‏إظهار الرسائل ذات التسميات لقاءات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لقاءات. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

حوار مع المخرج العراقي ميثم السعدي ونجمة المسرح العراقي خولة شاكر

أجرى الحوار عبر ( الفون كونفرانس ) محيي الدين إبراهيم
aupbcmohi@gmail.com
ميثم السعدي: ليست المشكلة في المسرح ولكن القضية كلها في الحرية، ومدى قبول الآخر لحريتك، هم يريدون مسرحا مفرغا من معناه وأنا لا أملك إلا مسرحا يقدم القيمة وسأظل مؤمنا بذلك للنهاية بل أني أعكف الآن على كتابة نص اسمه " إن عدت .... سيقتلونك ".


المخرج المسرحي العراقي ميثم السعدي: 
بسبب عدم انضمامي لحزب البعث حرموني من معهد التمثيل عشرة سنوات.

رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري وفيلق القدس هم أصل الفوضى بالعراق.


نجمة المسرح العراقي خولة شاكر:
ساعلن دفاعا عن حقوق المرأة في العراق وعن العراق كأمة على رأس الأمم في العالم.


ميثم عبيد جواد السعدي واحد من اهم وابرز المخرجين العراقيين المعاصرين وهو إلى جانب كونه مخرجاً محترفاً إلا أنه أيضاً من مؤلفي النصوص المسرحية العرب المهمين أيضا وقد حاز نصه يا صبر أيوب على موافقة لجنة اختيار النصوص في دار نون للنشر والإعلام بمصر ليكون أحد أهم النصوص المسرحية العربية في أول مجلد عربي لنصوص المسرح العربي المعاصر، والمخرج العراقي الكبير ميثم السعدي هو من جيل المبدعين أصحاب الرؤى الفنية التي تبحث دائما في أعماق الذات الإنسانية عن معاني الوجود الرافض للعنصرية والرافض للإقصاء والذي يؤمن بحتمية وضرورة حرية الإنسان في وطنه متمتعاً بكافة حقوقه حتى وان اختلف في الشكل أو اللون أو المعتقد، وقد استطاع المخرج ميثم السعدي من خلال إيمانه بأن الفن المسرحي حتمية حضارية يقفز بالإنسان والمجتمع من عتمة الجهل والتمييز لأضواء التعايش الحضاري المشترك وبناء قواعد ثابتة للحرية، فقد جعل الارتحال منهجه المهني الذي يختلط فيه ومن خلاله بالإنسان العربي على أي ارض فيقدم له خلاصة ذلك الإيمان في أعمال مسرحية سواء تأليفاً أو إخراجاً أو تمثيلاً إلى أن استقر به مطاف الرحلة أخيرا في الولايات المتحدة فإلتقيناه وكان لنا معه هذا الحوار:

بدأ طموح المخرج العراقي الكبير ميثم السعدي بدراسة الفنون الجميلة في عام 1976 ثم انتهت بتخرجه من نفس المعهد قسم الإخراج عام 1987 .. إحدى عشرة عاماً في دراسة الإخراج أليست لغزاً؟
سؤال مهم جداً يا أستاذ محيي ولكن قبل الإجابة عليه أود أن أشكرك على هذا اللقاء وأشكر جريدة صوت بلادي ورئيس تحريرها الأستاذ محب غبور الذي استطاع بحق أن ينشئ بجريدة صوت بلادي صرحاً مصرياً عربيا إعلاميا كبيرا في أميركا يبرز لنا من خلاله أهمية ذلك الصوت المصري العربي الحكيم، أما بالنسبة لسؤالك عن الإحدى عشرة عاما التي قضيتها في الدراسة – كما يظن البعض – في معهد الفنون الجميلة ببغداد، فهي حكاية طويلة، أو قل هي مسرحية أقرب للكوميديا السوداء منها إلى الواقع السوي الذي نعيشه، فأنا يا سيدي قد تم قبولي بالفعل كطالب في معهد الفنون الجميلة ببغداد سنة 1976 وكنت سعيداً جداً بهذا القبول لقد كان طموحي كله ينحصر في عشقي للمسرح ورأسي لا حلم بداخلها سوى المسرح ولكن تأتي الرياح – أحياناً - بما لا تشتهي السفن إذ لم أقض في المعهد سوى أقل من ثلاثة شهور وبعدها فصلوني، كانت كارثة بالنسبة لي، كانت كارثة حقيقية، كأنهم فصلوني عن شريان الدم الذي يربطني بالحياة ولم أدري لماذا حتى علمت أن السبب هو عدم انتمائي لحزب البعث العراقي، كانت لحظة مؤلمة وعقاباً أشد إيلاماً حينما أخرجوني من المعهد وساقوني – كما يقول المصريون – من الدار للنار، ساقوني للخدمة العسكرية في 18/10 /1976 وحينما أنهيت الخدمة العسكرية في 1/8/1980 وحاولت الارتباط بالمعهد مرة ثانية أعادوني لخدمة الاحتياط في نفس العام وكأنهم يعاقبونني مرة أخرى على الحلم بالمسرح وفي الاحتياط بدأت الحرب أو بدأت القادسية، ولم أستطع أن أبدأ محاولات تحقيق الحلم من جديد إلا بعد انتهاء الحرب وانتهاء مدة الاحتياط بالجيش، لقد كان إصراري على دخول معهد الفنون الجميلة يزداد عناداً ويزداد قوة وبالفعل تم قبولي مع مجموعة من الفنانين العراقيين سنة 1982 في معهد الفنون الجميلة ولكن فيما يسمى بالدراسة المسائية لأتخرج من المعهد في قسم الإخراج المسرحي أخيراً عام 1987 ولا تتصور مدى إحساسي بالسعادة عندما تحقق لي هذا الحلم أكاديميا لإيماني أن الناحية الأكاديمية من الأهمية بمكان بحيث تصقل الموهبة وتعمق أصول التفكير المهني لدى عاشق المهنة وحيث الموهبة أو العشق وحده لا يكفي.

إيمانك بالبعد الإنساني وبالحرية أثار عليك غضب الكثير .. فهل المسرح يمكن أن يكون حجر عثرة أمام الأنظمة المستبدة؟
بالتأكيد .. بل بكل تأكيد .. فالمسرح هو لغة الآن حتى وإن قدمنا من خلاله عملاً تاريخيا تمت كتابته من ألف عام .. فأنت في المسرح أمام جمهور يتفاعل معك آنيا وفي نفس اللحظة، تخاطبهم وتتحاور معهم من خلال نص وحركة وهدف وخلاصة وأنا بالنسبة لي النص والحركة والهدف والخلاصة هم الإنسان وحريته وقيمته وحلمه داخل وطن يستشعر فيه الأمن، فالوطن إن لم تستشعر فيه الأمن كيف بالله عليك يكون وطناً، ومن هنا ومن تلك الزاوية تحديداً أتذكر نص كتبته وأخرجته في الجماهيرية الليبية وكان اسمه لعبة منهجية وهي من المنهج الدراسي الليبي لمادة الجغرافية وطبعاً ( جرجرني ) هذا النص الى دهاليز التحقيقات بمقر المخابرات في ليبيا 2001، ثم بعد عودتي للعراق عام 2003 قمت بتأليف وإخراج مسرحية "مونودراما" بعنوان قصة وطن وهي تتحدث عن ظروف العراقيين ايام صدام حسين، وقد نبذت فيها سلوك القادمين لسدة الحكم والمليشيات فكانت تلك " المونودراما" سببا رئيسيا في خروجي من العراق الى سوريا بعد عرضها في مهرجان الربيع الاول في بابل 2004 وفي الصويرة 2005 وهي البلد التي تم العبث فيها بالديكور من قبل جماعة منعت عرض المسرحية في اليوم الثاني وقد كانوا جماعة من حزب يقوده إبراهيم اشيقر !! وارغمت بعدها وبعد تهديدي وعائلتي بالقتل أن أخرج مع عائلتي من العراق واستطعت أن أدخل بهم الولايات المتحدة في عام 2007 بعد رحلات هجرة في بلاد كثيرة أهمها السودان وسوريا وليبيا ومصر.

المسرح إذن ( جر ) عليك المشاكل التي أدت الى حد التهديد بالتصفية الجسدية لك ولعائلتك؟.
ليست المشكلة في المسرح ولكن القضية كلها في الحرية، ومدى قبول الآخر لحريتك، هم يريدون مسرحا مفرغا من معناه وأنا لا أملك إلا مسرحا يقدم القيمة وسأظل مؤمنا بذلك للنهاية بل أني أعكف الآن على كتابة نص اسمه " إن عدت .... سيقتلونك ".

أنت تصر على مغاضبة بعض الأنظمة؟
أنا اصراري كله على أن نمتلك الإحساس بالحرية داخل وطن نحبه ونؤمن به وبالانتماء إليه، فإذا كانت الحرية تغضب بعض الأنظمة فهذه ليست مشكلتي أنا ولكنها مشكلة تلك الأنظمة ذاتها.

أرغمت على ترك العراق بشكل نهائي بعد تهديدك وعائلتك بالقتل في عام 2007، والآن أنت تعيش في ترحال وغربة دائمين، فهل أثرت الغربة على عطاءك المسرحي؟
نعم .. وبشكل كبير .. لقد كانت غربتي الاولى الى شمال افريقيا كما سبق وذكرت لك ووقتها اعددت اول نص مسرحي في ليبيا وقد حصد هذا النص على كل جوائز مهرجانات ليبيا كعاصمة وكدولة وكتبت اعمالا في غاية الاهمية وخاصة فيما يخص مسرح الطفل، منها مسرحية البستان ومسرحية السندباد الكبير الماخوذة عن الف ليلة وليلة وكذلك مسرحية محنة وطن التي تحدثت فيها عن الحظر الجوي على ليبيا وعن الحصار القاتل على العراق واعددت عن قصيدة احمد رفيق المهدوي الفتى الشهيد غيث وقمت باختيار طفل فنالت جوائز كثيرة ثم حصلت على جائزة مسلمي الفلبين حيث كانوا ضيوف ليبيا آنذاك هذا إلى جانب نصوص مسرحية اخرى منتقاة من المنهج المدرسي الليبي وكان أحد هذه الأعمال بعنوان لعبة منهجية. 

لعبة منهجية تلك المسرحية التي استدعتك بسببها المخابرات الليبية؟
نعم .. استدعتني المخابرات لكون الفكرة في طرحها كانت جريئة جدا جدا وقد قدمتها فيما يسمى المختبر المسرحي وهو عبارة عن مشاهد مهمة من المسرح العالمي، هذا بحكم عملي في شعبة التربية الفنية بمعهد اعداد المعلمات العالي وعملي المتزامن في النشاط المدرسي الليبي بطرابلس العاصمة.

ياصبر أيوب هي إحدى نصوصك المسرحية التي فازت بإجماع لجنة القراءة المكونة من كبار المخرجين المسرحيين المصريين لتنشر في أول مجلد عربي لنصوص المسرح المعاصر الذي أنتجته دار نون للنشر والإعلام، ترى ما الذي دفعك إلى أن تكتب هذا النص ولماذا استعنت بالشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وليس غيره؟
الذي دفعني لكتابة هذا النص المهم هي قصيدة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد التي استفزتني منذ أن حصلت عليها عام 1995 وحينما كنت في سوريا طلبوا مني هناك ان اخرج عملا مسرحيا فتذكرت القصيدة الكبيرة يا صبر ايوب التي كتبها الشاعر عبد الرازق عبد الواحد وتناولت بعضا من ابياتها ومابين سطور القصيدة اخترت معاناة المرأة العراقية خاصة بعد الاحتلال وانتشار المليشيات المسلحة بعد تفجير الامامين في سامراء من قبل فيلق القدس او تنظيم القاعدة اذ لافرق بينهما لكونهما يحصلون على دعم مادي وسياسي ومعنوي من قبل حكومة ايران وفيلق القدس على وجه الدقة.

ولكن ياصبر ايوب نص سياسي شديد الحساسية ويتحدث عن امور غاية في الاهمية لم يكن يعلم عنها المشاهد أو ربما المواطن العراقي شئ .. فهل هذا دور المسرح من وجهة نظرك، أن يميط اللثام سياسيا عن امور يجهلها العامة؟
المسرح يااستاذ محيي هو لغة الوعي، ونحن في العراق نعيش مع قلة من شخصيات موجوده على سلم السلطة وتريد اثارة الفتنة وآخرين يريدون تصدير الثورة الإيرانية الى دول الجوار ومن هؤلاء الذين نجحوا في اثارة الفتنة رئيس الوزراء السابق الدكتور اشيقر الذي اصبح اسمه بعد توليه رئاسة الوزراء ابراهيم الجعفري حيث اصدر حزبه وتحديداً المكتب العسكري فيه قرارا بالقضاء على السنة وتهجيرهم وتزامن مع قرارهم هذا قرار جيش المهدي بتصفية السنة ايضا والادلة موجودة، بل أن كثير من التنظيمات التي يدعمها قيلق القدس - السيء السمعة - هم على رأس تلك الفتن ومن هنا كان النص وكانت مسرحية يا صبر ايوب فهم قد دفعوا الناس للتهجير ومن بقى مثلوا بجثته وقتلوا واغتصبوا وعبثوا بالارض فسادا وها انذا اليوم بامريكا فهي الوحيدة التي وفرت لنا الامن وسمحت لنا بحرية التعبير هنا في بلادهم في حين ان الدول التي تتحدث عن عدوانية امريكا وتدعم الارهاب حاربتنا بقسوة باسم القومية والوطنية ...كارثة يا صديقي كارثة ان يحميك عدوك من ابن عمك واخيك امريكا بالنسبة لي هي الصديق لان عناصر الصداقة تتوفر فيها اكثر من منتفعي السماء المعممين بالعمائم الملونة الحمراء والخضراء والسوداء والبيضاء ...فكتبت العمل المسرحي والتقيت الشاعر الرائع وحصل ان اخرجت العمل ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ....!!

