الأحد، 4 مارس 2001

الدعوة الى الله أساسها الحب لا الكراهية والعنصرية

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
المسلم بشكل عام ليس من مهام ايمانه بالله سبحانه فرض الأسلام بأى صورة من صور الفرض والضغط ذلك لأنه ليس من شأنه اطلاقاً بل هو شأن الهى محض، وانما عليه -كفرض عين لازم - أن يدعو إلى الأسلام بالحكمة والموعظة الحسنة لأنه لوكان فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حوله.
  
بسم الله الرحمن الرحيم 
يقول سبحانه مخاطباً الرسول علية الصلاة والسلام في عدة مواضع مهمة بالقرآن عن أهمية أدراكه وايمانه بأنه ماجاء إلا شاهداً ومبشراً ونذيرا ويؤكد هذا الأهتمام في موضع آخر حينما يطمئنه بأن التكليف بالإيمان (إيمان الأخرين ) ليس من مهام دعوته اطلاقاً بل هي من صميم الأرادة الألهية ( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ) فيخبره مؤكداً (لست عليهم بمسيطر) وفي موضع آخر بقوله (لاتكلف ألا نفسك)، والمواضع كثيره لا يعلمها علماء الدين المسلمين وحسب بل ويعلمها جهلاء المسلمين ايضاً مما يبرهن على أنها من بديهيات الشرع ومسلّماته التي يعلمها الجميع، وحتي إن أصر مخلص أو أمعن في التركيز حر على رفض هذة الفكرة لمجرد أن الدعوة الى الله لابد لها من قوة وفرض ايمان على الأخر سواء كان هذا الآخر مسلماً أو غير مسلم بحجة نشر الأسلام إنطلاقاً من ( لتنذر ام القرى ومن حولها ) فإننا نجد أن الأنذار هنا هو أنذار لا يخلو من مضامين الإنذار السابق الذي وجهه الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم ً يخلو من أي ضغط أو عنف كما في قوله (لا إكراة في الدين ) ليدلل على التوجه والهرولة طواعية الى الله سبحانه وتعالى لعبادتة دون جبر أو تنطع ذلك لأن الآخر - مسلماً أو غير مسلم - عليه أن يقبل الله رباً ليعبده ويستقم لعبادته - بعد أن نعلمه نحن المسلمين بهذا الرب الواحد القهار إعلام المطمئنين لعبادته والمحبين لذاته العليا سبحانه وتعالى - أو أن ينكره متحملاً بذلك تبعة الإنكار بإرادته - بعد إعلامه- تحت قانون من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. 
والمسلم بشكل عام ليس من مهام ايمانه بالله سبحانه فرض الأسلام بأى صورة من صور الفرض والضغط ذلك لأنه ليس من شأنه اطلاقاً بل هو شأن الهى محض، وانما عليه -كفرض عين لازم - أن يدعو إلى الأسلام بالحكمة والموعظة الحسنة لأنه لوكان فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حوله وحتى إن كان المدعو إلى الأسلام طاغية يتلذذ بالقتل ويستمتع بالكفر فلا بديل إلا القول اللين لعله يتذكر أو يخشى (وقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )، وهي مسألة عجيبة ليس لنا حق النقاش فيها لأنها أمر الهي شديد الخصوصية علينا أن نتبعة بإيمان المطمئنين حتى وان كنا لانقوى على إدراكه. 
وقد ألمح بعض الإخوة في رسالته لي عبر البريد الإلكتروني إلى فظاعة التتار والمغول الذين أمعنوا في قتل المسلمين حتى أن رواة التاريخ رغم اختلاف رواياتهم حول هذه المسألة قد اتفقوا على أن عدد القتلى من النساء والرجال والأطفال كان يزيد عن ألف ألف نفس في بغداد وحدها ولك أن تتخيل مليون مسلم يقتلوا في اقل من ثلاثة أشهر وبدون أدنى عناء ولم يكن هذا بسبب الضعف أو الوهن كما يظن البعض وإلا ماانتصر المسلمون في حربهم بعد ذلك وفي غضون يومان على التتر وانما كان بسبب فتوى القائمين على أمر المسلمين في ذلك الوقت الذين أفتوا بحرمانية قتل المسلم ورفع السلاح في وجهه مهما كان الأمر وقد كان التتار والمغول في هذه الهجمة الثانية مسلمون عن بكرة أبيهم جاءوا - حسب ماقاله جانكيز خان نفسه عن نفسه بأنه غضب الله الذي جاء لينتقم ممن أسلموا ولايقيمون شرع الله في أرضه، وهو سبب لايخلو من نصب واحتيال يحاول جانكيز خان من خلاله الوصول الى حكم العالم، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وهنا أدرك ابن تيمية _ وكان في ذلك الوقت فارساً لايشق له غبار وفقيهاً تشهد بحصافته سائر الأقطار والممالك _ خيانة غالب ولاة امر المسلمين وانحيازهم الكامل للتتر والمغول للإستئسار بأمارة أو التحكم في ولاية فأطلق روايته المشهورة للمسلمين في الشام والتي جعلته من أوائل علماء المسلمين الأفذاذ ( يامعشر الناس واللهي أن رأيتموني أحارب في صفوف التتر وعلى سن رمحي المصحف الشريف فأقتلوني ) وهو بهذه المقولة ولثقة الناس فيه قد أدحض كل الفتاوى والأوامر التى تحرم من قتل المسلم التتري وليس هذا فحسب بل أنه لم يقلها ثم جلس في بيته تحاوطه بطانة الخبثاء والمنافقين بل امتطى صهوة جواده بمن آمنوا معه إلى أن صارت كل بلاد الشام رجالاً ونساء في معيته قبل حلول الليل ولم يأتي ليل اليوم التالي إلا وكان التتر والمغول قد نالوا هزيمة منكرة وتشرذم عظيم. 
والخائف على الأسلام من تقلصه أو عدم انتشاره هو شخص له مشاعر مخلصه لاشك في ذلك ولكنه صاحب عقل متواضع لأن الله سبحانه وتعالى حينما يجد ضعفاً في امة معنية بحمل تبعة المسلمين وليس الأسلام فأنه يبدلها فوراً بل وامعاناً في اعطاءه درساً قاسياً للضعفاء المتنطعين نصباً واحتيالاً والمتلذذين بالتشدق كلاماً عن حماية الأسلام - المحمي أصلاً بقوة مبدعه سبحانه وتعالى- يكون اختياره لأمة كافرة لتحل محل الأمه المسلمة الضعيفة السابقة، بل وتستحوذ عليها وربما تمعن في اذلالها كوسيلة من وسائل العقاب الألهي للنصابين والمنافقين والمتنطعين، وإن كان مثال امة التتر والمغول الذين اسلموا ونشروا اللأسلام في اصقاع جنوب الروسيا وأحزاء من صحراوات الجليد في اعالى التبت وسيبيريا وسكينج يانج هو مثالاً يفيض ألماً ومرارةلما لهم من ذكريات مؤلمة مع المسلمين نذكر الأمة الثانية التي أبدل الله بها امة المسلمين التي تسبقهم ليحلوا محلها حتى وقت قريب وهي قبيلة (الغز )احدى قبائل الترك الكثيرة والممتدة من حوض نهر سيحون بالصين وحتى شمال البحر الأسود مروراً ببعض قبائل متناثرة اخرى في أفغن وايران وقد كانت شديدة الكفر وعباداً للنار ولايقيمون للشرف أو الأخلاق وزناً، ولما كان الأيمان يأتى بمنحة من الله سبحانه وبإرادته ولما كان لابد من ابدال القوم الأفاقين عبدة حكامهم ونسائهم الى قوم آخرين (ونبدل قوماً غيرهم ) فقد وقع الأختيار الألهي على هذه الأمة الكافرة - كما وقع من قبل على المغول والتتر - ليقوموا بتبليغ دعوته التي عبث فيها وبها من أمنوا بالله ولكن اشتروا بآياته ثمناً قليلا، ولما تم اختيار الترك اختياراً الهياً في أمر كن فيكون أسلموا عن بكرة أبيهم حتى أن (بايزيد) وهو الأبن الأكبر لعثمان وبعد أن اسلم بعدة اسابيع امر جيشه بأن يحاربوا الرومان وهم يرتدون الأكفان كحادثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ من شدة الأيمان والورع وحباً وكرامة في الله سبحانه وتعالى. 
الموضوع كبير والكرب عظيم والمناخ فاسد ولنعلم جميعاً أننا الأن في حالة ابدال الهي وفي مرحلة اختيار امة كافرة لتعلن اسلامها وتدعوا الى الله بقوة المطمئن اليه والمحب لذاته دون خوف من حاكم أو سلطان ودون العمل بجزء من نص شرعي والقاء غالب الباقي وراء الظهور والله أعلم. 
اننا نستبدل الأن وعلينا أن نقبل هذا وأن نستعد للقصاص الألهي من المسلمين الجدد فنحن الذين طبقنا النظم الشيوعية في عالمنا الأسلامي لأكثر من ثلاثين عاما عوضاً عن شرع الله ونصوصه لن نشتم رائحة القدس إلا أن يرحم ربك - إن شاء - سبحانه وتعالى والذي نساله العفو وأن لايأخذنا بما فعل السفهاء منا وأن يكن قصاصه وابداله للقوم رؤوفاً ورحيماً انه هو الغفور الرحيم وهو من وراء القصد سبحانه وتعالى عما يصفون. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق