الأربعاء، 15 مارس 2017

إللي بنى أشهر مساجد مصر كان في الأصل ( طلياني )

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
كان اسماعيل باشا إبن إبراهيم باشا من أنجب أبناء محمد علي، وبرغم انجازاته العظمى لتحويل مصر لدولة كبرى إلا أنه أخطأ بعدم خلق طبقة متوسطة في الشعب المصري تحميه من غدر الإنجليز والأتراك وأعتمد في حكمه فقط على طبقة الأجانب والباشوات فغدر به الجميع !
بعد ثورة 1919 استدعت فريال هانم أبنها الملك فؤاد لقصر خوشيار هانم بالعباسية ( مبنى شئون الطلاب بجامعة عين شمس حالياً ) للحديث معه في أمر غاية في الخطورة على مستقبله كملك، فما هو ذلك الأمر؟.
لم تكن في مصر " طبقة متوسطة " قبل 1919، كانت مصر عبارة عن طبقتين فقط، طبقة الحكام الغنية وطبقة الشعب المعدم، وكانت ترى فريال هانم أن عدم وجود طبقة متوسطة في مصر هي السبب الرئيس في ضياع اسماعيل باشا والد الملك فؤاد وعباس حلمي وحسين كامل، فقد كان اسماعيل باشا إبن إبراهيم باشا من أنجب أبناء محمد علي، وبرغم انجازاته العظمى لتحويل مصر لدولة كبرى إلا أنه أخطأ بعدم خلق طبقة متوسطة في الشعب المصري تحميه من غدر الإنجليز والأتراك وأعتمد في حكمه فقط على طبقة الأجانب والباشوات فغدر به الجميع، كانت نصيحة فريال هانم لإبنها هي ضرورة خلق طبقة متوسطة يستطيع من خلالها حماية ملكه من تكرار سيناريو أسلافه، وهنا قرر الملك فؤاد فوراً العمل بالنصيحة، فأسس البنوك الوطنية وشركة مصر للطيران وغزل المحلة ومصر للسياحة وتعلية خزان اسوان وتطوير مصانع السكر والسكة الحديد والمدارس العليا والمتخصصة والفنية وإلحاق ابناء المصريين للجيش المصري، وكثير من المنافذ الكفيلة بخلق الطبقة المتوسطة، ولعل من أبرز ما شرع في تنفيذه الملك فؤاد استكمال مدفن العائلة بجامع الرفاعي، فاستدعى المهندس الإيطالى "إرنست فيروجى باى" الذى كان يعمل مشرفا على القصور الملكية والذي بدوره عهد العمل في مسجد الرفاعي للمهندس الإيطالي الشاب "ماريو روسي" الذي جاء إلى مصر فى مستهل شبابه ضمن مجموعة من المهندسين الأوروبيين الذين استقدمهم الملك فؤاد عام 1921، والمدهش أن " روسي " قبل أن يشرف على مسجد الرفاعي كان يعمل ( نقاشاً ) ببكالوريوس الفنون الجميلة في قصور الأسرة الحاكمة تحت اشراف ( بلدياته ) المهندس "إرنست فيروجى باى" ولكن بمسابقة أجرتها وزارة الأشغال المصرية للمهندسين في مصر تفوق " ماريو روسي " على الجميع ونال شرف أن يكون مهندساً بوزارة الأشغال حيث رشحه "إرنست فيروجى باى" للإشراف على انهاء مسجد الرفاعي.
عشق " ماريو روسي " الفن الإسلامي، قرر بعشقه ودراسته أن يضع نظريات جديدة في بناء المساجد بعيداً عن الطرز الغربية ليكون لمصر طرازها المعماري الخاص بها في بناء المساجد، فجاءت عمارته منسجمة مع النسيج الثقافى المصرى الإسلامى، ونجح فى تمرير أفكار فرعونية، وشرق أسيوية إلى عين المشاهد، ففتح الباب لكى يتمكن العقل المصرى من الانفتاح على ثقافة الآخر دون نفور أو تعصب، وحين اصبح القائم على اعمال القصور والمساجد قام بتصميم مسجد "المرسى أبى العباس" فى الاسكندرية على نحو يعد مفاجأة فى تاريخ العمارة الاسلامية، وكان هذا المسجد أول مسجد يقوم "روسى" باستيراد اعمدته من ايطاليا، وما أن انتهى "روسى" 1946 من بناء مسجد "المرسى ابو العباس" حتى شرع 1948م فى تشييد مسجد "القائد ابراهيم"، الذي ابتكر مئذنته حينما واجهته مشكلة وجود هذا المسجد وسط مبانٍ عالية ، ووجد أنه من الممكن أن يختفي المسجد عن العيون ولو قليلاً ،فجعل من منتصف جدار القبلة مئذنة تطفو نحيلة أنيقة لتمضي نحو السماء حيث تشرف وتعلو مئذنتها علي المباني المجاورة ، وبعد انتهائه من بناء مسجد القائد إبراهيم استطاع أن يفتح باباً واسعاً في مجال تجديد وبناء المساجد وتجلي ذلك واضحاً عندما قام علي إنشاء مسجد السيد محمد كريم ثالث المساجد التي بناها في ثغر الإسكندرية حيث استخدم فيه عند بنائه مهارته في الاستفادة من المساحة المتاحة له أما مئذنة المسجد فهي ابتكار جديد في شكلها ، حيث أنشأ جوسقاً مغطي أشبه بالخميلة فوق شرفة الأذان مقتبساً هيئته من العمارة الهندية ، وكان هذا الحل ابتكاراً فريداً بأن يجعل هذه المئذنة علماً من أعلام عمارة المآذن في مصر وقد استعان مهندسي الحرم المكي في مكة المكرمة باستعارة هذا النموذج في تصميم مآذن الحرم الذي هو عليه الآن.
استمر " ماريو روسي " في ابداع أشهر مساجد مصر وأروع مبانيها فقام بتصميم وبناء مسجد عمر مكرم بالقاهرة، مسجد الزمالك بالقرب من كوبرى الزمالك، مسجد أحمد يحي باشا بزيزنيا بالإسكندرية، فيلا عاصم بالزمالك، المركز الإسلامى في واشنطون، فيلا عطا عفيفي بالجيزة، فيلا بهي الدين بركات باشا بالجيزة، عمارة الجبلايه (جانج) ( 1920) بشارع حسن صبري بالزمالك، عمارة جاستون وايزر بشارع سوق التوفيقيه، فيلا جورج ويصا (1920) بحى جاردن سيتى.
اعتنق " ماريو روسي" الإسلام عام 1946م وأشهره في مسجد المرسي أبى العباس الذي بناه ، وتوفى عام 1961م بمكة المكرمة التي عاش بها في أواخر أيامه بينما لا تزال ذريته تعيش في مصر حتى يومنا هذا.

الاثنين، 13 مارس 2017

بر طموحك

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
كلما كانت المسافة بينك وبين حلمك ( متناهية الصغر ) فلا تهتم بمن يجذبك من الخلف بقوة لتسقط


الإيمان بالحلم اللي جواك هو حجر الزاوية .. لو البني آدم حارب المحيط ( الضيق ) اللي حواليه وركب حصان حلمه وانطلق غصب عن الجميع هينجح .. المؤمنين بأحلامهم بس هما اللي بيوصلوا .. هما دول بس اللي بيقدروا يغيروا من نفسهم واحيانا بيغيروا من العالم كله لأنهم قدروا كل يوم يخوضوا حروب ضد السلبية والأستسلام وما يسمعوش كلام حد ( تقليدي ومحبط ) حتى لو كان الحد ده أبوه أو أمه وفي الآخر بينتصروا .. لازم ينتصروا .. وزي مافيه بيل جيتس في اميركا والجدع بتاع الفيسبوك .. فيه معاهم مشردين وفشلة .. الفرق بين دول ودول إن النجاح ( إن كنت عايز تنجح ) لابد يكون من أهم أدواته إنك تحط نفسك في وش المدفع .. غامر .. انطلق .. عدي حدود مخاوفك لبر طموحك .. حتى لو العالم كله وقف في وشك إاقف إنت كمان في وش العالم .. المركب لو خافت من البحر في عكس الريح هتغرق وانت مش هتغرق .. اتحدث عن تجربة شخصية وتجارب اخرى تعرفت عليها في مشوار الحياة .. كلمة أخيرة: كلما كانت المسافة بينك وبين حلمك ( متناهية الصغر ) فلا تهتم بمن يجذبك من الخلف بقوة لتسقط .. عارف ليه ؟ .. لأنك ساعتها هتكون بتعرف تطير .. ساعتها بس هتلاقي دراعاتك بقت زي جناحين كبار بتحلق بيهم فوق .. فوق قوي عند أعلى نقطة في إيمانك بنفسك.

بر طموحك

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
كلما كانت المسافة بينك وبين حلمك ( متناهية الصغر ) فلا تهتم بمن يجذبك من الخلف بقوة لتسقط


الإيمان بالحلم اللي جواك هو حجر الزاوية .. لو البني آدم حارب المحيط ( الضيق ) اللي حواليه وركب حصان حلمه وانطلق غصب عن الجميع هينجح .. المؤمنين بأحلامهم بس هما اللي بيوصلوا .. هما دول بس اللي بيقدروا يغيروا من نفسهم واحيانا بيغيروا من العالم كله لأنهم قدروا كل يوم يخوضوا حروب ضد السلبية والأستسلام وما يسمعوش كلام حد ( تقليدي ومحبط ) حتى لو كان الحد ده أبوه أو أمه وفي الآخر بينتصروا .. لازم ينتصروا .. وزي مافيه بيل جيتس في اميركا والجدع بتاع الفيسبوك .. فيه معاهم مشردين وفشلة .. الفرق بين دول ودول إن النجاح ( إن كنت عايز تنجح ) لابد يكون من أهم أدواته إنك تحط نفسك في وش المدفع .. غامر .. انطلق .. عدي حدود مخاوفك لبر طموحك .. حتى لو العالم كله وقف في وشك إاقف إنت كمان في وش العالم .. المركب لو خافت من البحر في عكس الريح هتغرق وانت مش هتغرق .. اتحدث عن تجربة شخصية وتجارب اخرى تعرفت عليها في مشوار الحياة .. كلمة أخيرة: كلما كانت المسافة بينك وبين حلمك ( متناهية الصغر ) فلا تهتم بمن يجذبك من الخلف بقوة لتسقط .. عارف ليه ؟ .. لأنك ساعتها هتكون بتعرف تطير .. ساعتها بس هتلاقي دراعاتك بقت زي جناحين كبار بتحلق بيهم فوق .. فوق قوي عند أعلى نقطة في إيمانك بنفسك.

الجمعة، 10 مارس 2017

كلمات عبثية جداً

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

سمعته يقول: اتبع إلهامك فهو بث معلوم .. إن حضرته بمفهوم رضاك عني شهدت عظمة وجودك في مشهد رضاي عنك .. وإن تركته بمفهوم رضاك عن ذاتك شهدت عدم وجودك في مشهد ذاتي.

في المفهوم ( الفرعوني ) في مصر القديمة .. فم الله هو ( آتون ) نار .. وكلام الله ( شعله ) تخرج من هذا الفم .. شعلة تخرج من هذا ( الآتون )! .. ومن ثم هل كان ( أخناتون ) يعبد الشمس أم أنه كان يتجه للخالق الأزلي ليتلقى التعاليم من فم الله ( آتون ) ؟؟ .. وربما يكون ذلك ( سر ) تطابق تراتيل ( إخناتون ) مع مزامير النبي ( داوود ) فالثانية من ( فم ) الخالق الأزلي على لسان داوود فلماذا لا تكون الأولى أيضاً من ( فم ) الخالق الأزلي على لسان إخناتون ؟؟ مسألة ( أيضاً ) في غاية الغموض !!

الكلمات كالمخلوقات لا تستطيع استبدال كلمة بكلمة كما لا تستطيع استبدال حسنين بفتحية أو مارلين بأم الخير أو أبنك بإبن اختك مثلاً فلكل كلمة روح ولكل روح بصمة ولكل بصمة ذبذبة خاصة بها لا تشبه أي ذبذبة سواها .. ذبذبه لها طاقة كطاقة الكهرباء تحيط بك وتستعمرك دون أن تستشعرها كذبذبات الموبايل والتليفزيون والراديو مع فارق بسيط أنه يمكنك الهروب من ذبذبات الموبايل والتليفزيون والراديو بينما تلتصق بك ذبذبات الكلمة فلاتستطيع الفكاك منها حتى في قبرك! .. الكلمة مخلوق عجيب ساحر .. فحين تقول لأحدهم لعنة الله عليك لا يمكن أن تمحوها كلمة ( حقك عليا ) .. إن وعدت وعداً قم بتنفيذه لأنك إن وعدت فأخلفت أحاطت بك قوة الخلاف عمرك بأكمله وآخرتك برمتها ولن تنجو بخلاف الوعد حتى ولو أجبرت بعد ذلك على تنفيذه .. إحذر من وعد الكلمة !

الكذب كلمة .. ربما تكون كلمة طيبة جداً كقولك لزوجتك:" أنتِ أجمل أمرأة في التاريخ الإنساني كله" .. وأنت تعلم أنها تشبه عم ( مخيمر ) بائع التين الشوكي بعد أن تشوه وجهه بماء النار الذي رشه عليه ( مرزوق ) العجلاتي .. أنت تكذب عليها بحلو الكلام ليس لإصلاح ذات بينكم ولكن لتتمتع وتتنعم بإدارة ماورثته عن أبيها من مال وعقار .. فما مصير هذه الكلمة ( الحلوة - الطيبة ) التي خرجت بالكذب؟ .. ستقرر تلك ( القوى ) الملازمة للكلمة وتحدد هدف ومصير طاقة هذه الكلمة .. سيحدد ( خدام ) الكلمة مصيرك .. سيضعون ( نواياك ) في جهاز كشف الكذب الخاص بهم فإن كنت تقولها للإحتيال ستنال زوجتك التي تشبه عم ( مخيمر ) بائع التين الشوكي ( ظاهر ) الكلمة المشرق فتسعد أما أنت فستنال ( باطن ) الكلمة الكاذب فتشقى .. لن تنجو بكذبك ولو كان حلواً !

لا يمكن أن أتمتع بأي نجاح وأنا .. ( نذل ) !

ما أروع سخريتكم عني .. إنها هديتكم لي .. تلهب جذوة العناد في قلبي فأصبح ( أنا ) كما أريد أن أكون ( هنا ) بينما أنتم مازلتم ( أنتم ) تسخرون ( هناك).

لا تخجل من آرائك .. إعلنها كما تراها .. كما تؤمن بها .. كما أنت نفسك .. ببساطة هم يريدونك شخص آخر غير الذي أنت عليه ليسخروا منك.

إذا أنتابتك ( الفكرة ) وخفت أن تعلنها بين الناس فأعلم أنك في مجتمع ( حرام ) أن تعيش فيه .. أما إن عشت .. فستموت وأنت آثم قلبك !

لا تدعها تفلت .. هم يريدونك عارياً من أفكارك ليستعبدونك !

إذا أدار الناس لك ظهورهم فأنت صاحب فكرة .. وإن أكتظوا من حولك فأنت صاحب مال .. وإن إغتالوك فأنت صاحب مبدأ !

حين يثني الناس على أفعالك فأعلم أنك على وشك .. السقوط!

تحقيق ( الآمال ) الطموحة يحتاج إلى ( سلالم ) تصنعها ( الأفكار ) العنيدة !

لا يستشعر تقلب الأمواج من استقر في القاع !

عند شاطئ العبارة لم تنقذني جزر المعاني بعدما هجرتني سفن المعرفة!

أين كنتم حين إلتفت ( تاء ) التمرد حول عنق كبرياءكم فخسرتم وطن ( النون )؟!

أدار ظهره للمدينة وارتحل كشبح .. على بوابة الخروج وجد مدينة للأشباح ترفضه!

ذهب إلى السوق ( ليسرق ) كتاباً مقدساً !

حين آمن بحرية التعبير كانت العبارة قد تحررت من معناها للأبد !

حين أراد أن يصعد للسماء ليرى جميع من حوله كان كل من حوله قد أختفى !

ودعته في محطة القطار ولم تكن تدري أنه الوداع الأخير .. لقد تزوجها رجل آخر !

ظن أنه بيده كل شئ وحين هطلت الأمطار .. إختبأ !

لا تراوغ لأنه يعرف دائرتك!.. ولا تلاوع لأنه يعرف نواياك! .. ولا تحتال لأنه يعرفك!

إذا أردت أن تبني نفسك .. عليك أن تتخطى توقعاتك

تقوى القلوب ليست في تطبيق الأمر والنهي وإنما في سمو عرفانك !

ستأتي قلوب ضائعة تدعي أن تطلعك إليه ماهو إلا جهد فارغ فلا تجعل احتلالهم يدنس تقواك!

لا تبحث عن الحكمة بمنطق الرياضيات فحركة العقل لايمكنها الإستقرار في ثبات الحقيقة !

احسد الأصم على نعمة عزلته في سماع مأقول بجهلي وأحسد الأعمي على نعمة مالايراه من غروري !

ضياع القلب لا يعوضه وجودك .. وغربة النفس لا تردها معرفتك .. والروح إن لم تنجو بالعشق احترقت بضياع القلب وغربة نفسك !

الكذب أسود ولو كذبوا بشأن بياضه !

إن جاءك من يحمل كلام الله ليرجو به ( رغيفك ) فاشهد له بالضلال !

الكلمة في أصلها طيب فإن صارت خبيثة فمن أصل قائلها !

لا تعبث بالقول حتى لا تعبث بك العبارة !

ليس هناك ظلماً أفتك بالناس بقدر حاكم في قلبه ضعف!

لا تحزن إن فاجأك الظلام .. حتماً ستبتهج حين يدركك النور وتعرف قيمة الرؤية!

لا تنزعج حين يتهمونك بالجهل .. فهؤلاء لم يفعلوا شيئاً بعلمهم إلا كما فعلت ( الحمير ) بحملها الأسفار!

لا تفكر في مأساتك بينما يمكنك التفكير في الخروج منها !

العزلة صومعة العاشق وحيث خارجها صراع من ضاع عشقهم وتاهوا في ظلمة ( الحمق ) للأبد !

الفعل ليس تطبيقاً للكلمة ولكن الفعل له دافع في النوايا يتم تطبيقة في الواقع كالكلمة تماماً ومن ثم فالكلمة تطبيق والفعل تطبيق موازي فإن جمعت بين التطبيقين فأي خسارة تجنيها أيها العابث ؟!

قبل أن تنطق بالكلمة .. كن سيد العبارة !

علم لا يعلو بقيمة الكلمة .. هو الجهل الذي يمحوها !

الرابط بين الكلمة والمعرفة كالرابط بين العقل والروح .. وفي ضياع الرابط تجاهل روحك !

في الكلمة ما يتحمله العقل وفي طاقة الكلمة ما لا يتحمله الخاطر !

الكلمة لا ترث الهموم لكنها إن لم تبالي بها .. تورثك الهموم !

الكلام إن لم يعيه العقل ويسمو به القلب وتتسامى به الروح قبل النطق به هو الضلال بعينه ولو كنت تخاطب به الله نفسه.!

• الحياة فرصة واحدة فقط لمجازفة واحدة فقط إن لم تغتنمها .. يستعبدوك !!

• العقل ( منطق ) حاضرك .. والقلب ( بصيرة ) حضورك !!

• كلما حالفك الحظ في معرفة من تكون .. كن في معرفة الحظ حليفه !!

يتصور أهل ( الظاهر ) أن اللهاث وراء المكاسب .. مناصب .. ولو علم أن في قلبه ( ياقوته الخلود ) لأطمئن وما لهث.

لا تدعو بزوال النعمة من أحد حتى لا تكون في أول صفوف المحرومين بدعائك .. فقط إن عفوت عنه ( بصدق ) أوتيت ضعف ماعنده وبورك لك فيه !

العطاء الأوحد هو ( الحكمة ) والإنفاق الأبذل هو ( العفو ) .. أما لقمة العيش والمال والبنون .. كل ذلك فتنة وأختبار لعطاء الحكمة وبذل العفو.

ليس العشق رجلاً .. ولم يكن أبداً إمرأةً .. العشق روح الإنسانية في قدس الجمال.

في مقام الماء كان احياء العشق وفي مقام النار كان انصهار الجدل وفي مقام الهواء كان لطف الحقيقة وفي مقام الطين عرفت نفسي !

سمعته يقول: اتبع إلهامك فهو بث معلوم .. إن حضرته بمفهوم رضاك عني شهدت عظمة وجودك في مشهد رضاي عنك .. وإن تركته بمفهوم رضاك عن ذاتك شهدت عدم وجودك في مشهد ذاتي.

عند ( عين ) العرش كان الكل مستور بستر الغيوب .. وعند ( جيم ) الجلال كان النور وكنت العدم .. وكان من فوق ( نون ) النور أمر .. ومن تحت العدم ظلمة ( فاء ) الفناء .. وبين كل الشئ واللا شئ .. ردني ثم أخرجني ثم ألقى بي في عرفانه فأضاء ظلمتى عرفانه عند مشهد ذاته !

إن عرفته ولم تجده سيجدك ولن يعرفك .. وإن كان حضوره من خلفك كان هو أمام حضورك .. ليس من أهل الاستحقاق من استحق معرفة حضوره إلا من وراء الحجب أو من أمام المستور.

في مكان بعيد عن الأرض عرفت أن خوفي مازال لم يبرح خشيتي فقررت السقوط!

عندما تعبر عن فرحك حافظ على كبريائك حتى لا تنجرح هيبتك فيزهد فيك الناس !

قال لي ( إفعلها ) فهجرت ( حزني ) وصرت ( عصفوراً ) يحلق في دنيا العاشقين !

إذا أدركت ( الجمال ) أستوطنة وإن أدركك ( الإيمان ) أصبو إليه بوطن الجمال تكن خالداً!

لا يزرع ( الشوك ) إلا بناة ( القبور )!

ما أبغض لحظة ظن تدفعنا لإفساد محبة من كانوا يخلصون لنا عمراً كاملاً واستحال بعدها عودة الود القديم !

لا قيمة للسرعة حين احتواء المسافة.

• ضياعك في النور .. وجود !!

لما تلاقي الدنيا بحالها ضياع ف ضياع وأما يتوه الصاحب منك أو يتباع
دور على جغرافية جديدة سافر أصل الوطأة شديدة
أهرب برة مخاوفك وإنفد قبل ما تنهار الأوضاع

كلمات عبثية جداً

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

سمعته يقول: اتبع إلهامك فهو بث معلوم .. إن حضرته بمفهوم رضاك عني شهدت عظمة وجودك في مشهد رضاي عنك .. وإن تركته بمفهوم رضاك عن ذاتك شهدت عدم وجودك في مشهد ذاتي.

في المفهوم ( الفرعوني ) في مصر القديمة .. فم الله هو ( آتون ) نار .. وكلام الله ( شعله ) تخرج من هذا الفم .. شعلة تخرج من هذا ( الآتون )! .. ومن ثم هل كان ( أخناتون ) يعبد الشمس أم أنه كان يتجه للخالق الأزلي ليتلقى التعاليم من فم الله ( آتون ) ؟؟ .. وربما يكون ذلك ( سر ) تطابق تراتيل ( إخناتون ) مع مزامير النبي ( داوود ) فالثانية من ( فم ) الخالق الأزلي على لسان داوود فلماذا لا تكون الأولى أيضاً من ( فم ) الخالق الأزلي على لسان إخناتون ؟؟ مسألة ( أيضاً ) في غاية الغموض !!

الكلمات كالمخلوقات لا تستطيع استبدال كلمة بكلمة كما لا تستطيع استبدال حسنين بفتحية أو مارلين بأم الخير أو أبنك بإبن اختك مثلاً فلكل كلمة روح ولكل روح بصمة ولكل بصمة ذبذبة خاصة بها لا تشبه أي ذبذبة سواها .. ذبذبه لها طاقة كطاقة الكهرباء تحيط بك وتستعمرك دون أن تستشعرها كذبذبات الموبايل والتليفزيون والراديو مع فارق بسيط أنه يمكنك الهروب من ذبذبات الموبايل والتليفزيون والراديو بينما تلتصق بك ذبذبات الكلمة فلاتستطيع الفكاك منها حتى في قبرك! .. الكلمة مخلوق عجيب ساحر .. فحين تقول لأحدهم لعنة الله عليك لا يمكن أن تمحوها كلمة ( حقك عليا ) .. إن وعدت وعداً قم بتنفيذه لأنك إن وعدت فأخلفت أحاطت بك قوة الخلاف عمرك بأكمله وآخرتك برمتها ولن تنجو بخلاف الوعد حتى ولو أجبرت بعد ذلك على تنفيذه .. إحذر من وعد الكلمة !

الكذب كلمة .. ربما تكون كلمة طيبة جداً كقولك لزوجتك:" أنتِ أجمل أمرأة في التاريخ الإنساني كله" .. وأنت تعلم أنها تشبه عم ( مخيمر ) بائع التين الشوكي بعد أن تشوه وجهه بماء النار الذي رشه عليه ( مرزوق ) العجلاتي .. أنت تكذب عليها بحلو الكلام ليس لإصلاح ذات بينكم ولكن لتتمتع وتتنعم بإدارة ماورثته عن أبيها من مال وعقار .. فما مصير هذه الكلمة ( الحلوة - الطيبة ) التي خرجت بالكذب؟ .. ستقرر تلك ( القوى ) الملازمة للكلمة وتحدد هدف ومصير طاقة هذه الكلمة .. سيحدد ( خدام ) الكلمة مصيرك .. سيضعون ( نواياك ) في جهاز كشف الكذب الخاص بهم فإن كنت تقولها للإحتيال ستنال زوجتك التي تشبه عم ( مخيمر ) بائع التين الشوكي ( ظاهر ) الكلمة المشرق فتسعد أما أنت فستنال ( باطن ) الكلمة الكاذب فتشقى .. لن تنجو بكذبك ولو كان حلواً !

لا يمكن أن أتمتع بأي نجاح وأنا .. ( نذل ) !

ما أروع سخريتكم عني .. إنها هديتكم لي .. تلهب جذوة العناد في قلبي فأصبح ( أنا ) كما أريد أن أكون ( هنا ) بينما أنتم مازلتم ( أنتم ) تسخرون ( هناك).

لا تخجل من آرائك .. إعلنها كما تراها .. كما تؤمن بها .. كما أنت نفسك .. ببساطة هم يريدونك شخص آخر غير الذي أنت عليه ليسخروا منك.

إذا أنتابتك ( الفكرة ) وخفت أن تعلنها بين الناس فأعلم أنك في مجتمع ( حرام ) أن تعيش فيه .. أما إن عشت .. فستموت وأنت آثم قلبك !

لا تدعها تفلت .. هم يريدونك عارياً من أفكارك ليستعبدونك !

إذا أدار الناس لك ظهورهم فأنت صاحب فكرة .. وإن أكتظوا من حولك فأنت صاحب مال .. وإن إغتالوك فأنت صاحب مبدأ !

حين يثني الناس على أفعالك فأعلم أنك على وشك .. السقوط!

تحقيق ( الآمال ) الطموحة يحتاج إلى ( سلالم ) تصنعها ( الأفكار ) العنيدة !

لا يستشعر تقلب الأمواج من استقر في القاع !

عند شاطئ العبارة لم تنقذني جزر المعاني بعدما هجرتني سفن المعرفة!

أين كنتم حين إلتفت ( تاء ) التمرد حول عنق كبرياءكم فخسرتم وطن ( النون )؟!

أدار ظهره للمدينة وارتحل كشبح .. على بوابة الخروج وجد مدينة للأشباح ترفضه!

ذهب إلى السوق ( ليسرق ) كتاباً مقدساً !

حين آمن بحرية التعبير كانت العبارة قد تحررت من معناها للأبد !

حين أراد أن يصعد للسماء ليرى جميع من حوله كان كل من حوله قد أختفى !

ودعته في محطة القطار ولم تكن تدري أنه الوداع الأخير .. لقد تزوجها رجل آخر !

ظن أنه بيده كل شئ وحين هطلت الأمطار .. إختبأ !

لا تراوغ لأنه يعرف دائرتك!.. ولا تلاوع لأنه يعرف نواياك! .. ولا تحتال لأنه يعرفك!

إذا أردت أن تبني نفسك .. عليك أن تتخطى توقعاتك

تقوى القلوب ليست في تطبيق الأمر والنهي وإنما في سمو عرفانك !

ستأتي قلوب ضائعة تدعي أن تطلعك إليه ماهو إلا جهد فارغ فلا تجعل احتلالهم يدنس تقواك!

لا تبحث عن الحكمة بمنطق الرياضيات فحركة العقل لايمكنها الإستقرار في ثبات الحقيقة !

احسد الأصم على نعمة عزلته في سماع مأقول بجهلي وأحسد الأعمي على نعمة مالايراه من غروري !

ضياع القلب لا يعوضه وجودك .. وغربة النفس لا تردها معرفتك .. والروح إن لم تنجو بالعشق احترقت بضياع القلب وغربة نفسك !

الكذب أسود ولو كذبوا بشأن بياضه !

إن جاءك من يحمل كلام الله ليرجو به ( رغيفك ) فاشهد له بالضلال !

الكلمة في أصلها طيب فإن صارت خبيثة فمن أصل قائلها !

لا تعبث بالقول حتى لا تعبث بك العبارة !

ليس هناك ظلماً أفتك بالناس بقدر حاكم في قلبه ضعف!

لا تحزن إن فاجأك الظلام .. حتماً ستبتهج حين يدركك النور وتعرف قيمة الرؤية!

لا تنزعج حين يتهمونك بالجهل .. فهؤلاء لم يفعلوا شيئاً بعلمهم إلا كما فعلت ( الحمير ) بحملها الأسفار!

لا تفكر في مأساتك بينما يمكنك التفكير في الخروج منها !

العزلة صومعة العاشق وحيث خارجها صراع من ضاع عشقهم وتاهوا في ظلمة ( الحمق ) للأبد !

الفعل ليس تطبيقاً للكلمة ولكن الفعل له دافع في النوايا يتم تطبيقة في الواقع كالكلمة تماماً ومن ثم فالكلمة تطبيق والفعل تطبيق موازي فإن جمعت بين التطبيقين فأي خسارة تجنيها أيها العابث ؟!

قبل أن تنطق بالكلمة .. كن سيد العبارة !

علم لا يعلو بقيمة الكلمة .. هو الجهل الذي يمحوها !

الرابط بين الكلمة والمعرفة كالرابط بين العقل والروح .. وفي ضياع الرابط تجاهل روحك !

في الكلمة ما يتحمله العقل وفي طاقة الكلمة ما لا يتحمله الخاطر !

الكلمة لا ترث الهموم لكنها إن لم تبالي بها .. تورثك الهموم !

الكلام إن لم يعيه العقل ويسمو به القلب وتتسامى به الروح قبل النطق به هو الضلال بعينه ولو كنت تخاطب به الله نفسه.!

• الحياة فرصة واحدة فقط لمجازفة واحدة فقط إن لم تغتنمها .. يستعبدوك !!

• العقل ( منطق ) حاضرك .. والقلب ( بصيرة ) حضورك !!

• كلما حالفك الحظ في معرفة من تكون .. كن في معرفة الحظ حليفه !!

يتصور أهل ( الظاهر ) أن اللهاث وراء المكاسب .. مناصب .. ولو علم أن في قلبه ( ياقوته الخلود ) لأطمئن وما لهث.

لا تدعو بزوال النعمة من أحد حتى لا تكون في أول صفوف المحرومين بدعائك .. فقط إن عفوت عنه ( بصدق ) أوتيت ضعف ماعنده وبورك لك فيه !

العطاء الأوحد هو ( الحكمة ) والإنفاق الأبذل هو ( العفو ) .. أما لقمة العيش والمال والبنون .. كل ذلك فتنة وأختبار لعطاء الحكمة وبذل العفو.

ليس العشق رجلاً .. ولم يكن أبداً إمرأةً .. العشق روح الإنسانية في قدس الجمال.

في مقام الماء كان احياء العشق وفي مقام النار كان انصهار الجدل وفي مقام الهواء كان لطف الحقيقة وفي مقام الطين عرفت نفسي !

سمعته يقول: اتبع إلهامك فهو بث معلوم .. إن حضرته بمفهوم رضاك عني شهدت عظمة وجودك في مشهد رضاي عنك .. وإن تركته بمفهوم رضاك عن ذاتك شهدت عدم وجودك في مشهد ذاتي.

عند ( عين ) العرش كان الكل مستور بستر الغيوب .. وعند ( جيم ) الجلال كان النور وكنت العدم .. وكان من فوق ( نون ) النور أمر .. ومن تحت العدم ظلمة ( فاء ) الفناء .. وبين كل الشئ واللا شئ .. ردني ثم أخرجني ثم ألقى بي في عرفانه فأضاء ظلمتى عرفانه عند مشهد ذاته !

إن عرفته ولم تجده سيجدك ولن يعرفك .. وإن كان حضوره من خلفك كان هو أمام حضورك .. ليس من أهل الاستحقاق من استحق معرفة حضوره إلا من وراء الحجب أو من أمام المستور.

في مكان بعيد عن الأرض عرفت أن خوفي مازال لم يبرح خشيتي فقررت السقوط!

عندما تعبر عن فرحك حافظ على كبريائك حتى لا تنجرح هيبتك فيزهد فيك الناس !

قال لي ( إفعلها ) فهجرت ( حزني ) وصرت ( عصفوراً ) يحلق في دنيا العاشقين !

إذا أدركت ( الجمال ) أستوطنة وإن أدركك ( الإيمان ) أصبو إليه بوطن الجمال تكن خالداً!

لا يزرع ( الشوك ) إلا بناة ( القبور )!

ما أبغض لحظة ظن تدفعنا لإفساد محبة من كانوا يخلصون لنا عمراً كاملاً واستحال بعدها عودة الود القديم !

لا قيمة للسرعة حين احتواء المسافة.

• ضياعك في النور .. وجود !!

لما تلاقي الدنيا بحالها ضياع ف ضياع وأما يتوه الصاحب منك أو يتباع
دور على جغرافية جديدة سافر أصل الوطأة شديدة
أهرب برة مخاوفك وإنفد قبل ما تنهار الأوضاع

الخميس، 9 مارس 2017

وجه يرجو الوجود


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
في قرارة نفسك ( وجه ) مجهول تحبه .. تعشقه .. يكتويك .. وجه في ( نخاع ) قلبك تبحث عنه منذ ( نُضج ) مشاعرك لكن لا تلتقيه أبداً بين ملايين الوجوه التي تحيط بك .. وجه صنعته ( ضرورة ) في مشاعرك تشتهي معنى كامل ( حي ) وسط فوضى ( أنصاف ) المعاني .. نقص بحاجة للإمتلاء .. ضياع يرغب في السكن .. جدب يبتهل للمطر .. عدم يرجو الوجود .. لاشئ يبتغي السمو .. في قرارة نفسك ( كلمة ) تفتقد ( عبارة ) تفسرها .. إن أدركت ( النور ) أو أدركك ( النور ) .. كان الوجه وكانت العبارة !!

وجه يرجو الوجود


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
في قرارة نفسك ( وجه ) مجهول تحبه .. تعشقه .. يكتويك .. وجه في ( نخاع ) قلبك تبحث عنه منذ ( نُضج ) مشاعرك لكن لا تلتقيه أبداً بين ملايين الوجوه التي تحيط بك .. وجه صنعته ( ضرورة ) في مشاعرك تشتهي معنى كامل ( حي ) وسط فوضى ( أنصاف ) المعاني .. نقص بحاجة للإمتلاء .. ضياع يرغب في السكن .. جدب يبتهل للمطر .. عدم يرجو الوجود .. لاشئ يبتغي السمو .. في قرارة نفسك ( كلمة ) تفتقد ( عبارة ) تفسرها .. إن أدركت ( النور ) أو أدركك ( النور ) .. كان الوجه وكانت العبارة !!

الأربعاء، 8 مارس 2017

لا دين ولا كعبة ولا أورشليم القدس ولا هيكل سليمان؟

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

سفينة نوح المعاصرة المصممة لمغادرة كوكب الأرض نهائياً لتحط في كوكب جديد غامض للأبد فهي أصغر حجماً بكثير من سفينة نوح القديمة وتحمل معها في ثلاجات خاصة أنابيب تحوي كل جينات وبويضات وحيوان منوي كل الأجناس الموجودة بكوكب الأرض حاليا 
.. لا يهم أن تسير في طريقك ببطء مادمت تتحرك للأمام – ( كونفوشيوس ) ..


اكتشف علماء الفلك مؤخرا وجود كوكب خارج المجموعة الشمسية يُعتقد أنه أقرب كوكب للأرض صالح للسكن حيث أطلق عليه العلماء لقب "الأرض2"، ويعتقد أنه أكبر من الأرض بنحو 60 % ويبعد عن الأرض حوالي 1400 سنة ضوئية ويوجد فى مجموعة نجميه تعرف بمجموعة الدجاجة، وتستغرق دورة الكوكب حول شمسه 385 يومًا. وقال علماء الفلك أن ذلك الكوكب الذي تم اكتشافه مؤخراً يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري" وهو صالح للسكن الفوري، مما يعني أنه من الممكن الوصول إليه وأن يعيش البشر تحت سمائه ببساطة !!.

منذ منتصف التسعينيات وعلماء الغرب عاكفون على إنشاء ( سفينة نوح ) الجديدة لتحط على ذلك الكوكب لتبدأ حياة جديدة للبشر حتى وإن كانت غامضة في ذهننا اليوم !!.

وسفينة نوح المعاصرة ليست على غرار سفينة نوح القديمة المذكورة في كتب الأديان التي عرفتها الإنسانية إذ أن تلك السفينة القديمة حسب المعلومات المُقدمة لنا في الكتب الدينية قد حملت من كل الأجناس والفصائل الموجودة في زمن النبي "نوح" زوجين من الذكر والأنثى ولذلك فهي كانت سفينة عظيمة ضخمة تم تصميمها على يد النبي "نوح" تحت نظر وعناية "الله" لإنقاذ بيئة الأرض التي أفناها الطوفان العظيم لتبدأ تلك الكائنات بعد انحسار الماء وانتهاء الطوفان وجفاف الأرض إلى معاودة الحياة من جديد وأعمار الأرض مرة أخرى، أما سفينة نوح المعاصرة المصممة لمغادرة كوكب الأرض نهائياً لتحط في كوكب جديد غامض للأبد فهي أصغر حجماً بكثير من سفينة نوح القديمة وتحمل معها في ثلاجات خاصة أنابيب تحوي كل جينات وبويضات وحيوان منوي كل الأجناس الموجودة بكوكب الأرض حاليا بحيث حينما تحط بنجاح على الكوكب الجديد الغامض يتم تخصيب تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات لبث عالم جديد وميلاد بشر جدد وكائنات جديدة لأعمار تلك الأرض الجديدة مع مراعاة أن تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات قد تم انتقائها بعناية فائقة من أجساد أرضية لبشر وحيوانات وزواحف وطيور وحتى كائنات بحرية لا تحمل أمراضاً، ومن ثم وحتى يومنا هذا يتم كل يوم وربما كل لحظة بواسطة علماء بكافة فروع  ومجالات العلوم في تحسين تلك الجينات لتكون أقوى وأفضل مما هي علية في الأرض حالياً لتتحمل وتقاوم أي عامل أو ظرف مفاجئ غير متوقع في هذا العالم الجديد المثير.

لكن تبقى التحديات وأهمها الزمن الذي سوف تستغرقه الرحلة لمسافة ( 1400 سنة ضوئية ) وهي مسافة ستستغرق ربما آلاف السنين قياساً بزمن الأرض بالتكنولوجيا الحديثة الموجودة معنا الآن ونستخدمها حالياً في معاملنا الحديثة مما يعني أنه من المستحيل مراقبة الرحلة أو إعطاء أوامر لها أو معرفة نتائجها وربما ينتهي كوكب الأرض ويزول ومازالت سفينة نوح في منتصف الطريق بين الأرض والكوكب الجديد أي لم تصل لمبتغاها بعد أو لمحطة الوصول المرسلة إليها، وعليه فعلماء الأرض حالياً عاكفون على اختراع وقود جديد يستطيع السفر لمسافات طويلة بأقل حجم ووزن ممكن وكذلك اختراع معدن جديد يتم به تغطية الجسم الخارجي للسفينة بحيث يحمي السفينة من التحطم أو الانصهار أو الهباء بحيث تتمكن به من المقاومة والنجاة حين تنطلق بسرعة أكبر من سرعة الصوت ومقتربة من سرعة الضوء لكي تصل لنقطة الوصول بسلام في زمن لا يزيد عن مائة عام بزمن الأرض يزيد أو ينقص قليلاً.

المدهش في المسألة أن طاقم العلماء الذين سيصاحبون السفينة وسيسكنونها طيلة مدة الرحلة من  رجال ونساء، سيكونون أقرب للأسرة الواحدة وربما أقرب للأنبياء الجدد، نعم أنبياء، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وحدهم من يعلم الماضي، ووحدهم من يتحكمون في مستقبل هذه الجينات التي يحملونها معهم لتحيا حياتها الجديدة في هذا العالم الجديد الغامض بعد الخروج من جنة الأرض التي ضاقت على آبائهم وأجدادهم واستنزفت مواردها !.

سيتطلب الأمر – في الغالب – إلى أن تكون سفينة نوح المسافرة للكوكب الجديد أشبه بالمستعمرة، إذ أن مدة الرحلة التي قد تستغرق حوالي مائة عام كفيلة بل وتحتم أن يتزاوج العلماء على متنها بل وأن يتناسلوا وتكون لهم ذرية محدودة حتى يتم تسليم علم هؤلاء العلماء ومعرفتهم وخبراتهم بل ونبوءتهم لجيلين من أبنائهم على الأقل بحيث يتم إعدادهم وتربيتهم تربية علمية معرفية  في الدقة أثناء تلك المدة الزمنية الطويلة التي يستغرقها السفر من الأرض للكوكب الجديد والتي قد تمتد لقرن من الزمان، حتى يتسنى لهذا الجيل الجديد – جيل أبناء المستعمرة أبناء العلماء – من إتمام مهمة آبائهم في أعمار الكوكب الجديد بعد تخصيب أنابيب المخلوقات المجمدة منذ مائة عام  ثم تربيتهم وتنشئتهم في العالم الجديد حسب الخطة الموضوعة سلفاً والتي قام بها أجدادهم وأسلافهم على الأرض منذ زمن.

السؤال الآن هو: كيف سيكون إيمان البشر الجدد في عالمهم الجديد؟ هل سيتبع ديناً أرضياً معيناً أم سيتبع كل الأديان الموجودة على الأرض حالياً ؟

الجواب ربما يكون صادماً نوعاً ما، لماذا؟ لأن الأديان السماوية على كوكبنا الذي نعيش فيه اليوم مرتبطة تاريخياً وجغرافياً بكوكب الأرض، فهي تقص علينا أخبار الأولين والآخرين من آدم وحواء وقضية قتال هابيل وقابيل مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان ويوحنا المعمدان وعيسى ومحمد وبأقوام كقوم ثمود وعاد والفراعنة وقوم لوط وعمورية وأهل بابل وآشور وشعب بلقيس، وجغرافياً كالكعبة وأورشليم القدس وحائط المبكى وهيكل سليمان، كلها تاريخ وجغرافيا تخص كوكب الأرض ولا علاقة لها بالكوكب الجديد، بمعنى أن الهندوسي لن يجد نهر الجانح ونهر جودافارى ليحج إليهما أربعة مرات في السنة واليهودي لن يجد لا حائط مبكى ولا هيكل سليمان والمسيحي لن يجد قدس يحج إليها ولا جبل صهيون صعد من فوقه المسيح إلى السماء والمسلم لن يجد كعبه يتوجه لها في صلاته ولا بئر زمزم يرتوي بمائه المبارك حين يحج !! ، بل أن مواقيت الصلاة ومواقيت طقوس الديانات ستصبح عدم وغير موجودة فلا رمضان ولا هانكاه ولا عيد قيامة ولا شئ، حتى أخبار الأولين والآخرين الذين ذكرتهم جميع الأديان السماوية لأهالي كوكب الأرض ستصبح بالنسبة لسكان الكوكب الجديد أشبه بحكايات الجن والعفاريت التي نسمعها في قصصنا الشعبية ليس لها منطق ولا وجود ولا جسد ولا تعبر في حقيقة الأمر عن واقع الناس الجدد – الوافدون الجدد - في جغرافيتهم الجديدة التي حتما سيكون لها تاريخ مغاير تماماً عن تاريخ وجغرافية كوكب الأرض، فهل سيعرف الناس ربهم؟، إلههم؟، وهل لو قرأوا الهندوسية أو الطاوية الصينية أو التوراة أو الإنجيل أو القرآن سيؤمنوا بهذه الكتب كما آمنا بها نحن على الأرض من قبلهم؟ وحتى إن آمنوا بها كيف سيطبقون طقوس هذه الديانات في كوكب تنعدم فيه كل جغرافيا الدين الذي سبقهم على كوكب الأرض ؟ بل ومن المسئول عن التعريف بهذه الديانات هذا إن عرفوها وعلموها، بالطبع سيكونون هم العلماء الذين صاروا في مقاماتهم داخل سفينة نوح في مقام الأنبياء أو الآباء الأنبياء، وربما ملائكة لكونهم صاحبوا الأجيال الجديدة للبشرية في رحلة السفينة بل وكانوا بإرادتهم الحرة أول من أخرجهم من ظلام أنابيب الاختبار التي تحمل جيناتهم داخل ثلاجات السفينة لنور الحياة في كوكبهم الجديد، وعليه سيسأل سائل: هل سيكون هناك دين جديد يتم اختراعه حالياً من قبل علماء الإلهيات ( الثيولوجي ) الموكلين بمرافقة سفينة نوح في وجهتها الجديدة ليؤمن به البشر الجدد في العالم الجديد وليتناسب مع عالمهم الغامض الذي لاعلاقة له بالأرض على الإطلاق؟ كما اخترعوا لغة "الإسبرانتو" التي اخترعها طبيب بولندي يدعى زامينوف عام 1887والتي يعتمدها محرك جوجل للترجمة حالياً مثل أي لغة أخرى في العالم على اعتبار أنها من أنجح اللغات العالمية كونها تنتشر في 90 بلداً وترجمت إليها مئات الأعمال الأدبية والكلاسيكية وتصدر بها أكثر من مئة صحيفة ومجلة وبكونها ستكون اللغة المعتمدة لسكان الكوكب الجديد الذين ستجمعهم هذه اللغة – حتماً - في لسان واحد مشترك!.

لا دين ولا كعبة ولا أورشليم القدس ولا هيكل سليمان؟

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

سفينة نوح المعاصرة المصممة لمغادرة كوكب الأرض نهائياً لتحط في كوكب جديد غامض للأبد فهي أصغر حجماً بكثير من سفينة نوح القديمة وتحمل معها في ثلاجات خاصة أنابيب تحوي كل جينات وبويضات وحيوان منوي كل الأجناس الموجودة بكوكب الأرض حاليا 
.. لا يهم أن تسير في طريقك ببطء مادمت تتحرك للأمام – ( كونفوشيوس ) ..


اكتشف علماء الفلك مؤخرا وجود كوكب خارج المجموعة الشمسية يُعتقد أنه أقرب كوكب للأرض صالح للسكن حيث أطلق عليه العلماء لقب "الأرض2"، ويعتقد أنه أكبر من الأرض بنحو 60 % ويبعد عن الأرض حوالي 1400 سنة ضوئية ويوجد فى مجموعة نجميه تعرف بمجموعة الدجاجة، وتستغرق دورة الكوكب حول شمسه 385 يومًا. وقال علماء الفلك أن ذلك الكوكب الذي تم اكتشافه مؤخراً يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري" وهو صالح للسكن الفوري، مما يعني أنه من الممكن الوصول إليه وأن يعيش البشر تحت سمائه ببساطة !!.

منذ منتصف التسعينيات وعلماء الغرب عاكفون على إنشاء ( سفينة نوح ) الجديدة لتحط على ذلك الكوكب لتبدأ حياة جديدة للبشر حتى وإن كانت غامضة في ذهننا اليوم !!.

وسفينة نوح المعاصرة ليست على غرار سفينة نوح القديمة المذكورة في كتب الأديان التي عرفتها الإنسانية إذ أن تلك السفينة القديمة حسب المعلومات المُقدمة لنا في الكتب الدينية قد حملت من كل الأجناس والفصائل الموجودة في زمن النبي "نوح" زوجين من الذكر والأنثى ولذلك فهي كانت سفينة عظيمة ضخمة تم تصميمها على يد النبي "نوح" تحت نظر وعناية "الله" لإنقاذ بيئة الأرض التي أفناها الطوفان العظيم لتبدأ تلك الكائنات بعد انحسار الماء وانتهاء الطوفان وجفاف الأرض إلى معاودة الحياة من جديد وأعمار الأرض مرة أخرى، أما سفينة نوح المعاصرة المصممة لمغادرة كوكب الأرض نهائياً لتحط في كوكب جديد غامض للأبد فهي أصغر حجماً بكثير من سفينة نوح القديمة وتحمل معها في ثلاجات خاصة أنابيب تحوي كل جينات وبويضات وحيوان منوي كل الأجناس الموجودة بكوكب الأرض حاليا بحيث حينما تحط بنجاح على الكوكب الجديد الغامض يتم تخصيب تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات لبث عالم جديد وميلاد بشر جدد وكائنات جديدة لأعمار تلك الأرض الجديدة مع مراعاة أن تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات قد تم انتقائها بعناية فائقة من أجساد أرضية لبشر وحيوانات وزواحف وطيور وحتى كائنات بحرية لا تحمل أمراضاً، ومن ثم وحتى يومنا هذا يتم كل يوم وربما كل لحظة بواسطة علماء بكافة فروع  ومجالات العلوم في تحسين تلك الجينات لتكون أقوى وأفضل مما هي علية في الأرض حالياً لتتحمل وتقاوم أي عامل أو ظرف مفاجئ غير متوقع في هذا العالم الجديد المثير.

لكن تبقى التحديات وأهمها الزمن الذي سوف تستغرقه الرحلة لمسافة ( 1400 سنة ضوئية ) وهي مسافة ستستغرق ربما آلاف السنين قياساً بزمن الأرض بالتكنولوجيا الحديثة الموجودة معنا الآن ونستخدمها حالياً في معاملنا الحديثة مما يعني أنه من المستحيل مراقبة الرحلة أو إعطاء أوامر لها أو معرفة نتائجها وربما ينتهي كوكب الأرض ويزول ومازالت سفينة نوح في منتصف الطريق بين الأرض والكوكب الجديد أي لم تصل لمبتغاها بعد أو لمحطة الوصول المرسلة إليها، وعليه فعلماء الأرض حالياً عاكفون على اختراع وقود جديد يستطيع السفر لمسافات طويلة بأقل حجم ووزن ممكن وكذلك اختراع معدن جديد يتم به تغطية الجسم الخارجي للسفينة بحيث يحمي السفينة من التحطم أو الانصهار أو الهباء بحيث تتمكن به من المقاومة والنجاة حين تنطلق بسرعة أكبر من سرعة الصوت ومقتربة من سرعة الضوء لكي تصل لنقطة الوصول بسلام في زمن لا يزيد عن مائة عام بزمن الأرض يزيد أو ينقص قليلاً.

المدهش في المسألة أن طاقم العلماء الذين سيصاحبون السفينة وسيسكنونها طيلة مدة الرحلة من  رجال ونساء، سيكونون أقرب للأسرة الواحدة وربما أقرب للأنبياء الجدد، نعم أنبياء، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وحدهم من يعلم الماضي، ووحدهم من يتحكمون في مستقبل هذه الجينات التي يحملونها معهم لتحيا حياتها الجديدة في هذا العالم الجديد الغامض بعد الخروج من جنة الأرض التي ضاقت على آبائهم وأجدادهم واستنزفت مواردها !.

سيتطلب الأمر – في الغالب – إلى أن تكون سفينة نوح المسافرة للكوكب الجديد أشبه بالمستعمرة، إذ أن مدة الرحلة التي قد تستغرق حوالي مائة عام كفيلة بل وتحتم أن يتزاوج العلماء على متنها بل وأن يتناسلوا وتكون لهم ذرية محدودة حتى يتم تسليم علم هؤلاء العلماء ومعرفتهم وخبراتهم بل ونبوءتهم لجيلين من أبنائهم على الأقل بحيث يتم إعدادهم وتربيتهم تربية علمية معرفية  في الدقة أثناء تلك المدة الزمنية الطويلة التي يستغرقها السفر من الأرض للكوكب الجديد والتي قد تمتد لقرن من الزمان، حتى يتسنى لهذا الجيل الجديد – جيل أبناء المستعمرة أبناء العلماء – من إتمام مهمة آبائهم في أعمار الكوكب الجديد بعد تخصيب أنابيب المخلوقات المجمدة منذ مائة عام  ثم تربيتهم وتنشئتهم في العالم الجديد حسب الخطة الموضوعة سلفاً والتي قام بها أجدادهم وأسلافهم على الأرض منذ زمن.

السؤال الآن هو: كيف سيكون إيمان البشر الجدد في عالمهم الجديد؟ هل سيتبع ديناً أرضياً معيناً أم سيتبع كل الأديان الموجودة على الأرض حالياً ؟

الجواب ربما يكون صادماً نوعاً ما، لماذا؟ لأن الأديان السماوية على كوكبنا الذي نعيش فيه اليوم مرتبطة تاريخياً وجغرافياً بكوكب الأرض، فهي تقص علينا أخبار الأولين والآخرين من آدم وحواء وقضية قتال هابيل وقابيل مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان ويوحنا المعمدان وعيسى ومحمد وبأقوام كقوم ثمود وعاد والفراعنة وقوم لوط وعمورية وأهل بابل وآشور وشعب بلقيس، وجغرافياً كالكعبة وأورشليم القدس وحائط المبكى وهيكل سليمان، كلها تاريخ وجغرافيا تخص كوكب الأرض ولا علاقة لها بالكوكب الجديد، بمعنى أن الهندوسي لن يجد نهر الجانح ونهر جودافارى ليحج إليهما أربعة مرات في السنة واليهودي لن يجد لا حائط مبكى ولا هيكل سليمان والمسيحي لن يجد قدس يحج إليها ولا جبل صهيون صعد من فوقه المسيح إلى السماء والمسلم لن يجد كعبه يتوجه لها في صلاته ولا بئر زمزم يرتوي بمائه المبارك حين يحج !! ، بل أن مواقيت الصلاة ومواقيت طقوس الديانات ستصبح عدم وغير موجودة فلا رمضان ولا هانكاه ولا عيد قيامة ولا شئ، حتى أخبار الأولين والآخرين الذين ذكرتهم جميع الأديان السماوية لأهالي كوكب الأرض ستصبح بالنسبة لسكان الكوكب الجديد أشبه بحكايات الجن والعفاريت التي نسمعها في قصصنا الشعبية ليس لها منطق ولا وجود ولا جسد ولا تعبر في حقيقة الأمر عن واقع الناس الجدد – الوافدون الجدد - في جغرافيتهم الجديدة التي حتما سيكون لها تاريخ مغاير تماماً عن تاريخ وجغرافية كوكب الأرض، فهل سيعرف الناس ربهم؟، إلههم؟، وهل لو قرأوا الهندوسية أو الطاوية الصينية أو التوراة أو الإنجيل أو القرآن سيؤمنوا بهذه الكتب كما آمنا بها نحن على الأرض من قبلهم؟ وحتى إن آمنوا بها كيف سيطبقون طقوس هذه الديانات في كوكب تنعدم فيه كل جغرافيا الدين الذي سبقهم على كوكب الأرض ؟ بل ومن المسئول عن التعريف بهذه الديانات هذا إن عرفوها وعلموها، بالطبع سيكونون هم العلماء الذين صاروا في مقاماتهم داخل سفينة نوح في مقام الأنبياء أو الآباء الأنبياء، وربما ملائكة لكونهم صاحبوا الأجيال الجديدة للبشرية في رحلة السفينة بل وكانوا بإرادتهم الحرة أول من أخرجهم من ظلام أنابيب الاختبار التي تحمل جيناتهم داخل ثلاجات السفينة لنور الحياة في كوكبهم الجديد، وعليه سيسأل سائل: هل سيكون هناك دين جديد يتم اختراعه حالياً من قبل علماء الإلهيات ( الثيولوجي ) الموكلين بمرافقة سفينة نوح في وجهتها الجديدة ليؤمن به البشر الجدد في العالم الجديد وليتناسب مع عالمهم الغامض الذي لاعلاقة له بالأرض على الإطلاق؟ كما اخترعوا لغة "الإسبرانتو" التي اخترعها طبيب بولندي يدعى زامينوف عام 1887والتي يعتمدها محرك جوجل للترجمة حالياً مثل أي لغة أخرى في العالم على اعتبار أنها من أنجح اللغات العالمية كونها تنتشر في 90 بلداً وترجمت إليها مئات الأعمال الأدبية والكلاسيكية وتصدر بها أكثر من مئة صحيفة ومجلة وبكونها ستكون اللغة المعتمدة لسكان الكوكب الجديد الذين ستجمعهم هذه اللغة – حتماً - في لسان واحد مشترك!.

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

ليالي الميلاد الحزينة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
اضطهاد الأقباط ليس وليد الآن، ليس وليد سياسات معاصرة، وإنما اضطهاد الأقباط – ودعونا نكون صرحاء – هو اضطهاد قديم قاسي عنصري قام منذ بدايته عبر أكثر من ألف سنة على أساس ديني ثم تطورت أساليبه لتشمل المناحي السياسية والاجتماعية،
  

الإنسانية تاج الدين ومن ضل عن إنسانيته ضل عن الله
ما حدث في الكنيسة البطرسيه من مجزرة أدت لاستشهاد 25 مصلياً لله وإصابة 42 آخرين، حادثاً لن يكون الأول ولن يكون الأخير!، ورغم الحزن الإنساني الذي يحتوينا وتعازينا لكل أهالي الشهداء الذين قضوا في هذه المجزرة الملعونة إلا أننا نمتلئ بحزن أعظم منه لكوننا على يقين بأن مثل هذه الحوادث سوف تتكرر مادام الوعي المصري ( الديني ) المعاصر أصبح في الحضيض وأصبحت الحرب على الإرهاب في مصر هذه الأيام هي حرب ضد الإرهابيين وليست حرباً ضد فكرة الإرهاب نفسه، بل أننا نرى بأم أعيننا اليوم حبس دعاة التجديد كإسلام بحيرى وإطلاق سراح دعاة الفتنة بالقانون !
لم تدفع جماعة وطنية في العالم ثمناً فادحاً لوطنيتها وانتمائها للأرض من دمائها مثلما دفعت وتدفع الجماعة المصرية القبطية، المسألة ليست معاصرة، أي أن اضطهاد الأقباط ليس وليد الآن، ليس وليد سياسات معاصرة، وإنما اضطهاد الأقباط – ودعونا نكون صرحاء – هو اضطهاد قديم قاسي عنصري قام منذ بدايته عبر أكثر من ألف سنة على أساس ديني ثم تطورت أساليبه لتشمل المناحي السياسية والاجتماعية، ويبدو أن هناك خلل ما في العقلية العربية التي تظن أنها وحدها من تمتلك الحقيقة، ووحدها من تمتلك الدين وربما يذكرنا التاريخ بمدى المهازل العنصرية والاضطهاد الديني والمجازر الدموية التي حدثت بين المسلمين أنفسهم أتباع المذاهب المختلفة وبعضهم البعض بسبب الظن عند صاحب كل مذهب بأنه وحده الذي يمتلك الحق وسبل الجنة ومعرفة الله وغيره كافر نجس يستحق قطع رأسه بالسيف، ربما يذكرنا التاريخ بتلك المقتلة العظيمة التي حدثت بين الحنابلة والشافعية في بغداد سنة (469هـ )، وحيث حاول الوزير نظام الملك التوصل إلى حل للمشكلة ودفع الصراع وحقن الدماء، فجمع بين ابن القشيري (شيخ الشافعية) وأصحابه وبين أبي جعفر الشريف (شيخ الحنابلة) في مجلسه، وطلب منهما أن يتصالحا، فقال له القشيري: (أي صلح يكون بيننا؟ إنما الصلح بين مختصمين على ولاية، أو دَين، أو تنازع في ملك. فأما هؤلاء القوم: فيزعمون إنا كفار، ونحن نزعم أن مَن لا يعتقد فيما نعتقد كان كافراً، فأي صلح يكون بيننا. وفي سنة (555هـ) أدى التعصب المذهبي بين الحنفية من جهة والشافعية والشيعة من جهة أخرى في نيسابور إلى قتل خلق عظيم، ومنهم علماء وفقهاء، وحرق الأسواق والمدارس والبيوت. ثم وقعت فتنة أخرى مشابهة في نيسابور بين الشافعية والحنابلة، اضطرت فيها السلطة للتدخل بالقوة وفض النزاع، وحدث الأمر ذاته في أصفهان وبغداد. وكانت نهاية سفك الدماء وهتك الأستار واشتداد الخطب ـ كما يقول ابن الأثير ـ ان خرّب الشافعيون كل ما بقي للأحناف في نيسابور. كما كانت أصفهان مسرحاً دائماً للصراع بين الشافعية والحنفية قبل مجيء الدولة الصفرية. ويذكر المؤرخون أن الحنابلة قتلوا بالسم الفقيه أبا منصور الشافعي سنة (657هـ) في بغداد. ومن جانب آخر، كانت حرب الفتاوى تهيئ الأرضية الشرعية للاقتتال، فمن الفتاوى المثيرة في هذا الصدد فتوى الشيخ بان حاتم الحنبلي، التي يقول فيها: (مَن لم يكن حنبلياً فليس بمسلم !). وهناك فتوى أخرى معاكسة، فحين اجتمعت المذاهب في دمشق على الحنابلة تستنكر آراء الشيخ ابن تيمية الحنبلي، أفتى العلماء بارتدادهم وكُفّر ابن تيمية، ونادي المنادي: (مَن كان على دين ابن تيمية حلّ ماله ودمه. في حين يقول الشيخ محمد بن موسى الحنفي، قاضي دمشق (ت: 506هـ): لو كان لي من الأمر شيء لأخذت على الشافعية الجزية). بينما فكر أبو حامد الطوسي (ت: 67هـ) أن يضع الجزية على الحنابلة ! فأي وعي هذا الذي يجلس على كرسي عرش الله ويصبح رباً يطاول الله ذاته في الكبرياء والجبروت ؟؟.

ليالي الميلاد الحزينة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
اضطهاد الأقباط ليس وليد الآن، ليس وليد سياسات معاصرة، وإنما اضطهاد الأقباط – ودعونا نكون صرحاء – هو اضطهاد قديم قاسي عنصري قام منذ بدايته عبر أكثر من ألف سنة على أساس ديني ثم تطورت أساليبه لتشمل المناحي السياسية والاجتماعية،
  

الإنسانية تاج الدين ومن ضل عن إنسانيته ضل عن الله
ما حدث في الكنيسة البطرسيه من مجزرة أدت لاستشهاد 25 مصلياً لله وإصابة 42 آخرين، حادثاً لن يكون الأول ولن يكون الأخير!، ورغم الحزن الإنساني الذي يحتوينا وتعازينا لكل أهالي الشهداء الذين قضوا في هذه المجزرة الملعونة إلا أننا نمتلئ بحزن أعظم منه لكوننا على يقين بأن مثل هذه الحوادث سوف تتكرر مادام الوعي المصري ( الديني ) المعاصر أصبح في الحضيض وأصبحت الحرب على الإرهاب في مصر هذه الأيام هي حرب ضد الإرهابيين وليست حرباً ضد فكرة الإرهاب نفسه، بل أننا نرى بأم أعيننا اليوم حبس دعاة التجديد كإسلام بحيرى وإطلاق سراح دعاة الفتنة بالقانون !
لم تدفع جماعة وطنية في العالم ثمناً فادحاً لوطنيتها وانتمائها للأرض من دمائها مثلما دفعت وتدفع الجماعة المصرية القبطية، المسألة ليست معاصرة، أي أن اضطهاد الأقباط ليس وليد الآن، ليس وليد سياسات معاصرة، وإنما اضطهاد الأقباط – ودعونا نكون صرحاء – هو اضطهاد قديم قاسي عنصري قام منذ بدايته عبر أكثر من ألف سنة على أساس ديني ثم تطورت أساليبه لتشمل المناحي السياسية والاجتماعية، ويبدو أن هناك خلل ما في العقلية العربية التي تظن أنها وحدها من تمتلك الحقيقة، ووحدها من تمتلك الدين وربما يذكرنا التاريخ بمدى المهازل العنصرية والاضطهاد الديني والمجازر الدموية التي حدثت بين المسلمين أنفسهم أتباع المذاهب المختلفة وبعضهم البعض بسبب الظن عند صاحب كل مذهب بأنه وحده الذي يمتلك الحق وسبل الجنة ومعرفة الله وغيره كافر نجس يستحق قطع رأسه بالسيف، ربما يذكرنا التاريخ بتلك المقتلة العظيمة التي حدثت بين الحنابلة والشافعية في بغداد سنة (469هـ )، وحيث حاول الوزير نظام الملك التوصل إلى حل للمشكلة ودفع الصراع وحقن الدماء، فجمع بين ابن القشيري (شيخ الشافعية) وأصحابه وبين أبي جعفر الشريف (شيخ الحنابلة) في مجلسه، وطلب منهما أن يتصالحا، فقال له القشيري: (أي صلح يكون بيننا؟ إنما الصلح بين مختصمين على ولاية، أو دَين، أو تنازع في ملك. فأما هؤلاء القوم: فيزعمون إنا كفار، ونحن نزعم أن مَن لا يعتقد فيما نعتقد كان كافراً، فأي صلح يكون بيننا. وفي سنة (555هـ) أدى التعصب المذهبي بين الحنفية من جهة والشافعية والشيعة من جهة أخرى في نيسابور إلى قتل خلق عظيم، ومنهم علماء وفقهاء، وحرق الأسواق والمدارس والبيوت. ثم وقعت فتنة أخرى مشابهة في نيسابور بين الشافعية والحنابلة، اضطرت فيها السلطة للتدخل بالقوة وفض النزاع، وحدث الأمر ذاته في أصفهان وبغداد. وكانت نهاية سفك الدماء وهتك الأستار واشتداد الخطب ـ كما يقول ابن الأثير ـ ان خرّب الشافعيون كل ما بقي للأحناف في نيسابور. كما كانت أصفهان مسرحاً دائماً للصراع بين الشافعية والحنفية قبل مجيء الدولة الصفرية. ويذكر المؤرخون أن الحنابلة قتلوا بالسم الفقيه أبا منصور الشافعي سنة (657هـ) في بغداد. ومن جانب آخر، كانت حرب الفتاوى تهيئ الأرضية الشرعية للاقتتال، فمن الفتاوى المثيرة في هذا الصدد فتوى الشيخ بان حاتم الحنبلي، التي يقول فيها: (مَن لم يكن حنبلياً فليس بمسلم !). وهناك فتوى أخرى معاكسة، فحين اجتمعت المذاهب في دمشق على الحنابلة تستنكر آراء الشيخ ابن تيمية الحنبلي، أفتى العلماء بارتدادهم وكُفّر ابن تيمية، ونادي المنادي: (مَن كان على دين ابن تيمية حلّ ماله ودمه. في حين يقول الشيخ محمد بن موسى الحنفي، قاضي دمشق (ت: 506هـ): لو كان لي من الأمر شيء لأخذت على الشافعية الجزية). بينما فكر أبو حامد الطوسي (ت: 67هـ) أن يضع الجزية على الحنابلة ! فأي وعي هذا الذي يجلس على كرسي عرش الله ويصبح رباً يطاول الله ذاته في الكبرياء والجبروت ؟؟.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

لا دين ولا كعبة ولا أورشليم القدس ولا هيكل سليمان؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
طاقم العلماء الذين سيصاحبون السفينة وسيسكنونها طيلة مدة الرحلة من رجال ونساء، سيكونون أقرب للأسرة الواحدة وربما أقرب للأنبياء الجدد، نعم أنبياء، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وحدهم من يعلم الماضي، ووحدهم من يتحكمون في مستقبل هذه الجينات التي يحملونها معهم لتحيا حياتها الجديدة في هذا العالم الجديد الغامض بعد الخروج من جنة الأرض التي ضاقت على آبائهم وأجدادهم واستنزفت مواردها !.
لا يهم أن تسير في طريقك ببطء مادمت تتحرك للأمام – ( كونفوشيوس ) ..

اكتشف علماء الفلك مؤخرا وجود كوكب خارج المجموعة الشمسية يُعتقد أنه أقرب كوكب للأرض صالح للسكن حيث أطلق عليه العلماء لقب "الأرض2"، ويعتقد أنه أكبر من الأرض بنحو 60 % ويبعد عن الأرض حوالي 1400 سنة ضوئية ويوجد فى مجموعة نجميه تعرف بمجموعة الدجاجة، وتستغرق دورة الكوكب حول شمسه 385 يومًا. وقال علماء الفلك أن ذلك الكوكب الذي تم اكتشافه مؤخراً يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري" وهو صالح للسكن الفوري، مما يعني أنه من الممكن الوصول إليه وأن يعيش البشر تحت سمائه ببساطة !!.
منذ منتصف التسعينيات وعلماء الغرب عاكفون على إنشاء ( سفينة نوح ) الجديدة لتحط على ذلك الكوكب لتبدأ حياة جديدة للبشر حتى وإن كانت غامضة في ذهننا اليوم !!.
وسفينة نوح المعاصرة ليست على غرار سفينة نوح القديمة المذكورة في كتب الأديان التي عرفتها الإنسانية إذ أن تلك السفينة القديمة حسب المعلومات المُقدمة لنا في الكتب الدينية قد حملت من كل الأجناس والفصائل الموجودة في زمن النبي "نوح" زوجين من الذكر والأنثى ولذلك فهي كانت سفينة عظيمة ضخمة تم تصميمها على يد النبي "نوح" تحت نظر وعناية "الله" لإنقاذ بيئة الأرض التي أفناها الطوفان العظيم لتبدأ تلك الكائنات بعد انحسار الماء وانتهاء الطوفان وجفاف الأرض إلى معاودة الحياة من جديد وأعمار الأرض مرة أخرى، أما سفينة نوح المعاصرة المصممة لمغادرة كوكب الأرض نهائياً لتحط في كوكب جديد غامض للأبد فهي أصغر حجماً بكثير من سفينة نوح القديمة وتحمل معها في ثلاجات خاصة أنابيب تحوي كل جينات وبويضات وحيوان منوي كل الأجناس الموجودة بكوكب الأرض حاليا بحيث حينما تحط بنجاح على الكوكب الجديد الغامض يتم تخصيب تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات لبث عالم جديد وميلاد بشر جدد وكائنات جديدة لأعمار تلك الأرض الجديدة مع مراعاة أن تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات قد تم انتقائها بعناية فائقة من أجساد أرضية لبشر وحيوانات وزواحف وطيور وحتى كائنات بحرية لا تحمل أمراضاً، ومن ثم وحتى يومنا هذا يتم كل يوم وربما كل لحظة بواسطة علماء بكافة فروع  ومجالات العلوم في تحسين تلك الجينات لتكون أقوى وأفضل مما هي علية في الأرض حالياً لتتحمل وتقاوم أي عامل أو ظرف مفاجئ غير متوقع في هذا العالم الجديد المثير.
لكن تبقى التحديات وأهمها الزمن الذي سوف تستغرقه الرحلة لمسافة ( 1400 سنة ضوئية ) وهي مسافة ستستغرق ربما آلاف السنين قياساً بزمن الأرض بالتكنولوجيا الحديثة الموجودة معنا الآن ونستخدمها حالياً في معاملنا الحديثة مما يعني أنه من المستحيل مراقبة الرحلة أو إعطاء أوامر لها أو معرفة نتائجها وربما ينتهي كوكب الأرض ويزول ومازالت سفينة نوح في منتصف الطريق بين الأرض والكوكب الجديد أي لم تصل لمبتغاها بعد أو لمحطة الوصول المرسلة إليها، وعليه فعلماء الأرض حالياً عاكفون على اختراع وقود جديد يستطيع السفر لمسافات طويلة بأقل حجم ووزن ممكن وكذلك اختراع معدن جديد يتم به تغطية الجسم الخارجي للسفينة بحيث يحمي السفينة من التحطم أو الانصهار أو الهباء بحيث تتمكن به من المقاومة والنجاة حين تنطلق بسرعة أكبر من سرعة الصوت ومقتربة من سرعة الضوء لكي تصل لنقطة الوصول بسلام في زمن لا يزيد عن مائة عام بزمن الأرض يزيد أو ينقص قليلاً.
المدهش في المسألة أن طاقم العلماء الذين سيصاحبون السفينة وسيسكنونها طيلة مدة الرحلة من  رجال ونساء، سيكونون أقرب للأسرة الواحدة وربما أقرب للأنبياء الجدد، نعم أنبياء، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وحدهم من يعلم الماضي، ووحدهم من يتحكمون في مستقبل هذه الجينات التي يحملونها معهم لتحيا حياتها الجديدة في هذا العالم الجديد الغامض بعد الخروج من جنة الأرض التي ضاقت على آبائهم وأجدادهم واستنزفت مواردها !.
سيتطلب الأمر – في الغالب – إلى أن تكون سفينة نوح المسافرة للكوكب الجديد أشبه بالمستعمرة، إذ أن مدة الرحلة التي قد تستغرق حوالي مائة عام كفيلة بل وتحتم أن يتزاوج العلماء على متنها بل وأن يتناسلوا وتكون لهم ذرية محدودة حتى يتم تسليم علم هؤلاء العلماء ومعرفتهم وخبراتهم بل ونبوءتهم لجيلين من أبنائهم على الأقل بحيث يتم إعدادهم وتربيتهم تربية علمية معرفية  في الدقة أثناء تلك المدة الزمنية الطويلة التي يستغرقها السفر من الأرض للكوكب الجديد والتي قد تمتد لقرن من الزمان، حتى يتسنى لهذا الجيل الجديد – جيل أبناء المستعمرة أبناء العلماء – من إتمام مهمة آبائهم في أعمار الكوكب الجديد بعد تخصيب أنابيب المخلوقات المجمدة منذ مائة عام  ثم تربيتهم وتنشئتهم في العالم الجديد حسب الخطة الموضوعة سلفاً والتي قام بها أجدادهم وأسلافهم على الأرض منذ زمن.
السؤال الآن هو: كيف سيكون إيمان البشر الجدد في عالمهم الجديد؟ هل سيتبع ديناً أرضياً معيناً أم سيتبع كل الأديان الموجودة على الأرض حالياً ؟
الجواب ربما يكون صادماً نوعاً ما، لماذا؟ لأن الأديان السماوية على كوكبنا الذي نعيش فيه اليوم مرتبطة تاريخياً وجغرافياً بكوكب الأرض، فهي تقص علينا أخبار الأولين والآخرين من آدم وحواء وقضية قتال هابيل وقابيل مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان ويوحنا المعمدان وعيسى ومحمد وبأقوام كقوم ثمود وعاد والفراعنة وقوم لوط وعمورية وأهل بابل وآشور وشعب بلقيس، وجغرافياً كالكعبة وأورشليم القدس وحائط المبكى وهيكل سليمان، كلها تاريخ وجغرافيا تخص كوكب الأرض ولا علاقة لها بالكوكب الجديد، بمعنى أن الهندوسي لن يجد نهر الجانح ونهر جودافارى ليحج إليهما أربعة مرات في السنة واليهودي لن يجد لا حائط مبكى ولا هيكل سليمان والمسيحي لن يجد قدس يحج إليها ولا جبل صهيون صعد من فوقه المسيح إلى السماء والمسلم لن يجد كعبه يتوجه لها في صلاته ولا بئر زمزم يرتوي بمائه المبارك حين يحج !! ، بل أن مواقيت الصلاة ومواقيت طقوس الديانات ستصبح عدم وغير موجودة فلا رمضان ولا هانكاه ولا عيد قيامة ولا شئ، حتى أخبار الأولين والآخرين الذين ذكرتهم جميع الأديان السماوية لأهالي كوكب الأرض ستصبح بالنسبة لسكان الكوكب الجديد أشبه بحكايات الجن والعفاريت التي نسمعها في قصصنا الشعبية ليس لها منطق ولا وجود ولا جسد ولا تعبر في حقيقة الأمر عن واقع الناس الجدد – الوافدون الجدد - في جغرافيتهم الجديدة التي حتما سيكون لها تاريخ مغاير تماماً عن تاريخ وجغرافية كوكب الأرض، فهل سيعرف الناس ربهم؟، إلههم؟، وهل لو قرأوا الهندوسية أو الطاوية الصينية أو التوراة أو الإنجيل أو القرآن سيؤمنوا بهذه الكتب كما آمنا بها نحن على الأرض من قبلهم؟ وحتى إن آمنوا بها كيف سيطبقون طقوس هذه الديانات في كوكب تنعدم فيه كل جغرافيا الدين الذي سبقهم على كوكب الأرض ؟ بل ومن المسئول عن التعريف بهذه الديانات هذا إن عرفوها وعلموها، بالطبع سيكونون هم العلماء الذين صاروا في مقاماتهم داخل سفينة نوح في مقام الأنبياء أو الآباء الأنبياء، وربما ملائكة لكونهم صاحبوا الأجيال الجديدة للبشرية في رحلة السفينة بل وكانوا بإرادتهم الحرة أول من أخرجهم من ظلام أنابيب الاختبار التي تحمل جيناتهم داخل ثلاجات السفينة لنور الحياة في كوكبهم الجديد، وعليه سيسأل سائل: هل سيكون هناك دين جديد يتم اختراعه حالياً من قبل علماء الإلهيات ( الثيولوجي ) الموكلين بمرافقة سفينة نوح في وجهتها الجديدة ليؤمن به البشر الجدد في العالم الجديد وليتناسب مع عالمهم الغامض الذي لاعلاقة له بالأرض على الإطلاق؟ كما اخترعوا لغة "الإسبرانتو" التي اخترعها طبيب بولندي يدعى زامينوف عام 1887والتي يعتمدها محرك جوجل للترجمة حالياً مثل أي لغة أخرى في العالم على اعتبار أنها من أنجح اللغات العالمية كونها تنتشر في 90 بلداً وترجمت إليها مئات الأعمال الأدبية والكلاسيكية وتصدر بها أكثر من مئة صحيفة ومجلة وبكونها ستكون اللغة المعتمدة لسكان الكوكب الجديد الذين ستجمعهم هذه اللغة – حتماً - في لسان واحد مشترك!.

لا دين ولا كعبة ولا أورشليم القدس ولا هيكل سليمان؟

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
طاقم العلماء الذين سيصاحبون السفينة وسيسكنونها طيلة مدة الرحلة من رجال ونساء، سيكونون أقرب للأسرة الواحدة وربما أقرب للأنبياء الجدد، نعم أنبياء، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وحدهم من يعلم الماضي، ووحدهم من يتحكمون في مستقبل هذه الجينات التي يحملونها معهم لتحيا حياتها الجديدة في هذا العالم الجديد الغامض بعد الخروج من جنة الأرض التي ضاقت على آبائهم وأجدادهم واستنزفت مواردها !.
لا يهم أن تسير في طريقك ببطء مادمت تتحرك للأمام – ( كونفوشيوس ) ..

اكتشف علماء الفلك مؤخرا وجود كوكب خارج المجموعة الشمسية يُعتقد أنه أقرب كوكب للأرض صالح للسكن حيث أطلق عليه العلماء لقب "الأرض2"، ويعتقد أنه أكبر من الأرض بنحو 60 % ويبعد عن الأرض حوالي 1400 سنة ضوئية ويوجد فى مجموعة نجميه تعرف بمجموعة الدجاجة، وتستغرق دورة الكوكب حول شمسه 385 يومًا. وقال علماء الفلك أن ذلك الكوكب الذي تم اكتشافه مؤخراً يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري" وهو صالح للسكن الفوري، مما يعني أنه من الممكن الوصول إليه وأن يعيش البشر تحت سمائه ببساطة !!.
منذ منتصف التسعينيات وعلماء الغرب عاكفون على إنشاء ( سفينة نوح ) الجديدة لتحط على ذلك الكوكب لتبدأ حياة جديدة للبشر حتى وإن كانت غامضة في ذهننا اليوم !!.
وسفينة نوح المعاصرة ليست على غرار سفينة نوح القديمة المذكورة في كتب الأديان التي عرفتها الإنسانية إذ أن تلك السفينة القديمة حسب المعلومات المُقدمة لنا في الكتب الدينية قد حملت من كل الأجناس والفصائل الموجودة في زمن النبي "نوح" زوجين من الذكر والأنثى ولذلك فهي كانت سفينة عظيمة ضخمة تم تصميمها على يد النبي "نوح" تحت نظر وعناية "الله" لإنقاذ بيئة الأرض التي أفناها الطوفان العظيم لتبدأ تلك الكائنات بعد انحسار الماء وانتهاء الطوفان وجفاف الأرض إلى معاودة الحياة من جديد وأعمار الأرض مرة أخرى، أما سفينة نوح المعاصرة المصممة لمغادرة كوكب الأرض نهائياً لتحط في كوكب جديد غامض للأبد فهي أصغر حجماً بكثير من سفينة نوح القديمة وتحمل معها في ثلاجات خاصة أنابيب تحوي كل جينات وبويضات وحيوان منوي كل الأجناس الموجودة بكوكب الأرض حاليا بحيث حينما تحط بنجاح على الكوكب الجديد الغامض يتم تخصيب تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات لبث عالم جديد وميلاد بشر جدد وكائنات جديدة لأعمار تلك الأرض الجديدة مع مراعاة أن تلك الجينات والحيوانات المنوية والبويضات قد تم انتقائها بعناية فائقة من أجساد أرضية لبشر وحيوانات وزواحف وطيور وحتى كائنات بحرية لا تحمل أمراضاً، ومن ثم وحتى يومنا هذا يتم كل يوم وربما كل لحظة بواسطة علماء بكافة فروع  ومجالات العلوم في تحسين تلك الجينات لتكون أقوى وأفضل مما هي علية في الأرض حالياً لتتحمل وتقاوم أي عامل أو ظرف مفاجئ غير متوقع في هذا العالم الجديد المثير.
لكن تبقى التحديات وأهمها الزمن الذي سوف تستغرقه الرحلة لمسافة ( 1400 سنة ضوئية ) وهي مسافة ستستغرق ربما آلاف السنين قياساً بزمن الأرض بالتكنولوجيا الحديثة الموجودة معنا الآن ونستخدمها حالياً في معاملنا الحديثة مما يعني أنه من المستحيل مراقبة الرحلة أو إعطاء أوامر لها أو معرفة نتائجها وربما ينتهي كوكب الأرض ويزول ومازالت سفينة نوح في منتصف الطريق بين الأرض والكوكب الجديد أي لم تصل لمبتغاها بعد أو لمحطة الوصول المرسلة إليها، وعليه فعلماء الأرض حالياً عاكفون على اختراع وقود جديد يستطيع السفر لمسافات طويلة بأقل حجم ووزن ممكن وكذلك اختراع معدن جديد يتم به تغطية الجسم الخارجي للسفينة بحيث يحمي السفينة من التحطم أو الانصهار أو الهباء بحيث تتمكن به من المقاومة والنجاة حين تنطلق بسرعة أكبر من سرعة الصوت ومقتربة من سرعة الضوء لكي تصل لنقطة الوصول بسلام في زمن لا يزيد عن مائة عام بزمن الأرض يزيد أو ينقص قليلاً.
المدهش في المسألة أن طاقم العلماء الذين سيصاحبون السفينة وسيسكنونها طيلة مدة الرحلة من  رجال ونساء، سيكونون أقرب للأسرة الواحدة وربما أقرب للأنبياء الجدد، نعم أنبياء، فهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، وحدهم من يعلم الماضي، ووحدهم من يتحكمون في مستقبل هذه الجينات التي يحملونها معهم لتحيا حياتها الجديدة في هذا العالم الجديد الغامض بعد الخروج من جنة الأرض التي ضاقت على آبائهم وأجدادهم واستنزفت مواردها !.
سيتطلب الأمر – في الغالب – إلى أن تكون سفينة نوح المسافرة للكوكب الجديد أشبه بالمستعمرة، إذ أن مدة الرحلة التي قد تستغرق حوالي مائة عام كفيلة بل وتحتم أن يتزاوج العلماء على متنها بل وأن يتناسلوا وتكون لهم ذرية محدودة حتى يتم تسليم علم هؤلاء العلماء ومعرفتهم وخبراتهم بل ونبوءتهم لجيلين من أبنائهم على الأقل بحيث يتم إعدادهم وتربيتهم تربية علمية معرفية  في الدقة أثناء تلك المدة الزمنية الطويلة التي يستغرقها السفر من الأرض للكوكب الجديد والتي قد تمتد لقرن من الزمان، حتى يتسنى لهذا الجيل الجديد – جيل أبناء المستعمرة أبناء العلماء – من إتمام مهمة آبائهم في أعمار الكوكب الجديد بعد تخصيب أنابيب المخلوقات المجمدة منذ مائة عام  ثم تربيتهم وتنشئتهم في العالم الجديد حسب الخطة الموضوعة سلفاً والتي قام بها أجدادهم وأسلافهم على الأرض منذ زمن.
السؤال الآن هو: كيف سيكون إيمان البشر الجدد في عالمهم الجديد؟ هل سيتبع ديناً أرضياً معيناً أم سيتبع كل الأديان الموجودة على الأرض حالياً ؟
الجواب ربما يكون صادماً نوعاً ما، لماذا؟ لأن الأديان السماوية على كوكبنا الذي نعيش فيه اليوم مرتبطة تاريخياً وجغرافياً بكوكب الأرض، فهي تقص علينا أخبار الأولين والآخرين من آدم وحواء وقضية قتال هابيل وقابيل مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان ويوحنا المعمدان وعيسى ومحمد وبأقوام كقوم ثمود وعاد والفراعنة وقوم لوط وعمورية وأهل بابل وآشور وشعب بلقيس، وجغرافياً كالكعبة وأورشليم القدس وحائط المبكى وهيكل سليمان، كلها تاريخ وجغرافيا تخص كوكب الأرض ولا علاقة لها بالكوكب الجديد، بمعنى أن الهندوسي لن يجد نهر الجانح ونهر جودافارى ليحج إليهما أربعة مرات في السنة واليهودي لن يجد لا حائط مبكى ولا هيكل سليمان والمسيحي لن يجد قدس يحج إليها ولا جبل صهيون صعد من فوقه المسيح إلى السماء والمسلم لن يجد كعبه يتوجه لها في صلاته ولا بئر زمزم يرتوي بمائه المبارك حين يحج !! ، بل أن مواقيت الصلاة ومواقيت طقوس الديانات ستصبح عدم وغير موجودة فلا رمضان ولا هانكاه ولا عيد قيامة ولا شئ، حتى أخبار الأولين والآخرين الذين ذكرتهم جميع الأديان السماوية لأهالي كوكب الأرض ستصبح بالنسبة لسكان الكوكب الجديد أشبه بحكايات الجن والعفاريت التي نسمعها في قصصنا الشعبية ليس لها منطق ولا وجود ولا جسد ولا تعبر في حقيقة الأمر عن واقع الناس الجدد – الوافدون الجدد - في جغرافيتهم الجديدة التي حتما سيكون لها تاريخ مغاير تماماً عن تاريخ وجغرافية كوكب الأرض، فهل سيعرف الناس ربهم؟، إلههم؟، وهل لو قرأوا الهندوسية أو الطاوية الصينية أو التوراة أو الإنجيل أو القرآن سيؤمنوا بهذه الكتب كما آمنا بها نحن على الأرض من قبلهم؟ وحتى إن آمنوا بها كيف سيطبقون طقوس هذه الديانات في كوكب تنعدم فيه كل جغرافيا الدين الذي سبقهم على كوكب الأرض ؟ بل ومن المسئول عن التعريف بهذه الديانات هذا إن عرفوها وعلموها، بالطبع سيكونون هم العلماء الذين صاروا في مقاماتهم داخل سفينة نوح في مقام الأنبياء أو الآباء الأنبياء، وربما ملائكة لكونهم صاحبوا الأجيال الجديدة للبشرية في رحلة السفينة بل وكانوا بإرادتهم الحرة أول من أخرجهم من ظلام أنابيب الاختبار التي تحمل جيناتهم داخل ثلاجات السفينة لنور الحياة في كوكبهم الجديد، وعليه سيسأل سائل: هل سيكون هناك دين جديد يتم اختراعه حالياً من قبل علماء الإلهيات ( الثيولوجي ) الموكلين بمرافقة سفينة نوح في وجهتها الجديدة ليؤمن به البشر الجدد في العالم الجديد وليتناسب مع عالمهم الغامض الذي لاعلاقة له بالأرض على الإطلاق؟ كما اخترعوا لغة "الإسبرانتو" التي اخترعها طبيب بولندي يدعى زامينوف عام 1887والتي يعتمدها محرك جوجل للترجمة حالياً مثل أي لغة أخرى في العالم على اعتبار أنها من أنجح اللغات العالمية كونها تنتشر في 90 بلداً وترجمت إليها مئات الأعمال الأدبية والكلاسيكية وتصدر بها أكثر من مئة صحيفة ومجلة وبكونها ستكون اللغة المعتمدة لسكان الكوكب الجديد الذين ستجمعهم هذه اللغة – حتماً - في لسان واحد مشترك!.