الأربعاء، 14 يونيو 2006

مصريون على قمة العالم ( الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
كانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد. أحمد .. هكذا اطلق الأب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل !  
مدخل:
إن شعرت بالضآلة والاضطهاد فلن تجد في ذاتك إلا الخوف ولن ترى في الأخر إلا جبروته، لأن هزيمتك تبدأ في قلبك أولا قبل أن تحل على المحيط الذي تعيش بداخله، ولأن القلب لبنة الوطن فإن الوطن يصبح رهينة مشاعرك بالنصر أو اليأس، أن استشعرت النصر والكبرياء انتصرت وانتصر، وإن تملكتك مشاعر الإحباط والضآلة واستسلمت لعقد الاضطهاد ضاع منك كل شئ لأن الله ومن ثم العالم لايعترفان إلا بالأقوى.
اهداء:
الى كل المصريين الشرفاء الذين أصروا بإبداعاتهم على اعتلاء قمة الوجود الإنساني فإرتفع بوجودهم اسم مصر والمصريين اقدم ملامح من سيرة ثلاثة من ابناء مصر الشرفاء.

ولايسعني وقبل أن أنتهي من هذا التمهيد القصير إلا أن اتوجه بالشكر إلى اسماء اخرى مصرية اضاءت لي مساحة كبيرة من طريق معرفة شخصية العالم الدكتور محمد النشائي وهي اسماء لاتقل في قيمتها وعظمتها عن قيمة وعظمة كل من ارتفع بإبداعه وجهده ليضع لبنة طيبة في جدار الوجود الإنساني وهم:
الاستاذ/ الصحفي والروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير اخبار الأدب
الأستاذ الدكتور / احمد فؤاد باشا نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد كلية العلوم
الأستاذ/ احمد بلح كاتب علمي متخصص 

1 - الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية

"انني ادين بهذه الجائزة لعائلتي ولوطني الأم مصر" احمد زويل

"أن جامعة كالتك تعيش الآن عاما من النجاح والتفوق والسعادة وذلك بسبب حصولها علي المركز الأول هذا العام بين جامعات الولايات المتحدة الامريكية كما ان من بين أعضاءها .العالم الأول في الكيمياء لهذا العام الدكتور أحمد زويل" دافيد بالتيمور أستاذ علم الأحياء و رئيس جامعة كالتك

" ان عمل زويل قد غير نظرة العلماء الي ديناميكية التفاعلات الكيمياء تغييرا جذريا, فإن دراسة الأحداث والتفاعلات الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية .التي تحدث في ثانية الفيمتو يعتبر أعظم إنجاز للإنسان خلال القرن الماضي" رودلف ماركوس أستاذ الكيمياء بجامعة كالتك والفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1992

" إن إنجازا الدكتور زويل لا يمكن أن يوصف إلا أنه رائعا, وأضاف أن الدكتور زويل يستحق هذه الجائزة عن جدارة ويستحق كل التقدير والتكريم, وان الدكتور زويل يعتبر قدوة لكل مصري وعربي .وأن عمله يحفز كل العلماء المصريين علي الاحتذاء به لتقديم المزيد والمزيد من التقدم العلمي " عمرو موسي وزير الخارجية المصري

" إن الدكتور أحمد زويل الذي يحمل الجنسية المصرية والأمريكية قد فاز بالجائزة لأنه إستطاع ان يظهر للعالم انه من الممكن بإستخدام تكنولوجيا الليزر الحديثة مشاهدة ومراقبة الذرات وهي تتحد لتكوين جزيئات أثناء التفاعل الكيميائي, وأن دراساته الرائدة في مجال التفاعلات الكيميائية قد أضافت الكثير لعلم الكيمياء والعلوم المرتبطة به وذلك منذ أواخر عام 1980 التي شهدت ولادة اكتشافه المذهل كيمياء الفيمتو بإستخدام كاميرات خاصة فائقة .السرعة لتصوير التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها و أن اكتشاف الدكتور أحمد زويل هذا قد مكننا من رؤية حركة الذرات كما تخيلها العلم وأنها لم تعد غير مرئية لنا .مما يعد إضافة غير مسبوقة لهذا لعلم الكيمياء" الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم

26 فبراير 1946، احدى ليالي الشتاء في منزل الأستاذ حسني زويل بمدينة دمنهور محافظة البحيرة ، كان المنزل يضج بحركة نسائية غير عادية إذ ينتظر الجميع قدوم ضيفاً جديداً على العائلة، كان بيتاً بسيطاً ومتواضعاً كغالب بيوت المصريين الشرفاء، وكانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد.
احمد .. هكذا اطلق الاب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل ، نظر بسعادة الى اخو زوجته الأستاذ علي ربيع حماد فأومأ له رأسه بالموافقة أذ وقع الاسم علية وقع المطمئنين وصار احمد ذلك الطفل النابغة هادئ الطباع الذي لازم اباه وانتقل معه في زمن الصبا من دمنهور الى دسوق بسبب تغيير محل عمل والده رغم ارتباطه النفسي وحبه الجم لخاله الاستاذ علي ربيع حماد الذي وعده ليلة السفر إلى دسوق إن تفوق في دراسته ودخل جامعة الأسكندرية فلن يعيش طيلة فترة الدراسة إلا معه في منزله بدمنهور، كرر الخال وعده مرة ثانية اثناء مغادرة احمد دمنهور متجهاً إلى دسوق مع والده ووالدته واخوته الصغار هانم وسهام ونعمة وقال له أن 8 ش10 منشية إفلاقة دمنهور في استقبالك شريطة أن تتفوق وتدخل جامعة الأسكندرية وهو ماحدث بالفعل عام 1963 حين التحق بكلية العلوم جامعة الأسكندرية لمدة اربعة سنوات عاشها كلها مع خاله الاستاذ علي ربيع حماد إلى أن تخرج منها عام 1967 حاصلاً على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ثم تقدم لنيل درجة الماجستير حيث استطاع انهاء رسالته في ثمانية اشهر فقط ، لكن بيروقراطية الجامعات لم تسمح له بمناقشتها إلا بعد استكمال المدة المقررة لها، وهي حسب قوانين الجامعة عامان حيث تم له في العام 1969 الحصول على الماجستير عن بحثه الذي تقدم به في علم الاطياف.
كان تفوق زويل ونهمه الشديد للعلم هما الدافع الرئيس لأن يستكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنه كان يعمل وقتها ومنذ أن كان طالباً في السنة الثالثة بكلية العلوم في شركة شل للبترول فرع الاسكندرية، كان قراراً نهائياً بالسفر فتخصصه نادر والبلد تعيش بعد النكسة حالة اللاحرب واللا سلم ولابد له من اتخاذ خطوة جادة ربما تكون صعبة لكن لابد من أن تكون خطوة لاتحمل في طياتها حالة مايسمى بحالة الفعل واللافعل وسافر زويل لأميركا واستقر بجامعة بنسلفانيا التي نال منها رسالة الدكتوراه اوائل عام 1974.
حينما ينتصر الوطن فإن ابناءه تكون اقدر على النجاح واتخاذ القرار الصائب بخلاف زمن الهزيمة بل وأن تعلي هي ايضاً من شأن الوطن ورفعته، لقد كانت مصر عام 1974 في ازهى لحظات انتصارها، انها لحظات لايستشعرها إلا الذين يعيشون خارج الوطن ذاته وتدفعهم حالة الإنتصار هذه وكأنها تضخ في عروقهم دماءً جديدة في أن يتوجوا هذا الإنتصار بانتصارات خاصة بهم تعضد من معنى الإنتصار العام وتحافظ على وجوده ومن هنا قبل زويل أن ينضم لفريق الأبحاث بجامعة بيركلي بولاية كالفورنيا واستمر بها عامين كاملين حتى التحق في عام 1976 بكلية كالتك ليعمل بها كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين من عمره حيث تم تكليفه بإجراء بحث ومنحه 65 الف دولار هذا بخلاف معملين بكامل تجهيزاتهما وحجرة مكتب خاصة به، واشترطوا عليه خلال 6 سنوات ان يحقق ابحاثا واكتشافات لها قيمتها، فإذا نجح يعين في الجامعة، واذا اخفق يترك الجامعة. ولكن بعد مرور اربعة اشهر قررت الجامعة تثبيته بل ومنحه في عام 1982 لقب الاستاذية لانه حقق بحثا هاما تم نشره في الدوريات العالمية بل وأطلقوا عليه فرويد الذرة المعاصر حتى أتي عام 1990 ليتم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج،وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "ثانية الفيمتو" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, ولقد تسلم جائزته في إحتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد .وغيرهم ، وبعدها احتل زويل كرسي استاذ الليزر بجامعة »كالينك« ليونسي باولنج عالم الفيزياء الذي فاز بجائزة نوبل، واصبح ايضاً مديرا لمعمل اشعة الليزر فيها. وكتب العديد من الابحاث في مجال الليزر (350 بحثا) وألف 6 كتب متخصصة في هذا العلم. وقد حصل زويل على 23 جائزة اميركية بخلاف الجوائز الاخرى ونال عضوية الجمعية الاميركية للعلوم والفنون الانسانية وعمل استاذاً زائراً في جامعات عديدة في اميركا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا ومصر والسعودية. 
ومنحته جامعة اكسفورد الدكتوراه الفخرية، ولم تقتصر جهود زويل عند هذا الحد بل أنه قام باختراع الكاميرا السحرية المسماة: »كاميرا »الفيمتو« (وهي الكاميرا التي نجحت في تصوير ولادة وموت الخلايا بحجم الانسان في اقل من واحد من البليون جزء في الثانية. 
ولم ينته به المطاف في نيل ارفع الدرجات العلمية والأوسمة عند ذلك فنال عدة اوسمة وجوائز اخرى منها: وسام ليونار دافنشي من فرنسا ووسام الملك فيصل عام 1989 ووسام العلوم من مصر تسلمه من الرئيس مبارك في احتفال العيد الاول للبحث العلمي عام 1990وكذلك جائزة وكالة »ناسا« للفضاء 1991، وفي 30/4/1998 كرمته مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الاميركية وتسلم منها الوسام الذي اهدته إياه مؤسسة بنيامين فرانكلين الاميركية وهو الوسام نفسه الذي منحته من قبل لكل من اينشتاين ومدام كوري واديسون وغراهام بل كما سجل اسمه في الكتاب التاريخي لعلماء اميركا وفي العام 1999تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء ليصبح أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء.
والدكتور أحمد زويل متزوج من الطبيبة السورية ديما الفحام وهي تعمل طبيبة في مجال الصحة العامة، ولهما أربعة أولاد: مها، وأماني ونبيل وهاني ، وهو يعيش حاليا في .سان مارينو بولاية كاليفورنيا. 


ماهي نظرية الفيمتو ثانية " تجميد الزمن "

هو مقياس جديد للزمن يستطيع قياس الكيفية التي تتحرك بها الذرات داخل الجزيئات خلال التفاعل الكيميائي عن طريق قياس الأشياء بتجميدها ثم إمكانية تصويرها بعد ذلك من خلال الفيمتو ثانية وهي جزء من البليون جزء من الثانية الواحدة، وقد قالت الأكاديمية المانحة لجائزة نوبل اثناء تسليمها زويل هذة الجائزة انها تمنحه اياها لإنجازاته الرائدة في التفاعلات الكيميائية الاساسية باستخدام ومضات اشعة الليزر القصيرة في وقت حدوث التفاعلات, وأن إسهامات الدكتور أحمد زويل قد أحدثت ثورة في الكيمياء والعلوم التي تتعلق بها لأن هذا الإنجاز الهائل يمكننا من فهم وشرح وتوقع العديد من التفاعلات الهامة التي لم .يكن من الممكن قبل ذلك ملاحظتها كما أضافت الأكاديمية أن عمل الدكتور أحمد زويل في أواخر عام 1980 أدي الي ميلاد كيمياء الفيمتو "FemtoChemistry" وهي إستخدام كاميرات خاصة فائقة السرعة لملاحظة التفاعلات الكيميائية بسرعة ثانية الفيمتو .وهي أقل وحدة زمنية في الثانية الواحدة وأضافت أيضا اننا قد وصلنا الي نهاية الطريق , وأنه لا يوجد تفاعلات كيميائية تحدث بسرعة أكثر من سرعة ثانية الفيمتو, .ونحن الآن نستطيع أن نري التحركات للذرات الفردية كما نتخيلها, فلم تعد تلك الذرات غير مرئية لنا.

مصريون على قمة العالم ( الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
كانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد. أحمد .. هكذا اطلق الأب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل !  
مدخل:
إن شعرت بالضآلة والاضطهاد فلن تجد في ذاتك إلا الخوف ولن ترى في الأخر إلا جبروته، لأن هزيمتك تبدأ في قلبك أولا قبل أن تحل على المحيط الذي تعيش بداخله، ولأن القلب لبنة الوطن فإن الوطن يصبح رهينة مشاعرك بالنصر أو اليأس، أن استشعرت النصر والكبرياء انتصرت وانتصر، وإن تملكتك مشاعر الإحباط والضآلة واستسلمت لعقد الاضطهاد ضاع منك كل شئ لأن الله ومن ثم العالم لايعترفان إلا بالأقوى.
اهداء:
الى كل المصريين الشرفاء الذين أصروا بإبداعاتهم على اعتلاء قمة الوجود الإنساني فإرتفع بوجودهم اسم مصر والمصريين اقدم ملامح من سيرة ثلاثة من ابناء مصر الشرفاء.

ولايسعني وقبل أن أنتهي من هذا التمهيد القصير إلا أن اتوجه بالشكر إلى اسماء اخرى مصرية اضاءت لي مساحة كبيرة من طريق معرفة شخصية العالم الدكتور محمد النشائي وهي اسماء لاتقل في قيمتها وعظمتها عن قيمة وعظمة كل من ارتفع بإبداعه وجهده ليضع لبنة طيبة في جدار الوجود الإنساني وهم:
الاستاذ/ الصحفي والروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير اخبار الأدب
الأستاذ الدكتور / احمد فؤاد باشا نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد كلية العلوم
الأستاذ/ احمد بلح كاتب علمي متخصص 

1 - الدكتور احمد زويل صاحب نظرية الفيمتو ثانية

"انني ادين بهذه الجائزة لعائلتي ولوطني الأم مصر" احمد زويل

"أن جامعة كالتك تعيش الآن عاما من النجاح والتفوق والسعادة وذلك بسبب حصولها علي المركز الأول هذا العام بين جامعات الولايات المتحدة الامريكية كما ان من بين أعضاءها .العالم الأول في الكيمياء لهذا العام الدكتور أحمد زويل" دافيد بالتيمور أستاذ علم الأحياء و رئيس جامعة كالتك

" ان عمل زويل قد غير نظرة العلماء الي ديناميكية التفاعلات الكيمياء تغييرا جذريا, فإن دراسة الأحداث والتفاعلات الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية .التي تحدث في ثانية الفيمتو يعتبر أعظم إنجاز للإنسان خلال القرن الماضي" رودلف ماركوس أستاذ الكيمياء بجامعة كالتك والفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1992

" إن إنجازا الدكتور زويل لا يمكن أن يوصف إلا أنه رائعا, وأضاف أن الدكتور زويل يستحق هذه الجائزة عن جدارة ويستحق كل التقدير والتكريم, وان الدكتور زويل يعتبر قدوة لكل مصري وعربي .وأن عمله يحفز كل العلماء المصريين علي الاحتذاء به لتقديم المزيد والمزيد من التقدم العلمي " عمرو موسي وزير الخارجية المصري

" إن الدكتور أحمد زويل الذي يحمل الجنسية المصرية والأمريكية قد فاز بالجائزة لأنه إستطاع ان يظهر للعالم انه من الممكن بإستخدام تكنولوجيا الليزر الحديثة مشاهدة ومراقبة الذرات وهي تتحد لتكوين جزيئات أثناء التفاعل الكيميائي, وأن دراساته الرائدة في مجال التفاعلات الكيميائية قد أضافت الكثير لعلم الكيمياء والعلوم المرتبطة به وذلك منذ أواخر عام 1980 التي شهدت ولادة اكتشافه المذهل كيمياء الفيمتو بإستخدام كاميرات خاصة فائقة .السرعة لتصوير التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها و أن اكتشاف الدكتور أحمد زويل هذا قد مكننا من رؤية حركة الذرات كما تخيلها العلم وأنها لم تعد غير مرئية لنا .مما يعد إضافة غير مسبوقة لهذا لعلم الكيمياء" الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم

26 فبراير 1946، احدى ليالي الشتاء في منزل الأستاذ حسني زويل بمدينة دمنهور محافظة البحيرة ، كان المنزل يضج بحركة نسائية غير عادية إذ ينتظر الجميع قدوم ضيفاً جديداً على العائلة، كان بيتاً بسيطاً ومتواضعاً كغالب بيوت المصريين الشرفاء، وكانت لحظات ترقب وقلق تبدو واضحة على وجه الأستاذ حسني زويل ، إذ يبدو جلياً أنه بحاجة ماسة للإطمئنان على زوجته ومولودهما الجديد.
احمد .. هكذا اطلق الاب الذي تبدو على وجهه علامات السعادة هذا الأسم على المولود الذكر الوحيد الذي رزق به حتى الآن، ثم ردد الاسم في سره مرة اخرى كأنما يقرأ المستقبل: احمد حسني زويل ، نظر بسعادة الى اخو زوجته الأستاذ علي ربيع حماد فأومأ له رأسه بالموافقة أذ وقع الاسم علية وقع المطمئنين وصار احمد ذلك الطفل النابغة هادئ الطباع الذي لازم اباه وانتقل معه في زمن الصبا من دمنهور الى دسوق بسبب تغيير محل عمل والده رغم ارتباطه النفسي وحبه الجم لخاله الاستاذ علي ربيع حماد الذي وعده ليلة السفر إلى دسوق إن تفوق في دراسته ودخل جامعة الأسكندرية فلن يعيش طيلة فترة الدراسة إلا معه في منزله بدمنهور، كرر الخال وعده مرة ثانية اثناء مغادرة احمد دمنهور متجهاً إلى دسوق مع والده ووالدته واخوته الصغار هانم وسهام ونعمة وقال له أن 8 ش10 منشية إفلاقة دمنهور في استقبالك شريطة أن تتفوق وتدخل جامعة الأسكندرية وهو ماحدث بالفعل عام 1963 حين التحق بكلية العلوم جامعة الأسكندرية لمدة اربعة سنوات عاشها كلها مع خاله الاستاذ علي ربيع حماد إلى أن تخرج منها عام 1967 حاصلاً على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ثم تقدم لنيل درجة الماجستير حيث استطاع انهاء رسالته في ثمانية اشهر فقط ، لكن بيروقراطية الجامعات لم تسمح له بمناقشتها إلا بعد استكمال المدة المقررة لها، وهي حسب قوانين الجامعة عامان حيث تم له في العام 1969 الحصول على الماجستير عن بحثه الذي تقدم به في علم الاطياف.
كان تفوق زويل ونهمه الشديد للعلم هما الدافع الرئيس لأن يستكمل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنه كان يعمل وقتها ومنذ أن كان طالباً في السنة الثالثة بكلية العلوم في شركة شل للبترول فرع الاسكندرية، كان قراراً نهائياً بالسفر فتخصصه نادر والبلد تعيش بعد النكسة حالة اللاحرب واللا سلم ولابد له من اتخاذ خطوة جادة ربما تكون صعبة لكن لابد من أن تكون خطوة لاتحمل في طياتها حالة مايسمى بحالة الفعل واللافعل وسافر زويل لأميركا واستقر بجامعة بنسلفانيا التي نال منها رسالة الدكتوراه اوائل عام 1974.
حينما ينتصر الوطن فإن ابناءه تكون اقدر على النجاح واتخاذ القرار الصائب بخلاف زمن الهزيمة بل وأن تعلي هي ايضاً من شأن الوطن ورفعته، لقد كانت مصر عام 1974 في ازهى لحظات انتصارها، انها لحظات لايستشعرها إلا الذين يعيشون خارج الوطن ذاته وتدفعهم حالة الإنتصار هذه وكأنها تضخ في عروقهم دماءً جديدة في أن يتوجوا هذا الإنتصار بانتصارات خاصة بهم تعضد من معنى الإنتصار العام وتحافظ على وجوده ومن هنا قبل زويل أن ينضم لفريق الأبحاث بجامعة بيركلي بولاية كالفورنيا واستمر بها عامين كاملين حتى التحق في عام 1976 بكلية كالتك ليعمل بها كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين من عمره حيث تم تكليفه بإجراء بحث ومنحه 65 الف دولار هذا بخلاف معملين بكامل تجهيزاتهما وحجرة مكتب خاصة به، واشترطوا عليه خلال 6 سنوات ان يحقق ابحاثا واكتشافات لها قيمتها، فإذا نجح يعين في الجامعة، واذا اخفق يترك الجامعة. ولكن بعد مرور اربعة اشهر قررت الجامعة تثبيته بل ومنحه في عام 1982 لقب الاستاذية لانه حقق بحثا هاما تم نشره في الدوريات العالمية بل وأطلقوا عليه فرويد الذرة المعاصر حتى أتي عام 1990 ليتم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج،وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف بإسم "ثانية الفيمتو" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية, ولقد تسلم جائزته في إحتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسان الاسبقان للولايات المتحدة الامريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد .وغيرهم ، وبعدها احتل زويل كرسي استاذ الليزر بجامعة »كالينك« ليونسي باولنج عالم الفيزياء الذي فاز بجائزة نوبل، واصبح ايضاً مديرا لمعمل اشعة الليزر فيها. وكتب العديد من الابحاث في مجال الليزر (350 بحثا) وألف 6 كتب متخصصة في هذا العلم. وقد حصل زويل على 23 جائزة اميركية بخلاف الجوائز الاخرى ونال عضوية الجمعية الاميركية للعلوم والفنون الانسانية وعمل استاذاً زائراً في جامعات عديدة في اميركا وبريطانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا ومصر والسعودية. 
ومنحته جامعة اكسفورد الدكتوراه الفخرية، ولم تقتصر جهود زويل عند هذا الحد بل أنه قام باختراع الكاميرا السحرية المسماة: »كاميرا »الفيمتو« (وهي الكاميرا التي نجحت في تصوير ولادة وموت الخلايا بحجم الانسان في اقل من واحد من البليون جزء في الثانية. 
ولم ينته به المطاف في نيل ارفع الدرجات العلمية والأوسمة عند ذلك فنال عدة اوسمة وجوائز اخرى منها: وسام ليونار دافنشي من فرنسا ووسام الملك فيصل عام 1989 ووسام العلوم من مصر تسلمه من الرئيس مبارك في احتفال العيد الاول للبحث العلمي عام 1990وكذلك جائزة وكالة »ناسا« للفضاء 1991، وفي 30/4/1998 كرمته مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الاميركية وتسلم منها الوسام الذي اهدته إياه مؤسسة بنيامين فرانكلين الاميركية وهو الوسام نفسه الذي منحته من قبل لكل من اينشتاين ومدام كوري واديسون وغراهام بل كما سجل اسمه في الكتاب التاريخي لعلماء اميركا وفي العام 1999تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء ليصبح أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء.
والدكتور أحمد زويل متزوج من الطبيبة السورية ديما الفحام وهي تعمل طبيبة في مجال الصحة العامة، ولهما أربعة أولاد: مها، وأماني ونبيل وهاني ، وهو يعيش حاليا في .سان مارينو بولاية كاليفورنيا. 


ماهي نظرية الفيمتو ثانية " تجميد الزمن "

هو مقياس جديد للزمن يستطيع قياس الكيفية التي تتحرك بها الذرات داخل الجزيئات خلال التفاعل الكيميائي عن طريق قياس الأشياء بتجميدها ثم إمكانية تصويرها بعد ذلك من خلال الفيمتو ثانية وهي جزء من البليون جزء من الثانية الواحدة، وقد قالت الأكاديمية المانحة لجائزة نوبل اثناء تسليمها زويل هذة الجائزة انها تمنحه اياها لإنجازاته الرائدة في التفاعلات الكيميائية الاساسية باستخدام ومضات اشعة الليزر القصيرة في وقت حدوث التفاعلات, وأن إسهامات الدكتور أحمد زويل قد أحدثت ثورة في الكيمياء والعلوم التي تتعلق بها لأن هذا الإنجاز الهائل يمكننا من فهم وشرح وتوقع العديد من التفاعلات الهامة التي لم .يكن من الممكن قبل ذلك ملاحظتها كما أضافت الأكاديمية أن عمل الدكتور أحمد زويل في أواخر عام 1980 أدي الي ميلاد كيمياء الفيمتو "FemtoChemistry" وهي إستخدام كاميرات خاصة فائقة السرعة لملاحظة التفاعلات الكيميائية بسرعة ثانية الفيمتو .وهي أقل وحدة زمنية في الثانية الواحدة وأضافت أيضا اننا قد وصلنا الي نهاية الطريق , وأنه لا يوجد تفاعلات كيميائية تحدث بسرعة أكثر من سرعة ثانية الفيمتو, .ونحن الآن نستطيع أن نري التحركات للذرات الفردية كما نتخيلها, فلم تعد تلك الذرات غير مرئية لنا.

الأحد، 11 يونيو 2006

الحلقة الثانية: حوار مع خطيب ثورة يوليو الضابط الحر وحيد رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

  

وطنية مشرفة باشا هي التي أدت لاغتياله

دخلت الحربية بواسطة مفتي الديار المصرية

أول يوم لي في الحربية اشتعلت شرارة الحرب العالمية الثانية

ملاحظة عجيبة وتكاد تكون مدهشة تلك التي لاحظتها في كل من قابلتهم منذ قررت البحث في التاريخ القديم والمعاصر وهي أن صناع التاريخ يحملون عناداً متشابهاً وذوي إرادة حديدية ولا يعرفون الهزيمة إطلاقا ولا يؤمنون إلا بما تمليه عليهم ضمائرهم، وبرغم السجن والنفي وربما التجويع والتعذيب لا يعترفون بالاضطهاد حتى وإن وقع – وقد وقع بالفعل على اغلبهم – ليقين استشعرته فيهم - من خبرة حواراتي معهم – أن مجرد الإحساس بتلك المشاعر السلبية تعني النهاية وعدم استحقاق الحياة، إذ أن الحياة لا تليق بمن داسته الأقدام فأرتضى عيشة النعال متلذذاً بمهانة كونه من شلة المضطهدين حتى وان كان لا يدري، لذلك فهم نجوم ساطعة ولا يتجاوبون أو يتشاركون في صناعة التاريخ إلا مع نجوم مثلهم.. هذا هو حالهم .. حال المنتصرين دائما .. حال من مسهم الضر فأصروا على المقاومة لتضئ دولة العدل داخلهم رغم الطغاة، وهاهو سعادة السفير وحيد رمضان أحد من شاركوا في صناعة تاريخ مصر المعاصر نلتقي به مرة أخرى لنستضئ من ذكريات كفاحة لعلها تأتينا بقبس.

وقفنا في الحلقة السابقة سعادة السفير على أن علي مصطفى مشرفة باشا عميد كلية العلوم استدعاكم في مكتبه وحذركم مع بقية الزملاء من نقل الكلية من العباسية للجيزة وكان دافعة في ذلك وخاصة معك انت على وجه الخصوص أن هناك علاقة إنسانية تربط بينكما فما هي تلك العلاقة سعادة السفير؟
كانت هناك علاقة انسانية بالفعل، هذا بالأضافة إلى كونه رئيس اتحاد كلية العلوم وانا سكرتير هذا الإتحاد

إذن هذه العلاقة المهنية هي ما أدت لحدوث علاقة إنسانية؟
ليست مهنية ولكنها علاقة نشاط كان له اهميته وقتذاك.

بالطبع .. ولكني كنت اقصد بمهنية اشتراكم في عمل واحد؟
هذا حقيقي .. خاصة أن الاتحادات في ذلك الوقت كان لها من الأهمية ما يدفع المؤسسات السياسية لأن تعمل لها ألف حساب.

وهل ارتضى هذه العلاقة رغم كونك طالب وهو دكتور؟
كان هناك نضج في كل شئ .. ثم أنك كنت بمجرد حصولك على الثانوية العامة تصير " أفندي " يعني شخص مسئول، وعليه فإن الإتحاد كان اتحاداً بمعناه السياسي المسئول، كنا جميعاً مسئولون.

يعني الإتحادات لم تكن لعب عيال أو واجهه " كوموفلاج " لإظهار أن في البلد ديموقراطية؟
 انتخابات الإتحاد كانت أقرب لانتخابات البرلمان، وكان المرشحون الطلبة أعضاء في أحزاب سياسية وأنا ترشحت تحت عباءة الوفد.

لكن ألم تكن هناك زيارات عائلية بمعنى صالون ثقافي أو سياسي أو ربما علمي في منزل مشرفة باشا؟
لا لم يكن هناك شئ من هذا القبيل.

إذن لم تحدث مثل هذه اللقاءات المنزلية؟
لا لم تحدث، وربما لم تحدث إلا في منزل النحاس باشا ومكرم عبيد باشا كما سبق وأشرت في حديث سابق.

هل هذا يعني أن مشرفة باشا لم يعنى بالسياسة أو لم يكن رجل سياسة على الأطلاق؟
اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

إذن كان له انتماءً حزبياً؟
بالطبع

ماذا كان انتماؤه؟
كان وفدياً .. بل أن حكومة الوفد هي التي قامت بتعيينه عميداً لكلية العلوم.

هل رأيتم منه موقفاً سياسياً معلنا يشهد عليه؟
الجميع في ذلك الوقت يا محيي كان لهم موقف معلن ضد الاحتلال والإنجليز والفساد، يعني كان موقفه مثل موقف كل المصريين الشرفاء وقد كنا جميعاً ضد الإحتلال.
هل توافقني الرأي سعادة السفير في انك وانت بإعدادي طب كنت طالباً نجماً بين زملاءه؟
أطلق عليها ما شئت .. لكني كنت ثورياً .. وكان موقفي واضح من الإنجليز .. وهذا –  ربما - ما جعلني ظاهراً بين أقراني .. أو ماتطلق عليه انت بلغة الدراما والمسرح نجومية.

معذرة سعادة السفير لكني اقصد كونك شاب في مقتبل العمر ويحمل ظهوراً متألقاً مادم تعبير نجومية لا تقبله ..
أقبله يا محيي مادامت أنت الذي تطلقه.. فأنت رجل مسرح أليس كذلك؟

قبولك هذا شرف لي سعادة السفير .. واسمح لي بشرق تكملة سؤالي لكم ....  كنتم تحملون ظهوراً متألقاً وفي مقتبل العمر وبدايات سلم المستقبل المضمون داخل كلية لها وزنها وقيمتها وهيبتها ستحقق لاريب هذا المستقبل وبترف، ثم فجأة تتحولون منها إلى الحربية، ألم يكن هذا اندفاعا في اتخاذ القرار سعادة السفير؟
كيف يكون الطموح اندفاعاً؟؟ .. من أول يوم دخلت فيه الثانوي قررت أن أدخل الحربية .. قرار الحربية لم يكن انفعال لحظة ولكنه جزء من ضميري الثوري .. أن لحظة كتابتي وأنا في الثانوي ببني سويف بطاقة الرغبات الخاصة بالجامعات ملأت الرغبات كلها باسم الكلية الحربية، كنت أؤمن لحظتها بأن الحربية هي سبيلي الوحيد للخلاص من الإنجليز، مهما كان مستقبل الطب رفيعاً ومترفاً.

لكنك قدمت أوراقك للطب أولاً ولم تقدمها للحربية؟
بالعكس انا قدمت اوراقي اولا للحربية وفور حصولي على الثانوية العامة عام 1937 ولكنني لم انجح في الكشف الطبي فدخلت الطب، ولكني لم أيأس وعليه قدمت أوراقي مرة اخرى عام 1939 للحربية مرة اخرى.

وهل قبلتك الحربية؟
قبلتني ونجحت والتحقت بها فعلياً في اول سبتمبر 1939

في اول يوم هاجمت القوات الألمانية بولندا مشعلةالشرارة الأولى للحرب العالمية الثانية؟
تمام .. انا دخلت الكلية في الظروف دي وهذه لها حكاية خاصة سنرويها لاحقاً.

إذن ضحيت بعامين كاملين في الطب مقابل أن تكون ضابطاً مصرياً
بالفعل هذا ما حدث .. الحربية بالنسبة لي كانت هدفاً مهماً وحينما اجتزته صار نقطة تحول في حياتي.

لكن ألم يعترض الوالد أو العائلة على قرارك هذا؟
بالطبع اعترض الوالد، فهو لم يكن يريدني في الحربية وامام عنادي واصراري استسلم لرغبتي ودخلت الحربية.

معرفتي بأحوال الجيش وقتذاك كانت لاتقبل إلا الواسطة فهل كان لك واسطة؟
نعم .. كان واسطتي في دخول الحربية الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت.

وهل قبل فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم أن يكون واسطتك للحربية ضد رغبة الوالد؟
هو كان صديق الوالد .. ولما استسلم الوالد لرغبتي تحدث مع صديقه الشيخ عبد المجيد سليم بشأن دخولي الحربية.

هل كان رفض الوالد دخولك الحربية نابعاً من ابتعاده عن السياسة أم أنه كان يقابل العناد بالعناد؟
والدي كان عالماً بالأزهر، وكان ككل علماء الأزهر في ذلك الوقت لهم موقف سياسي معلن وفي غاية القوة وهو ما ستندهش إذا ما عرفته.

وماهو ذلك الموقف سعادة السفير؟

وإلى الحلقة القادمة ان شاء الله

الحلقة الثانية: حوار مع خطيب ثورة يوليو الضابط الحر وحيد رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

  

وطنية مشرفة باشا هي التي أدت لاغتياله

دخلت الحربية بواسطة مفتي الديار المصرية

أول يوم لي في الحربية اشتعلت شرارة الحرب العالمية الثانية

ملاحظة عجيبة وتكاد تكون مدهشة تلك التي لاحظتها في كل من قابلتهم منذ قررت البحث في التاريخ القديم والمعاصر وهي أن صناع التاريخ يحملون عناداً متشابهاً وذوي إرادة حديدية ولا يعرفون الهزيمة إطلاقا ولا يؤمنون إلا بما تمليه عليهم ضمائرهم، وبرغم السجن والنفي وربما التجويع والتعذيب لا يعترفون بالاضطهاد حتى وإن وقع – وقد وقع بالفعل على اغلبهم – ليقين استشعرته فيهم - من خبرة حواراتي معهم – أن مجرد الإحساس بتلك المشاعر السلبية تعني النهاية وعدم استحقاق الحياة، إذ أن الحياة لا تليق بمن داسته الأقدام فأرتضى عيشة النعال متلذذاً بمهانة كونه من شلة المضطهدين حتى وان كان لا يدري، لذلك فهم نجوم ساطعة ولا يتجاوبون أو يتشاركون في صناعة التاريخ إلا مع نجوم مثلهم.. هذا هو حالهم .. حال المنتصرين دائما .. حال من مسهم الضر فأصروا على المقاومة لتضئ دولة العدل داخلهم رغم الطغاة، وهاهو سعادة السفير وحيد رمضان أحد من شاركوا في صناعة تاريخ مصر المعاصر نلتقي به مرة أخرى لنستضئ من ذكريات كفاحة لعلها تأتينا بقبس.

وقفنا في الحلقة السابقة سعادة السفير على أن علي مصطفى مشرفة باشا عميد كلية العلوم استدعاكم في مكتبه وحذركم مع بقية الزملاء من نقل الكلية من العباسية للجيزة وكان دافعة في ذلك وخاصة معك انت على وجه الخصوص أن هناك علاقة إنسانية تربط بينكما فما هي تلك العلاقة سعادة السفير؟
كانت هناك علاقة انسانية بالفعل، هذا بالأضافة إلى كونه رئيس اتحاد كلية العلوم وانا سكرتير هذا الإتحاد

إذن هذه العلاقة المهنية هي ما أدت لحدوث علاقة إنسانية؟
ليست مهنية ولكنها علاقة نشاط كان له اهميته وقتذاك.

بالطبع .. ولكني كنت اقصد بمهنية اشتراكم في عمل واحد؟
هذا حقيقي .. خاصة أن الاتحادات في ذلك الوقت كان لها من الأهمية ما يدفع المؤسسات السياسية لأن تعمل لها ألف حساب.

وهل ارتضى هذه العلاقة رغم كونك طالب وهو دكتور؟
كان هناك نضج في كل شئ .. ثم أنك كنت بمجرد حصولك على الثانوية العامة تصير " أفندي " يعني شخص مسئول، وعليه فإن الإتحاد كان اتحاداً بمعناه السياسي المسئول، كنا جميعاً مسئولون.

يعني الإتحادات لم تكن لعب عيال أو واجهه " كوموفلاج " لإظهار أن في البلد ديموقراطية؟
 انتخابات الإتحاد كانت أقرب لانتخابات البرلمان، وكان المرشحون الطلبة أعضاء في أحزاب سياسية وأنا ترشحت تحت عباءة الوفد.

لكن ألم تكن هناك زيارات عائلية بمعنى صالون ثقافي أو سياسي أو ربما علمي في منزل مشرفة باشا؟
لا لم يكن هناك شئ من هذا القبيل.

إذن لم تحدث مثل هذه اللقاءات المنزلية؟
لا لم تحدث، وربما لم تحدث إلا في منزل النحاس باشا ومكرم عبيد باشا كما سبق وأشرت في حديث سابق.

هل هذا يعني أن مشرفة باشا لم يعنى بالسياسة أو لم يكن رجل سياسة على الأطلاق؟
اغتيال مشرفة باشا جاء بسبب موقفة الوطني تجاه وطنه وامته .. أليست هذه سياسة؟ .. لقد دفع حياته ثمنا لموقف واحد وقد كان من الممكن لو مال قليلا لصار علماً آخر .. لقد كان وطنياً للنخاع.

إذن كان له انتماءً حزبياً؟
بالطبع

ماذا كان انتماؤه؟
كان وفدياً .. بل أن حكومة الوفد هي التي قامت بتعيينه عميداً لكلية العلوم.

هل رأيتم منه موقفاً سياسياً معلنا يشهد عليه؟
الجميع في ذلك الوقت يا محيي كان لهم موقف معلن ضد الاحتلال والإنجليز والفساد، يعني كان موقفه مثل موقف كل المصريين الشرفاء وقد كنا جميعاً ضد الإحتلال.
هل توافقني الرأي سعادة السفير في انك وانت بإعدادي طب كنت طالباً نجماً بين زملاءه؟
أطلق عليها ما شئت .. لكني كنت ثورياً .. وكان موقفي واضح من الإنجليز .. وهذا –  ربما - ما جعلني ظاهراً بين أقراني .. أو ماتطلق عليه انت بلغة الدراما والمسرح نجومية.

معذرة سعادة السفير لكني اقصد كونك شاب في مقتبل العمر ويحمل ظهوراً متألقاً مادم تعبير نجومية لا تقبله ..
أقبله يا محيي مادامت أنت الذي تطلقه.. فأنت رجل مسرح أليس كذلك؟

قبولك هذا شرف لي سعادة السفير .. واسمح لي بشرق تكملة سؤالي لكم ....  كنتم تحملون ظهوراً متألقاً وفي مقتبل العمر وبدايات سلم المستقبل المضمون داخل كلية لها وزنها وقيمتها وهيبتها ستحقق لاريب هذا المستقبل وبترف، ثم فجأة تتحولون منها إلى الحربية، ألم يكن هذا اندفاعا في اتخاذ القرار سعادة السفير؟
كيف يكون الطموح اندفاعاً؟؟ .. من أول يوم دخلت فيه الثانوي قررت أن أدخل الحربية .. قرار الحربية لم يكن انفعال لحظة ولكنه جزء من ضميري الثوري .. أن لحظة كتابتي وأنا في الثانوي ببني سويف بطاقة الرغبات الخاصة بالجامعات ملأت الرغبات كلها باسم الكلية الحربية، كنت أؤمن لحظتها بأن الحربية هي سبيلي الوحيد للخلاص من الإنجليز، مهما كان مستقبل الطب رفيعاً ومترفاً.

لكنك قدمت أوراقك للطب أولاً ولم تقدمها للحربية؟
بالعكس انا قدمت اوراقي اولا للحربية وفور حصولي على الثانوية العامة عام 1937 ولكنني لم انجح في الكشف الطبي فدخلت الطب، ولكني لم أيأس وعليه قدمت أوراقي مرة اخرى عام 1939 للحربية مرة اخرى.

وهل قبلتك الحربية؟
قبلتني ونجحت والتحقت بها فعلياً في اول سبتمبر 1939

في اول يوم هاجمت القوات الألمانية بولندا مشعلةالشرارة الأولى للحرب العالمية الثانية؟
تمام .. انا دخلت الكلية في الظروف دي وهذه لها حكاية خاصة سنرويها لاحقاً.

إذن ضحيت بعامين كاملين في الطب مقابل أن تكون ضابطاً مصرياً
بالفعل هذا ما حدث .. الحربية بالنسبة لي كانت هدفاً مهماً وحينما اجتزته صار نقطة تحول في حياتي.

لكن ألم يعترض الوالد أو العائلة على قرارك هذا؟
بالطبع اعترض الوالد، فهو لم يكن يريدني في الحربية وامام عنادي واصراري استسلم لرغبتي ودخلت الحربية.

معرفتي بأحوال الجيش وقتذاك كانت لاتقبل إلا الواسطة فهل كان لك واسطة؟
نعم .. كان واسطتي في دخول الحربية الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت.

وهل قبل فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم أن يكون واسطتك للحربية ضد رغبة الوالد؟
هو كان صديق الوالد .. ولما استسلم الوالد لرغبتي تحدث مع صديقه الشيخ عبد المجيد سليم بشأن دخولي الحربية.

هل كان رفض الوالد دخولك الحربية نابعاً من ابتعاده عن السياسة أم أنه كان يقابل العناد بالعناد؟
والدي كان عالماً بالأزهر، وكان ككل علماء الأزهر في ذلك الوقت لهم موقف سياسي معلن وفي غاية القوة وهو ما ستندهش إذا ما عرفته.

وماهو ذلك الموقف سعادة السفير؟

وإلى الحلقة القادمة ان شاء الله

الجمعة، 7 أكتوبر 2005

بعبع الإخوان ومولد سيدي الرئيس

بقلم محيي الدين إبراهيم
المشكلة عندنا اليوم اصبحت كارثة واهمها كارثة الفكر .. الدماغ .. الروح .. الضمير .. حيث انتحر مبدعونا منذ خمسين عاماً. المشكلة هنا غيبوبة البني آدمين الذي كلما استفاق منهم احد فكر في مضاجعة ابنته بدلاً من ان يبحث لها عن عريس غيظاً في امرأته سليطة اللسان.

