الأربعاء، 4 فبراير 2004

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق