السبت، 24 يناير 2004

علمانية السفهاء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.
 
غاية الإنسان هي الحقيقة، والعلم هو الوسيلة المنطقية للوصول الى هذه الغاية الإنسانية الرفيعة دون وسيط يسيطر على البشر أويحدد لهم الحقيقة من وجهة نظر خاصة ويمنح مريديه " العفو والمغفرة وربما لقب شهيد " لتتم حمايته من عذابات الإله وسطوته وجبروته بعد ان اخفوا عن اعين البشر بفقههم وفتاويهم رحمه الله وعفوه.

من هذا المنطلق كانت ثورة اوروبا على الكنيسة التي تحكمت في البشر ودفعتهم لخوض حروباً مذهبية راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا الابرياء وبعد ان تم قتل الكثير من علماء اوروبا كما يقتل السحرة والدجالين تحت دعوي نصرة الله بالحروب المقدسة والإعدامات المقدسة والتي لم يستفد منها سوى سدنة الدجل وفقهاء البيزنس الإلهي.

وعلمانية اوروبا منذ ان قامت وحتى الآن هي علمانية دينية صرفة بغض النظر عن كونها مشتقة من العلم بفتح حرف العين وتعني" الراية أو اللواء" ومؤداه تساوي الحقوق المدنية تحت شعار المواطنة، او العلم بكسر حرف العين وتعني" منطق العقل وافرازاته" ومؤداه غلبة العلم التجريبي وسيطرته على مجريات السياسة والحكم بعيدا عن الدين واوامره وشرائعة، او العالم بمعنى الدنيا " Globalization" ومؤداها تحول الدنيا الى قرية صغيرة وفك الحواجز والحدود ليبرح المرء امكنته بحرية تامة ويمارس حقه في الحياة دون قيود في اي مكان يختاره بلاتأشيرات او جوازات، وماإن تذكر العلمانية او تتفوه بها إلا وتجد اختلاف القوم على انفسهم في المسميات الثلاثة السابقة لتضيع في هوة الإختلاف قيمة البحث الحقيقي عن دوافع هذا المسمى ونتائجة، وعليه وبرغم اختلاف هذا النفر الغير قليل من المثقفين حول هذه المسألة إلا ان الهدف – من منظور تاريخي – والذي كان دافعاً لها في بداية استبداعها باوروبا هو دفع ابناء المذاهب المسيحية المختلفة داخل الوطن الواحد للتصالح والتصافي ونبذ الخلاف بل والمناداة بوحدة الكنيسة وانصهار مذاهبها المختلفة في بوتقة مذهب واحد جامع، ليتفرغوا لنهضة الوطن بعد ان انهكتهم وانهكت اوطانهم الحروب المذهبية، ولم تكن هذه العلمانية اطلاقا منهجاً يهدف الى تصالح ابناء الاديان المختلفة والا ماكان قتل وذبح عشرات الالاف من ابناء الديانات الأخرى في كل انحاء اوروبا بدافع عنصري محض رغم اعتناق الاوروبيين مبدا العلمانية في بروسيا وروسيا والنمسا وانجلترا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان " المتحضرة "!.

ومن المضحك لمدعي العلمانية في الشرق والغرب انهم لايسألون انفسهم سؤالاً قمت بطرحه على احد المثقفين الامريكان ممن لي بهم معرفة شخصية وهو: هل سترضى ان يكون رئيس الولايات المتحدة امريكياً مسلماً او يهودياً ذات يوم مادمت تعتنق مبدأ العلمانية وتصر على انها المخرج الوحيد للبلاد العربية تحديداً ؟ وهنا حدق في وجهي ثم اردف قائلاً : لن اقبلها لاننا اغلبية مسيحية وحينما احس بالحرج من اجابته استطرد قائلاً ربما سأقبلها راغماً ان تمت بالانتخاب مادام الرئيس امريكيا وليس له اصول عربية!

والحقيقة انه كان كاذباً ذكيا اذ ان كينيدي وهو ليس من اصول عربية وبالرغم من ذلك تم اغتياله لمجرد انه الرئيس الوحيد الكاثوليكي الذي اعتلى كرسي رئاسة امريكا ولم يكن من ابناء مذهب الغالبية، وكذلك آل جور برغم ذكاؤه تضافر ضده الجميع لمجرد ان اختار نائبه يهودياً على الرغم من انه هو الآخر ليس من اصول عربية، بل ان امريكا لاتقوى ولن تقوى على تكوين مجلس حكم "انتقالي" اميريكي يضم في مقاعده كل طوائف الشعب الاميريكي ومذاهبه المختلفه ودياناته المتعددة كما كونته وفرضته في العراق وافغانستان بدافع فرض العلمانية لإدراكها ان هذا التكوين مصيره ونتيجته الحتمية هي الحرب الاهلية التي ستؤدي في النهاية الى محو امريكا تماما من على خارطة العالم.

لقد اجبرت الارجنتين " كارلوس منعم " وهو مسلم سني من سوريا على التنصر والتحول للمسيحية ليعتلي كرسي الرئاسة او لارئاسة ولارئيس فتنصر الفتى وصار بعد مسيحيته رئيسا واستقبلته سوريا حينما زارها وزار فيها ابنته " زينب" بالزهور والرياحيين! فهل هذه علمانية وسماحة غربية؟

أما اسرائيل التي اختلقتها ودعمتها وساندتها كل الانظمة العلمانية في العالم هي في حقيقة الامر فكرة عنصرية دينية محضة ولدت في عقل اوروبا العلمانية وأوحت بها من خلال ممارستها العنصرية وحروب الابادة في عقل هرتزل وهدفها ليس تكوين وطن يهودي من اجل عيون اليهود ولكن لاستعجال الحرب الكبرى – هرمجادون – والتي سيفنى فيها اصحاب العمائم البيضاء عن بكرة ابيهم " ويقصد بهم العرب " على يد اليهود!

ان اسرائيل عدو العرب الرئيس وهي دولة دينية في غاية التدين بل انها تطبق نصوص الدين اليهودي حرفياً كما ورد في التوراة، وكذلك من يساند هذه الدولة وفي مصلحته بقائها هم قوى دينية بحته وان اعتلو سنام العلمانية ولايقل ايمانهم عن ايمان الشعب اليهودي بإبادة العرب في الحرب الكبرى التي ستبدأ بعدها مرحلة الخلاص والعدل ودخول اهل اوربا واليهود الفردوس الاعلى في معية النبيين والقديسيين والشهداء!، بل انها قد خرجت من فم " بوش " بعفوية المتدينين الغربيين البسطاء واعلنها حرباً صليبية وإن كان قد تراجع عنها امام حرج الغرب العلماني من ان تنفضح علمانيته المزورة امام انجلاء مسحته الدينية المتعصبة والمتطرفة احيانا والتي اظهرتها كلمات بوش في خطابه الذي القاه على أعين الاشهاد امام العالم كلهّ!.

لن نتمكن من صد إسرائيل الا بدولة اسلامية شاملة تحمل سماحة الدين الإسلامي كما فرضه رسول الامة عليه الصلاة والسلام وليس كما تعلمناه من فقه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذان اجتهدا – لا مراء في ذلك - في مرحلة خاصة من احلك مراحل تاريخ الأمة وأفتوا بفتواهم التي كانت بمثابة " فقه قانون طوارئ" محاولين به استنهاض المسلمين الذين اقعدهم حب الدنيا وكراهة الموت وعبادة السلطان وهو فقه لاعلاقة له الان بما نحياه من لحظات تاريخية حالكة اخرى تستوجب منا وقفة تأمل جديدة لن ينفعنا فيها غير منهج دولة الرسول محمد نفسه عليه افضل الصلاة والسلام ومباشرة كما جاء عنه دون وساطة كهنية ولكن ممارسة حقيقية كما ورد عنه من سلوك وكما اوحي اليه من شرع دون تحريف او لي ذراع كما وردت في فتوى تكفير كل من شاهد قناة " المجد " باسانيد من الكتاب والسنة وكذلك تحريم وتكفير قيادة المرأة للسيارة باسانيد من الكتاب والسنة!، وهي فتاوى يعلم مستبديعها انها فتاوى الدجل والتنطع لا تدفع الناس الى الإيمان واليقين قدر ماتدفعهم الى الشك والتذبذب وفقدان الثقة في رجال الدين الذين اصبح الغالب منهم دجالاً وعبدا للسلطان اكثر من كونه رجل دين ليحظى بحماية السلطان ومنح السلطان الذي اصبح في زماننا هذا اكثر قوة وبطشاً من الله نفسه بوحي من فتاوى فقهاء دواويين الحكومة والبيزنس الإلهي .

لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.

أن كثير من مثقفينا العرب يروا ان الحل والعدل والاستنهاض يكمن في علمانية الغرب وأرى من وجهة نظري انه مادام عدونا قامت دولته وعدواته على شريعته وتوراته فلاسبيل لنا الا شرعنا وقرآننا وبعد النصر افعلوا ماشئتم ان كنتم صادقين!

علمانية السفهاء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.
 
غاية الإنسان هي الحقيقة، والعلم هو الوسيلة المنطقية للوصول الى هذه الغاية الإنسانية الرفيعة دون وسيط يسيطر على البشر أويحدد لهم الحقيقة من وجهة نظر خاصة ويمنح مريديه " العفو والمغفرة وربما لقب شهيد " لتتم حمايته من عذابات الإله وسطوته وجبروته بعد ان اخفوا عن اعين البشر بفقههم وفتاويهم رحمه الله وعفوه.

من هذا المنطلق كانت ثورة اوروبا على الكنيسة التي تحكمت في البشر ودفعتهم لخوض حروباً مذهبية راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا الابرياء وبعد ان تم قتل الكثير من علماء اوروبا كما يقتل السحرة والدجالين تحت دعوي نصرة الله بالحروب المقدسة والإعدامات المقدسة والتي لم يستفد منها سوى سدنة الدجل وفقهاء البيزنس الإلهي.

وعلمانية اوروبا منذ ان قامت وحتى الآن هي علمانية دينية صرفة بغض النظر عن كونها مشتقة من العلم بفتح حرف العين وتعني" الراية أو اللواء" ومؤداه تساوي الحقوق المدنية تحت شعار المواطنة، او العلم بكسر حرف العين وتعني" منطق العقل وافرازاته" ومؤداه غلبة العلم التجريبي وسيطرته على مجريات السياسة والحكم بعيدا عن الدين واوامره وشرائعة، او العالم بمعنى الدنيا " Globalization" ومؤداها تحول الدنيا الى قرية صغيرة وفك الحواجز والحدود ليبرح المرء امكنته بحرية تامة ويمارس حقه في الحياة دون قيود في اي مكان يختاره بلاتأشيرات او جوازات، وماإن تذكر العلمانية او تتفوه بها إلا وتجد اختلاف القوم على انفسهم في المسميات الثلاثة السابقة لتضيع في هوة الإختلاف قيمة البحث الحقيقي عن دوافع هذا المسمى ونتائجة، وعليه وبرغم اختلاف هذا النفر الغير قليل من المثقفين حول هذه المسألة إلا ان الهدف – من منظور تاريخي – والذي كان دافعاً لها في بداية استبداعها باوروبا هو دفع ابناء المذاهب المسيحية المختلفة داخل الوطن الواحد للتصالح والتصافي ونبذ الخلاف بل والمناداة بوحدة الكنيسة وانصهار مذاهبها المختلفة في بوتقة مذهب واحد جامع، ليتفرغوا لنهضة الوطن بعد ان انهكتهم وانهكت اوطانهم الحروب المذهبية، ولم تكن هذه العلمانية اطلاقا منهجاً يهدف الى تصالح ابناء الاديان المختلفة والا ماكان قتل وذبح عشرات الالاف من ابناء الديانات الأخرى في كل انحاء اوروبا بدافع عنصري محض رغم اعتناق الاوروبيين مبدا العلمانية في بروسيا وروسيا والنمسا وانجلترا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان " المتحضرة "!.

ومن المضحك لمدعي العلمانية في الشرق والغرب انهم لايسألون انفسهم سؤالاً قمت بطرحه على احد المثقفين الامريكان ممن لي بهم معرفة شخصية وهو: هل سترضى ان يكون رئيس الولايات المتحدة امريكياً مسلماً او يهودياً ذات يوم مادمت تعتنق مبدأ العلمانية وتصر على انها المخرج الوحيد للبلاد العربية تحديداً ؟ وهنا حدق في وجهي ثم اردف قائلاً : لن اقبلها لاننا اغلبية مسيحية وحينما احس بالحرج من اجابته استطرد قائلاً ربما سأقبلها راغماً ان تمت بالانتخاب مادام الرئيس امريكيا وليس له اصول عربية!

والحقيقة انه كان كاذباً ذكيا اذ ان كينيدي وهو ليس من اصول عربية وبالرغم من ذلك تم اغتياله لمجرد انه الرئيس الوحيد الكاثوليكي الذي اعتلى كرسي رئاسة امريكا ولم يكن من ابناء مذهب الغالبية، وكذلك آل جور برغم ذكاؤه تضافر ضده الجميع لمجرد ان اختار نائبه يهودياً على الرغم من انه هو الآخر ليس من اصول عربية، بل ان امريكا لاتقوى ولن تقوى على تكوين مجلس حكم "انتقالي" اميريكي يضم في مقاعده كل طوائف الشعب الاميريكي ومذاهبه المختلفه ودياناته المتعددة كما كونته وفرضته في العراق وافغانستان بدافع فرض العلمانية لإدراكها ان هذا التكوين مصيره ونتيجته الحتمية هي الحرب الاهلية التي ستؤدي في النهاية الى محو امريكا تماما من على خارطة العالم.

لقد اجبرت الارجنتين " كارلوس منعم " وهو مسلم سني من سوريا على التنصر والتحول للمسيحية ليعتلي كرسي الرئاسة او لارئاسة ولارئيس فتنصر الفتى وصار بعد مسيحيته رئيسا واستقبلته سوريا حينما زارها وزار فيها ابنته " زينب" بالزهور والرياحيين! فهل هذه علمانية وسماحة غربية؟

أما اسرائيل التي اختلقتها ودعمتها وساندتها كل الانظمة العلمانية في العالم هي في حقيقة الامر فكرة عنصرية دينية محضة ولدت في عقل اوروبا العلمانية وأوحت بها من خلال ممارستها العنصرية وحروب الابادة في عقل هرتزل وهدفها ليس تكوين وطن يهودي من اجل عيون اليهود ولكن لاستعجال الحرب الكبرى – هرمجادون – والتي سيفنى فيها اصحاب العمائم البيضاء عن بكرة ابيهم " ويقصد بهم العرب " على يد اليهود!

ان اسرائيل عدو العرب الرئيس وهي دولة دينية في غاية التدين بل انها تطبق نصوص الدين اليهودي حرفياً كما ورد في التوراة، وكذلك من يساند هذه الدولة وفي مصلحته بقائها هم قوى دينية بحته وان اعتلو سنام العلمانية ولايقل ايمانهم عن ايمان الشعب اليهودي بإبادة العرب في الحرب الكبرى التي ستبدأ بعدها مرحلة الخلاص والعدل ودخول اهل اوربا واليهود الفردوس الاعلى في معية النبيين والقديسيين والشهداء!، بل انها قد خرجت من فم " بوش " بعفوية المتدينين الغربيين البسطاء واعلنها حرباً صليبية وإن كان قد تراجع عنها امام حرج الغرب العلماني من ان تنفضح علمانيته المزورة امام انجلاء مسحته الدينية المتعصبة والمتطرفة احيانا والتي اظهرتها كلمات بوش في خطابه الذي القاه على أعين الاشهاد امام العالم كلهّ!.

لن نتمكن من صد إسرائيل الا بدولة اسلامية شاملة تحمل سماحة الدين الإسلامي كما فرضه رسول الامة عليه الصلاة والسلام وليس كما تعلمناه من فقه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذان اجتهدا – لا مراء في ذلك - في مرحلة خاصة من احلك مراحل تاريخ الأمة وأفتوا بفتواهم التي كانت بمثابة " فقه قانون طوارئ" محاولين به استنهاض المسلمين الذين اقعدهم حب الدنيا وكراهة الموت وعبادة السلطان وهو فقه لاعلاقة له الان بما نحياه من لحظات تاريخية حالكة اخرى تستوجب منا وقفة تأمل جديدة لن ينفعنا فيها غير منهج دولة الرسول محمد نفسه عليه افضل الصلاة والسلام ومباشرة كما جاء عنه دون وساطة كهنية ولكن ممارسة حقيقية كما ورد عنه من سلوك وكما اوحي اليه من شرع دون تحريف او لي ذراع كما وردت في فتوى تكفير كل من شاهد قناة " المجد " باسانيد من الكتاب والسنة وكذلك تحريم وتكفير قيادة المرأة للسيارة باسانيد من الكتاب والسنة!، وهي فتاوى يعلم مستبديعها انها فتاوى الدجل والتنطع لا تدفع الناس الى الإيمان واليقين قدر ماتدفعهم الى الشك والتذبذب وفقدان الثقة في رجال الدين الذين اصبح الغالب منهم دجالاً وعبدا للسلطان اكثر من كونه رجل دين ليحظى بحماية السلطان ومنح السلطان الذي اصبح في زماننا هذا اكثر قوة وبطشاً من الله نفسه بوحي من فتاوى فقهاء دواويين الحكومة والبيزنس الإلهي .

لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.

أن كثير من مثقفينا العرب يروا ان الحل والعدل والاستنهاض يكمن في علمانية الغرب وأرى من وجهة نظري انه مادام عدونا قامت دولته وعدواته على شريعته وتوراته فلاسبيل لنا الا شرعنا وقرآننا وبعد النصر افعلوا ماشئتم ان كنتم صادقين!

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2003

ليلة زفاف عم مخيمر

mohi_ibraheem

بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
أحببتها حباً عنيفاً شرساً لانه لم يكن سواها يقطن في الشارع !
لقد كانت الفتاة الوحيدة " من نفس العمر" وعليه كان لامفر من ان تميل اليها المشاعر بقوة رغم انها تشبه " عم مخيمر بتاع البليلة " ولكن هذه ليست مشكلة اطلاقاً فهي انثى على اية حال وابيها يمتلك اكثر من ثلاثة ملايين جنيه في البنك سأعيش في رغدهم ملكاً متوجاً أوعلى الاقل سلطانا بلا تاج.
فاتحت ابي رحمه الله في رغبتي للزواج فتهلل وجهه فرحاً وبشراً فقد كبر ولده وصار رجلا يرغب في الزواج، وحينما ذكرت له اسم فتاتي كانت المرة الاولى في حياته - وقد كان قد قارب على الستين - التي يدخل فيها مستشفى بداء الذبحة الصدرية.
حاولت امي ان تخفف عني وان تبعد من رأسي الفكرة السوداء في اني السبب وراء دخول ابي المستشفي واكدت لي ان ابي قد اصبح " عظمة كبيرة " وشئ طبيعي في هذا السن ان يصاب بأزمة او مرض ثم أكدت لي وهي تبصق على الارض وتهرع لباب الثلاجة لتختطف منه نصف ليمونة وتعصرها بفمها – ولاادري لماذا - انها ستفاتح ابي في امر زواجي من فتاتي.
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
نصحني احد الاصدقاء ان ابدل الاية القرانية على كارت دعوة " الفرح " وبدلاً من ان اكتب " سبحان الذي خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها " ان اكتب " وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة " وقال لي انها ستكون بذلك دعوة " اوريجينال خالص " ولم يسبقني احد في عملها اطلاقاً، اما امي فلاادري ماالذي اصابها فجأة حيث اصبحت تحيا حالة من التصوف وتذهب يومياً لمسجد السيدة " نفيسة " ولاتعود منه الا بعد صلاة العشاء لتدير جهاز الكاسيت على صوت الشيخ " مصطفي اسماعيل " وهو يتلو سورة الواقعة " لأكثر من ثلاث ساعات تكون فيها امي قد ذهبت في النوم خاصة بعد ان صارت تنتابها حالات من الصرع لم أعهدها عليها من قبل.
دعوت اكثر من اربعمائة شخص لفرحي ولاادري لماذا لم يحضر سوى المأذون فقط؟ ورغم انه الوحيد الذي حضر الا انه ظل اكثر من اربعين دقيقة داخل المرحاض لاندري ماذا يفعل بالداخل، لكنه بعد ان خرج اخيرا ورغم اصفرار وجهه فجأة عن لحظة مجيئة امرنا ان نكتب الكتاب سريعاً ثم اقسم يمينا غليظا بالطلاق كأول مأذون يقسم بالطلاق انه لاحاجة له باستئذان العروس ويكفي انه شاهدها لحظة دخوله ليعلم مدى عظمة موافقتها على الزواج مني.
اخيراً اصبحتي زوجتي رغم كل الضحايا من اسرتي، نظرت لي وهي اقرب الظن تبتسم فوجدت ان لها عينا يمنى قد ذهبت اقصى اليسار وعينا يسرى قد ذهبت اقصى اليمين ولما كشفت ابتسامتها عن اسنانها لاادرى لماذا سرت برودة في اطرافي وتجمدت بداخلي، حينها حاولت ان اكون رجلاً واخرج الشيطان من رأسي وان اصلي ركعتين لله شكراً ولكنني وجدت جسدي كله وقد تصنم تماما.
قال لي الطبيب الذي خرج لتوة من غرفتي ان مااعانية هو حالة من الشلل المؤقت لكنى سمعت احدى الممرضات وهي تهمس لصديقتها على اطراف باب غرفتي اني بحاجة لمعجزة، ها قد جاء الممرض الضخم الجثة وهو يحمل جهاز الصدمات الكهربائية، اشار بعينية لرجلين اضخم منه جثة واشرس منه سلوكاً فقاما بتكتيفي حتى يتحكموا في جسدى اثناء شحني بجهاز الصدمات الذي يراه الاطباء علاجي الوحيد لاستفزاز انسجتي المشلولة لتتحرك، نظر لي بعينيين جامدتين وبدأ في وضع الجهاز على صدري العاري وحينها اهتز جسدي هزة عنيفة مؤلمة فصرخت، وكررها للمرة الثانية فصرخت، ثم اعاد الكرة للمرة الثالثة فصرخت وانا اعتدل في سريريمفزوعاً محاولا ان القي جهاز الصدمات بعيداً عن صدري لأجد امي تحتضنني في صدرها وهي تقول الله اكبر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالك ياحبيبي .. خير ياضنايا .. بقى انا بهزك جامد عشان تصحى تقوم مفزوع من النوم كدة! .. انت في حضن امك يانور عيني .. سألتها وانا ابكي : حضنك ياامي واللا حضن مخيمر؟ فقالت مخيمر مين يابني اسم الله عليك كفالله الشر؟ وهنا وجدت من يقول: ايوة والنبي ياماما اسألية مين مخيمر ده ؟ مش يمكن واحدة ست تانية بيعرفها ومش عايز يقول على اسمها عشان مااكلوش بسناني وألهلب جلده بضوافري.
مين ؟؟!! " دنيا مراتي ! "... الله يادنيا .. الله اكبر ... انتي حلوة قوي ياحبيبتي ... حلوة قوي قوي قوي ياحياتي ... يامنت كريم وحليم يارب .... الله يلعن البصل واللي بيكالوة قبل مايناموا ويلعن الفلوس ورغبتها المهببة ويلعن اللي يفكر يكون عبد لها في يوم من الايام على حساب مشاعرة وانسانيته ويتجنن ويتجوز مخيمر بتاع البليلة وسنينة السودا اللي يبقى يدخل بها نار جهنم قادر ياكريم.

ليلة زفاف عم مخيمر

mohi_ibraheem

بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
أحببتها حباً عنيفاً شرساً لانه لم يكن سواها يقطن في الشارع !
لقد كانت الفتاة الوحيدة " من نفس العمر" وعليه كان لامفر من ان تميل اليها المشاعر بقوة رغم انها تشبه " عم مخيمر بتاع البليلة " ولكن هذه ليست مشكلة اطلاقاً فهي انثى على اية حال وابيها يمتلك اكثر من ثلاثة ملايين جنيه في البنك سأعيش في رغدهم ملكاً متوجاً أوعلى الاقل سلطانا بلا تاج.
فاتحت ابي رحمه الله في رغبتي للزواج فتهلل وجهه فرحاً وبشراً فقد كبر ولده وصار رجلا يرغب في الزواج، وحينما ذكرت له اسم فتاتي كانت المرة الاولى في حياته - وقد كان قد قارب على الستين - التي يدخل فيها مستشفى بداء الذبحة الصدرية.
حاولت امي ان تخفف عني وان تبعد من رأسي الفكرة السوداء في اني السبب وراء دخول ابي المستشفي واكدت لي ان ابي قد اصبح " عظمة كبيرة " وشئ طبيعي في هذا السن ان يصاب بأزمة او مرض ثم أكدت لي وهي تبصق على الارض وتهرع لباب الثلاجة لتختطف منه نصف ليمونة وتعصرها بفمها – ولاادري لماذا - انها ستفاتح ابي في امر زواجي من فتاتي.
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
نصحني احد الاصدقاء ان ابدل الاية القرانية على كارت دعوة " الفرح " وبدلاً من ان اكتب " سبحان الذي خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها " ان اكتب " وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة " وقال لي انها ستكون بذلك دعوة " اوريجينال خالص " ولم يسبقني احد في عملها اطلاقاً، اما امي فلاادري ماالذي اصابها فجأة حيث اصبحت تحيا حالة من التصوف وتذهب يومياً لمسجد السيدة " نفيسة " ولاتعود منه الا بعد صلاة العشاء لتدير جهاز الكاسيت على صوت الشيخ " مصطفي اسماعيل " وهو يتلو سورة الواقعة " لأكثر من ثلاث ساعات تكون فيها امي قد ذهبت في النوم خاصة بعد ان صارت تنتابها حالات من الصرع لم أعهدها عليها من قبل.
دعوت اكثر من اربعمائة شخص لفرحي ولاادري لماذا لم يحضر سوى المأذون فقط؟ ورغم انه الوحيد الذي حضر الا انه ظل اكثر من اربعين دقيقة داخل المرحاض لاندري ماذا يفعل بالداخل، لكنه بعد ان خرج اخيرا ورغم اصفرار وجهه فجأة عن لحظة مجيئة امرنا ان نكتب الكتاب سريعاً ثم اقسم يمينا غليظا بالطلاق كأول مأذون يقسم بالطلاق انه لاحاجة له باستئذان العروس ويكفي انه شاهدها لحظة دخوله ليعلم مدى عظمة موافقتها على الزواج مني.
اخيراً اصبحتي زوجتي رغم كل الضحايا من اسرتي، نظرت لي وهي اقرب الظن تبتسم فوجدت ان لها عينا يمنى قد ذهبت اقصى اليسار وعينا يسرى قد ذهبت اقصى اليمين ولما كشفت ابتسامتها عن اسنانها لاادرى لماذا سرت برودة في اطرافي وتجمدت بداخلي، حينها حاولت ان اكون رجلاً واخرج الشيطان من رأسي وان اصلي ركعتين لله شكراً ولكنني وجدت جسدي كله وقد تصنم تماما.
قال لي الطبيب الذي خرج لتوة من غرفتي ان مااعانية هو حالة من الشلل المؤقت لكنى سمعت احدى الممرضات وهي تهمس لصديقتها على اطراف باب غرفتي اني بحاجة لمعجزة، ها قد جاء الممرض الضخم الجثة وهو يحمل جهاز الصدمات الكهربائية، اشار بعينية لرجلين اضخم منه جثة واشرس منه سلوكاً فقاما بتكتيفي حتى يتحكموا في جسدى اثناء شحني بجهاز الصدمات الذي يراه الاطباء علاجي الوحيد لاستفزاز انسجتي المشلولة لتتحرك، نظر لي بعينيين جامدتين وبدأ في وضع الجهاز على صدري العاري وحينها اهتز جسدي هزة عنيفة مؤلمة فصرخت، وكررها للمرة الثانية فصرخت، ثم اعاد الكرة للمرة الثالثة فصرخت وانا اعتدل في سريريمفزوعاً محاولا ان القي جهاز الصدمات بعيداً عن صدري لأجد امي تحتضنني في صدرها وهي تقول الله اكبر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالك ياحبيبي .. خير ياضنايا .. بقى انا بهزك جامد عشان تصحى تقوم مفزوع من النوم كدة! .. انت في حضن امك يانور عيني .. سألتها وانا ابكي : حضنك ياامي واللا حضن مخيمر؟ فقالت مخيمر مين يابني اسم الله عليك كفالله الشر؟ وهنا وجدت من يقول: ايوة والنبي ياماما اسألية مين مخيمر ده ؟ مش يمكن واحدة ست تانية بيعرفها ومش عايز يقول على اسمها عشان مااكلوش بسناني وألهلب جلده بضوافري.
مين ؟؟!! " دنيا مراتي ! "... الله يادنيا .. الله اكبر ... انتي حلوة قوي ياحبيبتي ... حلوة قوي قوي قوي ياحياتي ... يامنت كريم وحليم يارب .... الله يلعن البصل واللي بيكالوة قبل مايناموا ويلعن الفلوس ورغبتها المهببة ويلعن اللي يفكر يكون عبد لها في يوم من الايام على حساب مشاعرة وانسانيته ويتجنن ويتجوز مخيمر بتاع البليلة وسنينة السودا اللي يبقى يدخل بها نار جهنم قادر ياكريم.

الجمعة، 10 أكتوبر 2003

عفواً يارئيس سوريا كرسي الحكم ليس بالدم الفلسطيني

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان،
ها قد جاء الدور على سوريا ياسادة!

وهنا نسأل من شدة مااعترانا من حزن اين انت ياسيد بشار من هذه التحديات الأسرائيلية والغاره على مخيم عين الصاحب في العمق السوري بدمشق وعشرات الضحايا الذين قتلوا في غمرة احساسهم بانهم في مأمن؟ اين الجيش السوري؟ ونسأل ايضاً كيف اخترق الإسرائيليون العمق السوري دون ادنى مقاومة تذكر أو تذر الرماد في العيون؟ واين الخطب العنترية التي اصمت آذاننا عن الثأر العربي والصمود العربي والكبرياء العربي والردع السوري؟

يعلم غالبنا انك لن تفعل شيئاً اطلاقاً لانه ليس بمقدورك شيئاً لتفعله امام تهديدات شارون العلنية التي قال فيها بالحرف الواحد بعد أن حصل على تأييد أميركي: إن إسرائيل مستعدة لضرب من وصفهم بالأعداء في أي مكان وأي زمان وبالطريقة المناسبة عندما ترى ذلك ضروريا.

انك لاتملك للأسف - وهذا ماأظهره واقع الحال - شيئاً يعينك على الفعل او الثأر بعد ان أفلست سوريا وضاعت منذ زمن طويل، كما أن شارون لم يعلمنا في كلمته التي القاها بمناسبة مرور ثلاثون عاما على حرب اكتوبر عن طريقته المناسبة التي مارس بها قتل الفلسطينيين في سوريا تحديدا وليس لبنان مثلاً رغم ان لبنان ايسر واسهل على الاختراق، وهذا مايجعلنا نضع خطاً تحت استطراده مباشرة في القول:" ان اسرائيل على استعداد للسلام مع جيرانها" وهنا السؤال من هم جيران اسرائيل الذين لم تعقد معهم سلاماً حتى الان سوى سورية؟ وماهو الثمن المدفوع لقاء حدوث هذا السلام؟ ومن هم ضحاياه الذين ستغرس على اجسادهم قوائم كراسي الحكم الجديدة في وطننا العربي؟ 

لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان، او ربما اظهرت الغارة من منظور آخر ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي سيكون دمة ثمناً لعقد اي صفقات حالية او مستقبلية داخل وطننا العربي.

إن اسرائيل حينما دمرت مخيم اللاجئين في دمشق - وببساطة - كانت تعلم ان دمشق شأنها شأن كل العرب لاتملك إلا الصراخ او ربما تملك شيئاً آخر لانعلمه وإن كانت قد ظهرت بشائره في رد فعل بشار الأسد الذي قال فيه لجريدة الحياة اللندنية "ان الغارة الاسرائيلية محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية للخروج من المأزق الكبير الذي تعيشه من خلال محاولتها إرهاب سورية، وأيضاً جر سورية والمنطقة الى حروب أخرى ".

هل سوريا بحاجة الى ارهاب اسرائيلي لتنجر الى الحرب ؟ ان مانعلمه هو ان سوريا مجرورة بالفعل الى الحرب منذ ثلاثين عاما ومنذ ان ضاعت الجولان! اليست استعادة الجولان مدعاه وحدها لجر سورية الى الحرب دون استفزاز اسرائيلي وحتى اثناء تولي حافظ الاسد نفسه مقاليد الحكم في سورية؟ وماهو السر بين تناقض التصريحين ( شارون – الاسد ) فالأول يدعو لقتل الفلسطينيين علنا في سورية والثاني يرفض اعتبار مثل هذه التصريحات والغارات سبباً كافياً لجر سوريا الى حرب !، أليس ذلك يدعو لعلامة استفهام تماماً كتلك العلامة التي نضعها امام ذات رد الفعل و داخل ذات الجريدة والذي يقول فيه السيد بشار الاسد:" وما حدث هو محاولة اسرائيلية فاشلة للنيل من دور سورية في المنطقة " أليس هذا عبثاً بعقولنا؟ إذ كيف كانت محاولة فاشلة وقد تمت في عمق عاصمة البلاد وقتلت عشرات الفلسطينيين دون ادنى مقاومة ولو بطلقة رصاص واحدة كما لو كان هناك امراً بعدم اطلاق الرصاص او ربما " طبخة " للتخلص من الفلسطينيين العزل في مخيمات وطننا العربي الكبير ليتم الحصول على صك البقاء في الحكم ؟ بعد دفع ثمن صكوك السلام من الدم الفلسطيني! بل وأي دور ذلك الذي يتحدث عنه السيد بشار ويمكن ان تلعبه سورية الان بعد هذه الفضيحة التي تحمل الافا من الألغاز؟ هل لنا ان نعلم؟ ام اننا فقط مخلوقون لتتم ممارسة الحكم علينا كما لو كنا مسخاً لانجيد الا ادوار العبيد؟ لقد اثار رد الفعل السوري الغائب تماما عن مجرد الوعد باسترداد ماسلب من الارض السورية والتي يرتفع في سمائها العلم الاسرائيلي حتى الآن وسط الضجيج السابق والمزعج من الثورية والثأرية سخرية العالم الذي اصبح يرى فينا نحن العرب ازعاجا للحضارة يتمنى ان يزول طوعاً او كرها كما فعلوا بصدام حسين وهو الامر الذي يخشاه غالب الحكام العرب وعلى راسهم العقيد القذافي وهو أمراً لم يعد ايضاً خافياً على احد ويدفع الكثير منا لان يساوره الشك فيما يحدث داخل اروقة السياسة في وطننا العربي وضد المواطن العربي وبيد من وثقنا فيهم من عرب.

الحرب لن تقع ياسادة لاننا نحيا فيلما سينمائياً مآساوياً للأسف لاندري متى سيظهر فيه مشهد النهاية، وان وقعت ستكون الغلبة فيها بالطبع لأصحاب اللعبة الحقيقيون الذين يمتلكون السلاح وعقلية الهيمنة وقوة اتخاذ القرار ويحركوننا كيفما شاءوا كالدمى ولانملك حيالهم سوى كوننا عبيد احساناتهم او عملاء يدورون في فلك منظومتهم وقد صرنا – ولله الحمد - عرايا وخصايا ومحزنون.

انني اوجه سؤالاً واحداً لمتخذي القرار في وطننا العربي، لماذا تتشبثون باعتلاء كراسي السلطة ولم تقدموا شيئاً - ولن تقدموا - خاصة ونحن نحيا بكم العار الذي سيوصمنا به ابناؤنا في المستقبل وسيدونه التاريخ في صفحاته السوداء. إن نصر اكتوبر لن يتكرر، لأن غالب رجال اكتوبر قد رحلوا عن دنيانا، اما الان فلا يحاوطنا إلا رجال " النكبة" الجدد لتتكرر بهم وبنا مآساة شعب فلسطين الذي صار يحمل اسم " اللاجئون الفلسطينيون" ولكن مع تغيير بسيط في الاسم ليصبح " اللاجئون العرب". انها اللعنة التي كنتم وقودها ومشعليها وليس بمقدورنا إلا ان نحياها الان معكم حتى النخاع فقد ولى زمن البشارة ولم يبق في وطننا على قيد الحياة الآن إلا العلوج.

عفواً يارئيس سوريا كرسي الحكم ليس بالدم الفلسطيني

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان،
ها قد جاء الدور على سوريا ياسادة!

وهنا نسأل من شدة مااعترانا من حزن اين انت ياسيد بشار من هذه التحديات الأسرائيلية والغاره على مخيم عين الصاحب في العمق السوري بدمشق وعشرات الضحايا الذين قتلوا في غمرة احساسهم بانهم في مأمن؟ اين الجيش السوري؟ ونسأل ايضاً كيف اخترق الإسرائيليون العمق السوري دون ادنى مقاومة تذكر أو تذر الرماد في العيون؟ واين الخطب العنترية التي اصمت آذاننا عن الثأر العربي والصمود العربي والكبرياء العربي والردع السوري؟

يعلم غالبنا انك لن تفعل شيئاً اطلاقاً لانه ليس بمقدورك شيئاً لتفعله امام تهديدات شارون العلنية التي قال فيها بالحرف الواحد بعد أن حصل على تأييد أميركي: إن إسرائيل مستعدة لضرب من وصفهم بالأعداء في أي مكان وأي زمان وبالطريقة المناسبة عندما ترى ذلك ضروريا.

انك لاتملك للأسف - وهذا ماأظهره واقع الحال - شيئاً يعينك على الفعل او الثأر بعد ان أفلست سوريا وضاعت منذ زمن طويل، كما أن شارون لم يعلمنا في كلمته التي القاها بمناسبة مرور ثلاثون عاما على حرب اكتوبر عن طريقته المناسبة التي مارس بها قتل الفلسطينيين في سوريا تحديدا وليس لبنان مثلاً رغم ان لبنان ايسر واسهل على الاختراق، وهذا مايجعلنا نضع خطاً تحت استطراده مباشرة في القول:" ان اسرائيل على استعداد للسلام مع جيرانها" وهنا السؤال من هم جيران اسرائيل الذين لم تعقد معهم سلاماً حتى الان سوى سورية؟ وماهو الثمن المدفوع لقاء حدوث هذا السلام؟ ومن هم ضحاياه الذين ستغرس على اجسادهم قوائم كراسي الحكم الجديدة في وطننا العربي؟ 

لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان، او ربما اظهرت الغارة من منظور آخر ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي سيكون دمة ثمناً لعقد اي صفقات حالية او مستقبلية داخل وطننا العربي.

إن اسرائيل حينما دمرت مخيم اللاجئين في دمشق - وببساطة - كانت تعلم ان دمشق شأنها شأن كل العرب لاتملك إلا الصراخ او ربما تملك شيئاً آخر لانعلمه وإن كانت قد ظهرت بشائره في رد فعل بشار الأسد الذي قال فيه لجريدة الحياة اللندنية "ان الغارة الاسرائيلية محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية للخروج من المأزق الكبير الذي تعيشه من خلال محاولتها إرهاب سورية، وأيضاً جر سورية والمنطقة الى حروب أخرى ".

هل سوريا بحاجة الى ارهاب اسرائيلي لتنجر الى الحرب ؟ ان مانعلمه هو ان سوريا مجرورة بالفعل الى الحرب منذ ثلاثين عاما ومنذ ان ضاعت الجولان! اليست استعادة الجولان مدعاه وحدها لجر سورية الى الحرب دون استفزاز اسرائيلي وحتى اثناء تولي حافظ الاسد نفسه مقاليد الحكم في سورية؟ وماهو السر بين تناقض التصريحين ( شارون – الاسد ) فالأول يدعو لقتل الفلسطينيين علنا في سورية والثاني يرفض اعتبار مثل هذه التصريحات والغارات سبباً كافياً لجر سوريا الى حرب !، أليس ذلك يدعو لعلامة استفهام تماماً كتلك العلامة التي نضعها امام ذات رد الفعل و داخل ذات الجريدة والذي يقول فيه السيد بشار الاسد:" وما حدث هو محاولة اسرائيلية فاشلة للنيل من دور سورية في المنطقة " أليس هذا عبثاً بعقولنا؟ إذ كيف كانت محاولة فاشلة وقد تمت في عمق عاصمة البلاد وقتلت عشرات الفلسطينيين دون ادنى مقاومة ولو بطلقة رصاص واحدة كما لو كان هناك امراً بعدم اطلاق الرصاص او ربما " طبخة " للتخلص من الفلسطينيين العزل في مخيمات وطننا العربي الكبير ليتم الحصول على صك البقاء في الحكم ؟ بعد دفع ثمن صكوك السلام من الدم الفلسطيني! بل وأي دور ذلك الذي يتحدث عنه السيد بشار ويمكن ان تلعبه سورية الان بعد هذه الفضيحة التي تحمل الافا من الألغاز؟ هل لنا ان نعلم؟ ام اننا فقط مخلوقون لتتم ممارسة الحكم علينا كما لو كنا مسخاً لانجيد الا ادوار العبيد؟ لقد اثار رد الفعل السوري الغائب تماما عن مجرد الوعد باسترداد ماسلب من الارض السورية والتي يرتفع في سمائها العلم الاسرائيلي حتى الآن وسط الضجيج السابق والمزعج من الثورية والثأرية سخرية العالم الذي اصبح يرى فينا نحن العرب ازعاجا للحضارة يتمنى ان يزول طوعاً او كرها كما فعلوا بصدام حسين وهو الامر الذي يخشاه غالب الحكام العرب وعلى راسهم العقيد القذافي وهو أمراً لم يعد ايضاً خافياً على احد ويدفع الكثير منا لان يساوره الشك فيما يحدث داخل اروقة السياسة في وطننا العربي وضد المواطن العربي وبيد من وثقنا فيهم من عرب.

الحرب لن تقع ياسادة لاننا نحيا فيلما سينمائياً مآساوياً للأسف لاندري متى سيظهر فيه مشهد النهاية، وان وقعت ستكون الغلبة فيها بالطبع لأصحاب اللعبة الحقيقيون الذين يمتلكون السلاح وعقلية الهيمنة وقوة اتخاذ القرار ويحركوننا كيفما شاءوا كالدمى ولانملك حيالهم سوى كوننا عبيد احساناتهم او عملاء يدورون في فلك منظومتهم وقد صرنا – ولله الحمد - عرايا وخصايا ومحزنون.

انني اوجه سؤالاً واحداً لمتخذي القرار في وطننا العربي، لماذا تتشبثون باعتلاء كراسي السلطة ولم تقدموا شيئاً - ولن تقدموا - خاصة ونحن نحيا بكم العار الذي سيوصمنا به ابناؤنا في المستقبل وسيدونه التاريخ في صفحاته السوداء. إن نصر اكتوبر لن يتكرر، لأن غالب رجال اكتوبر قد رحلوا عن دنيانا، اما الان فلا يحاوطنا إلا رجال " النكبة" الجدد لتتكرر بهم وبنا مآساة شعب فلسطين الذي صار يحمل اسم " اللاجئون الفلسطينيون" ولكن مع تغيير بسيط في الاسم ليصبح " اللاجئون العرب". انها اللعنة التي كنتم وقودها ومشعليها وليس بمقدورنا إلا ان نحياها الان معكم حتى النخاع فقد ولى زمن البشارة ولم يبق في وطننا على قيد الحياة الآن إلا العلوج.

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2003

انها مادلين اولبرايت تطل علينا براسها من جديد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
قراءة في كتاب مادلين اولبرايت " المدام السكرتيرة "
بقلم وترجمة محيي الدين ابراهيم

انها مادلين اولبرايت او كما يسميها بعض قريبي الصلة منها بالمرأة الحديدية كما كان يطلق على مسز تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة.
تطل علينا مسز اوابرايت الان وبعد مرور مايقرب من ثلاثة اعوام على تركها لمنصبها في عهد الرئيس كلينتون، تطل علينا بكتاب يحمل مذكراتها وبخط يدها والذي يعد الاكثر مبيعا في امريكا وبعض دول اوروبا الان، وقد اعطت له عنوان " المدام السكرتيرة .. مادلين اولبرايت " ومادلين اولبرايت في كتابها هذا تقدم نوعاً مختلفاً من أدب المذكرات عموما وحول حياتها ومدة خدمتها بشكل خاص خلال الاوقات التي نعتتها بالعاصفة كسفيرة للرئيس كلينتون في الأمم المتحدة ثم انتقالها لحمل حقيبة وزارة الخارجية في عهده.
تقول اولبرايت إنه من الرائع ان تقول الصدق في مذكرات تحكي فيها عن حياة محفوفة بالصعاب والمخاطر والحزن بالإضافة إلى الطموح والنجاح.
ولقد وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة من الحجم المتوسط يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
وتبحر بنا السيدة اولبرايت عبر صفحات كتابها او مذكراتها لتعيد قائمة الاعمال التي قامت بها والعلاقات الشرق اوسطية التي مارستها مع البعض فتذكر لنا احداثاً بعينها مع الملك حسين ووزير الخارجية المصري عمرو موسى وغيرهم.
وتقول مادلين ان شركة النشر التي قامت بنشر كتابها وهي شركة " ميراماكس " قد حثتها كثيرا وساعدتها على الابحار في ماضيها بدقة واحساس مرهف لإصطياد جل احداثه المثيرة والثرية وطرحها في هذه المذكرات، ولكن في ذات الوقت دفعتها ايضا لطرح كثير من وجهات النظر المتعارضة إذ لم يكن يخطر ببالها وهي طفلة بعمر احدى عشرة عاماً ذات اصول تشيكية ان يأتيها يوم وتحرك فيه بمفردها دفة السياسة الخارجية الامريكية في اواخر سني القرن العشرين.
قالت " هناك لحظات كثيرة مرت على حياتي داخل وزارة الخارجية جعلتني اؤمن ان الاحداث والمتغيرات لا تحدث مصادفة او عفوياً او بشكل عارض " وقالت ايضاً " ربما هناك سبب وسبب قوي لحدوثها فقد كنت وزيرة خارجية لاكبر قوة في العالم وفي نفس الوقت كنت اتعامل مع قضايا هامة ومصيرية ".
وتسرد اولبرايت جزءاً ليس بالقليل عن حياتها وحياة اسرتها وكيف ان اباها الذي كان ديبلوماسيا في جمهورية التشيك هرب من الفاشية ثم واصل هروبه بعد ذلك من الشيوعية ليستقر به الحال واسرته الصغيرة في ولاية كولورادو كأستاذ بجامعة " دنفر" ثم مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس " بوش الاب" ثم تفاجئنا في كتابها بانها علمت فقط وهي قرابة الستين من عمرها ان ابويها اخفوا عنها كونهما يهوديين ومن اصول يهودية بل وتواصل مفاجأتنا بانها لم تعلم ايضا الا وهي في سن يقترب من الستين ان لها اجداداً ثلاثة قد قتلوا في معسكرات اعتقال النازي عشية الحرب العالمية الثانية! " تقول: " كيف تتعامل مع مثل هذه الحقائق المؤثرة والمحزنة حينما تعلمها وانت في العقد السادس من عمرك؟" تعليقاً على علمها بيهودية عائلتها ثم تردف فتقول " لاجدال ان السبب الوحيد الذي جعل عائلتي تخفي امر يهوديتها هو الحفاظ على ابناءهم وحياة ابناءهم في وقت كانت فيه معاداة السامية على اشد مايكون العنف والتطرف في العالم اجمع" !
" الجروح تبدو كما لو كانت حية تنزف ولما لا وانا احيا الفصل الاخير من عمري ويفاجئني زوجي بل ويذهلني برغبته في الطلاق بعد اكثر من 23 عاما على زواجنا انه اسوأ يوم مر في مشوار حياتي منذ ان وعيت" 
وتفرد اولبرايت قصة علاقتها " بيوسف اولبرايت " زوجها وكيف انه سليل عائلة صحفية ثرية، لعب دوراً رئيساً في حياتها وكان الوحيد الذي يهتم ويبالغ في الاهتمام ببناته الثلاثة وهن على ابواب سن الرشد اذ كانت مدام اولبرايت في ذلك الوقت في غاية الانشغال حيث كانت تعمل كمساعد لرئيس الامن القومي الامريكي في عهد الرئيس كارتر " زبيجنيو برزيزينسكي Zbigniew Brzezinski " وتتساءل عبر مذكراتها هل كانت مهنتها وطبيعتها كأمرأة ذات مسؤلية حساسة لأعظم قوة في العالم هي السبب الرئيس وراء طلاقها؟ انها ترجح ان اي امرأة تتحمل عبء مسؤلية مهنتها لاشك ان ذلك مدعاة حتماً للطلاق حتى ولو كان زواجها ناجحا، وتقول " ان الشئ الذي يبدو واضحا جليا ان الطلاق كان حادثاً مأساوياً بالنسبة لي بعد هذا العمر ولكنني كافحت كثيرا في ان اعبره وان اتعافى من آثارة وإن كنت اشك في ذلك ". وتسطرد " كان لابد ان انهض سريعاً من كبوتي تلك، ولم يكن هناك مفر الا من ان اقول لكل الاحداث المأساوية في حياتي : نعم .. مرحبا بكل شئ قاسي".
وتبحر بنا اولبرايت في ماضيها وحياتها عبر كتابها هذا وتقول " كسبت كثيراً من الاهمية في دوائر السياسة الخارجية وبعد سنوات استدعيت لعشاء خاص في البيت الابيض مع هيلارى كلينتون والملكة نور زوجة الملك حسين ملك الاردن بعد ان صارت ارملة، ثم اخذت تلقي الضوء على كثير من التأثيرات الغير متوقعة في حياتهم الزوجية ايضاً، وتعلق بالقول " بطرق مختلفة بل وفي اوقات مختلفة ايضا يتملكنا الدافع وربما قوة خفية لان نكتب عما يجول في اعماقنا كنساء لينفجر على الورق مدفوعاً من زوج مخادع او لكون اياً منا مطلقة أو ارملة " وهي بهذه العبارة تسقط جملتها على هيلاري كلينتون في الزوج المخادع وعلى نفسها كأمرأة مطلقة وعلى الملكة نور كأرملة ويبدو رغم اختصار هذا القسم النسائي الشيق والمأساوي في آن واحد قد كان حفل العشاء اشبه بجلسة نسائية صرفة لاعلاقة لها ببروتوكول الساسة وان كانت ترتبط فقط بحال النساء كونهن نساء.
وتقفز بنا اولبرايت من حدث الى حدث فتتحدث عن السياسة وعن انجازها العظيم في دفع ادارة كلينتون ان يتصرف بنجاح ضد المجازر الصربية لألبان كوسوفو والتي جعلت هذه الحرب – حرب البلقان – يطلق عليها البعض " حرب مادلين "التي شعرت بعدها بكثير من الارتياح خاصة بعد ان اطمأنت لثبوت تهمة " مجرم حرب " على رئيس صربيا " سلوبودان ميلوسوفيتش" ولكنها تأسف في غمرة نشوتها تلك على فشل ادارتها في رواندا وكذلك احباطها في متابعة اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وتلقي الضوء كذلك على سفرها الغير مسبوق لكوريا الشمالية لمقابلة " كيم جانج إل " وتوصلها معه لاتفاقية يحد من خلالها طموح بلاده النووي ونجاحها في ذلك بل ودعوته لزيارة الولايات المتحدة ايضاً. وتخلص مادلين اولبرايت في نهاية كتابها الى نتيجة هامة مؤاداها ان الوقت قد نفذ الان ولم يعد هناك شيئاً يمكن التحكم فيه لخروج كل شئ عن اطر السيطرة في ظل الادارة الجديدة التي تحكم الولايات المتحدة الان.
لقد انتخب الامريكيون ادارة جديدة بعد ادارة كلينتون الناجحة ولكن هذه الإدارة الان جعلتنا نفقد كل شئ.

انها مادلين اولبرايت تطل علينا براسها من جديد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
قراءة في كتاب مادلين اولبرايت " المدام السكرتيرة "
بقلم وترجمة محيي الدين ابراهيم

انها مادلين اولبرايت او كما يسميها بعض قريبي الصلة منها بالمرأة الحديدية كما كان يطلق على مسز تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة.
تطل علينا مسز اوابرايت الان وبعد مرور مايقرب من ثلاثة اعوام على تركها لمنصبها في عهد الرئيس كلينتون، تطل علينا بكتاب يحمل مذكراتها وبخط يدها والذي يعد الاكثر مبيعا في امريكا وبعض دول اوروبا الان، وقد اعطت له عنوان " المدام السكرتيرة .. مادلين اولبرايت " ومادلين اولبرايت في كتابها هذا تقدم نوعاً مختلفاً من أدب المذكرات عموما وحول حياتها ومدة خدمتها بشكل خاص خلال الاوقات التي نعتتها بالعاصفة كسفيرة للرئيس كلينتون في الأمم المتحدة ثم انتقالها لحمل حقيبة وزارة الخارجية في عهده.
تقول اولبرايت إنه من الرائع ان تقول الصدق في مذكرات تحكي فيها عن حياة محفوفة بالصعاب والمخاطر والحزن بالإضافة إلى الطموح والنجاح.
ولقد وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة من الحجم المتوسط يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
وتبحر بنا السيدة اولبرايت عبر صفحات كتابها او مذكراتها لتعيد قائمة الاعمال التي قامت بها والعلاقات الشرق اوسطية التي مارستها مع البعض فتذكر لنا احداثاً بعينها مع الملك حسين ووزير الخارجية المصري عمرو موسى وغيرهم.
وتقول مادلين ان شركة النشر التي قامت بنشر كتابها وهي شركة " ميراماكس " قد حثتها كثيرا وساعدتها على الابحار في ماضيها بدقة واحساس مرهف لإصطياد جل احداثه المثيرة والثرية وطرحها في هذه المذكرات، ولكن في ذات الوقت دفعتها ايضا لطرح كثير من وجهات النظر المتعارضة إذ لم يكن يخطر ببالها وهي طفلة بعمر احدى عشرة عاماً ذات اصول تشيكية ان يأتيها يوم وتحرك فيه بمفردها دفة السياسة الخارجية الامريكية في اواخر سني القرن العشرين.
قالت " هناك لحظات كثيرة مرت على حياتي داخل وزارة الخارجية جعلتني اؤمن ان الاحداث والمتغيرات لا تحدث مصادفة او عفوياً او بشكل عارض " وقالت ايضاً " ربما هناك سبب وسبب قوي لحدوثها فقد كنت وزيرة خارجية لاكبر قوة في العالم وفي نفس الوقت كنت اتعامل مع قضايا هامة ومصيرية ".
وتسرد اولبرايت جزءاً ليس بالقليل عن حياتها وحياة اسرتها وكيف ان اباها الذي كان ديبلوماسيا في جمهورية التشيك هرب من الفاشية ثم واصل هروبه بعد ذلك من الشيوعية ليستقر به الحال واسرته الصغيرة في ولاية كولورادو كأستاذ بجامعة " دنفر" ثم مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس " بوش الاب" ثم تفاجئنا في كتابها بانها علمت فقط وهي قرابة الستين من عمرها ان ابويها اخفوا عنها كونهما يهوديين ومن اصول يهودية بل وتواصل مفاجأتنا بانها لم تعلم ايضا الا وهي في سن يقترب من الستين ان لها اجداداً ثلاثة قد قتلوا في معسكرات اعتقال النازي عشية الحرب العالمية الثانية! " تقول: " كيف تتعامل مع مثل هذه الحقائق المؤثرة والمحزنة حينما تعلمها وانت في العقد السادس من عمرك؟" تعليقاً على علمها بيهودية عائلتها ثم تردف فتقول " لاجدال ان السبب الوحيد الذي جعل عائلتي تخفي امر يهوديتها هو الحفاظ على ابناءهم وحياة ابناءهم في وقت كانت فيه معاداة السامية على اشد مايكون العنف والتطرف في العالم اجمع" !
" الجروح تبدو كما لو كانت حية تنزف ولما لا وانا احيا الفصل الاخير من عمري ويفاجئني زوجي بل ويذهلني برغبته في الطلاق بعد اكثر من 23 عاما على زواجنا انه اسوأ يوم مر في مشوار حياتي منذ ان وعيت" 
وتفرد اولبرايت قصة علاقتها " بيوسف اولبرايت " زوجها وكيف انه سليل عائلة صحفية ثرية، لعب دوراً رئيساً في حياتها وكان الوحيد الذي يهتم ويبالغ في الاهتمام ببناته الثلاثة وهن على ابواب سن الرشد اذ كانت مدام اولبرايت في ذلك الوقت في غاية الانشغال حيث كانت تعمل كمساعد لرئيس الامن القومي الامريكي في عهد الرئيس كارتر " زبيجنيو برزيزينسكي Zbigniew Brzezinski " وتتساءل عبر مذكراتها هل كانت مهنتها وطبيعتها كأمرأة ذات مسؤلية حساسة لأعظم قوة في العالم هي السبب الرئيس وراء طلاقها؟ انها ترجح ان اي امرأة تتحمل عبء مسؤلية مهنتها لاشك ان ذلك مدعاة حتماً للطلاق حتى ولو كان زواجها ناجحا، وتقول " ان الشئ الذي يبدو واضحا جليا ان الطلاق كان حادثاً مأساوياً بالنسبة لي بعد هذا العمر ولكنني كافحت كثيرا في ان اعبره وان اتعافى من آثارة وإن كنت اشك في ذلك ". وتسطرد " كان لابد ان انهض سريعاً من كبوتي تلك، ولم يكن هناك مفر الا من ان اقول لكل الاحداث المأساوية في حياتي : نعم .. مرحبا بكل شئ قاسي".
وتبحر بنا اولبرايت في ماضيها وحياتها عبر كتابها هذا وتقول " كسبت كثيراً من الاهمية في دوائر السياسة الخارجية وبعد سنوات استدعيت لعشاء خاص في البيت الابيض مع هيلارى كلينتون والملكة نور زوجة الملك حسين ملك الاردن بعد ان صارت ارملة، ثم اخذت تلقي الضوء على كثير من التأثيرات الغير متوقعة في حياتهم الزوجية ايضاً، وتعلق بالقول " بطرق مختلفة بل وفي اوقات مختلفة ايضا يتملكنا الدافع وربما قوة خفية لان نكتب عما يجول في اعماقنا كنساء لينفجر على الورق مدفوعاً من زوج مخادع او لكون اياً منا مطلقة أو ارملة " وهي بهذه العبارة تسقط جملتها على هيلاري كلينتون في الزوج المخادع وعلى نفسها كأمرأة مطلقة وعلى الملكة نور كأرملة ويبدو رغم اختصار هذا القسم النسائي الشيق والمأساوي في آن واحد قد كان حفل العشاء اشبه بجلسة نسائية صرفة لاعلاقة لها ببروتوكول الساسة وان كانت ترتبط فقط بحال النساء كونهن نساء.
وتقفز بنا اولبرايت من حدث الى حدث فتتحدث عن السياسة وعن انجازها العظيم في دفع ادارة كلينتون ان يتصرف بنجاح ضد المجازر الصربية لألبان كوسوفو والتي جعلت هذه الحرب – حرب البلقان – يطلق عليها البعض " حرب مادلين "التي شعرت بعدها بكثير من الارتياح خاصة بعد ان اطمأنت لثبوت تهمة " مجرم حرب " على رئيس صربيا " سلوبودان ميلوسوفيتش" ولكنها تأسف في غمرة نشوتها تلك على فشل ادارتها في رواندا وكذلك احباطها في متابعة اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وتلقي الضوء كذلك على سفرها الغير مسبوق لكوريا الشمالية لمقابلة " كيم جانج إل " وتوصلها معه لاتفاقية يحد من خلالها طموح بلاده النووي ونجاحها في ذلك بل ودعوته لزيارة الولايات المتحدة ايضاً. وتخلص مادلين اولبرايت في نهاية كتابها الى نتيجة هامة مؤاداها ان الوقت قد نفذ الان ولم يعد هناك شيئاً يمكن التحكم فيه لخروج كل شئ عن اطر السيطرة في ظل الادارة الجديدة التي تحكم الولايات المتحدة الان.
لقد انتخب الامريكيون ادارة جديدة بعد ادارة كلينتون الناجحة ولكن هذه الإدارة الان جعلتنا نفقد كل شئ.

الاثنين، 29 سبتمبر 2003

حتى انت يابروتس

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها 
 
عبارة يوليوس قيصر لحظة اغتيالة على يد قوادة وخلصاؤه تذكرتها حينما طالعتنا وكالات الانباء هذا الشهر بدعوة حفيد الامام الخوميني للرئيس بوش أن يتدخل عسكرياً في ايران وان يفعل بها مافعله بالعراق؟
إن دعوة حفيد الخوميني – ان كانت صحيحة – فهي تحمل في طياتها لاشك كثير من علامات الاستفهام وكثير من النوايا التي اظن انها ليست نواياه وحده ولكنها نوايا من هم وراءه او دفعوه لمثل هذه الفعلة في محاوله منهم لجر امريكا اكثر مماهي فيه داخل وحل الصراع في الشرق الاوسط ومن ثم التمكن منها بعد ان تنهك تماما وينهك جيشها ليتم استئصال هيمنتها على العالم وتؤول من جديد لكل القوى التي ازدرتها الادارة الامريكية وهمشتها وخاضت الحرب دون مشورتها و رغما عنها، وعليه نحن نسأل، من وراء حفيد الخوميني ؟
إن استجداء الإدارة الأمريكية لأموال العالم وجنوده الآن لأنقاذها مماأقدمت عليه من حرب ضد العراق كانت دوافعها كلها عبارة عن اكاذيب قد كشف عن مدى هشاشة القوة الامريكية امام حلفائها الالداء في اوروبا واظهر 
ايضا ان امريكا لاتجيد لعبة النفس الطويل اذ لم يمر اكثر من اربعة اشهر فقط على احتلال العراق حتى افلست الخزانة وازداد عدد الفقراء بما يقرب من مليون وسبعمائة الف مواطن امريكي هذا بخلاف البطالة التي اصبحت تضج مضاجع الامريكان تماما كما تضج مضاجع شعوب العالم الثالث!، الامر الذي اثبت بما لايدع مجالا لشك امام القوى المكافئة لأمريكا في اوروبا واسيا ان امريكا التي اوحت للعالم كله بانها اله هي في واقع الامر قوة محدودة فضحتها الحرب كما فضحت موسوليني قديما والذى كانت اوروبا كلها تخشاه ولكنها بعد ان اكتشفت مدى هشاشة قوته ورجاله بخوضه حروب فاشلة ضد جيرانه تمكنوا منه ومن ايطاليا بعد ان سحلوه في شوارع روما.
ان العار الذي جلبته الادارة الامريكية على نفسها يتلخص في دفعها بستة عشرة لواءً من اجمالي ثلاثة وثلاثين لواء هم اجمالي حجم الجيش الامريكي ( اعظم قوة في العالم ) الى العراق ولم يتمكن للآن من العثور على صدام حسين ! بل واكثر من عامين ولم يعثر قرنائهم في افغانستان ( لواءان كاملان ) من العثور على بن لادن رغم ادعاءاتهم في اكثر من مرة طيلة السنوات العشر الماضية ان جيشهم ومخابراتهم واقمارهم الصناعية استطاعت ان تحدد الوان الملابس الداخلية لصدام حسين ورجاله في كثير من اجتماعات مجلس قيادة الثورة العراقي! فأين صدام حسين وكل هذه العده الامريكية والعتاد الاميريكي داخل العراق بالفعل الان ؟ اننا لانريد معرفة الوان ملابس صدام الداخلية ولكننا نود ان تعرفوا بدلا من ذلك بأقماركم الاصتناعية التي اشتمت رائحة بول الفيتناميين في الحرب فحصدتهم – كما زعموا - اين يختبئ صدام؟، اليس ذلك عارا جلبته الادارة الامريكية على نفسها وشعبها؟وهي التي كان يظنها غالب البسطاء في مشارق الارض ومغاربها وكأنها الله نفسه – حاشا لله - 
ان حلفاء امريكا الالداء بكل مالديهم من خبرات التاريخ في الحروب والمستعمرات يعلمون الان تمام العلم أن امريكا لن تستطيع الخروج من الشرق الاوسط حتى ولو ارادت هي الخروج وجاهرت بالاستسلام للأمر الواقع فلن يدعها الطامعين في سلطان العالم ا ن تخرج لان وجودها داخل الصراع في صحراء العرب هو فرصتهم الوحيدة بل والنادرة والتي ربما لن تتكرر للإنقضاض عليها وسلب هيمنتها على العالم التي سلبتها منهم عشية الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
على الادارة الامريكية بعد ان اوحلت نفسها في مستنقع الصراع في الشرق الاوسط ان تحتاط للألعاب القذرة التي ستلعبها كل القوى المكافئة او المناوئة لها حتى تورطها وجيشها اكثر فاكثر داخل مستنقع الصراع الى ان تنتهي اللعبة كما انتهت بروسيا في صراع افغانستان الذي دام عشرة سنوات وانتهزتها امريكا ومارست فيها كل مااستطاعت ان تمارسه فيها لتتفرد بقيادة العالم الذي آل لها بالفعل ولكن دارت نفس دائرة السوء عليها الان ومن نفس جنس العمل مع اختلاف بسيط هو ان اعداء روسيا كانوا من اتجاه واحد اما اعداء الجيش الامريكي وادارته صاحبة قرار الحرب فمن جميع الاتجاهات بحيث اصبحت لاتدري من معها ومن ضدها كما قال رئيس تحرير جريدة التريبيون بريفو في احدى مقالاته.
ان حفيد الخوميني ماهو الا دمية تحركها اياد كثيرة يهمها في المقام الاول ورطة اميركا في اكثر من جبهة بل ويهمها ايضاً ان ترسل امريكا بكل لواءتها الثلاثة والثلاثين الى الحرب خارج حدود ها حتى تستنزف تماما وعليه فإن فشلت دمية حفيد الخوميني في تسييل لعاب اميركا لفتح اكثر من جبهة بجانب العراق فسيتم البحث عن دمية اخرى ذات جنسية اخرى حتى يتمكن الطامعين في الهيمنة من الوصول لاهدافهم فوق الجسد الانجلو اميركي خاصة بعد ان آمن الجميع وحتى قادة الامريكان انفسهم داخل الكونجرس – وهذا ليس خافيا على احد – ان البيت الابيض يعيش الآن ظرفاً حرجا للغاية بل ومأزق في غاية التعقيد دفع بالسيادة الى الملعب الاوروبي الذي اصبح يماطل بكبرياء " السيد " استجداءات امريكا له وتوسلاتها لمساندته بعد ان همشته وازدرت نصائحه .
واخيرا نقول انه لاشك حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها وربما تفيض عليهم الادارة الامريكية من كرمها ايضا عشية النصر الذي لم يحدث حتى الان ولن يحدث وتمنحهم حق الحكم الذاتي او جمهوريات انفصالية وهو الامر الذي اثبت الواقع الفعلى داخل العراق وافغانستان انه مجرد احلام عصافير بعد ان اصبح واضحا للعميان قبل المبصرين حالة التخبط التي يحياها الامريكان والانجليز والتي حتما ستدفع بكل القوى المتطرفة والمتعصبة والخارجية الى الانتقام واحداث الفوضى حتى لأراني امام مذابح جماعية لقرى باكملها في بلادنا العربية تحوي ضحايا هذه الأقليات كنتيجة حتمية لماأفرزته فوضى الايدولوجيات التي تخبطتت فيها قوى الاحتلال وجعلتنا نتخبط معها فيها من تسيب وخروج عن القانون.
ان هذه الاقليات المستبشرة لن تجد كما كان الظن من جيوش الاحتلال الا محاولات النجاة بالذات من وحل الصراع والخروج من المأزق حتى ولو كان الثمن المساهمة في ذبح هذه الاقليات ايضا كعرض مقابل النجاه.
لقد حذر الكثير من حلول اللعنة حتى الشعب الامريكي نفسه حذر ادارته منها وخرج بالملايين يجوب الشوارع منددا بالحرب ولم يستمع لهذه الاصوات احد حتى حلت اللعنة بالفعل واصبحنا نلمح بشائرها في كل اطراف الصراع سواء كانوا عربا او محتلين.
لم يعد لدينا الان الا ان نحيا اللعنة التي فرضتها علينا وعليها الادارة الامريكية، لم تعد هناك سبلاً للنجاة، فقد جفت الاقلام وطويت الصحف.

حتى انت يابروتس

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها 
 
عبارة يوليوس قيصر لحظة اغتيالة على يد قوادة وخلصاؤه تذكرتها حينما طالعتنا وكالات الانباء هذا الشهر بدعوة حفيد الامام الخوميني للرئيس بوش أن يتدخل عسكرياً في ايران وان يفعل بها مافعله بالعراق؟
إن دعوة حفيد الخوميني – ان كانت صحيحة – فهي تحمل في طياتها لاشك كثير من علامات الاستفهام وكثير من النوايا التي اظن انها ليست نواياه وحده ولكنها نوايا من هم وراءه او دفعوه لمثل هذه الفعلة في محاوله منهم لجر امريكا اكثر مماهي فيه داخل وحل الصراع في الشرق الاوسط ومن ثم التمكن منها بعد ان تنهك تماما وينهك جيشها ليتم استئصال هيمنتها على العالم وتؤول من جديد لكل القوى التي ازدرتها الادارة الامريكية وهمشتها وخاضت الحرب دون مشورتها و رغما عنها، وعليه نحن نسأل، من وراء حفيد الخوميني ؟
إن استجداء الإدارة الأمريكية لأموال العالم وجنوده الآن لأنقاذها مماأقدمت عليه من حرب ضد العراق كانت دوافعها كلها عبارة عن اكاذيب قد كشف عن مدى هشاشة القوة الامريكية امام حلفائها الالداء في اوروبا واظهر 
ايضا ان امريكا لاتجيد لعبة النفس الطويل اذ لم يمر اكثر من اربعة اشهر فقط على احتلال العراق حتى افلست الخزانة وازداد عدد الفقراء بما يقرب من مليون وسبعمائة الف مواطن امريكي هذا بخلاف البطالة التي اصبحت تضج مضاجع الامريكان تماما كما تضج مضاجع شعوب العالم الثالث!، الامر الذي اثبت بما لايدع مجالا لشك امام القوى المكافئة لأمريكا في اوروبا واسيا ان امريكا التي اوحت للعالم كله بانها اله هي في واقع الامر قوة محدودة فضحتها الحرب كما فضحت موسوليني قديما والذى كانت اوروبا كلها تخشاه ولكنها بعد ان اكتشفت مدى هشاشة قوته ورجاله بخوضه حروب فاشلة ضد جيرانه تمكنوا منه ومن ايطاليا بعد ان سحلوه في شوارع روما.
ان العار الذي جلبته الادارة الامريكية على نفسها يتلخص في دفعها بستة عشرة لواءً من اجمالي ثلاثة وثلاثين لواء هم اجمالي حجم الجيش الامريكي ( اعظم قوة في العالم ) الى العراق ولم يتمكن للآن من العثور على صدام حسين ! بل واكثر من عامين ولم يعثر قرنائهم في افغانستان ( لواءان كاملان ) من العثور على بن لادن رغم ادعاءاتهم في اكثر من مرة طيلة السنوات العشر الماضية ان جيشهم ومخابراتهم واقمارهم الصناعية استطاعت ان تحدد الوان الملابس الداخلية لصدام حسين ورجاله في كثير من اجتماعات مجلس قيادة الثورة العراقي! فأين صدام حسين وكل هذه العده الامريكية والعتاد الاميريكي داخل العراق بالفعل الان ؟ اننا لانريد معرفة الوان ملابس صدام الداخلية ولكننا نود ان تعرفوا بدلا من ذلك بأقماركم الاصتناعية التي اشتمت رائحة بول الفيتناميين في الحرب فحصدتهم – كما زعموا - اين يختبئ صدام؟، اليس ذلك عارا جلبته الادارة الامريكية على نفسها وشعبها؟وهي التي كان يظنها غالب البسطاء في مشارق الارض ومغاربها وكأنها الله نفسه – حاشا لله - 
ان حلفاء امريكا الالداء بكل مالديهم من خبرات التاريخ في الحروب والمستعمرات يعلمون الان تمام العلم أن امريكا لن تستطيع الخروج من الشرق الاوسط حتى ولو ارادت هي الخروج وجاهرت بالاستسلام للأمر الواقع فلن يدعها الطامعين في سلطان العالم ا ن تخرج لان وجودها داخل الصراع في صحراء العرب هو فرصتهم الوحيدة بل والنادرة والتي ربما لن تتكرر للإنقضاض عليها وسلب هيمنتها على العالم التي سلبتها منهم عشية الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
على الادارة الامريكية بعد ان اوحلت نفسها في مستنقع الصراع في الشرق الاوسط ان تحتاط للألعاب القذرة التي ستلعبها كل القوى المكافئة او المناوئة لها حتى تورطها وجيشها اكثر فاكثر داخل مستنقع الصراع الى ان تنتهي اللعبة كما انتهت بروسيا في صراع افغانستان الذي دام عشرة سنوات وانتهزتها امريكا ومارست فيها كل مااستطاعت ان تمارسه فيها لتتفرد بقيادة العالم الذي آل لها بالفعل ولكن دارت نفس دائرة السوء عليها الان ومن نفس جنس العمل مع اختلاف بسيط هو ان اعداء روسيا كانوا من اتجاه واحد اما اعداء الجيش الامريكي وادارته صاحبة قرار الحرب فمن جميع الاتجاهات بحيث اصبحت لاتدري من معها ومن ضدها كما قال رئيس تحرير جريدة التريبيون بريفو في احدى مقالاته.
ان حفيد الخوميني ماهو الا دمية تحركها اياد كثيرة يهمها في المقام الاول ورطة اميركا في اكثر من جبهة بل ويهمها ايضاً ان ترسل امريكا بكل لواءتها الثلاثة والثلاثين الى الحرب خارج حدود ها حتى تستنزف تماما وعليه فإن فشلت دمية حفيد الخوميني في تسييل لعاب اميركا لفتح اكثر من جبهة بجانب العراق فسيتم البحث عن دمية اخرى ذات جنسية اخرى حتى يتمكن الطامعين في الهيمنة من الوصول لاهدافهم فوق الجسد الانجلو اميركي خاصة بعد ان آمن الجميع وحتى قادة الامريكان انفسهم داخل الكونجرس – وهذا ليس خافيا على احد – ان البيت الابيض يعيش الآن ظرفاً حرجا للغاية بل ومأزق في غاية التعقيد دفع بالسيادة الى الملعب الاوروبي الذي اصبح يماطل بكبرياء " السيد " استجداءات امريكا له وتوسلاتها لمساندته بعد ان همشته وازدرت نصائحه .
واخيرا نقول انه لاشك حينما حزمت الادارة الامريكية امرها بشن حرب في الشرق الاوسط قد استبشرت اقليات عديدة فيه بقدومها الذي سيزيح عنهم كاهل الديكتاتوريات التي يحيون في كنفها وسيعجل بمطالبهم من خلالها والتي يسعون اليها وربما تفيض عليهم الادارة الامريكية من كرمها ايضا عشية النصر الذي لم يحدث حتى الان ولن يحدث وتمنحهم حق الحكم الذاتي او جمهوريات انفصالية وهو الامر الذي اثبت الواقع الفعلى داخل العراق وافغانستان انه مجرد احلام عصافير بعد ان اصبح واضحا للعميان قبل المبصرين حالة التخبط التي يحياها الامريكان والانجليز والتي حتما ستدفع بكل القوى المتطرفة والمتعصبة والخارجية الى الانتقام واحداث الفوضى حتى لأراني امام مذابح جماعية لقرى باكملها في بلادنا العربية تحوي ضحايا هذه الأقليات كنتيجة حتمية لماأفرزته فوضى الايدولوجيات التي تخبطتت فيها قوى الاحتلال وجعلتنا نتخبط معها فيها من تسيب وخروج عن القانون.
ان هذه الاقليات المستبشرة لن تجد كما كان الظن من جيوش الاحتلال الا محاولات النجاة بالذات من وحل الصراع والخروج من المأزق حتى ولو كان الثمن المساهمة في ذبح هذه الاقليات ايضا كعرض مقابل النجاه.
لقد حذر الكثير من حلول اللعنة حتى الشعب الامريكي نفسه حذر ادارته منها وخرج بالملايين يجوب الشوارع منددا بالحرب ولم يستمع لهذه الاصوات احد حتى حلت اللعنة بالفعل واصبحنا نلمح بشائرها في كل اطراف الصراع سواء كانوا عربا او محتلين.
لم يعد لدينا الان الا ان نحيا اللعنة التي فرضتها علينا وعليها الادارة الامريكية، لم تعد هناك سبلاً للنجاة، فقد جفت الاقلام وطويت الصحف.

الجمعة، 26 سبتمبر 2003

مذكرات جندي اسرائيلي نجا في حرب رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الإسرائيلي !

سبتمبر 25 عام 1998
حوار بين ايفى ماشليس ويوسى هاريل
ذكريات جندي اسرائبلي نجا من قذائف يوم السادس من اكتوبر 1973
القدس : كل خريف ، عندما تقترب الأيام المقدسة ، يجد يوسى هاريل صعوبة فى الهروب من ذكريات الأيام الثلاث الأولى الجحيمية لحرب يوم الغفران مضى 25 عاما ، لكن هاريل ، 50 عاما بلحيته الرمادية ونظارته الكبيرة وطاقيته المحبوكة ، يتذكر بداية الحرب كما لو أنها البارحة. يجلس بوكالته اليهودية المتواضعة لمكتب إسرائيل كمدير لوحدة التعليم الثقافى واليهودى والاولبانيم ـ دراسة مكثفة للعبرية ـ.
يقص هاريل قصة البطولة والتصميم والطاليت ( شال الصلاة) الذى ساعد فى إنقاذ وحدة ممزقة ضلت فى صحراء سيناءألاف من القصص الفردية الشبيهة تكون ذكريات حرب يوم الغفران ، عندما فوجئت إسرائيل بالحربوواجهت أخطر التهديدات فى تاريخها عندما بدأت الحرب كان معظم الإسرائيليين بالمنزل أو المعبد يوم 6 أكتوبر 1973 . 
عندما بدأت الضربة الأولى ، كان هاريل على خط الجبهة كسرجنت بموقع على قناة السويس كان يعرف بخط بارليف المقابل لمصر هاريل طالب الجامعة حينئذ ، وواحد من 436 جندى بخط بارليف على طول القناة بطول 110 ميل . 
كان هناك ثلاث دبابات وسبع بطاريات مدفعية فقط على الجانب الإسرائيلى والتى كانت ستواجه ألاف من القوات وقطع المدفعية ودبابات الصواريخ المصرية وحدتهالاحتياطية كتيبة 68 مشاة استدعت للخدمة قبل عيد رأس السنة اليهودية ( روش هاشاناة) . 
ارسل هاريل خطاب لموشى ديان وزير الدفاع حينئذ معترضا على الاستدعاء ، حيث أن الوحدة تخدم منذ عيد الفصح . 
ديان رد بتسريح أكبر عدد ممكن من الرجال للأجازة هاريل يقول إن استجابة ديان برهنت أن جبهة الوطن كانت غافلة عن المخاطر المستترة ليلة الحرب بالرغم من عدد كبير من إشارات التحذير التى لم ينتبه إليها كان الجنود بمواقع خط بارليف يتابعون التحركات على الجانب المصرى ، ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الآخر اي على الجانب الإسرائيلى ، استعد الجنود الذين بقوا ليوم كيبور لأقدس الأيام فى الأجندة اليهودية . 
هاريل الأورثوذوكسى قرر أن يبقى فى موقع " ميلانو" على أن تكون أجازته مع زوجته وابنيه الصغيرين فى عيد المظلات قليل من طلبة المدرسة التلمودية الغير مجندين اتوا ليساعدوا فى اكمال صلاة الجماعة ( صلاة المنيان) ـ يوم كيبور بدأ ليلة الجمعة ، اقام المجندين صلاة كل النذور ـ صلاة يهودية ( كل ندر) ـ بعد الظهر بينما يستريح الجنود أثناء الصيام الطويل ، القى قائد المجموعة خطبة بصالة الطعام . 
إن تقارير المخابرات حذرت من إمكانية القصف المصرى لاحقا خلال اليوم . وقبل أن ينهى قائد المجموعة الخطبة ، وابل من القذائف بدأ على موقع ميلانو يتذكر هاريل ويقول ( لقد بدأت تمطر قذائف من كل نوع ، لم نكن فى وضع حراسة كما أن بعضنا لم يكمل حتى ملابسه )ـ فى البداية كان هناك ذعر ، البعض قفز ليختبىء أسفل المقاعد قبل أن يأمر قائد المجموعة كل القوات بالاتجاه للحصن بينما ذهب هاريل لبرج المراقبة ليرى ماذا يحدث يتذكر ويقول ( لقد كان مشهد حرب ، القوارب المطاطية تحمل الجنود المصريين وتعبر القناة . 
مئات من القوات المصرية كانت تتدفق )ـ ما زالت القوات بميلانو لم تدرك مدى الخطورة حتى استمعنا إلى الراديو الذى أوضح أن إسرائيل تحت الهجوم الشامل يقول هاريل ( لا تنسى أن ثقة إسرائيل كان فى قمتها فى ذلك الوقت ) متذكرا الفخر الوطنى بعد حرب الأيام الستة عام ـ 1967 عندما هزمت إسرائيل الجيوش العربية بسرعة الضوء . 
يتابع ويقول ( كنا متأكدين أنه خلال دقائق سوف تأتى القوات الجوية وتسحق المصريين ) ـ ولكن بدلا من هذا ، شاهد هاريل عدد من الطائرات الإسرائيلية تأتى وتسقط . أثناء ذلك بدأ هاريل وقائد المجموعة بفتح النار على بعض الطوافات واغرقوا عدد منها ولكن فشلنا فى عمل رد فعل مرعب للتحركات الضخمة للقوات المصرية عبر قناة السويس . سقطت قذيفة واصابت شظاياها وجه الظابط وكوع هاريل . 
يشير هاريل لأثارها الباقية حتى اليوم هاريل كان محظوظا ، فقد مات جنديان بالخلف بالحصن ، هاريل أخذ نفس عميقا بينما يستعرض المشهد الدموى ، سأت الأمور برحيل طبيب المجموعة فى صدمة قذيفة تكتلنا ليلا بينما القذائف تستتمر فى السقوط بلا رحمة . 
صباح الأحد ، 4 قتلوا ، 6 جرحوا ، الروح المعنوية منخفضة ، بالمقارنة فإن مجموعة هاريل أكثر حظا . فقد اختفت مواقع بالكامل على طول القناة مع ذلك صدت المجموعة القوات المصرية 5 مرات ، قبل أمر إخلاء الحصن فى العاشرة مساء والاتجاه 15 ميلا شمالا ، حيث أن عدد من المواقع اكتسحت والقوات الجوية تمشط الجانب الإسرائيلى بالقنابل كان عليهم ترك جثث أصدقائهم خلفا والسير على الأقدام ، كانت مجموعة هاريل تلعب القط والفأر ليلا مع الجيش المصرى . 
كانوا 30000 مصرى منتشرين على الجانب الإسرائيلى صباح اليوم ، بعد الهروب الجماعى خلال الصحراء ، وجدت مجموعة هاريل مكان للأستراحة تكثوه الشجيرات ، ولاول مرة منذ بداية يوم كيبور الذى بدأ منذ يومين ، بدأو يأكلو بعض الطعام الذى لديهم بالرغم من الفوضى ، قرر أحد الجنود أرتداء الطاليت ( شال الصلاة ) والتيفللين . 
واحدا بعد الآخر ، بوسط الصحراء ، الجنود المتدينون والغير متدينون بدأو بدورهم فى ارتداء التيفللين . ، يقول هاريل ( لم نكن نعرف ماذا سوف يحدث ، الصلاة أعطتنا بعض الشجاعة ) ـ فجأة ، انشقت الأرض . دبابة تقترب . جندى وضع أذنه على للأرض واستمع لصوت الدبابة ، وقال ـ إنها دباباتنا ـ فورا جرى على مرتفع عالى ممسكا بالطاليت ولوح به كالعلم لتنبيه الدبابة حاول طاقم الدبابة تمييز الإشارة من على بعد . 
أحد اعضاء طاقم الدبابة اعتقد أنه الطاليت لكن قائد الدبابة اعتقد انها كوفية ( الزى العربى ) وتقريبا فتح النار . فى النهاية تم تمييز الطاليت وتوجهت إلينا الدبابة ممزقين ، غارقين بالدماء ، متعبين ، تكوم 20 جندى على الدبابة للانتقال للقاعدة . تقريبا 60 رجل بدأ بهم يوم كيبور بحصن ميلانو ، ثلثهم ماتوا ، وثلثهم فقدوا واسروا فيما بعد ، بينما الباقى نجا هاريل شاهد القوات المظلية تستعد للأتجاه للجبهة وقال ( لقد شعرت بالحسرة ، انهم لا يعلمون ماذا يختبىء لهم ) ـ بعد الاستشفاء ، قابل هاريل عائلته فى اتحاد عاطفى . 
اليوم لديه ستة أطفال ويقول ( منذ أن مررت بهذه التجربة القاسية ، شعرت انه يجب ان أفعل شيئا مهما فى حياتى ، على سبيل المثال ، ان يكون لدى عائلة كبيرة . لقد شعرت اننى وهبت حياتى .

مذكرات جندي اسرائيلي نجا في حرب رمضان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الإسرائيلي !

سبتمبر 25 عام 1998
حوار بين ايفى ماشليس ويوسى هاريل
ذكريات جندي اسرائبلي نجا من قذائف يوم السادس من اكتوبر 1973
القدس : كل خريف ، عندما تقترب الأيام المقدسة ، يجد يوسى هاريل صعوبة فى الهروب من ذكريات الأيام الثلاث الأولى الجحيمية لحرب يوم الغفران مضى 25 عاما ، لكن هاريل ، 50 عاما بلحيته الرمادية ونظارته الكبيرة وطاقيته المحبوكة ، يتذكر بداية الحرب كما لو أنها البارحة. يجلس بوكالته اليهودية المتواضعة لمكتب إسرائيل كمدير لوحدة التعليم الثقافى واليهودى والاولبانيم ـ دراسة مكثفة للعبرية ـ.
يقص هاريل قصة البطولة والتصميم والطاليت ( شال الصلاة) الذى ساعد فى إنقاذ وحدة ممزقة ضلت فى صحراء سيناءألاف من القصص الفردية الشبيهة تكون ذكريات حرب يوم الغفران ، عندما فوجئت إسرائيل بالحربوواجهت أخطر التهديدات فى تاريخها عندما بدأت الحرب كان معظم الإسرائيليين بالمنزل أو المعبد يوم 6 أكتوبر 1973 . 
عندما بدأت الضربة الأولى ، كان هاريل على خط الجبهة كسرجنت بموقع على قناة السويس كان يعرف بخط بارليف المقابل لمصر هاريل طالب الجامعة حينئذ ، وواحد من 436 جندى بخط بارليف على طول القناة بطول 110 ميل . 
كان هناك ثلاث دبابات وسبع بطاريات مدفعية فقط على الجانب الإسرائيلى والتى كانت ستواجه ألاف من القوات وقطع المدفعية ودبابات الصواريخ المصرية وحدتهالاحتياطية كتيبة 68 مشاة استدعت للخدمة قبل عيد رأس السنة اليهودية ( روش هاشاناة) . 
ارسل هاريل خطاب لموشى ديان وزير الدفاع حينئذ معترضا على الاستدعاء ، حيث أن الوحدة تخدم منذ عيد الفصح . 
ديان رد بتسريح أكبر عدد ممكن من الرجال للأجازة هاريل يقول إن استجابة ديان برهنت أن جبهة الوطن كانت غافلة عن المخاطر المستترة ليلة الحرب بالرغم من عدد كبير من إشارات التحذير التى لم ينتبه إليها كان الجنود بمواقع خط بارليف يتابعون التحركات على الجانب المصرى ، ارسلت الكتيبة 68 عدة تقاريرعن حركات ميكانيكية ومشاهد لقوات مصرية يشتبه أنهم يلبسون الخوذ يقول هاريل ( لا أحد منا يعرف أن المصريين كانوا يجهزون لحرب شاملة ، لكن لم نفهم لماذا لم يكن هناك رد فعل على تقاريرنا لما كان يحدث على الجانب الآخر اي على الجانب الإسرائيلى ، استعد الجنود الذين بقوا ليوم كيبور لأقدس الأيام فى الأجندة اليهودية . 
هاريل الأورثوذوكسى قرر أن يبقى فى موقع " ميلانو" على أن تكون أجازته مع زوجته وابنيه الصغيرين فى عيد المظلات قليل من طلبة المدرسة التلمودية الغير مجندين اتوا ليساعدوا فى اكمال صلاة الجماعة ( صلاة المنيان) ـ يوم كيبور بدأ ليلة الجمعة ، اقام المجندين صلاة كل النذور ـ صلاة يهودية ( كل ندر) ـ بعد الظهر بينما يستريح الجنود أثناء الصيام الطويل ، القى قائد المجموعة خطبة بصالة الطعام . 
إن تقارير المخابرات حذرت من إمكانية القصف المصرى لاحقا خلال اليوم . وقبل أن ينهى قائد المجموعة الخطبة ، وابل من القذائف بدأ على موقع ميلانو يتذكر هاريل ويقول ( لقد بدأت تمطر قذائف من كل نوع ، لم نكن فى وضع حراسة كما أن بعضنا لم يكمل حتى ملابسه )ـ فى البداية كان هناك ذعر ، البعض قفز ليختبىء أسفل المقاعد قبل أن يأمر قائد المجموعة كل القوات بالاتجاه للحصن بينما ذهب هاريل لبرج المراقبة ليرى ماذا يحدث يتذكر ويقول ( لقد كان مشهد حرب ، القوارب المطاطية تحمل الجنود المصريين وتعبر القناة . 
مئات من القوات المصرية كانت تتدفق )ـ ما زالت القوات بميلانو لم تدرك مدى الخطورة حتى استمعنا إلى الراديو الذى أوضح أن إسرائيل تحت الهجوم الشامل يقول هاريل ( لا تنسى أن ثقة إسرائيل كان فى قمتها فى ذلك الوقت ) متذكرا الفخر الوطنى بعد حرب الأيام الستة عام ـ 1967 عندما هزمت إسرائيل الجيوش العربية بسرعة الضوء . 
يتابع ويقول ( كنا متأكدين أنه خلال دقائق سوف تأتى القوات الجوية وتسحق المصريين ) ـ ولكن بدلا من هذا ، شاهد هاريل عدد من الطائرات الإسرائيلية تأتى وتسقط . أثناء ذلك بدأ هاريل وقائد المجموعة بفتح النار على بعض الطوافات واغرقوا عدد منها ولكن فشلنا فى عمل رد فعل مرعب للتحركات الضخمة للقوات المصرية عبر قناة السويس . سقطت قذيفة واصابت شظاياها وجه الظابط وكوع هاريل . 
يشير هاريل لأثارها الباقية حتى اليوم هاريل كان محظوظا ، فقد مات جنديان بالخلف بالحصن ، هاريل أخذ نفس عميقا بينما يستعرض المشهد الدموى ، سأت الأمور برحيل طبيب المجموعة فى صدمة قذيفة تكتلنا ليلا بينما القذائف تستتمر فى السقوط بلا رحمة . 
صباح الأحد ، 4 قتلوا ، 6 جرحوا ، الروح المعنوية منخفضة ، بالمقارنة فإن مجموعة هاريل أكثر حظا . فقد اختفت مواقع بالكامل على طول القناة مع ذلك صدت المجموعة القوات المصرية 5 مرات ، قبل أمر إخلاء الحصن فى العاشرة مساء والاتجاه 15 ميلا شمالا ، حيث أن عدد من المواقع اكتسحت والقوات الجوية تمشط الجانب الإسرائيلى بالقنابل كان عليهم ترك جثث أصدقائهم خلفا والسير على الأقدام ، كانت مجموعة هاريل تلعب القط والفأر ليلا مع الجيش المصرى . 
كانوا 30000 مصرى منتشرين على الجانب الإسرائيلى صباح اليوم ، بعد الهروب الجماعى خلال الصحراء ، وجدت مجموعة هاريل مكان للأستراحة تكثوه الشجيرات ، ولاول مرة منذ بداية يوم كيبور الذى بدأ منذ يومين ، بدأو يأكلو بعض الطعام الذى لديهم بالرغم من الفوضى ، قرر أحد الجنود أرتداء الطاليت ( شال الصلاة ) والتيفللين . 
واحدا بعد الآخر ، بوسط الصحراء ، الجنود المتدينون والغير متدينون بدأو بدورهم فى ارتداء التيفللين . ، يقول هاريل ( لم نكن نعرف ماذا سوف يحدث ، الصلاة أعطتنا بعض الشجاعة ) ـ فجأة ، انشقت الأرض . دبابة تقترب . جندى وضع أذنه على للأرض واستمع لصوت الدبابة ، وقال ـ إنها دباباتنا ـ فورا جرى على مرتفع عالى ممسكا بالطاليت ولوح به كالعلم لتنبيه الدبابة حاول طاقم الدبابة تمييز الإشارة من على بعد . 
أحد اعضاء طاقم الدبابة اعتقد أنه الطاليت لكن قائد الدبابة اعتقد انها كوفية ( الزى العربى ) وتقريبا فتح النار . فى النهاية تم تمييز الطاليت وتوجهت إلينا الدبابة ممزقين ، غارقين بالدماء ، متعبين ، تكوم 20 جندى على الدبابة للانتقال للقاعدة . تقريبا 60 رجل بدأ بهم يوم كيبور بحصن ميلانو ، ثلثهم ماتوا ، وثلثهم فقدوا واسروا فيما بعد ، بينما الباقى نجا هاريل شاهد القوات المظلية تستعد للأتجاه للجبهة وقال ( لقد شعرت بالحسرة ، انهم لا يعلمون ماذا يختبىء لهم ) ـ بعد الاستشفاء ، قابل هاريل عائلته فى اتحاد عاطفى . 
اليوم لديه ستة أطفال ويقول ( منذ أن مررت بهذه التجربة القاسية ، شعرت انه يجب ان أفعل شيئا مهما فى حياتى ، على سبيل المثال ، ان يكون لدى عائلة كبيرة . لقد شعرت اننى وهبت حياتى .

الثلاثاء، 22 يوليو 2003

مصر لا تبيع مبادئها ..

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
شركة سقارة المشار إليها في قناة الجزيرة هي شركة فرنسية كعشرات الشركات التي تنتشر في الوطن العربي ومديرها هو " بيار ديلفال " مبعوث رئيس فرنسا بالشرق الأوسط أما من ناحية البرتقال المصري الذي ترسله الشركة للجيش الأميركي بالعراق فمن حق أي شركة أن تستورد البرتقال المصري وبيعه لآي جهة في العالم دون اخذ إذن مسبق من دولة المنشأ.
شركة سقارة الدولية هي شركة فرنسية متخصصة في هندسة الائتمان المالي وهي احدى فروع شركة فرنسية للطباعة تملكها فرنسا ومديرها هو " بيار ديلفال " وهي شركة تدير اعمالا في مناطق كثيرة في العالم ومنها مصر وفي مصر تعتبر من اكبر الشركات التي تتاجر في السوائل الغازية التي تستخدمها مصانع الكولا والمياه الغازية ولها تعاملات كثيرة مع مصانع المياه الغازية وحتى الصغيرة منها مثل مصنع اسبيرواسباتس التي تديرة " سعدية " او فاهيتيا " ابنة رجل الاعمال اليوناني اسبيرو سباتس في مصر كما ان هذه الشركة وهي من اكبر شركات الاستيراد والتصدير من اهم تعاملاتها في السوق المصري هو تصدير البطاطس والبرتقال ونقلاً عن مصادر فرنسية مسