الأحد، 21 أبريل 2002

وطن يضيع !

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
من هنا يتحول المغالون في الدين إلى أرباب صغيرة متشاحنة متطاحنة متنابذة لكل رب منهم فريق يأتمر بأمره ويقتدي بمنهجه ومسلكه في محاولة دءوبة للسيطرة على البسطاء بزخرف الكلام لاقتناص مراكز العلا والسلطان بالنصب والاحتيال وربما القتل!
ليس بين الطائع والآثم سوى غلالة رقيقة من ستر الله سبحانه وتعالى ان زالت تساوى كل منهما في السلوك.
وقد انبأنا الشرع في غير موضع ان الرضا لايأتي بعمل الانسان ولكن يأتي برحمة الله والاحاديث على ذلك كثيرة.
وعليه فإن التصورات الهائلة التي تسيطر على اي دين جعلت كثير من الناس تحصر اهتمام الدين ( في هذا العصر الذي نحياه ) في ذات الله فقط ومن ثم فهم يندفعون من خلال هذا التصور ليصيروا آلهه في محاولة ظنية للتشبث بكينونته سبحانة وتعالى رغم تنزيهه وكون ذاته كما قال عن نفسه ( ليس كمثله شئ ) وهنا يتحول هؤلاء المغالون - من خلال هذا التصور الى ارباب صغيرة متشاحنة متطاحنة متنابذة لكل رب منهم فريق يأتمر بأمرة ويقتدى بمنهجة ومسلكة في محاولة دؤوبة للسيطرة على البسطاء بزخرف الكلام لأقتناص مراكز العلا والسلطان بالنصب والاحتيال وربما القتل أو كما قال " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام" ومن هنا تمارس الرزائل بأسم الدين فيقابلوا الشر بالشر نفسه أو ربما بأعظم منه شراً وتنكيلاً فتزل الاقدام ( حكاما ومحكومين ) في مستنقع الطغيان البعيد كل البعد عن اخلاق الله فيفقدوا انفسهم ومرتبة ان يكونوا ربانيين.
يقول السيد المسيح"لاتقاوموا الشر"
ويقول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام " تخلقوا بأخلاق الله ان ربي على صراط مستقيم" لكن بعض المغالين يريدون ان يقنعونا بأنهم اكثر ألوهية من الله نفسه - حاشا لله - ومن ثم يقسموا مهام الفضيلة والتزماتها من فوق منابرهم بينهم وبين الناس قسمة ظالمة جائرة ليختاروا لأنفسهم مهمة التبليغ فقط وعلى بقية البشر مهمة التنفيذ فعم الكرة والهرج بعد ان ضغطوا على الناس وأرهقوهم فسئم الغالب منهم العمل الصالح وتراخت العقول عن الفضيلة وبيعت اوطاننا في سوق النخاسة ومازال الخونة فوق منابرهم يستقتلون باستبسال للحفاظ على استئثارهم بمهمة التبليغ حتى ولو فنى العالم كله.
ولعلي اتذكر قصة نقلها لنا الاستاذ المبدع خالد محمد خالد عن ماوتسي تونج حينما تم القبض على احد رجاله الخونة حيث باع اسرار قومه لغريمهم شيانج كاي شيك وبتفتيش هذا الخائن تم العثور معه على بعض الدولارات الامريكية فقال يعتذر عن فعلته وقد اصفر وجهه وامتقع: لقد أغواني الشيطان فأجابه ماو تسي تونج وقد استل دولارا من الدولارات التي ضبطت معه: اذا كنت تقصد هذا الشيطان ( يقصد الدولار ) فقد صدقت بالفعل أما ان كنت تعني شيطانا آخر فدلنا عليه في جسمك لنريحك منه ونستريح.
ان الخبثاء الخونة الذين اعتلوا منابرنا واوطاننا مثل هذا الخائن السابق امروا الناس بالدفاع والجهاد والفضيلة وجيوبهم ملطخة بالاموال التي باعوا بها الوطن وابناء الوطن.
والمتأمل لواقعنا العربي بشكل خاص وليس الواقع الاممي الاسلامي بمشموله العام يجد اننا امة لم تقدم للعالم الذي نحياه على مدار الخمسين عاما الماضية الا كل صراع وكل فتنة، حتى لنجد حين نتأمل خارطة هذا الوطن المبتلى بفقهاؤه وحكامه ان هذا الوطن قد اضحى في غيبوبة التنابذ والتناحر حتى لاتستطيع ان تستثني قطرا واحدا من اقطاره الا وتجده قطرا مبعثرا اضنته الحروب الاهليه أو القبلية أو الطائفية لتهلك في هذه الخمسين سنه مالا يقل عن أربعة ملايين انسان كانوا ضحية التجبر الذاتي والطغيان السياسي وغيبوبة الفقهاء الدينيين الذين اضاعوا على الوطن لذة الايمان وهم المكلفون بتوجيهة.
فالفتنة الطائفية في لبنان ومجازر سورية للمسلمين السنة على يد العلويين وحروب العراق وايران وغزو الكويت ومحاولة الابادة الجماعية للأكراد والشيعة في الشمال والجنوب وحروب اليمن والانتحار الذاتي للجزائر ومستنقع السودان واشكالية المغرب وجبهة البوليساريو وابادة الابرياء في تشاد في غزو ليبيا لها والتصفية الجسدية للقبائل الصومالية وارهابيوا مصر والاقباط والكثير الكثير الذي صار مفضوحا يبرر الجميع دوافعة لمرضاة الله وماهي لمرضاته ولم يكلف فقهاء الوطن انفسهم عناء ان يضعوا الله حكما في الصراع حيث اصبحت كل دوله لها فقهها الخاص ورجال دينها الخاص فخسرنا الله والحضارة وضحينا بشعوبنا حتى اصبحنا متلحفين برداء العار والهزيمة ترتفع فوق معابدنا الاعلام الامريكية بتبريكات الخونة وفقهاؤهم الذين اصبحوا هم المنتصرين الفعليين في هذه الحرب بعد ان خسرها التحالف والمواطن العربي بل والعالم كله على حد سواء.

وطن يضيع !

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
من هنا يتحول المغالون في الدين إلى أرباب صغيرة متشاحنة متطاحنة متنابذة لكل رب منهم فريق يأتمر بأمره ويقتدي بمنهجه ومسلكه في محاولة دءوبة للسيطرة على البسطاء بزخرف الكلام لاقتناص مراكز العلا والسلطان بالنصب والاحتيال وربما القتل!
ليس بين الطائع والآثم سوى غلالة رقيقة من ستر الله سبحانه وتعالى ان زالت تساوى كل منهما في السلوك.
وقد انبأنا الشرع في غير موضع ان الرضا لايأتي بعمل الانسان ولكن يأتي برحمة الله والاحاديث على ذلك كثيرة.
وعليه فإن التصورات الهائلة التي تسيطر على اي دين جعلت كثير من الناس تحصر اهتمام الدين ( في هذا العصر الذي نحياه ) في ذات الله فقط ومن ثم فهم يندفعون من خلال هذا التصور ليصيروا آلهه في محاولة ظنية للتشبث بكينونته سبحانة وتعالى رغم تنزيهه وكون ذاته كما قال عن نفسه ( ليس كمثله شئ ) وهنا يتحول هؤلاء المغالون - من خلال هذا التصور الى ارباب صغيرة متشاحنة متطاحنة متنابذة لكل رب منهم فريق يأتمر بأمرة ويقتدى بمنهجة ومسلكة في محاولة دؤوبة للسيطرة على البسطاء بزخرف الكلام لأقتناص مراكز العلا والسلطان بالنصب والاحتيال وربما القتل أو كما قال " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام" ومن هنا تمارس الرزائل بأسم الدين فيقابلوا الشر بالشر نفسه أو ربما بأعظم منه شراً وتنكيلاً فتزل الاقدام ( حكاما ومحكومين ) في مستنقع الطغيان البعيد كل البعد عن اخلاق الله فيفقدوا انفسهم ومرتبة ان يكونوا ربانيين.
يقول السيد المسيح"لاتقاوموا الشر"
ويقول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام " تخلقوا بأخلاق الله ان ربي على صراط مستقيم" لكن بعض المغالين يريدون ان يقنعونا بأنهم اكثر ألوهية من الله نفسه - حاشا لله - ومن ثم يقسموا مهام الفضيلة والتزماتها من فوق منابرهم بينهم وبين الناس قسمة ظالمة جائرة ليختاروا لأنفسهم مهمة التبليغ فقط وعلى بقية البشر مهمة التنفيذ فعم الكرة والهرج بعد ان ضغطوا على الناس وأرهقوهم فسئم الغالب منهم العمل الصالح وتراخت العقول عن الفضيلة وبيعت اوطاننا في سوق النخاسة ومازال الخونة فوق منابرهم يستقتلون باستبسال للحفاظ على استئثارهم بمهمة التبليغ حتى ولو فنى العالم كله.
ولعلي اتذكر قصة نقلها لنا الاستاذ المبدع خالد محمد خالد عن ماوتسي تونج حينما تم القبض على احد رجاله الخونة حيث باع اسرار قومه لغريمهم شيانج كاي شيك وبتفتيش هذا الخائن تم العثور معه على بعض الدولارات الامريكية فقال يعتذر عن فعلته وقد اصفر وجهه وامتقع: لقد أغواني الشيطان فأجابه ماو تسي تونج وقد استل دولارا من الدولارات التي ضبطت معه: اذا كنت تقصد هذا الشيطان ( يقصد الدولار ) فقد صدقت بالفعل أما ان كنت تعني شيطانا آخر فدلنا عليه في جسمك لنريحك منه ونستريح.
ان الخبثاء الخونة الذين اعتلوا منابرنا واوطاننا مثل هذا الخائن السابق امروا الناس بالدفاع والجهاد والفضيلة وجيوبهم ملطخة بالاموال التي باعوا بها الوطن وابناء الوطن.
والمتأمل لواقعنا العربي بشكل خاص وليس الواقع الاممي الاسلامي بمشموله العام يجد اننا امة لم تقدم للعالم الذي نحياه على مدار الخمسين عاما الماضية الا كل صراع وكل فتنة، حتى لنجد حين نتأمل خارطة هذا الوطن المبتلى بفقهاؤه وحكامه ان هذا الوطن قد اضحى في غيبوبة التنابذ والتناحر حتى لاتستطيع ان تستثني قطرا واحدا من اقطاره الا وتجده قطرا مبعثرا اضنته الحروب الاهليه أو القبلية أو الطائفية لتهلك في هذه الخمسين سنه مالا يقل عن أربعة ملايين انسان كانوا ضحية التجبر الذاتي والطغيان السياسي وغيبوبة الفقهاء الدينيين الذين اضاعوا على الوطن لذة الايمان وهم المكلفون بتوجيهة.
فالفتنة الطائفية في لبنان ومجازر سورية للمسلمين السنة على يد العلويين وحروب العراق وايران وغزو الكويت ومحاولة الابادة الجماعية للأكراد والشيعة في الشمال والجنوب وحروب اليمن والانتحار الذاتي للجزائر ومستنقع السودان واشكالية المغرب وجبهة البوليساريو وابادة الابرياء في تشاد في غزو ليبيا لها والتصفية الجسدية للقبائل الصومالية وارهابيوا مصر والاقباط والكثير الكثير الذي صار مفضوحا يبرر الجميع دوافعة لمرضاة الله وماهي لمرضاته ولم يكلف فقهاء الوطن انفسهم عناء ان يضعوا الله حكما في الصراع حيث اصبحت كل دوله لها فقهها الخاص ورجال دينها الخاص فخسرنا الله والحضارة وضحينا بشعوبنا حتى اصبحنا متلحفين برداء العار والهزيمة ترتفع فوق معابدنا الاعلام الامريكية بتبريكات الخونة وفقهاؤهم الذين اصبحوا هم المنتصرين الفعليين في هذه الحرب بعد ان خسرها التحالف والمواطن العربي بل والعالم كله على حد سواء.

الخميس، 11 أبريل 2002

مسرحية سيدتي الجميلة ( المصرية ) أفضل من التي قدمها مسرح البردواي

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وجدت نفسي اصفق في نهاية العرض ليس للنجم " تشارلز شوجانسي " ولكن للفنان القدير فؤاد المهندس وأدين بالأبداع ليس للنجمة " جلوري كرامبتون " ولكن للفنانة القديرة شويكار التي لو كان هناك عدل لكانت تستحق عن دورها في شخصية "صدفة بعضشي" التي قامت بادائه منذ ثلاثين عاما جائزة الاوسكارعن جدارة لتميز ادائها ووصوله في هذا الدور تحديدا الى مستويات تتفوق في العطاء على المستويات العالمية.


حينما علمت بتقديم عرض سيدتي الجميلة لفرقة أوبرا بيتسبيرج بولاية بنسلفانيا لم استطع مقاومة نفسي وذهبت لمشاهدة ذلك العرض الذي مازلت أتذكر كل مشاهد نسخته المصرية التي قدمها لنا الفنان فؤاد المهندس والكاتب بهجت قمر رحمهما الله. وعرض سيدتي الجميلة " النسخة الأمريكية " قدمته لأول مرة في الولايات المتحدة فرقة برودواي نفسها عام 1956 على مسرح "برودواي" واستمر عرضه بعدها عدة مرات في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة أما هذه المرة فتقدمه فرقة أوبرا بيتسبيرج بولاية بنسلفانيا على مسرح " بيندوم" وهو اكبر واعرق مسارح مدينة بيتسبيرج. ويقوم ببطولة العرض المسرحي نجم المسرح الاميركي " تشارلز شوجانسي " وتشاركه البطولة الفنانة " جلوري كرامبتون" والعرض قام بكتابة نصه المسرحي الكاتب المسرحي الاميريكي "آلان جاي ليرنر" ووضع موسيقاه " فريدريك لو- وي" وقام باخراجه مخرج فرقة اوبرا بيتسبيرج الفنان المخرج " جلن كاسال". ولكي نجعل القارئ كأنه رآى العرض يجب ان نقسم العمل الى عوامله الرئيسة بترتيب افضلها من حيث الابهار ومن حيث انجاح العرض، وعليه فأن اول ملامح الابهار والنجاح في هذا العرض هو الديكور لمصمم الديكور " ميشيل حنانيا " وتليه الموسيقى ثم الاخراج ثم أداء الممثلين وبعدها – تحريك الكومبارس والمجاميع – والتي كان مخصص لها مخرجا خاصا هو الفنان المخرج " دان موجيكا " ثم النص المقتيس لآلان ليرنر واخيراً الاضاءة المسرحية للمخرج ومصمم الاضاءة المسرحية الاميركي " اندرو ديفيد استرو- وسكي ". وللحديث عن الديكور على اساس انه العامل الاول في انجاح هذا العرض – من وجهة نظري – استطيع ان احكم باطمئنان شديد انه – اي الديكور – كان له العامل الرئيس في الابهار والجذب بل ويعتبر البطل الرئيس للعرض وقد استطاع ميشيل حنانيا ان يستغل كل زوايا المسرح الافقية والراسية وان يكثف من عدد اللوحات بحيث يختلف كل مشهد عن الآخر رغم كثرة عدد المشاهد وبقليل من التكنولوجيا الحديثة - للتحريك والتغيير – ونجح في ابراز البيئة الانجليزية حتى انك كمشاهد قد تنسى تماما انك امام عرض مسرحي من شدة ايمانك لفترة – يتداخل فيها الواقع بالخيال لصدق الديكور وروعته - بأنك تتجول بالفعل في شوارع مدينة لندن الانجليزية عام 1912 ولست مجرد مشاهدا يجلس على مقعد تحت قبة احد المسارح وسط عشرات اخرين من المشاهدين يشاركونه نفس الاحساس. والعرض المسرحي من فصلين، يتكون فيهما الفصل الاول من ثمانية مشاهد ويتكون الفصل الثاني من سبعة مشاهد وبين الخمسة عشرة مشهدا في الفصل الاول والثاني تتغير المناظر لأثني عشرة منظرا مختلفا تعبر عن مدينة لندن بكل احياءها الفقيرة والغنية والسفارات والقصور وحدائق القصور وحتى الكنائس والخمارات القديمة، والمدهش في الامر هو تغيير المنظر من حي الفقراء لقصر النبيل مثلاً في مدة لاتتجاوز مدة اطفاء خشبة المسرح للانتقال الى المشهد التالي وهو زمن لايتجاوز 90 ثانية في اطول تغيير مابين المشهد الرابع والخامس بالفصل الاول مما يجعلك لاتشعر اطلاقا بهذا القطع الزمني بين المشاهد وبعضها البعض كما لو كنت تشاهد فيلما سينمائيا وليس مسرحاً. ومااعتبره جديدا في ورشة العمل التي اطمئن الى وقوعها بين المخرج ومصمم الديكور، هو اخراج مشهد كامل في الطابق الثاني لقصر النبيل الانجليزي، حيث صعدت البطلة "جلوري كرامبتون " مع حاشية القصر الي الطابق العلوي ثم قام الجميع بفتح باب غرفة النوم الخاصة بالبطلة والتي تصورنا مع فتحها ودخلوهم اليها ان المشهد قد انتهى ولكننا فوجئنا بان الاضاءة تنحصر داخل الغرفة لتظهر لنا جدران الغرفة من البلاستيك الشفاف المدعم ببصيص من الزخارف الهادئة التي لاتمنع ظهور اداء الممثلين داخل الغرفة والتي تقوم فيها البطلة بتغيير ملابسها بمعاونة النساء وتهذيب شعرها الي اخر تلك المسائل التي تنتهي بخلودها للنوم فوق سريرها لتطفأ انوار المسرح كلها بانتهاء هذا المشهد الرائع والجديد في آن واحد والذي تم اخراجه بالكامل داخل غرفة مغلقة بالطابق العلوي للقصر وشاهدناه كاملاً دون اي عناء او ملل. 


بطلا العرض
الفنان " تشارلز شوجانسي " 
والفنانة " جلوري كرامبتون"

والحديث عن الديكور – الذي تكلف مايقرب من مليون دولار – هو حديث لاينتهي اذ ان مدرسة الديكور المسرحي الاميركي قد استطاعت ان تكسر حاجز المكان التي كان المسرح بشكل عام اسيرا لها وتحررت منه حتى دخلت اعماق المحيط كما حدث في مشهد كامل بمسرحية " دكتور صوص " بكل مافي المحيط من كائنات بحرية وكذلك تحررت منه في مشهد الطيران حول مدينة نيويورك بمسرحية " الرجل العنكبوت " والذي كنا نتصور بالفعل اننا نشاهد خدعا سينمائية وليست مسرحا خاصة وان الرجل العنكبوت كان احيانا يطير فوق رؤسنا. اما الموسيقى داخل العمل فقد كانت من نوع موسيقى الاوبرا الخفيفة حيث تمتعت بالجمل الموسيقية القصيرة سريعة الايقاع ربما بمايتناسب مع الذوق الامريكي الشعبي خاصة وان العمل يحكي عن بيئة تختلف اختلافا بيئياً كلياً وهي البيئة الانجليزية عن البيئة الامريكية التى تتمتع بايقاعاتها السريعة والمتدفقة, وربما كان تجنيب الموسيقى في العرض من ان تأخذ القالب الانجليزي – من وجهة نظري - هو من الذكاء بحيث اجبرت المتفرج على الاحساس بعدم الغربة وهو يشاهد نصا مسرحيا غريبا عن بيئته ومناخه. والملفت للنظر ان الاداء الغنائي لكل الممثلين كان اداءاً حيا رغم المجهود الاوبرالى في الغناء والذي يتطلب سمات خاصة في الصوت وقوته وانتظام النفس واطمئنانه في كل المقاطع الغنائية الامر الذي يجعلك تستشعر مدى الجهد العنيف الذي يبذله الممثل فوق خشبة المسرح من حيث الاداء التمثيلي والحركي والغنائي وهو امر يبدو عسيرا ومن ثم فأنت في كل لحظة داخل العرض تبدو مطمئنا الي اي مدى ذلك الذي تحترم فيه الفرق الامريكية الخاضعة للدولة جمهورها وتبذل في سبيل اسعادة وامتاعة كل جهد ممكن ومتاح وهي مسألة تفوق فيها المسرح الاميريكي جدا من خلال فنانيه الذين سلطت عليهم الاضواء بعد ان اجتازوا بنجاح كل الاختبارات الفنية الشديدة القسوة والتزموا فيها بكل قواعد الفن الجادة والصارمة بعيدا عن المجاملات او ضغوط العائلات الفنية في دفع من لايملك الموهبة أوالالتزام باعتلاء سدة الفن للإيمان بان ذلك ان حدث فهو يعني السقوط الكامل حيث ان الفن عند الشعوب المتقدمة هو بحق الواجهة الوحيدة التي تعبر عن الأمة بجلاء واخلاص وعليه فقد لزم خضوعها لمراحل واختبارات عنيفة لايخرج منها إلا المؤهلين للتعبير عن وطنهم بجدية والتزام ومسئولية. ولكن بالرغم من اداء النجوم والممثلين الرفيع والجيد وخاصة النجم " تشارلز شوجانسي " واداءة الفريد الا انني لم استطع ان امنع نفسي من المقارنة بين مااشاهده من اداء على مسرح بيندوم بمدينة بيتسبيرج وبين ماشاهدته من اداء على مسرح فرقة الفنانين المتحدين بالقاهرة إذ وجدت نفسي اصفق في نهاية العرض ليس للنجم " تشارلز شوجانسي " ولكن للفنان القدير فؤاد المهندس وأدين بالأبداع ليس للنجمة " جلوري كرامبتون " ولكن للفنانة القديرة شويكار التي اجدها لو كان هناك بصيص من عدل فإنها تستحق عن دورها في شخصية "صدفة بعض إشي" التي قامت بادائه منذ ثلاثين عاما جائزة الاوسكار عن جدارة لتميز ادائها ووصوله في هذا الدور تحديدا الى مستويات تتفوق في العطاء على المستويات العالمية، وهو امر لم يصدقه النجم " تشارلز شوجانسي " للأسف بل ولم يصدق معه ايضا اننا قد قدمناه في مصر و منذ ثلاثين عاما مضت وبتفوق في الاداء يصل بالفعل الى حد العالمية ولما حاوطته باصرار اجاب بنبرة يتملكها الشك بأن النص يمكن ان تكون فيه كثير من الرؤى المختلفة خاصة ان تم تقديمه بلهجات ولغات مختلفة، ولما بادرني بسؤالة عن امكانية رؤيته للنسخة المصرية فيديو او شركة توزيع هذا العمل في امريكا ليتسنى له الحصول عليه فلم اجد سوى الوعد بأن ارسل له نسخة جيدة من القاهرة ليحتفظ بها في مكتبته ولتكون على الاقل شاهد عيان على اننا لسنا اقل منهم فنا في مصر ولكن ينقصنا فقط اعلاما جريئا وديناميكيا يعبر عنا وعن وطننا بشكل صحيح في الخارج وبحضور عالمي يساوي عظمة مصر وتاريخها الفني الطويل في مجال المسرح والسينما والذي لايصدقنا فيه احد هنا في امريكا. اما بالنسبة للنص فقد كانت به اختصارات شديدة والى جانب الاختصارات كانت الرؤية للعمل هي رؤية كلاسيكية جدا اذ لم لم يخرج مؤلف العرض عن الاطر الاساسية والدرامية للعمل الاصلي بعكس كاتب النص المصري الكاتب الاستاذ بهجت قمر رحمه الله الذي اضاف للنص الاصلي مشاهداً جديدة زائدة اعطت بعدا اخر للعمل ومن منظور مصري رفيع المستوى مثل مشهد الحارة المصرية التي كانت تقطن فيها البطلة " صدفة بعطشي " والتي ابرز فيها عظمة اداء الفنان القدير جمال اسماعيل وكذلك مشهد التحدي في منزل بروفسير الاتيكيت التي قامت بأداؤه الفنانة شويكار وكلا من الفنان سيد زيان والفنان فاروق فلوكس وهما مشهدان كانا بلا جدال نقطة تفوق للنص المصري عن النص الاميريكي. وتبقى كلمة النهاية التي قدمها العرض وهي حدود العلاقة بين الرجل والمرأة والى اي مدى يجب ان تكون، وهي علامة استفهام سقط فيها النص الاميركي اذ انتهى المشهد الاخير بمالم نتوقعه اطلاقا حيث يرى بطل العرض محبوبته ماثلة امامه فيعتريه الكبرياء ويظل جامدا صلدا لايحرك ساكنا حتى تأتي " المحبوبة " التي صنعها منذ بداية العرض لتبحث عن حذاؤه تحت ارجل المقاعد الى ان تجده فتحمله بين يديها ثم تقف في منتصف المسافة بينها وبينه لتضع الحذاء على الارض في تأكيد منها على انها قبلت الارتباط به من خلال مفهوم الرجل عن المرأة في كونها خادمة زوجها وفي المستوى الادنى منه – في رمزية حمل الحذاء - مما سبب نوع من الاستنكار والاستفهام لدى بعض جمهور المتفرجين وخاصة النساء الذين اعتبروا النهاية هي امتهان لكرامة المرأة ورأي بعضهم انه كان يكفي ان يري البطل محبوبته في نهاية العرض ليتعانقا ويسدل الستار على بداية قصة حب وزواج متكافئ بين الطرفين، وهو ماجعلني اشيد بعبقرية بهجت قمر امام كثير ممن حاورني في مشهد النهاية وينتابني امامهم الفخر لان النص المصري قد عالج هذه القضية داخل هذا النص منذ ثلاثين عاما بنفس الاسلوب الذي كان يتمناه المشاهد الاميركي اليوم بل وبسمو فكري راق ورفيع مما يعد بالفعل انتصاراً حقيقياً للإبداع المصري الذي – للأسف – لاتعلم عنه غالب شعوب العالم المتحضر شيئاً ومن ثم يجعلنا في اوج احساسنا بالفخر نشعر بالاشفاق على الفن في بلادنا الذى لايجد من يقدمه الان للعالم رغم انتشار ممثلينا الاعلاميين في كل بقاع الارض.

مسرحية سيدتي الجميلة ( المصرية ) أفضل من التي قدمها مسرح البردواي

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وجدت نفسي اصفق في نهاية العرض ليس للنجم " تشارلز شوجانسي " ولكن للفنان القدير فؤاد المهندس وأدين بالأبداع ليس للنجمة " جلوري كرامبتون " ولكن للفنانة القديرة شويكار التي لو كان هناك عدل لكانت تستحق عن دورها في شخصية "صدفة بعضشي" التي قامت بادائه منذ ثلاثين عاما جائزة الاوسكارعن جدارة لتميز ادائها ووصوله في هذا الدور تحديدا الى مستويات تتفوق في العطاء على المستويات العالمية.


حينما علمت بتقديم عرض سيدتي الجميلة لفرقة أوبرا بيتسبيرج بولاية بنسلفانيا لم استطع مقاومة نفسي وذهبت لمشاهدة ذلك العرض الذي مازلت أتذكر كل مشاهد نسخته المصرية التي قدمها لنا الفنان فؤاد المهندس والكاتب بهجت قمر رحمهما الله. وعرض سيدتي الجميلة " النسخة الأمريكية " قدمته لأول مرة في الولايات المتحدة فرقة برودواي نفسها عام 1956 على مسرح "برودواي" واستمر عرضه بعدها عدة مرات في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة أما هذه المرة فتقدمه فرقة أوبرا بيتسبيرج بولاية بنسلفانيا على مسرح " بيندوم" وهو اكبر واعرق مسارح مدينة بيتسبيرج. ويقوم ببطولة العرض المسرحي نجم المسرح الاميركي " تشارلز شوجانسي " وتشاركه البطولة الفنانة " جلوري كرامبتون" والعرض قام بكتابة نصه المسرحي الكاتب المسرحي الاميريكي "آلان جاي ليرنر" ووضع موسيقاه " فريدريك لو- وي" وقام باخراجه مخرج فرقة اوبرا بيتسبيرج الفنان المخرج " جلن كاسال". ولكي نجعل القارئ كأنه رآى العرض يجب ان نقسم العمل الى عوامله الرئيسة بترتيب افضلها من حيث الابهار ومن حيث انجاح العرض، وعليه فأن اول ملامح الابهار والنجاح في هذا العرض هو الديكور لمصمم الديكور " ميشيل حنانيا " وتليه الموسيقى ثم الاخراج ثم أداء الممثلين وبعدها – تحريك الكومبارس والمجاميع – والتي كان مخصص لها مخرجا خاصا هو الفنان المخرج " دان موجيكا " ثم النص المقتيس لآلان ليرنر واخيراً الاضاءة المسرحية للمخرج ومصمم الاضاءة المسرحية الاميركي " اندرو ديفيد استرو- وسكي ". وللحديث عن الديكور على اساس انه العامل الاول في انجاح هذا العرض – من وجهة نظري – استطيع ان احكم باطمئنان شديد انه – اي الديكور – كان له العامل الرئيس في الابهار والجذب بل ويعتبر البطل الرئيس للعرض وقد استطاع ميشيل حنانيا ان يستغل كل زوايا المسرح الافقية والراسية وان يكثف من عدد اللوحات بحيث يختلف كل مشهد عن الآخر رغم كثرة عدد المشاهد وبقليل من التكنولوجيا الحديثة - للتحريك والتغيير – ونجح في ابراز البيئة الانجليزية حتى انك كمشاهد قد تنسى تماما انك امام عرض مسرحي من شدة ايمانك لفترة – يتداخل فيها الواقع بالخيال لصدق الديكور وروعته - بأنك تتجول بالفعل في شوارع مدينة لندن الانجليزية عام 1912 ولست مجرد مشاهدا يجلس على مقعد تحت قبة احد المسارح وسط عشرات اخرين من المشاهدين يشاركونه نفس الاحساس. والعرض المسرحي من فصلين، يتكون فيهما الفصل الاول من ثمانية مشاهد ويتكون الفصل الثاني من سبعة مشاهد وبين الخمسة عشرة مشهدا في الفصل الاول والثاني تتغير المناظر لأثني عشرة منظرا مختلفا تعبر عن مدينة لندن بكل احياءها الفقيرة والغنية والسفارات والقصور وحدائق القصور وحتى الكنائس والخمارات القديمة، والمدهش في الامر هو تغيير المنظر من حي الفقراء لقصر النبيل مثلاً في مدة لاتتجاوز مدة اطفاء خشبة المسرح للانتقال الى المشهد التالي وهو زمن لايتجاوز 90 ثانية في اطول تغيير مابين المشهد الرابع والخامس بالفصل الاول مما يجعلك لاتشعر اطلاقا بهذا القطع الزمني بين المشاهد وبعضها البعض كما لو كنت تشاهد فيلما سينمائيا وليس مسرحاً. ومااعتبره جديدا في ورشة العمل التي اطمئن الى وقوعها بين المخرج ومصمم الديكور، هو اخراج مشهد كامل في الطابق الثاني لقصر النبيل الانجليزي، حيث صعدت البطلة "جلوري كرامبتون " مع حاشية القصر الي الطابق العلوي ثم قام الجميع بفتح باب غرفة النوم الخاصة بالبطلة والتي تصورنا مع فتحها ودخلوهم اليها ان المشهد قد انتهى ولكننا فوجئنا بان الاضاءة تنحصر داخل الغرفة لتظهر لنا جدران الغرفة من البلاستيك الشفاف المدعم ببصيص من الزخارف الهادئة التي لاتمنع ظهور اداء الممثلين داخل الغرفة والتي تقوم فيها البطلة بتغيير ملابسها بمعاونة النساء وتهذيب شعرها الي اخر تلك المسائل التي تنتهي بخلودها للنوم فوق سريرها لتطفأ انوار المسرح كلها بانتهاء هذا المشهد الرائع والجديد في آن واحد والذي تم اخراجه بالكامل داخل غرفة مغلقة بالطابق العلوي للقصر وشاهدناه كاملاً دون اي عناء او ملل. 


بطلا العرض
الفنان " تشارلز شوجانسي " 
والفنانة " جلوري كرامبتون"

والحديث عن الديكور – الذي تكلف مايقرب من مليون دولار – هو حديث لاينتهي اذ ان مدرسة الديكور المسرحي الاميركي قد استطاعت ان تكسر حاجز المكان التي كان المسرح بشكل عام اسيرا لها وتحررت منه حتى دخلت اعماق المحيط كما حدث في مشهد كامل بمسرحية " دكتور صوص " بكل مافي المحيط من كائنات بحرية وكذلك تحررت منه في مشهد الطيران حول مدينة نيويورك بمسرحية " الرجل العنكبوت " والذي كنا نتصور بالفعل اننا نشاهد خدعا سينمائية وليست مسرحا خاصة وان الرجل العنكبوت كان احيانا يطير فوق رؤسنا. اما الموسيقى داخل العمل فقد كانت من نوع موسيقى الاوبرا الخفيفة حيث تمتعت بالجمل الموسيقية القصيرة سريعة الايقاع ربما بمايتناسب مع الذوق الامريكي الشعبي خاصة وان العمل يحكي عن بيئة تختلف اختلافا بيئياً كلياً وهي البيئة الانجليزية عن البيئة الامريكية التى تتمتع بايقاعاتها السريعة والمتدفقة, وربما كان تجنيب الموسيقى في العرض من ان تأخذ القالب الانجليزي – من وجهة نظري - هو من الذكاء بحيث اجبرت المتفرج على الاحساس بعدم الغربة وهو يشاهد نصا مسرحيا غريبا عن بيئته ومناخه. والملفت للنظر ان الاداء الغنائي لكل الممثلين كان اداءاً حيا رغم المجهود الاوبرالى في الغناء والذي يتطلب سمات خاصة في الصوت وقوته وانتظام النفس واطمئنانه في كل المقاطع الغنائية الامر الذي يجعلك تستشعر مدى الجهد العنيف الذي يبذله الممثل فوق خشبة المسرح من حيث الاداء التمثيلي والحركي والغنائي وهو امر يبدو عسيرا ومن ثم فأنت في كل لحظة داخل العرض تبدو مطمئنا الي اي مدى ذلك الذي تحترم فيه الفرق الامريكية الخاضعة للدولة جمهورها وتبذل في سبيل اسعادة وامتاعة كل جهد ممكن ومتاح وهي مسألة تفوق فيها المسرح الاميريكي جدا من خلال فنانيه الذين سلطت عليهم الاضواء بعد ان اجتازوا بنجاح كل الاختبارات الفنية الشديدة القسوة والتزموا فيها بكل قواعد الفن الجادة والصارمة بعيدا عن المجاملات او ضغوط العائلات الفنية في دفع من لايملك الموهبة أوالالتزام باعتلاء سدة الفن للإيمان بان ذلك ان حدث فهو يعني السقوط الكامل حيث ان الفن عند الشعوب المتقدمة هو بحق الواجهة الوحيدة التي تعبر عن الأمة بجلاء واخلاص وعليه فقد لزم خضوعها لمراحل واختبارات عنيفة لايخرج منها إلا المؤهلين للتعبير عن وطنهم بجدية والتزام ومسئولية. ولكن بالرغم من اداء النجوم والممثلين الرفيع والجيد وخاصة النجم " تشارلز شوجانسي " واداءة الفريد الا انني لم استطع ان امنع نفسي من المقارنة بين مااشاهده من اداء على مسرح بيندوم بمدينة بيتسبيرج وبين ماشاهدته من اداء على مسرح فرقة الفنانين المتحدين بالقاهرة إذ وجدت نفسي اصفق في نهاية العرض ليس للنجم " تشارلز شوجانسي " ولكن للفنان القدير فؤاد المهندس وأدين بالأبداع ليس للنجمة " جلوري كرامبتون " ولكن للفنانة القديرة شويكار التي اجدها لو كان هناك بصيص من عدل فإنها تستحق عن دورها في شخصية "صدفة بعض إشي" التي قامت بادائه منذ ثلاثين عاما جائزة الاوسكار عن جدارة لتميز ادائها ووصوله في هذا الدور تحديدا الى مستويات تتفوق في العطاء على المستويات العالمية، وهو امر لم يصدقه النجم " تشارلز شوجانسي " للأسف بل ولم يصدق معه ايضا اننا قد قدمناه في مصر و منذ ثلاثين عاما مضت وبتفوق في الاداء يصل بالفعل الى حد العالمية ولما حاوطته باصرار اجاب بنبرة يتملكها الشك بأن النص يمكن ان تكون فيه كثير من الرؤى المختلفة خاصة ان تم تقديمه بلهجات ولغات مختلفة، ولما بادرني بسؤالة عن امكانية رؤيته للنسخة المصرية فيديو او شركة توزيع هذا العمل في امريكا ليتسنى له الحصول عليه فلم اجد سوى الوعد بأن ارسل له نسخة جيدة من القاهرة ليحتفظ بها في مكتبته ولتكون على الاقل شاهد عيان على اننا لسنا اقل منهم فنا في مصر ولكن ينقصنا فقط اعلاما جريئا وديناميكيا يعبر عنا وعن وطننا بشكل صحيح في الخارج وبحضور عالمي يساوي عظمة مصر وتاريخها الفني الطويل في مجال المسرح والسينما والذي لايصدقنا فيه احد هنا في امريكا. اما بالنسبة للنص فقد كانت به اختصارات شديدة والى جانب الاختصارات كانت الرؤية للعمل هي رؤية كلاسيكية جدا اذ لم لم يخرج مؤلف العرض عن الاطر الاساسية والدرامية للعمل الاصلي بعكس كاتب النص المصري الكاتب الاستاذ بهجت قمر رحمه الله الذي اضاف للنص الاصلي مشاهداً جديدة زائدة اعطت بعدا اخر للعمل ومن منظور مصري رفيع المستوى مثل مشهد الحارة المصرية التي كانت تقطن فيها البطلة " صدفة بعطشي " والتي ابرز فيها عظمة اداء الفنان القدير جمال اسماعيل وكذلك مشهد التحدي في منزل بروفسير الاتيكيت التي قامت بأداؤه الفنانة شويكار وكلا من الفنان سيد زيان والفنان فاروق فلوكس وهما مشهدان كانا بلا جدال نقطة تفوق للنص المصري عن النص الاميريكي. وتبقى كلمة النهاية التي قدمها العرض وهي حدود العلاقة بين الرجل والمرأة والى اي مدى يجب ان تكون، وهي علامة استفهام سقط فيها النص الاميركي اذ انتهى المشهد الاخير بمالم نتوقعه اطلاقا حيث يرى بطل العرض محبوبته ماثلة امامه فيعتريه الكبرياء ويظل جامدا صلدا لايحرك ساكنا حتى تأتي " المحبوبة " التي صنعها منذ بداية العرض لتبحث عن حذاؤه تحت ارجل المقاعد الى ان تجده فتحمله بين يديها ثم تقف في منتصف المسافة بينها وبينه لتضع الحذاء على الارض في تأكيد منها على انها قبلت الارتباط به من خلال مفهوم الرجل عن المرأة في كونها خادمة زوجها وفي المستوى الادنى منه – في رمزية حمل الحذاء - مما سبب نوع من الاستنكار والاستفهام لدى بعض جمهور المتفرجين وخاصة النساء الذين اعتبروا النهاية هي امتهان لكرامة المرأة ورأي بعضهم انه كان يكفي ان يري البطل محبوبته في نهاية العرض ليتعانقا ويسدل الستار على بداية قصة حب وزواج متكافئ بين الطرفين، وهو ماجعلني اشيد بعبقرية بهجت قمر امام كثير ممن حاورني في مشهد النهاية وينتابني امامهم الفخر لان النص المصري قد عالج هذه القضية داخل هذا النص منذ ثلاثين عاما بنفس الاسلوب الذي كان يتمناه المشاهد الاميركي اليوم بل وبسمو فكري راق ورفيع مما يعد بالفعل انتصاراً حقيقياً للإبداع المصري الذي – للأسف – لاتعلم عنه غالب شعوب العالم المتحضر شيئاً ومن ثم يجعلنا في اوج احساسنا بالفخر نشعر بالاشفاق على الفن في بلادنا الذى لايجد من يقدمه الان للعالم رغم انتشار ممثلينا الاعلاميين في كل بقاع الارض.

الأربعاء، 13 مارس 2002

تلقيح الكلام المصري

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
مصري عبقري .. قد يتغاضى عن سوءات حاكم .. وأثنين .. وثلاثة .. وعشرة .. فقط لأنه يعلم أن رحم هذا البلد سيأتي بالقائد .. وغالباً مايكون ( عسكرياً ) ..

 
حين لا يجد ( المصري ) زعيماً في مرحلة ما من تاريخه وفي نفس الوقت يعاني من إحتلال أو حاكم ظالم أو حاكم ليس على ( مزاجه ) فإنه يمارس سلوكاً ليس له مثيلاً في كل الأمم .. يمارس سلوكاً غريباً أسمه ( تلقيح الكلام ) ليس نقداً للسياسة ولا عتاباً ولا استبداع حلول للخروج من الأزمة فالمصري ليس لديه حلول بدون ( قائد ) يطمئن إليه ويثق فيه .. فقط يمارس المصري ( تلقيح الكلام ) !! .. وهذا الصنف من السلوك يبرزه المصري في أشكال عدة أهمها السخرية ( النكتة ) ويليها ( اللامبالاة ) السياسية ويليها ( الشكوى ( من كل شئ حتى لو أمتلك الواحد منهم كل شئ .. ببساطة خلق مناخ سلبي حول الحاكم ليموت كل يوم من أيام حكمه 24 مرة .. لقد قتلوا السادات قبل أغتياله وقتلوا مبارك قبل الثورة عليه وضحوا بمرسي في سويعات قليلة ولم تشفع له ذقنه وزبيبة صلاته عندهم ولا صلاة ( الملاك جبريل ) ورائه ! .. المصريون حينما يغضبون على حاكم أو يزهدوا في حاكم ( بيجننوه ) .. شعب عبقري .. مصري عبقري .. قد يتغاضى عن سوءات حاكم .. وأثنين .. وثلاثة .. وعشرة .. فقط لأنه يعلم أن رحم هذا البلد سيأتي بالقائد .. وغالباً مايكون ( عسكرياً ) .. فيلتفوا من حوله فإذا أخذ بثأرهم ممن ظلموهم توجوه ملكاً عليهم .. فالخمسة فدادين المجانية التي وهبها ( عبد الناصر ) للمعدمين والتعليم ( المجاني ) بمراحله المختلفة الذي جعل به جهلاء الأمة على رأس محركيها .. والعلاج المجاني الذي ذهب به لأقاصي القري والنجوع والصحاري .. جعل المصريين يضعونه في أعلى هرم ( الأرباب ) المعاصرين .. ولن يتخلص المصريين من مسألة ( تلقيح الكلام ) هذه حتى يجدوا بينهم .. واحداً منهم .. في ( جرأة ) محمد علي وجمال عبد الناصر.
  

تلقيح الكلام المصري

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
مصري عبقري .. قد يتغاضى عن سوءات حاكم .. وأثنين .. وثلاثة .. وعشرة .. فقط لأنه يعلم أن رحم هذا البلد سيأتي بالقائد .. وغالباً مايكون ( عسكرياً ) ..

 
حين لا يجد ( المصري ) زعيماً في مرحلة ما من تاريخه وفي نفس الوقت يعاني من إحتلال أو حاكم ظالم أو حاكم ليس على ( مزاجه ) فإنه يمارس سلوكاً ليس له مثيلاً في كل الأمم .. يمارس سلوكاً غريباً أسمه ( تلقيح الكلام ) ليس نقداً للسياسة ولا عتاباً ولا استبداع حلول للخروج من الأزمة فالمصري ليس لديه حلول بدون ( قائد ) يطمئن إليه ويثق فيه .. فقط يمارس المصري ( تلقيح الكلام ) !! .. وهذا الصنف من السلوك يبرزه المصري في أشكال عدة أهمها السخرية ( النكتة ) ويليها ( اللامبالاة ) السياسية ويليها ( الشكوى ( من كل شئ حتى لو أمتلك الواحد منهم كل شئ .. ببساطة خلق مناخ سلبي حول الحاكم ليموت كل يوم من أيام حكمه 24 مرة .. لقد قتلوا السادات قبل أغتياله وقتلوا مبارك قبل الثورة عليه وضحوا بمرسي في سويعات قليلة ولم تشفع له ذقنه وزبيبة صلاته عندهم ولا صلاة ( الملاك جبريل ) ورائه ! .. المصريون حينما يغضبون على حاكم أو يزهدوا في حاكم ( بيجننوه ) .. شعب عبقري .. مصري عبقري .. قد يتغاضى عن سوءات حاكم .. وأثنين .. وثلاثة .. وعشرة .. فقط لأنه يعلم أن رحم هذا البلد سيأتي بالقائد .. وغالباً مايكون ( عسكرياً ) .. فيلتفوا من حوله فإذا أخذ بثأرهم ممن ظلموهم توجوه ملكاً عليهم .. فالخمسة فدادين المجانية التي وهبها ( عبد الناصر ) للمعدمين والتعليم ( المجاني ) بمراحله المختلفة الذي جعل به جهلاء الأمة على رأس محركيها .. والعلاج المجاني الذي ذهب به لأقاصي القري والنجوع والصحاري .. جعل المصريين يضعونه في أعلى هرم ( الأرباب ) المعاصرين .. ولن يتخلص المصريين من مسألة ( تلقيح الكلام ) هذه حتى يجدوا بينهم .. واحداً منهم .. في ( جرأة ) محمد علي وجمال عبد الناصر.
  

السبت، 1 سبتمبر 2001

ماستر " قرني "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
قال لي هامساً:
ده رئيس جمعية الأرغفة لشعوب الدول المستضعفة ودي مهمتها تلم فلوس من الخلق في العالم وتبعت بيها عيش للغلابة اللي في بلادنا.. يعني العراق على فلسطين .. على شويه في الصومال واهو كله بثوابه !
  
صادفته لاول مرة في احدى التجمعات العربية بالمهجر ، كان ينظر للجميع بعينين ذابلتين ويتمتم على أسئلة المحيطين به بهمهمات غير مفهومة الا من لفظ الجلالة " الله" ربما حتى يظن من يسمعه انه دون شك احد الخلصاء الذين جاد بهم الزمان بعد بخل استمر سنيناً طوالاً.
كان ماستر قرني كغالب ابناء وطنه الذين دفعهم عدم تحقيق الاحلام داخل الوطن للهجرة خارجه، قال بصوت خفيض متردد: 
البلد اللي احنا فيها دي هي رأس الشيطان في العالم. 
ثم اخذ يتحسس بعد قولته هذه ردود افعال الحضور من حوله حتى صرخ احدهم فجأة صراخا جعلنا نظن كما لو ان حريقا قد شب في المطعم فوقف اكثرنا تأهبا للفرار والنجاة بحياته ولكنه عقب بعد صرخته المفاجئة هذه وقد كان ضخم الجثة وصاحب كتفين اشبه بكتفي ثور بقوله: 
صدقت ياأخي واللهي .. لا فض فوك .. وانا بردد وراك آهو .. اللهم خذها أخذ عزيز مقتدر .. ماتقولوا آمين يااخوانا واللا مش عايزين ربنا يقبل الدعوة الحلوة دي.
ثم نظر في طبق الدجاج الملقى امامه ويكفي عائلة كاملة مكونة من تسعة افراد ثم انتقى ( ورك فرخة ) ونظر الي ( الورك ) بهيام وعشق شديدين ثم صرخ صرخه ثانية كالاولى تماما جعلتنا هذه المرة نقف جميعا بلا استثناء ولكنة اشار لنا بالجلوس كما لو كنا مجانين ثم قال:
اليس هذا نصباً واحتيالا ممن يدعون الشرف .. اين صوص البارباكيو .. لقد طلبت هذا الدجاج بصوص البارباكيو.
فرد مستر قرني : يمكنك تناوله بالكاتشب يااخي الفاضل
فقال: وهل يجوز شرعا ان اتناول اجنحة الدجاج الافرنجي دون صوص البارباكيو.. ان الكاتشب تحايل على النص يااستاذنا ولايجوز الا في حالة الاضطرار
وهنا لم اتمالك نفسي من فرط الضحك، بل كاد ان يغشى علي كما لم اضحك من قبل حتى سقطت من فوق المقعد الذي كنت اجلس فوقة او تحته لااذكر لأقوم من سقطتي فأجد الجميع ينظر لي في غضب شديد وصاحبنا ينظر لي مذهولا وقد صار كالصنم واضعا ( جناح الفرخة ) في فمه كالسيجار ولايتلفظ بكلمة واحدة لكن الوحيد الذي تكلم في محاوله منه للتزلف هو مستر قرني حيث قال :
دي محاولة غير مهذبة لتشويه رموز الجالية بتاعتنا
وهنا توقفت عن الضحك فجأة ونظرت لمستر قرني في محاولة للتثبت من صدق مايقول ثم حولت نظري لصاحب ( جناح الفرخة ) الذي لم اكن ادري انه احد رموز الجالية فوجدته مازال على حالته من التصنم وفي فمه ( الجناح ) فصرخت صرخة قوية كصرخته السابقة التي افزعتنا مرتين بصق فيها من الخوف ( جناح الفرخة ) وقام من جلستة خائفاً فوقع على الارض وهو ضخم الجثة فانتابتني هيستيرية ضحك ظلت تلازمني وانا اتوجه للباب خارجا بعد ان أقسمت ان لا أجالس هؤلاء المجانين ثانية ابداً.
كانت الساعة تدق الثالثة ظهراً حينما أوشكت على الاقتراب من مبنى المؤتمر الذي تعقده احدى المنظمات المهنية الطبية في المهجر وقد كان المؤتمر تحت عنوان " الحضر والبادية في احوال أطباء الجالية لأبن المعفـن " هكذا قرأتها لأنها كانت مكتوبة بخط يدوي رديء لكنى اكتشفت صحتها على يافطة كبيره تتصدر المبنى وعلمت انها لأبن المقنن، وعموما دخلت المؤتمر حيث كان لزاما عليا الحضور خاصة بعد ان الح عليا صديقي الدكتور فلان الفلاني في ان احضر معه بعد ان امتشق سلطة المنظمة اخيراً وتولى ادارتها احد الشرق اوسطيين ( ولاد بلدنا ) وبعد ان اقتنصوها من ابناء جنوب شرق اسيا وهي بحق من انشط المنظمات العربية في بلاد المهجر حسبما أعلمني هذا الصديق الطبيب بل وارقاها سلوكا وتتفرع انشطتها في كل المناحي دون صبغة اقليمية او عقائدية او سياسية بل اجتماعية صرفة لخدمة اعضاء المنظمة وعائلاتهم حتى صارت في اقل من خمسة عشرة عاما من اكثر المنظمات اعضاءً ومن انضجهم خدمياً، وقد كانت القاعة عبارة عن مسرح كبير وفي صدر يته المضاءة مائدة تأخذ شكل بيضة ويجلس في صدر القوم ( مستر قرني ) وهنا تذكرت ( جناح الفرخة ) ورددت بصوت شبه مسموع:
يا خبر اسود على دي مفاجأة!!!!
وهنا وضع صديقي الطبيب يده على فمي في محاولة منه لإسكاتي رغم أنى صامت بالفعل من شدة الصدمة ثم قال لي هامساً:
ده رئيس جمعية الأرغفة للشعوب المستضعفة ودي مهمتها تلم فلوس من الخلق وتبعت بيها عيش للغلابة اللي في بلادنا.. يعني العراق على فلسطين وشويه في الصومال واهو كله بثوابه
ولكنى لم اعلق إذ بدأت افتتاحية المؤتمر بكلمة لرئيس المنظمة اكد فيها دعمه الكامل لسياسات المنظمة الجديدة والممثلة في قيادتها المنتخبة واعلن اختلاف منهجه كليا عن منهج من سبقوه حيث لن تعقد المنظمة أي احتفالات اجتماعية بعد الان لأسر الأعضاء والتي كانت تتنافى مع أخلاقيات الوطن إلام وعاداته وتقاليده حيث كان يجتمع فيها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء في قاعة واحدة يشربون الشاي ويتسامرون وربما يزوجون بناتهم وابنائهم من خلال هذه الجلسات والتي لاترضي احداً على الاطلاق، ثم انهي خطبته بقوله ان المنظمة ستراعي وبدقة في المستقبل عدم تخلل الشيطان في سلوكياتها واليعاذ بالله ، ولم افهم اطلاقاً ماهي علاقة الشيطان بشئون الطب وجراحات الكلى و( فعص الدمامل ) كما لم افهم سابقا ماهي علاقة منظمة في المهجر والمفروض انها تعنى في المقام الأول بمواطني المهجر وهمومهم بمسائل سياسية ونزاعات قبلية وإشكاليات الأقلية الصفراء في سلطنة ( تر الملم )، لكن يبدو ان الفوضى قد عمت كل شئ في حياتنا كعرب حتى اصبح بائع الطعمية يتكلم في الهندسة وبتوع الطب يتكلموا في اقتصاديات العالم الثالث وربما السياسيون نجدهم تحت قبب البرلمانات وهم يناقشون ظاهرة انقراض ( الغوازي ) في بلادنا، حقا انها الفوضى والديماجوجية التي لا اعرف معناها حتى الآن ولكنى سمعتها من صديق لي يعمل ديماجوجيا في إحدى القنوات الفضائية العربية منذ ديماجوجية الخليج الأولى سنة 1991.
انتهت كلمة زعيم المنظمة الطبية الشرق اوسطي دون ان اسمع كلمة طبية واحدة وقبل ان يترك الميكرفون قام بتقديم ( ما ستر قرني ) للحضور حيث اثنى ( قرني ) على الأعضاء وعلى سخاء تبرعاتهم ووعدهم بان يدعوا لهم قريباً في صلاته بالربح الوفير والخير والبركات ثم دخل في محاضرة طويلة بعد ذلك اسمها " الشجاع الأقرع العقيدة أو الطوفان " والشجاع الاقرع ايها القراء الاعزاء هو مندوب التشريفة السامي الذي سيستقبل الميت حين يموت لحظة دخوله القبر اطال الله في اعماركم جميعاً وهو عبارة عن ثعبان ضخم وهائل وله مائة الف رأس وكل رأس تحتوي على ( شعراية ) واحدة وربما يفهم من هذا لماذا سمي بالاقرع كما ان في كل رأس مائة ألف فم ولااتخيل كيف يكون توزيع كل هذه ( الفموم ) المائة الف في رأس واحدة بل انه اعياني التساؤل لكثرتهم هل يوجد مثلا حوالى عشرة الاف في ( القفا ) مثلاً لانه من غير المعقول ان توضع كل هذه الكمية الضخمة في الوجه فقط؟، المهم في الامر ان في كل فم مائة الف ناب هذا بخلاف الاسنان والضروس وخلافة، ولن يستقبل هذا الاقرع الشجاع صاحب التصوير المفزع الا عباد الله المؤمنين فقط ليعطيهم بعد ان يفزعهم بالطبع لمحة بسيطة عن جهنم التي سيدخلها الكفرة والمنافقين.
لم اصدق نفسي وانا استمع لمثل هذه الخزعبلات التي لاعلاقة لها بطب او عقيدة خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين الذى خط فيه الإنسان بقدمه سطح المريخ بالعلم والعقل وصفاء التفكير، وانحنيت برأسي على صديقي الطبيب هامساً مستفسراً: 
شجاع واقرع في مؤتمر طبي يا دكتور؟
فأجابني: ده بيزنس يا صاحبي عشان تعمل كشف دوري عند الدكاترة كل شهرين تلاتة يقوم ماتموتش خالص وبكده ماتقابلش الشجاع الأقرع.
وهنا نظر كل منا للآخر نظرة حزن في غاية المرارة ثم انفجرنا بالضحك في نفس واحد وبعنف شديد ولم ندري بأنفسنا الا ورجال آمن المنظمة يلقون بنا في قارعة الطريق. 

ماستر " قرني "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
قال لي هامساً:
ده رئيس جمعية الأرغفة لشعوب الدول المستضعفة ودي مهمتها تلم فلوس من الخلق في العالم وتبعت بيها عيش للغلابة اللي في بلادنا.. يعني العراق على فلسطين .. على شويه في الصومال واهو كله بثوابه !
  
صادفته لاول مرة في احدى التجمعات العربية بالمهجر ، كان ينظر للجميع بعينين ذابلتين ويتمتم على أسئلة المحيطين به بهمهمات غير مفهومة الا من لفظ الجلالة " الله" ربما حتى يظن من يسمعه انه دون شك احد الخلصاء الذين جاد بهم الزمان بعد بخل استمر سنيناً طوالاً.
كان ماستر قرني كغالب ابناء وطنه الذين دفعهم عدم تحقيق الاحلام داخل الوطن للهجرة خارجه، قال بصوت خفيض متردد: 
البلد اللي احنا فيها دي هي رأس الشيطان في العالم. 
ثم اخذ يتحسس بعد قولته هذه ردود افعال الحضور من حوله حتى صرخ احدهم فجأة صراخا جعلنا نظن كما لو ان حريقا قد شب في المطعم فوقف اكثرنا تأهبا للفرار والنجاة بحياته ولكنه عقب بعد صرخته المفاجئة هذه وقد كان ضخم الجثة وصاحب كتفين اشبه بكتفي ثور بقوله: 
صدقت ياأخي واللهي .. لا فض فوك .. وانا بردد وراك آهو .. اللهم خذها أخذ عزيز مقتدر .. ماتقولوا آمين يااخوانا واللا مش عايزين ربنا يقبل الدعوة الحلوة دي.
ثم نظر في طبق الدجاج الملقى امامه ويكفي عائلة كاملة مكونة من تسعة افراد ثم انتقى ( ورك فرخة ) ونظر الي ( الورك ) بهيام وعشق شديدين ثم صرخ صرخه ثانية كالاولى تماما جعلتنا هذه المرة نقف جميعا بلا استثناء ولكنة اشار لنا بالجلوس كما لو كنا مجانين ثم قال:
اليس هذا نصباً واحتيالا ممن يدعون الشرف .. اين صوص البارباكيو .. لقد طلبت هذا الدجاج بصوص البارباكيو.
فرد مستر قرني : يمكنك تناوله بالكاتشب يااخي الفاضل
فقال: وهل يجوز شرعا ان اتناول اجنحة الدجاج الافرنجي دون صوص البارباكيو.. ان الكاتشب تحايل على النص يااستاذنا ولايجوز الا في حالة الاضطرار
وهنا لم اتمالك نفسي من فرط الضحك، بل كاد ان يغشى علي كما لم اضحك من قبل حتى سقطت من فوق المقعد الذي كنت اجلس فوقة او تحته لااذكر لأقوم من سقطتي فأجد الجميع ينظر لي في غضب شديد وصاحبنا ينظر لي مذهولا وقد صار كالصنم واضعا ( جناح الفرخة ) في فمه كالسيجار ولايتلفظ بكلمة واحدة لكن الوحيد الذي تكلم في محاوله منه للتزلف هو مستر قرني حيث قال :
دي محاولة غير مهذبة لتشويه رموز الجالية بتاعتنا
وهنا توقفت عن الضحك فجأة ونظرت لمستر قرني في محاولة للتثبت من صدق مايقول ثم حولت نظري لصاحب ( جناح الفرخة ) الذي لم اكن ادري انه احد رموز الجالية فوجدته مازال على حالته من التصنم وفي فمه ( الجناح ) فصرخت صرخة قوية كصرخته السابقة التي افزعتنا مرتين بصق فيها من الخوف ( جناح الفرخة ) وقام من جلستة خائفاً فوقع على الارض وهو ضخم الجثة فانتابتني هيستيرية ضحك ظلت تلازمني وانا اتوجه للباب خارجا بعد ان أقسمت ان لا أجالس هؤلاء المجانين ثانية ابداً.
كانت الساعة تدق الثالثة ظهراً حينما أوشكت على الاقتراب من مبنى المؤتمر الذي تعقده احدى المنظمات المهنية الطبية في المهجر وقد كان المؤتمر تحت عنوان " الحضر والبادية في احوال أطباء الجالية لأبن المعفـن " هكذا قرأتها لأنها كانت مكتوبة بخط يدوي رديء لكنى اكتشفت صحتها على يافطة كبيره تتصدر المبنى وعلمت انها لأبن المقنن، وعموما دخلت المؤتمر حيث كان لزاما عليا الحضور خاصة بعد ان الح عليا صديقي الدكتور فلان الفلاني في ان احضر معه بعد ان امتشق سلطة المنظمة اخيراً وتولى ادارتها احد الشرق اوسطيين ( ولاد بلدنا ) وبعد ان اقتنصوها من ابناء جنوب شرق اسيا وهي بحق من انشط المنظمات العربية في بلاد المهجر حسبما أعلمني هذا الصديق الطبيب بل وارقاها سلوكا وتتفرع انشطتها في كل المناحي دون صبغة اقليمية او عقائدية او سياسية بل اجتماعية صرفة لخدمة اعضاء المنظمة وعائلاتهم حتى صارت في اقل من خمسة عشرة عاما من اكثر المنظمات اعضاءً ومن انضجهم خدمياً، وقد كانت القاعة عبارة عن مسرح كبير وفي صدر يته المضاءة مائدة تأخذ شكل بيضة ويجلس في صدر القوم ( مستر قرني ) وهنا تذكرت ( جناح الفرخة ) ورددت بصوت شبه مسموع:
يا خبر اسود على دي مفاجأة!!!!
وهنا وضع صديقي الطبيب يده على فمي في محاولة منه لإسكاتي رغم أنى صامت بالفعل من شدة الصدمة ثم قال لي هامساً:
ده رئيس جمعية الأرغفة للشعوب المستضعفة ودي مهمتها تلم فلوس من الخلق وتبعت بيها عيش للغلابة اللي في بلادنا.. يعني العراق على فلسطين وشويه في الصومال واهو كله بثوابه
ولكنى لم اعلق إذ بدأت افتتاحية المؤتمر بكلمة لرئيس المنظمة اكد فيها دعمه الكامل لسياسات المنظمة الجديدة والممثلة في قيادتها المنتخبة واعلن اختلاف منهجه كليا عن منهج من سبقوه حيث لن تعقد المنظمة أي احتفالات اجتماعية بعد الان لأسر الأعضاء والتي كانت تتنافى مع أخلاقيات الوطن إلام وعاداته وتقاليده حيث كان يجتمع فيها الرجال والنساء والأطفال على حد سواء في قاعة واحدة يشربون الشاي ويتسامرون وربما يزوجون بناتهم وابنائهم من خلال هذه الجلسات والتي لاترضي احداً على الاطلاق، ثم انهي خطبته بقوله ان المنظمة ستراعي وبدقة في المستقبل عدم تخلل الشيطان في سلوكياتها واليعاذ بالله ، ولم افهم اطلاقاً ماهي علاقة الشيطان بشئون الطب وجراحات الكلى و( فعص الدمامل ) كما لم افهم سابقا ماهي علاقة منظمة في المهجر والمفروض انها تعنى في المقام الأول بمواطني المهجر وهمومهم بمسائل سياسية ونزاعات قبلية وإشكاليات الأقلية الصفراء في سلطنة ( تر الملم )، لكن يبدو ان الفوضى قد عمت كل شئ في حياتنا كعرب حتى اصبح بائع الطعمية يتكلم في الهندسة وبتوع الطب يتكلموا في اقتصاديات العالم الثالث وربما السياسيون نجدهم تحت قبب البرلمانات وهم يناقشون ظاهرة انقراض ( الغوازي ) في بلادنا، حقا انها الفوضى والديماجوجية التي لا اعرف معناها حتى الآن ولكنى سمعتها من صديق لي يعمل ديماجوجيا في إحدى القنوات الفضائية العربية منذ ديماجوجية الخليج الأولى سنة 1991.
انتهت كلمة زعيم المنظمة الطبية الشرق اوسطي دون ان اسمع كلمة طبية واحدة وقبل ان يترك الميكرفون قام بتقديم ( ما ستر قرني ) للحضور حيث اثنى ( قرني ) على الأعضاء وعلى سخاء تبرعاتهم ووعدهم بان يدعوا لهم قريباً في صلاته بالربح الوفير والخير والبركات ثم دخل في محاضرة طويلة بعد ذلك اسمها " الشجاع الأقرع العقيدة أو الطوفان " والشجاع الاقرع ايها القراء الاعزاء هو مندوب التشريفة السامي الذي سيستقبل الميت حين يموت لحظة دخوله القبر اطال الله في اعماركم جميعاً وهو عبارة عن ثعبان ضخم وهائل وله مائة الف رأس وكل رأس تحتوي على ( شعراية ) واحدة وربما يفهم من هذا لماذا سمي بالاقرع كما ان في كل رأس مائة ألف فم ولااتخيل كيف يكون توزيع كل هذه ( الفموم ) المائة الف في رأس واحدة بل انه اعياني التساؤل لكثرتهم هل يوجد مثلا حوالى عشرة الاف في ( القفا ) مثلاً لانه من غير المعقول ان توضع كل هذه الكمية الضخمة في الوجه فقط؟، المهم في الامر ان في كل فم مائة الف ناب هذا بخلاف الاسنان والضروس وخلافة، ولن يستقبل هذا الاقرع الشجاع صاحب التصوير المفزع الا عباد الله المؤمنين فقط ليعطيهم بعد ان يفزعهم بالطبع لمحة بسيطة عن جهنم التي سيدخلها الكفرة والمنافقين.
لم اصدق نفسي وانا استمع لمثل هذه الخزعبلات التي لاعلاقة لها بطب او عقيدة خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين الذى خط فيه الإنسان بقدمه سطح المريخ بالعلم والعقل وصفاء التفكير، وانحنيت برأسي على صديقي الطبيب هامساً مستفسراً: 
شجاع واقرع في مؤتمر طبي يا دكتور؟
فأجابني: ده بيزنس يا صاحبي عشان تعمل كشف دوري عند الدكاترة كل شهرين تلاتة يقوم ماتموتش خالص وبكده ماتقابلش الشجاع الأقرع.
وهنا نظر كل منا للآخر نظرة حزن في غاية المرارة ثم انفجرنا بالضحك في نفس واحد وبعنف شديد ولم ندري بأنفسنا الا ورجال آمن المنظمة يلقون بنا في قارعة الطريق. 

الاثنين، 6 أغسطس 2001

أنا لن اسقط أبدا .. لأنني في القــاع

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
وعلى طريقة رامبو المنتقم في السينما الأمريكية قمت بكل ما أوتيت من قوة برفع هذا الجسد إلى أعلى بكلتا يدي وأخذت أدور به في الهواء وأدور وأدور وأدور حتى جعلته يفقد التوازن تماما ثم قمت و بمنتهى العنف واللارحمة بإلقاؤه وبنفس القوة ليطيح بعيدا على أحد الأرصفة بالشارع.
مشيت نحوه مشية الواثق من نفسه والمعتد بقوته كما يفعل رجالات المافيا في السينما حتى وصلت إلى حيث ألقيته على الرصيف، نظرت لهذا الجسد الملقى بكل مابداخلى من غضب وأنا أضع حذائي فوقه وقبل أن يرق قلبي كما في أفلام فاتن حمامة وحسين صدقي قفزت فوق الجسد قبل أن يفيق من هذه السقطة الرمباوية المنتقمة وأخذت اصرخ بأعلى صوتي وأنا أكيل اللكمات الوجهية، هذه هي اللكمة اليمين وهذه هي اللكمة الشمال… لكمة يمين ولكمة شمال… يمين… شمال …يمين… شمال، وأنا في غاية الاستمتاع من هذا الانتقام الجميل الذي انتظرته منذ زمن وأتاني على غير موعد فمارسته بكل تلذذ، ولكن يبدو أن المتعة دائما ما تكون لحظاتها قصيرة في هذه الحياة إذ أخرجتني من لذة هذا الانتقام ومن غمرة صراخي الذي يطرب العفريت … يمين… شمال … يمين… شمال هزة عنيفة على الكتف جعلتني أتألم بل ويكاد كتفي ينخلع منها مما اضطرني لأن أكف عن الاستمتاع لحظة وان لم تضطرني لأن اكف عن الصراخ … يمين …شمال … يمين …شمال، لاستدير وانظر إلى صاحب هذه الهزة الكتفية العنيفة واعرف ماذا يريد مني بالضبط والذي من المؤكد أنه سيرجوني بان أتتسامح واغفر ولكن هذا لن يكون أبداً .. لن يكون، بل هو الانتقام ولاشيء سوى الانتقام كما فعل أنور وجدي مع سراج منير، ولكن ليتني ما استدرت لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني مت شهيدا شهيدا شهيدا على طريقة ياسر عرفات قبل أن استدير لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني اعتقلت من قبل أمريكا في معسكرات جوانتمالوا متهماً باللعب في أنفي قبل أن استدير وأرى صاحب هذه الهزة، أنها زوجتي، شهقت من هول الفزع كأنني رأيت جني مصباح علاء الدين وتسمرت في مكاني وأحسست كما لو كانت قد حدثت المعجزة أخيرا وصرت ( اخرس) لا أقوى على النطق، ولكن كيف لها أن تهزني بهذا العنف من الخلف وهي التي أكيل لها من الأمام كل هذه اللكمات الآن ومن اسفل مني تحديداً بعد أن طوحتها بكلتا يدي هاتين على الرصيف، حاولت أن انظر اسفل منى لأتبين ملامح جسد زوجتي الذي قمت ومازلت أقوم بالانتقام منه فلم أجد شيئاً على الإطلاق وكأن جسدها الملقى تحتي لم يكن سوى بخاراً كان ثم انقشع، استفقت سريعاً من ذهولي على صوتها الحاد وهي تقول لي:
- هو أنت مش هتبطل الجنان بتاعك ده، واللى طلع لنا في المقدر جديد، يمين أيه وشمال إيه يا منيل، هو أنت نايم في الجيش يا حزين؟
وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
كشرت عن أنيابها وسألتني بعنف عن الحلم الذي كنت احلمه وهل كنت احلم بامرأة أخرى؟ وهنا أقسمت لها يمينا غليظا بالطلاق أنني لم أكن احلم إلا بها بل وهي فقط ثم حلفت لها مرة ثانية يميناً اغلظ بالطلاق عن عمق رغبتي في أن يتكرر هذا الحلم يوميا لانه كان حلما لذيذا جدا ويكفي وجودها فيه، فنظرت لي بعنين حمراوين غاضبتين جعلتني بحاجة لان أهرول مسرعا كعادتي معها لاستعمال دورة المياه ولكنها كانت أسرع مني فناولتني ورقة طويلة بقائمة المشتروات المعتادة والمستحيلة والتي أدرك منها دائماً قدوم صاحبة الفخامة حماتي ولأمارس بقدومها الميمون والمبارك شخصية ( كوكو واوا ) معها ومع ابنتها ولمدة شهر كامل.
هذا مجرد مشهد سينمائي من الحياة لكثير من الغلابة في عالمنا والذي قد يعتبره البعض مشهداً هابطاً من أفلام سينما ( الصراصير ) التي اشتهرت بها السينما العربية الآن على حد زعم حسين كمال أحد مخرجي السينما المصرية.
والغلابة في وطننا كثيرين، بترت منهم رجولتهم منذ نعومة أظافرهم بسبب الطحن المادي وظروف الحياة القاهر بل والحروب التي ما تكاد تنتهي حتى تبدأ حتى اصبحوا ( كالطّواشية حُراس النساء في دولة العثمانيين ) نصف رجل ونصف امرأة لا يعتد برأيهم طفل ولا يقيم لهم مخبولاً وزنا وجعلهم أيضا ( أي الرجال ) يتغاضى الواحد منهم عن أشياء كثيرة تحدث تحت قبة منزله لا لشيء سوى أن ينأى بنفسه عن توبيخ زوجته أو أبناؤه له لتقصيره المادي معهم بسبب ضيق ذات اليد مما يفقده القدرة على تلبية كافة متطلباتهم ومتطلبات حياتهم مهما كانت تافهة الأمر الذي يجعله وبمرور الزمن يصبح مثل ( شرابة الخرج ) يرى ويسمع ويحس كل شئ ولكن ليس له في الأمر من شئ.
والمرأة لا يعنيها في زوجها إلا القوامة بالإنفاق حتى ولو كانت تمتلك مال قارون لان ذلك يشعرها بكونها امرأة في كنف رجل قوي وإلا ما قالت ومنذ القدم في بعض الأمثال الشعبية المنسوبة لها " الراجل اللي يعيبة جيبة " وقالت أيضا فيما قالت " اغلبيه بالعيال يغلبك بالمال " ولما صار الجيب فارغا والمال في حالة تعويم مستمر حتى خسر غالب وزنه ووصل بعد كل هذا النحول وهذه النحافة سعر الجنيه المصري على سبيل المثال ( للعملة العربية ) إلى عشرين سنت أمريكي، فقد صار الرجل في عالمنا المعاصر يستحق الشفقة فعلاً بل ويستحق الترحم أيضاً على ما وصل إليه حاله من تردى رجولي حاد لا ينفع فيه علم الطب أو علم " ركة " لانه قد وصل ( كما لم يصل أحدا من قبل ) إلى تلك المرحلة التي يقول عنها علماء النفس " الهوبلس كيس " والتي كلما أراد أن ينجو منها ( بعمل أو تجارة أو انفتاح على العالم الخارجي ليضع من خلاله الحد الأدنى من المال الذي يقيم الحياة داخل جيبة ) ظهر له داعية من دعاة الرجولة العربية والشهامة العربية والكرامة العربية ليستبدع له نظاماً ( إفلاسياً ) جديداً وشيطانياً في نفس الوقت يقضي به على البقية الباقية من رجولته تتلخص في نظام المقاطعة العربية الشاملة ( رغم أن هؤلاء الدعاة القوميين والنشامي العروبيين لا يركبون إلا السيارات الغربية ولا تحتوي منازلهم إلا على كل ما توصلت إليه المخترعات الغربية من وسائل رفاهية ابتداءً من التليفون وحتى الخادمة الفول أوتوماتيك ) الأمر الذي جعلنا لا نرى للمقاطعة العربية الشاملة التي نادى بها هؤلاء الطليعيين الاستفزازيين العناترة ( نسبة إلى عنترة بن شداد ) أي شمول سوى تشريد وإفلاس الشباب العربي الذي طرد غالبه من أعماله ووظائفه داخل المؤسسات التي وقع عليها اختيار المقاطعة ( الخطير والخطر في آن واحد ) بإسم مقاومة العدوان الذي لا مقاومة فيه سوى لأحلام الشباب وإبداعهم وأعمالهم لرفعة الوطن والنهوض بأعباء الحياة فيه والتي صارت ( أي أعباء الحياة ) كالغول لا يترك فريسته إلا وهي جثة هامدة الأمر الذي جعل الشباب يفقد الاتزان وربما الانتماء ويترنح في الشوارع ( عاطلاً عن العمل ) من كثرة ما ابتلي به من هم ومن مخابيل قتلوا طموحاته وأحلامه باسم الدفاع عن الكرامة والعزة والحرية ولم يزدهم دفاعهم هذا إلا إفلاسا واحتلالا لكونه دفاعا أشبه بدفاع العجزة ربما يؤدي إلى الانتحار بعد أن انتحرت الطموحات و أظلمت الأحلام بل واستقر رجالات العدوان الذين رفعوا شعار مقاطعته في غالب البلدان الخليجية آمنين مطمئنين مخرجين للجميع ألسنتهم ولا رحمة لمن سفه نفسه.

أنا لن اسقط أبدا .. لأنني في القــاع

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
وعلى طريقة رامبو المنتقم في السينما الأمريكية قمت بكل ما أوتيت من قوة برفع هذا الجسد إلى أعلى بكلتا يدي وأخذت أدور به في الهواء وأدور وأدور وأدور حتى جعلته يفقد التوازن تماما ثم قمت و بمنتهى العنف واللارحمة بإلقاؤه وبنفس القوة ليطيح بعيدا على أحد الأرصفة بالشارع.
مشيت نحوه مشية الواثق من نفسه والمعتد بقوته كما يفعل رجالات المافيا في السينما حتى وصلت إلى حيث ألقيته على الرصيف، نظرت لهذا الجسد الملقى بكل مابداخلى من غضب وأنا أضع حذائي فوقه وقبل أن يرق قلبي كما في أفلام فاتن حمامة وحسين صدقي قفزت فوق الجسد قبل أن يفيق من هذه السقطة الرمباوية المنتقمة وأخذت اصرخ بأعلى صوتي وأنا أكيل اللكمات الوجهية، هذه هي اللكمة اليمين وهذه هي اللكمة الشمال… لكمة يمين ولكمة شمال… يمين… شمال …يمين… شمال، وأنا في غاية الاستمتاع من هذا الانتقام الجميل الذي انتظرته منذ زمن وأتاني على غير موعد فمارسته بكل تلذذ، ولكن يبدو أن المتعة دائما ما تكون لحظاتها قصيرة في هذه الحياة إذ أخرجتني من لذة هذا الانتقام ومن غمرة صراخي الذي يطرب العفريت … يمين… شمال … يمين… شمال هزة عنيفة على الكتف جعلتني أتألم بل ويكاد كتفي ينخلع منها مما اضطرني لأن أكف عن الاستمتاع لحظة وان لم تضطرني لأن اكف عن الصراخ … يمين …شمال … يمين …شمال، لاستدير وانظر إلى صاحب هذه الهزة الكتفية العنيفة واعرف ماذا يريد مني بالضبط والذي من المؤكد أنه سيرجوني بان أتتسامح واغفر ولكن هذا لن يكون أبداً .. لن يكون، بل هو الانتقام ولاشيء سوى الانتقام كما فعل أنور وجدي مع سراج منير، ولكن ليتني ما استدرت لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني مت شهيدا شهيدا شهيدا على طريقة ياسر عرفات قبل أن استدير لأرى صاحب هذه الهزة، ليتني اعتقلت من قبل أمريكا في معسكرات جوانتمالوا متهماً باللعب في أنفي قبل أن استدير وأرى صاحب هذه الهزة، أنها زوجتي، شهقت من هول الفزع كأنني رأيت جني مصباح علاء الدين وتسمرت في مكاني وأحسست كما لو كانت قد حدثت المعجزة أخيرا وصرت ( اخرس) لا أقوى على النطق، ولكن كيف لها أن تهزني بهذا العنف من الخلف وهي التي أكيل لها من الأمام كل هذه اللكمات الآن ومن اسفل مني تحديداً بعد أن طوحتها بكلتا يدي هاتين على الرصيف، حاولت أن انظر اسفل منى لأتبين ملامح جسد زوجتي الذي قمت ومازلت أقوم بالانتقام منه فلم أجد شيئاً على الإطلاق وكأن جسدها الملقى تحتي لم يكن سوى بخاراً كان ثم انقشع، استفقت سريعاً من ذهولي على صوتها الحاد وهي تقول لي:
- هو أنت مش هتبطل الجنان بتاعك ده، واللى طلع لنا في المقدر جديد، يمين أيه وشمال إيه يا منيل، هو أنت نايم في الجيش يا حزين؟
وحينما قالت ( باحترام ): يا منيل على عينك، وأعقبت ( وبمنتهى الأدب ) بقولها: يا حزين، أدركت ساعتها أن انتقامي منها على طريقة رامبو المنتقم لم يكن حقيقة أو واقعاً ملموساً حياً ولكنه كان حلما لذيذا تمنيت لو يتكرر مرات ومرات ومرات.
كشرت عن أنيابها وسألتني بعنف عن الحلم الذي كنت احلمه وهل كنت احلم بامرأة أخرى؟ وهنا أقسمت لها يمينا غليظا بالطلاق أنني لم أكن احلم إلا بها بل وهي فقط ثم حلفت لها مرة ثانية يميناً اغلظ بالطلاق عن عمق رغبتي في أن يتكرر هذا الحلم يوميا لانه كان حلما لذيذا جدا ويكفي وجودها فيه، فنظرت لي بعنين حمراوين غاضبتين جعلتني بحاجة لان أهرول مسرعا كعادتي معها لاستعمال دورة المياه ولكنها كانت أسرع مني فناولتني ورقة طويلة بقائمة المشتروات المعتادة والمستحيلة والتي أدرك منها دائماً قدوم صاحبة الفخامة حماتي ولأمارس بقدومها الميمون والمبارك شخصية ( كوكو واوا ) معها ومع ابنتها ولمدة شهر كامل.
هذا مجرد مشهد سينمائي من الحياة لكثير من الغلابة في عالمنا والذي قد يعتبره البعض مشهداً هابطاً من أفلام سينما ( الصراصير ) التي اشتهرت بها السينما العربية الآن على حد زعم حسين كمال أحد مخرجي السينما المصرية.
والغلابة في وطننا كثيرين، بترت منهم رجولتهم منذ نعومة أظافرهم بسبب الطحن المادي وظروف الحياة القاهر بل والحروب التي ما تكاد تنتهي حتى تبدأ حتى اصبحوا ( كالطّواشية حُراس النساء في دولة العثمانيين ) نصف رجل ونصف امرأة لا يعتد برأيهم طفل ولا يقيم لهم مخبولاً وزنا وجعلهم أيضا ( أي الرجال ) يتغاضى الواحد منهم عن أشياء كثيرة تحدث تحت قبة منزله لا لشيء سوى أن ينأى بنفسه عن توبيخ زوجته أو أبناؤه له لتقصيره المادي معهم بسبب ضيق ذات اليد مما يفقده القدرة على تلبية كافة متطلباتهم ومتطلبات حياتهم مهما كانت تافهة الأمر الذي يجعله وبمرور الزمن يصبح مثل ( شرابة الخرج ) يرى ويسمع ويحس كل شئ ولكن ليس له في الأمر من شئ.
والمرأة لا يعنيها في زوجها إلا القوامة بالإنفاق حتى ولو كانت تمتلك مال قارون لان ذلك يشعرها بكونها امرأة في كنف رجل قوي وإلا ما قالت ومنذ القدم في بعض الأمثال الشعبية المنسوبة لها " الراجل اللي يعيبة جيبة " وقالت أيضا فيما قالت " اغلبيه بالعيال يغلبك بالمال " ولما صار الجيب فارغا والمال في حالة تعويم مستمر حتى خسر غالب وزنه ووصل بعد كل هذا النحول وهذه النحافة سعر الجنيه المصري على سبيل المثال ( للعملة العربية ) إلى عشرين سنت أمريكي، فقد صار الرجل في عالمنا المعاصر يستحق الشفقة فعلاً بل ويستحق الترحم أيضاً على ما وصل إليه حاله من تردى رجولي حاد لا ينفع فيه علم الطب أو علم " ركة " لانه قد وصل ( كما لم يصل أحدا من قبل ) إلى تلك المرحلة التي يقول عنها علماء النفس " الهوبلس كيس " والتي كلما أراد أن ينجو منها ( بعمل أو تجارة أو انفتاح على العالم الخارجي ليضع من خلاله الحد الأدنى من المال الذي يقيم الحياة داخل جيبة ) ظهر له داعية من دعاة الرجولة العربية والشهامة العربية والكرامة العربية ليستبدع له نظاماً ( إفلاسياً ) جديداً وشيطانياً في نفس الوقت يقضي به على البقية الباقية من رجولته تتلخص في نظام المقاطعة العربية الشاملة ( رغم أن هؤلاء الدعاة القوميين والنشامي العروبيين لا يركبون إلا السيارات الغربية ولا تحتوي منازلهم إلا على كل ما توصلت إليه المخترعات الغربية من وسائل رفاهية ابتداءً من التليفون وحتى الخادمة الفول أوتوماتيك ) الأمر الذي جعلنا لا نرى للمقاطعة العربية الشاملة التي نادى بها هؤلاء الطليعيين الاستفزازيين العناترة ( نسبة إلى عنترة بن شداد ) أي شمول سوى تشريد وإفلاس الشباب العربي الذي طرد غالبه من أعماله ووظائفه داخل المؤسسات التي وقع عليها اختيار المقاطعة ( الخطير والخطر في آن واحد ) بإسم مقاومة العدوان الذي لا مقاومة فيه سوى لأحلام الشباب وإبداعهم وأعمالهم لرفعة الوطن والنهوض بأعباء الحياة فيه والتي صارت ( أي أعباء الحياة ) كالغول لا يترك فريسته إلا وهي جثة هامدة الأمر الذي جعل الشباب يفقد الاتزان وربما الانتماء ويترنح في الشوارع ( عاطلاً عن العمل ) من كثرة ما ابتلي به من هم ومن مخابيل قتلوا طموحاته وأحلامه باسم الدفاع عن الكرامة والعزة والحرية ولم يزدهم دفاعهم هذا إلا إفلاسا واحتلالا لكونه دفاعا أشبه بدفاع العجزة ربما يؤدي إلى الانتحار بعد أن انتحرت الطموحات و أظلمت الأحلام بل واستقر رجالات العدوان الذين رفعوا شعار مقاطعته في غالب البلدان الخليجية آمنين مطمئنين مخرجين للجميع ألسنتهم ولا رحمة لمن سفه نفسه.

الاثنين، 23 يوليو 2001

ثورة يوليو ( قراءة محايدة حتى قيامها عام 1952 )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
 كان جيش مصر في حالة غليان منذ حرب فلسطين عام 1948، والشعب المصري يعيش حالة من عدم الاستقرار بعد تعاقب حكومات متوالية خلال فترة قصيرة، مرورا بالصدامات المسلحة بين الشعب والانجليز وانتهاءً بحريق القاهرة 1951. 
ومن هنا ظهر على السطح تكوين الضباط الاحرار الذي كان من أبرز اعضاؤه جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر ، عبد اللطيف البغدادي، زكريا محيي الدين، خالد محيي الدين، صلاح سالم، حسن إبراهيم، كمال الدين حسين، حسين الشافعي، حسن عزت، وجيه أباظة و حسن التهامي، وكانوا في دفعات متقاربة عند التخرج في الكلية الحربية، أما محمد نجيب فكان أكبرهم سناً و أعلى منهم رتبة، ومعظم الضباط الأحرار التحقوا بكلية أركان الحرب، وخدموا معاً في نفس الوحدات والأسلحة فكانوا رفاق سلاح خاضوا حـرب فلسطـين معاً عامي 1948 و 1949، وحصل ثلاثة منهم على نجمة فؤاد الاول خلال الحرب وهم جمال عبد الناصر، عبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين، ولقد تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
وعليه تم تأسيس تننظيم الضباط الاحرار الذي حدد السادات تاريخ تأسيسه – من خلال مذكراته - بأنه يوم 15 يناير 1939 الموافق لعيد ميلاد جمال عبد الناصر الذي اكمل فيه 21 عاماً ، ويقول السادات انه أثناء احتفال الضباط بعيد ميلاد جمال قرروا تأسيس جماعة ثورية تهدف تحرير البلاد، ولما جاء حادث 4 فبراير 1942 كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت روح الثورة. 
وقد كان وقتها العديد من الضباط الأحرار أعضاء في تنظيم مصر الفتاة ، وارتبط آخرون مثل جمال عبد الناصر بتنظيمات وطنية أخرى مثل الإخوان المسلمين، وبعضهم في تنظيم (حدتو) وتعني الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني وكان تنظيماً شيوعياً ، والبعض الاخر ارتبط بتنظيم الطليعة الوفدية، وأثناء الفترة من 1945 – 1947 عمل معظم الضباط في مواقع قريبة من القاهرة وتم كسب عدد كبير من المؤيدين لأفكار تنظيمهم الجديد، وفي 15 مايو 1948 تم أرسال جمال عبد الناصر و صلاح سالم و زكريا محيي الدين مع عدد من زملائهم إلى "حرب فلسطين"، وهناك تغيرت المفاهيم والعقليات . 
وكان جمال عبد الناصر وقتها يقوم بتدريب المجاهدين في فلسطين مستخدما في ذلك اسماً حركياً هو "زغلول" حيث يصف شعوره في هذه الفترة فيقول: " .. كان رصاصنا يتجه للعدو الرابض أمامنا في خنادقه .. و لكن قلوبنا كانت تحوم حول وطننا الذي تركناه للذئاب ترعاه . 
وبعد العودة من الحرب في نهاية 1949 كان تنظيم الضباط الأحرار قد تأسس بالفعل ، وكان هناك رسماً رمزياً للعضوية قدره 25 قرشاً للإنفاق على مصاريف الطباعة وشئون التنظيم، وقد قدر ناصر وقتها أن قيام الثورة سوف يحتاج لحوالي 5 سنوات اي في عام 1954، و لكن الأحداث كانت أسرع مما توقع الضباط الأحرار . وتشكلت اللجنة التأسيسية للضباط الاحرار من خمسة أعضاء هم : 
جمال عبد الناصر، 
كمال الدين حسين، 
حسن إبراهيم، 
خالد محيي الدين، 
عبد المنعم عبد الرءوف 
و انضم لها بعد ذلك جمال سالم، عبد الحكيم عامر، عبد اللطيف البغدادي، أنور السادات، صلاح سالم، حسين الشافعي، يوسف صديق. 
وصدر أول منشور للضباط الأحرار في نوفمبر 1949، تم طبعه على ماكينة طباعة "رونيو"، و في أكتوبر 1950 صدر أول بيان عن الضباط الأحرار، و في أكتوبر 1951 صدر العدد الأول من "صوت الضباط الأحرار"، و تم توزيع حوالي 700 نسخة منه بالبريد و باليد على العديد من ضباط الجيش، و كان هناك العديد من الضباط المكلفين بمراقبة ردود فعل زملائهم عند قراءتهم للمنشورات، للتعرف على العناصر الصالحة منهم وضمها للتنظيم، وفي 1950 تم اختيار جمال عبد الناصر رئيسا للتنظيم وتشكلت قاعدة بالقاهرة من كل من : 
عبد الناصر ، عبد الحكيم عامر، 
زكريا محيي الدين، 
واتصلوا بقادة الأمريكان في الولايات المتحدة الامريكية عن طريق "علي صبري" قائد الأسراب بسلاح الطيران ليطلعوهم على كل تطورات حركتهم. وفي 1952 وصل عدد الضباط الأحرار إلى حوالي 329 ضابطاً . و مع بداية عام 1952، بدا المناخ السياسي مهيأ للقيام بالثورة خاصة بعد حريق القاهرة في 26 يناير 1952، وبعد ان بدأت السفارات الأجنبية وخاصة السفارة الامريكية التي كانت على علم بقيام الثورة تنشط في محاولة منها لإستقطاب القوى الجديدة الصاعدة ، وجاءت انتخابات نادي الضباط لتظهر الصراع الخفي بين الملك والضباط، خاصة وأن الملك رفض تعيين محمد نجيب وزيراً للحربية وعين بدلاً منه فؤاد شيرين وهو الامر الذي كان من احدى دوافع الثورة ايضاً، والذي بعده تم تكليف "جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين" بوضع الخطة التنفيذية للقيام بالثورة . وكان جمال عبد الناصر يرى أن يكون قائد الثورة حاملاً لرتبة كبيرة من رتب الجيش واقترح أسماءً ثلاثة: عزيز المصري ، فؤاد صادق و محمد نجيب، ولكن رفض عزيز المصري المنصب ليستقر الرأي على اللواء محمد نجيب وكان وقتها قائد سلاح المشاة .
وهنا تم اتخاذ القرار بالثورة ، وتم اعطاء خطة الثورة اسما كودياً هو " نصر"، وتحدد منتصف الليل "ساعة الصفر" ونجحت الثورة . وعن الثورة يقول جمال عبد الناصر :"الثورة تغيير أساسي لنظام المجتمع تبدأ به قلة تعبر عن الكثرة، و يتسع نطاقها تعبيراً و مشاركة بحيث يتيسر عن هذا الطريق وحده إيجاد التغيير المطلوب" . ويقول أيضاً :"إن بذور الثورة في نفسي كانت أبعد من الغور الذي عشت فيه طالباً أمشي في المظاهرات الهاتفة بعودة دستور 1923. وبقيام الثورة التف الشعب حول الجيش يبارك حركته، فكان ذلك من العوامل الفاعلة وراء الاستقرار السريع الذي جنب البلاد ويلات الحرب الأهلية، فكانت الثورة كما يطلق عليها الكثير من المؤرخين هي ثورة بيضاء.

ثورة يوليو ( قراءة محايدة حتى قيامها عام 1952 )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
 كان جيش مصر في حالة غليان منذ حرب فلسطين عام 1948، والشعب المصري يعيش حالة من عدم الاستقرار بعد تعاقب حكومات متوالية خلال فترة قصيرة، مرورا بالصدامات المسلحة بين الشعب والانجليز وانتهاءً بحريق القاهرة 1951. 
ومن هنا ظهر على السطح تكوين الضباط الاحرار الذي كان من أبرز اعضاؤه جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر ، عبد اللطيف البغدادي، زكريا محيي الدين، خالد محيي الدين، صلاح سالم، حسن إبراهيم، كمال الدين حسين، حسين الشافعي، حسن عزت، وجيه أباظة و حسن التهامي، وكانوا في دفعات متقاربة عند التخرج في الكلية الحربية، أما محمد نجيب فكان أكبرهم سناً و أعلى منهم رتبة، ومعظم الضباط الأحرار التحقوا بكلية أركان الحرب، وخدموا معاً في نفس الوحدات والأسلحة فكانوا رفاق سلاح خاضوا حـرب فلسطـين معاً عامي 1948 و 1949، وحصل ثلاثة منهم على نجمة فؤاد الاول خلال الحرب وهم جمال عبد الناصر، عبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين، ولقد تأثر الضباط الأحرار بالأحـداث السياسـية التي شكلت المناخ العام من حولهم، مثل الإنذار البريطـاني للملك في 4 فبراير 1942، الحرب العالمية الثانية، العمل الفدائي ضد القوات البريطانية في القناة و حرب فلسطين.
وعليه تم تأسيس تننظيم الضباط الاحرار الذي حدد السادات تاريخ تأسيسه – من خلال مذكراته - بأنه يوم 15 يناير 1939 الموافق لعيد ميلاد جمال عبد الناصر الذي اكمل فيه 21 عاماً ، ويقول السادات انه أثناء احتفال الضباط بعيد ميلاد جمال قرروا تأسيس جماعة ثورية تهدف تحرير البلاد، ولما جاء حادث 4 فبراير 1942 كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت روح الثورة. 
وقد كان وقتها العديد من الضباط الأحرار أعضاء في تنظيم مصر الفتاة ، وارتبط آخرون مثل جمال عبد الناصر بتنظيمات وطنية أخرى مثل الإخوان المسلمين، وبعضهم في تنظيم (حدتو) وتعني الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني وكان تنظيماً شيوعياً ، والبعض الاخر ارتبط بتنظيم الطليعة الوفدية، وأثناء الفترة من 1945 – 1947 عمل معظم الضباط في مواقع قريبة من القاهرة وتم كسب عدد كبير من المؤيدين لأفكار تنظيمهم الجديد، وفي 15 مايو 1948 تم أرسال جمال عبد الناصر و صلاح سالم و زكريا محيي الدين مع عدد من زملائهم إلى "حرب فلسطين"، وهناك تغيرت المفاهيم والعقليات . 
وكان جمال عبد الناصر وقتها يقوم بتدريب المجاهدين في فلسطين مستخدما في ذلك اسماً حركياً هو "زغلول" حيث يصف شعوره في هذه الفترة فيقول: " .. كان رصاصنا يتجه للعدو الرابض أمامنا في خنادقه .. و لكن قلوبنا كانت تحوم حول وطننا الذي تركناه للذئاب ترعاه . 
وبعد العودة من الحرب في نهاية 1949 كان تنظيم الضباط الأحرار قد تأسس بالفعل ، وكان هناك رسماً رمزياً للعضوية قدره 25 قرشاً للإنفاق على مصاريف الطباعة وشئون التنظيم، وقد قدر ناصر وقتها أن قيام الثورة سوف يحتاج لحوالي 5 سنوات اي في عام 1954، و لكن الأحداث كانت أسرع مما توقع الضباط الأحرار . وتشكلت اللجنة التأسيسية للضباط الاحرار من خمسة أعضاء هم : 
جمال عبد الناصر، 
كمال الدين حسين، 
حسن إبراهيم، 
خالد محيي الدين، 
عبد المنعم عبد الرءوف 
و انضم لها بعد ذلك جمال سالم، عبد الحكيم عامر، عبد اللطيف البغدادي، أنور السادات، صلاح سالم، حسين الشافعي، يوسف صديق. 
وصدر أول منشور للضباط الأحرار في نوفمبر 1949، تم طبعه على ماكينة طباعة "رونيو"، و في أكتوبر 1950 صدر أول بيان عن الضباط الأحرار، و في أكتوبر 1951 صدر العدد الأول من "صوت الضباط الأحرار"، و تم توزيع حوالي 700 نسخة منه بالبريد و باليد على العديد من ضباط الجيش، و كان هناك العديد من الضباط المكلفين بمراقبة ردود فعل زملائهم عند قراءتهم للمنشورات، للتعرف على العناصر الصالحة منهم وضمها للتنظيم، وفي 1950 تم اختيار جمال عبد الناصر رئيسا للتنظيم وتشكلت قاعدة بالقاهرة من كل من : 
عبد الناصر ، عبد الحكيم عامر، 
زكريا محيي الدين، 
واتصلوا بقادة الأمريكان في الولايات المتحدة الامريكية عن طريق "علي صبري" قائد الأسراب بسلاح الطيران ليطلعوهم على كل تطورات حركتهم. وفي 1952 وصل عدد الضباط الأحرار إلى حوالي 329 ضابطاً . و مع بداية عام 1952، بدا المناخ السياسي مهيأ للقيام بالثورة خاصة بعد حريق القاهرة في 26 يناير 1952، وبعد ان بدأت السفارات الأجنبية وخاصة السفارة الامريكية التي كانت على علم بقيام الثورة تنشط في محاولة منها لإستقطاب القوى الجديدة الصاعدة ، وجاءت انتخابات نادي الضباط لتظهر الصراع الخفي بين الملك والضباط، خاصة وأن الملك رفض تعيين محمد نجيب وزيراً للحربية وعين بدلاً منه فؤاد شيرين وهو الامر الذي كان من احدى دوافع الثورة ايضاً، والذي بعده تم تكليف "جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين" بوضع الخطة التنفيذية للقيام بالثورة . وكان جمال عبد الناصر يرى أن يكون قائد الثورة حاملاً لرتبة كبيرة من رتب الجيش واقترح أسماءً ثلاثة: عزيز المصري ، فؤاد صادق و محمد نجيب، ولكن رفض عزيز المصري المنصب ليستقر الرأي على اللواء محمد نجيب وكان وقتها قائد سلاح المشاة .
وهنا تم اتخاذ القرار بالثورة ، وتم اعطاء خطة الثورة اسما كودياً هو " نصر"، وتحدد منتصف الليل "ساعة الصفر" ونجحت الثورة . وعن الثورة يقول جمال عبد الناصر :"الثورة تغيير أساسي لنظام المجتمع تبدأ به قلة تعبر عن الكثرة، و يتسع نطاقها تعبيراً و مشاركة بحيث يتيسر عن هذا الطريق وحده إيجاد التغيير المطلوب" . ويقول أيضاً :"إن بذور الثورة في نفسي كانت أبعد من الغور الذي عشت فيه طالباً أمشي في المظاهرات الهاتفة بعودة دستور 1923. وبقيام الثورة التف الشعب حول الجيش يبارك حركته، فكان ذلك من العوامل الفاعلة وراء الاستقرار السريع الذي جنب البلاد ويلات الحرب الأهلية، فكانت الثورة كما يطلق عليها الكثير من المؤرخين هي ثورة بيضاء.

الاثنين، 25 يونيو 2001

الجنس اللطيف ..... يالطيف اللطف يالطيف

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
طب تلاتة بالله العظيم من الحوض.. ابويا الله يرحمه كان بيقف على حوض المواعين 3 ساعات كل يوم يغسل صحون لحد ايده ماتتهري .. وامي .. ماهي واحدة ست وقادرة زي كل الستات .. كانت بتقعد تتفرج على التليفزيون!
  
هذه القصة اهديها الى:
الزوج الشهيد البطل: رضا عبد الموجود الحسيني ضحية الست نبوية ابو دراع !
الزوج الشهيد البطل: رمضان رافت الامبابي ضحية الست هنومة الجدع !
الزوج الشهيد البطل: تادرس جورج اسكندر ضحية الست نادية باسيلي الحمش !
الزوج الشهيد البطل: حامد سليمان ابو الروس ضحية الست فوقية الدكر !
كما اهديها لكل الازواج الشهداء الذين راحوا ضحايا النساء!
"إمضاء .. مشروع شهيد: حسين الدرمللي"

• انت راجل انت .. انت محصلتش وزة رومي حتى .. بشرفي لبكرة يطلعلك ريش وتمشي مفضوح في الشوارع .. والخمسة من عينتك بجنيه .. حد عاقل يسلم رقبته لواحدة ست يابني آدم ... تلاتة باللهي العظيم انت جرى لعقلك حاجة ... ده انت كدة تستحق جايزة نوفل للجنان ... ياراجل اعقل وامشي على تعاليم محمد عبد الوهاب في اغنية احب عيشة الحرية ... ستات!!!! ياخبر اسود ومنيل ... ربنا ياشيخ يجعل كلامنا خفيف عليهم ومايحوجناش ليهم ابدا قادر ياكريم ... ستات !! .. ستات يامغفل !! .. الله يرحمك ويحسن إليك.

• • رغم ان حسين الدرمللي وهو صديقي الوحيد منذ جيرة شارع بور سعيد بحي الابراهيمية بالاسكندرية .. وتربي في احضان اسرة رفيعة المستوى وطيبة السمعة ..الا انني لاادري من اين جاء بايمانه هذا الذي يعتقد فيه ان شقاء العالم بل وفكرة الشقاء نفسها هي في الاصل امراة .. سألته اكثر من مرة .. من اين اختلق هذه الافكار؟؟ .. لكنه كان مسكيناً للغاية لدرجة الاندهاش.

• دي حقيقة يامغفل .. وعايز تعرف الافكار دي جاية منين .. أقولك .. جاية من الحوض .. شفت .. شفت بدأت تتريق ازاي .. طب تلاتة بالله العظيم جاية من الحوض .. ابويا الله يرحمه كان بيقف على حوض المواعين 3 ساعات كل يوم يغسل صحون لحد ايده ماتتهري .. وامي .. ماهي واحدة ست وقادرة زي كل الستات .. كانت بتقعد تتفرج على التليفزيون .. تلاته باللهي العظيم انت اللي مسكين .. طب عمرك شفت واحدة ست ماتت قبل جوزها ؟ .. مستحيل .. اثبتت الاحصائيات .. ان نسبة وفيات الستات المتجوزة قبل اجوازهم ضعيفة جداً .. ( 1% ) .. تخيل واحد في المية نسبة الستات المتجوزة في العالم كله اللي بتموت قبل إجوازها .. عارف ده معناه إيه ؟؟ .. معناه ان 99% من اللى بيتكلوا على الله ويموتوا ويقابلوا وجه رب كريم هما الغلابة الازواج .. دي عملية إبادة جماعية للرجالة .. وبعدين انت عارف نسبة الواحد فالميه اللي بتموت فيها الستات المتجوزة قبل رجالتها بتحصل ليه ؟ .. ماهي ليها علة .. ليها سبب .. اقرا ياعم الخبر ده .. شوف .. آهو ياسيدي .. الستات اللواتي يمتن ناقصات عمر أغلبهن مطلقات أو أزواجهن مغتربون .. قلت حاجة من عندي !! .. أهو .. أغلبهن مطلقات أو أزواجهن مغتربون .. يعني لما مالقوش ( جوز ) جنبهم ينكدوا عليه ماتوا بحسرتهم ناقصين عمر .. اصل النكد بيطول عمر الستات .. اسألني انا .. النكد الإنثوي تكتيك .. استراتيجية .. حرب يامغفل حرب .. انفد بجلدك ياصاحبي واعقل .. برضه مش عايز تعقل ؟؟ .. يبقى الله يرحمك ويحسن اليك .. واللهي كنت صديق جدع .. ولعيب تنس مش ولابد .. وانا علشان الصحوبية والجيرة .. هقرا الفاتحة على روحك كل يوم العصر في النادي عند ملعب التنس .. ياراجل انت ماتعقل بقى .. تلاتة باللهي العظيم انت خلل .. بتنجان .. مغفل .. طب قوللي اعملك ايه .. صاحبي لكن مغفل .. الله ينكد عليك يابعيد .. لكن ينكد عليك إيه بقى .. ماهو نكد عليك خلاص .. مادام طبيت ياحلو .. ووقعت تحت ايد واحدة ست .. يبقى عليه العوض ومنه العوض خلاص .. الفاتحة على روحك !

• • لاادري ماهو العيب في ان اكون مجنوناً بحب "راندا الشنواني" اجمل فتاه في اسكندرية .. بل .. بل أجمل فتاة في الكون كله .. لست ادري لماذا يحاول حسين ان يقطع على وجداني كل الطرق في ان يتمتع بلحظات مطمئنة مع من يحب .. ما اجمل ان تحيا لحظة حب في ابتسامة امرأة تحبك وتحتويك .. إمرأة ليست كالنساء في عشقها .. إمرأة كأنك بها .. معها .. تحياً عمراً كاملاً بلا الم .. او حزن .. أو خوف .. مااروع ان تعيش وبداخلك معنى لأمرأة كمعنى "راندا الشنواني" .. معنى يحول جحيم الحياة والزحام الى فردوس وسكينة .. حيث تتمكن من الجمال ويتمكن منك الجمال في قبضة احساس واحدة .. قبضة تحولك الى كائن آخر .. طائر يحلق في سماء البهجة .. ويطير ولايرى من العالم الا جوانبه المشرقة فقط .. جوانبه التى تنطلق كالشمس من عين امرأة تعشقها وتحترمها وتحتويها .. من عين "راندا الشنواني".

• حيلك حيلك .. ايه هو ده .. انت ماصدقت واللا ايه .. مش قلت لك مجنون .. آديك اعترفت انك وقعت في دباديب راندا من ابتسامة .. طب بذمتك .. انا راضي ذمتك ياشيخ .. ورحمة ابوك الراجل الطيب اللي مات شهيد بسبب جوازه من أمك .. فيه واحدة ست وقعت في دباديب راجل ابتسم لها ؟ .. تلاته باللهي العظيم لو قعد يبتسم لها 10 سنين لتضربه بالشبشب وتسيبة وتمشي .. الرجالة اتهبلت واللا ايه ؟ .. إنت اتهبلت ياجدع انت؟؟ .. هو إيه اللي حصل للرجالة ؟؟ .. واحد يقع من رمش .. والتاني يقع من غمزة عين .. واللي يقع من رفع الحاجب رغم اني طول عمري بخاف من رفع الحواجب .. لأ والمصيبة ايه .. فيه رجالة بتقع لوحدها .. مجرد ماتيجي سيرة واحدة ست تلاقيه يسخسخ الحزين ويقع لوحده ...روح ياشيخ الله ينكد عليك.. آل نظرة عين تحولك من الزحام للفردوس .. احنا فين احنا .. في الاتوبيس .. تلاتة باللهي العظيم انت اتلحست خلاااااااص .. "راندا الشنواني" كلت دماغك وسحرت لك بعين العفريت وفاسوخ .. عملالك عمل سفلى نجس .. وكتبته على ضهر سمكة يتيمة مابتخلفش .. ورمتها في بحر ابو قير .. عشان تفضل طول عمرك بتريل وتجري وراها زي الدراويش ومجاذيب سيدي المرسي أبو العباس .. واللهي ياصاحبي انت كنت جدع .. انا عارف ايه اللي دهولك كدة يابعيد.. منك لله ياراندا يابنت الشنواني".

• • حسين لايعرف الحب .. مسكين .. انه اشبه بالفنار الخرب الذي انحسرت عنه المياه ففقد قيمته .. واصبح بلافائدة .. فلا هو يهدي سفناً تائهة .. ولاهو يصلح للسكنى .. لكن هذا لن يمنعني من ترتيبات الزواج براندا عروس الكون كله .. ملاك هذا العالم الجميل .. ووداعة النسيم البارد .. حينما يداعبك في ليلة صيف حارة .. وداعاً للحر .. ومرحباً بالزواج.

• تلاتة باللهي العظيم انت اللي بارد .. يابني آدم نابليون قالها حكمة .. ابحث عن المرأة .. وده معناه ان كل مصيبة لازم يكون وراها واحدة ست.. تعرف مين اللي في الصورة ده؟ .. ده الكابتن مصراوي لاعب الاسكواش المشهور .. ده كان عضو معانا هنا في نادي اسبورتنج .. شايف .. شاب زي الورد ازاي .. ياما نصحته مايتجوزش .. بعد سنتين جواز .. سنتين اتنين بس .. اعتزل الاسكواش واتفرغ لكتابة القصص والحكايات .. لأ ومش كدة وبس .. ده كان بيكتب مذكراته كمان .. وكان مسمي المذكرات دي مذكرات زوج سعيد جداً .. ضاعت منه مرة في النادي .. ولما ضاعت .. وقعت في إيد مدام ياسمين حرم القنصل عز الدين عثمان .. وما أدراك مدام ياسمين .. الياسمين كله .. دي بقى يامحترم .. صاحبة مرات الكابتن مصراوي الروح بالروح .. ربنا يشفيه بقى .. يارب اشفيه يارب .. غلبان وانت عارف يارب إنه غلبان .. بقاله 3 سنين في مستشفى جليم العام مابينطقش .. بيقولوا كوما .. غيبوبة يعني .. ياما نصحناه .. لكن كان دايماً راكب راسه زيك بالظبط.. عموما ياصاحبي انا هجيلك الفرح وهكون شايل معايا كحك وفطير زي اللي بنوزعهم في القرافة على روح الميتين .. ماهو يوم جوازك معناه انك مت وانت صغير وفي عز شبابك .. الله يرحمك ياصاحبي ويحسن اليك.

• • كانت ليلة زواجي براندا من اعظم ليالي الزواج في الاسكندرية .. لقد اقسمت ان اعلق الزينات من حي المنتزة حتى حي المنشية بطول الكورنيش .. كانت امنيتي ان يتحاكى اهل الثغر ومصر كلها عن سعادتي في الارتباط بحب عمري "راندا الشنواني" .. لم يحضر حسين الفرح بالطبع .. اكتفي ( النذل ) بارسال بوكيه ورد مكتوباً عليه " إنا لله وإنا اليه راجعون " .. لم اهتم بهذه الدعابة السخيفة .. أهتمامي كله لم يكن سوى في اتجاه راندا.. ماأروع ان يصالحك العالم .. أن تصالحك الدنيا .. أن تنال حظ البشر اجمعين في لحظة عشق ستدوم العمر كله... ماأنقى ان تشعر بأمتلاك العالم في لمسة انامل من تحب .. ما أروعك يارندا .. بحبك يارندا .. بحبك بحبك بحبككككككككك.

• انا ماخلصنيش اسيبك لوحدك في ليلة زي دي .. ماانا صاحبك برضه والعشرة ماتهونش الا على ولاد الحرام .. انا صممت اني انقلك في عربية الاسعاف هنا جنب مصراوي في عنبر المشوهين.. شايف ياولداه باصص في السقف ازاي .. أهو بقاله على الحال المهبب ده 3 سنين .. الدكاترة بتقول حالته بتتحسن وعينيه من خمس اسابيع بدأت تبربش .. آهو ده مثال حي للسعادة الزوجية .. عايز تقول حاجة يامصراوي ؟.. مش عايز .. طب ياخويا .. ربنا يخف عنك ياحبيبي .. آل مذكرات زوج سعيد آل .. ربنا يشفيك ياخويا .. ربنا يشفيك يامصراوي ويشفي كمان اللي راقد جنبك على السرير ياخويا .. جالك ايه بقى يامغفل من الجواز .. اهي راندا اتجوزتك اهي واللاخر قبل مايعدي اسبوع من الجواز فرمتك بسنانها زي العنكبوتة .. حد يرتبط بنمرة متوحشة .. الستات في طبعهم التوحش .. دي غريزة والغريزة غلابة .. بقى يارب اتنين زي الورد كانو اعضاء في نادي واحد ودلوقتي يبقوا اعضاء في عنبر واحد برضه .. لا ومش اي عنبر .. عنبر المشوهيين.

• • راندا خدعتني ياحسين .. ولازم مصراوي يفوق ويحط ايده في ايدي وإيدك عشان نرد كرامتنا ورجولتنا.

• رجولتنا ؟؟ .. رجولتك انت وهو ياخفيف .. أنا مازلت راجل عند مبدأي .. وبعدين قوللي هنا .. إنت هترد رجولتك إزاي ؟؟ .. ماكلتها قطط الجنس اللطيف يا بو مخ عجة وبطاطس مهروس .. أكلوها جبابرة العالم الحديث والمعاصر يارجل الكهف يامغفل .. بقولك ايه بقى بطل كلام خالص دلوقتي .. ولا نفس احسن ( الست ) الحكيمة جاية.

• • ست ؟!! ست بلاش ياحسين .. انا مش عايز اشوف ستات تاني خلاص .. انا بقيت اخاف منهم ياخويا .. بتستندل .. بتهرب وتجري ياحسين .. طب قبل ماتهرب وتسيبني معاها لوحدي كنت اعدلني ع القبلة واقرا على روحي الفاتحة ياخويا.

بقلم: محيي الدين ابراهيم أسماعيل
كاتب وإعلامي مصري