الاثنين، 29 سبتمبر 2003

حتى انت يابروتس

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها 
 
عبارة يوليوس قيصر لحظة اغتيالة على يد قوادة وخلصاؤه تذكرتها حينما طالعتنا وكالات الانباء هذا الشهر بدعوة حفيد الامام الخوميني للرئيس بوش أن يتدخل عسكرياً في ايران وان يفعل بها مافعله بالعراق؟
إن دعوة حفيد الخوميني – ان كانت صحيحة – فهي تحمل في طياتها لاشك كثير من علامات الاستفهام وكثير من النوايا التي اظن انها ليست نواياه وحده ولكنها نوايا من هم وراءه او دفعوه لمثل هذه الفعلة في محاوله منهم لجر امريكا اكثر مماهي فيه داخل وحل الصراع في الشرق الاوسط ومن ثم التمكن منها بعد ان تنهك تماما وينهك جيشها ليتم استئصال هيمنتها على العالم وتؤول من جديد لكل القوى التي ازدرتها الادارة الامريكية وهمشتها وخاضت الحرب دون مشورتها و رغما عنها، وعليه نحن نسأل، من وراء حفيد الخوميني ؟
إن استجداء الإدارة الأمريكية لأموال العالم وجنوده الآن لأنقاذها مماأقدمت عليه من حرب ضد العراق كانت دوافعها كلها عبارة عن اكاذيب قد كشف عن مدى هشاشة القوة الامريكية امام حلفائها الالداء في اوروبا واظهر 
ايضا ان امريكا لاتجيد لعبة النفس الطويل اذ لم يمر اكثر من اربعة اشهر فقط على احتلال العراق حتى افلست الخزانة وازداد عدد الفقراء بما يقرب من مليون وسبعمائة الف مواطن امريكي هذا بخلاف البطالة التي اصبحت تضج مضاجع الامريكان تماما كما تضج مضاجع شعوب العالم الثالث!، الامر الذي اثبت بما لايدع مجالا لشك امام القوى المكافئة لأمريكا في اوروبا واسيا ان امريكا التي اوحت للعالم كله بانها اله هي في واقع الامر قوة محدودة فضحتها الحرب كما فضحت موسوليني قديما والذى كانت اوروبا كلها تخشاه ولكنها بعد ان اكتشفت مدى هشاشة قوته ورجاله بخوضه حروب فاشلة ضد جيرانه تمكنوا منه ومن ايطاليا بعد ان سحلوه في شوارع روما.
ان العار الذي جلبته الادارة الامريكية على نفسها يتلخص في دفعها بستة عشرة لواءً من اجمالي ثلاثة وثلاثين لواء هم اجمالي حجم الجيش الامريكي ( اعظم قوة في العالم ) الى العراق ولم يتمكن للآن من العثور على صدام حسين ! بل واكثر من عامين ولم يعثر قرنائهم في افغانستان ( لواءان كاملان ) من العثور على بن لادن رغم ادعاءاتهم في اكثر من مرة طيلة السنوات العشر الماضية ان جيشهم ومخابراتهم واقمارهم الصناعية استطاعت ان تحدد الوان الملابس الداخلية لصدام حسين ورجاله في كثير من اجتماعات مجلس قيادة الثورة العراقي! فأين صدام حسين وكل هذه العده الامريكية والعتاد الاميريكي داخل العراق بالفعل الان ؟ اننا لانريد معرفة الوان ملابس صدام الداخلية ولكننا نود ان تعرفوا بدلا من ذلك بأقماركم الاصتناعية التي اشتمت رائحة بول الفيتناميين في الحرب فحصدتهم – كما زعموا - اين يختبئ صدام؟، اليس ذلك عارا جلبته الادارة الامريكية على نفسها وشعبها؟وهي التي كان يظنها غالب البسطاء في مشارق الارض ومغاربها وكأنها الله نفسه – حاشا لله - 
ان حلفاء امريكا الالداء بكل مالديهم من خبرات التاريخ في الحروب والمستعمرات يعلمون الان تمام العلم أن امريكا لن تستطيع الخروج من الشرق الاوسط حتى ولو ارادت هي الخروج وجاهرت بالاستسلام للأمر الواقع فلن يدعها الطامعين في سلطان العالم ا ن تخرج لان وجودها داخل الصراع في صحراء العرب هو فرصتهم الوحيدة بل والنادرة والتي ربما لن تتكرر للإنقضاض عليها وسلب هيمنتها على العالم التي سلبتها منهم عشية الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
على الادارة الامريكية بعد ان اوحلت نفسها في مستنقع الصراع في الشرق الاوسط ان تحتاط للألعاب القذرة التي ستلعبها كل القوى المكافئة او المناوئة لها حتى تورطها وجيشها اكثر فاكثر داخل مستنقع الصراع الى ان تنتهي اللعبة كما انتهت بروسيا في صراع افغانستان الذي دام عشرة سنوات وانتهزتها امريكا ومارست فيها كل مااستطاعت ان تمارسه فيها لتتفرد بقيادة العالم الذي آل لها بالفعل ولكن دارت نفس دائرة السوء عليها الان ومن نفس جنس العمل مع اختلاف بسيط هو ان اعداء روسيا كانوا من اتجاه واحد اما اعداء الجيش الامريكي وادارته صاحبة قرار الحرب فمن جميع الاتجاهات بحيث اصبحت لاتدري من معها ومن ضدها كما قال رئيس تحرير جريدة التريبيون بريفو في احدى مقالاته.
ان حفيد الخوميني ماهو الا دمية تحركها اياد كثيرة يهمها في المقام الاول ورطة اميركا في اكثر من جبهة بل ويهمها ايضاً ان ترسل امريكا بكل لواءتها الثلاثة والثلاثين الى الحرب خارج حدود ها حتى تستنزف تماما وعليه فإن فشلت دمية حفيد الخوميني في تسييل لعاب اميركا لفتح اكثر من جبهة بجانب العراق فسيتم البحث عن دمية اخرى ذات جنسية اخرى حتى يتمكن الطامعين في الهيمنة من الوصول لاهدافهم فوق الجسد الانجلو اميركي خاصة بعد ان آمن الجميع وحتى قادة الامريكان انفسهم داخل الكونجرس – وهذا ليس خافيا على احد – ان البيت الابيض يعيش الآن ظرفاً حرجا للغاية بل ومأزق في غاية التعقيد دفع بالسيادة الى الملعب الاوروبي الذي اصبح يماطل بكبرياء " السيد " استجداءات امريكا له وتوسلاتها لمساندته بعد ان همشته وازدرت نصائحه .
واخيرا نقول انه لاشك حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها وربما تفيض عليهم الادارة الامريكية من كرمها ايضا عشية النصر الذي لم يحدث حتى الان ولن يحدث وتمنحهم حق الحكم الذاتي او جمهوريات انفصالية وهو الامر الذي اثبت الواقع الفعلى داخل العراق وافغانستان انه مجرد احلام عصافير بعد ان اصبح واضحا للعميان قبل المبصرين حالة التخبط التي يحياها الامريكان والانجليز والتي حتما ستدفع بكل القوى المتطرفة والمتعصبة والخارجية الى الانتقام واحداث الفوضى حتى لأراني امام مذابح جماعية لقرى باكملها في بلادنا العربية تحوي ضحايا هذه الأقليات كنتيجة حتمية لماأفرزته فوضى الايدولوجيات التي تخبطتت فيها قوى الاحتلال وجعلتنا نتخبط معها فيها من تسيب وخروج عن القانون.
ان هذه الاقليات المستبشرة لن تجد كما كان الظن من جيوش الاحتلال الا محاولات النجاة بالذات من وحل الصراع والخروج من المأزق حتى ولو كان الثمن المساهمة في ذبح هذه الاقليات ايضا كعرض مقابل النجاه.
لقد حذر الكثير من حلول اللعنة حتى الشعب الامريكي نفسه حذر ادارته منها وخرج بالملايين يجوب الشوارع منددا بالحرب ولم يستمع لهذه الاصوات احد حتى حلت اللعنة بالفعل واصبحنا نلمح بشائرها في كل اطراف الصراع سواء كانوا عربا او محتلين.
لم يعد لدينا الان الا ان نحيا اللعنة التي فرضتها علينا وعليها الادارة الامريكية، لم تعد هناك سبلاً للنجاة، فقد جفت الاقلام وطويت الصحف.

حتى انت يابروتس

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها 
 
عبارة يوليوس قيصر لحظة اغتيالة على يد قوادة وخلصاؤه تذكرتها حينما طالعتنا وكالات الانباء هذا الشهر بدعوة حفيد الامام الخوميني للرئيس بوش أن يتدخل عسكرياً في ايران وان يفعل بها مافعله بالعراق؟
إن دعوة حفيد الخوميني – ان كانت صحيحة – فهي تحمل في طياتها لاشك كثير من علامات الاستفهام وكثير من النوايا التي اظن انها ليست نواياه وحده ولكنها نوايا من هم وراءه او دفعوه لمثل هذه الفعلة في محاوله منهم لجر امريكا اكثر مماهي فيه داخل وحل الصراع في الشرق الاوسط ومن ثم التمكن منها بعد ان تنهك تماما وينهك جيشها ليتم استئصال هيمنتها على العالم وتؤول من جديد لكل القوى التي ازدرتها الادارة الامريكية وهمشتها وخاضت الحرب دون مشورتها و رغما عنها، وعليه نحن نسأل، من وراء حفيد الخوميني ؟
إن استجداء الإدارة الأمريكية لأموال العالم وجنوده الآن لأنقاذها مماأقدمت عليه من حرب ضد العراق كانت دوافعها كلها عبارة عن اكاذيب قد كشف عن مدى هشاشة القوة الامريكية امام حلفائها الالداء في اوروبا واظهر 
ايضا ان امريكا لاتجيد لعبة النفس الطويل اذ لم يمر اكثر من اربعة اشهر فقط على احتلال العراق حتى افلست الخزانة وازداد عدد الفقراء بما يقرب من مليون وسبعمائة الف مواطن امريكي هذا بخلاف البطالة التي اصبحت تضج مضاجع الامريكان تماما كما تضج مضاجع شعوب العالم الثالث!، الامر الذي اثبت بما لايدع مجالا لشك امام القوى المكافئة لأمريكا في اوروبا واسيا ان امريكا التي اوحت للعالم كله بانها اله هي في واقع الامر قوة محدودة فضحتها الحرب كما فضحت موسوليني قديما والذى كانت اوروبا كلها تخشاه ولكنها بعد ان اكتشفت مدى هشاشة قوته ورجاله بخوضه حروب فاشلة ضد جيرانه تمكنوا منه ومن ايطاليا بعد ان سحلوه في شوارع روما.
ان العار الذي جلبته الادارة الامريكية على نفسها يتلخص في دفعها بستة عشرة لواءً من اجمالي ثلاثة وثلاثين لواء هم اجمالي حجم الجيش الامريكي ( اعظم قوة في العالم ) الى العراق ولم يتمكن للآن من العثور على صدام حسين ! بل واكثر من عامين ولم يعثر قرنائهم في افغانستان ( لواءان كاملان ) من العثور على بن لادن رغم ادعاءاتهم في اكثر من مرة طيلة السنوات العشر الماضية ان جيشهم ومخابراتهم واقمارهم الصناعية استطاعت ان تحدد الوان الملابس الداخلية لصدام حسين ورجاله في كثير من اجتماعات مجلس قيادة الثورة العراقي! فأين صدام حسين وكل هذه العده الامريكية والعتاد الاميريكي داخل العراق بالفعل الان ؟ اننا لانريد معرفة الوان ملابس صدام الداخلية ولكننا نود ان تعرفوا بدلا من ذلك بأقماركم الاصتناعية التي اشتمت رائحة بول الفيتناميين في الحرب فحصدتهم – كما زعموا - اين يختبئ صدام؟، اليس ذلك عارا جلبته الادارة الامريكية على نفسها وشعبها؟وهي التي كان يظنها غالب البسطاء في مشارق الارض ومغاربها وكأنها الله نفسه – حاشا لله - 
ان حلفاء امريكا الالداء بكل مالديهم من خبرات التاريخ في الحروب والمستعمرات يعلمون الان تمام العلم أن امريكا لن تستطيع الخروج من الشرق الاوسط حتى ولو ارادت هي الخروج وجاهرت بالاستسلام للأمر الواقع فلن يدعها الطامعين في سلطان العالم ا ن تخرج لان وجودها داخل الصراع في صحراء العرب هو فرصتهم الوحيدة بل والنادرة والتي ربما لن تتكرر للإنقضاض عليها وسلب هيمنتها على العالم التي سلبتها منهم عشية الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
على الادارة الامريكية بعد ان اوحلت نفسها في مستنقع الصراع في الشرق الاوسط ان تحتاط للألعاب القذرة التي ستلعبها كل القوى المكافئة او المناوئة لها حتى تورطها وجيشها اكثر فاكثر داخل مستنقع الصراع الى ان تنتهي اللعبة كما انتهت بروسيا في صراع افغانستان الذي دام عشرة سنوات وانتهزتها امريكا ومارست فيها كل مااستطاعت ان تمارسه فيها لتتفرد بقيادة العالم الذي آل لها بالفعل ولكن دارت نفس دائرة السوء عليها الان ومن نفس جنس العمل مع اختلاف بسيط هو ان اعداء روسيا كانوا من اتجاه واحد اما اعداء الجيش الامريكي وادارته صاحبة قرار الحرب فمن جميع الاتجاهات بحيث اصبحت لاتدري من معها ومن ضدها كما قال رئيس تحرير جريدة التريبيون بريفو في احدى مقالاته.
