السبت، 10 مارس 2012

حوار مع اللواء ( من الضباط الأحرار ) بدر حميد

حوار مع اللواء ( من الضباط الأحرار ) بدر حميد
أجراه: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
لقد أعطانا الشعب الأميركي درساً في كونه يبحث عن الصالح العام بما يخدم وطنه بعيداً عن العرق أواللون أوالطائفية بعدما تعامل مع الدنيا لأكثر من مائتين سنه فقط، وأملي في الشعب المصري والشعب العربي أن يتفهموا ما حدث اليوم في اميركا، أن يتفهموا أن الأساس في الوطن هو المواطنة وليس العرق أو الدين، إنني أؤمن بهذا تماماً .


الأمريكيون يبحثون فقط عن مصلحة اميركا.



اطالب مبارك ان ينظر بجدية في تولي الأقباط قيادة الجامعة والوزارة والمحافظة.



إذا فكرنا ان اوباما سيجاملنا على حساب وطنه وشعبه فنحن اغبياء.

ومؤمن ايضاً أن اخي في الوطن سواء كان مصرياً مسلما أو مسيحيا هو شريك رئيسي في الأرض والوطن، وليس احداً سواه في أي مكان أو أي ارض خارج مصر، وربما نجد أن اوباما وهو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة له اشقاء من ابيه يعيشون في " كينيا " فهل يعقل ان يبيع باراك اوباما وطنه أميركا لصالح أي شخص آخر غير اميركي حتى ولو كان اخيه؟ بالقطع مستحيل، وإلا الشعب الأمريكي سيحاسبه ولن يتركه يفعل ما يحلو له، وعليه فأنا مستبشر خيراً بما حدث وليس استبشاراً بأوباما نفسه، لأن اوباما ذاته هو عنصر اخرجته الخلطة الأمريكية، ولم تخرجه قدراته أو قدرات شعب كينيا أو قدرات الأفارقة، وانما هي قدرات الشعب الأمريكي الذي سيحاسبه عما يفعله، وبناء عليه يجب ان يكون راسخا في الأذهان استحالة أن نطلب منه مجاملة مصر أو العرب أو المسلمين أو النصارى أو اليهود على حساب أميركا، وكذلك لا أنتظر هذا منه.
ان عمليه انتخاب اوباما في حد ذاتها بداية لنظرة عالمية تدعو لتعيين البشر المميزين لشعوبهم مهما كانت ألوانهم وطوائفهم ومهما كانوا ينتمون لمجتمع الأقلية داخل الوطن، وقد أعجبني تعليق لوزير خارجية أميركا الأسبق " كولن باول " حينما قال: وماذا حتى لو كان مسلماً .. أليس امريكياً محبا لوطنه!!، إن مقولة " كولن باول " تلك تدل على ان الأمريكيين إنما يبحثون عن مصلحة اميركا، وهذه نقطة هامة تدفعنا نحن هنا على الشاطئ الآخر من الأطلنطي ان نراجع حساباتنا من جديد.
فاختيار اوباما هو بمثابة رأس حربة لموجة تحررية تبحث عن المصلحة الوطنية وليس عن العرقية القبلية التي تأخذ الوطن الى مستقبل اسود وتخلف وضياع، وارجو من اخواننا العرب أن يفكروا كما يفكر الأمريكان بل وبنفس طريقة الأمريكان تلك في الانتخابات الأخيرة، لا أن يتمسك كل حاكم عربي بكرسي الحكم وكل منهم يتمسك بالعرق والقبلية، أمير ابن أمير، من قبيلة كذا وعائلة كذا، وان يتعصب للعنصرية الضيقة هو العامل الخطير الذي يعوقنا من أن نعطي كل امكاناتنا الحقيقية وكفاحنا الإنساني الطبيعي للوطن لان هذه الامكانات وهذا الكفاح مبعثر في العرق والقبلية واللون والنوع والدين، وهو أمر خطر يؤدي بنا حاليا للفوضى ماديا ومعنويا وعسكريا وعلميا بل واجتماعيا وروحياً أيضا، لاننا اليوم في وطننا العربي نتعامل مع بعضنا البعض على أساس هذا شيعي وهذا سني وهذا نصراني كاثوليكي وهذا نصراني قبطي، بشكل أشبه بمن لديه سيارة وبدلاً من ان يوجهها لإدارة العجلة حتى تسير للأمام يوجهها كي يكسر بعضها بعضاً!!، ومن ثم فنحن مهما كنا نحمل من قدرات جبارة وخلاقة تظل دوما ضعيفة لأننا نستخدمها في تكسير بعضنا بعضاً.

* منهج الحزب الديموقراطي
انا احترم منهج الحزب الديموقراطي سواء كان عن عقيدة وايمان او كان لكسب جوله، احترم كونه رشح امرأة ورشح رجلاً اسود، لكون امريكا لم تحكمها امرأة فبل ذلك او حكمها اسود، وعليه تفتق عقل الديموقراطيين في انه لو نجح اسود فهو مبادرة ولو نجحت امرأة فهي مبادرة ايضاً.

* مستقبل الشرق الأوسط اثناء حكم اوباما
خذها حكمة .. اذا لم نكن نحن نفكر تفكير سليم كيف تكون لنا قيمة فأعتقد اننا اذا تصورنا أن باراك اوباما سيجاملنا على حساب وطنه وشعبه لكونه شابا اسمر ولونه قريب من لوننا أو لكون جذوره اسلامية فاسمح لي سنكون في هذا الوضع في قمة الغباء، بل اغبياء بالفعل، إذ لابد أن نبحث عن مصلحتنا ونقيم انفسنا بالعقل والمنطق وننسى التشبث بالكرسي ومنطق القبلية والطائفية والجاهلية، وربما اذكرك ببيت شعر الذي القيته عليك في احدى لقاءاتنا:

نسينا الله في أيام يسر
فأنسانا النفوس وما درينا
وألقينا المبادئ خلف ظهر
وأحببناه كرسياً لعيناً
فإنا ميتون بلا جدال
إذا كنا بأسهمنا رُمينا

وعليه لا تنتظر من اخوك ان يبحث عنك ثم بعد عناء البحث عنك يعلم انك جائع فيذهب في طلب الطعام لك، ويتخير ما يعلم انك تحبه وتستسيغه، في حين انك تتعاطى المخدرات ومسطول ونائم في قارعة الطريق وسط السيارات – سيارات الطائفية وعدم قبول الآخر وعشق الكرسي - التي حتما ستدهسك، وتنتظر أخاك ليحملك فوق ظهره ليعبر بك الطريق لرصيف الأمان، أي تفكير هذا؟؟ ، اننا بكل أسف نفكر بهذه الطريقة الشاذة، ومن ثم فنتيجة هذا التفكير الشاذ معروفة وهي الهلاك حتما.

* اوباما ودعم اسرائيل
فليدعم اوباما اسرائيل، ومن منهم قبله لم يدعم اسرائيل؟؟ بل عليك ان تسأل من الذي زرع إسرائيل؟؟ اسرائيل يامحيي محكوم عليها بالنهاية.. ليس بعد اسبوع او شهر او سنة ولكن ( ولو ) بعد مائة عام، اوروبا حكمت هذه المنطقة، حكمت نفس المنطقة التي تحكمها اسرائيل الآن لمدة مائتين سنة وأين هي أوروبا الآن؟؟ انتهت، ان نهاية اوروبا في القرن الحادي عشر على يد المصريين تارة بقيادة صلاح الدين وتارة اخرى بقيادة بيبرس ستكرر حتماً مع اسرائيل وعلى ايدي المصريين ايضاً سواء دعمها اوباما أو دعمها من سيأتي بعد اوباما لكون ذلك حتمية، لذلك فليدعم اوباما إسرائيل، انها منتهية منتهية سواء غداً او بعد مائة عام.

* التغير في السياسة الأمريكية
لن تتغير السياسة الأمريكية تغير جذري، ولكن سيتغير الأسلوب وسيتغير الرداء حسب استراتيجية المرحلة، أما مسألة ان تورط إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية ان تخوض حرب جديدة في الشرق الأوسط أو ضد إيران فانا لا أعتقد لكوني استشعر ان الإدارة الأمريكية الجديدة لن تكون غبية بل ستكون قائمة ليس لتكمله ما فعله بوش بشعبه ولكن لخدمة مصالح هذا الشعب الأمريكي الذي عانى من الحرب ثماني سنوات وخرج منها بخفي حنين بل وبأزمة اقتصادية عالمية طاحنة بل ولا استبعد أن تكون هناك لقاءات سرية بين الأمريكان وايران لتسوية الامور لكون العالم كله حاليا في مأزق حضاري حقيقي لا يتحمل أي صراع جديد بل يبحث عن لملمة صراعات موجودة بالفعل.

* اختيار اوباما لأيمانويل
التصور الشرقي لكون اوباما اختار ايمانويل كبير رجالات البيت الأبيض رغم كون ابيه اسرائليا هو تصور قاصر، لان اوباما حينما اختار هذا الرجل لم يختاره لكونه يهودياً أو من جذور اسرائلية ولكن اختاره لسابقة اعماله في البيت الأبيض ويقينه في ان ايمانويل هذا اكفأ من يصلح لهذا المنصب، اوباما يبحث عن اجنحة قوية مميزة وقادرة لتساعده على خدمة اميركا، هذا هو تصوري بجانب طبعاً تعزيز الفكر السائد والموضة المنتشرة في الولايات المتحدة والغرب لكسب ود اسرائيل، اوباما برضه مش غبي.

* موضة اعتلاء الاقليات لكرسي الحكم
مافيش شك ان اعتلاء اوباما وهو من الأقلية السوداء لكرسي اكبر دولة في العالم سيدفع بالأقليات في العالم كله ان تتعامل بالمثل، لقد دفع بالأمل داخل شرايين الأقليات، حتما سيطالب السفارديم بحقهم في قيادة اسرائيل مثلهم مثل الأشكيناز، هذا بالنسبة لاسرائيل، وسيطالب الأكراد بحقهم وسيطالب الأقباط ايضا بحقهم في شراكة حكم الوطن، العالم تغير بالفعل بعد نجاح اوباما، أنا أرى أنه لابد للأقليات في الوطن والمصير أن يشاركوا في حكم الوطن ويبقوا مسئولين مسئولية كاملة مع الأغلبية عن مستقبله ومصيره، أنا مش فاهم واحد ابن بلدي وحاربنا مع بعض وجعنا مع بعض وانتصرنا مع بعض ايدنا في ايد بعض ووقت شراكة الحكم لمجرد ان دينه مختلف عن دين الأغلبية ابعده واقول له ماتنفعش، دي كارثة، طب ماهو حارب ومات وجاع وهو بيدافع عن مصر ومؤمن بمصر جنب اخوه المسلم!! بقي ده اسمه كلام؟؟؟؟ انا سأكرر عليك بيت الشعر تاني

ألقينا المبادئ خلف ظهر
وأحببناه كرسياً لعيناً

وعليه اطالب حسني مبارك شخصيا ان ينظر بجدية في امر تولي الأقباط قيادة الجامعة والوزارات والمحافظات جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين لكوننا جميعا مصريون وطننا واحد ومصيرنا واحد وكلنا لنا حقوق المواطنة كاملة وأؤكد أننا في هذا الوطن العظيم لسنا اغلبية واقلية بل كلنا مصريون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق