فن بطعم الإنسانية
السبت، 23 سبتمبر 2017
دفتر الحياة
الأحد، 10 سبتمبر 2017
أنت تاريخ مختلف
أنت تاريخ مختلف
الاثنين، 21 أغسطس 2017
وحيث النقطة ليست صفراً
وحيث النقطة ليست صفراً
الاثنين، 24 يوليو 2017
سرقوا الله ( مجموعة قصص قصيرة جدا )
سرقوا الله ( مجموعة قصص قصيرة جدا )
السبت، 17 يونيو 2017
أنا ربكم الأعلى - ( مجموعة قصص قصيرة جداً )
أعلن ( سيدنا ) عن جائزة كبرى ومركزاً سياسياً رفيعاً لمن يطلق عليه مائة أسم تليق به كحاكم .. عمت الفرحة كل ربوع القرية حتى ( مندوحة العبيط ) الذي قرر الإشتراك في دخول سباق الجائزة وهو الأمر الذي سخرنا منه وإزدادت سخريتنا حتى سقطنا على ظهورنا من فرط الضحك حينما علمنا أنه سيقدم أسماء الله الحسنى التسعة وتسعين مع اضافة لقب ( سيدنا ) فيصبح العدد مائة .. كانت القرية تعج بالفرح والأحلام في عقل كل منا أن يتقلد منصباً سياسياً رفيعاً .. ظهرت النتيجة بفائز واحد .. ( مندوحة العبيط ) .. صار قاضي القضاة ومفتي الديار والحبر الأعظم !! .. أذن له ( سيدنا ) أن يصدر قراره الأول فقرر أن ( ينبح ) أهل القرية جميعاً كالكلاب فصرنا ننبح جميعاً كالكلاب حتى مطلع الفجر فصلى بنا ( مندوحة العبيط ) إماماً ولم يتخلف عن الصلاة وراءه منا مخلوق!!
في محطة الوصول بداية رحلة التحقق .. والتحقق نقطة نور محيطها أنت ! .. فإن وصلت لا ينقطع نور قلبك عن محيطة وإن انقطعت أظلم محيطك على قلب النور فيتشتت رجاؤك.
أرادت ( هي ) أن تختبر إخلاص ومحبة زوجها بعد ١٨ سنة زواج فأضاء عقلها بفكرة أن تعترض حياته بفتاة في العشرين من عمرها .. لم يتحمل المسكين فتزوجها بين عشية وضحاها وكتب لها نصف ثروته.
تجلس ( هي ) الآن وحيدة تنظر من نافذة غرفتها بأحدي مصحات العلاج النفسي منذ سبع سنوات صامته لا تكلم أحدا.
قرر ( سيدنا ) أن توضع صورته في محراب كل معبد بقريتنا حيث يصلي الناس فوضعت .. وقرر أن يأتي كل رجال الدين ببرهان يؤكد شرعية ذلك فجاءوا .. كان في قريتنا امرأة يقال لها ( زينة ) .. ذهبت وحدها تحت شرفة قصر ( سيدنا ) تصرخ بكفره وتنادي بسقوطه .. كان ( سيدنا ) داهية .. بعد تسعة أشهر دعا أهل القرية للاحتفال بمولد أصغر أبنائه من آخر نسائه التي ماتت وهي تلده .. كانت تدعى زينة !!
أنا ربكم الأعلى
أهل قريتنا جهلاء، جائعون، تائهون .. لا يعلمون إلا ظاهر الإيمان الذي يتوهمون أنه سيوفر لهم الطعام والشراب والجنس ويظنون أنهم بذلك يحسنون صنعاً، هذا باطن ما يرجونه في حياتهم ويعيشون من أجله .. ولكي يبرهن ( سيدنا ) على صحة ما يقول أعلن أنه ( نبي )، أعلن أنه ( رسول )، سيُسقط ( سيدنا ) كل الأحكام عن كل مجرم وقاتل وسارق يؤمن به، سيُوفر ( سيدنا ) لكل مؤمن من أهل قريتنا عالماً كان أم جاهلاً عشرة أضعاف راتبه، منزل لكل مؤمن، زوجة لكل رجل، زوج لكل امرأة .. فآمن بنبوته وبدينه الجديد أهل القرية جميعاً .. في زاوية الحكاية قبل أن أتركها كان هناك كلباً يبول في صحن معبد هجره أهله بينما ( الناسك ) القديم يضاجع امرأته على قارعة الطريق !!
نظر سيدنا من نافذة ( الحكاية ) علينا، اختفى الكل حتى لم يبق سواي، شعرت كما لو كان ينظر لي بغضب ربما لأني لم أخشاه وأختفي مثلهم، خفت، لم يعد سواي حين ضاع الجميع، أنزويت في قصة قصيرة وبنيت بيتاً من الشعر واختبأت في أركان قصيدة، مكثت قرنين من الزمان في مكاني لا أبرحه، كنت أفكر طيلة هذا الزمان في كيفية التخلص من خوفي، اكتشفت أنه أطلق ضحكة ساخرة من عمق جوفه منذ سنين قبل أن يغلق نافذته ويدخل، تلصصت عبر الخارج فوجدت الحكاية قد اكتظت بالمارة، جلست كبقيتنا ادخن الشيشة وعيوننا على نافذة سيدنا المغلقة نخشى جميعاً أن يفتحها !!
سأله: ما هو الأكثر قسوة من الحقيقة؟ قال: أن تعرف الحقيقة ! فسأله و إن ضاعت الحقيقة ؟ فأجابه : ستكون سيد الظن فتهلك !
أجابه: لو كنت أمتلك العلم لعرفت ولو عرفت لأدركت ولو أدركت لاقتربت ولو اقتربت لحضرت ولو حضرت لم أكن أنا الذي هو أنا بل أنا الذي إليه منه .. فسأله عن سًبل معرفته ؟ فأجابه: إن عرفته بظاهر علمك أنكرك بباطن علمه وإن أدركته بباطن علمك أدركك بكامل ذاته وعندها ستكون على عتبات عرفانه .. حينها إن كنت من أهل النور انفتحت لك بوابات كن لتكون وأن لم تكن ستخرج من باطن جهلك لظاهر تشتتك !
حين حل زمن ( الدجل ) في قريتنا انتفض الناس .. كانوا يبحثون عن سيدنا ليقتلوه .. يصرخون .. يتصايحون .. يهيمون في الشوارع ركضاً بلا وعي .. كانت الغيبوبة في كل اتجاه .. كل الأنحاء .. كانوا وكأنهم ينفثون غضباً مدفوناً في أعماقهم منذ ألف عام .. غضب من كل شئ .. كل شئ ولاشئ ! .. كانوا يتقاتلون وكأنهم يرغبون لأن ينتحر الكل تحت أقدام الجميع .. المدهش أن من وسط ضباب تلك الفوضى خرج ( سيدنا ) مبتسماً من شرفة تطل على ( الحكاية ) ليلقي ماتبقى من رماد سيجارته المشتعلة على أجساد من تبقى من الحمقى على حافة الحزن ثم استدار وأسدل ستار شرفته وعاد لنفس قريتنا ليبحث عن حمقى جدد !
قرر أن يتلقى برهان ربه .. خلع نعليه وسار في وادي الماء خاشعا متصدعا من خشية المحبوب .. كان عليه أن يتخطى عتبات الرغبة ليكون ملكا أو يكون من الخالدين ويرى نوافذ النور .. عند عتبات الرغبة حاصرته لعنة من سبقوه .. ليس ملكا .. ولا خالدا .. مازال يحاصره طوفان الغياب .. انتعل ما خلعه .. إذ لم يحن بعد موعد حضوره !!
أجتاز الصحراء حتى وصل لبوابات العشق .. قالت له حسناء الجنة هيت لك فأستعصم .. هنا انفتح له باب الحلم فاستفاق .. كانت صحراء روحة أعظم من أن يمحو قبحها حسناء أو يحتويها حلم فينجو .. عند صراط النور ضاع ظله وارتعشت قدماه فأدرك عدمية الخيار مابين السقوط و العبور .. عند صراط النور مازال منذ سبعين عاما واقفا هناك يرتجف !!
في سوق الحكمة كان يذهب كل أسبوع ممتطيا بغلته ليصل قبل الجميع .. كانت حكمته العجيبة التي يذهب بها إلى السوق هي: نذرت ألا أكلم اليوم أنسيا .. كان يؤمن أن صمته هو طهارة السمع وفي طهارة السمع نور تلقي الإلهام لعل ( نبي ) قادم من أقصي المدينة أو رجل يسعى يدل الناس بكلمة عن كيفية الحضور .. منذ ألف عام وهو غائب رغم وصوله قبل الجميع في كل سوق .. منذ ألف عام فاتته كل الأنبياء .. ألف عام ومازال صامتا !!
حين انسلخ النور من الظلام أدركت العتمة مرارة الهزيمة وعلى بوابات الفرح فقد الحزن بطاقته الشخصية .. كان لزاما أن اتخذ قراري في البقاء أو الرحيل .. استبدلت وجهي القديم بوجه جدي .. استبدلت لجوئي إلى عودة .. غربتي إلى وطن .. موتي إلي حياة .. لن يسلبوا مني دياري !!
كان يؤمن أن اليقين والأمل كالحياة والموت .. الإستقرار والفوضى .. الحق والضلال .. كان يؤمن أنه حين يتوقف الزمن يصبح الخلود حقيقة وتصير النقطة هي كتلة العدم والوجود التي تفشل في تفسير حدوثها كل نظريات الكم .. نظر إلى ساعته يرقب الوقت .. مازال العقرب الصغير يلهث وراء ثوانيه .. مازال الأمل يلهث وراء الموت والموت وراء الفوضى والفوضى وراء الضلال .. مازال هو على قيد الشك يراقب ظله الذي أوشك على الهلاك !!
صلى في عينيها للجمال .. لم يعد سرا سوى الاعتراف بسجود الملائكة لآدم الذي خسر الخلود بعدما غاب في عشق حواء !!!
قال : القوة هي تفتيت العقل البشري إلي أجزاء ! .. فسأله : والسلطة ؟ .. قال: تفتيت أجزاء القوة !!
الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد بطن الثور ووزع جسده حصصاً لأشباله.
كان سيدنا .. أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، بعد سنوات قليلة لم تعد المرأة التي عرفناها في أيامنا الخوالي، لا ندري لماذا أدارت لنا جميعاً ظهرها في أحلك لحظات احتياجنا إليها ؟!
قال: تحدث الأمور السيئة في حياة الناس لانهم فقط يسمحون لها بالحدوث
سألة: ومتى يحدث الأمر الحسن؟
قال: ساعة العفو !!
جاء الذئب ليعقد صفقة مع البقر في أن يذبحوا نعجة ويتناولوها على الغداء فقامت الثيران ابتهاجاً بقدوم الذئب تناطح طرباً بينما حقائب الذئب المغلقة مليئة بالسكاكين الخاصة ( بالعجول ) وأن البقر لا يأكل النعاج !!!!
استطاع أن يحمل قلبه بين كفيه ويهرب راكضاً عارياً ليلحق بالطيف الأخير قبل تلاشي الوجود، مازال قلبه أو ما تبقى منه يحمل ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، لن يسلبوه آخر ماتبقى له منها .. ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، هكذا قالت النبوءة !!
عايرته بالرحمة، فصمت، عايرته بالصمت، فبكى، عايرته بالبكاء، فعفا، وحين عايرته بالعفو أدرك الغربة في وطنه فهاجر وكانت هجرته لما هاجر له.
أدار ظهره للخوف فإعتراه شرف الوجود وحين لفظه الحوت ظهرت عليه بشائر النبوة ووحده كان في حضرة النور !
كانت تعشق شروق الشمس. .. كان النور. يمثل في. وعيها. الطفولي حقيقة وجودها. البرئ. .. لم يعد الشروق يمثل حقيقة الحلم .. هجر الناس القرية تحت القصف .. هحرت البيوت الدفء .. صارت الشوارع لاتعرف سوى الصمت الذي لايقطعه سوى دوي الألغام .. الغروب هو الملاذ الوحيد .. الملاذ الذي يخفي تحت دثاره كل القبح .. وبالرغم من عشقها للشروق فإن محبتها للغروب الذي يغطي حزنها ينبئها بأن هناك أمل للنور .. مازال الحلم قابل للتحقق .. مازال في القلب وطن.
نظر لنفسه في المرآة فلم يجد انعكاس صورته .. ضاع .. اختفى .. جلس على أقرب كرسي مطأطئ الرأس .. لقد سلبوا منه كل شئ .. حتى ظله !!
أنا ربكم الأعلى - ( مجموعة قصص قصيرة جداً )
أعلن ( سيدنا ) عن جائزة كبرى ومركزاً سياسياً رفيعاً لمن يطلق عليه مائة أسم تليق به كحاكم .. عمت الفرحة كل ربوع القرية حتى ( مندوحة العبيط ) الذي قرر الإشتراك في دخول سباق الجائزة وهو الأمر الذي سخرنا منه وإزدادت سخريتنا حتى سقطنا على ظهورنا من فرط الضحك حينما علمنا أنه سيقدم أسماء الله الحسنى التسعة وتسعين مع اضافة لقب ( سيدنا ) فيصبح العدد مائة .. كانت القرية تعج بالفرح والأحلام في عقل كل منا أن يتقلد منصباً سياسياً رفيعاً .. ظهرت النتيجة بفائز واحد .. ( مندوحة العبيط ) .. صار قاضي القضاة ومفتي الديار والحبر الأعظم !! .. أذن له ( سيدنا ) أن يصدر قراره الأول فقرر أن ( ينبح ) أهل القرية جميعاً كالكلاب فصرنا ننبح جميعاً كالكلاب حتى مطلع الفجر فصلى بنا ( مندوحة العبيط ) إماماً ولم يتخلف عن الصلاة وراءه منا مخلوق!!
في محطة الوصول بداية رحلة التحقق .. والتحقق نقطة نور محيطها أنت ! .. فإن وصلت لا ينقطع نور قلبك عن محيطة وإن انقطعت أظلم محيطك على قلب النور فيتشتت رجاؤك.
أرادت ( هي ) أن تختبر إخلاص ومحبة زوجها بعد ١٨ سنة زواج فأضاء عقلها بفكرة أن تعترض حياته بفتاة في العشرين من عمرها .. لم يتحمل المسكين فتزوجها بين عشية وضحاها وكتب لها نصف ثروته.
تجلس ( هي ) الآن وحيدة تنظر من نافذة غرفتها بأحدي مصحات العلاج النفسي منذ سبع سنوات صامته لا تكلم أحدا.
قرر ( سيدنا ) أن توضع صورته في محراب كل معبد بقريتنا حيث يصلي الناس فوضعت .. وقرر أن يأتي كل رجال الدين ببرهان يؤكد شرعية ذلك فجاءوا .. كان في قريتنا امرأة يقال لها ( زينة ) .. ذهبت وحدها تحت شرفة قصر ( سيدنا ) تصرخ بكفره وتنادي بسقوطه .. كان ( سيدنا ) داهية .. بعد تسعة أشهر دعا أهل القرية للاحتفال بمولد أصغر أبنائه من آخر نسائه التي ماتت وهي تلده .. كانت تدعى زينة !!
أنا ربكم الأعلى
أهل قريتنا جهلاء، جائعون، تائهون .. لا يعلمون إلا ظاهر الإيمان الذي يتوهمون أنه سيوفر لهم الطعام والشراب والجنس ويظنون أنهم بذلك يحسنون صنعاً، هذا باطن ما يرجونه في حياتهم ويعيشون من أجله .. ولكي يبرهن ( سيدنا ) على صحة ما يقول أعلن أنه ( نبي )، أعلن أنه ( رسول )، سيُسقط ( سيدنا ) كل الأحكام عن كل مجرم وقاتل وسارق يؤمن به، سيُوفر ( سيدنا ) لكل مؤمن من أهل قريتنا عالماً كان أم جاهلاً عشرة أضعاف راتبه، منزل لكل مؤمن، زوجة لكل رجل، زوج لكل امرأة .. فآمن بنبوته وبدينه الجديد أهل القرية جميعاً .. في زاوية الحكاية قبل أن أتركها كان هناك كلباً يبول في صحن معبد هجره أهله بينما ( الناسك ) القديم يضاجع امرأته على قارعة الطريق !!
نظر سيدنا من نافذة ( الحكاية ) علينا، اختفى الكل حتى لم يبق سواي، شعرت كما لو كان ينظر لي بغضب ربما لأني لم أخشاه وأختفي مثلهم، خفت، لم يعد سواي حين ضاع الجميع، أنزويت في قصة قصيرة وبنيت بيتاً من الشعر واختبأت في أركان قصيدة، مكثت قرنين من الزمان في مكاني لا أبرحه، كنت أفكر طيلة هذا الزمان في كيفية التخلص من خوفي، اكتشفت أنه أطلق ضحكة ساخرة من عمق جوفه منذ سنين قبل أن يغلق نافذته ويدخل، تلصصت عبر الخارج فوجدت الحكاية قد اكتظت بالمارة، جلست كبقيتنا ادخن الشيشة وعيوننا على نافذة سيدنا المغلقة نخشى جميعاً أن يفتحها !!
سأله: ما هو الأكثر قسوة من الحقيقة؟ قال: أن تعرف الحقيقة ! فسأله و إن ضاعت الحقيقة ؟ فأجابه : ستكون سيد الظن فتهلك !
أجابه: لو كنت أمتلك العلم لعرفت ولو عرفت لأدركت ولو أدركت لاقتربت ولو اقتربت لحضرت ولو حضرت لم أكن أنا الذي هو أنا بل أنا الذي إليه منه .. فسأله عن سًبل معرفته ؟ فأجابه: إن عرفته بظاهر علمك أنكرك بباطن علمه وإن أدركته بباطن علمك أدركك بكامل ذاته وعندها ستكون على عتبات عرفانه .. حينها إن كنت من أهل النور انفتحت لك بوابات كن لتكون وأن لم تكن ستخرج من باطن جهلك لظاهر تشتتك !
حين حل زمن ( الدجل ) في قريتنا انتفض الناس .. كانوا يبحثون عن سيدنا ليقتلوه .. يصرخون .. يتصايحون .. يهيمون في الشوارع ركضاً بلا وعي .. كانت الغيبوبة في كل اتجاه .. كل الأنحاء .. كانوا وكأنهم ينفثون غضباً مدفوناً في أعماقهم منذ ألف عام .. غضب من كل شئ .. كل شئ ولاشئ ! .. كانوا يتقاتلون وكأنهم يرغبون لأن ينتحر الكل تحت أقدام الجميع .. المدهش أن من وسط ضباب تلك الفوضى خرج ( سيدنا ) مبتسماً من شرفة تطل على ( الحكاية ) ليلقي ماتبقى من رماد سيجارته المشتعلة على أجساد من تبقى من الحمقى على حافة الحزن ثم استدار وأسدل ستار شرفته وعاد لنفس قريتنا ليبحث عن حمقى جدد !
قرر أن يتلقى برهان ربه .. خلع نعليه وسار في وادي الماء خاشعا متصدعا من خشية المحبوب .. كان عليه أن يتخطى عتبات الرغبة ليكون ملكا أو يكون من الخالدين ويرى نوافذ النور .. عند عتبات الرغبة حاصرته لعنة من سبقوه .. ليس ملكا .. ولا خالدا .. مازال يحاصره طوفان الغياب .. انتعل ما خلعه .. إذ لم يحن بعد موعد حضوره !!
أجتاز الصحراء حتى وصل لبوابات العشق .. قالت له حسناء الجنة هيت لك فأستعصم .. هنا انفتح له باب الحلم فاستفاق .. كانت صحراء روحة أعظم من أن يمحو قبحها حسناء أو يحتويها حلم فينجو .. عند صراط النور ضاع ظله وارتعشت قدماه فأدرك عدمية الخيار مابين السقوط و العبور .. عند صراط النور مازال منذ سبعين عاما واقفا هناك يرتجف !!
في سوق الحكمة كان يذهب كل أسبوع ممتطيا بغلته ليصل قبل الجميع .. كانت حكمته العجيبة التي يذهب بها إلى السوق هي: نذرت ألا أكلم اليوم أنسيا .. كان يؤمن أن صمته هو طهارة السمع وفي طهارة السمع نور تلقي الإلهام لعل ( نبي ) قادم من أقصي المدينة أو رجل يسعى يدل الناس بكلمة عن كيفية الحضور .. منذ ألف عام وهو غائب رغم وصوله قبل الجميع في كل سوق .. منذ ألف عام فاتته كل الأنبياء .. ألف عام ومازال صامتا !!
حين انسلخ النور من الظلام أدركت العتمة مرارة الهزيمة وعلى بوابات الفرح فقد الحزن بطاقته الشخصية .. كان لزاما أن اتخذ قراري في البقاء أو الرحيل .. استبدلت وجهي القديم بوجه جدي .. استبدلت لجوئي إلى عودة .. غربتي إلى وطن .. موتي إلي حياة .. لن يسلبوا مني دياري !!
كان يؤمن أن اليقين والأمل كالحياة والموت .. الإستقرار والفوضى .. الحق والضلال .. كان يؤمن أنه حين يتوقف الزمن يصبح الخلود حقيقة وتصير النقطة هي كتلة العدم والوجود التي تفشل في تفسير حدوثها كل نظريات الكم .. نظر إلى ساعته يرقب الوقت .. مازال العقرب الصغير يلهث وراء ثوانيه .. مازال الأمل يلهث وراء الموت والموت وراء الفوضى والفوضى وراء الضلال .. مازال هو على قيد الشك يراقب ظله الذي أوشك على الهلاك !!
صلى في عينيها للجمال .. لم يعد سرا سوى الاعتراف بسجود الملائكة لآدم الذي خسر الخلود بعدما غاب في عشق حواء !!!
قال : القوة هي تفتيت العقل البشري إلي أجزاء ! .. فسأله : والسلطة ؟ .. قال: تفتيت أجزاء القوة !!
الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد بطن الثور ووزع جسده حصصاً لأشباله.
كان سيدنا .. أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، بعد سنوات قليلة لم تعد المرأة التي عرفناها في أيامنا الخوالي، لا ندري لماذا أدارت لنا جميعاً ظهرها في أحلك لحظات احتياجنا إليها ؟!
قال: تحدث الأمور السيئة في حياة الناس لانهم فقط يسمحون لها بالحدوث
سألة: ومتى يحدث الأمر الحسن؟
قال: ساعة العفو !!
جاء الذئب ليعقد صفقة مع البقر في أن يذبحوا نعجة ويتناولوها على الغداء فقامت الثيران ابتهاجاً بقدوم الذئب تناطح طرباً بينما حقائب الذئب المغلقة مليئة بالسكاكين الخاصة ( بالعجول ) وأن البقر لا يأكل النعاج !!!!
استطاع أن يحمل قلبه بين كفيه ويهرب راكضاً عارياً ليلحق بالطيف الأخير قبل تلاشي الوجود، مازال قلبه أو ما تبقى منه يحمل ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، لن يسلبوه آخر ماتبقى له منها .. ملمح وجهها الومضة في لقائهما الأخير، هكذا قالت النبوءة !!
عايرته بالرحمة، فصمت، عايرته بالصمت، فبكى، عايرته بالبكاء، فعفا، وحين عايرته بالعفو أدرك الغربة في وطنه فهاجر وكانت هجرته لما هاجر له.
أدار ظهره للخوف فإعتراه شرف الوجود وحين لفظه الحوت ظهرت عليه بشائر النبوة ووحده كان في حضرة النور !
كانت تعشق شروق الشمس. .. كان النور. يمثل في. وعيها. الطفولي حقيقة وجودها. البرئ. .. لم يعد الشروق يمثل حقيقة الحلم .. هجر الناس القرية تحت القصف .. هحرت البيوت الدفء .. صارت الشوارع لاتعرف سوى الصمت الذي لايقطعه سوى دوي الألغام .. الغروب هو الملاذ الوحيد .. الملاذ الذي يخفي تحت دثاره كل القبح .. وبالرغم من عشقها للشروق فإن محبتها للغروب الذي يغطي حزنها ينبئها بأن هناك أمل للنور .. مازال الحلم قابل للتحقق .. مازال في القلب وطن.
نظر لنفسه في المرآة فلم يجد انعكاس صورته .. ضاع .. اختفى .. جلس على أقرب كرسي مطأطئ الرأس .. لقد سلبوا منه كل شئ .. حتى ظله !!
الاثنين، 5 يونيو 2017
مفتاح ( الرؤيا )
بقلم محيي الدين إبراهيم
aupbc@yahoo.com
وكأنها مهمته الوحيدة التي خلق من أجلها .. منذ زمن وهو يحاول أن يثقب ( قلبه ) للنور .. ربما ألف عام وهو ينتظر .. كل ما رجاه أن يقفز خارج زنزانة جوفه .. أن ينطلق من غربة الداخل لسماء الأجنحة .. كان ثقب القلب ضيقاً فمزقه .. أخذ ينهش في جوانبه حتى تحول الثقب إلى بوابة .. أدار مفتاح ( الرؤيا ) ودخل بخطى حذره .. وئيدة .. متثاقلة .. كان كل مايحيط به تتوجس منه الروح .. تخشاه .. ترهبه .. العتبات .. أشبه بالجدران .. أشبه بالنوافذ .. أشبه بماهجره وثقب القلب من أجله .. حاول التراجع فاصطدم بحائط ( شكه ويقينه ) .. فحينما يُثقب القلب لا خيار لك سوى المضي قدماً للنور أو الضلال .. ليس هناك ترفاً للصمت .. السكون .. التوقف .. ليس هناك من رخاء حتى تتخاذل .. ألقى بمصيره داخل زجاجة في محيطها مصباح ربما يهديه إلى الكوكب الدري .. الذي عنده تستدفئ كل الأرواح بوقود شجرة الزيتون في ظاهر وباطن نقطة اعتدال الشرق والغرب .. ربما تضئ روحه في معية أصحاب الرؤى بعرفان صاحب النور .. حيث يكون .. النور .. من تحته نور ومن فوقه .. نور.
مفتاح ( الرؤيا )
بقلم محيي الدين إبراهيم
aupbc@yahoo.com
وكأنها مهمته الوحيدة التي خلق من أجلها .. منذ زمن وهو يحاول أن يثقب ( قلبه ) للنور .. ربما ألف عام وهو ينتظر .. كل ما رجاه أن يقفز خارج زنزانة جوفه .. أن ينطلق من غربة الداخل لسماء الأجنحة .. كان ثقب القلب ضيقاً فمزقه .. أخذ ينهش في جوانبه حتى تحول الثقب إلى بوابة .. أدار مفتاح ( الرؤيا ) ودخل بخطى حذره .. وئيدة .. متثاقلة .. كان كل مايحيط به تتوجس منه الروح .. تخشاه .. ترهبه .. العتبات .. أشبه بالجدران .. أشبه بالنوافذ .. أشبه بماهجره وثقب القلب من أجله .. حاول التراجع فاصطدم بحائط ( شكه ويقينه ) .. فحينما يُثقب القلب لا خيار لك سوى المضي قدماً للنور أو الضلال .. ليس هناك ترفاً للصمت .. السكون .. التوقف .. ليس هناك من رخاء حتى تتخاذل .. ألقى بمصيره داخل زجاجة في محيطها مصباح ربما يهديه إلى الكوكب الدري .. الذي عنده تستدفئ كل الأرواح بوقود شجرة الزيتون في ظاهر وباطن نقطة اعتدال الشرق والغرب .. ربما تضئ روحه في معية أصحاب الرؤى بعرفان صاحب النور .. حيث يكون .. النور .. من تحته نور ومن فوقه .. نور.
السبت، 20 مايو 2017
مثواها الأخير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ظل يصرخ منادياً هكذا، يبكي هكذا، يركض باحثاً هكذا، جُن حين سمع طلقتي رصاص وأحدهم يهلل: تكبير الله أكبر، في المساء وجدوه مقتولاً فوق جثة طفليه.
تهدم المنزل تحت القصف،لم ير زوجته وطفلته من يومها، مر عام، في طريق مطار هيثرو وجدها تبيع منتجات وطنية،بكى الإنجليز من انهيارهما لحظة اللقاء.
قال الثعلب للذئب:امتلك المكر والذكاء ما لا يمتلكه الأسد ورغم ذلك لو ذُكر أسمة ارتعدت الغابة خوفاً ! فأجابه الذئب: في مجتمع الجبناء لا قيمة للعقل.
ما عاد يقرأ كما كان يقرأ قديماً، حمل مصباحه وصار يتجول في مقبرة القرية ليقرأ أسماء من قتلوهم من أهل وطنه، إنها القراءة الوحيدة الممكنة الآن !
اشترى عمدة قريتنا (سلاح) ووهبه لعائلة (عرباوي)،حذره أخيه: ليسوا حلفاءنا ولا يجيدون حمل السلاح؟ رد: نعم، وسيقتلون به أنفسهم بلا أدنى مجهود مني.
قرر عمدة قريتنا أن يتسلم (كلب) مهام شيخ البلد، حذره أحدهم من أن ذلك سيؤدي لثورة الناس، قال: ليتهم، ربما تحيا أرواحهم الميتة وتستشعر الكرامة.
قالوا لعمدتنا وكان له أبن مجنون أسمه عوض: حليفك الحكيم سيترشح أمامك للعمودية، فأقام عمدتنا وليمة أربعين يوماً لله ويوم فرز الأصوات فاز عوض!
حين ضمها لصدره لم تكن دافئة كعادتها،وحين نظر لعينها لم تكن تلمع كما كانت، بكى على صدرها المثقوب بالرصاص قبل أن يفلتوها منه لمثواها الأخير!
الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد بطنه ووزع جسده المستسلم حصصاً لأشباله.
قال ذئب:أتعجب لقطيع الغزال لم يقاومني وأنا أنتزع سيدهم وأفترسه ولو اتحدوا لقتلوني! قال آخر منتشياً:مرحى بمجتمع الخوف فمن قطعانه تحيا الذئاب!
قال مستسلما:كل ليل أبقى صامتاً حتى انتظار الصباح، رد بتحدي: أما أنا فأقاوم بقدح حجر حتى يبزغ نور يرهب قناص الظلام المتربص بي قبل مطلع الفجر!
خرج الجني فقال الرجل:لم لا أكون سلطاناً؟ جاب الجني الأرض فوجد شعب من كبرياء وآخر جاهل فقال الرجل هات الجاهل فلن أقوى على افتراس أصحاب الكرامة.
لما مات صلاح الدين لم يبكيه أحد، سأل سائل:لم يبكوا السلطان الناصر؟ رد آخر:أتى النصر على يديه فانتعشت تجارتهم وألهتهم عن بكائه ولو عاد لبكوا!
حين مات الكلب لم يسعى بجنازته كلبا واحدا! قال ذئب ساخراً: وأين وفاء الكلاب؟ قال آخر: الوفاء كذبة أطلقها سيده ليستعبده وصدقها الحمقى من الكلاب !
قالوا ده عمدة عنيد .. حاكم بنار وحديد .. ثاروا عليه يرحل .. كان الشعار ارحل .. جالهم جديد أوحل .. ومازالوا لسه عبيد !
أقسم للضابط في قسم الشرطة أنها ساحرة شريرة هددته بأن تحوله هو وعائلته إلى قطط وفئران، فخشي الضابط على نفسه وأطلق سراحها وهو ينبح !!
أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، لم تعد المرأة التي عرفناها في الأيام الخوالي، لا ندري لما أدارت لنا ظهرها باحلك لحظات احتياجنا إليها !
مثواها الأخير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ظل يصرخ منادياً هكذا، يبكي هكذا، يركض باحثاً هكذا، جُن حين سمع طلقتي رصاص وأحدهم يهلل: تكبير الله أكبر، في المساء وجدوه مقتولاً فوق جثة طفليه.
تهدم المنزل تحت القصف،لم ير زوجته وطفلته من يومها، مر عام، في طريق مطار هيثرو وجدها تبيع منتجات وطنية،بكى الإنجليز من انهيارهما لحظة اللقاء.
قال الثعلب للذئب:امتلك المكر والذكاء ما لا يمتلكه الأسد ورغم ذلك لو ذُكر أسمة ارتعدت الغابة خوفاً ! فأجابه الذئب: في مجتمع الجبناء لا قيمة للعقل.
ما عاد يقرأ كما كان يقرأ قديماً، حمل مصباحه وصار يتجول في مقبرة القرية ليقرأ أسماء من قتلوهم من أهل وطنه، إنها القراءة الوحيدة الممكنة الآن !
اشترى عمدة قريتنا (سلاح) ووهبه لعائلة (عرباوي)،حذره أخيه: ليسوا حلفاءنا ولا يجيدون حمل السلاح؟ رد: نعم، وسيقتلون به أنفسهم بلا أدنى مجهود مني.
قرر عمدة قريتنا أن يتسلم (كلب) مهام شيخ البلد، حذره أحدهم من أن ذلك سيؤدي لثورة الناس، قال: ليتهم، ربما تحيا أرواحهم الميتة وتستشعر الكرامة.
قالوا لعمدتنا وكان له أبن مجنون أسمه عوض: حليفك الحكيم سيترشح أمامك للعمودية، فأقام عمدتنا وليمة أربعين يوماً لله ويوم فرز الأصوات فاز عوض!
حين ضمها لصدره لم تكن دافئة كعادتها،وحين نظر لعينها لم تكن تلمع كما كانت، بكى على صدرها المثقوب بالرصاص قبل أن يفلتوها منه لمثواها الأخير!
الأسد للثور: تفوقني حجماً وتحمل قرنا إن أصابني قتلني فلماذا لم تقاومني؟، قال الثور وهو تحت أنياب الأسد: استبدوا بي في وطني فأنكسر كبريائي ولم أعد أجيد سوى الاستسلام!، حينها شق الأسد بطنه ووزع جسده المستسلم حصصاً لأشباله.
قال ذئب:أتعجب لقطيع الغزال لم يقاومني وأنا أنتزع سيدهم وأفترسه ولو اتحدوا لقتلوني! قال آخر منتشياً:مرحى بمجتمع الخوف فمن قطعانه تحيا الذئاب!
قال مستسلما:كل ليل أبقى صامتاً حتى انتظار الصباح، رد بتحدي: أما أنا فأقاوم بقدح حجر حتى يبزغ نور يرهب قناص الظلام المتربص بي قبل مطلع الفجر!
خرج الجني فقال الرجل:لم لا أكون سلطاناً؟ جاب الجني الأرض فوجد شعب من كبرياء وآخر جاهل فقال الرجل هات الجاهل فلن أقوى على افتراس أصحاب الكرامة.
لما مات صلاح الدين لم يبكيه أحد، سأل سائل:لم يبكوا السلطان الناصر؟ رد آخر:أتى النصر على يديه فانتعشت تجارتهم وألهتهم عن بكائه ولو عاد لبكوا!
حين مات الكلب لم يسعى بجنازته كلبا واحدا! قال ذئب ساخراً: وأين وفاء الكلاب؟ قال آخر: الوفاء كذبة أطلقها سيده ليستعبده وصدقها الحمقى من الكلاب !
قالوا ده عمدة عنيد .. حاكم بنار وحديد .. ثاروا عليه يرحل .. كان الشعار ارحل .. جالهم جديد أوحل .. ومازالوا لسه عبيد !
أقسم للضابط في قسم الشرطة أنها ساحرة شريرة هددته بأن تحوله هو وعائلته إلى قطط وفئران، فخشي الضابط على نفسه وأطلق سراحها وهو ينبح !!
أدار لها ظهره في أحلك لحظات احتياجها له، لم تعد المرأة التي عرفناها في الأيام الخوالي، لا ندري لما أدارت لنا ظهرها باحلك لحظات احتياجنا إليها !
الاثنين، 24 أبريل 2017
اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
أمام نافذة (مبارك) بمستشفى المعادي يقف يوميا صامتا بلافتة مرسوما عليها علامة استفهام، رغم الفضول لم نسأله حتى وجدنا جثته طافية على سطح النيل.
في قريتنا كان يصعد المنبر ساعة ونصف، حتى ينام الناس من وطأة الملل ويستيقظوا فزعين على نداء: أقم الصلاة!!
انطلق لصحن (المسجد) صارخاً متسائلاً: ألا أجد هنا مؤمناً؟، فسأله أحدهم: وهل يعرف المؤمن أنه مؤمن؟، فانهارت دموعه قائلاً: إذن لماذا تكفروني !!
قال له وهو يحاوره: يوم 8 مايو هو اليوم العالمي للحمير، إنه يوم يذكرنا بما لعبه الحمار ( ياصديقي ) في حياتنا عبر التاريخ، سأله بجدية هل تنكر هذا الدور ؟ تأمل الصديق صباع الكفتة في يده والذي التهم نصفه وأجابه: إطلاقا!
كل عام بمولد سيدي رضا كان أبي يذبح بقره ليطعم الفقراء حتى مات وفي عام موته جاء الفقراء ليستلموا حصتهم فلم يجدوها فهجموا على أمي وأكلوها حية!
اختلفوا عرايا بقريتنا في مسألة تجديد الخطاب الديني فخرج فيهم من لا يستر عورته سوى ورقة توت: من يجدد قريةً تفشى فيها الجهل وقضى فيها الفساد !
قال الزعيم: سأقضي على الفساد ولو من أهل بيتي، في طريق عودته اتصلت زوجته تشكره على الطائرة الخاصة، زالت دهشتة بابتسامة خبيثة من نائبه المقرب!
كالملاك لكن بلا مأوى، كلما مر الثوار عليه وهو يلتحف الرصيف ابتسم لهم ببراءة وصفق بيديه ولاحقهم بعينه حتى يرحلوا، تغير الوضع وتصور بعضهم انه جاسوس ضد النظام الجديد، انهالوا عليه ضربا بينما يبتسم لهم ويصفق متصوراً أنهم من الثوار، يضربونه ويبتسم، يضربونه ويصفق حتى خارت قواه وتلاشت ابتسامته للأبد.
في قريتنا كان يقضي الليل في شرب الخمر ويؤم الناس بصلاة الفجر، كان الكل يعلم بفسقه وفجوره ورغم ذلك لم يتخلف احداً منهم يوماً عن الصلاة ورائه فقد كان جميعهم يعملون بمزرعته.
عمدة قريتنا ماكر، حينما تنحى مبارك ترك الحزب الوطني وعندما وصل مرسي أطلق لحيته ولما جاء عدلي منصور حلقها وعندما أتى السيسي تبرع لتحيا مصر !
سمعته يقول لعمدة قريتنا: إذا تحالفت معه وكان قوياً وذا نفوذ إتفق معه أن تتظاهرا بالعداء وأن يتجاهل كل منكما الآخر حتى تتمكنا من كسر شوكة المتربصين بكما للأبد، بعد عامين كان ابن عمدتنا البكر نائباً للمحافظ !
أقسم وهو يتباهى برجولته وتجالسه امرأة أمام أصدقائه في بار النجوم أنه طلق زوجته لمجرد أنها فتحت الباب لبائع السمك كاشفة شعرها وهذا ضد الدين !
قال الأسد للقرد: سمعت أنك تقلدني فيضحكون، قسماً بالله لأقتلنك،فقال القرد: إن قتلتني ظنوا أني انتصرت عليك، وإن تركتني أدركوا أنك لا تعاقب الحمقى،فعفا عنه.
رضا الله من رضا أمريكا، بغضب: هل كفرت أيها الزنديق؟ على بوابة دخول مطار بلد عربي، دخل حامل الباسبور الأمريكي بينما ألقوا القبض على الآخر بتهمة الإرهاب !!
قال: كلما تزوجت امرأة هجرتني، رد: أما أن تكون بخيلا أو عنيناً، قال: لاهذا ولاذاك ولكن لا رغبة لي بالإنجاب، رد: لقد قتلت أمومة الأنثى فوجب عليها هجرانك!
أراد عصفور أن يصبح نسراً فانتظر حتى ترك العش ليجلس مكانه، شعر بالقوة، تكسرت إحدى بيضات النسر وخرج منها فرخ صغير فوجد العصفور جالساً فالتهمه!
سأله: ماذا لو كان كل زوار مواقع التواصل الإجتماعي بالبلد يعترضون على اسلوبي بالحكم؟ رد: بسيطة سموك، نقفل المواقع ونعتقلهم !
في الأمم المتحدة تحدث عن منطق القوة وقوة المنطق فلما قامت عليه ثورة لم يفلح معها منطق القوة فخاطب الناس ولم تفلح قوة المنطق فأدرك أنه انتهى بقوة ومنطق الشعب !
قرر أن يفكر خارج الصندوق لمصلحة وطنه الذي يعاني من الجهل والخرافة، خطب في الناس فتجاوبوا معه وصفقوا وصرخوا لرغبتهم في التغيير، قبل أن يصل منزله قام أحدهم باغتياله !
سيكتب التاريخ أن حكام العرب باعوا شعوبهم مقابل لا شئ، قال ساخراً: أي تاريخ هذا الذي تتحدث عنه أيها الأحمق؟ لقد اعتقلوا التاريخ وأقاموا عليه الحد !
ظل يستمع لجدال القس والشيخ حول فساد العقيدة، نظر في سقف الغرفة فلم يجد الله! أغلق التلفاز يائساً بعدما أدرك أنه بحاجة إلى وطن ربما ينبت إيمان!
اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
أمام نافذة (مبارك) بمستشفى المعادي يقف يوميا صامتا بلافتة مرسوما عليها علامة استفهام، رغم الفضول لم نسأله حتى وجدنا جثته طافية على سطح النيل.
في قريتنا كان يصعد المنبر ساعة ونصف، حتى ينام الناس من وطأة الملل ويستيقظوا فزعين على نداء: أقم الصلاة!!
انطلق لصحن (المسجد) صارخاً متسائلاً: ألا أجد هنا مؤمناً؟، فسأله أحدهم: وهل يعرف المؤمن أنه مؤمن؟، فانهارت دموعه قائلاً: إذن لماذا تكفروني !!
قال له وهو يحاوره: يوم 8 مايو هو اليوم العالمي للحمير، إنه يوم يذكرنا بما لعبه الحمار ( ياصديقي ) في حياتنا عبر التاريخ، سأله بجدية هل تنكر هذا الدور ؟ تأمل الصديق صباع الكفتة في يده والذي التهم نصفه وأجابه: إطلاقا!
كل عام بمولد سيدي رضا كان أبي يذبح بقره ليطعم الفقراء حتى مات وفي عام موته جاء الفقراء ليستلموا حصتهم فلم يجدوها فهجموا على أمي وأكلوها حية!
اختلفوا عرايا بقريتنا في مسألة تجديد الخطاب الديني فخرج فيهم من لا يستر عورته سوى ورقة توت: من يجدد قريةً تفشى فيها الجهل وقضى فيها الفساد !
قال الزعيم: سأقضي على الفساد ولو من أهل بيتي، في طريق عودته اتصلت زوجته تشكره على الطائرة الخاصة، زالت دهشتة بابتسامة خبيثة من نائبه المقرب!
كالملاك لكن بلا مأوى، كلما مر الثوار عليه وهو يلتحف الرصيف ابتسم لهم ببراءة وصفق بيديه ولاحقهم بعينه حتى يرحلوا، تغير الوضع وتصور بعضهم انه جاسوس ضد النظام الجديد، انهالوا عليه ضربا بينما يبتسم لهم ويصفق متصوراً أنهم من الثوار، يضربونه ويبتسم، يضربونه ويصفق حتى خارت قواه وتلاشت ابتسامته للأبد.
في قريتنا كان يقضي الليل في شرب الخمر ويؤم الناس بصلاة الفجر، كان الكل يعلم بفسقه وفجوره ورغم ذلك لم يتخلف احداً منهم يوماً عن الصلاة ورائه فقد كان جميعهم يعملون بمزرعته.
عمدة قريتنا ماكر، حينما تنحى مبارك ترك الحزب الوطني وعندما وصل مرسي أطلق لحيته ولما جاء عدلي منصور حلقها وعندما أتى السيسي تبرع لتحيا مصر !
سمعته يقول لعمدة قريتنا: إذا تحالفت معه وكان قوياً وذا نفوذ إتفق معه أن تتظاهرا بالعداء وأن يتجاهل كل منكما الآخر حتى تتمكنا من كسر شوكة المتربصين بكما للأبد، بعد عامين كان ابن عمدتنا البكر نائباً للمحافظ !
أقسم وهو يتباهى برجولته وتجالسه امرأة أمام أصدقائه في بار النجوم أنه طلق زوجته لمجرد أنها فتحت الباب لبائع السمك كاشفة شعرها وهذا ضد الدين !
قال الأسد للقرد: سمعت أنك تقلدني فيضحكون، قسماً بالله لأقتلنك،فقال القرد: إن قتلتني ظنوا أني انتصرت عليك، وإن تركتني أدركوا أنك لا تعاقب الحمقى،فعفا عنه.
رضا الله من رضا أمريكا، بغضب: هل كفرت أيها الزنديق؟ على بوابة دخول مطار بلد عربي، دخل حامل الباسبور الأمريكي بينما ألقوا القبض على الآخر بتهمة الإرهاب !!
قال: كلما تزوجت امرأة هجرتني، رد: أما أن تكون بخيلا أو عنيناً، قال: لاهذا ولاذاك ولكن لا رغبة لي بالإنجاب، رد: لقد قتلت أمومة الأنثى فوجب عليها هجرانك!
أراد عصفور أن يصبح نسراً فانتظر حتى ترك العش ليجلس مكانه، شعر بالقوة، تكسرت إحدى بيضات النسر وخرج منها فرخ صغير فوجد العصفور جالساً فالتهمه!
سأله: ماذا لو كان كل زوار مواقع التواصل الإجتماعي بالبلد يعترضون على اسلوبي بالحكم؟ رد: بسيطة سموك، نقفل المواقع ونعتقلهم !
في الأمم المتحدة تحدث عن منطق القوة وقوة المنطق فلما قامت عليه ثورة لم يفلح معها منطق القوة فخاطب الناس ولم تفلح قوة المنطق فأدرك أنه انتهى بقوة ومنطق الشعب !
قرر أن يفكر خارج الصندوق لمصلحة وطنه الذي يعاني من الجهل والخرافة، خطب في الناس فتجاوبوا معه وصفقوا وصرخوا لرغبتهم في التغيير، قبل أن يصل منزله قام أحدهم باغتياله !
سيكتب التاريخ أن حكام العرب باعوا شعوبهم مقابل لا شئ، قال ساخراً: أي تاريخ هذا الذي تتحدث عنه أيها الأحمق؟ لقد اعتقلوا التاريخ وأقاموا عليه الحد !
ظل يستمع لجدال القس والشيخ حول فساد العقيدة، نظر في سقف الغرفة فلم يجد الله! أغلق التلفاز يائساً بعدما أدرك أنه بحاجة إلى وطن ربما ينبت إيمان!
-
مأساة الموت التى تحولت إلى ملهاة بفضل بديع خيرى (صور) | مبتدا : الجو العام كان يملؤه التشاؤم، فالطبيب أخبر "مبدع وعادل"، بأن أباهم...
-
بقلم: محيي الدين إبراهيم noonptm@gmail.com خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتي...
-
هذه بروفة لآخر ماكتبت وقام بتلحينها وغنائها صديقي الدكتور طارق عباس.
-
( مشهد سينما خيالي لا يمت ولا يرمز للواقع بأي صلة وإن مس هامش من واقع فهو محض صدفة لا علاقة للكاتب بها ) انزعج العمدة ( عبد الجليل ) من كتاب...
-
كيف أتصالح مع نفسي ؟ .. سؤال يكاد يكون لسان حال الكثير .. هو يعرف الإجابة .. لكن تربية ( الخوف ) في مجتمعنا الشرقي خاصة تربية المرأة .. تدفع...
-
عقارب الساعة لا تتحرك للخلف .. ولا يمكن تسريعها للأمام .. أنت رهن قوة جبارة تبقيك فوق عقارب الزمن .. كلما حاولت الانفلات غرستك في أعماقها أك...
-
بقلم محيي الدين إبراهيم aupbc@yahoo.com الإنسان ( بطبعه ) يميل للفوضى حتى في وجود الوازع الديني .. فمنذ عملية الاغتيال الأولى في البشرية ...