ان حفيد الخوميني ماهو الا دمية تحركها اياد كثيرة يهمها في المقام الاول ورطة اميركا في اكثر من جبهة بل ويهمها ايضاً ان ترسل امريكا بكل لواءتها الثلاثة والثلاثين الى الحرب خارج حدود ها حتى تستنزف تماما وعليه فإن فشلت دمية حفيد الخوميني في تسييل لعاب اميركا لفتح اكثر من جبهة بجانب العراق فسيتم البحث عن دمية اخرى ذات جنسية اخرى حتى يتمكن الطامعين في الهيمنة من الوصول لاهدافهم فوق الجسد الانجلو اميركي خاصة بعد ان آمن الجميع وحتى قادة الامريكان انفسهم داخل الكونجرس – وهذا ليس خافيا على احد – ان البيت الابيض يعيش الآن ظرفاً حرجا للغاية بل ومأزق في غاية التعقيد دفع بالسيادة الى الملعب الاوروبي الذي اصبح يماطل بكبرياء " السيد " استجداءات امريكا له وتوسلاتها لمساندته بعد ان همشته وازدرت نصائحه .
واخيرا نقول انه لاشك حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها وربما تفيض عليهم الادارة الامريكية من كرمها ايضا عشية النصر الذي لم يحدث حتى الان ولن يحدث وتمنحهم حق الحكم الذاتي او جمهوريات انفصالية وهو الامر الذي اثبت الواقع الفعلى داخل العراق وافغانستان انه مجرد احلام عصافير بعد ان اصبح واضحا للعميان قبل المبصرين حالة التخبط التي يحياها الامريكان والانجليز والتي حتما ستدفع بكل القوى المتطرفة والمتعصبة والخارجية الى الانتقام واحداث الفوضى حتى لأراني امام مذابح جماعية لقرى باكملها في بلادنا العربية تحوي ضحايا هذه الأقليات كنتيجة حتمية لماأفرزته فوضى الايدولوجيات التي تخبطتت فيها قوى الاحتلال وجعلتنا نتخبط معها فيها من تسيب وخروج عن القانون.
ان هذه الاقليات المستبشرة لن تجد كما كان الظن من جيوش الاحتلال الا محاولات النجاة بالذات من وحل الصراع والخروج من المأزق حتى ولو كان الثمن المساهمة في ذبح هذه الاقليات ايضا كعرض مقابل النجاه.
لقد حذر الكثير من حلول اللعنة حتى الشعب الامريكي نفسه حذر ادارته منها وخرج بالملايين يجوب الشوارع منددا بالحرب ولم يستمع لهذه الاصوات احد حتى حلت اللعنة بالفعل واصبحنا نلمح بشائرها في كل اطراف الصراع سواء كانوا عربا او محتلين.
لم يعد لدينا الان الا ان نحيا اللعنة التي فرضتها علينا وعليها الادارة الامريكية، لم تعد هناك سبلاً للنجاة، فقد جفت الاقلام وطويت الصحف.

الجمعة، 26 سبتمبر 2003

مذكرات جندي اسرائيلي نجا في حرب رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الإسرائيلي !

سبتمبر 25 عام 1998
حوار بين ايفى ماشليس ويوسى هاريل
ذكريات جندي اسرائبلي نجا من قذائف يوم السادس من اكتوبر 1973
القدس : كل خريف ، عندما تقترب الأيام المقدسة ، يجد يوسى هاريل صعوبة فى الهروب من ذكريات الأيام الثلاث الأولى الجحيمية لحرب يوم الغفران مضى 25 عاما ، لكن هاريل ، 50 عاما بلحيته الرمادية ونظارته الكبيرة وطاقيته المحبوكة ، يتذكر بداية الحرب كما لو أنها البارحة. يجلس بوكالته اليهودية المتواضعة لمكتب إسرائيل كمدير لوحدة التعليم الثقافى واليهودى والاولبانيم ـ دراسة مكثفة للعبرية ـ.
يقص هاريل قصة البطولة والتصميم والطاليت ( شال الصلاة) الذى ساعد فى إنقاذ وحدة ممزقة ضلت فى صحراء سيناءألاف من القصص الفردية الشبيهة تكون ذكريات حرب يوم الغفران ، عندما فوجئت إسرائيل بالحربوواجهت أخطر التهديدات فى تاريخها عندما بدأت الحرب كان معظم الإسرائيليين بالمنزل أو المعبد يوم 6 أكتوبر 1973 . 
عندما بدأت الضربة الأولى ، كان هاريل على خط الجبهة كسرجنت بموقع على قناة السويس كان يعرف بخط بارليف المقابل لمصر هاريل طالب الجامعة حينئذ ، وواحد من 436 جندى بخط بارليف على طول القناة بطول 110 ميل . 
كان هناك ثلاث دبابات وسبع بطاريات مدفعية فقط على الجانب الإسرائيلى والتى كانت ستواجه ألاف من القوات وقطع المدفعية ودبابات الصواريخ المصرية وحدتهالاحتياطية كتيبة 68 مشاة استدعت للخدمة قبل عيد رأس السنة اليهودية ( روش هاشاناة) . 
ارسل هاريل خطاب لموشى ديان وزير الدفاع حينئذ معترضا على الاستدعاء ، حيث أن الوحدة تخدم منذ عيد الفصح . 
ديان رد بتسريح أكبر عدد ممكن من الرجال للأجازة هاريل يقول إن استجابة ديان برهنت أن جبهة الوطن كانت غافلة عن المخاطر المستترة ليلة الحرب بالرغم من عدد كبير من إشارات التحذير التى لم ينتبه إليها كان الجنود بمواقع خط بارليف يتابعون التحركات على الجانب المصرى ، ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الآخر اي على الجانب الإسرائيلى ، استعد الجنود الذين بقوا ليوم كيبور لأقدس الأيام فى الأجندة اليهودية . 
هاريل الأورثوذوكسى قرر أن يبقى فى موقع " ميلانو" على أن تكون أجازته مع زوجته وابنيه الصغيرين فى عيد المظلات قليل من طلبة المدرسة التلمودية الغير مجندين اتوا ليساعدوا فى اكمال صلاة الجماعة ( صلاة المنيان) ـ يوم كيبور بدأ ليلة الجمعة ، اقام المجندين صلاة كل النذور ـ صلاة يهودية ( كل ندر) ـ بعد الظهر بينما يستريح الجنود أثناء الصيام الطويل ، القى قائد المجموعة خطبة بصالة الطعام . 
إن تقارير المخابرات حذرت من إمكانية القصف المصرى لاحقا خلال اليوم . وقبل أن ينهى قائد المجموعة الخطبة ، وابل من القذائف بدأ على موقع ميلانو يتذكر هاريل ويقول ( لقد بدأت تمطر قذائف من كل نوع ، لم نكن فى وضع حراسة كما أن بعضنا لم يكمل حتى ملابسه )ـ فى البداية كان هناك ذعر ، البعض قفز ليختبىء أسفل المقاعد قبل أن يأمر قائد المجموعة كل القوات بالاتجاه للحصن بينما ذهب هاريل لبرج المراقبة ليرى ماذا يحدث يتذكر ويقول ( لقد كان مشهد حرب ، القوارب المطاطية تحمل الجنود المصريين وتعبر القناة . 
مئات من القوات المصرية كانت تتدفق )ـ ما زالت القوات بميلانو لم تدرك مدى الخطورة حتى استمعنا إلى الراديو الذى أوضح أن إسرائيل تحت الهجوم الشامل يقول هاريل ( لا تنسى أن ثقة إسرائيل كان فى قمتها فى ذلك الوقت ) متذكرا الفخر الوطنى بعد حرب الأيام الستة عام ـ 1967 عندما هزمت إسرائيل الجيوش العربية بسرعة الضوء . 
يتابع ويقول ( كنا متأكدين أنه خلال دقائق سوف تأتى القوات الجوية وتسحق المصريين ) ـ ولكن بدلا من هذا ، شاهد هاريل عدد من الطائرات الإسرائيلية تأتى وتسقط . أثناء ذلك بدأ هاريل وقائد المجموعة بفتح النار على بعض الطوافات واغرقوا عدد منها ولكن فشلنا فى عمل رد فعل مرعب للتحركات الضخمة للقوات المصرية عبر قناة السويس . سقطت قذيفة واصابت شظاياها وجه الظابط وكوع هاريل . 
يشير هاريل لأثارها الباقية حتى اليوم هاريل كان محظوظا ، فقد مات جنديان بالخلف بالحصن ، هاريل أخذ نفس عميقا بينما يستعرض المشهد الدموى ، سأت الأمور برحيل طبيب المجموعة فى صدمة قذيفة تكتلنا ليلا بينما القذائف تستتمر فى السقوط بلا رحمة . 
صباح الأحد ، 4 قتلوا ، 6 جرحوا ، الروح المعنوية منخفضة ، بالمقارنة فإن مجموعة هاريل أكثر حظا . فقد اختفت مواقع بالكامل على طول القناة مع ذلك صدت المجموعة القوات المصرية 5 مرات ، قبل أمر إخلاء الحصن فى العاشرة مساء والاتجاه 15 ميلا شمالا ، حيث أن عدد من المواقع اكتسحت والقوات الجوية تمشط الجانب الإسرائيلى بالقنابل كان عليهم ترك جثث أصدقائهم خلفا والسير على الأقدام ، كانت مجموعة هاريل تلعب القط والفأر ليلا مع الجيش المصرى . 
كانوا 30000 مصرى منتشرين على الجانب الإسرائيلى صباح اليوم ، بعد الهروب الجماعى خلال الصحراء ، وجدت مجموعة هاريل مكان للأستراحة تكثوه الشجيرات ، ولاول مرة منذ بداية يوم كيبور الذى بدأ منذ يومين ، بدأو يأكلو بعض الطعام الذى لديهم بالرغم من الفوضى ، قرر أحد الجنود أرتداء الطاليت ( شال الصلاة ) والتيفللين . 
واحدا بعد الآخر ، بوسط الصحراء ، الجنود المتدينون والغير متدينون بدأو بدورهم فى ارتداء التيفللين . ، يقول هاريل ( لم نكن نعرف ماذا سوف يحدث ، الصلاة أعطتنا بعض الشجاعة ) ـ فجأة ، انشقت الأرض . دبابة تقترب . جندى وضع أذنه على للأرض واستمع لصوت الدبابة ، وقال ـ إنها دباباتنا ـ فورا جرى على مرتفع عالى ممسكا بالطاليت ولوح به كالعلم لتنبيه الدبابة حاول طاقم الدبابة تمييز الإشارة من على بعد . 
أحد اعضاء طاقم الدبابة اعتقد أنه الطاليت لكن قائد الدبابة اعتقد انها كوفية ( الزى العربى ) وتقريبا فتح النار . فى النهاية تم تمييز الطاليت وتوجهت إلينا الدبابة ممزقين ، غارقين بالدماء ، متعبين ، تكوم 20 جندى على الدبابة للانتقال للقاعدة . تقريبا 60 رجل بدأ بهم يوم كيبور بحصن ميلانو ، ثلثهم ماتوا ، وثلثهم فقدوا واسروا فيما بعد ، بينما الباقى نجا هاريل شاهد القوات المظلية تستعد للأتجاه للجبهة وقال ( لقد شعرت بالحسرة ، انهم لا يعلمون ماذا يختبىء لهم ) ـ بعد الاستشفاء ، قابل هاريل عائلته فى اتحاد عاطفى . 
اليوم لديه ستة أطفال ويقول ( منذ أن مررت بهذه التجربة القاسية ، شعرت انه يجب ان أفعل شيئا مهما فى حياتى ، على سبيل المثال ، ان يكون لدى عائلة كبيرة . لقد شعرت اننى وهبت حياتى .

مذكرات جندي اسرائيلي نجا في حرب رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الإسرائيلي !

سبتمبر 25 عام 1998
حوار بين ايفى ماشليس ويوسى هاريل
ذكريات جندي اسرائبلي نجا من قذائف يوم السادس من اكتوبر 1973
القدس : كل خريف ، عندما تقترب الأيام المقدسة ، يجد يوسى هاريل صعوبة فى الهروب من ذكريات الأيام الثلاث الأولى الجحيمية لحرب يوم الغفران مضى 25 عاما ، لكن هاريل ، 50 عاما بلحيته الرمادية ونظارته الكبيرة وطاقيته المحبوكة ، يتذكر بداية الحرب كما لو أنها البارحة. يجلس بوكالته اليهودية المتواضعة لمكتب إسرائيل كمدير لوحدة التعليم الثقافى واليهودى والاولبانيم ـ دراسة مكثفة للعبرية ـ.
يقص هاريل قصة البطولة والتصميم والطاليت ( شال الصلاة) الذى ساعد فى إنقاذ وحدة ممزقة ضلت فى صحراء سيناءألاف من القصص الفردية الشبيهة تكون ذكريات حرب يوم الغفران ، عندما فوجئت إسرائيل بالحربوواجهت أخطر التهديدات فى تاريخها عندما بدأت الحرب كان معظم الإسرائيليين بالمنزل أو المعبد يوم 6 أكتوبر 1973 . 
عندما بدأت الضربة الأولى ، كان هاريل على خط الجبهة كسرجنت بموقع على قناة السويس كان يعرف بخط بارليف المقابل لمصر هاريل طالب الجامعة حينئذ ، وواحد من 436 جندى بخط بارليف على طول القناة بطول 110 ميل . 
كان هناك ثلاث دبابات وسبع بطاريات مدفعية فقط على الجانب الإسرائيلى والتى كانت ستواجه ألاف من القوات وقطع المدفعية ودبابات الصواريخ المصرية وحدتهالاحتياطية كتيبة 68 مشاة استدعت للخدمة قبل عيد رأس السنة اليهودية ( روش هاشاناة) . 
ارسل هاريل خطاب لموشى ديان وزير الدفاع حينئذ معترضا على الاستدعاء ، حيث أن الوحدة تخدم منذ عيد الفصح . 
ديان رد بتسريح أكبر عدد ممكن من الرجال للأجازة هاريل يقول إن استجابة ديان برهنت أن جبهة الوطن كانت غافلة عن المخاطر المستترة ليلة الحرب بالرغم من عدد كبير من إشارات التحذير التى لم ينتبه إليها كان الجنود بمواقع خط بارليف يتابعون التحركات على الجانب المصرى ، ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الآخر اي على الجانب الإسرائيلى ، استعد الجنود الذين بقوا ليوم كيبور لأقدس الأيام فى الأجندة اليهودية . 
هاريل الأورثوذوكسى قرر أن يبقى فى موقع " ميلانو" على أن تكون أجازته مع زوجته وابنيه الصغيرين فى عيد المظلات قليل من طلبة المدرسة التلمودية الغير مجندين اتوا ليساعدوا فى اكمال صلاة الجماعة ( صلاة المنيان) ـ يوم كيبور بدأ ليلة الجمعة ، اقام المجندين صلاة كل النذور ـ صلاة يهودية ( كل ندر) ـ بعد الظهر بينما يستريح الجنود أثناء الصيام الطويل ، القى قائد المجموعة خطبة بصالة الطعام . 
إن تقارير المخابرات حذرت من إمكانية القصف المصرى لاحقا خلال اليوم . وقبل أن ينهى قائد المجموعة الخطبة ، وابل من القذائف بدأ على موقع ميلانو يتذكر هاريل ويقول ( لقد بدأت تمطر قذائف من كل نوع ، لم نكن فى وضع حراسة كما أن بعضنا لم يكمل حتى ملابسه )ـ فى البداية كان هناك ذعر ، البعض قفز ليختبىء أسفل المقاعد قبل أن يأمر قائد المجموعة كل القوات بالاتجاه للحصن بينما ذهب هاريل لبرج المراقبة ليرى ماذا يحدث يتذكر ويقول ( لقد كان مشهد حرب ، القوارب المطاطية تحمل الجنود المصريين وتعبر القناة . 
مئات من القوات المصرية كانت تتدفق )ـ ما زالت القوات بميلانو لم تدرك مدى الخطورة حتى استمعنا إلى الراديو الذى أوضح أن إسرائيل تحت الهجوم الشامل يقول هاريل ( لا تنسى أن ثقة إسرائيل كان فى قمتها فى ذلك الوقت ) متذكرا الفخر الوطنى بعد حرب الأيام الستة عام ـ 1967 عندما هزمت إسرائيل الجيوش العربية بسرعة الضوء . 
يتابع ويقول ( كنا متأكدين أنه خلال دقائق سوف تأتى القوات الجوية وتسحق المصريين ) ـ ولكن بدلا من هذا ، شاهد هاريل عدد من الطائرات الإسرائيلية تأتى وتسقط . أثناء ذلك بدأ هاريل وقائد المجموعة بفتح النار على بعض الطوافات واغرقوا عدد منها ولكن فشلنا فى عمل رد فعل مرعب للتحركات الضخمة للقوات المصرية عبر قناة السويس . سقطت قذيفة واصابت شظاياها وجه الظابط وكوع هاريل . 
يشير هاريل لأثارها الباقية حتى اليوم هاريل كان محظوظا ، فقد مات جنديان بالخلف بالحصن ، هاريل أخذ نفس عميقا بينما يستعرض المشهد الدموى ، سأت الأمور برحيل طبيب المجموعة فى صدمة قذيفة تكتلنا ليلا بينما القذائف تستتمر فى السقوط بلا رحمة . 
صباح الأحد ، 4 قتلوا ، 6 جرحوا ، الروح المعنوية منخفضة ، بالمقارنة فإن مجموعة هاريل أكثر حظا . فقد اختفت مواقع بالكامل على طول القناة مع ذلك صدت المجموعة القوات المصرية 5 مرات ، قبل أمر إخلاء الحصن فى العاشرة مساء والاتجاه 15 ميلا شمالا ، حيث أن عدد من المواقع اكتسحت والقوات الجوية تمشط الجانب الإسرائيلى بالقنابل كان عليهم ترك جثث أصدقائهم خلفا والسير على الأقدام ، كانت مجموعة هاريل تلعب القط والفأر ليلا مع الجيش المصرى . 
كانوا 30000 مصرى منتشرين على الجانب الإسرائيلى صباح اليوم ، بعد الهروب الجماعى خلال الصحراء ، وجدت مجموعة هاريل مكان للأستراحة تكثوه الشجيرات ، ولاول مرة منذ بداية يوم كيبور الذى بدأ منذ يومين ، بدأو يأكلو بعض الطعام الذى لديهم بالرغم من الفوضى ، قرر أحد الجنود أرتداء الطاليت ( شال الصلاة ) والتيفللين . 
واحدا بعد الآخر ، بوسط الصحراء ، الجنود المتدينون والغير متدينون بدأو بدورهم فى ارتداء التيفللين . ، يقول هاريل ( لم نكن نعرف ماذا سوف يحدث ، الصلاة أعطتنا بعض الشجاعة ) ـ فجأة ، انشقت الأرض . دبابة تقترب . جندى وضع أذنه على للأرض واستمع لصوت الدبابة ، وقال ـ إنها دباباتنا ـ فورا جرى على مرتفع عالى ممسكا بالطاليت ولوح به كالعلم لتنبيه الدبابة حاول طاقم الدبابة تمييز الإشارة من على بعد . 
أحد اعضاء طاقم الدبابة اعتقد أنه الطاليت لكن قائد الدبابة اعتقد انها كوفية ( الزى العربى ) وتقريبا فتح النار . فى النهاية تم تمييز الطاليت وتوجهت إلينا الدبابة ممزقين ، غارقين بالدماء ، متعبين ، تكوم 20 جندى على الدبابة للانتقال للقاعدة . تقريبا 60 رجل بدأ بهم يوم كيبور بحصن ميلانو ، ثلثهم ماتوا ، وثلثهم فقدوا واسروا فيما بعد ، بينما الباقى نجا هاريل شاهد القوات المظلية تستعد للأتجاه للجبهة وقال ( لقد شعرت بالحسرة ، انهم لا يعلمون ماذا يختبىء لهم ) ـ بعد الاستشفاء ، قابل هاريل عائلته فى اتحاد عاطفى . 
اليوم لديه ستة أطفال ويقول ( منذ أن مررت بهذه التجربة القاسية ، شعرت انه يجب ان أفعل شيئا مهما فى حياتى ، على سبيل المثال ، ان يكون لدى عائلة كبيرة . لقد شعرت اننى وهبت حياتى .