اصدقاء طفولة .. الظاهر أصدقاء طفولة .. أما الباطن .. مجهول !!
لم يكن انتظاري طويلاً قبالة مبنى أمن الدولة ليأتيني ( علاء ) بسيارته الفارهة .. غمز لي بعينيه غمزة ماكرة حين انتهى بنا المطاف عند مركب السرايا .. مطعم السرايا بكورنيش نيل الزمالك قبالة مبني التليفزيون .. احتسى زجاجة خمر كاملة في محاولة لفهم ماجرى بيني وبينهم .. بينما أنا مازلت أحتسي فنجان القهوة العاشر دون الوصول لحل اللغز .. لغز أمن الدولة !! .. ألقى برأسه المتثاقله من أثر الخمر على الطاولة ونام .. بينما ( أنا ) وجهت نظري تجاه النيل في انتظار شروق الشمس لعلها تأتيني بقبس.
مشهد - 4 -
المكان: مازال أنا
الزمان: لا أدري
عبد الواحد .. صاحب غيط القصب الذي توقفنا عنده من شدة التعب .. كان يعلم بحادثة القطار فلم يسألنا عن هويتنا .. ضباط وعساكر المركز جميعهم هناك .. عشرات الأتوبيسات تنقل من بقى في القطار لمحطة ( ملوي ) أما هي فقد كان مغشي عليها من شدة البرد والخوف .. قرر ( عبد الواحد ) أن يحملها على حماره من مزارع القصب ويعود أدراجه حتى داره .. فكرت كثيراً أن أترك ( هؤلاء ) .. أترك الجميع .. أهجر الكل .. أنفض غبار الذين لا أعرفهم وأعود أدراجي للقاهرة .. شعور خفي بالتردد .. ربما بالخوف .. ربما بالنذالة .. شعور خفي جاء على لسان برج الحوت في جريدة أهرام الأمس .. ستعاني من ورطة بسبب إمرأة .. وهاهي الورطة وهاهي المرأة .. توقفت قليلاً ليغيبا عن ناظري فأهرول عائداً حتى فاجئني ( عبد الواحد ) بأن ( المدام ) ستكون بخير .. من أين جاء هذا الرجل بخيال أنها أمرأتي ؟؟ .. يبدو أنه قد ظن وقوفي المفاجئ نوع من الإنهيار العصبي قلقاً علي ( السيدة ) الأوروبية لكونها زوجتي !! .. قال لي العبارة وهو لاينتظر مني الإجابة بل يقتنصها من ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. كأنني مازلت في مبنى جهاز أمن الدولة لم أبرحه .. كان أي خطأ مني يعني أنني ( عاهر ) .. داعر .. زئر نساء .. زنديق تائه دخل فجأة بسبب حظه العاثر قرية لا يقطنها إلا المؤمنين .. الآن ( أنا ) في حالة استسلام تام .. أسير خلف عبد الواحد وحماره الذي يحمل ( المدام ) المزعومة باتجاه قريته الواقعة تحت سفح الجبل الغربي .. الآن أسير كأنني باتجاه الفوضى !!
بقلم: محيي الدين إبراهيم
للخيال بقية ....

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.