هكذا دائما تهب علينا نسائم العفاريت واشباح " ابو رجل مسلوخة " كلما طرأت على الشارع السياسي فوضى اشبه بفوضى مولد سيدي العمدة في كفر بخشوان، ومادام اي مولد اتنصب فانت بداخله ربما لاتعلم من هو صاحبه أو ماهو اسمه أو ماذا كان يفعل لأن المهم هو أن تخرج شحناتك النفسية المكبوته على عزم مافيك لتصبح بعدها هادئ البال قرير العين مستريح الضمير.
والمولد – أي مولد – في أي مكان بالعالم لاينصبة أو يحضره أو يمارسه إلا الشواذ إما فكريا أو جنسياً أو دينياً، ومع تفاعل الأضواء والصراخ وإزدياد الفوضى لايربح من المولد إلا ثلاث فئات مستفيدة هم اللص والدجال والعاهرة وكل شئ بأسم الدين أو الدفاع عن الدين وعلى عينك ياتاجر تحت سمع وبصر وحماية " الدستور" ومن سيدي الحسين لسيدي بلال لسيدى مرقص لسيدى كوهين هذا طبعاً بخلاف اسياد اخرى في الهند وافريقيا وبلاد الزراف تلتقي افئدة البشر رغم اختلاف الملل على منطق واحد داخل المولد وهو منطق الشذوذ لأنه رغم اختلاف الألسنة والمترجم دائما مايظل المعنى واحداً والمعنى الذي نعيشه اليوم في حاضرنا المصري ياسادة هو معنى " الفتة " ولكي يقترب المفهوم أكثر فهو " صحن الفتة " وصحن الفتة هذه الأيام هو كرسي " المريسة " والمولد هو مولد الإنتخابات أما الفوضى فهي اننا لانعرف ماذا نريد إلا من إجادة " الحنجلة " والرقص بالحبل والعصا ؟!. وعلى منهج الموالد يأتي الغاوي من اقصى البلاد ليشارك بنفسه فرحة الشذوذ وحضور الليلة الكبيره والرقص حتى الثمالة حتى ولو كان المولد في بلد غير بلده وحينما تسأله: مالك ومال المولد؟ يجيبك أن صاحب المقام كله بركة وان لازم ينوب المحبين نصيب من " الفتة ". والمولد مجمع لكل الاحباب والأضاد وكل شيخ وله طريقة وكل طريقة ولها اتباع وكل تابع ماسك في " ديل " سيده وكل سيد ضد التاني والشاطر من يحصد أكبر كم من الغلة آخر المولد حتى ولو كان الحصاد على حساب امه وابيه. اتفق الجميع على الإخوان رغم انهم بلا وزن على الإطلاق إلا من الوزن الذي إدعاه عليهم أعدائهم فجعلوهم اصحاب وزن فزادوهم غطرسة واتفق الإخوان على الجميع رغم أن الجميع أرباب متفرقون سيسقطون من تلقاء انفسهم، واصبح الهم السياسي اليوم هو هم تولي النساء مقعد الرئاسة وتولي النساء رئاسة سجن ابو زعبل وتولي النساء مأمورية القيام بمهام نوم العازب وحليب الثور رغم اننا لانسمع ذلك من الغرب حينما يتقدم المرشحون للرئاسة الأمريكية مثلاً حيث لانجد بين المرشحين إمرأة واحدة ولانجد من يبكي على عدم وجود " بنوتة " حلوة تدير دفة أي دولة عظمى في العالم ولو لمدة اربعة اعوام فقط لاغير! هل القضية ياسادة قضية نساء وحجاب ودقون ؟ إن كانت كذلك فعلينا إذن استصدار احكام عرفية عالمية لذبح كل رجال ونساء الدين من كل ملة ولون ووطن بدءا من اتباع عبادة البقرة وبوذا والمهاتما حنفي وانتهاءً بالإسلام لان كل هؤلاء البشر بحجاب وذقون وسلوكهم بحسب لغة الإنترنت والفاكس ومعطيات غزو الفضاء أكل عليه الزمن وثمل حتى الموت ! ياريت تبقى المشكلة عندنا في مصر مشكلة حجاب وموسيقى ودقن وشنب كانت تبقى هينة! ياريت مشكلة مصر كانت تبقى محصورة في الفقر والبطالة ورغيف العيش كانت تتحل! المشكلة عندنا اليوم اصبحت كارثة واهمها كارثة الفكر .. الدماغ .. الروح .. الضمير .. حيث انتحر مبدعونا منذ خمسين عاماً. المشكلة هنا غيبوبة البني آدمين الذي كلما استفاق منهم احد فكر في مضاجعة ابنته بدلاً من ان يبحث لها عن عريس غيظاً في امرأته سليطة اللسان. المشكلة انعدام الحب وعموم الكره والعداوة حتى اوشك الوطن أن يضيع او كاد حيث صار قاب قوسين أو أدنى. اننا اساتذة في صناعة العفاريت والبعابع عباقرة في صناعة الخوف فلاسفة في اجترار الظلم واعتلاء خشبة مسرح العالم لتمثيل دور الشهيد من الآخر كل مولد واحنا طيبين.

بعبع الإخوان ومولد سيدي الرئيس

بقلم محيي الدين إبراهيم
المشكلة عندنا اليوم اصبحت كارثة واهمها كارثة الفكر .. الدماغ .. الروح .. الضمير .. حيث انتحر مبدعونا منذ خمسين عاماً. المشكلة هنا غيبوبة البني آدمين الذي كلما استفاق منهم احد فكر في مضاجعة ابنته بدلاً من ان يبحث لها عن عريس غيظاً في امرأته سليطة اللسان.

هكذا دائما تهب علينا نسائم العفاريت واشباح " ابو رجل مسلوخة " كلما طرأت على الشارع السياسي فوضى اشبه بفوضى مولد سيدي العمدة في كفر بخشوان، ومادام اي مولد اتنصب فانت بداخله ربما لاتعلم من هو صاحبه أو ماهو اسمه أو ماذا كان يفعل لأن المهم هو أن تخرج شحناتك النفسية المكبوته على عزم مافيك لتصبح بعدها هادئ البال قرير العين مستريح الضمير.
والمولد – أي مولد – في أي مكان بالعالم لاينصبة أو يحضره أو يمارسه إلا الشواذ إما فكريا أو جنسياً أو دينياً، ومع تفاعل الأضواء والصراخ وإزدياد الفوضى لايربح من المولد إلا ثلاث فئات مستفيدة هم اللص والدجال والعاهرة وكل شئ بأسم الدين أو الدفاع عن الدين وعلى عينك ياتاجر تحت سمع وبصر وحماية " الدستور" ومن سيدي الحسين لسيدي بلال لسيدى مرقص لسيدى كوهين هذا طبعاً بخلاف اسياد اخرى في الهند وافريقيا وبلاد الزراف تلتقي افئدة البشر رغم اختلاف الملل على منطق واحد داخل المولد وهو منطق الشذوذ لأنه رغم اختلاف الألسنة والمترجم دائما مايظل المعنى واحداً والمعنى الذي نعيشه اليوم في حاضرنا المصري ياسادة هو معنى " الفتة " ولكي يقترب المفهوم أكثر فهو " صحن الفتة " وصحن الفتة هذه الأيام هو كرسي " المريسة " والمولد هو مولد الإنتخابات أما الفوضى فهي اننا لانعرف ماذا نريد إلا من إجادة " الحنجلة " والرقص بالحبل والعصا ؟!. وعلى منهج الموالد يأتي الغاوي من اقصى البلاد ليشارك بنفسه فرحة الشذوذ وحضور الليلة الكبيره والرقص حتى الثمالة حتى ولو كان المولد في بلد غير بلده وحينما تسأله: مالك ومال المولد؟ يجيبك أن صاحب المقام كله بركة وان لازم ينوب المحبين نصيب من " الفتة ". والمولد مجمع لكل الاحباب والأضاد وكل شيخ وله طريقة وكل طريقة ولها اتباع وكل تابع ماسك في " ديل " سيده وكل سيد ضد التاني والشاطر من يحصد أكبر كم من الغلة آخر المولد حتى ولو كان الحصاد على حساب امه وابيه. اتفق الجميع على الإخوان رغم انهم بلا وزن على الإطلاق إلا من الوزن الذي إدعاه عليهم أعدائهم فجعلوهم اصحاب وزن فزادوهم غطرسة واتفق الإخوان على الجميع رغم أن الجميع أرباب متفرقون سيسقطون من تلقاء انفسهم، واصبح الهم السياسي اليوم هو هم تولي النساء مقعد الرئاسة وتولي النساء رئاسة سجن ابو زعبل وتولي النساء مأمورية القيام بمهام نوم العازب وحليب الثور رغم اننا لانسمع ذلك من الغرب حينما يتقدم المرشحون للرئاسة الأمريكية مثلاً حيث لانجد بين المرشحين إمرأة واحدة ولانجد من يبكي على عدم وجود " بنوتة " حلوة تدير دفة أي دولة عظمى في العالم ولو لمدة اربعة اعوام فقط لاغير! هل القضية ياسادة قضية نساء وحجاب ودقون ؟ إن كانت كذلك فعلينا إذن استصدار احكام عرفية عالمية لذبح كل رجال ونساء الدين من كل ملة ولون ووطن بدءا من اتباع عبادة البقرة وبوذا والمهاتما حنفي وانتهاءً بالإسلام لان كل هؤلاء البشر بحجاب وذقون وسلوكهم بحسب لغة الإنترنت والفاكس ومعطيات غزو الفضاء أكل عليه الزمن وثمل حتى الموت ! ياريت تبقى المشكلة عندنا في مصر مشكلة حجاب وموسيقى ودقن وشنب كانت تبقى هينة! ياريت مشكلة مصر كانت تبقى محصورة في الفقر والبطالة ورغيف العيش كانت تتحل! المشكلة عندنا اليوم اصبحت كارثة واهمها كارثة الفكر .. الدماغ .. الروح .. الضمير .. حيث انتحر مبدعونا منذ خمسين عاماً. المشكلة هنا غيبوبة البني آدمين الذي كلما استفاق منهم احد فكر في مضاجعة ابنته بدلاً من ان يبحث لها عن عريس غيظاً في امرأته سليطة اللسان. المشكلة انعدام الحب وعموم الكره والعداوة حتى اوشك الوطن أن يضيع او كاد حيث صار قاب قوسين أو أدنى. اننا اساتذة في صناعة العفاريت والبعابع عباقرة في صناعة الخوف فلاسفة في اجترار الظلم واعتلاء خشبة مسرح العالم لتمثيل دور الشهيد من الآخر كل مولد واحنا طيبين.

الأحد، 14 أغسطس 2005

التابعي .. حكاية شعب وازمة وطن

بقلم: محيي الدين إبراهيم
سليمان نجيب مازحا : انت قلت لي بقى ياتابعي العرافة اياها دي قالت لك ايه؟ تلات بلاد وتلات نسوان وتلات رتب ! طب ماقالتلكش على الخمسين جنيه دول اللي لسه دافعهوملك يوسف وهبي عشان يرحمك من دخول السجن ياحدق .. آل عرافة آل .. ماهو التلات رتب دول يابني ادم هما سجن مصر .. وبلاط سجن مصر .. وشاويشية سجن مصر .. طبعاً ما انت وش كده مدام لسانك طويل... في انجلترا ياتابعي .. انجلترا!!!

ولأن التابعي – قدراً – عاش في فترة ليست حرجة فقط بالنسبة لمصر انما للعالم كله 1896 / 1977 فقد كانت الكتابة عنه مسألة شديدة الوعورة بسبب مالحياة التابعي من زخم عظيم من احداث ماتكاد تمسك بواحده منها حتى تنطلق اخرى في تلاحق مستمر وسريع، وفي تضاد مستمر وسريع ايضاً ، ونحن لن نتحدث عن كل المسائل التي تتعلق بالتابعي فلسنا في قامته ولاقيمته ولكننا سنجتهد في دحض مسألتين اهمها أن كل من أراد الحديث عنه – أي عن التابعي - قام باختزال كفاح هذا الرجل طيلة اكثر من 60
عاما من العطاء المهني والسياسي والوطني في اشياء بعيدة تماماً عن الرجل نفسه وهي انه زئر نساء وهذا باطل يراد به حق وانه اساء للدعاة وهذا ايضاً باطل يراد به حق، والرجل لمن اراد الحديث كان صاحب شفرة وأكواد لا يفهمها ألا القليل ممن عاصروه واختلطوا به او بقلمه وربما هذه الشفرات والأكواد هي مادفعت اصدقاؤه لان يطلقوا عليه ( كاهن الكلمة ) وربما أدعي أني استطعت فهم بعضها بعد اعتكافي على جمع البعض من معلومات عنه، وحيث كانت هذه الشفرات في قلمه تقيل وزارات احيانا وتبني صحف وتغلق اخرى ولعل اشهر من ادرك شفراته النحاس باشا فاختاره في معيته لايفارقه وكذلك فاروق الأول رغم كل ماكان يبدو في الظاهر من فتور في
العلاقة، وربما من اهم الشفرات التي فعلها التابعي اعلانه عن ميلاد اول عدد لاخر ساعة 14 يوليو وهو يوم لم يختاره التابعي فقط لكونه تاريخ يوم قيام الثورة الفرنسية ولكن لسبب آخر في غاية الذكاء وهو أن هذا التاريخ بعد فك شفرته عبارة عن سلاح " ردع " لشخصيات يعلمونه جيداً ويعلمهم وكان يريد أن يوصل لهم تلك الرسالة التحذيرية، ليؤكد لهم انه رغم كل مايحمله لهم من حب او صداقة فلن تكون صداقتهم أو محبتهم اعظم قدرا عنده من محبته لمصر وكونه في الأصل والنشأة وحتى الممات فلاحا مصرياً من الدقهلية يحمل كل خصال البسطاء من اهل وطنه وكل كبرياء تاريخه.. والاسئلة التي تدور حول شفرات التابعي كثيرة اهمها لماذا ترك السيدة روز اليوسف وترك مجلتها ولماذا انشأ اخر ساعة ولماذا باعها ولماذا باعها لمصطفى وعلى امين بالذات ولماذا شارك محمود ابو الفتح وكريم ثابت في عام 1926 في انشاء جريدة المصري ولماذا باع حصته فيها بالكامل وهي الثلث ( 30% ) لمصطفى باشا النحاس، لماذا تزوج زوزو حمدي الحكيم وطلقها بسرعة، وهل كان التابعي يعمل لصالح الألمان في الحرب العالمية الثانية، ولماذا كان التابعي هو الصحفي الوحيد الذي يدخل قصر الملكة ويختلط بحريم الملك، لماذا كريم ثابت ولماذا الحلفاء ولماذا سان استيفانو ، وهل خصومة فؤاد الاول معه ورثها فاروق الأولايضاً، لماذا كان اكثر حظاً بالعطف من حريم القصر وخاصة عطف نازلي، لماذا كتم علمه بتنظيم الضباط الاحرار عن كريم ثابت تحديداً وماسر الخصومة الخفية الغير معلنة بينه وبين كريم ثابت وهل وشى به لرجال الثورة؟، وربما ادعو من حالفه الحظ لقراءة مقالات التابعي بخط يده أن يعيد قراءتها مرة اخرى وكذلك انصح بقراءة قصة التابعي " نورا " تحديداً لمن لم يعرف في قراءتها الأولى من هي نورا، اما كتبه الكثيرة أسرار السياسة والساسة " و " نساء في
حياتي " و " بعض من عرفت " وكتاب آخر عن احمد باشا حسنين وكلها كتب تحتاج لفك مابها من شفرات لنتعرف خلالها من جديد علىماغاب عنا في فترة من اهم فترات مصر مازلنا نحيا نتائجها حتى يومنا هذا، واحب ان اؤكد ان ميلاد التابعي لم يكن لحظة مولده الفعلي 1896 ولكن بدأت تجهيزات القدر له قبل ذلك بسبعة وعشرين عاما في بيروت عام 1869 مع ظهور مثلث المحافل مكاريوس – صروف – ثابت الذي كان لهم دورا كبيرا في مأساة هذا الوطن وحتى يومنا هذا وربما في مأساة التابعي نفسه الأمر الذي دفعة للكفاح بصمت الحكماء حتى اخر نفس في رئتيه ولم يدرك ذلك حتى اقرب المقربين له ولم يدركوا مالذي كان يختزنه في صدره و يتحايل عليه بسفره الدائم.

التابعي .. حكاية شعب وازمة وطن

بقلم: محيي الدين إبراهيم
سليمان نجيب مازحا : انت قلت لي بقى ياتابعي العرافة اياها دي قالت لك ايه؟ تلات بلاد وتلات نسوان وتلات رتب ! طب ماقالتلكش على الخمسين جنيه دول اللي لسه دافعهوملك يوسف وهبي عشان يرحمك من دخول السجن ياحدق .. آل عرافة آل .. ماهو التلات رتب دول يابني ادم هما سجن مصر .. وبلاط سجن مصر .. وشاويشية سجن مصر .. طبعاً ما انت وش كده مدام لسانك طويل... في انجلترا ياتابعي .. انجلترا!!!

ولأن التابعي – قدراً – عاش في فترة ليست حرجة فقط بالنسبة لمصر انما للعالم كله 1896 / 1977 فقد كانت الكتابة عنه مسألة شديدة الوعورة بسبب مالحياة التابعي من زخم عظيم من احداث ماتكاد تمسك بواحده منها حتى تنطلق اخرى في تلاحق مستمر وسريع، وفي تضاد مستمر وسريع ايضاً ، ونحن لن نتحدث عن كل المسائل التي تتعلق بالتابعي فلسنا في قامته ولاقيمته ولكننا سنجتهد في دحض مسألتين اهمها أن كل من أراد الحديث عنه – أي عن التابعي - قام باختزال كفاح هذا الرجل طيلة اكثر من 60
عاما من العطاء المهني والسياسي والوطني في اشياء بعيدة تماماً عن الرجل نفسه وهي انه زئر نساء وهذا باطل يراد به حق وانه اساء للدعاة وهذا ايضاً باطل يراد به حق، والرجل لمن اراد الحديث كان صاحب شفرة وأكواد لا يفهمها ألا القليل ممن عاصروه واختلطوا به او بقلمه وربما هذه الشفرات والأكواد هي مادفعت اصدقاؤه لان يطلقوا عليه ( كاهن الكلمة ) وربما أدعي أني استطعت فهم بعضها بعد اعتكافي على جمع البعض من معلومات عنه، وحيث كانت هذه الشفرات في قلمه تقيل وزارات احيانا وتبني صحف وتغلق اخرى ولعل اشهر من ادرك شفراته النحاس باشا فاختاره في معيته لايفارقه وكذلك فاروق الأول رغم كل ماكان يبدو في الظاهر من فتور في
العلاقة، وربما من اهم الشفرات التي فعلها التابعي اعلانه عن ميلاد اول عدد لاخر ساعة 14 يوليو وهو يوم لم يختاره التابعي فقط لكونه تاريخ يوم قيام الثورة الفرنسية ولكن لسبب آخر في غاية الذكاء وهو أن هذا التاريخ بعد فك شفرته عبارة عن سلاح " ردع " لشخصيات يعلمونه جيداً ويعلمهم وكان يريد أن يوصل لهم تلك الرسالة التحذيرية، ليؤكد لهم انه رغم كل مايحمله لهم من حب او صداقة فلن تكون صداقتهم أو محبتهم اعظم قدرا عنده من محبته لمصر وكونه في الأصل والنشأة وحتى الممات فلاحا مصرياً من الدقهلية يحمل كل خصال البسطاء من اهل وطنه وكل كبرياء تاريخه.. والاسئلة التي تدور حول شفرات التابعي كثيرة اهمها لماذا ترك السيدة روز اليوسف وترك مجلتها ولماذا انشأ اخر ساعة ولماذا باعها ولماذا باعها لمصطفى وعلى امين بالذات ولماذا شارك محمود ابو الفتح وكريم ثابت في عام 1926 في انشاء جريدة المصري ولماذا باع حصته فيها بالكامل وهي الثلث ( 30% ) لمصطفى باشا النحاس، لماذا تزوج زوزو حمدي الحكيم وطلقها بسرعة، وهل كان التابعي يعمل لصالح الألمان في الحرب العالمية الثانية، ولماذا كان التابعي هو الصحفي الوحيد الذي يدخل قصر الملكة ويختلط بحريم الملك، لماذا كريم ثابت ولماذا الحلفاء ولماذا سان استيفانو ، وهل خصومة فؤاد الاول معه ورثها فاروق الأولايضاً، لماذا كان اكثر حظاً بالعطف من حريم القصر وخاصة عطف نازلي، لماذا كتم علمه بتنظيم الضباط الاحرار عن كريم ثابت تحديداً وماسر الخصومة الخفية الغير معلنة بينه وبين كريم ثابت وهل وشى به لرجال الثورة؟، وربما ادعو من حالفه الحظ لقراءة مقالات التابعي بخط يده أن يعيد قراءتها مرة اخرى وكذلك انصح بقراءة قصة التابعي " نورا " تحديداً لمن لم يعرف في قراءتها الأولى من هي نورا، اما كتبه الكثيرة أسرار السياسة والساسة " و " نساء في
حياتي " و " بعض من عرفت " وكتاب آخر عن احمد باشا حسنين وكلها كتب تحتاج لفك مابها من شفرات لنتعرف خلالها من جديد علىماغاب عنا في فترة من اهم فترات مصر مازلنا نحيا نتائجها حتى يومنا هذا، واحب ان اؤكد ان ميلاد التابعي لم يكن لحظة مولده الفعلي 1896 ولكن بدأت تجهيزات القدر له قبل ذلك بسبعة وعشرين عاما في بيروت عام 1869 مع ظهور مثلث المحافل مكاريوس – صروف – ثابت الذي كان لهم دورا كبيرا في مأساة هذا الوطن وحتى يومنا هذا وربما في مأساة التابعي نفسه الأمر الذي دفعة للكفاح بصمت الحكماء حتى اخر نفس في رئتيه ولم يدرك ذلك حتى اقرب المقربين له ولم يدركوا مالذي كان يختزنه في صدره و يتحايل عليه بسفره الدائم.

الخميس، 21 أبريل 2005

حادث الازهر فوضي سياسية ام ارهاب منظم

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
صار الإرهاب في مصر حالياً – رغم كل الاحتياطات الأمنية التي يبذلها رجال الشرطة - يحاول أن يضع قدمه اليمنى على رؤوس العباد مسلمين ومسيحين وقدمه اليسرى فوق رقبة النظام والدولة لإجبار مصر كلها على الرضوخ لعقيدة جديدة ابسط مايمكننا وصفها انها عقيدة شيطانية ترفض الحياه وتأبى إلا أن يموت الكل إما خوفا أو تحت مسامير المفرقعات !
اخذت الفوضي داخل الشارع المصري تاخذ ابعاداًَ جديدة اكثر خطورة عما سبق منذ عده شهور، فبعد أن انحصرت في العامين السابقين داخل المجتمع المصري باثاره نعرات الطائفية والفتنة بين طرفي الامة تخطت اليوم – هذه الفوضي  - حاجز هذه الاثارة لتصل الي ميدان التخريب والتفجير التي ربما كان اولها حادثة الازهر وما تزامن معها وفي نفس الوقت من الحرائق التي نشبت في دار مناسبات مسيحية في قرية " تلوانه " التابعة لمركز الباجور منوفية.
وحادث الازهر ربما يكون اول الاحداث ولكن لا يجب ان ننتهج منهج النعامة فنضع رؤوسنا في الرمال ونقول او ربما نصدق انه سيكون ايضا اخر الاحداث التخريبية الفوضوية في مصر لانه ببساطة لن يكون اخرها حيث صار الإرهاب في مصر حالياً – رغم كل الاحتياطات الأمنية التي يبذلها رجال الشرطة -  يحاول أن يضع قدمه اليمنى على رؤوس العباد مسلمين ومسيحين وقدمه اليسرى فوق رقبة النظام والدولة لإجبار مصر كلها على الرضوخ لعقيدة جديدة ابسط مايمكننا وصفها انها عقيدة شيطانية ترفض الحياه وتأبى إلا أن يموت الكل إما خوفا أو تحت مسامير المفرقعات التي اصبح يصنعها الهواة في بئر سلالم المنازل الآيلة للسقوط في المناطق العشوائية بمصر  والتي اصبحت تمثل اكثر من 70% من حجم الاحياء السكنية في مصر واصبحت بسكانها الحانقين والمتعبين والمعدمين اخطر على مصر من مأساة احتلال جديد لكون هؤلاء السكان وببساطة اقرب للطابور الخامس  بل إن خطرهم بسبب مايعانونه من فقر ومرض واحباط وبطالة وحقد طبقي وبيئي لن تكون نتيجته وخلال زمن قصير – إذا لم يتم علاجه بسرعة وحكمة – لن تكون نتيجته الا الخراب والهزيمة والسقوط لنا جميعاً وطناً ومواطنين. 
لا جدال ان الوعي الديني داخل مصر سواء عند المسلمين او الاقباط قد اخذ في الانعطاف نحو زوايا خطره جدا فبينما اتجه الاقباط الي العزله والانغلاق علي انفسهم داخل المجتمع والتطلع إلى الهجرة خارج الوطن تحت وطأه الشعور بالاضطهاد – الذي مامن شك موجود رغم التغني بالوحدة الوطنية - اتجه بعض الشباب من الطرف الاخر المسلم الي مليء فراغ البطالة والاحباط الي فتاوي الانترنت ومدارس بن لادن في تعلم اساليب صناعة القنابل والأسلحة وحرب العصابات للانتقام من مجتمعاتهم التي سلبتهم اهم الشرايين التي تمدهم بالحياة وهو شريان الحلم بغد افضل. 
 ان شباب مصر- غالب شباب مصر اليوم - لم يعد له حق في أي تمثيل انساني او اجتماعي او سياسي بعدما صارت كل هذه الحقوق حكرا علي اولاد الذوات وابناء الحظوة واصحاب الجاه ورجال الأعمال ولم يتبق لهم – بعد التهميش - سوي الفقر واليأس الذان اصبحا يمثلان غربة المصريين في وطنهم رغم انهم مازالوا ابناؤه ويحييون بداخله .
ما هو الدافع وراء طفل او ربما مراهق يبلغ من العمر ثمانية عشرة عاما لكي يقوم بتفجير نفسه في احدي حواري شارع جوهر الصقلي بحي الازهر ؟.
ماهو السر والبيئة التي مكنته من تمني الموت على الحياة في هذه السن الصغيرة؟
لقد انتحر منذ شهور شاباً مصرياً في ريعان الشباب احتجاجاً على عدم عثورة على وظيفة تحقق له الحد الادنى من كرامته ووجوده كإنسان فهل كان حسن رافت منفذ جريمة الازهر يحاول الانتحار لنفس الدافع ولكن بعد ان يرسل بإنتحاره هذا رسالة احتجاج سياسية للعالم كله في مظروف يحوي إلى جانب جثته جثث لقتلى آخرين من دول اجنبية؟  وماذا لو انتهج كل المراهقين في مصر منهج حسن رافت منفذ جريمة الازهر والذي كان طالبا بالفرقة الاولي بكلية الهندسة جامعة الزقازيق واحرقوا مصر كلها بدافع الثار لاحلامهم الممنوعة أو الإنتحار احتجاجاً وبنفس هذا الإسلوب؟ 
ان مصر علي شفا حفرة من فوضى سياسية ودينية واجتماعية وترجع الاسباب كلها الي انعدام القدوة وانعدام المثل الاعلي وتراكم الاحباطات في نفوس شبابها بعدما امنوا انهم لا يتنفسون سوي احلاما فاسدة .
اننا ندق ناقوس الخطر لكل الوطنيين من سياسيين ورجال دين وفكر واعلام وثقافة ان يفعلوا ما تحتمه عليهم ضمائرهم ومراكزهم القيادية داخل الوطن في نهضة الأمة والناس بالعدل وليس اتباعاً لمنهج الوزير المسجون يوسف والي في ذبح الرعية ممن وثقوا فيهم بالأفكار المسرطنة حتى لا يضيع الوطن ونحن امام ضياعه مغيبين وكاننا ابناء غرزه واحدة نتعاطي فيها المخدرات وحقن الماكس وليس وطنا محترما نتعاطي فيه دروس الانتماء والحب وندفعه سويا للامام وسط التحديات الخطره التي يواجهها والمستحيلات التي يحياها بالفعل.
 اننا نستصرخكم انسوا انفسكم  قليلا وكونوا لمصر ولو ساعة .