سبق وان اخرجت صبر ايوب في دمشق وعلمنا أنك تقوم بتجهيزه مرة اخرى لعرضة في الولايات المتحدة وكندا .. ما هو جديدك في إعادة عرض هذا العمل مرة اخرى؟
لد سبق واخرجت هذا العمل برؤيا اخراجية وسينوغرافيا مهمين جدا حيث الرمزية لكن العنصر الذي رشحوه لي في سوريا كممثلة لم يكن متعاونا دون ان يدري فقد كانت الممثلة - مع تقديري لها - متاثرة باسلوب القفشات في محطة الشرقية الفضائية فلم تستطع ان تؤدي الدوربالشكل الصحيح اضافة الى انها لاتجيد اللغة العربية الفصحى ... والطامة الكبرى في ليلة العرض حيث حضر المخرج المعروف محسن العزاوي فتدخل واكتشفت انه راغبا لامحال في ان يكون جزء من العرض المسرحي فاسندت اليه دور شاهد العرض وتم التمرين على اساس ذلك لكن هناك نية خبيثة مبيته حيث انهم اصروا على اشتراكه فكنت بين المطرقة والسندان لم ارد ان اضيع جهودي وفي يوم العرض المسرحي وبحضور كبار الفنانين والادباء المقيمين في دمشق حيث محسن العزاوي لم يؤدي الواجبات الموكلة اليه قاصدا خلخلة العرض والعمل وزاد الطين بلة ان العمل تم تصويره ولم يعطوني نسخة التصوير ولكون ما حصل قد حصل قررت ان احقق امنيتي في اخراج العمل مع فنانة متعلمة فصار ان التقيت الفنانة الاستاذة خولة شاكر الجميلي حيث انها حاصلة على شهادة الماجستير وهي من الاوائل الذين تخرجوا من معهد الفنون الجميلة في بغداد ثم انها درست في المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر ومن من خلال تجاربها السابقة ومعرفتي بامكانياتها فانا واثق كل الثقة بان يا صبر ايوب سيظهر في الولايات المتحدة برؤياه التي رسمتها وبشكل مغاير بنسبة كبيرة جدا علما ان المعاناة هنا اكبر حيث لقائنا يكون بجهود مضنية فهي في كندا وانا في نبراسكا وبيننا مسافة عشرين ساعة تقريبا بالسيارة ؟؟ لكن العمل سيظهر وباصرار واخلاص المتعاونين وسنشارك به في مهرجان العاصمة الاردنية عمان باذن الله.

عرفنا انك تمارس منهج جديد في الإخراج المسرحي وهو منهج الإخراج الديجيتال ( الرقمي ) حيث تقوم برسم الحركة المسرحية على الورق ثم تقوم بأخراج النص مع الممثلين عن طريق الانترنت واليوتيوب والماسينجر فكيف تمكنت من ممارسة هذه الأدوات؟ وهل هي استبداعة جديدة للمخرج العراقي الكبير ميثم السعدى للتحايل على بعد المسافة بين المخرج والممثل لعمل بروفات العروض؟ ولماذا الفنانه خوله شاكر بالذات اخترتها لتأدي دور صابرين؟
لابد للمخرج الذي يعاني من ضغوط بيئية وسياسية ويؤمن بفكرة الحرية أن يبحث عن وسائل جديدة لتقديم أفكاره وانا وجدت أن الفنانة العراقية المثقفة خولة شاكر تحمل من العلم والمعرفة المسرحية مايساهم في تسهيل التعامل مع الأدوات التكنولوجية الجديدة فهي بسبب دراستها الأكادمية للمسرح تجيد قراءة رموز وشفرات الحركة المسرحية التي يرسمها المخرج تماما كما يقرأ الموسيقي المحترف نوتة أي مقطوعة موسيقية ويقوم بعزفها بمجرد قراءتها رغم أنها كتبت منذ عشرات السنين، وخولة شاكر فنانة عراقية على مستوى رفيع ومحترفة وعليه فأنا ارسل لها خطوط الحركة المسرحية عبر الايميل ثم نتحاور بالساعات حولها بالماسينجير ثم تقوم هي بتصوير بروفاتها وتنقلها لي عبر اليوتيوب واشاهد تنفيذها للحركة ونتناقش حولها وهكذا، ولااخفيك سرا انه رغم بساطة الشرح الآن حول اسلوب الاخراج الديجيتال إلا اننا نعاني كثيرا من حيث التنفيذ اذ لابد ان تكون عالما بكل اسرار التكنولوجيا اضافة الى علمك الواعي بكل علوم المسرح، فالاخراج الديجيتال وتنفيذ الممثل للحركة الديجيتال هي مسألة غاية في التعقيد وتحتاج الى فنان وممثل من طراز خاص ومستوى احترافي رفيع وخولة شاكر ارى فيها تلك الفنانة والممثلة التي تمتلك ادواتها كممثلة محترفة حيث شاركت باعمال مسرحية عالمية ولكتاب مسرحيين عالميين بيرانديللو شكسبير جون اوزبورن ابسن صموئيل بيكيت يوجين يونسكو واخرين وقد كانت بارعة في اداء ادوارها وفي الاعمال التلفزيونية ايضا هي متمكنة حيث ان الممثل يجب ان يعرف ادواته كممثل وان مسرحيات المونودراما ذات الشخصية الواحدة خاصة المركبة منها تحتاج الى ممثل متمكن من ادواته وانسجام بينه وبين المخرج وكما قال جان كوكتو (تبقى قدرة المخرج على اخراج مسرحية قوامها ممثل واحد وتبقى قدرة الممثل ليتمكن من تسمير المشاهدين وهذاهو ما نطمح اليه؟

قبل أن ننتقل بالحديث مع الفنانة المسرحية العراقية خولة شاكر في كندا الآن نريد أن نسأل المخرج العراقي الفنان ميثم السعدى عن ماذا تمثل لديك المرأة العراقية؟ 
المرأة العراقية هي مثال النضال والكفاح والكرامة، فزوجتى كوثر كمثال حي للمرأة العراقية هي تلك المرأة القوية التي شاركتني افراحي واتراحي لم تتركني لحظة حتى في احلك لحظات الإضطهاد والتهديد، انتقلت معي في كل سفرياتي، كانت ومازالت تدعمني بكل قوة، تؤمن بكل ماأؤمن به ولم تتخلى عني لحظة واحدة حتى حينما قررنا القدوم الى أميركا، ان زوجتى مثال حي على قيمة المرأة العراقية وقوتها وكبريائها.

هل لذلك اخترت ممثلة وفنانة عراقية لتقوم بدور صابرين في مسرحية ياصبر أيوب؟
خولة شاكر هي ذلك الطراز الذي يجسد بوعي فني ودرامي كبيرين كبرياء العراقيين بشكل عام وكبرياء وعظمة المرأة العراقية على وجه الخصوص، فهي كفنانة عراقية استطاعت بفنها وحرفيتها أن تجسد عظمة المرأة العراقية ووجودها الثوري في مقاومة السلبيات والوقوف في وجه الإستعباد والقهر بكل شجاعة، المرأة العراقية يااستاذ محي هي ابنة حضارة عريقة اصيلة تمتد لآلاف السنين.

وبإنتقالنا للحديث عبر ( فون كونفرنس ) مع الفنانة خولة شاكر دفعنا سماع صوتها عبر الهاتف للحياة في جزء اساسي واصيل من تاريخ العراق كأمة فهي فنانة ونجمة مسرحية عراقية كانت زوجة لأحد أهم رواد الفن في تاريخ العراق الحديث وهو الفنان القدير راسم الجميلي الذي لايقل يقل أهمية بين الفنانين العرب عن السيد بدير وسعد اردش في مصر لتقريب أمثلة التشابه في القيمة، فهو مديرإذاعة القوات المسلحة العراقية منذ عام 1969 ومؤسس فرقة مسرح (14 تموز) وكذلك مؤسس الفرقة القومية للتمثيل وأسس عام 1987 مع سامي قفطان، محمد حسين عبد الرحيم فرقة مسرح دار السلام، وقدموا من خلالها مسرحيات شعبية كثيرة وكانت آخر أعماله هي قيامه بدور البطولة في المسلسل الكوميدي ( انباع الوطن ) الذي عرض على قناة الشرقية في رمضان 2007 وهو من اخراج اوس الشرقي.. وكان هذا العمل هو اخر اعماله التي انجزها قبيل وفاته بشهرين في سوريا متأثراً بمرض الفشل الكلوي عن عمر يناهز 69 عاماً ولأهمية هذا الفنان القدير للعراق وللفن العربي عامة ذكر بيان اصدره الرئيس العراقي جلال طالباني: "ان الفقيد كان واحدا من اعلام الفن العراقي على امتداد ما يقارب النصف قرن، وترك اثرا راسخا من خلال اعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية."أما نقيب الفنانين العراقيين يحيى الجابري فقد قال عن راسم الجميلي أن أعماله قد اضحت الآن جزءا اساسيا من التراث الثقافي العراقي وأن وفاته تعتبر خسارة كبيرة للعراق والمسرح العراقي والمسرح العربي بوجه عام.

أنت إذن النجمة والفنانة العراقية خولة شاكر زوجة وفنانة ارتبطت انسانيا وفنيا بهذا الفنان العربي القدير راسم الجميلي؟
تاريخ ميلادي بدأ يوم زواجي به في 20 يوليو 1988، لقد كان راسم الجميلي بالنسبة لي الحبيب والزوج والمعلم، وحين فقدته بكيت إلى حد الإدماء.

بعد وفاة الزوج تعرضت الفنانة والنجمة العراقية لتهديدات كثيرة ولم تستثنيك أيادي الإرهاب والمليشيات المسلحة خاصة بعد أن قام – رحمه الله – بتمثيل دور البطولة في المسلسل الرمضاني السوري الذي تم عرضه عام 2007 وكان اسمه ( انباع الوطن ) فهل هذا كان الدافع لان تقيمي في كندا؟
حين رحل عني راسم الجميلي .. رحل كل شيء جميل من حولي.. رحلت الطيبة، والصبر، والحب، والوفاء، مثل رحيل الضحكة التي تأتي من القلب مرة واحدة ولم تعد مثلها.. لا ادري..فحين أسدلت ستائر عينيه الجميلتين، كأن ضياء الشمس أسدل ستائره ولم يبق سوى ليلي الطويل الذي اقضيه في سماع صوته في الريكوردر ومشاهدة صوره .. لذا فلم يكن تهديد خفافيش الظلام الذين يريدون بتر كل من له صله بحب ذلك الوطن يخيفيني أو يزعجني فتهديداتهم لم تكن في قوة مصابي لفراقه، فهم وتهديداتهم مجرد نكرات، جملة نشاز في خارج قاموس الوطن العراقي لاوجود لها وسرعان ماستنطفئ وتزول ورحلت إلى كندا.

الفنانة خولة شاكر طراز فريد من هؤلاء الفنانين العرب الذين يحملون الموهبة والعلم فهل لك ان تضيفي للقارئ بعضاً من مشوارك الفني والمهني؟
حصلت على الدبلوم من معهد الفنون الجميلة قسم المسرح/تمثيل، وكذلك على البكالوريوس من جامعة بغداد/ إخراج مسرحي، إضافة لحصولي على الماجستير من جامعة القاهرة في النقد والتحليل والتأليف الدرامي، وعملت رئيس قسم الإعلام في كلية الطب في الجامعة المستنصرية، وكذلك كنت أستاذة في معهد الفنون الجميلة، ومحاضرة في كلية الفنون الجميلة.

هل لديك أعمالا سواء خلال الدراسة أو بعدها جمعتك مع كبار الفنانين والمخرجين الكبار؟.
لقد شاركت مع اغلب المخرجين العراقيين في مجال المسرح عام 1980 حيث كنت طالبة في معهد الفنون الجميلة، منهم المخرج الفنان فتحي زين العابدين وأستاذي المخرج الفنان فخري العقيدي بثلاثة أعمال له وقد حصلت يومها في عمل مسرحي من إخراجه (مسرحيه مريض الوهم) وفي يوم المسرح العالمي بأفضل ممثلة، وكذلك مع الفنان والأستاذ بدري حسون فريد مسرحية (هوراس) ومع المخرج الدكتور عوني كرومي رحمه الله مسرحية الانسان الطيب ومع المخرج الدكتور صلاح القصب مسرحية الملك لير ومع الاستاذ المخرج سامي عبد الحميد مسرحية كليوباترا ومع المخرج الفنان سامي قفطان مسرحية (بيت الحبايب) وقد حصلت على افضل ممثلة في عام 1989، ولا أنسى اخي وأستاذي الدكتور علي حنون الذي شاركت معه في الكثير من الأعمال في سوريا أيضا منها (صندقجه) و(أم ستوري) و(جزيرة خورماشة) و(كاريكاتير) بعدة حلقات و(النخلة والجيران) كما أن لي مع الإخراج المسرحي عدة أعمال هي (الإسكافية العجيبة ..وين الصح وين الغلط..مهرجان الفرح..اكعد يا غافي.. عروسة العرايس).. وفي دمشق أخرجت مسرحية (بيت الطرب).

مالذي استفزك في مسرحية ياصبر ايوب التي كتبها واخرجها الفنان المسرحي العراقي ميثم السعدي؟
الذي استفزني في تلك السمفونيه هو كوني انسانه قبل ان اكون فنانه احاول ان ادافع بالكلمة الشريفة عنما حصل ويحصل الان لبلادي الجريح، ثانيا شخصية صابرين بطلة العمل في مسرحية ياصبر أيوب لم تكن مجرد شخصية عابره كتبها المؤلف, انما هي حالة من مجموع حالات موجوده في العراق الذي ما زال مغتصب, وانا اكبر مثال على واحدة من تلك الحالات فانا تعرضت وعائلتي للتهجير وقتل الكثير من عائلتي وخطف ولدي واغتصاب كل حقوقي فانا الان ارملة وثكلى على اخوتي الذين ذهبوا تحت رحمة الله حين تعرضوا للقتل والاختطاف ومليئة الاحزان على ازواج شقيقاتي الذين قتلوهم بدون ذنب ناهيك عن الحالات المؤلمة التي تعاني منها عائلتي لفراق الاحبة دون اي ذنب .. انا فنانه والفنان يدافع بالكلمة لان الكلمة حصن الحرية، والآن في بلدي الذبيح وليس فقط الجريح اكثر من اربع مليون ارملة واكثر من ستة مليون يتيم واما اللواتي بقين تجدهن بدون رجال وقطار العمر يذهب بهن دون توقف.

مالذي تراه الفنانة والنجمة العراقية خولة شاكر في نص ياصبر أيوب وتجد أن المؤلف كان صائباً فيه؟
المؤلف ركز على الحالة الموجودة في العراق وكان صائبا في ذلك التركيز ناهيك عن إعداد النص الشعري الذي استعان به من كتابة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وبما الرائع في هذا النص انه باللغة العربية الفصحى حيث تناول فيه المؤلف التراث والفلكلور الشعبي.

هل وافق النص هوى الفنانة العراقية خولة شاكر في تبني فكرة ما؟
لاشك، النص وافق بالفعل هوى في نفسي وهو الدفاع عن الحرية، الثورة في سبيل اقامة الوجود الانساني للمواطن داخل وطنه،في تلك المسرحية ساعلن دفاعا شرعيا عن حقوق المرأة في العراق ,ساعلن للملأ ان الفنان العراقي اينما توجه فكلمته هي نسمة سلام وحب وعطاء وليس صاروخ ..بالحب والسلام والعطاء نجعل كل طامع ممن اشاعوا على العراق بانه بلد الارهاب ان يغيروا تلك الافكار والمصطلحات انه بلد السلام العراق , نحن صابرون كصبر ايوب ما دام الله سبحانه وتعالى معنا ..نحن صابرون لاننا على حق ولم نأذي او نعتدي على احد ..في صبر ايوب نريد ان نعلن للعالم باسره ,لن تصبر اي بلد ولم تصمد مثلما صبر ابناء العراق لان الله مع الصابرين.

حوار مع المخرج العراقي ميثم السعدي ونجمة المسرح العراقي خولة شاكر

أجرى الحوار عبر ( الفون كونفرانس ) محيي الدين إبراهيم
aupbcmohi@gmail.com
ميثم السعدي: ليست المشكلة في المسرح ولكن القضية كلها في الحرية، ومدى قبول الآخر لحريتك، هم يريدون مسرحا مفرغا من معناه وأنا لا أملك إلا مسرحا يقدم القيمة وسأظل مؤمنا بذلك للنهاية بل أني أعكف الآن على كتابة نص اسمه " إن عدت .... سيقتلونك ".


المخرج المسرحي العراقي ميثم السعدي: 
بسبب عدم انضمامي لحزب البعث حرموني من معهد التمثيل عشرة سنوات.

رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري وفيلق القدس هم أصل الفوضى بالعراق.


نجمة المسرح العراقي خولة شاكر:
ساعلن دفاعا عن حقوق المرأة في العراق وعن العراق كأمة على رأس الأمم في العالم.


ميثم عبيد جواد السعدي واحد من اهم وابرز المخرجين العراقيين المعاصرين وهو إلى جانب كونه مخرجاً محترفاً إلا أنه أيضاً من مؤلفي النصوص المسرحية العرب المهمين أيضا وقد حاز نصه يا صبر أيوب على موافقة لجنة اختيار النصوص في دار نون للنشر والإعلام بمصر ليكون أحد أهم النصوص المسرحية العربية في أول مجلد عربي لنصوص المسرح العربي المعاصر، والمخرج العراقي الكبير ميثم السعدي هو من جيل المبدعين أصحاب الرؤى الفنية التي تبحث دائما في أعماق الذات الإنسانية عن معاني الوجود الرافض للعنصرية والرافض للإقصاء والذي يؤمن بحتمية وضرورة حرية الإنسان في وطنه متمتعاً بكافة حقوقه حتى وان اختلف في الشكل أو اللون أو المعتقد، وقد استطاع المخرج ميثم السعدي من خلال إيمانه بأن الفن المسرحي حتمية حضارية يقفز بالإنسان والمجتمع من عتمة الجهل والتمييز لأضواء التعايش الحضاري المشترك وبناء قواعد ثابتة للحرية، فقد جعل الارتحال منهجه المهني الذي يختلط فيه ومن خلاله بالإنسان العربي على أي ارض فيقدم له خلاصة ذلك الإيمان في أعمال مسرحية سواء تأليفاً أو إخراجاً أو تمثيلاً إلى أن استقر به مطاف الرحلة أخيرا في الولايات المتحدة فإلتقيناه وكان لنا معه هذا الحوار:

بدأ طموح المخرج العراقي الكبير ميثم السعدي بدراسة الفنون الجميلة في عام 1976 ثم انتهت بتخرجه من نفس المعهد قسم الإخراج عام 1987 .. إحدى عشرة عاماً في دراسة الإخراج أليست لغزاً؟
سؤال مهم جداً يا أستاذ محيي ولكن قبل الإجابة عليه أود أن أشكرك على هذا اللقاء وأشكر جريدة صوت بلادي ورئيس تحريرها الأستاذ محب غبور الذي استطاع بحق أن ينشئ بجريدة صوت بلادي صرحاً مصرياً عربيا إعلاميا كبيرا في أميركا يبرز لنا من خلاله أهمية ذلك الصوت المصري العربي الحكيم، أما بالنسبة لسؤالك عن الإحدى عشرة عاما التي قضيتها في الدراسة – كما يظن البعض – في معهد الفنون الجميلة ببغداد، فهي حكاية طويلة، أو قل هي مسرحية أقرب للكوميديا السوداء منها إلى الواقع السوي الذي نعيشه، فأنا يا سيدي قد تم قبولي بالفعل كطالب في معهد الفنون الجميلة ببغداد سنة 1976 وكنت سعيداً جداً بهذا القبول لقد كان طموحي كله ينحصر في عشقي للمسرح ورأسي لا حلم بداخلها سوى المسرح ولكن تأتي الرياح – أحياناً - بما لا تشتهي السفن إذ لم أقض في المعهد سوى أقل من ثلاثة شهور وبعدها فصلوني، كانت كارثة بالنسبة لي، كانت كارثة حقيقية، كأنهم فصلوني عن شريان الدم الذي يربطني بالحياة ولم أدري لماذا حتى علمت أن السبب هو عدم انتمائي لحزب البعث العراقي، كانت لحظة مؤلمة وعقاباً أشد إيلاماً حينما أخرجوني من المعهد وساقوني – كما يقول المصريون – من الدار للنار، ساقوني للخدمة العسكرية في 18/10 /1976 وحينما أنهيت الخدمة العسكرية في 1/8/1980 وحاولت الارتباط بالمعهد مرة ثانية أعادوني لخدمة الاحتياط في نفس العام وكأنهم يعاقبونني مرة أخرى على الحلم بالمسرح وفي الاحتياط بدأت الحرب أو بدأت القادسية، ولم أستطع أن أبدأ محاولات تحقيق الحلم من جديد إلا بعد انتهاء الحرب وانتهاء مدة الاحتياط بالجيش، لقد كان إصراري على دخول معهد الفنون الجميلة يزداد عناداً ويزداد قوة وبالفعل تم قبولي مع مجموعة من الفنانين العراقيين سنة 1982 في معهد الفنون الجميلة ولكن فيما يسمى بالدراسة المسائية لأتخرج من المعهد في قسم الإخراج المسرحي أخيراً عام 1987 ولا تتصور مدى إحساسي بالسعادة عندما تحقق لي هذا الحلم أكاديميا لإيماني أن الناحية الأكاديمية من الأهمية بمكان بحيث تصقل الموهبة وتعمق أصول التفكير المهني لدى عاشق المهنة وحيث الموهبة أو العشق وحده لا يكفي.

إيمانك بالبعد الإنساني وبالحرية أثار عليك غضب الكثير .. فهل المسرح يمكن أن يكون حجر عثرة أمام الأنظمة المستبدة؟
بالتأكيد .. بل بكل تأكيد .. فالمسرح هو لغة الآن حتى وإن قدمنا من خلاله عملاً تاريخيا تمت كتابته من ألف عام .. فأنت في المسرح أمام جمهور يتفاعل معك آنيا وفي نفس اللحظة، تخاطبهم وتتحاور معهم من خلال نص وحركة وهدف وخلاصة وأنا بالنسبة لي النص والحركة والهدف والخلاصة هم الإنسان وحريته وقيمته وحلمه داخل وطن يستشعر فيه الأمن، فالوطن إن لم تستشعر فيه الأمن كيف بالله عليك يكون وطناً، ومن هنا ومن تلك الزاوية تحديداً أتذكر نص كتبته وأخرجته في الجماهيرية الليبية وكان اسمه لعبة منهجية وهي من المنهج الدراسي الليبي لمادة الجغرافية وطبعاً ( جرجرني ) هذا النص الى دهاليز التحقيقات بمقر المخابرات في ليبيا 2001، ثم بعد عودتي للعراق عام 2003 قمت بتأليف وإخراج مسرحية "مونودراما" بعنوان قصة وطن وهي تتحدث عن ظروف العراقيين ايام صدام حسين، وقد نبذت فيها سلوك القادمين لسدة الحكم والمليشيات فكانت تلك " المونودراما" سببا رئيسيا في خروجي من العراق الى سوريا بعد عرضها في مهرجان الربيع الاول في بابل 2004 وفي الصويرة 2005 وهي البلد التي تم العبث فيها بالديكور من قبل جماعة منعت عرض المسرحية في اليوم الثاني وقد كانوا جماعة من حزب يقوده إبراهيم اشيقر !! وارغمت بعدها وبعد تهديدي وعائلتي بالقتل أن أخرج مع عائلتي من العراق واستطعت أن أدخل بهم الولايات المتحدة في عام 2007 بعد رحلات هجرة في بلاد كثيرة أهمها السودان وسوريا وليبيا ومصر.

المسرح إذن ( جر ) عليك المشاكل التي أدت الى حد التهديد بالتصفية الجسدية لك ولعائلتك؟.
ليست المشكلة في المسرح ولكن القضية كلها في الحرية، ومدى قبول الآخر لحريتك، هم يريدون مسرحا مفرغا من معناه وأنا لا أملك إلا مسرحا يقدم القيمة وسأظل مؤمنا بذلك للنهاية بل أني أعكف الآن على كتابة نص اسمه " إن عدت .... سيقتلونك ".

أنت تصر على مغاضبة بعض الأنظمة؟
أنا اصراري كله على أن نمتلك الإحساس بالحرية داخل وطن نحبه ونؤمن به وبالانتماء إليه، فإذا كانت الحرية تغضب بعض الأنظمة فهذه ليست مشكلتي أنا ولكنها مشكلة تلك الأنظمة ذاتها.

أرغمت على ترك العراق بشكل نهائي بعد تهديدك وعائلتك بالقتل في عام 2007، والآن أنت تعيش في ترحال وغربة دائمين، فهل أثرت الغربة على عطاءك المسرحي؟
نعم .. وبشكل كبير .. لقد كانت غربتي الاولى الى شمال افريقيا كما سبق وذكرت لك ووقتها اعددت اول نص مسرحي في ليبيا وقد حصد هذا النص على كل جوائز مهرجانات ليبيا كعاصمة وكدولة وكتبت اعمالا في غاية الاهمية وخاصة فيما يخص مسرح الطفل، منها مسرحية البستان ومسرحية السندباد الكبير الماخوذة عن الف ليلة وليلة وكذلك مسرحية محنة وطن التي تحدثت فيها عن الحظر الجوي على ليبيا وعن الحصار القاتل على العراق واعددت عن قصيدة احمد رفيق المهدوي الفتى الشهيد غيث وقمت باختيار طفل فنالت جوائز كثيرة ثم حصلت على جائزة مسلمي الفلبين حيث كانوا ضيوف ليبيا آنذاك هذا إلى جانب نصوص مسرحية اخرى منتقاة من المنهج المدرسي الليبي وكان أحد هذه الأعمال بعنوان لعبة منهجية. 

لعبة منهجية تلك المسرحية التي استدعتك بسببها المخابرات الليبية؟
نعم .. استدعتني المخابرات لكون الفكرة في طرحها كانت جريئة جدا جدا وقد قدمتها فيما يسمى المختبر المسرحي وهو عبارة عن مشاهد مهمة من المسرح العالمي، هذا بحكم عملي في شعبة التربية الفنية بمعهد اعداد المعلمات العالي وعملي المتزامن في النشاط المدرسي الليبي بطرابلس العاصمة.

ياصبر أيوب هي إحدى نصوصك المسرحية التي فازت بإجماع لجنة القراءة المكونة من كبار المخرجين المسرحيين المصريين لتنشر في أول مجلد عربي لنصوص المسرح المعاصر الذي أنتجته دار نون للنشر والإعلام، ترى ما الذي دفعك إلى أن تكتب هذا النص ولماذا استعنت بالشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وليس غيره؟
الذي دفعني لكتابة هذا النص المهم هي قصيدة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد التي استفزتني منذ أن حصلت عليها عام 1995 وحينما كنت في سوريا طلبوا مني هناك ان اخرج عملا مسرحيا فتذكرت القصيدة الكبيرة يا صبر ايوب التي كتبها الشاعر عبد الرازق عبد الواحد وتناولت بعضا من ابياتها ومابين سطور القصيدة اخترت معاناة المرأة العراقية خاصة بعد الاحتلال وانتشار المليشيات المسلحة بعد تفجير الامامين في سامراء من قبل فيلق القدس او تنظيم القاعدة اذ لافرق بينهما لكونهما يحصلون على دعم مادي وسياسي ومعنوي من قبل حكومة ايران وفيلق القدس على وجه الدقة.

ولكن ياصبر ايوب نص سياسي شديد الحساسية ويتحدث عن امور غاية في الاهمية لم يكن يعلم عنها المشاهد أو ربما المواطن العراقي شئ .. فهل هذا دور المسرح من وجهة نظرك، أن يميط اللثام سياسيا عن امور يجهلها العامة؟
المسرح يااستاذ محيي هو لغة الوعي، ونحن في العراق نعيش مع قلة من شخصيات موجوده على سلم السلطة وتريد اثارة الفتنة وآخرين يريدون تصدير الثورة الإيرانية الى دول الجوار ومن هؤلاء الذين نجحوا في اثارة الفتنة رئيس الوزراء السابق الدكتور اشيقر الذي اصبح اسمه بعد توليه رئاسة الوزراء ابراهيم الجعفري حيث اصدر حزبه وتحديداً المكتب العسكري فيه قرارا بالقضاء على السنة وتهجيرهم وتزامن مع قرارهم هذا قرار جيش المهدي بتصفية السنة ايضا والادلة موجودة، بل أن كثير من التنظيمات التي يدعمها قيلق القدس - السيء السمعة - هم على رأس تلك الفتن ومن هنا كان النص وكانت مسرحية يا صبر ايوب فهم قد دفعوا الناس للتهجير ومن بقى مثلوا بجثته وقتلوا واغتصبوا وعبثوا بالارض فسادا وها انذا اليوم بامريكا فهي الوحيدة التي وفرت لنا الامن وسمحت لنا بحرية التعبير هنا في بلادهم في حين ان الدول التي تتحدث عن عدوانية امريكا وتدعم الارهاب حاربتنا بقسوة باسم القومية والوطنية ...كارثة يا صديقي كارثة ان يحميك عدوك من ابن عمك واخيك امريكا بالنسبة لي هي الصديق لان عناصر الصداقة تتوفر فيها اكثر من منتفعي السماء المعممين بالعمائم الملونة الحمراء والخضراء والسوداء والبيضاء ...فكتبت العمل المسرحي والتقيت الشاعر الرائع وحصل ان اخرجت العمل ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ....!!

سبق وان اخرجت صبر ايوب في دمشق وعلمنا أنك تقوم بتجهيزه مرة اخرى لعرضة في الولايات المتحدة وكندا .. ما هو جديدك في إعادة عرض هذا العمل مرة اخرى؟
لد سبق واخرجت هذا العمل برؤيا اخراجية وسينوغرافيا مهمين جدا حيث الرمزية لكن العنصر الذي رشحوه لي في سوريا كممثلة لم يكن متعاونا دون ان يدري فقد كانت الممثلة - مع تقديري لها - متاثرة باسلوب القفشات في محطة الشرقية الفضائية فلم تستطع ان تؤدي الدوربالشكل الصحيح اضافة الى انها لاتجيد اللغة العربية الفصحى ... والطامة الكبرى في ليلة العرض حيث حضر المخرج المعروف محسن العزاوي فتدخل واكتشفت انه راغبا لامحال في ان يكون جزء من العرض المسرحي فاسندت اليه دور شاهد العرض وتم التمرين على اساس ذلك لكن هناك نية خبيثة مبيته حيث انهم اصروا على اشتراكه فكنت بين المطرقة والسندان لم ارد ان اضيع جهودي وفي يوم العرض المسرحي وبحضور كبار الفنانين والادباء المقيمين في دمشق حيث محسن العزاوي لم يؤدي الواجبات الموكلة اليه قاصدا خلخلة العرض والعمل وزاد الطين بلة ان العمل تم تصويره ولم يعطوني نسخة التصوير ولكون ما حصل قد حصل قررت ان احقق امنيتي في اخراج العمل مع فنانة متعلمة فصار ان التقيت الفنانة الاستاذة خولة شاكر الجميلي حيث انها حاصلة على شهادة الماجستير وهي من الاوائل الذين تخرجوا من معهد الفنون الجميلة في بغداد ثم انها درست في المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر ومن من خلال تجاربها السابقة ومعرفتي بامكانياتها فانا واثق كل الثقة بان يا صبر ايوب سيظهر في الولايات المتحدة برؤياه التي رسمتها وبشكل مغاير بنسبة كبيرة جدا علما ان المعاناة هنا اكبر حيث لقائنا يكون بجهود مضنية فهي في كندا وانا في نبراسكا وبيننا مسافة عشرين ساعة تقريبا بالسيارة ؟؟ لكن العمل سيظهر وباصرار واخلاص المتعاونين وسنشارك به في مهرجان العاصمة الاردنية عمان باذن الله.

عرفنا انك تمارس منهج جديد في الإخراج المسرحي وهو منهج الإخراج الديجيتال ( الرقمي ) حيث تقوم برسم الحركة المسرحية على الورق ثم تقوم بأخراج النص مع الممثلين عن طريق الانترنت واليوتيوب والماسينجر فكيف تمكنت من ممارسة هذه الأدوات؟ وهل هي استبداعة جديدة للمخرج العراقي الكبير ميثم السعدى للتحايل على بعد المسافة بين المخرج والممثل لعمل بروفات العروض؟ ولماذا الفنانه خوله شاكر بالذات اخترتها لتأدي دور صابرين؟
لابد للمخرج الذي يعاني من ضغوط بيئية وسياسية ويؤمن بفكرة الحرية أن يبحث عن وسائل جديدة لتقديم أفكاره وانا وجدت أن الفنانة العراقية المثقفة خولة شاكر تحمل من العلم والمعرفة المسرحية مايساهم في تسهيل التعامل مع الأدوات التكنولوجية الجديدة فهي بسبب دراستها الأكادمية للمسرح تجيد قراءة رموز وشفرات الحركة المسرحية التي يرسمها المخرج تماما كما يقرأ الموسيقي المحترف نوتة أي مقطوعة موسيقية ويقوم بعزفها بمجرد قراءتها رغم أنها كتبت منذ عشرات السنين، وخولة شاكر فنانة عراقية على مستوى رفيع ومحترفة وعليه فأنا ارسل لها خطوط الحركة المسرحية عبر الايميل ثم نتحاور بالساعات حولها بالماسينجير ثم تقوم هي بتصوير بروفاتها وتنقلها لي عبر اليوتيوب واشاهد تنفيذها للحركة ونتناقش حولها وهكذا، ولااخفيك سرا انه رغم بساطة الشرح الآن حول اسلوب الاخراج الديجيتال إلا اننا نعاني كثيرا من حيث التنفيذ اذ لابد ان تكون عالما بكل اسرار التكنولوجيا اضافة الى علمك الواعي بكل علوم المسرح، فالاخراج الديجيتال وتنفيذ الممثل للحركة الديجيتال هي مسألة غاية في التعقيد وتحتاج الى فنان وممثل من طراز خاص ومستوى احترافي رفيع وخولة شاكر ارى فيها تلك الفنانة والممثلة التي تمتلك ادواتها كممثلة محترفة حيث شاركت باعمال مسرحية عالمية ولكتاب مسرحيين عالميين بيرانديللو شكسبير جون اوزبورن ابسن صموئيل بيكيت يوجين يونسكو واخرين وقد كانت بارعة في اداء ادوارها وفي الاعمال التلفزيونية ايضا هي متمكنة حيث ان الممثل يجب ان يعرف ادواته كممثل وان مسرحيات المونودراما ذات الشخصية الواحدة خاصة المركبة منها تحتاج الى ممثل متمكن من ادواته وانسجام بينه وبين المخرج وكما قال جان كوكتو (تبقى قدرة المخرج على اخراج مسرحية قوامها ممثل واحد وتبقى قدرة الممثل ليتمكن من تسمير المشاهدين وهذاهو ما نطمح اليه؟

قبل أن ننتقل بالحديث مع الفنانة المسرحية العراقية خولة شاكر في كندا الآن نريد أن نسأل المخرج العراقي الفنان ميثم السعدى عن ماذا تمثل لديك المرأة العراقية؟ 
المرأة العراقية هي مثال النضال والكفاح والكرامة، فزوجتى كوثر كمثال حي للمرأة العراقية هي تلك المرأة القوية التي شاركتني افراحي واتراحي لم تتركني لحظة حتى في احلك لحظات الإضطهاد والتهديد، انتقلت معي في كل سفرياتي، كانت ومازالت تدعمني بكل قوة، تؤمن بكل ماأؤمن به ولم تتخلى عني لحظة واحدة حتى حينما قررنا القدوم الى أميركا، ان زوجتى مثال حي على قيمة المرأة العراقية وقوتها وكبريائها.

هل لذلك اخترت ممثلة وفنانة عراقية لتقوم بدور صابرين في مسرحية ياصبر أيوب؟
خولة شاكر هي ذلك الطراز الذي يجسد بوعي فني ودرامي كبيرين كبرياء العراقيين بشكل عام وكبرياء وعظمة المرأة العراقية على وجه الخصوص، فهي كفنانة عراقية استطاعت بفنها وحرفيتها أن تجسد عظمة المرأة العراقية ووجودها الثوري في مقاومة السلبيات والوقوف في وجه الإستعباد والقهر بكل شجاعة، المرأة العراقية يااستاذ محي هي ابنة حضارة عريقة اصيلة تمتد لآلاف السنين.

وبإنتقالنا للحديث عبر ( فون كونفرنس ) مع الفنانة خولة شاكر دفعنا سماع صوتها عبر الهاتف للحياة في جزء اساسي واصيل من تاريخ العراق كأمة فهي فنانة ونجمة مسرحية عراقية كانت زوجة لأحد أهم رواد الفن في تاريخ العراق الحديث وهو الفنان القدير راسم الجميلي الذي لايقل يقل أهمية بين الفنانين العرب عن السيد بدير وسعد اردش في مصر لتقريب أمثلة التشابه في القيمة، فهو مديرإذاعة القوات المسلحة العراقية منذ عام 1969 ومؤسس فرقة مسرح (14 تموز) وكذلك مؤسس الفرقة القومية للتمثيل وأسس عام 1987 مع سامي قفطان، محمد حسين عبد الرحيم فرقة مسرح دار السلام، وقدموا من خلالها مسرحيات شعبية كثيرة وكانت آخر أعماله هي قيامه بدور البطولة في المسلسل الكوميدي ( انباع الوطن ) الذي عرض على قناة الشرقية في رمضان 2007 وهو من اخراج اوس الشرقي.. وكان هذا العمل هو اخر اعماله التي انجزها قبيل وفاته بشهرين في سوريا متأثراً بمرض الفشل الكلوي عن عمر يناهز 69 عاماً ولأهمية هذا الفنان القدير للعراق وللفن العربي عامة ذكر بيان اصدره الرئيس العراقي جلال طالباني: "ان الفقيد كان واحدا من اعلام الفن العراقي على امتداد ما يقارب النصف قرن، وترك اثرا راسخا من خلال اعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية."أما نقيب الفنانين العراقيين يحيى الجابري فقد قال عن راسم الجميلي أن أعماله قد اضحت الآن جزءا اساسيا من التراث الثقافي العراقي وأن وفاته تعتبر خسارة كبيرة للعراق والمسرح العراقي والمسرح العربي بوجه عام.

أنت إذن النجمة والفنانة العراقية خولة شاكر زوجة وفنانة ارتبطت انسانيا وفنيا بهذا الفنان العربي القدير راسم الجميلي؟
تاريخ ميلادي بدأ يوم زواجي به في 20 يوليو 1988، لقد كان راسم الجميلي بالنسبة لي الحبيب والزوج والمعلم، وحين فقدته بكيت إلى حد الإدماء.

بعد وفاة الزوج تعرضت الفنانة والنجمة العراقية لتهديدات كثيرة ولم تستثنيك أيادي الإرهاب والمليشيات المسلحة خاصة بعد أن قام – رحمه الله – بتمثيل دور البطولة في المسلسل الرمضاني السوري الذي تم عرضه عام 2007 وكان اسمه ( انباع الوطن ) فهل هذا كان الدافع لان تقيمي في كندا؟
حين رحل عني راسم الجميلي .. رحل كل شيء جميل من حولي.. رحلت الطيبة، والصبر، والحب، والوفاء، مثل رحيل الضحكة التي تأتي من القلب مرة واحدة ولم تعد مثلها.. لا ادري..فحين أسدلت ستائر عينيه الجميلتين، كأن ضياء الشمس أسدل ستائره ولم يبق سوى ليلي الطويل الذي اقضيه في سماع صوته في الريكوردر ومشاهدة صوره .. لذا فلم يكن تهديد خفافيش الظلام الذين يريدون بتر كل من له صله بحب ذلك الوطن يخيفيني أو يزعجني فتهديداتهم لم تكن في قوة مصابي لفراقه، فهم وتهديداتهم مجرد نكرات، جملة نشاز في خارج قاموس الوطن العراقي لاوجود لها وسرعان ماستنطفئ وتزول ورحلت إلى كندا.

الفنانة خولة شاكر طراز فريد من هؤلاء الفنانين العرب الذين يحملون الموهبة والعلم فهل لك ان تضيفي للقارئ بعضاً من مشوارك الفني والمهني؟
حصلت على الدبلوم من معهد الفنون الجميلة قسم المسرح/تمثيل، وكذلك على البكالوريوس من جامعة بغداد/ إخراج مسرحي، إضافة لحصولي على الماجستير من جامعة القاهرة في النقد والتحليل والتأليف الدرامي، وعملت رئيس قسم الإعلام في كلية الطب في الجامعة المستنصرية، وكذلك كنت أستاذة في معهد الفنون الجميلة، ومحاضرة في كلية الفنون الجميلة.

هل لديك أعمالا سواء خلال الدراسة أو بعدها جمعتك مع كبار الفنانين والمخرجين الكبار؟.
لقد شاركت مع اغلب المخرجين العراقيين في مجال المسرح عام 1980 حيث كنت طالبة في معهد الفنون الجميلة، منهم المخرج الفنان فتحي زين العابدين وأستاذي المخرج الفنان فخري العقيدي بثلاثة أعمال له وقد حصلت يومها في عمل مسرحي من إخراجه (مسرحيه مريض الوهم) وفي يوم المسرح العالمي بأفضل ممثلة، وكذلك مع الفنان والأستاذ بدري حسون فريد مسرحية (هوراس) ومع المخرج الدكتور عوني كرومي رحمه الله مسرحية الانسان الطيب ومع المخرج الدكتور صلاح القصب مسرحية الملك لير ومع الاستاذ المخرج سامي عبد الحميد مسرحية كليوباترا ومع المخرج الفنان سامي قفطان مسرحية (بيت الحبايب) وقد حصلت على افضل ممثلة في عام 1989، ولا أنسى اخي وأستاذي الدكتور علي حنون الذي شاركت معه في الكثير من الأعمال في سوريا أيضا منها (صندقجه) و(أم ستوري) و(جزيرة خورماشة) و(كاريكاتير) بعدة حلقات و(النخلة والجيران) كما أن لي مع الإخراج المسرحي عدة أعمال هي (الإسكافية العجيبة ..وين الصح وين الغلط..مهرجان الفرح..اكعد يا غافي.. عروسة العرايس).. وفي دمشق أخرجت مسرحية (بيت الطرب).

مالذي استفزك في مسرحية ياصبر ايوب التي كتبها واخرجها الفنان المسرحي العراقي ميثم السعدي؟
الذي استفزني في تلك السمفونيه هو كوني انسانه قبل ان اكون فنانه احاول ان ادافع بالكلمة الشريفة عنما حصل ويحصل الان لبلادي الجريح، ثانيا شخصية صابرين بطلة العمل في مسرحية ياصبر أيوب لم تكن مجرد شخصية عابره كتبها المؤلف, انما هي حالة من مجموع حالات موجوده في العراق الذي ما زال مغتصب, وانا اكبر مثال على واحدة من تلك الحالات فانا تعرضت وعائلتي للتهجير وقتل الكثير من عائلتي وخطف ولدي واغتصاب كل حقوقي فانا الان ارملة وثكلى على اخوتي الذين ذهبوا تحت رحمة الله حين تعرضوا للقتل والاختطاف ومليئة الاحزان على ازواج شقيقاتي الذين قتلوهم بدون ذنب ناهيك عن الحالات المؤلمة التي تعاني منها عائلتي لفراق الاحبة دون اي ذنب .. انا فنانه والفنان يدافع بالكلمة لان الكلمة حصن الحرية، والآن في بلدي الذبيح وليس فقط الجريح اكثر من اربع مليون ارملة واكثر من ستة مليون يتيم واما اللواتي بقين تجدهن بدون رجال وقطار العمر يذهب بهن دون توقف.

مالذي تراه الفنانة والنجمة العراقية خولة شاكر في نص ياصبر أيوب وتجد أن المؤلف كان صائباً فيه؟
المؤلف ركز على الحالة الموجودة في العراق وكان صائبا في ذلك التركيز ناهيك عن إعداد النص الشعري الذي استعان به من كتابة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وبما الرائع في هذا النص انه باللغة العربية الفصحى حيث تناول فيه المؤلف التراث والفلكلور الشعبي.

هل وافق النص هوى الفنانة العراقية خولة شاكر في تبني فكرة ما؟
لاشك، النص وافق بالفعل هوى في نفسي وهو الدفاع عن الحرية، الثورة في سبيل اقامة الوجود الانساني للمواطن داخل وطنه،في تلك المسرحية ساعلن دفاعا شرعيا عن حقوق المرأة في العراق ,ساعلن للملأ ان الفنان العراقي اينما توجه فكلمته هي نسمة سلام وحب وعطاء وليس صاروخ ..بالحب والسلام والعطاء نجعل كل طامع ممن اشاعوا على العراق بانه بلد الارهاب ان يغيروا تلك الافكار والمصطلحات انه بلد السلام العراق , نحن صابرون كصبر ايوب ما دام الله سبحانه وتعالى معنا ..نحن صابرون لاننا على حق ولم نأذي او نعتدي على احد ..في صبر ايوب نريد ان نعلن للعالم باسره ,لن تصبر اي بلد ولم تصمد مثلما صبر ابناء العراق لان الله مع الصابرين.

الأحد، 10 مايو 2009

حوار مع اللواء زهيري قائد مقر الرئيس السادات - الحلقة الاولى

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".
اللواء عاطف زهيري
لكل زعيم أمة جانباً انسانياً لايراه فيه إلا المقربين منه أو الذين حاوطوه وشاركوه جزءاً ولو بسيطاً من حياته ، ولما كان الرئيس الرئيس الراحل محمد انور السادات من ضمن هؤلاء الرؤساء الذين حكموا مصر في فترات ساخنة وحرجة فقد راودتنا فكرة أن نحاول الكشف عن بعض الجوانب الإنسانية في حياة هذا الرجل والتي غفل عنها التاريخ وبشهادة رجال ونساء كانوا معه يقاسمونه الحياه ويشاركونه الفعل ورد الفعل ويرونه من زوايتهم لا من زاوية التاريخ، ومن ضمن هؤلاء الرجال الذين رافقوا الرئيس انور السادات لمدة ثماني سنوات كاملة اللواء اركان حرب عاطف زهيري الذي استمر قائداً لمقر الرئيس انور السادات حتى قبل وفاتة بثلاثة اسابيع فقط، قابلناه وحاورناه ووجدناه رغم تحفظه في كثير من المسائل بسبب تربيته العسكرية رجلاً يمثل الأصالة المصرية في اروع صورها كرجل عسكري وكمواطن مصري تجري في عروقة وحتى النخاع دماء تذوب عشقاً لمصر وشعب مصر ورموزها وسألناه:

كيف تعرفت سيادة اللواء عاطف زهيري على الرئيس السادات وكيف بدأت العلاقة؟التحقنا بالحرس الجمهورى فى أبريل 1971 وأول مرة ارى فيها السادات كانت فى الحرس الجمهورى عندما كلف الفريق المرحوم الليثى ناصر بالقبض على المجموعة التي عارضته وكانت تريد قلب نظام الحكم، تلك المجموعة التي جعلته يقوم بما اسماه " ثورة مايو " لقد شاهدتهم وهم أمام مكتب الليثى ناصر بعد القبض عليهم.

كيف جاء الأمر من السادات للفريق الليثي؟ قال له السادات بالحرف الواحد: " تقدر تقبض عليهم ياليثي خلال 24 ساعه ؟ فقال الفريق الليثي: يافندم خلال 4 ساعات سيكونون امام سعادتك. وبالفعل ذهب السادات مكتب الفريق الليثي في الحرس الجمهوري وجلس فيه مدة اربعة ساعات حتى جاءة الفريق الليثي بعد اربعة ساعات مقبوضاً عليهم.

اربعة ساعات؟اربعة ساعات او أقل.

كيف؟عن طريق ضباط خرجوا وكل واحد يقود سيارة جيب ومعة عدد من الجنود، عدد بسيط من الجنود وقبضوا عليهم جميعاً وكان أول المقبوض عليهم " محمد فوزى " و شعراوى جمعه وفايق محمد فايق ومجموعة إخرى من الوزراء والباقى تم أعتقالهم عن طريق الداخليه.

لهذه الدرجة وصلت حالة غضب السادات منهم إلى حد الإعتقال؟قدموا استقاله جماعيه ووضعوا البلد فى وضع محرج، وبعدين اهانوه في احد اجتمعاتهم.

اهانوه ازاي؟كانوا معتقدين انهم وضعوه كرئيس جمهوريه مؤقت على أساس أن يكون مجرد لعبه فى ايديهم يفرضوا عليه قرارات أو شخصيات تتولى الحكم فى البلد.

وهل هذا دافع للإعتقال؟السادات رجل قائد والبلد كانت في وضع حرج جداً وكان في اعتقاده انه مادام اصبح في موضع المسئولية فعليه أن يتخذ القرار الذي يراه صواباً وفي مصلحة الوضع الذي كانت تمر به مصر وقتذاك، وبعدين السادات لم يكن حديث عهد بالعمل السياسي بل سياسي محنك وتاريخه حافل بالأحداث من قبل قيام الثورة بزمن.

إذن كانت هذه اللحظة – لحظة الإعتقلات – هي المرة الإولى التي ترى فيها السادت؟بالضبط

ولكن هناك من يقول أن دافع السادات لإعتقال هؤلاء الوزراء اهانته الشخصية وسب امه في احدى المجالس؟كانت جلسات مجلس الوزارء المصرى وكانت معلنه وقام شعراوي جمعه وقال له: يا أبن "البربريه " انت فاكر نفسك رئيس الجمهوريه بصحيح ؟! إحنا اللي عملناك رئيس جمهوريه .. إحنا إللي حاطيناك على الكرسى .. ومحطوط منظر كمان.

ياخبر اسود؟ومادمت بتبحث عن الجانب الإنساني في شخصية السادات لازم تعرف انه بالرغم من اهانة شعراوي جمعة له وبشكل علني إلا انه راعى حالته الصحيه ووضعه بعد الاعتقال فى مستشفى ثم أفرج عنه بل أفرج عنهم كلهم بعد كده.

وكان تعيينك بعدها قائداً لمقر السادات؟أتعينت من ضمن أربعه ضباط من الحرس الجمهورى وكنا مسئولين عن تأمين مقر الرئيس وكنا تحت مسمى القائد منوب المقر يعنى بنطلع بالإنابه يعنى واحد وراء واحد كنا أربعه ومن خلال خدماتى كنت بمسك يوم نبطشى 24ساعه كل أربعة أيام.

كان دورك حماية المقر أم حماية الرئيس؟شخص الرئيس بالنسبة لي كمسئول عن الحماية هو المقر .. بمعنى أن مكان تواجد الرئيس انا مسئول عن حمايته مع رجالي .. لكن انا كنت دائماً في معيته اينما ذهب.

 
محيي ابراهيم في لقاءة مع اللواء عاطف زهيري
هل كان لك شخصياً علاقة باسرة السادات بحكم عملك؟تعرفنا على السادات والعائله كلها بالطبع وكان أولاده مازالوا صغارا وكثيراً ماكانوا يلعبون بجوارنا وتحت حمايتنا في بيت الجيزة بشارع الجيزة الواقع على النيلً.

وماذا عن السيدة جيهان السادات؟كانت السيده جيهان السادات كل يوم الصبح بنفسها تنزل تتطمن على الاحوال فى مكتب قائد المقر تشوف الثلاجه بتاعته تشوف الإحتياجات الاداريه للمشروبات وخلافه وتشوف نظافه المقر ومبنى اداره قيادة الحرس الجمهورى وكذلك مقر السكرتاريه والنظام كله وهل هل هناك مشاكل أداريه أم لا.

هل كانت السيدة جيهان تتدخل في الأمور الفنية للحماية؟ اطلاقاً.. لم تتدخل فى المشاكل الفنيه أو فى العمل كان همها كله منصب حول راحة الحرس وانه ليس هناك مشاكل ادارية.

ماهي حدود مسئولياتك آنذاك؟مسئول عن أخراج الحراسها الخاصة بالسادات وأى حد يدخل مقر السادات لابد يدخل عن طريقى.

هل كل لقاءات السادات كانت تتم بميعاد مسبق؟كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".

من هي أبرز الشخصيات التي كانت دائما تتردد على السادات فى مجالات الفن بلاش السياسة ولكن مجالات الفن والثقافة؟في الحقيقة لم يكن يقابل السادات احداً إلا بناء على ميعاد سابق أو بطلب شخصي منه، وهو في الحقيقة كان يحب الفن والفنانين ورجال الادب والثقافة لكن النيس منصور هو الوحيد منهم الذي كان متواجداً باستمرار مع السادات دون ميعاد سابق.

اشمعنى انيس منصور؟أنيس منصور كان فى هذا الوقت الصحفى الوحيد المقرب للرئيس السادات لدرجة انه كان يكتب له خطبه احياناً ويطلعه على بعض أفكاره وكان اللقاء بينهما يوميا ولمدة ساعة على الأقل مع عثمان أحمد عثمان يمشوا لمدة ساعة كل يوم من الساعة 4 بعد الظهر للساعة 5 لابسين شورت أو تريننيج وبعدين أنيس منصور رجل فليسوف وصاحب فكر وله تجارب عريضه وتجارب صحفيه وأنسانيه وله علاقاته العامه التي كان يحترمها السادات فكان يستفيد منها من خلال طرح بعض المشاكل عليه ليتلقى منه الحلول أو الردود التي تساعده على أتخاذ قراره أنيس منصور فى هذا الوقت كان أنسان مخلص وأنسان يعطي أفكاره وأراءه لصالح البلد ولصالح سمعة مصر وقيادة الرئيس السادات.

هل كان هناك مواضيع معينة كانت ثابته في الحوار؟موضوعات عامه وكثيراً ماكانت موضوعات تخص البلد ، يعني أفكار جديده فى بعض العلاقات الخاصه بالدول الاجنبيه مثل أمريكا وأسرئيل، حيث فكان دائما أثناء المشى ينتهز الفرصة وتواجد عثمان وأنيس ويطرح عليهم أفكاره ويتقبل منهم كلامهم ثم بعد المشى يطلع يأخذ الدش ويتغدى.

هل كان السادات يميل للروحانيات وعلوم السحر؟يميل الى الروحنيات نعم لكن يميل للسحر اطلاقاً لانه كان أنسان مؤمن وكان مصلى وكان بيصوم كل يوم أثنين وخميس وكان الرئيس السادات ينفر من ممارسات السحر والسحرة ، وكان كثيراً مايردد في هذه الحوارات الخاصة بالسحر أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك!.

إذن كان يؤمن بالروحانيات فقط ؟كان يقرأ كثيراً فيها وكان دليله في ذلك انيس منصور وكان عشقه لكتب الدكتور ابو الخير في علم الروح وللدكتور ابو الخير نفسه.

اهم حادثة روحانية تعلمها وآمن بها السادات؟حادثه خطيره الله يرحم الدكتور عبد الحليم محمود كان شيخ الازهر فى السبعنيات قبل حرب 73 مباشرة يعنى أقل من شهر أو فى حدود شهر وقتها طلب مقابلة الرئيس السادات وقال له فى هذه المقابلة أننا رأيت رؤيه فى المنام أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنى بالنصر وأذا حاربتم أسرائيل هتنتصروا عليها.

والسادات صدق؟الرئيس السادات أعتقد تماما فى هذا الكلام وأعتقد تمام فى أنه لو دخل المعركه هينتصر بإذن الله رغم انه كان معلوماً في ذلك الوقت لو تم مقارنه عامه للقوات بين الجانب المصرى والجانب الاسرائيلي المدعوم بالجانب الامريكى نجد أستحاله أن القوات المصريه تتقدم خطوه واحدة بعد قناة السويس.

يعني رؤيا الشيخ عبد الحليم كانت السبب؟ربنا سبحانه وتعالى ساعد الجيش المصرى فى أنه ينتصر هذا النصر العظيم فى اكتوبر 73 وايمان شعب مصر بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين بوطنهم كان الحافز الرئيس للنصر.

بمناسبة الحديث عن النصر ألم تكن مظاهرات المصريين هي الدافع للسادات بخوض الحرب؟السادات من أول يوم تولى فيه الحكم كان حاطت فى أسبقيه أولى ضمن أهدافه وهي تحريك وضع اللا حرب واللا سلم الذي كانت تحياه مصر ربما يعود على مصر بوضع أفضل.

ولكن المظاهرات حدثت بالفعل وكان فيه نوع من الاعتقالات سنه 72 ضد السادات لدفعه للحرب ؟
لانه وعدهم بالحرب، فهو كان بيوعد فى كل خطاب من أول يوم كان بيوعدهم بانه سيحارب أسرئيل وكان يسمي الأعوام تارة بعام الحزم وتارة بعام الحسم فالناس أستعجلت هذا العام أو أستعجلت هذا القرار فكانوا دائما يدفعوا السادات أنه يتخذ قرار الحرب بسرعة.

وهل السادات لم يكن يريد اتخاذه؟تقصد قرار الحرب؟ أنا حضرت عدد من مجالس عسكريه للحرب، و الخطه كانت جاهزه قبل 73 ولكن السادات كان يرى بعض قصور فى الخطه وهذا القصور كان من وجهة نظر السادات يتركز في الجانب الروسى حيث لم يكن يمدنا بالسلاح طبقا للاتفاقيات أو طبقا للعهود ويبدو ان قرار استبعادهم من مصر كان هدف السادات قبل اتخاذ قرار الحرب حتى لايكون هناك فضل لأحد على مصر في حالة النصر الا الله وقدرة الجندي المصري.

هل قرار وقف الحرب بعد العبور كان قراراً صائباً؟الروس منعوا عنا امداد السلاح، واثناء الحرب استهلكنا اكثر من الكمية التي خططنا لها من السلاح والوقود واحتياطات الذخيرة، ولو لم يتخذ قرار الوقف ربما كانت حصلت كارثة.

ولكن لم يفصح السادات عن ذلك وقال فقط انه لايستطيع محاربة امريكا؟هل تريد من قائد اعلى للقوات المسلحة اثناء الحرب يقول سأوقف الحرب لأنني لاأمتلك سلاحاً؟ لقد عثرنا على دبابات اسرائيلية عدادات الكيلوميترات الخاص بها على 15 كيلو فقط اي انها طازة نازلة من الجو لإمداد الجيش الإسرائيلي، فكان لابد من خدعة خاصة ونحن بمفردنا في الحرب بدون ذخيرة تكفي يوم أو يومين، والحرب خدعة، فقال لن احارب اميركا، وبعدين استراتيجياً هذا القرار تم اتخاذه من منطق قوة .. انت استوليت على البر الشرقي كله وحركت الماء الراكد و ذلينا إسرائيل خاصة بعد مقال حسنين هيكل عن الثغرة وقد كان بمثابة نقطة ضعف لمصر.

هل تعتقد أن هذا القرار – قرار وقف الحرب - أكتسب به السادات كارت عند الامريكان خاصة لما قال أنا مقدرش أحارب امريكا؟
السادات كان 
رجل ذكى جدا ووجد ان العالم كله بما فيها أمريكا والدول ألأروبية وأسرئيل نفسها كانت بتسعى لوقف الحرب بأى صوره لدرجة إن جولدا مائير أيامها كانت بتصرخ فى أمريكا و بتقول لهم إن المصريين سيدخلوا أسرائيل فألحقونا أنجدونا لذلك أمريكا دخلت بكل ثقلها فى المعركه فلما العالم وجد السادات اعطى قرار أيقاف الحرب اعتبروا أن المصريين اعظم شعوب مارست العسكرية في القرن العشرين حيث اتخذوا قرار الحرب وحطموا خط بارليف الذي لايقهر واتخذوا قرار وقف الحرب حيناما رأوا انهم حصلوا على ماسعوا إليه وانتصروا واحترمهم العالم كله ونحن ايضاً كنا في قمة احترامنا لأنفسنا، لو كانت استمرت الحرب ونحن بلاذخيره بينما اسرائيل يأتيها المدد من الجو وحدث شئ غير النصر خاصة واننا خرجنا مهزومين عام 67 لكان ذلك اصبح قصمة ظهر للشعب المصري والعربي، وبعدين لم يكن قرار ايقاف حرب ولكنه أعطى قرار بأيقاف القوات المسلحة عند هذا الحد من التقدم نحو الشرق في سيناء وقال بالحرف الواحد لاتتقدموا بعد هذا الحد واعتقد ان قراره هذا كا في عظمة قراره باتخاذ قرار الحرب تماماً يمكن فيه بعض العسكريين ولا داعى لذكر الاسماء عارضوه فى هذا القرار لكن لم يكن هناك خياراً بديلاً


انتظروا الحلقة الثانية العدد القادم

حوار مع اللواء زهيري قائد مقر الرئيس السادات - الحلقة الاولى

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".
اللواء عاطف زهيري
لكل زعيم أمة جانباً انسانياً لايراه فيه إلا المقربين منه أو الذين حاوطوه وشاركوه جزءاً ولو بسيطاً من حياته ، ولما كان الرئيس الرئيس الراحل محمد انور السادات من ضمن هؤلاء الرؤساء الذين حكموا مصر في فترات ساخنة وحرجة فقد راودتنا فكرة أن نحاول الكشف عن بعض الجوانب الإنسانية في حياة هذا الرجل والتي غفل عنها التاريخ وبشهادة رجال ونساء كانوا معه يقاسمونه الحياه ويشاركونه الفعل ورد الفعل ويرونه من زوايتهم لا من زاوية التاريخ، ومن ضمن هؤلاء الرجال الذين رافقوا الرئيس انور السادات لمدة ثماني سنوات كاملة اللواء اركان حرب عاطف زهيري الذي استمر قائداً لمقر الرئيس انور السادات حتى قبل وفاتة بثلاثة اسابيع فقط، قابلناه وحاورناه ووجدناه رغم تحفظه في كثير من المسائل بسبب تربيته العسكرية رجلاً يمثل الأصالة المصرية في اروع صورها كرجل عسكري وكمواطن مصري تجري في عروقة وحتى النخاع دماء تذوب عشقاً لمصر وشعب مصر ورموزها وسألناه:

كيف تعرفت سيادة اللواء عاطف زهيري على الرئيس السادات وكيف بدأت العلاقة؟التحقنا بالحرس الجمهورى فى أبريل 1971 وأول مرة ارى فيها السادات كانت فى الحرس الجمهورى عندما كلف الفريق المرحوم الليثى ناصر بالقبض على المجموعة التي عارضته وكانت تريد قلب نظام الحكم، تلك المجموعة التي جعلته يقوم بما اسماه " ثورة مايو " لقد شاهدتهم وهم أمام مكتب الليثى ناصر بعد القبض عليهم.

كيف جاء الأمر من السادات للفريق الليثي؟ قال له السادات بالحرف الواحد: " تقدر تقبض عليهم ياليثي خلال 24 ساعه ؟ فقال الفريق الليثي: يافندم خلال 4 ساعات سيكونون امام سعادتك. وبالفعل ذهب السادات مكتب الفريق الليثي في الحرس الجمهوري وجلس فيه مدة اربعة ساعات حتى جاءة الفريق الليثي بعد اربعة ساعات مقبوضاً عليهم.

اربعة ساعات؟اربعة ساعات او أقل.

كيف؟عن طريق ضباط خرجوا وكل واحد يقود سيارة جيب ومعة عدد من الجنود، عدد بسيط من الجنود وقبضوا عليهم جميعاً وكان أول المقبوض عليهم " محمد فوزى " و شعراوى جمعه وفايق محمد فايق ومجموعة إخرى من الوزراء والباقى تم أعتقالهم عن طريق الداخليه.

لهذه الدرجة وصلت حالة غضب السادات منهم إلى حد الإعتقال؟قدموا استقاله جماعيه ووضعوا البلد فى وضع محرج، وبعدين اهانوه في احد اجتمعاتهم.

اهانوه ازاي؟كانوا معتقدين انهم وضعوه كرئيس جمهوريه مؤقت على أساس أن يكون مجرد لعبه فى ايديهم يفرضوا عليه قرارات أو شخصيات تتولى الحكم فى البلد.

وهل هذا دافع للإعتقال؟السادات رجل قائد والبلد كانت في وضع حرج جداً وكان في اعتقاده انه مادام اصبح في موضع المسئولية فعليه أن يتخذ القرار الذي يراه صواباً وفي مصلحة الوضع الذي كانت تمر به مصر وقتذاك، وبعدين السادات لم يكن حديث عهد بالعمل السياسي بل سياسي محنك وتاريخه حافل بالأحداث من قبل قيام الثورة بزمن.

إذن كانت هذه اللحظة – لحظة الإعتقلات – هي المرة الإولى التي ترى فيها السادت؟بالضبط

ولكن هناك من يقول أن دافع السادات لإعتقال هؤلاء الوزراء اهانته الشخصية وسب امه في احدى المجالس؟كانت جلسات مجلس الوزارء المصرى وكانت معلنه وقام شعراوي جمعه وقال له: يا أبن "البربريه " انت فاكر نفسك رئيس الجمهوريه بصحيح ؟! إحنا اللي عملناك رئيس جمهوريه .. إحنا إللي حاطيناك على الكرسى .. ومحطوط منظر كمان.

ياخبر اسود؟ومادمت بتبحث عن الجانب الإنساني في شخصية السادات لازم تعرف انه بالرغم من اهانة شعراوي جمعة له وبشكل علني إلا انه راعى حالته الصحيه ووضعه بعد الاعتقال فى مستشفى ثم أفرج عنه بل أفرج عنهم كلهم بعد كده.

وكان تعيينك بعدها قائداً لمقر السادات؟أتعينت من ضمن أربعه ضباط من الحرس الجمهورى وكنا مسئولين عن تأمين مقر الرئيس وكنا تحت مسمى القائد منوب المقر يعنى بنطلع بالإنابه يعنى واحد وراء واحد كنا أربعه ومن خلال خدماتى كنت بمسك يوم نبطشى 24ساعه كل أربعة أيام.

كان دورك حماية المقر أم حماية الرئيس؟شخص الرئيس بالنسبة لي كمسئول عن الحماية هو المقر .. بمعنى أن مكان تواجد الرئيس انا مسئول عن حمايته مع رجالي .. لكن انا كنت دائماً في معيته اينما ذهب.

 
محيي ابراهيم في لقاءة مع اللواء عاطف زهيري
هل كان لك شخصياً علاقة باسرة السادات بحكم عملك؟تعرفنا على السادات والعائله كلها بالطبع وكان أولاده مازالوا صغارا وكثيراً ماكانوا يلعبون بجوارنا وتحت حمايتنا في بيت الجيزة بشارع الجيزة الواقع على النيلً.

وماذا عن السيدة جيهان السادات؟كانت السيده جيهان السادات كل يوم الصبح بنفسها تنزل تتطمن على الاحوال فى مكتب قائد المقر تشوف الثلاجه بتاعته تشوف الإحتياجات الاداريه للمشروبات وخلافه وتشوف نظافه المقر ومبنى اداره قيادة الحرس الجمهورى وكذلك مقر السكرتاريه والنظام كله وهل هل هناك مشاكل أداريه أم لا.

هل كانت السيدة جيهان تتدخل في الأمور الفنية للحماية؟ اطلاقاً.. لم تتدخل فى المشاكل الفنيه أو فى العمل كان همها كله منصب حول راحة الحرس وانه ليس هناك مشاكل ادارية.

ماهي حدود مسئولياتك آنذاك؟مسئول عن أخراج الحراسها الخاصة بالسادات وأى حد يدخل مقر السادات لابد يدخل عن طريقى.

هل كل لقاءات السادات كانت تتم بميعاد مسبق؟كان هناك ناس معينة تدخل للسادات بدون مواعيد مثل " عثمان احمد عثمان " والكاتب الصحفي " انيس منصور" ورئيس مجلس الشعب " سيد مرعى " لكن غالب الزيارات كانت بمواعيد مسبقة وكان المسئول عنها وعن اعطائي جدول بها سكرتيره الخاص " فوزى عبد الحافظ ".

من هي أبرز الشخصيات التي كانت دائما تتردد على السادات فى مجالات الفن بلاش السياسة ولكن مجالات الفن والثقافة؟في الحقيقة لم يكن يقابل السادات احداً إلا بناء على ميعاد سابق أو بطلب شخصي منه، وهو في الحقيقة كان يحب الفن والفنانين ورجال الادب والثقافة لكن النيس منصور هو الوحيد منهم الذي كان متواجداً باستمرار مع السادات دون ميعاد سابق.

اشمعنى انيس منصور؟أنيس منصور كان فى هذا الوقت الصحفى الوحيد المقرب للرئيس السادات لدرجة انه كان يكتب له خطبه احياناً ويطلعه على بعض أفكاره وكان اللقاء بينهما يوميا ولمدة ساعة على الأقل مع عثمان أحمد عثمان يمشوا لمدة ساعة كل يوم من الساعة 4 بعد الظهر للساعة 5 لابسين شورت أو تريننيج وبعدين أنيس منصور رجل فليسوف وصاحب فكر وله تجارب عريضه وتجارب صحفيه وأنسانيه وله علاقاته العامه التي كان يحترمها السادات فكان يستفيد منها من خلال طرح بعض المشاكل عليه ليتلقى منه الحلول أو الردود التي تساعده على أتخاذ قراره أنيس منصور فى هذا الوقت كان أنسان مخلص وأنسان يعطي أفكاره وأراءه لصالح البلد ولصالح سمعة مصر وقيادة الرئيس السادات.

هل كان هناك مواضيع معينة كانت ثابته في الحوار؟موضوعات عامه وكثيراً ماكانت موضوعات تخص البلد ، يعني أفكار جديده فى بعض العلاقات الخاصه بالدول الاجنبيه مثل أمريكا وأسرئيل، حيث فكان دائما أثناء المشى ينتهز الفرصة وتواجد عثمان وأنيس ويطرح عليهم أفكاره ويتقبل منهم كلامهم ثم بعد المشى يطلع يأخذ الدش ويتغدى.

هل كان السادات يميل للروحانيات وعلوم السحر؟يميل الى الروحنيات نعم لكن يميل للسحر اطلاقاً لانه كان أنسان مؤمن وكان مصلى وكان بيصوم كل يوم أثنين وخميس وكان الرئيس السادات ينفر من ممارسات السحر والسحرة ، وكان كثيراً مايردد في هذه الحوارات الخاصة بالسحر أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك!.

إذن كان يؤمن بالروحانيات فقط ؟كان يقرأ كثيراً فيها وكان دليله في ذلك انيس منصور وكان عشقه لكتب الدكتور ابو الخير في علم الروح وللدكتور ابو الخير نفسه.

اهم حادثة روحانية تعلمها وآمن بها السادات؟حادثه خطيره الله يرحم الدكتور عبد الحليم محمود كان شيخ الازهر فى السبعنيات قبل حرب 73 مباشرة يعنى أقل من شهر أو فى حدود شهر وقتها طلب مقابلة الرئيس السادات وقال له فى هذه المقابلة أننا رأيت رؤيه فى المنام أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنى بالنصر وأذا حاربتم أسرائيل هتنتصروا عليها.

والسادات صدق؟الرئيس السادات أعتقد تماما فى هذا الكلام وأعتقد تمام فى أنه لو دخل المعركه هينتصر بإذن الله رغم انه كان معلوماً في ذلك الوقت لو تم مقارنه عامه للقوات بين الجانب المصرى والجانب الاسرائيلي المدعوم بالجانب الامريكى نجد أستحاله أن القوات المصريه تتقدم خطوه واحدة بعد قناة السويس.

يعني رؤيا الشيخ عبد الحليم كانت السبب؟ربنا سبحانه وتعالى ساعد الجيش المصرى فى أنه ينتصر هذا النصر العظيم فى اكتوبر 73 وايمان شعب مصر بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين بوطنهم كان الحافز الرئيس للنصر.

بمناسبة الحديث عن النصر ألم تكن مظاهرات المصريين هي الدافع للسادات بخوض الحرب؟السادات من أول يوم تولى فيه الحكم كان حاطت فى أسبقيه أولى ضمن أهدافه وهي تحريك وضع اللا حرب واللا سلم الذي كانت تحياه مصر ربما يعود على مصر بوضع أفضل.

ولكن المظاهرات حدثت بالفعل وكان فيه نوع من الاعتقالات سنه 72 ضد السادات لدفعه للحرب ؟
لانه وعدهم بالحرب، فهو كان بيوعد فى كل خطاب من أول يوم كان بيوعدهم بانه سيحارب أسرئيل وكان يسمي الأعوام تارة بعام الحزم وتارة بعام الحسم فالناس أستعجلت هذا العام أو أستعجلت هذا القرار فكانوا دائما يدفعوا السادات أنه يتخذ قرار الحرب بسرعة.

وهل السادات لم يكن يريد اتخاذه؟تقصد قرار الحرب؟ أنا حضرت عدد من مجالس عسكريه للحرب، و الخطه كانت جاهزه قبل 73 ولكن السادات كان يرى بعض قصور فى الخطه وهذا القصور كان من وجهة نظر السادات يتركز في الجانب الروسى حيث لم يكن يمدنا بالسلاح طبقا للاتفاقيات أو طبقا للعهود ويبدو ان قرار استبعادهم من مصر كان هدف السادات قبل اتخاذ قرار الحرب حتى لايكون هناك فضل لأحد على مصر في حالة النصر الا الله وقدرة الجندي المصري.

هل قرار وقف الحرب بعد العبور كان قراراً صائباً؟الروس منعوا عنا امداد السلاح، واثناء الحرب استهلكنا اكثر من الكمية التي خططنا لها من السلاح والوقود واحتياطات الذخيرة، ولو لم يتخذ قرار الوقف ربما كانت حصلت كارثة.

ولكن لم يفصح السادات عن ذلك وقال فقط انه لايستطيع محاربة امريكا؟هل تريد من قائد اعلى للقوات المسلحة اثناء الحرب يقول سأوقف الحرب لأنني لاأمتلك سلاحاً؟ لقد عثرنا على دبابات اسرائيلية عدادات الكيلوميترات الخاص بها على 15 كيلو فقط اي انها طازة نازلة من الجو لإمداد الجيش الإسرائيلي، فكان لابد من خدعة خاصة ونحن بمفردنا في الحرب بدون ذخيرة تكفي يوم أو يومين، والحرب خدعة، فقال لن احارب اميركا، وبعدين استراتيجياً هذا القرار تم اتخاذه من منطق قوة .. انت استوليت على البر الشرقي كله وحركت الماء الراكد و ذلينا إسرائيل خاصة بعد مقال حسنين هيكل عن الثغرة وقد كان بمثابة نقطة ضعف لمصر.

هل تعتقد أن هذا القرار – قرار وقف الحرب - أكتسب به السادات كارت عند الامريكان خاصة لما قال أنا مقدرش أحارب امريكا؟
السادات كان 
رجل ذكى جدا ووجد ان العالم كله بما فيها أمريكا والدول ألأروبية وأسرئيل نفسها كانت بتسعى لوقف الحرب بأى صوره لدرجة إن جولدا مائير أيامها كانت بتصرخ فى أمريكا و بتقول لهم إن المصريين سيدخلوا أسرائيل فألحقونا أنجدونا لذلك أمريكا دخلت بكل ثقلها فى المعركه فلما العالم وجد السادات اعطى قرار أيقاف الحرب اعتبروا أن المصريين اعظم شعوب مارست العسكرية في القرن العشرين حيث اتخذوا قرار الحرب وحطموا خط بارليف الذي لايقهر واتخذوا قرار وقف الحرب حيناما رأوا انهم حصلوا على ماسعوا إليه وانتصروا واحترمهم العالم كله ونحن ايضاً كنا في قمة احترامنا لأنفسنا، لو كانت استمرت الحرب ونحن بلاذخيره بينما اسرائيل يأتيها المدد من الجو وحدث شئ غير النصر خاصة واننا خرجنا مهزومين عام 67 لكان ذلك اصبح قصمة ظهر للشعب المصري والعربي، وبعدين لم يكن قرار ايقاف حرب ولكنه أعطى قرار بأيقاف القوات المسلحة عند هذا الحد من التقدم نحو الشرق في سيناء وقال بالحرف الواحد لاتتقدموا بعد هذا الحد واعتقد ان قراره هذا كا في عظمة قراره باتخاذ قرار الحرب تماماً يمكن فيه بعض العسكريين ولا داعى لذكر الاسماء عارضوه فى هذا القرار لكن لم يكن هناك خياراً بديلاً


انتظروا الحلقة الثانية العدد القادم

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

حوار مع جالا فهمي


أجرى الحوار: محيي الدين إبراهيم - محمود عبد الوهاب
noonptm@gmail.com
انا بطبيعتي وبكل الخلفيات التي ذكرتها لك عن طفولتي ونشأتي ارفض دور المرأة المغلوبة على أمرها، المسألة دى مزعجة جداً، خاصة إن المرأة العربية كانت مؤثرة جداً في صناعة التاريخ الإنساني قبل المرأة الغربية بآلاف السنين، فهل يصح أن تتحول ببساطة الى ارتداء هذا الدور الهامشي.


إنها اميرة السينما المصرية إنها جالا فهمي ابنة المخرج أشرف فهمي، التي حيرت النقاد بتعدد مشاربها الثقافية والفنية وتنوع اعمالها التي غرقت في اعماق المجتمع المصري وصورته كأروع مايكون التصوير وبلمسة من روح هذة الفنانة المتألقة جالا فهمي. واميرة السينما المصرية جالا فهمي من مواليد 1962 حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1986، وعملت في الاذاعة التليفزيونية بالاضافة إلي ممارستها للتمثيل، بدات حياتها الفنية في سن مبكرة، كانت لا تزال في الثانية عشر من عمرها . ثم عادت كمذيعة لبرنامج إذاعي بعنوان حكايات راوية وفكرى، ومنه إلى التلفزيون ثم تفرغت للسينما وذاقت طعم النجاح فى مجموعة الافلام الممصرة التى قدمتها مع المخرج شريف شعبان.
بعضهم قال أن جالا فهمي اشبه بعالم كامل ولكن يمشي على قدمين هل هذا صحيح؟
صحيح.. فأنا وخلال النصف الأول من حياتي كنت احيا في مدينة " سانتياجو" بدولة شيلي وبعدها عشت مع الأسرة في مدريد اسبانيا وطبعاً اتحدث الاسبانية كأولاد بلدها واتمتع بصداقة فنانيين وشخصيات اسبانية كثيرين، ولأن ماما خريجة آداب قسم فرنساوي فكان من الطبيعي أن تحتل فرنسا جزء كبير من حياتي فقد كنا نزورها كثيراً اثناء تواجدنا بأسبانيا ومازلت حتى الآن ازورها كثيرا وساعدني ايضا على محبة هذا البلد كوني اتحدث الفرنسية بطلاقة، واتذكر أن جدتي وهي خريجة مدارس فرنساوي كانت لاتتحدث معي في البيت وانا طفلة إلا بالفرنسية وهي ايضاً التي صممت على ان تدخل ماما آداب قرنساوي، ولما درست آداب انجليزي اصبحت ثقافتي تتنوع مابين العربية والأسبانية والفرنسية والإنجليزية وهي امور ساعدتني كثيراً فنياً واجتماعياً في التعريف بوطني بل انني الآن احاول التعريف بالثقافات من خلال استثمار درايتي الكاملة باربعة لغات عالمية في محاولة مني للتقريب بين الثقافة الشرقية والغربية عن طريق افلامي وايضاً عن طريق المهرجانات التي احضرها في شتى بلدان العالم.

معروف عنك انك صريحة جداً .. هل هذه الصراحة سببت لك متاعب؟اساساً الصراحة والحقيقة اصل المتاعب، وانا انسانة مستقلة، تعلمت من كثرة الحياة بالخارج كيف يكون الإنسان مستقلاً في قراراته، وهذا لايعني الإستبداد بالرأي بالعكس، ولكن قدرتك على قبول الاستشارة المنطقية، يعني ليس كل مايقال لك تقوم بتنفيذه ولكن تقبل منه الحدث المنطقي وإلا ستتحول الأمور كلها إلى فوضى.




ولكن هذا الامر – المنطق يعني – اصبح امر متعب جداً في ايامنا هذه؟ولذلك فانا من وجهة نظر البعض شرسة.


وهل جالا فهمي فنانة شرسة؟شوف يامحيي ، انا جدي احمد بك فهمي كان عميداً لكلية الطب وكان رحيما جداً وعطوفا لأقصى حد هذا بجانب روحة الرياضية العالية إذ كان رئيساً لنادى الصبد وهو ماأكسينا روح التفاؤل وحب الحياة والتعامل مع الأمور ببساطة وتعاون ناهيك طبعاً عن كون عائلتي كلها عاشقة للفن والفن اولاً واخيراً تهذيب للعقل والسلوك، وهذ ورثته ايضاً عن والدى الفنان والمخرج اشرف فهمي والذي تشربت منه سلوكيات كثيرة في غاية النبل فإلى جانب انسانيته البديعة قد كان يتوجها دائما بثقافته إذ كان حاصلاً على شهادات عليا من مصر وامريكا في التاريخ والسينما من اعرق الجامعات المصرية والأمريكية، هذه كلها اصول ونسب أو كما يقول اهل بلدي " سلسال " واعتقد انه طيب ويحمل كل مقومات السلوك الانساني الرفيع الذي تربيت فيه ووعيته، ربما انا مختلفة لكن لست شرسة.

المخرج اشرف فهمي كان صاحب صالون ادبي وفني .. ماتأثير هذا الصالون على جالا قهمي ؟تأثير عظيم جداً، بل انه اصبح جزءاً من تكويني الشخصي كجالا فهمي على المستويين الانساني والفني، انت لايمكن تتخيل وانا طفلة وارى في بيت بابا وفي غرفة الصالون امثال محمود مرسي وعادل ادهم وشادية ونادية لطفي ونبيلة عبيد نجلاء فتحي ويسرا عالم راقي من اعلام السينما والفن في عالمنا.

هل جالا فهمي كفنانة تأثرت بالفنانة لبنى عبد العزيز؟ليه بتقول السؤال ده؟

ادوار جالا فهمي كلها ادوار متمردة على وضع المرأة أو النظرة العامة تجاه المرأة في الشرق اليس كذلك؟
انا بطبيعتي وبكل الخلفيات التي ذكرتها لك عن طفولتي ونشأتي ارفض دور المرأة المستكينة او المغلوبة على أمرها، المسألة دى مزعجة جداً، خاصة إن المرأة العربية كانت مؤثرة جداً في صناعة التاريخ الإنساني قبل المرأة الغربية بآلاف السنين، فهل يصح أن تتحول ببساطة هكذا الى ارتداء هذا الدور الهامشي، بل ليس هامشياً وحسب بل ايضاً يضاف عليه الضعف وكونها كائناً ثانوياً، لبنى عبد الغزيز تمرددت على هذا الوضع وماجدة الصباحي كانت رائدة التمرد على هذا الوضع وانا ايضاً متمردة عليه ولكن لكل منا وجهة نظره حسب مناخة ولغة الجيل الذي يتحدث معه وقضايا زمنه وان كان هناك تأثير كما تفضلت بالسؤال فهو ليس عيباً خاصة انهن فنانات عظام وان كنت لم اضعهن امامي لانني امارس شخصيتي الطبيعية في الحياة التي ربما تتشابه مع منهجهن في الحياة وهذا شئ كويس وليس عيباً.



غنيتي لفلسطين جالا؟أغنية فيديو كليب بعنوان "الشعب الصامد" تأليف أحمد فؤاد نجم وإخراج جميل مغازي، وهي أغنية تحيي صمود الشعب الفلسطيني، وكنت أنوي ضمها إلي ألبوم غنائي لي سيطرح في الأسواق قريبا ولكن رأيت أن أسرع بتسجيلها وتصويرها وإهدائها إلي الفضائيات العربية لإذاعتها مشاركة مني في دعم الصمود الفلسطيني وفضح ممارسات إسرائيل العنصرية ضد الفلسطينيين.


هل يضاف لرصيدك الفني كونك فنانة ثورية؟انا جالا فهمي فنانة مصرية حرة ومن سلالة احرار ومؤمنة جداً بوطني وبقضاياه، ولو كان هذا الإيمان يقع تحت مسمى ثورية فانا ثورية، لانك كفنان ان لم تؤمن بقضاياك وقضايا وطنك ستصبح مجرد حالة تظهر ثم تموت وتتلاشى ولايذكرها احد كأنك لم تكن، الفنان الحقيقي هو الفنان الذي يحمل مسئولية وطنه من خلال فنه، وأنا أؤمن بأن حريتي في قلبي، وفلسطين يامحيي جزء غالي جداً من هذا القلب.


وماهي المسئولية تجاة الوطن من خلال ماسوف تقدمينه للجمهور في المستقبل؟فيلم يغوص في اخطر قضايا الشباب ويسلط الضوء عليها لينتبه الجميع إلى وجه الخطر الذي إن تغاضينا عنه ربما يؤثر على الوطن ومصر تأئيراً سلبياً لاتحمد عقباه.


ممكن نتعرف على العمل؟مستحيل .. ده مفاجأة


يعني فيلم الموسم؟هذا اتركه للنقاد .. لكن انا كفنانة لااستطيع حرق الفيلم قبل عرضة.


نوع من الالتزام؟تقدر تقول كدة.

هل جالا فهمي راضية عن احوال السينما في مصر؟الفنان المصري فنان عظيم عالمياً لكن النهاردة يتم استغلاله بصورة غير مرضية دفعت كثير من نجومه للإعتزال أو دفعتهم للقيام بعمل واحد كل ثلاث سنوات مثلاً.


من الذي يقوم باستغلاله وماهي طرق الإستغلال؟عندك مثلاً قنوات الافلام المتخصصة والتي يديرها امراء عرب، القنوات دي عايزة افلام من كلاس سي بمعنى افلام لايزيد انتاجها عن نصف مليون جنية وبوجوه غير معروفة، والنتيجة ان كل الافلام الموجودة على الساحة افلام درجة ثالثة وبوجوه ليس لها تاريخ وربما اكبر مثال مهرجان دمشق الذي شاركت فيه مصر بأفلام تسئ لتاريخ القنان المصري، وهو امر مقصود للإساءة الى الفنان المصري وتاريخه وريادته، وانا اقول ياجماعة إذا كنتم تريدون وجوهاً جديدة وبنصف مليون جنية للفيلم فلتتيحوا لي الفرصة بإعطائي هذا المبلغ وانا انتج افلاماً عظيمة بخريجي معهد السينما بدلا من الأفلام التجارية وستكون من اروع ماتنتج السينما في وقتنا الحالي لان معاهدنا الفنية تفرز فنانون شبان رائعون.


ولكن بالنسبة للسينما لم يعد هناك افلاما تحمل مسمى فيلما فنياً خالداً؟مانا قلت لك .. الافلام كلها تجارية من طراز سي ، اوكي ياجماعة .. لتكن افلام تجارية من طراز سي ، لكن اجعلوا بينها ولو فيلما واحدا يحمل فنا .. يحمل خلودا، يحافظ على مجد الريادة للسينما المصرية، لانه على سبيل المثال امريكا تنتج 1200 فيلماً في العام الواحد ولايحصل على الاوسكار الا فيلما واحدا، نريد في مصر فيلما واحدا كل عام يظهر قيمة الفن المصري قبل ان نبكي في المستقبل على اللبن المسكوب ولانجد على سبيل المثال إلا فيلم على شاكلة "حاحا وتفاحة" للدخول به مهرجانات امثال مهرجان كان وبرلين، دي فضيحة.


هل هذا يدفعنا للإيمان بأن هناك يد تخرب صناعة السينما في مصر؟لا.. ولكن اياد تريد الربح السريع وليس الخراب لإن لو خربت صناعة السينما في مصر لن يجدوا فنانا عربيا يحمل مايحمله الفنان المصري من تاريخ وخبره وتنوع، اكرر ليس هناك تخريب ولكن رغبة في التربح السريع.

فنان شاب ترى فيه جالا فهمي فناناً متميزاً؟محمد سعد .. فنان شاب يحمل كل مقومات الفنان المتميز .. محمد سعد لو قام بأدوار تراجيدي سيبكيك بجد .. ولكن اعتقد انه لم يحن الأوان بعد.


هل اي فنان يمكن أن يمثل ادواراً كوميدية ؟لا طبعاً .. الكوميديا يلزمها ايقاع وسرعة بديهه وخفة ظل، والفنان الكوميدي لابد أن يحمل ميول لدى الفن الكوميدي، ليس كل فنان بالطبع قادر على اداء الأدوار الكوميدي.


هل هناك عتاب ما تختزنه جالا فهمي في قلبها ولايعلمه احد؟هذا حقيقي .. وعتاب يحمل علامة استفهام ايضاً .. وهو ان الفنان اشرف فهمي لم يكرم ولا في مهرجان سينما مصري حتى الآن !! لماذا ؟؟ اليس اشرف فهمي فناناً عظيماً ومخرجاً وطنياً قديراً آمن بقضايا وطنه وترجمها من فكره وفنه، هذا هو عتابي.


حوار مع جالا فهمي


أجرى الحوار: محيي الدين إبراهيم - محمود عبد الوهاب
noonptm@gmail.com
انا بطبيعتي وبكل الخلفيات التي ذكرتها لك عن طفولتي ونشأتي ارفض دور المرأة المغلوبة على أمرها، المسألة دى مزعجة جداً، خاصة إن المرأة العربية كانت مؤثرة جداً في صناعة التاريخ الإنساني قبل المرأة الغربية بآلاف السنين، فهل يصح أن تتحول ببساطة الى ارتداء هذا الدور الهامشي.


إنها اميرة السينما المصرية إنها جالا فهمي ابنة المخرج أشرف فهمي، التي حيرت النقاد بتعدد مشاربها الثقافية والفنية وتنوع اعمالها التي غرقت في اعماق المجتمع المصري وصورته كأروع مايكون التصوير وبلمسة من روح هذة الفنانة المتألقة جالا فهمي. واميرة السينما المصرية جالا فهمي من مواليد 1962 حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1986، وعملت في الاذاعة التليفزيونية بالاضافة إلي ممارستها للتمثيل، بدات حياتها الفنية في سن مبكرة، كانت لا تزال في الثانية عشر من عمرها . ثم عادت كمذيعة لبرنامج إذاعي بعنوان حكايات راوية وفكرى، ومنه إلى التلفزيون ثم تفرغت للسينما وذاقت طعم النجاح فى مجموعة الافلام الممصرة التى قدمتها مع المخرج شريف شعبان.
بعضهم قال أن جالا فهمي اشبه بعالم كامل ولكن يمشي على قدمين هل هذا صحيح؟
صحيح.. فأنا وخلال النصف الأول من حياتي كنت احيا في مدينة " سانتياجو" بدولة شيلي وبعدها عشت مع الأسرة في مدريد اسبانيا وطبعاً اتحدث الاسبانية كأولاد بلدها واتمتع بصداقة فنانيين وشخصيات اسبانية كثيرين، ولأن ماما خريجة آداب قسم فرنساوي فكان من الطبيعي أن تحتل فرنسا جزء كبير من حياتي فقد كنا نزورها كثيراً اثناء تواجدنا بأسبانيا ومازلت حتى الآن ازورها كثيرا وساعدني ايضا على محبة هذا البلد كوني اتحدث الفرنسية بطلاقة، واتذكر أن جدتي وهي خريجة مدارس فرنساوي كانت لاتتحدث معي في البيت وانا طفلة إلا بالفرنسية وهي ايضاً التي صممت على ان تدخل ماما آداب قرنساوي، ولما درست آداب انجليزي اصبحت ثقافتي تتنوع مابين العربية والأسبانية والفرنسية والإنجليزية وهي امور ساعدتني كثيراً فنياً واجتماعياً في التعريف بوطني بل انني الآن احاول التعريف بالثقافات من خلال استثمار درايتي الكاملة باربعة لغات عالمية في محاولة مني للتقريب بين الثقافة الشرقية والغربية عن طريق افلامي وايضاً عن طريق المهرجانات التي احضرها في شتى بلدان العالم.

معروف عنك انك صريحة جداً .. هل هذه الصراحة سببت لك متاعب؟اساساً الصراحة والحقيقة اصل المتاعب، وانا انسانة مستقلة، تعلمت من كثرة الحياة بالخارج كيف يكون الإنسان مستقلاً في قراراته، وهذا لايعني الإستبداد بالرأي بالعكس، ولكن قدرتك على قبول الاستشارة المنطقية، يعني ليس كل مايقال لك تقوم بتنفيذه ولكن تقبل منه الحدث المنطقي وإلا ستتحول الأمور كلها إلى فوضى.




ولكن هذا الامر – المنطق يعني – اصبح امر متعب جداً في ايامنا هذه؟ولذلك فانا من وجهة نظر البعض شرسة.


وهل جالا فهمي فنانة شرسة؟شوف يامحيي ، انا جدي احمد بك فهمي كان عميداً لكلية الطب وكان رحيما جداً وعطوفا لأقصى حد هذا بجانب روحة الرياضية العالية إذ كان رئيساً لنادى الصبد وهو ماأكسينا روح التفاؤل وحب الحياة والتعامل مع الأمور ببساطة وتعاون ناهيك طبعاً عن كون عائلتي كلها عاشقة للفن والفن اولاً واخيراً تهذيب للعقل والسلوك، وهذ ورثته ايضاً عن والدى الفنان والمخرج اشرف فهمي والذي تشربت منه سلوكيات كثيرة في غاية النبل فإلى جانب انسانيته البديعة قد كان يتوجها دائما بثقافته إذ كان حاصلاً على شهادات عليا من مصر وامريكا في التاريخ والسينما من اعرق الجامعات المصرية والأمريكية، هذه كلها اصول ونسب أو كما يقول اهل بلدي " سلسال " واعتقد انه طيب ويحمل كل مقومات السلوك الانساني الرفيع الذي تربيت فيه ووعيته، ربما انا مختلفة لكن لست شرسة.

المخرج اشرف فهمي كان صاحب صالون ادبي وفني .. ماتأثير هذا الصالون على جالا قهمي ؟تأثير عظيم جداً، بل انه اصبح جزءاً من تكويني الشخصي كجالا فهمي على المستويين الانساني والفني، انت لايمكن تتخيل وانا طفلة وارى في بيت بابا وفي غرفة الصالون امثال محمود مرسي وعادل ادهم وشادية ونادية لطفي ونبيلة عبيد نجلاء فتحي ويسرا عالم راقي من اعلام السينما والفن في عالمنا.

هل جالا فهمي كفنانة تأثرت بالفنانة لبنى عبد العزيز؟ليه بتقول السؤال ده؟

ادوار جالا فهمي كلها ادوار متمردة على وضع المرأة أو النظرة العامة تجاه المرأة في الشرق اليس كذلك؟
انا بطبيعتي وبكل الخلفيات التي ذكرتها لك عن طفولتي ونشأتي ارفض دور المرأة المستكينة او المغلوبة على أمرها، المسألة دى مزعجة جداً، خاصة إن المرأة العربية كانت مؤثرة جداً في صناعة التاريخ الإنساني قبل المرأة الغربية بآلاف السنين، فهل يصح أن تتحول ببساطة هكذا الى ارتداء هذا الدور الهامشي، بل ليس هامشياً وحسب بل ايضاً يضاف عليه الضعف وكونها كائناً ثانوياً، لبنى عبد الغزيز تمرددت على هذا الوضع وماجدة الصباحي كانت رائدة التمرد على هذا الوضع وانا ايضاً متمردة عليه ولكن لكل منا وجهة نظره حسب مناخة ولغة الجيل الذي يتحدث معه وقضايا زمنه وان كان هناك تأثير كما تفضلت بالسؤال فهو ليس عيباً خاصة انهن فنانات عظام وان كنت لم اضعهن امامي لانني امارس شخصيتي الطبيعية في الحياة التي ربما تتشابه مع منهجهن في الحياة وهذا شئ كويس وليس عيباً.



غنيتي لفلسطين جالا؟أغنية فيديو كليب بعنوان "الشعب الصامد" تأليف أحمد فؤاد نجم وإخراج جميل مغازي، وهي أغنية تحيي صمود الشعب الفلسطيني، وكنت أنوي ضمها إلي ألبوم غنائي لي سيطرح في الأسواق قريبا ولكن رأيت أن أسرع بتسجيلها وتصويرها وإهدائها إلي الفضائيات العربية لإذاعتها مشاركة مني في دعم الصمود الفلسطيني وفضح ممارسات إسرائيل العنصرية ضد الفلسطينيين.


هل يضاف لرصيدك الفني كونك فنانة ثورية؟انا جالا فهمي فنانة مصرية حرة ومن سلالة احرار ومؤمنة جداً بوطني وبقضاياه، ولو كان هذا الإيمان يقع تحت مسمى ثورية فانا ثورية، لانك كفنان ان لم تؤمن بقضاياك وقضايا وطنك ستصبح مجرد حالة تظهر ثم تموت وتتلاشى ولايذكرها احد كأنك لم تكن، الفنان الحقيقي هو الفنان الذي يحمل مسئولية وطنه من خلال فنه، وأنا أؤمن بأن حريتي في قلبي، وفلسطين يامحيي جزء غالي جداً من هذا القلب.


وماهي المسئولية تجاة الوطن من خلال ماسوف تقدمينه للجمهور في المستقبل؟فيلم يغوص في اخطر قضايا الشباب ويسلط الضوء عليها لينتبه الجميع إلى وجه الخطر الذي إن تغاضينا عنه ربما يؤثر على الوطن ومصر تأئيراً سلبياً لاتحمد عقباه.


ممكن نتعرف على العمل؟مستحيل .. ده مفاجأة


يعني فيلم الموسم؟هذا اتركه للنقاد .. لكن انا كفنانة لااستطيع حرق الفيلم قبل عرضة.


نوع من الالتزام؟تقدر تقول كدة.

هل جالا فهمي راضية عن احوال السينما في مصر؟الفنان المصري فنان عظيم عالمياً لكن النهاردة يتم استغلاله بصورة غير مرضية دفعت كثير من نجومه للإعتزال أو دفعتهم للقيام بعمل واحد كل ثلاث سنوات مثلاً.


من الذي يقوم باستغلاله وماهي طرق الإستغلال؟عندك مثلاً قنوات الافلام المتخصصة والتي يديرها امراء عرب، القنوات دي عايزة افلام من كلاس سي بمعنى افلام لايزيد انتاجها عن نصف مليون جنية وبوجوه غير معروفة، والنتيجة ان كل الافلام الموجودة على الساحة افلام درجة ثالثة وبوجوه ليس لها تاريخ وربما اكبر مثال مهرجان دمشق الذي شاركت فيه مصر بأفلام تسئ لتاريخ القنان المصري، وهو امر مقصود للإساءة الى الفنان المصري وتاريخه وريادته، وانا اقول ياجماعة إذا كنتم تريدون وجوهاً جديدة وبنصف مليون جنية للفيلم فلتتيحوا لي الفرصة بإعطائي هذا المبلغ وانا انتج افلاماً عظيمة بخريجي معهد السينما بدلا من الأفلام التجارية وستكون من اروع ماتنتج السينما في وقتنا الحالي لان معاهدنا الفنية تفرز فنانون شبان رائعون.


ولكن بالنسبة للسينما لم يعد هناك افلاما تحمل مسمى فيلما فنياً خالداً؟مانا قلت لك .. الافلام كلها تجارية من طراز سي ، اوكي ياجماعة .. لتكن افلام تجارية من طراز سي ، لكن اجعلوا بينها ولو فيلما واحدا يحمل فنا .. يحمل خلودا، يحافظ على مجد الريادة للسينما المصرية، لانه على سبيل المثال امريكا تنتج 1200 فيلماً في العام الواحد ولايحصل على الاوسكار الا فيلما واحدا، نريد في مصر فيلما واحدا كل عام يظهر قيمة الفن المصري قبل ان نبكي في المستقبل على اللبن المسكوب ولانجد على سبيل المثال إلا فيلم على شاكلة "حاحا وتفاحة" للدخول به مهرجانات امثال مهرجان كان وبرلين، دي فضيحة.


هل هذا يدفعنا للإيمان بأن هناك يد تخرب صناعة السينما في مصر؟لا.. ولكن اياد تريد الربح السريع وليس الخراب لإن لو خربت صناعة السينما في مصر لن يجدوا فنانا عربيا يحمل مايحمله الفنان المصري من تاريخ وخبره وتنوع، اكرر ليس هناك تخريب ولكن رغبة في التربح السريع.

فنان شاب ترى فيه جالا فهمي فناناً متميزاً؟محمد سعد .. فنان شاب يحمل كل مقومات الفنان المتميز .. محمد سعد لو قام بأدوار تراجيدي سيبكيك بجد .. ولكن اعتقد انه لم يحن الأوان بعد.


هل اي فنان يمكن أن يمثل ادواراً كوميدية ؟لا طبعاً .. الكوميديا يلزمها ايقاع وسرعة بديهه وخفة ظل، والفنان الكوميدي لابد أن يحمل ميول لدى الفن الكوميدي، ليس كل فنان بالطبع قادر على اداء الأدوار الكوميدي.


هل هناك عتاب ما تختزنه جالا فهمي في قلبها ولايعلمه احد؟هذا حقيقي .. وعتاب يحمل علامة استفهام ايضاً .. وهو ان الفنان اشرف فهمي لم يكرم ولا في مهرجان سينما مصري حتى الآن !! لماذا ؟؟ اليس اشرف فهمي فناناً عظيماً ومخرجاً وطنياً قديراً آمن بقضايا وطنه وترجمها من فكره وفنه، هذا هو عتابي.