السبت، 29 يناير 2011

يا أقباط مصر .. هذه كنائسكم في أيام الغضب لم يمسها أحد بسوء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
مصر تلتهب منذ أربعة أيام، في فوضى أمنية حقيقية، خلت من عساكر الأمن بعد أن فروا في محافظات مصر، والآن .. كنائس مصر ليس عليها حارس أمن واحد، ضابط واحد، ولم تسجل حادثة اعتداء واحدة على أي كنيسة، المصريون شرفاء .. ليسوا دعاة فتنة .. وان ما حدث للأقباط من عنف سابق ليوم 25 يناير هو تنفيذ لأجندة سياسية حقيرة. 

يا أقباط مصر ..
أناديكم .. أشد على أياديكم .. هذه كنائسكم في أيام الغضب لم يمسها أحد بسوء
إذا وصلكم هذا المقال فسأكون قد نجحت في توصيل صوت الكثير من المصريين عبر هذا المنبر الحر رغم تحويل مصر إلى دولة من القرون الوسطى وبعدما عزلها النظام عن العالم في فضيحة لم نرها حتى في جمهوريات الموز.
هذه هي مصر تمر بأصعب مراحل تاريخها منذ حريق القاهرة في يناير 1951 وحتى يناير 2011 ، مصر الذي كشر فيها العادلي عن أنيابه وخان شعبه وخرج علينا بمليون ونصف مليون جندي وضابط أمن مركزي مدججين بالمصفحات والقنابل وغاز الخردل والرصاص المطاطي الأشد فتكاً من الرصاص الحي إذ يقتل الناس ببطء ليبيد شعب اعزل لصالح نظام عجوز تحت سمع وبصر الكل والعالم أجمع، 96 مليون مصري في اكبر قوة عربية ( مصر ) تركها العالم تتمخض في دمائها حتى يحسنون صنع حساباتهم ومصالحهم، شعب مصر الذي تركه العالم ( الحر ) بين مطرقة حكومة ونظام فاشستي وسندان خونة أمتهم كالسيد صفوت الشريف والسيد احمد عز اللذان جلبا العار لمصر ولفقا وأبدعا واستبدعا كل فساد في مصر حتى فساد نتائج الانتخابات بنسبة 99.99 % لصالح الحزب الوطني وكأن شعب مصر عبارة عن شعب من النعاج يمكن خداعهم بهذه المسرحية الهزلية المقيتة، لقد هرب الكل الآن، لم ينفع الشريف آلته الإعلامية الملفقة والتي تديرها رؤوس من القش ومجموعة من الكومبارس الفاشلين هم عار على مصر وشعبها ووجودها الحضاري، لم ينفع احمد عز ملايينه ونهبه لمقدرات شعب مصر بدءا من سرقة مصانع حديد الدخيلة التي أنشأها المصريون بكفاحهم وثورتهم وانتهاء بسرقته لكرامة مصر وكبريائها بتحكمه في برلمانها وإفساده وملئه بالبلطجية وقطاع الطرق وهو البرلمان الذي قال عنه يوما حكماء أوروبا عام 1924 أنه أعظم برلمانات الأرض، لم ينفع العادلي المليون ونصف المليون جندي أمن مركزي ( ضعف حجم الجيش المصري ) من أن يهرب من مصر نافدا بجلده، مليون ونصف مليون جندي وضابط امن مركزي قام بإعدادهم العادلي على أعلى مستويات الشراسة والتبلد في الشعور لحماية نفسه والنظام ضد شعب اعزل وبأموال شعب أعزل كل طموحه الحفاظ على كرامته وكرامة أبناءه في وطن هو بالفعل وطنه ووطن أجداده.
لقد هربت غالب رموز النظام والحكومة ولم تكن عمليه إقالة الحكومة التي ينادي بها الرئيس في أخريات أيامه مفاجأة إذ حتى إن لم يسقطها فهي غير موجودة بالفعل على ارض مصر لكونهم هربوا ونفدوا بجلدهم إلى انجلترا في صباح جمعة الغضب وقبل صلاة البرادعي في ساحة ميدان الجيزة.
لن أنسى خلع رجال الشرطة لملابسهم وتسليمهم السلاح والملابس للمتظاهرين وفرارهم عرايا يستنجدون بربات البيوت في الشوارع الجانبية من بطشة الشعب الأعزل الذي خانه وزير داخليتهـا، وبعد أن أدار العادلي ( أبوهم الروحي) لهم ظهره وهرب، وتركهم يتامى تحت قوانين القصاص الشعبي.
كانت عساكر الأمن وضباط الأمن يجرون عرايا بملابسهم الداخلية في الإسكندرية والسويس والشيخ زويد والمحلة والمنصورة على سبيل المثال بعد أن أزاقوا الناس مرارة الظلم والقتل والتنكيل وآخرها خالد سعيد وضحايا حرق كنائس شركاء الوطن الأقباط من الكشح وحتى الإسكندرية ليلة رأس السنة.
أعلنها أمام العالم كله، هذه مصر تلتهب منذ أربعة أيام، هذه مصر في فوضى أمنية حقيقية، هذه مصر خلت من عساكر الأمن وضباط الأمن بعد أن فروا في السويس وسيناء والإسكندرية، وهذه الآن .. اليوم .. كنائس مصر ليس عليها حارس أمن واحد، ليس عليها ضابط أمن واحد، ولم تسجل في مصر حادثة اعتداء واحدة على أي كنيسة من مصري واحد، المصريون شرفاء .. ليسوا دعاة فتنة .. وان ما حدث للأقباط من عنف سابق ليوم 25 يناير هو تنفيذ لأجندة سياسية حقيرة.
كل من ادعوا وأوهموا الناس بأن الشعب المصري هو من دعاة الفتنة وان مسلمي مصر يكرهون أقباطها فليخرج علينا الآن و يقول – ولو بالكذب – أن هناك حالة اعتداء واحدة تمت في هذا الغياب الأمني الغير مسبوق على كنيسة واحدة .. في أي محافظة أو قرية أو نجع، وليعلم مروجو الفتنه ومعهم كل الشرفاء في العالم أن ما حدث من حرق سابق وقتل سابق وتنكيل سابق لإخواننا الشرفاء أقباط مصر، هو بفعل رجال وزير الداخلية السابق ليثبت للعالم من خلال أجندة حقيرة أن الفعل لمسلمين متطرفين ومصريين متطرفين، وليثبت أنه - أي النظام الحالي – هو الدرع الواقي للعالم الحر وللأقليات وعلى رأسهم الأقباط من هؤلاء المتطرفين الساعين لكرسي الحكم ليحولوها إلى إيران أخرى والكل يعلم أن المصريون الذين ذاقوا حلاوة دستور 1923 لن يقبلوا حكما دينيا أبداً،.. وهذا السيناريو المقيت هو في في حقيقة الأمر لعبة سياسية حقيرة وواضحة راح ضحيتها العشرات ممن لا ذنب لهم من شباب قبطي مسالم وشباب مسلم مسالم أيضاً يبحث عن الحرية وكرامة العيش في دولة يريد أن تحقق له ولو الحد الأدنى من العدل والمساواة، ورغم أني لا أطيق تكرار أو حديث كلمة مسلم وقبطي بل مصريون، فإن كثيرين من هؤلاء المصريين الشرفاء ، زهرة شباب مصر راحوا ضحايا تلك الأجندة السياسية المقيتة والتي كانت – بواسطة العادلي والشريف وعز - تحاول بشراسة الإبقاء على النظام، والكارثة أن صدقها الأقباط أنفسهم ورددوها حتى أنهم اليوم وفي أحلك لحظات مصر التهابا واحتياجا لهم ولكل وطني شريف، انصاعوا لأوامر رجال الدين في الكنيسة وحرموا مصر في أيامها الحرجة من أن ترى أبناءها الأقباط يثورون جنبا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين والكاثوليك والنوبيين والبروتستانت، لقد حرم رجال الكنيسة الأرثوذكسية مصر وحضن مصر من أن يلتحم معها في أيامها التاريخية تلك أبنائها الأقباط، لقد التزموا ( بالأمر ) بيوتهم ولم يخرجوا في ساعة الخلاص، وأقول لهم حان الوقت الآن .. ثوروا على أنفسكم ولا تحرموا مصر وطننا جميعا من وجودكم الحر الشريف الذي نعرفه.. أخرجوا .. شاركوا مصر لحظة الميلاد الجديد ولا تديروا ظهوركم لها .. كنائسكم لم يمسها مسلم واحد رغم الفوضى الأمنية .. لا تصدقوا دعاة الفتنة فنحن شعب واحد ومصير واحد .. وان كنتم معنا تطالبون بدولة مدنية شعارها الدين لله والوطن للجميع، فلتديروا ظهوركم لرجال الدين حتى تكون دعوة الدولة المدنية صادقة، فمن غير المعقول أن يطالب بالدولة المدنية من يسعون وراء زعيم ديني، مصر بحاجة إليكم وانتم جزء كبير وقوي ومخلص وشريف من شعب مصر، لا تتركوا هذه اللحظة التاريخية تفلت من أيديكم، لقد خرج رامي لكح وهو كاثوليكي مصري وتقبل الإهانة والضرب مع المتظاهرين وهو يصرخ في وجوه الطغاة أنا مصري مسيحي ورجل أعمال ولن اترك الناس حتى لا تكذبوا علينا غداً وتقولوا انتفاضة حرامية، لقد تحول ميدان التحرير إلى مسجد وكنيسة وصلي المصريون مسلمين مسيحيين صلاة واحدة مشتركة لمصر في أعظم صورة من صور التلاحم الوطني والديني منذ ثورة 19 ولكن لم يكن هناك أقباطاً كثيرين بل كاثوليك وبروتستانت !
مصر تريدكم يا إخواننا في الوطن .. تريدكم يا أقباط مصر، كذبوا عليكم وهاهي كنائسكم لا يحميها إلا شباب مصر، فأخرجوا إن كنتم تريدون مشاركة حقيقية في مستقبل مصر، لابد أن نرفض نصائح من تجاوزوا التسعين من العمر ليحرمونا من أن ندير وجوهنا شطر نهضة مصر في أحرج لحظاتها التاريخية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق