الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق