السبت، 23 سبتمبر 2017

دفتر الحياة


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

إن لم تكتفي بإمرأة واحدة فلن تكفيك نساء العالمين .. الباحث عن المتعة كالباحث عن الماء في قرص الشمس .. سيحترق !!

حين تراه يرتدي ( قفازاً ) بينما يلامس ( ورده ) فأعلم أنه بلا قلب !!

لا تبحث في دفتر الحزن عن ( ابتسامة ) ولا في دفتر الذكريات عن ( وجد ) ولا في دفتر الحياة عن صراع !!

الشعر ( ألم ) الشعراء الصادقين الذين سالت أقلامهم حين ضاع الوعي وحل اليأس واستُنسِخَت الشرور .. الشاعر ( الصادق ) في هذا الزمن يستحق الإنسانية التي ضيعها الجهل وسحقتها الغرائز .. طوبى لمن استشعر الحياة في رحم الحزن .. طوبى لمن ظل بداخله حتى الآن بقايا انسان وبقايا صدق وباقي ( حرية ) !!
اسرارك ملك لك وحدك .. لا تجعل حسن ظنك بالناس يدفعك لأن تفشيها.
معرفته تقتضي أن تعرف ذاتك أولاً.

لا تجعلها تفلت من ( قلبك ) حتى لا تفقد طاقتك ( الإيجابية ) وأنت تلاحقها من جديد !!

خضوعنا للإبتزاز يعني مواجهتنا لأفعالنا السابقة !!

الرزيلة أن تحب ( التافه ) لغناه وتتحاشى ( الحكيم ) لفقره .. مسألة أشبه بنصر الظالم وعتاب المظلوم على ( جثة ) العدل!!

السياسة قبح نعيشه رغماً عنا .. عن الرغم الذي نعيشه في قبح السياسة اتحدث !!

دور الضحية إجهاض لكل أحلامك والثقة في النفس ولو جائع عنوان كبريائك فوق ( جثة ) العبودية !!

ستظل تبحث عن ( العدل ) الذي في ( صالحك ) حتى تقيم ( العدل ) الذي في ( صالحه ).

زوال ( الحظ ) في زوال ( الرؤية ) حول من ( أنت ) التي تعرفها !!

إن عشقت الكلمة لتكون أديباً فأشعر بأدب الكلمة يعشقك الناس !!

لا تعاتب الناس على قبح اقترفوه حتى لا تقترف قبحاً بعتابك !!

التواضع ليس بدنو اخلاقك من البسطاء ولكن بدنو عطاءك دون شعورهم بتسيدك !!

إذا أساء فأعلم أنه ( ناقص ) وإذا أسأت فقد سقطت في نقصه !!

في مجتمع ( الجهلاء ) المال هو المحرك الوحيد للإنسان والحيوان على السواء .. لمصلحة الممول حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن !!

القضية ليست في ( معرض الكتاب ) بمصر ولكنها في ( الكتاب المعروض ) !!

كلمة صغيرة بسيطة تخرج من فمك قادرة أن تحيي قلب ميت أو تقتل قلب حي !!

حين تتصور أنك ( محور ) الكون فأعلم أنك غادرته !!

لا تسجن ذاتك في ذاتك فتحرم روحك من رؤية نورها !!

الحياة ( حركة ) في اتجاه واحد لا تقبل العودة للخلف .. إما أن تجتازها بنجاح أو تدور حول نفسك حتى يغشى عليك فتسقط.

من تصور أن التاريخ يعيد نفسه واهم .. ربما تتشابه الأحداث لكن دوماً تكون النتائج أكثر قسوة !!

لو أجبروك فأنت لا تستحق شهادة ميلادك

التنازل ( مرة واحدة ) كفيل بأن يستعبدك العمر بأكمله

لا تتسامح مع ( نذل ) حتى لا يغتصب وعيك.

أنت كما تعرفك وليس كما تريد أن يعرفك الناس.

غضبك يفضح مرارك .. حتى ولو اللسان حلو.

حتى ولو قاتلوك عليه .. مت بكرامة ولا تترك كبريائك في حذاء عدوك.

حين يطلب منك الدليل لن يصدقك حتى ولو برهنته .. الكذبة لا تروق لهم البساطة.
عندما تتكالب عليك الناس ( تأسد ) .. بعض الناس لاتدرك أنها ( كلاب ) إلا حين تعترضها القوة.

هي نفس العبارة تتكلمها فتعلو بها أو تنهار!!

العمر كحبات المطر إما أن يجف وكأنه لم يكن في سخونة ( الغضب ) أو يضيع في صحراء ( الجهل ) أو يصبح خالداً في بذرة ( الانسانية )

ضياع العمر وانهيار الحلم لا يكون إلا بمزاولة ( العتاب ) .. لا تعاتب حتى ولو تقاضيت أجراً على عتابك !!

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

الحظ لا يأتي إلا إذا تلاقى الإستعداد النفسي مع الفرصة في لحظة تصالح مع الذات.

دفتر الحياة


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

إن لم تكتفي بإمرأة واحدة فلن تكفيك نساء العالمين .. الباحث عن المتعة كالباحث عن الماء في قرص الشمس .. سيحترق !!

حين تراه يرتدي ( قفازاً ) بينما يلامس ( ورده ) فأعلم أنه بلا قلب !!

لا تبحث في دفتر الحزن عن ( ابتسامة ) ولا في دفتر الذكريات عن ( وجد ) ولا في دفتر الحياة عن صراع !!

الشعر ( ألم ) الشعراء الصادقين الذين سالت أقلامهم حين ضاع الوعي وحل اليأس واستُنسِخَت الشرور .. الشاعر ( الصادق ) في هذا الزمن يستحق الإنسانية التي ضيعها الجهل وسحقتها الغرائز .. طوبى لمن استشعر الحياة في رحم الحزن .. طوبى لمن ظل بداخله حتى الآن بقايا انسان وبقايا صدق وباقي ( حرية ) !!
اسرارك ملك لك وحدك .. لا تجعل حسن ظنك بالناس يدفعك لأن تفشيها.
معرفته تقتضي أن تعرف ذاتك أولاً.

لا تجعلها تفلت من ( قلبك ) حتى لا تفقد طاقتك ( الإيجابية ) وأنت تلاحقها من جديد !!

خضوعنا للإبتزاز يعني مواجهتنا لأفعالنا السابقة !!

الرزيلة أن تحب ( التافه ) لغناه وتتحاشى ( الحكيم ) لفقره .. مسألة أشبه بنصر الظالم وعتاب المظلوم على ( جثة ) العدل!!

السياسة قبح نعيشه رغماً عنا .. عن الرغم الذي نعيشه في قبح السياسة اتحدث !!

دور الضحية إجهاض لكل أحلامك والثقة في النفس ولو جائع عنوان كبريائك فوق ( جثة ) العبودية !!

ستظل تبحث عن ( العدل ) الذي في ( صالحك ) حتى تقيم ( العدل ) الذي في ( صالحه ).

زوال ( الحظ ) في زوال ( الرؤية ) حول من ( أنت ) التي تعرفها !!

إن عشقت الكلمة لتكون أديباً فأشعر بأدب الكلمة يعشقك الناس !!

لا تعاتب الناس على قبح اقترفوه حتى لا تقترف قبحاً بعتابك !!

التواضع ليس بدنو اخلاقك من البسطاء ولكن بدنو عطاءك دون شعورهم بتسيدك !!

إذا أساء فأعلم أنه ( ناقص ) وإذا أسأت فقد سقطت في نقصه !!

في مجتمع ( الجهلاء ) المال هو المحرك الوحيد للإنسان والحيوان على السواء .. لمصلحة الممول حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن !!

القضية ليست في ( معرض الكتاب ) بمصر ولكنها في ( الكتاب المعروض ) !!

كلمة صغيرة بسيطة تخرج من فمك قادرة أن تحيي قلب ميت أو تقتل قلب حي !!

حين تتصور أنك ( محور ) الكون فأعلم أنك غادرته !!

لا تسجن ذاتك في ذاتك فتحرم روحك من رؤية نورها !!

الحياة ( حركة ) في اتجاه واحد لا تقبل العودة للخلف .. إما أن تجتازها بنجاح أو تدور حول نفسك حتى يغشى عليك فتسقط.

من تصور أن التاريخ يعيد نفسه واهم .. ربما تتشابه الأحداث لكن دوماً تكون النتائج أكثر قسوة !!

لو أجبروك فأنت لا تستحق شهادة ميلادك

التنازل ( مرة واحدة ) كفيل بأن يستعبدك العمر بأكمله

لا تتسامح مع ( نذل ) حتى لا يغتصب وعيك.

أنت كما تعرفك وليس كما تريد أن يعرفك الناس.

غضبك يفضح مرارك .. حتى ولو اللسان حلو.

حتى ولو قاتلوك عليه .. مت بكرامة ولا تترك كبريائك في حذاء عدوك.

حين يطلب منك الدليل لن يصدقك حتى ولو برهنته .. الكذبة لا تروق لهم البساطة.
عندما تتكالب عليك الناس ( تأسد ) .. بعض الناس لاتدرك أنها ( كلاب ) إلا حين تعترضها القوة.

هي نفس العبارة تتكلمها فتعلو بها أو تنهار!!

العمر كحبات المطر إما أن يجف وكأنه لم يكن في سخونة ( الغضب ) أو يضيع في صحراء ( الجهل ) أو يصبح خالداً في بذرة ( الانسانية )

ضياع العمر وانهيار الحلم لا يكون إلا بمزاولة ( العتاب ) .. لا تعاتب حتى ولو تقاضيت أجراً على عتابك !!

الحزن ألم النفس مما يحدث حولها والوجد ألم النفس مما حدث فيها .. دعك من إجترار الذكريات حتى وإن كانت مبهجة فهي تسرق منك الحاضر لصالح وجد أنت في غنى عنه !!

الحظ لا يأتي إلا إذا تلاقى الإستعداد النفسي مع الفرصة في لحظة تصالح مع الذات.

الأحد، 10 سبتمبر 2017

أنت تاريخ مختلف


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
حين افتح كتاب التاريخ ولا اجدك فهذا ليس تاريخي .. وحين افتح اطلس العالم ولا أجدك وطني فهذه ليست جغرافيتي .. أنت تاريخ مختلف وجغرافيا أخرى تبدأ من أعماقي ولا تنتهي إلا عند حدود وجودك في ذاتي، فيندمج العمق في وجودك فأحيا كل عشق ميلاداً جديداً لا يعرف الموت ولا يعرف الشيخوخة بل يجاوز الأبد ويعلن عن ذلك في مخطوطاته الحجرية على جدران حقيقته بك التي لا تعرف سواكي.

أنت تاريخ مختلف


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
حين افتح كتاب التاريخ ولا اجدك فهذا ليس تاريخي .. وحين افتح اطلس العالم ولا أجدك وطني فهذه ليست جغرافيتي .. أنت تاريخ مختلف وجغرافيا أخرى تبدأ من أعماقي ولا تنتهي إلا عند حدود وجودك في ذاتي، فيندمج العمق في وجودك فأحيا كل عشق ميلاداً جديداً لا يعرف الموت ولا يعرف الشيخوخة بل يجاوز الأبد ويعلن عن ذلك في مخطوطاته الحجرية على جدران حقيقته بك التي لا تعرف سواكي.

الاثنين، 21 أغسطس 2017

وحيث النقطة ليست صفراً

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
اللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .


لا أؤمن ( بعبث ) تناسخ الأرواح .. لكني على يقين من صحة ( الذاكرة التراكمية ) .. خلودك ( الواحد ) رغم تعددية الروح وتعددية الجسد .. استمرارية النقطة ( الأم ) .. البذرة الأم .. رغم تعدد الأفرع والسيقان .. وحيث النقطة ليست صفراً !

الشخصية الرئيسة للذات هي العقل .. الروح محرك لكل شئ .. لكن تظل الشخصية .. البصمة .. النضج .. هي العقل .. الإتقان الوحيد في هذا العالم الذي لديه القدرة على تقديم خبرات الوعي للوجود .. ربما تجري محاولات بائسة لإحتواء مايوجد على ( حدود ) عقلك بحكم كونها الحلقة الأضعف لإعادة صياغة سلوكك فتقبل الظلم أو القهر أو العبودية برضا ( مزيف ) لكن في مركز العقل لا يمكن لأحد أن ينال من إعادة تركيبه .. إعادة صناعة الفكرة .. الفكرة التي ربما تقفز فجأة فتمحي كل ماتم بذله من محاولات للسيطرة على حدود العقل .. سيطرة النقطة .. ولأن ( حافة ) عقلك هي النقطة الأضعف فأنت تنضم لأسرة .. جماعة .. رابطة .. حزب .. دولة .. حتى تبث افكار ( مركز ) عقلك وسط محيط ( من المؤكد ) سيشعر ظاهر شخصيتك بالقوة .. أنت في الحقيقة لا تنتمي لكل هؤلاء .. ولكنك في وعيك ( الخفي ) تستغلهم جميعاً لنشر فكرتك .. أنت تنتمي للفكرة .. الفكرة التي ( تسبح ) على حافة عقلك حال تم ولادتها في مركزه .. أنت تنتمي فقط للشخصية التي هي عقلك ليس إلا .. ومع تزايد الأفكار تولد ( الفردانية ) .. الأنا .. تتويج الذات .. كلما استطاعت فكرتك السيطرة على حافة عقول الآخرين .. كنت الفرد .. وكلما زادت غزارة أفكارك على حافة عقلك كان اختراق حدوده من عقول الآخرين ليس مستحيلاً وإنما صعباً .. لتكون الأنا .. ليست المسألة في سيطرة أفكارك .. لكن .. في غزارة أفكارك .. أشبه بسلاح سريع الطلقات .. وكلما آمن بفكرتك جماعة أو رابطة أو حزب أو دولة .. كانت قدرتك على الهيمنة هو سلاح ذاتك الذي هو عقلك .. مركز وجودك .. تتويج ذاتك .. وحيث النقطة ليست صفراً !

يتم إعادة الخلق ( من جديد ) مرة .. بعد مرة .. بعد مرة .. في حلقات متوالية بعضها من بعض في تسلسل مدهش بعد فساد مركز العقل في كل مرة وفساد الفكرة التي هي منتج من منتجات مركز العقل .. وإذا فسدت الفكرة .. فسدت الحواف .. حدود العقل .. تصبح الذات فوضى .. مانعيشه اليوم في عالمنا المعاصر من خلافات .. ندية .. هيمنة .. سباق تسلح .. هو صراع حواف العقول .. حدود العقول التي أفسدتها المراكز بميلاد أفكار غير ناضجة .. فالحرب فكرة غير ناضجة .. الصراع الديني .. الأيدولوجي .. العنصري .. السياسي .. هو فوضى ( الحواف ) تحت تأثير فكرة غير ناضجة أنتجها مركز فاسد .. وهنا ينتهي العالم .. كما بدأ أول خلق يعيده من جديد .. عذراء جديدة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

هذه التمايزات بين البشر .. التناقضات .. الإختلافات .. كانت تمثل عقبة أمام العقل القديم فكانت تولد أفكار الإنتقام في مركز هذا العقل فتسيطر على حوافه ومن هنا كان قتل الأنبياء .. الحكماء .. الفلاسفة .. تدمير كل المعارف التي تعطل انتشار فساد الفكرة بدون أدنى وخز للضمير حيث تسيطر الفكرة على الضمير بأوامر من ( حواف ) العقل التي أصبحت أداه لكل مايصدر في مركز العقل من أفكار .. اليوم هذه التمايزات والتناقضات والإختلافات جعلت أفكار ( مراكز ) العقل تبحث عن ( الفردانية ) .. ( الوحدانية ) .. ( التخلد ) .. الذي لو ( إنفرش ) على الكل .. صار ( الجزء ) .. ( كلاً ) .. لو ( إنفرش ) على الكل أصبح الفرد فاعلأ من مفاعيل الكون .. أصبح ليس مجرد ذبذبات ترددية تتحرك بانفعال كهربي عصبي .. أو تفاعل كيماوي بيولوجي .. أو بميكانيكية حركية عشوائية يستحيل معها التنبؤ بسلوكها المستقبلي بعد لحظة .. وإنما .. سيكون الجزء هو ظاهر الكل المعبر عن روح الكون .. قفزة ( الحرية ) في الروح الكلي .. حواف الهيولي .. حيث تتلاشى الحدود .. الفناء .. التفتت .. التجزؤ .. العقل الجديد للإنسانية الذي لم يخلق بعد .. القفزة التي ستنصهر في عمق النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

وبناء عليه فاللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .. اختيارك للحظة .. هي اختيارك للوجود .. إما أن تنفجر فتوجد أو تنسحق فتهضم .. ليس فينا من هو خارج النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً

كل شئ سيستقر في النهاية .. أنت لا تسبق الزمن للوصول إلى نهاية الرحلة لتستقر في غموض لا تعرفه .. والزمن لا يتحرك ليسبقك حتى تبلغ محطة وصولك قبل نضج وجودك ولو كان لحظياً .. الموت ليس محطة وصولك .. ولا البعث محطة وصولك .. فالرحلة ظاهرها معلن وباطنها خفي وماورائها غامض .. أنت الآن لا تتحرك داخل الزمن ولا الزمن يتفاعل داخل حركتك .. فالحياة .. الزمن والحركة .. لا يتزامنان ( unsynchronizieble ) .. وهنا عمق غموض الحياة .. فاستقرار حركتك نظام .. واستقرار الزمن نظام آخر .. يحدث التقاء ( اجتيازي ) بين مسار حركتك وبين مسار الزمن في لحظة هي عمر ( كل ) الزمن وزمن ( كل ) عمر حركتك .. حركتك العابرة وهي تمتطي ظهر تلك اللحظة جسر وجودها فوق المسار الكلي للزمن لتستقر خارج الزمن في محيط النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !


وحيث النقطة ليست صفراً

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
اللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .


لا أؤمن ( بعبث ) تناسخ الأرواح .. لكني على يقين من صحة ( الذاكرة التراكمية ) .. خلودك ( الواحد ) رغم تعددية الروح وتعددية الجسد .. استمرارية النقطة ( الأم ) .. البذرة الأم .. رغم تعدد الأفرع والسيقان .. وحيث النقطة ليست صفراً !

الشخصية الرئيسة للذات هي العقل .. الروح محرك لكل شئ .. لكن تظل الشخصية .. البصمة .. النضج .. هي العقل .. الإتقان الوحيد في هذا العالم الذي لديه القدرة على تقديم خبرات الوعي للوجود .. ربما تجري محاولات بائسة لإحتواء مايوجد على ( حدود ) عقلك بحكم كونها الحلقة الأضعف لإعادة صياغة سلوكك فتقبل الظلم أو القهر أو العبودية برضا ( مزيف ) لكن في مركز العقل لا يمكن لأحد أن ينال من إعادة تركيبه .. إعادة صناعة الفكرة .. الفكرة التي ربما تقفز فجأة فتمحي كل ماتم بذله من محاولات للسيطرة على حدود العقل .. سيطرة النقطة .. ولأن ( حافة ) عقلك هي النقطة الأضعف فأنت تنضم لأسرة .. جماعة .. رابطة .. حزب .. دولة .. حتى تبث افكار ( مركز ) عقلك وسط محيط ( من المؤكد ) سيشعر ظاهر شخصيتك بالقوة .. أنت في الحقيقة لا تنتمي لكل هؤلاء .. ولكنك في وعيك ( الخفي ) تستغلهم جميعاً لنشر فكرتك .. أنت تنتمي للفكرة .. الفكرة التي ( تسبح ) على حافة عقلك حال تم ولادتها في مركزه .. أنت تنتمي فقط للشخصية التي هي عقلك ليس إلا .. ومع تزايد الأفكار تولد ( الفردانية ) .. الأنا .. تتويج الذات .. كلما استطاعت فكرتك السيطرة على حافة عقول الآخرين .. كنت الفرد .. وكلما زادت غزارة أفكارك على حافة عقلك كان اختراق حدوده من عقول الآخرين ليس مستحيلاً وإنما صعباً .. لتكون الأنا .. ليست المسألة في سيطرة أفكارك .. لكن .. في غزارة أفكارك .. أشبه بسلاح سريع الطلقات .. وكلما آمن بفكرتك جماعة أو رابطة أو حزب أو دولة .. كانت قدرتك على الهيمنة هو سلاح ذاتك الذي هو عقلك .. مركز وجودك .. تتويج ذاتك .. وحيث النقطة ليست صفراً !

يتم إعادة الخلق ( من جديد ) مرة .. بعد مرة .. بعد مرة .. في حلقات متوالية بعضها من بعض في تسلسل مدهش بعد فساد مركز العقل في كل مرة وفساد الفكرة التي هي منتج من منتجات مركز العقل .. وإذا فسدت الفكرة .. فسدت الحواف .. حدود العقل .. تصبح الذات فوضى .. مانعيشه اليوم في عالمنا المعاصر من خلافات .. ندية .. هيمنة .. سباق تسلح .. هو صراع حواف العقول .. حدود العقول التي أفسدتها المراكز بميلاد أفكار غير ناضجة .. فالحرب فكرة غير ناضجة .. الصراع الديني .. الأيدولوجي .. العنصري .. السياسي .. هو فوضى ( الحواف ) تحت تأثير فكرة غير ناضجة أنتجها مركز فاسد .. وهنا ينتهي العالم .. كما بدأ أول خلق يعيده من جديد .. عذراء جديدة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

هذه التمايزات بين البشر .. التناقضات .. الإختلافات .. كانت تمثل عقبة أمام العقل القديم فكانت تولد أفكار الإنتقام في مركز هذا العقل فتسيطر على حوافه ومن هنا كان قتل الأنبياء .. الحكماء .. الفلاسفة .. تدمير كل المعارف التي تعطل انتشار فساد الفكرة بدون أدنى وخز للضمير حيث تسيطر الفكرة على الضمير بأوامر من ( حواف ) العقل التي أصبحت أداه لكل مايصدر في مركز العقل من أفكار .. اليوم هذه التمايزات والتناقضات والإختلافات جعلت أفكار ( مراكز ) العقل تبحث عن ( الفردانية ) .. ( الوحدانية ) .. ( التخلد ) .. الذي لو ( إنفرش ) على الكل .. صار ( الجزء ) .. ( كلاً ) .. لو ( إنفرش ) على الكل أصبح الفرد فاعلأ من مفاعيل الكون .. أصبح ليس مجرد ذبذبات ترددية تتحرك بانفعال كهربي عصبي .. أو تفاعل كيماوي بيولوجي .. أو بميكانيكية حركية عشوائية يستحيل معها التنبؤ بسلوكها المستقبلي بعد لحظة .. وإنما .. سيكون الجزء هو ظاهر الكل المعبر عن روح الكون .. قفزة ( الحرية ) في الروح الكلي .. حواف الهيولي .. حيث تتلاشى الحدود .. الفناء .. التفتت .. التجزؤ .. العقل الجديد للإنسانية الذي لم يخلق بعد .. القفزة التي ستنصهر في عمق النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !

وبناء عليه فاللحظة ليست زمن فارغ .. خاو .. عابر .. ولكنها بكل هذا الإمتلاء .. إنها كينونة الفراغ الممتلئ بعمق الكون .. أحداثه .. أفعال ( كن ) من النقطة للنقطة .. من الإنفجار العظيم وحتى الإنسحاق العظيم .. اختيارك للحظة .. هي اختيارك للوجود .. إما أن تنفجر فتوجد أو تنسحق فتهضم .. ليس فينا من هو خارج النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً

كل شئ سيستقر في النهاية .. أنت لا تسبق الزمن للوصول إلى نهاية الرحلة لتستقر في غموض لا تعرفه .. والزمن لا يتحرك ليسبقك حتى تبلغ محطة وصولك قبل نضج وجودك ولو كان لحظياً .. الموت ليس محطة وصولك .. ولا البعث محطة وصولك .. فالرحلة ظاهرها معلن وباطنها خفي وماورائها غامض .. أنت الآن لا تتحرك داخل الزمن ولا الزمن يتفاعل داخل حركتك .. فالحياة .. الزمن والحركة .. لا يتزامنان ( unsynchronizieble ) .. وهنا عمق غموض الحياة .. فاستقرار حركتك نظام .. واستقرار الزمن نظام آخر .. يحدث التقاء ( اجتيازي ) بين مسار حركتك وبين مسار الزمن في لحظة هي عمر ( كل ) الزمن وزمن ( كل ) عمر حركتك .. حركتك العابرة وهي تمتطي ظهر تلك اللحظة جسر وجودها فوق المسار الكلي للزمن لتستقر خارج الزمن في محيط النقطة .. وحيث النقطة ليست صفراً !


الاثنين، 24 يوليو 2017

سرقوا الله ( مجموعة قصص قصيرة جدا )


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

نظر لنفسه في المرآة فلم يجد انعكاس صورته .. ضاع .. اختفى .. كان منتبهاً حين  سرقوا الله من قلبه ووضعوا رصاصة .. وحين قرر انتزاعها لم يجد من يملأ الفراغ فلا خرجت الرصاصة ولا اندمل الجرح ! .. جلس على أقرب كرسي مطأطئ الرأس .. لقد سلبوا منه كل شئ .. حتى إيمانه!!

جاء الذئب ليعقد صفقة مع البقر في أن يذبحوا نعجة ويتناولوها على الغداء فقامت الثيران ابتهاجاً بقدوم الذئب تتناطح طرباً بينما حقائب الذئب المغلقة مليئة بالسكاكين الخاصة ( بالعجول ) !!!!

على متن الروح أدار زر التشغيل وصعد للسماء، كان كل مايحيط به مظلماً إلا هي، حينذاك أطمأن، واستند برأسه بين زاوية الكاف والنون !

استطاع أن يحمل قلبه بين كفيه ويهرب راكضاً عارياً ليلحق بالطيف الأخير قبل تلاشي الوجود، مازال قلبه أو ما تبقى منه يحمل ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، لن يسلبوه آخر ماتبقى له منها .. ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، هكذا قالت النبوءة !!

عايرته بالرحمة، فصمت، عايرته بالصمت، فبكى، عايرته بالبكاء، فعفا، وحين عايرته بالعفو أدرك الغربة في وطنه فهاجر وكانت هجرته لما هاجر له.

أدار ظهره للخوف فاعتراه شرف الوجود وحين لفظه الحوت ظهرت عليه بشائر النبوة ووحده كان في حضرة النور !

كانت تعشق شروق الشمس. .. كان النور. يمثل في. وعيها. الطفولي حقيقة وجودها. البرئ. .. لم يعد الشروق يمثل حقيقة الحلم .. هجر الناس القرية تحت القصف .. هجرت البيوت الدفء .. صارت الشوارع لا تعرف سوى الصمت الذي لا يقطعه سوى دوي الألغام .. الغروب هو الملاذ الوحيد .. الملاذ الذي يخفي تحت دثاره كل القبح .. وبالرغم من عشقها للشروق فإن محبتها للغروب الذي يغطي حزنها تنبئها بأن هناك أمل .. مازال الحلم قابل للتحقق .. مازال في القلب وطن.

نظر لنفسه في المرآة فلم يجد انعكاس صورته .. ضاع .. اختفى .. كان منتبهاً حين  سرقوا الله من قلبه ووضعوا رصاصة .. وحين قرر انتزاعها لم يجد من يملأ الفراغ فلا خرجت الرصاصة ولا اندمل الجرح ! .. جلس على أقرب كرسي مطأطئ الرأس .. لقد سلبوا منه كل شئ .. حتى إيمانه!!


أراد أن يعرف ما سر آتون النار البابلي الذي دفع صدام حسين حياته ثمن النبش في إعادة أحيائه وكان السبب في غزو وتدمير العراق ؟ وانتابه الفضول أيضا في معرفة العلاقة بين معبد أبيدوس وقبر أوزوريس بنهاية حكام مصر التراجيدية والمأساوية منذ فجر التاريخ وحتى الآن؟! ( لقد اعتقد ) إن الإمساك بطرف الحل لهذا اللغز يقبع اسفل قبة الصخرة بمدينة القدس وتحت رمال المجرى القديم لفرع النيل الواصل لطور سيناء .. في حادث مروع على طريق السويس لقى مصرعه وبتفتيش الحطام وجدوا نقشا علي جلد حافظة نقوده: لم يولد بعد من يمتلك الإذن لينبش حتى تعرفون !!

في احدي معارض القاهرة للفنون رأى نفسه مرسوما في أحدى اللوحات واقفا خلف نافذة منزل يراه دوما في أحلامه .. هذه الشجرة .. هذا الطريق .. الفتاه التي تقود الدراجة .. كل هؤلاء يعرفهم جيدا .. لكن أين؟ من اين جاء الرسام بكل تلك التفاصيل؟ وأين عاش هو كل تلك التفاصيل التي يشعر كما لو كانت أمس؟ هل كانت أحلامه حقيقة ؟ وحتى لو كانت حقيقة كيف علم بها هذا الفنان ودونها في لوحته وهو لا يعرفه ولم يقابله ؟ حاول أن يقرأ اسم الفنان ولكنه لم يتمكن من نطق الاسم صحيحا .. همس في أذنه شاب بأنها لوحة لفنان مات منذ مائة وخمسين عاما وهذه صورة زيتية له رسمها صديقة قبل وفاته بعامين .. نظر للوجه .. دقق النظر .. حينها أدرك الشاب حجم الدهشة في عيني الرجل فهمس في أذنه مرة أخرى بالسر الذي لايخفى على أحد ولكنه حتي الآن لا يصدقه حتى بعد أن اصطحبه لمقبرة تحوي قبرا يعلوه شاهد وهنا قال له الشاب: هذا أنت .. منذ 1 فبراير عام 1857 ؟؟!!

سرقوا إيمانه من قلبه .. أدرك أن لم يعد للعشق وجود .. فوق أطلال المدينة القديمة استل من جيبه ناي قديم واخذ يعزف لحنا ميتا !

قال: يصبح الجمال مزعجا حين يصيبك في الزمن الخطأ. فسأله: ومتى يكون القبح ضرورة ؟ قال: ساعة القصاص إن كان لامفر منها !

انتهي أخيرا من كتابة روايته الجديدة "الصقور لا تحلق في الظلام" .. نظر إلي أوراقها .. مزقها .. ابتهج اذ لم تعد تحلق الصقور الآن في وطنه !

قال: تحدث الأمور السيئة في حياة الناس لأنهم فقط يسمحون لها بالحدوث. سأله: ومتى يحدث الأمر الحسن؟ قال: ساعة العفو !!

قالوا له لماذا تتحدث في السياسة بلغة الطير ؟ قال: حتى لا يفهمني الكلاب !

قالوا له لماذا اعتزلت الناس؟ قال: فقدت القدرة على ممارسة الأكاذيب !

ما عاد يقرأ كما كان يقرأ قديماً، حمل مصباحه وصار يتجول في مقبرة القرية ليقرأ أسماء من قتلوهم من أهل وطنه، إنها القراءة الوحيدة الممكنة الآن !

كان سيدنا .. أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، بعد سنوات قليلة لم تعد المرأة التي عرفناها في أيامنا الخوالي، لا ندري لماذا أدارت لنا جميعاً ظهرها في أحلك لحظات احتياجنا إليها !

قالوا ده عمدة عنيد .. حاكم بنار وحديد .. ثاروا عليه يرحل .. كان الشعار ارحل .. جالهم جديد أوحل .. ومازالوا لسه عبيد !

تهدم المنزل تحت القصف، لم ير زوجته وطفلته من يومها، مر عام، في طريق مطار هيثرو وجدها تبيع منتجات وطنية، بكى الإنجليز من انهيارهما لحظة اللقاء !

ظل يصرخ منادياً هكذا، يبكي هكذا، يركض باحثاً هكذا، جُن حين سمع طلقتي رصاص وأحدهم يهلل: تكبير الله أكبر، في المساء وجدوه مقتولاً فوق جثة طفلتيه !! 

حين مات الكلب لم يسعى بجنازته كلباً واحداً ! قال ذئب ساخراً: وأين وفاء الكلاب؟ قال آخر: الوفاء كذبة أطلقها سيده ليستعبده وصدقها الحمقى من الكلاب !

قال الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد بطن الثور ووزع جسده حصصاً لأشباله.

 


سرقوا الله ( مجموعة قصص قصيرة جدا )


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

نظر لنفسه في المرآة فلم يجد انعكاس صورته .. ضاع .. اختفى .. كان منتبهاً حين  سرقوا الله من قلبه ووضعوا رصاصة .. وحين قرر انتزاعها لم يجد من يملأ الفراغ فلا خرجت الرصاصة ولا اندمل الجرح ! .. جلس على أقرب كرسي مطأطئ الرأس .. لقد سلبوا منه كل شئ .. حتى إيمانه!!

جاء الذئب ليعقد صفقة مع البقر في أن يذبحوا نعجة ويتناولوها على الغداء فقامت الثيران ابتهاجاً بقدوم الذئب تتناطح طرباً بينما حقائب الذئب المغلقة مليئة بالسكاكين الخاصة ( بالعجول ) !!!!

على متن الروح أدار زر التشغيل وصعد للسماء، كان كل مايحيط به مظلماً إلا هي، حينذاك أطمأن، واستند برأسه بين زاوية الكاف والنون !

استطاع أن يحمل قلبه بين كفيه ويهرب راكضاً عارياً ليلحق بالطيف الأخير قبل تلاشي الوجود، مازال قلبه أو ما تبقى منه يحمل ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، لن يسلبوه آخر ماتبقى له منها .. ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، هكذا قالت النبوءة !!

عايرته بالرحمة، فصمت، عايرته بالصمت، فبكى، عايرته بالبكاء، فعفا، وحين عايرته بالعفو أدرك الغربة في وطنه فهاجر وكانت هجرته لما هاجر له.

أدار ظهره للخوف فاعتراه شرف الوجود وحين لفظه الحوت ظهرت عليه بشائر النبوة ووحده كان في حضرة النور !

كانت تعشق شروق الشمس. .. كان النور. يمثل في. وعيها. الطفولي حقيقة وجودها. البرئ. .. لم يعد الشروق يمثل حقيقة الحلم .. هجر الناس القرية تحت القصف .. هجرت البيوت الدفء .. صارت الشوارع لا تعرف سوى الصمت الذي لا يقطعه سوى دوي الألغام .. الغروب هو الملاذ الوحيد .. الملاذ الذي يخفي تحت دثاره كل القبح .. وبالرغم من عشقها للشروق فإن محبتها للغروب الذي يغطي حزنها تنبئها بأن هناك أمل .. مازال الحلم قابل للتحقق .. مازال في القلب وطن.

نظر لنفسه في المرآة فلم يجد انعكاس صورته .. ضاع .. اختفى .. كان منتبهاً حين  سرقوا الله من قلبه ووضعوا رصاصة .. وحين قرر انتزاعها لم يجد من يملأ الفراغ فلا خرجت الرصاصة ولا اندمل الجرح ! .. جلس على أقرب كرسي مطأطئ الرأس .. لقد سلبوا منه كل شئ .. حتى إيمانه!!


أراد أن يعرف ما سر آتون النار البابلي الذي دفع صدام حسين حياته ثمن النبش في إعادة أحيائه وكان السبب في غزو وتدمير العراق ؟ وانتابه الفضول أيضا في معرفة العلاقة بين معبد أبيدوس وقبر أوزوريس بنهاية حكام مصر التراجيدية والمأساوية منذ فجر التاريخ وحتى الآن؟! ( لقد اعتقد ) إن الإمساك بطرف الحل لهذا اللغز يقبع اسفل قبة الصخرة بمدينة القدس وتحت رمال المجرى القديم لفرع النيل الواصل لطور سيناء .. في حادث مروع على طريق السويس لقى مصرعه وبتفتيش الحطام وجدوا نقشا علي جلد حافظة نقوده: لم يولد بعد من يمتلك الإذن لينبش حتى تعرفون !!

في احدي معارض القاهرة للفنون رأى نفسه مرسوما في أحدى اللوحات واقفا خلف نافذة منزل يراه دوما في أحلامه .. هذه الشجرة .. هذا الطريق .. الفتاه التي تقود الدراجة .. كل هؤلاء يعرفهم جيدا .. لكن أين؟ من اين جاء الرسام بكل تلك التفاصيل؟ وأين عاش هو كل تلك التفاصيل التي يشعر كما لو كانت أمس؟ هل كانت أحلامه حقيقة ؟ وحتى لو كانت حقيقة كيف علم بها هذا الفنان ودونها في لوحته وهو لا يعرفه ولم يقابله ؟ حاول أن يقرأ اسم الفنان ولكنه لم يتمكن من نطق الاسم صحيحا .. همس في أذنه شاب بأنها لوحة لفنان مات منذ مائة وخمسين عاما وهذه صورة زيتية له رسمها صديقة قبل وفاته بعامين .. نظر للوجه .. دقق النظر .. حينها أدرك الشاب حجم الدهشة في عيني الرجل فهمس في أذنه مرة أخرى بالسر الذي لايخفى على أحد ولكنه حتي الآن لا يصدقه حتى بعد أن اصطحبه لمقبرة تحوي قبرا يعلوه شاهد وهنا قال له الشاب: هذا أنت .. منذ 1 فبراير عام 1857 ؟؟!!

سرقوا إيمانه من قلبه .. أدرك أن لم يعد للعشق وجود .. فوق أطلال المدينة القديمة استل من جيبه ناي قديم واخذ يعزف لحنا ميتا !

قال: يصبح الجمال مزعجا حين يصيبك في الزمن الخطأ. فسأله: ومتى يكون القبح ضرورة ؟ قال: ساعة القصاص إن كان لامفر منها !

انتهي أخيرا من كتابة روايته الجديدة "الصقور لا تحلق في الظلام" .. نظر إلي أوراقها .. مزقها .. ابتهج اذ لم تعد تحلق الصقور الآن في وطنه !

قال: تحدث الأمور السيئة في حياة الناس لأنهم فقط يسمحون لها بالحدوث. سأله: ومتى يحدث الأمر الحسن؟ قال: ساعة العفو !!

قالوا له لماذا تتحدث في السياسة بلغة الطير ؟ قال: حتى لا يفهمني الكلاب !

قالوا له لماذا اعتزلت الناس؟ قال: فقدت القدرة على ممارسة الأكاذيب !

ما عاد يقرأ كما كان يقرأ قديماً، حمل مصباحه وصار يتجول في مقبرة القرية ليقرأ أسماء من قتلوهم من أهل وطنه، إنها القراءة الوحيدة الممكنة الآن !

كان سيدنا .. أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، بعد سنوات قليلة لم تعد المرأة التي عرفناها في أيامنا الخوالي، لا ندري لماذا أدارت لنا جميعاً ظهرها في أحلك لحظات احتياجنا إليها !

قالوا ده عمدة عنيد .. حاكم بنار وحديد .. ثاروا عليه يرحل .. كان الشعار ارحل .. جالهم جديد أوحل .. ومازالوا لسه عبيد !

تهدم المنزل تحت القصف، لم ير زوجته وطفلته من يومها، مر عام، في طريق مطار هيثرو وجدها تبيع منتجات وطنية، بكى الإنجليز من انهيارهما لحظة اللقاء !

ظل يصرخ منادياً هكذا، يبكي هكذا، يركض باحثاً هكذا، جُن حين سمع طلقتي رصاص وأحدهم يهلل: تكبير الله أكبر، في المساء وجدوه مقتولاً فوق جثة طفلتيه !! 

حين مات الكلب لم يسعى بجنازته كلباً واحداً ! قال ذئب ساخراً: وأين وفاء الكلاب؟ قال آخر: الوفاء كذبة أطلقها سيده ليستعبده وصدقها الحمقى من الكلاب !

قال الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد بطن الثور ووزع جسده حصصاً لأشباله.