الاثنين، 20 مارس 2017

حتى المومس لا ترضى الفضيحة !


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
خلاصة الحكاية أن من تعطيه كل وقتك وحياتك ومجهودك لكي تدعمه لمجرد أنك تشفق عليه سيدفعك لعدم وجود هامش طاقة لتدعم بها نفسك وحياتك واحلامك فتسقط وساعتها لن تجده معك ..
حين أغفو داخل ظلى .. 
حين تكون غيبوبة الوعي وجود آخر .. 
لا أشعر بالغربة .. 
هذا العالم المختفي في فراغي 
كاختفاء النور في الضوء 
واختفاء المعنى في الكلمة 
واختفاء القوة في الإرادة 
يراودني كل وجود .. 
وجهك ليس مألوفاً لكنه يؤنسني .. 
ربما حتى لا تسحقني الوحدة .. 
لم يراودني خارج الظل لأعرفه .. 
لكن كلما اقتربت ابتعد .. 
وكلما ابتعدت اقترب .. 
إنه يحافظ على نفس مسافة الضلال التي تحاصرني لأقفز منها إليه .. 
يحافظ على نفس سرعة المجون العالقة بأحشائي لألفظها فيحتويني .. 
يحافظ على نفس زمن الإنحلال الذي يستوطنني لأغترب فيه فأنتمي .. 
ببساطة .. 
يدفعني للهمجية لأستحضره .. 
يحاصرني في ( مشهد ) اللجوء لكهوف الغابة الكثيفة في أعماقي .. 
ربما أرى مآساتي .. 
أشهد ضالتي التي أجهلها فأعرفه كما يعرفني .. 
أعْرِفُهُ .. 
أعْرِفُ ( هُوُ ) 
حتى تأتي النجدة فأكون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين يتم ( إسدال ) الستار على انسانيتك .. سيحل الظلام .. لن يراك أحد بينما سترى أنت الجميع يرقصون من حولك رقصة الموت !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حتى ( المومس ) لا ترضى ممارسة الرزيلة على قارعة الطريق .. لا ترضى الفضيحة .. بينما نرى بعضنا يرضاها وهو متشبث ( بمسبحته ) !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا فرق بين العالم ( الأول ) والعالم ( الثالث ) .. كلاهما عالم فارغ من الإنسانية !! .. أحدهما يصنع السلاح والأخر يستخدمه !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تدافع عن الحق وانت ( لا تعرفه ) .. ولكن قاوم الشر مادمت ( تعرفه ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طول ما ( بقك ) مفتوح ولسانك بيلعب .. راسك مالوش غير المداس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إللي يعدي البرك يستحمل ( الرهريط ( 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمعنى: من يفضل عبور البرك للوصول إلى غايته عليه تحمل الفضيحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفاجر لو خيرته بين الإيمان والكفر يختار نفسه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طول ما إنت ( سايق ) الهبل على الشيطنة ماليكش غير كلاب السكك تنهش في عرضك!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا كل مين مسك سبحة ولي ولا كل مين ( صلى ) بالغلابة إمام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لو الحمار مغنواتي ( حُرمت ) عليك عيشتك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلب العمدة مات موتة ( العُمد ) والعمدة مات موتة ( الكلاب )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا قيمة للصدق ولا للإنسانية في مجتمع غرق في وحل الكذب والجهل والتزمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن رفعت ( الراية البيضاء ) مرة واحدة في العمر ستدوسك الأقدام بأحذيتها العمر كله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفرحة التي تأتيك صدفة أروع من تلك التي انتظرها وجودك بأكمله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا يعنيني أن أكون في وطن كان .. بل يعنيني أن أكون في وطن ( كُن )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل مصر تخشى الفاسدين؟؟ هل يمسكون ذلة على مصر؟؟ هل الفاسدين لهم قدرة على اتخاذ قرار سياسي يمنع مساءلتهم؟؟ .. إذن لماذا ( حتى اليوم ) هم طلقاء احرار يفعلوا بك يامصر مايشاءوون؟ لماذا لانستطيع محاكمتهم والقضاء عليهم؟ بطئ المحاكم في مصر يامصر فساد آخر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصر لم تركع طيلة وجودها الحضاري لأحد إلا لله .. حتى في أحط مراحل احتلالها من الرومان مات من شعبها مايقرب من 20% على يد ( دقلديانوس ) الرومي ولم تركع .. فضلت أن يموت قرابة ( ربع ) سكانها ولم تركع .. انهزمت في فترات ولكنها برغم الهزيمة لم تركع .. من يظن أنها ستركع تحت أي ظرف من الظروف مهما كان هذا الظرف قاسياً فهو لا يعرف هذا البلد ولا يعرف أهلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل العالم الإفتراضي المسمى ( داعش ) هو بمثابة سيناريو جديد عصري لاحتلال بلاد العرب وتقسيمها على بلاد العالم الأول كما أحتلوه أول مرة ؟؟ .. لقد أصبح في كل بلد عربي ( مندوب سامي ) من دول الغرب بدافع الحفاظ على الأمن !! .. مصر نفسها تم احتلالها عام 1881 لحماية الجاليات الأجنبية من إرهاب العامة فبريطانيا استغلت حادث «المكاري والمالطي» لاستعمار مصر.. وواقعة «المروحة» وراء استيلاء فرنسا على الجزائر.. وسقوط المغرب بسبب مقتل جاسوس.. و«سفينة دريادولت» ذريعة لندن للسيطرة على «عدن» .. فهل يعيد التاريخ نفسه في ظل هذا ( الإنبطاح ) والتخاذل والضياع والتزمت العربي .. لن ننجو في ظل التزمت والفساد .. لن ننجو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العرب استسلموا لثلاث مسائل منذ ظهور البترول في سبعينيات القرن الماضي .. التزمت .. الدجل .. الشيفونية وخاصة شيفونية المصريين التي نمت فيها ( بعنف ) بعد معاهدة السلام جذور الإرهاب وأكثر من 119 جماعة دينية .. ولقد كانت لهذه الجماعات ( بأموال البترول ) بالغ الأثر في تطوير مناخ التزمت والدجل والشيفونية الذي أسفر عن حالة ( فوضى ) من الجهل والتسلط الذكوري وقهر المرأة ومن ثم لإنحطاط ( كارثي ) في الوعي والمجتمع وحاضر العرب ككل .. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مانحياه اليوم هو النتيجة الحتمية لأستسلامنا بالأمس .. ولكي نعبر ( اليأس ) الذي نحياه فنحن لسنا بحاجة لتوفير ( لقمة العيش ) لأن ( البهائم ) فقط هي ماتحتاج لتوفير لقمة العيش .. وإنما نحتاج لتحرير الوعي .. أن نقف أمام أئمة الدجل ونعيد ماتهدم في عقولنا ومجتمعاتنا أو لن تقوم لنا قائمة وسنصبح مجرد وطن ليس موجوداً إلا على صفحات كتب التاريخ تقرأه التلاميذ في بلاد غير بلادنا انتصرت أمام مسئوليتها فبقت بينما نحن انهزمنا أمام أنفسنا فأختفينا .. اكرر .. التزمت .. الدجل .. الجهل والتسلط الذكوري وقهر المرأة هم أهم اسباب الإرهاب والخراب الذي كاد أن يضيع بسببه الكل في هذا الوطن الحزين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لنكن منطقيين .. لو كان ايماننا بالله سليماً وصادقاً ويرضى عنه الله .. فهل من عدل الله أن نكون في بلادنا بمثل هذا الواقع الكارثي المنسحق من فقر وجوع وارهاب وخراب ذمم وموت ضمائر ؟؟ .. لا شك أننا منافقون وكاذبون .. نكذب على الله طول الوقت حتى أني أظن أن ملائكته هجرت بلادنا لتحوم بأجنحتها في الفراغ بعيدة عنا .. لقد هاجرت بالفعل .. شرفاء الشعب العربي كله ( يحلمون ) أن يهجروا الوطن ليحوموا ( بأذرعتهم ) في الفراغ بعيداً عن هذا الوطن الذي أصبح ( يئن ) تحت وطأة الجهل والدجل والتدليس وأئمة النفاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أميركا وفرنسا هذا الأسبوع اتفقتا على أن حدود العالم العربي ومعاهدة سايكس بيكو لم يعد لهما وجود وقد آن الآوان لرسم خريطة جديدة للمنطقة رغماً عن ملوكها وامرائها وسلاطينها ورؤسائها والمواطنين ( الغلابة ) فيها .. رسم جغرافيا جديدة لمحو تاريخها للأبد .. قالوه علناً أمام العالم كله ولم يعلق عليه عربي واحد في اي بلد عربي .. كأن المسألة اتفاق مبدئي بالأحرف الأولى لإحتلال بلادنا .. ربما هذا هو السبب الرئيس من خلق ( داعش ) في المنطقة .. الصورة أوشكت على الوضوح ورصيدنا العربي من الكرامة أوشك على النفاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فرنسا عامت على عوم مصر في محاربة الإرهاب ( بالحرف ) وسط تهليل وتصفيق العالم كله لفرنسا بل ومساندتها فيما اتخذته من إجراءات !! .. بينما نفس هذا ( العالم ) حاصر مصر بحقوق الانسان والحلول القمعية والإستبداد .. لا نلوم فرنسا فهي تدافع عن نفسها ولكننا نندهش من ازدواج المعايير لدى هذا العالم الذي تحول كل مافيه لفيلم كوميدي ( بايخ ) وتحول قادته لممثلين من الدرجة الثالثة ( كومبارس ) على درجة عالية من ( الحمق ) .. فهؤلاء القادة لايهمهم الفضيحة أو أن الناس ( تسبهم ) ليل مع نهار .. لكونهم أصبحوا ( كالعاهرة ) إن حملت سفاحاً ألقت بما حملت على قارعة الطريق لتمضي في طريق عهرها غير مبالية لا بروابط الإنسانية ولا بالشرف .. تباً لهذا العالم الذي أعتلى فيه المجانين سدة الحكم .. وطوبى للأبرياء الذين فقدوا بوصلة الوجود فراحوا ضحايا هذا الجنون دون ذنب اقترفوه!!



يقول المثل المصري: البني آدم إللي ( يصعب ) عليك يفقرك .. ولكي يؤكد المصري صحة هذا المثل قام بإبتكار مثل آخر يدعمه حين قال: مايصعبش عليك غالي .. خلاصة الحكاية أن من تعطيه كل وقتك وحياتك ومجهودك لكي تدعمه لمجرد أنك تشفق عليه سيدفعك لعدم وجود هامش طاقة لتدعم بها نفسك وحياتك واحلامك فتسقط وساعتها لن تجده معك .. الشفقة لها أصول إن فاضت عن الحد كان الفقر حليفها .. البني آدم إللي ( يصعب ) عليك يفقرك !



 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق