الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.


الخميس، 10 يوليو 2014

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (3)

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة،
  

الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف

المتلقي شديد الذكاء وعلى المبدع أن يكون في درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته

الإرهاب في مجتمعاتنا نابع من ضعف العملية التعليمية وتجاهل منهج الدين ومناهج الرياضة والفنون


مازلنا في حديث الذكريات مع أهم المخرجين المسرحيين في مصر وعالمنا العربي، مازلنا مع المخرج القدير مجدي مجاهد الذي استطاع بإيمانه بوطنه وفنه أن يكون أيضاً مكتشف النجوم وربما على رأسهم اليوم على سبيل المثال لا الحصر الفنان القدير يحيي الفخراني الذي تخرج من مدرسة مجدي مجاهد، هذا المخرج الذي آمن بالشباب وبأنهم مستقبل هذه الأمة فكان مسرحة يعج دوماً بطاقة الشباب اللامتناهية والتي تعلمت منه الكثير وخرجت لتبدع في شتى المجالات الفنية من تحت عباءة الفنان القدير مجدي مجاهد:

مجدي مجاهد:
لقد تعلمت على يد جيل رائع مؤمن بالشباب، جيل أمثال عبد الرحيم الزرقاني ونور الدمرداش والسيد بدير وغيرهم كثير، جيل كان يعطي الفرصة للشباب بكل حب واستاذية، جيل كان يؤمن بأنه سيأتي يوما سيحمل فيه الشباب راية العطاء لمصر، ولذلك حين جاء دوري كان الشباب همي الأول، كنت استعين بهم وبنسبة لا تقل عن 75% من حجم الفريق، في الاضاءة، مساعدي اخراج، فنيين، ممثلين، كنت في كل عمل جديد اجد عندي اصرار على تقديم نجم جديد أو نجمين من الشباب، حينما استشعر أن هذا الشباب يمتلك روح النجومية كنت اقرر فوراً أن يكون هو بطل العرض القادم، بل لقد جازفت وكونت فريقاً كاملاً كنت أراه فريقاً عبقرياً وصنعت منه فرقة مسرحية أطلقت عليها ( فرقة أنغام الشباب ) وهي فرقة لاقت نجاحاً جماهيريا واسعاً وكان من أهم نجومها اليوم من أعتبره أبنا لي وهو الفنان القدير والجميل سامح الصريطي، الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف.

مجدي مجاهد:
لم أصرف من جيبي على عرض ” العشرة الطيبة ” ولكن المسألة كانت كالتالي: كنت وقتها عام 1983 مديراً للمسرح الغنائي وحينها تم انتدابي كمشرف عام على فرقة المسرح الكوميدي مع “السيد راضي” أثناء قيامي بالتحضير للعشرة الطيبة، وفوجئت بالمسرح الكوميدي يحرر لي عقداً مالياً كمشرف عام بجانب مرتبي كمدير للمسرح الغنائي، وبمجرد معرفتي بأمر هذا العقد جلست مع ” منار أبو هيف” وقلت لها أني أتنازل عن قيمة عقدي هذا لكل فريق ” العشرة الطيبة ” ووسط دهشة الجميع واصراري على التنازل عن قيمة العقد كان رد الفعل أكثر مماتوقعت من فريق العمل، إذ كان الجميع يتفانى حسب طاقة كل واحد منهم في بذل أقسى ما يمكن بذله لإنجاح العرض وتقديمه بالصورة المثلى، كانت الروح الجماعية هي المنهج الذي يضمنا جميعاً وكان العمل ونجاح العمل هو هدف الكل.

مجدي مجاهد:
هذا صحيح، منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة، وأقول لك بصراحة، أوبريت في قيمة العشرة الطيبة لو تم انتاجه هذه الأيام لن تقل تكلفته عن 10 ملايين جنيه، ولن يخرج بنفس قيمته الفنيه، لماذا؟ .. لأن مظلة الحب لم تعد موجودة مثلما كانت في الماضي بين الفريق الواحد، الجميع يريد أن يكون بطلاً، كما أن المتلقي في ظل الغزو الدرامي التليفزيوني – الرهيب – لم يعد يقبل على مشاهدة المسرح كما كان في السابق، المسرح اليوم، أو الفن بشكل عام يحتاج إلى إعادة صياغة، يحتاج إلى إعادة لملمة الأشلاء ودراسة ماذا يريد المشاهد وكيف نقدم له مسرحاً راقياً بأدوات تحاكي العصر، النهاردة الدنيا إتغيرت ومستحيل في زمن ( الهليوجرام) نقدم مسرحاً فقيراً وبأدوات فقيرة، لن يعيرك أحد انتباهه، فالمتلقي شديد الذكاء ولابد للمبدع أن يكون على درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته.

مجدي مجاهد:
بالفعل يامحيي، كل أغلب أعمالي إن لم يكن كلها تعتمد على المنحى الأخلاقي، ليس معنى أننا نقدم عملاً كوميدياً أن يكون عملاً مسفاً أو غير أخلاقي، أنظر لنجيب الريحاني، اسماعيل يس، عبد المنعم مدبولي، أمين الهنيدي، تقريباً كل جيل الكوميديانات القدامى، كانت الكوميديا موقف وتعتمد على الإضحاك وبعنف لكن بدون كلمة واحدة خارجة، وكذلك كانت تعتمد على علاج خلل مجتمعي حادث بالفعل دون خدش للحياء العام، وعليه كانت أغلب أعمالي لعلاج بعض مانراه من خلل داخل المجتمع، مثل التعصب الكروي على سبيل المثال، رغم أني زملكاوي واشجع الزمالك بكل مشاعري إلا أن أغلب اصدقائي ( أهلاوية ) وصداقة ( ماحصلتش ) وعليه هل لو الأهلي فاز على الزمالك أو فاز الزمالك على الأهلي نقاطع بعض!!؟؟ .. كانت مسألة التعصب بشكل عام تستفزني، مصر ليست بحاجة للتعصب، مصر بشعبها المعتدل الحضاري لايجب ان يكون من أحد خصاله التعصب، ولهذا قمت بعمل مسرحي نال اعجاب الناس حينها وهو مسرحية ( عالم كورة كورة )، مسرحية سخرنا فيها جميعا من التعصب بكل صوره وقدمنا فيها علاجاً لكل أمراض التعصب الإجتماعية بداخلنا.

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (3)

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة،
  

الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف

المتلقي شديد الذكاء وعلى المبدع أن يكون في درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته

الإرهاب في مجتمعاتنا نابع من ضعف العملية التعليمية وتجاهل منهج الدين ومناهج الرياضة والفنون


مازلنا في حديث الذكريات مع أهم المخرجين المسرحيين في مصر وعالمنا العربي، مازلنا مع المخرج القدير مجدي مجاهد الذي استطاع بإيمانه بوطنه وفنه أن يكون أيضاً مكتشف النجوم وربما على رأسهم اليوم على سبيل المثال لا الحصر الفنان القدير يحيي الفخراني الذي تخرج من مدرسة مجدي مجاهد، هذا المخرج الذي آمن بالشباب وبأنهم مستقبل هذه الأمة فكان مسرحة يعج دوماً بطاقة الشباب اللامتناهية والتي تعلمت منه الكثير وخرجت لتبدع في شتى المجالات الفنية من تحت عباءة الفنان القدير مجدي مجاهد:

مجدي مجاهد:
لقد تعلمت على يد جيل رائع مؤمن بالشباب، جيل أمثال عبد الرحيم الزرقاني ونور الدمرداش والسيد بدير وغيرهم كثير، جيل كان يعطي الفرصة للشباب بكل حب واستاذية، جيل كان يؤمن بأنه سيأتي يوما سيحمل فيه الشباب راية العطاء لمصر، ولذلك حين جاء دوري كان الشباب همي الأول، كنت استعين بهم وبنسبة لا تقل عن 75% من حجم الفريق، في الاضاءة، مساعدي اخراج، فنيين، ممثلين، كنت في كل عمل جديد اجد عندي اصرار على تقديم نجم جديد أو نجمين من الشباب، حينما استشعر أن هذا الشباب يمتلك روح النجومية كنت اقرر فوراً أن يكون هو بطل العرض القادم، بل لقد جازفت وكونت فريقاً كاملاً كنت أراه فريقاً عبقرياً وصنعت منه فرقة مسرحية أطلقت عليها ( فرقة أنغام الشباب ) وهي فرقة لاقت نجاحاً جماهيريا واسعاً وكان من أهم نجومها اليوم من أعتبره أبنا لي وهو الفنان القدير والجميل سامح الصريطي، الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف.

مجدي مجاهد:
لم أصرف من جيبي على عرض ” العشرة الطيبة ” ولكن المسألة كانت كالتالي: كنت وقتها عام 1983 مديراً للمسرح الغنائي وحينها تم انتدابي كمشرف عام على فرقة المسرح الكوميدي مع “السيد راضي” أثناء قيامي بالتحضير للعشرة الطيبة، وفوجئت بالمسرح الكوميدي يحرر لي عقداً مالياً كمشرف عام بجانب مرتبي كمدير للمسرح الغنائي، وبمجرد معرفتي بأمر هذا العقد جلست مع ” منار أبو هيف” وقلت لها أني أتنازل عن قيمة عقدي هذا لكل فريق ” العشرة الطيبة ” ووسط دهشة الجميع واصراري على التنازل عن قيمة العقد كان رد الفعل أكثر مماتوقعت من فريق العمل، إذ كان الجميع يتفانى حسب طاقة كل واحد منهم في بذل أقسى ما يمكن بذله لإنجاح العرض وتقديمه بالصورة المثلى، كانت الروح الجماعية هي المنهج الذي يضمنا جميعاً وكان العمل ونجاح العمل هو هدف الكل.

مجدي مجاهد:
هذا صحيح، منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة، وأقول لك بصراحة، أوبريت في قيمة العشرة الطيبة لو تم انتاجه هذه الأيام لن تقل تكلفته عن 10 ملايين جنيه، ولن يخرج بنفس قيمته الفنيه، لماذا؟ .. لأن مظلة الحب لم تعد موجودة مثلما كانت في الماضي بين الفريق الواحد، الجميع يريد أن يكون بطلاً، كما أن المتلقي في ظل الغزو الدرامي التليفزيوني – الرهيب – لم يعد يقبل على مشاهدة المسرح كما كان في السابق، المسرح اليوم، أو الفن بشكل عام يحتاج إلى إعادة صياغة، يحتاج إلى إعادة لملمة الأشلاء ودراسة ماذا يريد المشاهد وكيف نقدم له مسرحاً راقياً بأدوات تحاكي العصر، النهاردة الدنيا إتغيرت ومستحيل في زمن ( الهليوجرام) نقدم مسرحاً فقيراً وبأدوات فقيرة، لن يعيرك أحد انتباهه، فالمتلقي شديد الذكاء ولابد للمبدع أن يكون على درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته.

مجدي مجاهد:
بالفعل يامحيي، كل أغلب أعمالي إن لم يكن كلها تعتمد على المنحى الأخلاقي، ليس معنى أننا نقدم عملاً كوميدياً أن يكون عملاً مسفاً أو غير أخلاقي، أنظر لنجيب الريحاني، اسماعيل يس، عبد المنعم مدبولي، أمين الهنيدي، تقريباً كل جيل الكوميديانات القدامى، كانت الكوميديا موقف وتعتمد على الإضحاك وبعنف لكن بدون كلمة واحدة خارجة، وكذلك كانت تعتمد على علاج خلل مجتمعي حادث بالفعل دون خدش للحياء العام، وعليه كانت أغلب أعمالي لعلاج بعض مانراه من خلل داخل المجتمع، مثل التعصب الكروي على سبيل المثال، رغم أني زملكاوي واشجع الزمالك بكل مشاعري إلا أن أغلب اصدقائي ( أهلاوية ) وصداقة ( ماحصلتش ) وعليه هل لو الأهلي فاز على الزمالك أو فاز الزمالك على الأهلي نقاطع بعض!!؟؟ .. كانت مسألة التعصب بشكل عام تستفزني، مصر ليست بحاجة للتعصب، مصر بشعبها المعتدل الحضاري لايجب ان يكون من أحد خصاله التعصب، ولهذا قمت بعمل مسرحي نال اعجاب الناس حينها وهو مسرحية ( عالم كورة كورة )، مسرحية سخرنا فيها جميعا من التعصب بكل صوره وقدمنا فيها علاجاً لكل أمراض التعصب الإجتماعية بداخلنا.

الأربعاء، 14 مايو 2014

ديموقراطية البطون الفارغة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.

في فيلم الزوجة الثانية تغاضت ( فاطنة ) عن تحرش ( العمدة عتمان ) ( بثدييها ) أثناء الوضوء حينما أغراها ( بأوزة ) حيث قالت: ده إحنا كنا ناكل ونشرب وندعيلك .. مجرد ( أوزة ) تأكل منها ( فتفوتة ) وابنائها ( فتفوته ) وحماتها ( حته ) والباقي ( لأبو العلا ) الذي يشقى ويتعب جعلها تتغاضى عن ظلم وجبروت وتحرش ورغبة ( الحاكم ) بها بل وبرضا كامل تدعي له في صلاتها!! 
ثم يأتي المشهد الثاني الأكثر قسوة وهو طلاق ( فاطنة ) من ( أبو العلا ) ليتزوج بها ( العمدة ) في نفس اليوم بحجة أن الورق ورقه والدفاتر دفاتره .. مسألة فيها ( كفر بواح ) .. كفر كامل الأركان وبكل ماتحمله كلمة ( كفر ) من معنى .. لكن تغاضى عنها ( أهل القرية ) جميعاً لمجرد أن العريس وهو ( العمدة الحاكم ) سيقوم بعمل ليلة كبيرة ( سيطعم ) فيها كل الناس ( فته ولحمة ورز) !!
هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.
أن تكون حاكماً على ملايين الفقراء والبسطاء فعليك أن تقدم لهم ( وجبة العَشاء ) قبل ( صلاة العشاء ).
أما الذين يتحدثون عن الديموقراطية والحرية لتمارسها ( البطون الفارغة ) فهم مجموعة من ( المجانين ) الذين لا يعرفون من طبيعة البشر سوى مايريدونه هم .. ومايريدونه هو أن يصير كل منهم ( عتمان ) جديد .. ( عمدة ) جديد .. كعمدة فيلم ( الزوجة الثانية ) يتحرش بالفقراء ويتحايل على مايؤمنون به ويتجبر عليهم ويتحكم في لقمة العيش .. لصناع السياسة اتحدث .. حددوا اقامة الفاسدين في منازلهم وأمموا مشاريعهم لصالح الفقراء الذين أوشكوا على الإنفجار .. هذا أو الطوفان !!!

ديموقراطية البطون الفارغة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.

في فيلم الزوجة الثانية تغاضت ( فاطنة ) عن تحرش ( العمدة عتمان ) ( بثدييها ) أثناء الوضوء حينما أغراها ( بأوزة ) حيث قالت: ده إحنا كنا ناكل ونشرب وندعيلك .. مجرد ( أوزة ) تأكل منها ( فتفوتة ) وابنائها ( فتفوته ) وحماتها ( حته ) والباقي ( لأبو العلا ) الذي يشقى ويتعب جعلها تتغاضى عن ظلم وجبروت وتحرش ورغبة ( الحاكم ) بها بل وبرضا كامل تدعي له في صلاتها!! 
ثم يأتي المشهد الثاني الأكثر قسوة وهو طلاق ( فاطنة ) من ( أبو العلا ) ليتزوج بها ( العمدة ) في نفس اليوم بحجة أن الورق ورقه والدفاتر دفاتره .. مسألة فيها ( كفر بواح ) .. كفر كامل الأركان وبكل ماتحمله كلمة ( كفر ) من معنى .. لكن تغاضى عنها ( أهل القرية ) جميعاً لمجرد أن العريس وهو ( العمدة الحاكم ) سيقوم بعمل ليلة كبيرة ( سيطعم ) فيها كل الناس ( فته ولحمة ورز) !!
هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.
أن تكون حاكماً على ملايين الفقراء والبسطاء فعليك أن تقدم لهم ( وجبة العَشاء ) قبل ( صلاة العشاء ).
أما الذين يتحدثون عن الديموقراطية والحرية لتمارسها ( البطون الفارغة ) فهم مجموعة من ( المجانين ) الذين لا يعرفون من طبيعة البشر سوى مايريدونه هم .. ومايريدونه هو أن يصير كل منهم ( عتمان ) جديد .. ( عمدة ) جديد .. كعمدة فيلم ( الزوجة الثانية ) يتحرش بالفقراء ويتحايل على مايؤمنون به ويتجبر عليهم ويتحكم في لقمة العيش .. لصناع السياسة اتحدث .. حددوا اقامة الفاسدين في منازلهم وأمموا مشاريعهم لصالح الفقراء الذين أوشكوا على الإنفجار .. هذا أو الطوفان !!!

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (1)


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

اوبريت "العشرة الطيبة" في سيرته الأولى عام 1920 كان عملاً نقديا للنظام الذي يعتليه السلطان فؤاد الأول قبل ان يصير الملك فؤاد الأول صاحب الانجليز على حساب الوطن وحيث تبرع للمحتل الانجليزي بمبلغ 300 مليون جنية مصري ( 630 مليار جنيه مصري بسعر عام 2014 ) كمنحة لا ترد مساهمة من مصر لدعم انجلترا في اقتصاد الحرب العالمية الأولى التي انتهت عام 1919، على حساب الفلاح المصري ورغم أنف شعب مصر كله !
الفنان القدير مجدي مجاهد أحد أهم المخرجيين المسرحيين المصريين حتى يومنا هذا وهو واحد من الذين جادت بهم مصر التي لا ينضب رحمها أبداً من أن يجود بهكذا عمالقة وهكذا مخلصين.
كانت رحلة معرفتي به أو بعبارة اكثر دقة رحلة معرفتي بفنه وشخصيته الوطنية في عام 1983 وتحديداً من خلال عرض الأوبريت الغنائي "العشرة الطيبة" رائعة الكاتب محمد تيمور وألحان فنان الشعب سيد درويش على مسرح البالون في قلب العاصمة المصرية.
كان السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين آنذاك لماذا اختار مجدي مجاهد هذا الأوبريت بالذات لتقديمه في هذا الوقت تحديداً، بعضهم كانت له وجهة نظر وجيهة وهي أن الاختيار جاء تزامناً مع الذكرى الخمسين لرحيل الكاتب المصري الفذ محمد تيمور وربما هذا الرأي – ظاهرياً – يبدو منطقياً لكن بعد مشاهدتي للعرض – حينها – أدركت أن مجدي مجاهد كانت له دوافع اخرى أكثر وطنية من مجرد الاحتفال بكاتب مصري في ذكرى وفاته رغم أن الاحتفال بذكرى كاتب في وزن وقامة محمد تيمور هو في حد ذاته انفعال وطني ومحمود وغاية في الانتماء.
المخرجين ثلاثة أنواع، مخرج مُفسر ومخرج مُنفذ ومخرج مُبدع، والنوع الأول هو ذلك المخرج الذي يحاول تفسير الحالة العامة للنص المسرحي من حيث كونه اجتماعياً او سياسياً او ربما تعليمياً هذا على سبيل المثال ليستطيع هذا المخرج تأكيد تلك الحالة التي فسرها لتنعكس من وجهة نظره في حركات ابطال العمل وانفعالاتهم وردود أفعالهم مع حرصه الدائم في الإبقاء على طبيعة النص الدرامي مع تلافي بعض الأخطاء الدرامية إن وُجدت دون التدخل فيه بالضبط الزمني أو التعديل أو حتى مجرد التدخل في طبيعة الشخصيات ذاتها، أما المخرج المنفذ فهو الذي يقوم بإخراج العمل دون بذل اي جهد في تفسيره أو حتى تلافي بعض الأخطاء الدرامية إن كانت موجودة فيه ليظهر لنا العمل بلا روح، أما المخرج المبدع فهو ذلك الصانع الذي يفسر النص ثم يسقطه على الواقع والزمن الحالي ليتوافق حال تنفيذه مع هموم المشاهد الآن وثقافته وأدواته وطبيعته وبذلك يستطيع المخرج المبدع أن يستثمر فكرة النص وهدفه لتوصيل الأفكار المعاصرة وتصورات الحل للخروج من ازمة معينه يراها المخرج في وطنه الآن وبذلك يستطيع أن يحول عمل قديم بروح قديمة وزمن غابر وأزمات لاوجود لها إلى عمل معاصر بروح شابة وزمن حالي وأزمات آنية وطنية تبحث عن حلول مبتكرة مع الحفاظ على التركيب الدرامي للعمل الاصلي حتى لو قام هذا المخرج بتقليص ابطال العمل بحذف شخصيات بعينها يجدها عالة على العمل في شكله المعاصر أو اضافة شخصيات جديدة لم تكن موجودة على الإطلاق حتى في ذهن المؤلف الأصلي ولكن يجدها المخرج ضرورة لتوصيل الفكرة بعمق أكبر، لقد كان المخرج مجدي مجاهد من هذا النوع الثالث المبدع الذي تحركه نوازعه الوطنية ومصريته الأصيلة في توجيه أعماله لتصحيح وضع يراه خاطئاً في مجتمعه الآن، ولكن كيف فعلها الفنان والمخرج المبدع مجدي مجاهد في رؤيتي الأولى له من خلال اوبريت العشرة الطيبة ذلك هو بيت القصيد.
اوبريت "العشرة الطيبة" في سيرته الأولى عام 1920 كان عملاً نقديا للنظام الذي يعتليه السلطان فؤاد الأول قبل ان يصير الملك فؤاد الأول صاحب الانجليز على حساب الوطن وحيث تبرع للمحتل الانجليزي بمبلغ 300 مليون جنية مصري ( 630 مليار جنيه مصري بسعر عام 2014 ) كمنحة لا ترد مساهمة من مصر لدعم انجلترا في اقتصاد الحرب العالمية الأولى التي انتهت عام 1919، على حساب الفلاح المصري ورغم أنف شعب مصر كله، هذا إلى جانب ارتمائه في احضان ثلة صغيرة من الارستقراطية التركية أو طبقة المنتفعين ضارباً عرض الحائط بهموم المصريين وفقرهم وذل احتلال الأرض والوطن، مما جعله رغم كونه ديكتاتوراً بامتياز أن يحظى بسخرية المصريين وسخطهم وهو ما ترجمه محمد تيمور وشاركه بديع خيري في الاشعار وشاركهما سيد درويش بالتلحين واستقر الثلاثة على اطلاق اسم " ابو زعيزع" على الملك داخل الأوبريت تيمنا بما كان يطلقه عليه العامة من المصريين الذين سئموا حكمه الذي لم يكمل عامه الرابع ولينبهوه من خلال هذا العمل الفني لخطورة انعزاله عن الشعب وارتمائه في احضان الانجليز و( شلل ) المنتفعين الغير وطنيين، وربما كان لهذا العرض جزء من اثر وجزء من ضغط سياسي على تغيير دفة السياسة في مصر بإقرار دستور 1923 لما كان لهذا العرض من دور رئيس في تثقيف الوعي السياسي لدى المصريين بعدما لمسوا بأنفسهم رعاية شخصية واهتمام ودعم شخصي من سعد باشا زغلول لهذا العرض المسرحي وأهمية الابقاء على عرضه بالمسرح وحضوره شخصيا لمشاهدته أكثر من مرة رغم المحاولات الجبارة من قبل الارستقراطية الغير الوطنية في ذلك الوقت لغلق المسرح واعتقال القائمين عليه، هذه الحالة السياسية الحرجة التي كانت تحياها مصر عام 1920 كانت هي نفسها التي تحياها مصر باختلافات بسيطة عام 1983 وأدركها الفنان المبدع مجدي مجاهد بضميره الوطني ودفعته كما دفعت خلفيته الثورية التي اصقلتها ثورة 1952 وتوجتها مرحلة نضاله في الفترة الناصرية التي تربى فيها وجدانه على الحريات والعدالة الاجتماعية من أن يقرر عرض هذا الأوبريت بل وتخليده أيضاً فقد كانت مصر في ذلك الوقت – 1983 – تعيش لحظات ذكرى اغتيال الرئيس محمد أنور السادات الثانية تماماً كما كانت الذكرى الثانية لوفاة السلطان حسين كامل وحكم رئيس جديد لا يعرفه المصريون جيداً تماماً كالملك فؤاد وطبقة ارستقراطية متوحشة تكونت في زمن الانفتاح منذ بضع سنوات تزامناً مع معاهدة كامب ديفيد وازدادت توحشاً بعد اغتيال السادات على حساب فقراء المصريين والشعب المصري كله مثلما كما كانت طبقة المنتفعين الاتراك في عهد فؤاد عام 1920 هذا إلى جانب طبعاً أن مصر كانت تحتفل في هذا العام بفرح ولكن على استحياء باستعادة آخر جزء من سيناء لينضم هذا الجزء بموجب السلام المصري الاسرائيلي لحضن الوطن الأم، وضع سياسي مبهم ويحمل صورة ضبابية في الأفق وكأنه مطرقة ضاغطة على المواطن المصري بعنف لتصنع من الألم دافعاً حقيقياً لأن يختار مجدي مجاهد بحسه الوطني ومصريته الصافية إعادة عرض اوبريت العشرة الطيبة أو ربما يُعيد الأوبريت نفسه للحياة على يد المخرج الثائر والمبدع مجدي مجاهد وكأنه القدر يريد اعادة الوعي للمصريين عام 1983 كما أعاده لهم قبل ذلك عام 1920 على يد المخرج العبقري عزيز عيد.
كل أعمال سيد درويش الموسيقية قبل عام 1983 هي اعمال يتم تناقلها ودراستها عبر الأجيال من خلال الحفظ والسمع، وهذه الكارثة الفنية هي ما استوقفت المخرج مجدي مجاهد في تصوراته الاولى للعرض المسرحي، إذ كيف يمكنه أن يقوم بإخراج اوبريت مسرحي في عظمة اوبريت " العشرة الطيبة" لقامات أمثال تيمور وبديع خيري وسيد درويش وهو لا يمتلك مرجعية موثقة لموسيقى الأغاني والألحان التي من خلالها يستطيع استخدامها في تنفيذ واخراج الاوبريت، كيف يحدث هذا في مصر أم الفنون؟ وهل يعقل أن تكون ألحان الفنان خالد الذكر سيد درويش غير مكتوبة في نوتة موسيقية ونعتمد فقط في اظهارها للوجود على من نعتمد عليهم ممن حفظوها أو يحفظونها؟ وماذا لو جاء زمن لم يعد فيه هؤلاء موجودون؟ وحاول المخرج مجدي مجاهد أن يستعين بأوراق ونوتات أوبريت العشرة الطيبة الذي قدمته الإذاعة المصرية وأخرجه الفنان القدير "السيد بدير" لكنه تلقى صدمة كبيرة من الفنان الكبير "السيد بدير" حيث قال له أن الموزع الموسيقي "عبد الحليم علي" اعتمد في توزيعه على السماعي ولم يقم بتدوين اي نوته موسيقية لهذا الاوبريت لما يتطلبه ذلك من جهد ووقت ومال لم يكن متوفراً وقتها، وهنا قرر المخرج المبدع مجدي مجاهد العمل على تخليد هذا العمل الكبير، قرر ان يبدأ خطة العمل بكتابة نوتة موسيقية للأوبريت كاملاً حتى لو كلفه ذلك نصف ميزانية العرض ككل وكانت عبقرية ابداعه حين عهد بهذه المهمة للفنان الكبير والموزع الموسيقي النابغة "عزيز الشوان" الذي عكف على ألحان وموسيقى الاوبريت ليوثقها في نوته موسيقية كاملة في مدة استغرقت اكثر من ثمانية اشهر كاملة واصبح اوبريت العشرة الطيبة لأول مرة في تاريخه يحمل نوته موسيقية علمية رفيعة يستطيع اي موسيقي أن يعزفها في اي مكان بالعالم وفي اي زمان بالمستقبل بإصرار وضمير وطني وفني مخلص لواحد من أعظم رواد المسرح الغنائي في مصر الفنان الكبير مجدي مجاهد الذي لولا اصراره على كتابة النوتة الموسيقية ما استطعنا أن نستمع لأغاني هذا الاوبريت بينما تعزفها على الآلات أنامل غير عربية في عواصم مختلفة في العالم كنيويورك وموسكو وباريس، انها عبقرية الرجل حين ينتمي بإخلاص لوطنه ويصبح جل طموحه أن يبذل قصارى جهده في تخليد كل ما يمت بصله لهذا الوطن، لكن كيف استثمر مجدي مجاهد ذلك الاوبريت القديم ليسقطه على الواقع الوطني المعاصر هذا ما سنفرد له المقال القادم بإذن الله.

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (1)


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

اوبريت "العشرة الطيبة" في سيرته الأولى عام 1920 كان عملاً نقديا للنظام الذي يعتليه السلطان فؤاد الأول قبل ان يصير الملك فؤاد الأول صاحب الانجليز على حساب الوطن وحيث تبرع للمحتل الانجليزي بمبلغ 300 مليون جنية مصري ( 630 مليار جنيه مصري بسعر عام 2014 ) كمنحة لا ترد مساهمة من مصر لدعم انجلترا في اقتصاد الحرب العالمية الأولى التي انتهت عام 1919، على حساب الفلاح المصري ورغم أنف شعب مصر كله !
الفنان القدير مجدي مجاهد أحد أهم المخرجيين المسرحيين المصريين حتى يومنا هذا وهو واحد من الذين جادت بهم مصر التي لا ينضب رحمها أبداً من أن يجود بهكذا عمالقة وهكذا مخلصين.
كانت رحلة معرفتي به أو بعبارة اكثر دقة رحلة معرفتي بفنه وشخصيته الوطنية في عام 1983 وتحديداً من خلال عرض الأوبريت الغنائي "العشرة الطيبة" رائعة الكاتب محمد تيمور وألحان فنان الشعب سيد درويش على مسرح البالون في قلب العاصمة المصرية.
كان السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين آنذاك لماذا اختار مجدي مجاهد هذا الأوبريت بالذات لتقديمه في هذا الوقت تحديداً، بعضهم كانت له وجهة نظر وجيهة وهي أن الاختيار جاء تزامناً مع الذكرى الخمسين لرحيل الكاتب المصري الفذ محمد تيمور وربما هذا الرأي – ظاهرياً – يبدو منطقياً لكن بعد مشاهدتي للعرض – حينها – أدركت أن مجدي مجاهد كانت له دوافع اخرى أكثر وطنية من مجرد الاحتفال بكاتب مصري في ذكرى وفاته رغم أن الاحتفال بذكرى كاتب في وزن وقامة محمد تيمور هو في حد ذاته انفعال وطني ومحمود وغاية في الانتماء.
المخرجين ثلاثة أنواع، مخرج مُفسر ومخرج مُنفذ ومخرج مُبدع، والنوع الأول هو ذلك المخرج الذي يحاول تفسير الحالة العامة للنص المسرحي من حيث كونه اجتماعياً او سياسياً او ربما تعليمياً هذا على سبيل المثال ليستطيع هذا المخرج تأكيد تلك الحالة التي فسرها لتنعكس من وجهة نظره في حركات ابطال العمل وانفعالاتهم وردود أفعالهم مع حرصه الدائم في الإبقاء على طبيعة النص الدرامي مع تلافي بعض الأخطاء الدرامية إن وُجدت دون التدخل فيه بالضبط الزمني أو التعديل أو حتى مجرد التدخل في طبيعة الشخصيات ذاتها، أما المخرج المنفذ فهو الذي يقوم بإخراج العمل دون بذل اي جهد في تفسيره أو حتى تلافي بعض الأخطاء الدرامية إن كانت موجودة فيه ليظهر لنا العمل بلا روح، أما المخرج المبدع فهو ذلك الصانع الذي يفسر النص ثم يسقطه على الواقع والزمن الحالي ليتوافق حال تنفيذه مع هموم المشاهد الآن وثقافته وأدواته وطبيعته وبذلك يستطيع المخرج المبدع أن يستثمر فكرة النص وهدفه لتوصيل الأفكار المعاصرة وتصورات الحل للخروج من ازمة معينه يراها المخرج في وطنه الآن وبذلك يستطيع أن يحول عمل قديم بروح قديمة وزمن غابر وأزمات لاوجود لها إلى عمل معاصر بروح شابة وزمن حالي وأزمات آنية وطنية تبحث عن حلول مبتكرة مع الحفاظ على التركيب الدرامي للعمل الاصلي حتى لو قام هذا المخرج بتقليص ابطال العمل بحذف شخصيات بعينها يجدها عالة على العمل في شكله المعاصر أو اضافة شخصيات جديدة لم تكن موجودة على الإطلاق حتى في ذهن المؤلف الأصلي ولكن يجدها المخرج ضرورة لتوصيل الفكرة بعمق أكبر، لقد كان المخرج مجدي مجاهد من هذا النوع الثالث المبدع الذي تحركه نوازعه الوطنية ومصريته الأصيلة في توجيه أعماله لتصحيح وضع يراه خاطئاً في مجتمعه الآن، ولكن كيف فعلها الفنان والمخرج المبدع مجدي مجاهد في رؤيتي الأولى له من خلال اوبريت العشرة الطيبة ذلك هو بيت القصيد.
اوبريت "العشرة الطيبة" في سيرته الأولى عام 1920 كان عملاً نقديا للنظام الذي يعتليه السلطان فؤاد الأول قبل ان يصير الملك فؤاد الأول صاحب الانجليز على حساب الوطن وحيث تبرع للمحتل الانجليزي بمبلغ 300 مليون جنية مصري ( 630 مليار جنيه مصري بسعر عام 2014 ) كمنحة لا ترد مساهمة من مصر لدعم انجلترا في اقتصاد الحرب العالمية الأولى التي انتهت عام 1919، على حساب الفلاح المصري ورغم أنف شعب مصر كله، هذا إلى جانب ارتمائه في احضان ثلة صغيرة من الارستقراطية التركية أو طبقة المنتفعين ضارباً عرض الحائط بهموم المصريين وفقرهم وذل احتلال الأرض والوطن، مما جعله رغم كونه ديكتاتوراً بامتياز أن يحظى بسخرية المصريين وسخطهم وهو ما ترجمه محمد تيمور وشاركه بديع خيري في الاشعار وشاركهما سيد درويش بالتلحين واستقر الثلاثة على اطلاق اسم " ابو زعيزع" على الملك داخل الأوبريت تيمنا بما كان يطلقه عليه العامة من المصريين الذين سئموا حكمه الذي لم يكمل عامه الرابع ولينبهوه من خلال هذا العمل الفني لخطورة انعزاله عن الشعب وارتمائه في احضان الانجليز و( شلل ) المنتفعين الغير وطنيين، وربما كان لهذا العرض جزء من اثر وجزء من ضغط سياسي على تغيير دفة السياسة في مصر بإقرار دستور 1923 لما كان لهذا العرض من دور رئيس في تثقيف الوعي السياسي لدى المصريين بعدما لمسوا بأنفسهم رعاية شخصية واهتمام ودعم شخصي من سعد باشا زغلول لهذا العرض المسرحي وأهمية الابقاء على عرضه بالمسرح وحضوره شخصيا لمشاهدته أكثر من مرة رغم المحاولات الجبارة من قبل الارستقراطية الغير الوطنية في ذلك الوقت لغلق المسرح واعتقال القائمين عليه، هذه الحالة السياسية الحرجة التي كانت تحياها مصر عام 1920 كانت هي نفسها التي تحياها مصر باختلافات بسيطة عام 1983 وأدركها الفنان المبدع مجدي مجاهد بضميره الوطني ودفعته كما دفعت خلفيته الثورية التي اصقلتها ثورة 1952 وتوجتها مرحلة نضاله في الفترة الناصرية التي تربى فيها وجدانه على الحريات والعدالة الاجتماعية من أن يقرر عرض هذا الأوبريت بل وتخليده أيضاً فقد كانت مصر في ذلك الوقت – 1983 – تعيش لحظات ذكرى اغتيال الرئيس محمد أنور السادات الثانية تماماً كما كانت الذكرى الثانية لوفاة السلطان حسين كامل وحكم رئيس جديد لا يعرفه المصريون جيداً تماماً كالملك فؤاد وطبقة ارستقراطية متوحشة تكونت في زمن الانفتاح منذ بضع سنوات تزامناً مع معاهدة كامب ديفيد وازدادت توحشاً بعد اغتيال السادات على حساب فقراء المصريين والشعب المصري كله مثلما كما كانت طبقة المنتفعين الاتراك في عهد فؤاد عام 1920 هذا إلى جانب طبعاً أن مصر كانت تحتفل في هذا العام بفرح ولكن على استحياء باستعادة آخر جزء من سيناء لينضم هذا الجزء بموجب السلام المصري الاسرائيلي لحضن الوطن الأم، وضع سياسي مبهم ويحمل صورة ضبابية في الأفق وكأنه مطرقة ضاغطة على المواطن المصري بعنف لتصنع من الألم دافعاً حقيقياً لأن يختار مجدي مجاهد بحسه الوطني ومصريته الصافية إعادة عرض اوبريت العشرة الطيبة أو ربما يُعيد الأوبريت نفسه للحياة على يد المخرج الثائر والمبدع مجدي مجاهد وكأنه القدر يريد اعادة الوعي للمصريين عام 1983 كما أعاده لهم قبل ذلك عام 1920 على يد المخرج العبقري عزيز عيد.
كل أعمال سيد درويش الموسيقية قبل عام 1983 هي اعمال يتم تناقلها ودراستها عبر الأجيال من خلال الحفظ والسمع، وهذه الكارثة الفنية هي ما استوقفت المخرج مجدي مجاهد في تصوراته الاولى للعرض المسرحي، إذ كيف يمكنه أن يقوم بإخراج اوبريت مسرحي في عظمة اوبريت " العشرة الطيبة" لقامات أمثال تيمور وبديع خيري وسيد درويش وهو لا يمتلك مرجعية موثقة لموسيقى الأغاني والألحان التي من خلالها يستطيع استخدامها في تنفيذ واخراج الاوبريت، كيف يحدث هذا في مصر أم الفنون؟ وهل يعقل أن تكون ألحان الفنان خالد الذكر سيد درويش غير مكتوبة في نوتة موسيقية ونعتمد فقط في اظهارها للوجود على من نعتمد عليهم ممن حفظوها أو يحفظونها؟ وماذا لو جاء زمن لم يعد فيه هؤلاء موجودون؟ وحاول المخرج مجدي مجاهد أن يستعين بأوراق ونوتات أوبريت العشرة الطيبة الذي قدمته الإذاعة المصرية وأخرجه الفنان القدير "السيد بدير" لكنه تلقى صدمة كبيرة من الفنان الكبير "السيد بدير" حيث قال له أن الموزع الموسيقي "عبد الحليم علي" اعتمد في توزيعه على السماعي ولم يقم بتدوين اي نوته موسيقية لهذا الاوبريت لما يتطلبه ذلك من جهد ووقت ومال لم يكن متوفراً وقتها، وهنا قرر المخرج المبدع مجدي مجاهد العمل على تخليد هذا العمل الكبير، قرر ان يبدأ خطة العمل بكتابة نوتة موسيقية للأوبريت كاملاً حتى لو كلفه ذلك نصف ميزانية العرض ككل وكانت عبقرية ابداعه حين عهد بهذه المهمة للفنان الكبير والموزع الموسيقي النابغة "عزيز الشوان" الذي عكف على ألحان وموسيقى الاوبريت ليوثقها في نوته موسيقية كاملة في مدة استغرقت اكثر من ثمانية اشهر كاملة واصبح اوبريت العشرة الطيبة لأول مرة في تاريخه يحمل نوته موسيقية علمية رفيعة يستطيع اي موسيقي أن يعزفها في اي مكان بالعالم وفي اي زمان بالمستقبل بإصرار وضمير وطني وفني مخلص لواحد من أعظم رواد المسرح الغنائي في مصر الفنان الكبير مجدي مجاهد الذي لولا اصراره على كتابة النوتة الموسيقية ما استطعنا أن نستمع لأغاني هذا الاوبريت بينما تعزفها على الآلات أنامل غير عربية في عواصم مختلفة في العالم كنيويورك وموسكو وباريس، انها عبقرية الرجل حين ينتمي بإخلاص لوطنه ويصبح جل طموحه أن يبذل قصارى جهده في تخليد كل ما يمت بصله لهذا الوطن، لكن كيف استثمر مجدي مجاهد ذلك الاوبريت القديم ليسقطه على الواقع الوطني المعاصر هذا ما سنفرد له المقال القادم بإذن الله.

الأحد، 13 أبريل 2014

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد ( 2 )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

لم أتدخل في اغاني بديع خيري على الإطلاق أو ألحان سيد درويش، انما رأيت أن المدخل الموسيقي بطئ جداً فقمت بشرح وجهة نظري للموزع الموسيقي عزيز الشوان في أن يقوم بتسريع الحركة الموسيقية درجة تتناسب مع ذوق العصر وأنا أعلم أن هذا التسريع لا علاقة له اطلاقاً بالتدخل في اللحن،
في المقال السابق عرضنا الدافع الوطني الذي دفع الفنان القدير مجدي مجاهد في اختيار أعماله، وعرضنا اختيار هذا الفنان الوطني لرائعة سيد درويش اوبريت العشرة الطيبة وإعادة أنتاجها عام 1983 في مناخ سياسي يكاد يتطابق مع المناخ السياسي الذي تم عرضها فيه لأول مرة1920، وكأنه بإعادة العرض يريد توصيل رسالة هامة للشعب المصري مما دفعني اليوم أن أقوم بلقاء هذا الفنان القدير ومحاورته والوقوف معه عند أهم المحطات الفنية التي توقف عندها وقدم فيها فنه ووطنيته وانتمائه.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
البداية كانت مجرد فكرة طرحتها على الفنان كرم مطاوع .. فكرة إعادة تقديم أهم الأعمال الدرامية الغنائية في المسرح المصري، كنا بحاجة وقتها عام 1982 بعد شهور من اغتيال الرئيس السادات، كنا بحاجة لتنبيه الوعي المصري لقيمته ووجوده وتضحياته، واخترنا بالفعل أنا والصديق الأستاذ كرم مطاوع مسرحية ليلة من ألف ليلة، ثم وقبل الشروع في التحضير إليها فكرت في اوبريت العشرة الطيبة، شعرت أنه زمن إعادة عرضها، شعرت أننا بحاجة للتواصل مع سيد درويش ومحمد تيمور والتنبه معهما لقيمة كفاح المصري وصموده وصبره وتضحياته وانتصاره ، وراقت الفكرة لنا جميعاً وبدأنا في تنفيذها.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
اختياري لهذا الأوبريت تحديداً جاء لعدة أسباب أولها أن الأوبريت قالب مسرحي قريب من وجدان المصريين إذ تقوم صناعته على القالب الغنائي المسرحي الكوميدي وأنا دائماً ما أميل للكوميديا في توصيل رسائلي المسرحية للمصريين بحكم أن المصريين شعب يميل للضحكة ويميل لاستقبال المعلومة السياسية تحديداً والتعامل معها في قالب ساخر، إلى جانب أن هذا الأوبريت يجمع كل الصفات التي كنت أريدها، فهو يبرز قيمة المواطن المصري في كفاحه ضد الحاكم الظالم وانتصاره عليه في قالب ساخر كوميدي وفي نفس الوقت يصل بنا مع المشاهد إلى ما نريد توصيله من رسائل هي في أغلبها رسائل وطنية تدفع المشاهد لأن يعيد شحن وجدانه الوطني من جديد.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
طبعاً الأوبريت له رسالة، ورسالة قوية جداً، رسالة في محتواها استغلال الحاكم الظالم للشعب الصابر، ومن يرفض هذا الاستغلال يتم التخلص منه فوراً، فالحاكم الظالم سواء كان محتل او ديكتاتور لايريد أن يراجعه أحد ويعتبر أن المحكومين هم مجرد عبيد يفعل بهم مايشاء ومن يرفض من الشعب أن يكون عبداً يستحل الديكتاتور ماله ونفسه وعرضه فجزاءه الموت ولكن ينسى الديكتاتور أن الشعوب الحرة حتى وإن صبرت على ظلم الحاكم فإنها حتماً تنتصر في النهاية بإنتمائها الوطني حتى ولو كان احدهم يعمل في بلاط الديكتاتور نفسه فهو حتماً سيكون ولائه للوطن في النهاية وسيعمل لصالح وطنه وشعبه.

بالفعل، شخصية حسن عرنوس هي شخصية وطنية كانت تعمل في بلاط الديكتاتور ( الوالي )، كانت مهمته الوحيدة هي قتل المواطنين الرافضين للإستغلال بأوامر الوالي، ولكننا نكتشف أنه وبوطنية كبيرة يخفيها عن الوالي وعيونه يرفض قتل هؤلاء الناس ويخفيهم بعيدا عن عيون الوالي ويقنع الوالي أنه قتلهم وتخلص منهم لنكتشف في نهاية الأوبريت أن هؤلاء الصابرين الأحرار وبفضل وطنية عرنوس مازالوا على قيد الحياة ويواجهون ظلم الوالي الديكتاتور، وربما كما تقول يامحيي: أعجبتني هذه الشخصية جداً وأعجبتني وطنيتها ونقائها فلم استطع مقاومة أن أقوم بتأديتها على المسرح، ولك أن تتخيل وأنا مخرج العرض أقف على خشبة المسرح لأقوم بدور حسن عرنوس وبعدما أنتهي منه وأدخل لكواليس المسرح أقوم بالإسراع لتفقد حال الإضاءة والأوركسترا والتحقق من نجوم العرض كل ليلة، كان مجهوداً كبيراً جداً لكنه بالنسبة لي كان أروع ماعايشته.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
نظراً لضخامة الأوبريت وكثافة الدراما التمثيلية والغنائية وتخلل الكثير من الإستعراضات التي يقوم بها الفنانون وجدت أن ذلك سيشكل ارهاقاً على الممثل في حال قام بتقديم دوره كل ليلة ولذلك قمت ولأول مرة في المسرح بعمل فريقين لتقديم الأوبريت، فريق يقدم عرض ليلة بينما الآخر يستريح ليقدم العرض مرة أخرى في الليلة التي تليها، وإيمانا مني بدور الشباب وتقديم جيل جديد من النجوم قمت بتشكيل الفريق البديل أو الفريق الثاني وكانوا جميعاً من الشباب، كلهم من الشباب أصبحوا نجوماً كباراً الآن، أنا مؤمن أن دور المسرح هو أن يقدم كل يوم نجوماً شابة لشعبه وهذا كان دوماً هدفي، وكان أحد سيناريوهاتي الرئيسة في تقديم اوبريت العشرة الطيبة، وأتمنى أن يكون هذا ردي على سؤالك في كيف كان يقوم بتقديم الأوبريت فريقين مختلفين في ليالي عرض مختلفة.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
أظهرت الشخصية المصرية من أول دقيقة على خشبة المسرح، لم يكن تدخل مني في الدراما ولكن تقدر تقول تفسير للدراما، فقد رأيت أن من الضروري ظهور الفلاح والعامل ورجل الشارع والمرأة من أول لحظة وفي الخلفية لأن هؤلاء هم من سيقفون في وجه الديكتاتور في نهاية العرض ومن غير المنطقي ان يظهروا اثناء تجسيد أدوارهم فقط، كان لابد من وجود الصبر المصري الكفاح المصري الغضب المصري الفلاح المصري طوال العرض في صور متزامنة مع العرض نفسه ولاتؤثر في الدراما وانما ئوثر بايجابية في انفعال المشاهد ولذلك لم اغلق الستار مرة واحدة بل ظل الستار مفتوحاً لمدة ثلاث ساعات كاملة هي كل مدة العرض.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
لم أتدخل في اغاني بديع خيري على الإطلاق أو ألحان سيد درويش، انما رأيت أن المدخل الموسيقي بطئ جداً فقمت بشرح وجهة نظري للموزع الموسيقي عزيز الشوان في أن يقوم بتسريع الحركة الموسيقية درجة تتناسب مع ذوق العصر وأنا أعلم أن هذا التسريع لا علاقة له اطلاقاً بالتدخل في اللحن، وقد عرضت وجهة نظري على قائد الكورال حينئذ وكانت الفنانة القديرة منار ابو هيف لأنها المعنية بتسريع أداء الكورال تبعاً لتسريع حركة الجملة الموسيقية، وأنا مؤمن بأن تسريع " مازورة " المدخل لايعد تدخلاً في اللحن، كما أني قمت باستشارة كبار اساتذة الموسيقى ( الشوان / ابو هيف) واستحسنوا التغيير واعتبروه ضرورياً، أما بالنسبة للأغاني فقد غيرت في جملة أو جملتين وجدتهما لايناسبان زمن وثقافة المتلقي عام 1983، ربما كانت تتوافق مع ثقافة المتلقي عام 1920، لكنها لن تكون ذات تأثير مع مشاهد عام 1983، فالمشاهد تتغير درجة تلقيه من زمن لزمن ومن ثقافة لثقافة، بمعنى اني لو قمت بأخراج هذا الأوبريت مرة أخرى اليوم بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو من المؤكد ستكون لي رؤية أخرى مختلفة تماماً عن رؤيتي عام 1983 ومن ثم كانت بعض جمل الأغاني في العمل الأصلي – جملة أو جملتين –بالنسبة لي واجبة التبديل لما قد يكون لها من تأثير سلبي على المشاهد لذا قمت بتبديل الكلمة دون المساس بتغيير معناها، مجرد تبديل يفهمه المشاهد.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
لم يكن لي أي قصد أو تعمد من السخرية من الحاكم كحاكم في اوبريت العشرة الطيبة .. إنما كان القصد والتعمد بالسخرية من الحاكم كونه ظالماً ديكتاتوراً، فالخصومة مع الحاكم لمجرد أنه حاكم نوع من العبث الذي يدفع للفوضى أما السخرية من الحاكم الديكتاتور بدافع الثورة عليه أو كف ظلمه عن الناس والشعب هو نوع من الوعي الوطني، لذا تأكيدي على السخرية من شخصية الوالي في العشرة الطيبة كان تأكيداً على انتزاع الحس الوطني لدى المشاهد ضد الديكتاتور، أي ديكتاتور، حتى ولو كان حاكماً.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
أنا ملتزم بنص مكتوب منذ 60 عاماً بمعنى أن تدخلي في النص لإضافة موقف ساخر ضد مسألة بعينها غير وارد، ولكني استطيع تسليط الضوء على موقف وحدث مكتوب بالفعل ثم افسره حركياً واخراجياً بما يدفع بالتلميح لحدث نعيشه الآن ويحمل نفس المضمون لتحفيز وعي المشاهد لما يدور حوله من احداث آنية، أما أن اصطنع حدثاً دخيلاً أو مايمكن أن نطلق عليه ( فرد عضلات ) فهذا أمر بعيد كل البعد عن الإبداع ولايعد تفسيراً للنص ولكن إن جاز التعبير يمكن أعتباره تشويهاً للنص.

البقية العدد القادم

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد ( 2 )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

لم أتدخل في اغاني بديع خيري على الإطلاق أو ألحان سيد درويش، انما رأيت أن المدخل الموسيقي بطئ جداً فقمت بشرح وجهة نظري للموزع الموسيقي عزيز الشوان في أن يقوم بتسريع الحركة الموسيقية درجة تتناسب مع ذوق العصر وأنا أعلم أن هذا التسريع لا علاقة له اطلاقاً بالتدخل في اللحن،
في المقال السابق عرضنا الدافع الوطني الذي دفع الفنان القدير مجدي مجاهد في اختيار أعماله، وعرضنا اختيار هذا الفنان الوطني لرائعة سيد درويش اوبريت العشرة الطيبة وإعادة أنتاجها عام 1983 في مناخ سياسي يكاد يتطابق مع المناخ السياسي الذي تم عرضها فيه لأول مرة1920، وكأنه بإعادة العرض يريد توصيل رسالة هامة للشعب المصري مما دفعني اليوم أن أقوم بلقاء هذا الفنان القدير ومحاورته والوقوف معه عند أهم المحطات الفنية التي توقف عندها وقدم فيها فنه ووطنيته وانتمائه.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
البداية كانت مجرد فكرة طرحتها على الفنان كرم مطاوع .. فكرة إعادة تقديم أهم الأعمال الدرامية الغنائية في المسرح المصري، كنا بحاجة وقتها عام 1982 بعد شهور من اغتيال الرئيس السادات، كنا بحاجة لتنبيه الوعي المصري لقيمته ووجوده وتضحياته، واخترنا بالفعل أنا والصديق الأستاذ كرم مطاوع مسرحية ليلة من ألف ليلة، ثم وقبل الشروع في التحضير إليها فكرت في اوبريت العشرة الطيبة، شعرت أنه زمن إعادة عرضها، شعرت أننا بحاجة للتواصل مع سيد درويش ومحمد تيمور والتنبه معهما لقيمة كفاح المصري وصموده وصبره وتضحياته وانتصاره ، وراقت الفكرة لنا جميعاً وبدأنا في تنفيذها.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
اختياري لهذا الأوبريت تحديداً جاء لعدة أسباب أولها أن الأوبريت قالب مسرحي قريب من وجدان المصريين إذ تقوم صناعته على القالب الغنائي المسرحي الكوميدي وأنا دائماً ما أميل للكوميديا في توصيل رسائلي المسرحية للمصريين بحكم أن المصريين شعب يميل للضحكة ويميل لاستقبال المعلومة السياسية تحديداً والتعامل معها في قالب ساخر، إلى جانب أن هذا الأوبريت يجمع كل الصفات التي كنت أريدها، فهو يبرز قيمة المواطن المصري في كفاحه ضد الحاكم الظالم وانتصاره عليه في قالب ساخر كوميدي وفي نفس الوقت يصل بنا مع المشاهد إلى ما نريد توصيله من رسائل هي في أغلبها رسائل وطنية تدفع المشاهد لأن يعيد شحن وجدانه الوطني من جديد.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
طبعاً الأوبريت له رسالة، ورسالة قوية جداً، رسالة في محتواها استغلال الحاكم الظالم للشعب الصابر، ومن يرفض هذا الاستغلال يتم التخلص منه فوراً، فالحاكم الظالم سواء كان محتل او ديكتاتور لايريد أن يراجعه أحد ويعتبر أن المحكومين هم مجرد عبيد يفعل بهم مايشاء ومن يرفض من الشعب أن يكون عبداً يستحل الديكتاتور ماله ونفسه وعرضه فجزاءه الموت ولكن ينسى الديكتاتور أن الشعوب الحرة حتى وإن صبرت على ظلم الحاكم فإنها حتماً تنتصر في النهاية بإنتمائها الوطني حتى ولو كان احدهم يعمل في بلاط الديكتاتور نفسه فهو حتماً سيكون ولائه للوطن في النهاية وسيعمل لصالح وطنه وشعبه.

بالفعل، شخصية حسن عرنوس هي شخصية وطنية كانت تعمل في بلاط الديكتاتور ( الوالي )، كانت مهمته الوحيدة هي قتل المواطنين الرافضين للإستغلال بأوامر الوالي، ولكننا نكتشف أنه وبوطنية كبيرة يخفيها عن الوالي وعيونه يرفض قتل هؤلاء الناس ويخفيهم بعيدا عن عيون الوالي ويقنع الوالي أنه قتلهم وتخلص منهم لنكتشف في نهاية الأوبريت أن هؤلاء الصابرين الأحرار وبفضل وطنية عرنوس مازالوا على قيد الحياة ويواجهون ظلم الوالي الديكتاتور، وربما كما تقول يامحيي: أعجبتني هذه الشخصية جداً وأعجبتني وطنيتها ونقائها فلم استطع مقاومة أن أقوم بتأديتها على المسرح، ولك أن تتخيل وأنا مخرج العرض أقف على خشبة المسرح لأقوم بدور حسن عرنوس وبعدما أنتهي منه وأدخل لكواليس المسرح أقوم بالإسراع لتفقد حال الإضاءة والأوركسترا والتحقق من نجوم العرض كل ليلة، كان مجهوداً كبيراً جداً لكنه بالنسبة لي كان أروع ماعايشته.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
نظراً لضخامة الأوبريت وكثافة الدراما التمثيلية والغنائية وتخلل الكثير من الإستعراضات التي يقوم بها الفنانون وجدت أن ذلك سيشكل ارهاقاً على الممثل في حال قام بتقديم دوره كل ليلة ولذلك قمت ولأول مرة في المسرح بعمل فريقين لتقديم الأوبريت، فريق يقدم عرض ليلة بينما الآخر يستريح ليقدم العرض مرة أخرى في الليلة التي تليها، وإيمانا مني بدور الشباب وتقديم جيل جديد من النجوم قمت بتشكيل الفريق البديل أو الفريق الثاني وكانوا جميعاً من الشباب، كلهم من الشباب أصبحوا نجوماً كباراً الآن، أنا مؤمن أن دور المسرح هو أن يقدم كل يوم نجوماً شابة لشعبه وهذا كان دوماً هدفي، وكان أحد سيناريوهاتي الرئيسة في تقديم اوبريت العشرة الطيبة، وأتمنى أن يكون هذا ردي على سؤالك في كيف كان يقوم بتقديم الأوبريت فريقين مختلفين في ليالي عرض مختلفة.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
أظهرت الشخصية المصرية من أول دقيقة على خشبة المسرح، لم يكن تدخل مني في الدراما ولكن تقدر تقول تفسير للدراما، فقد رأيت أن من الضروري ظهور الفلاح والعامل ورجل الشارع والمرأة من أول لحظة وفي الخلفية لأن هؤلاء هم من سيقفون في وجه الديكتاتور في نهاية العرض ومن غير المنطقي ان يظهروا اثناء تجسيد أدوارهم فقط، كان لابد من وجود الصبر المصري الكفاح المصري الغضب المصري الفلاح المصري طوال العرض في صور متزامنة مع العرض نفسه ولاتؤثر في الدراما وانما ئوثر بايجابية في انفعال المشاهد ولذلك لم اغلق الستار مرة واحدة بل ظل الستار مفتوحاً لمدة ثلاث ساعات كاملة هي كل مدة العرض.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
لم أتدخل في اغاني بديع خيري على الإطلاق أو ألحان سيد درويش، انما رأيت أن المدخل الموسيقي بطئ جداً فقمت بشرح وجهة نظري للموزع الموسيقي عزيز الشوان في أن يقوم بتسريع الحركة الموسيقية درجة تتناسب مع ذوق العصر وأنا أعلم أن هذا التسريع لا علاقة له اطلاقاً بالتدخل في اللحن، وقد عرضت وجهة نظري على قائد الكورال حينئذ وكانت الفنانة القديرة منار ابو هيف لأنها المعنية بتسريع أداء الكورال تبعاً لتسريع حركة الجملة الموسيقية، وأنا مؤمن بأن تسريع " مازورة " المدخل لايعد تدخلاً في اللحن، كما أني قمت باستشارة كبار اساتذة الموسيقى ( الشوان / ابو هيف) واستحسنوا التغيير واعتبروه ضرورياً، أما بالنسبة للأغاني فقد غيرت في جملة أو جملتين وجدتهما لايناسبان زمن وثقافة المتلقي عام 1983، ربما كانت تتوافق مع ثقافة المتلقي عام 1920، لكنها لن تكون ذات تأثير مع مشاهد عام 1983، فالمشاهد تتغير درجة تلقيه من زمن لزمن ومن ثقافة لثقافة، بمعنى اني لو قمت بأخراج هذا الأوبريت مرة أخرى اليوم بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو من المؤكد ستكون لي رؤية أخرى مختلفة تماماً عن رؤيتي عام 1983 ومن ثم كانت بعض جمل الأغاني في العمل الأصلي – جملة أو جملتين –بالنسبة لي واجبة التبديل لما قد يكون لها من تأثير سلبي على المشاهد لذا قمت بتبديل الكلمة دون المساس بتغيير معناها، مجرد تبديل يفهمه المشاهد.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
لم يكن لي أي قصد أو تعمد من السخرية من الحاكم كحاكم في اوبريت العشرة الطيبة .. إنما كان القصد والتعمد بالسخرية من الحاكم كونه ظالماً ديكتاتوراً، فالخصومة مع الحاكم لمجرد أنه حاكم نوع من العبث الذي يدفع للفوضى أما السخرية من الحاكم الديكتاتور بدافع الثورة عليه أو كف ظلمه عن الناس والشعب هو نوع من الوعي الوطني، لذا تأكيدي على السخرية من شخصية الوالي في العشرة الطيبة كان تأكيداً على انتزاع الحس الوطني لدى المشاهد ضد الديكتاتور، أي ديكتاتور، حتى ولو كان حاكماً.

الفنان القدير مجدي مجاهد:
أنا ملتزم بنص مكتوب منذ 60 عاماً بمعنى أن تدخلي في النص لإضافة موقف ساخر ضد مسألة بعينها غير وارد، ولكني استطيع تسليط الضوء على موقف وحدث مكتوب بالفعل ثم افسره حركياً واخراجياً بما يدفع بالتلميح لحدث نعيشه الآن ويحمل نفس المضمون لتحفيز وعي المشاهد لما يدور حوله من احداث آنية، أما أن اصطنع حدثاً دخيلاً أو مايمكن أن نطلق عليه ( فرد عضلات ) فهذا أمر بعيد كل البعد عن الإبداع ولايعد تفسيراً للنص ولكن إن جاز التعبير يمكن أعتباره تشويهاً للنص.

البقية العدد القادم

الاثنين، 10 فبراير 2014

هل تخشى أميركا جماعة الإخوان؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لماذا اصبحت الإدارة الأمريكية مع الاخوان مثلها مثل ( القواد ) الذي يعمل في السر ويخشى ان يتخلى عن احدى فتياته ( المومس ) رغم انها تحمل مرض الإيدز فيجد انه من الأحوط التضحية برواد ماخوره من الساقطين الذين يمارسوا معها الرذيلة على أن يخرجها من رحمته فتفضحه أمام الناس
لماذا تحافظ اميركا او لنكون اكثر دقة لماذا تحافظ الإدارة الامريكية على ( كرامة ) ووجود جماعة الاخوان سياسياً ودولياً واقتصادياً؟ هل تخشاها؟ لماذا تتركها  تفعل ما يحلو لها في مصر وغيرها وليس لاي دولة أو لأي نظام الحق في ان ينتقدها او يسجن احد اعضائها ولماذا أن فعل اي نظام هذا تتم فضيحته عالمياً اشبه بفضيحة الحرامي في المولد تحت دعوى أن الاخوان تكسّر وتخسّر مثلما تريد في اي وقت تريد بالأسلوب الذي تريد !! .. هل لهذه الجماعة نفوذ اقرب لنفوذ اللوبي الصهيوني لتفعل ما تشاء ان تفعله وأن تتلاعب هكذا حتى بالإدارة الأمريكية نفسها وهي الإدارة التي تحكم أكبر دولة في العالم؟ ماهو السر؟ او بسؤال اكثر ( لؤماً ) ما هو الفساد الذي دفع هذه الإدارة ( العظيمة ) ان تكون شخشيخة في يد الاخوان أو كما تقول احدى صفحات الاخوان بالفيس بوك ان أوباما وادارته خاتم في صباع خيرت الشاطر !!!! .. معقول !! .. ألهذه الدرجة ؟!! .. ( طب ازاي؟؟) لماذا اصبحت الإدارة الأمريكية مع الاخوان مثلها مثل ( القواد ) الذي يعمل في السر ويخشى ان يتخلى عن احدى فتياته ( المومس ) رغم انها تحمل مرض الإيدز فيجد انه من الأحوط التضحية برواد ماخوره من الساقطين الذين يمارسوا معها الرذيلة على أن يخرجها من رحمته فتفضحه أمام الناس وشرفاء العالم ليصبح من بعد ان كان  ( رجل أعمال ) وطني وديموقراطي ومن أئمة حقوق الإنسان إلى رجل ( ..... )، بهذه ( المومس ) الشمطاء، ما هو السر؟ نعرف أن هناك سر، سر كبير، ولن يصمد في الخفاء هذا السر طويلا وسيتم اعلانه قريباً جداً، ولكن بعد أن يتأكد احدهم عدم حدوث فضيحة جديدة في الشارع الأمريكي اشبه بفضيحة ( وترجيت) فيوصم حزب معين فاز بالرئاسة مرتين متتاليتين بالفضيحة والعار فيخسر حلفائه للأبد، نحن نستشعر أن سيناريو الفضيحة والعار الذي تتم ممارسته بين فصيل امريكاني يحكم اميركا اليوم وبين جماعة الاخوان سيكون التخلص منه قاسيا جداً على قلوب من اخترعوه ومولوه وساندوه وحالفوه وسيكون الخلاص اقرب لنتيجة خلاص سيناريو فضيحة ( ووتر جيت ) باستثناء صغير وهو أن ( نيكسون ) لم يدخل السجن وخرج بعفو رئاسي من نائبه الذي صار رئيساً بعده أما صاحب ( اخوان جيت ) فسيدخل السجن هو ونائبه على يد أعز اصدقائهم من الـ (أف بي آي )  فالأمريكان حين تحين لهم الفرصة في محاربة ما يرونه فساداً او ما يريدون أن يرونه فساداً ( لا يرحمون ) حتى ولو كان الفاسد هو رئيس اميركا نفسه، فمن يا ترى ثالث نيكسون وكلينتون؟؟ من يا ترى المفضوح رقم ثلاثة؟؟ حينها فقط ستتغير ردود افعال اميركا تجاه مصر ولكن ستكون سياستها لا مع ولا ضد لأن درس مصر ودرس 30 يونيو الذي تلقته من شعب مصر كان قاسياً جداً تماماً كما كان قاسياً على التتر والمغول زمان.

هل تخشى أميركا جماعة الإخوان؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لماذا اصبحت الإدارة الأمريكية مع الاخوان مثلها مثل ( القواد ) الذي يعمل في السر ويخشى ان يتخلى عن احدى فتياته ( المومس ) رغم انها تحمل مرض الإيدز فيجد انه من الأحوط التضحية برواد ماخوره من الساقطين الذين يمارسوا معها الرذيلة على أن يخرجها من رحمته فتفضحه أمام الناس
لماذا تحافظ اميركا او لنكون اكثر دقة لماذا تحافظ الإدارة الامريكية على ( كرامة ) ووجود جماعة الاخوان سياسياً ودولياً واقتصادياً؟ هل تخشاها؟ لماذا تتركها  تفعل ما يحلو لها في مصر وغيرها وليس لاي دولة أو لأي نظام الحق في ان ينتقدها او يسجن احد اعضائها ولماذا أن فعل اي نظام هذا تتم فضيحته عالمياً اشبه بفضيحة الحرامي في المولد تحت دعوى أن الاخوان تكسّر وتخسّر مثلما تريد في اي وقت تريد بالأسلوب الذي تريد !! .. هل لهذه الجماعة نفوذ اقرب لنفوذ اللوبي الصهيوني لتفعل ما تشاء ان تفعله وأن تتلاعب هكذا حتى بالإدارة الأمريكية نفسها وهي الإدارة التي تحكم أكبر دولة في العالم؟ ماهو السر؟ او بسؤال اكثر ( لؤماً ) ما هو الفساد الذي دفع هذه الإدارة ( العظيمة ) ان تكون شخشيخة في يد الاخوان أو كما تقول احدى صفحات الاخوان بالفيس بوك ان أوباما وادارته خاتم في صباع خيرت الشاطر !!!! .. معقول !! .. ألهذه الدرجة ؟!! .. ( طب ازاي؟؟) لماذا اصبحت الإدارة الأمريكية مع الاخوان مثلها مثل ( القواد ) الذي يعمل في السر ويخشى ان يتخلى عن احدى فتياته ( المومس ) رغم انها تحمل مرض الإيدز فيجد انه من الأحوط التضحية برواد ماخوره من الساقطين الذين يمارسوا معها الرذيلة على أن يخرجها من رحمته فتفضحه أمام الناس وشرفاء العالم ليصبح من بعد ان كان  ( رجل أعمال ) وطني وديموقراطي ومن أئمة حقوق الإنسان إلى رجل ( ..... )، بهذه ( المومس ) الشمطاء، ما هو السر؟ نعرف أن هناك سر، سر كبير، ولن يصمد في الخفاء هذا السر طويلا وسيتم اعلانه قريباً جداً، ولكن بعد أن يتأكد احدهم عدم حدوث فضيحة جديدة في الشارع الأمريكي اشبه بفضيحة ( وترجيت) فيوصم حزب معين فاز بالرئاسة مرتين متتاليتين بالفضيحة والعار فيخسر حلفائه للأبد، نحن نستشعر أن سيناريو الفضيحة والعار الذي تتم ممارسته بين فصيل امريكاني يحكم اميركا اليوم وبين جماعة الاخوان سيكون التخلص منه قاسيا جداً على قلوب من اخترعوه ومولوه وساندوه وحالفوه وسيكون الخلاص اقرب لنتيجة خلاص سيناريو فضيحة ( ووتر جيت ) باستثناء صغير وهو أن ( نيكسون ) لم يدخل السجن وخرج بعفو رئاسي من نائبه الذي صار رئيساً بعده أما صاحب ( اخوان جيت ) فسيدخل السجن هو ونائبه على يد أعز اصدقائهم من الـ (أف بي آي )  فالأمريكان حين تحين لهم الفرصة في محاربة ما يرونه فساداً او ما يريدون أن يرونه فساداً ( لا يرحمون ) حتى ولو كان الفاسد هو رئيس اميركا نفسه، فمن يا ترى ثالث نيكسون وكلينتون؟؟ من يا ترى المفضوح رقم ثلاثة؟؟ حينها فقط ستتغير ردود افعال اميركا تجاه مصر ولكن ستكون سياستها لا مع ولا ضد لأن درس مصر ودرس 30 يونيو الذي تلقته من شعب مصر كان قاسياً جداً تماماً كما كان قاسياً على التتر والمغول زمان.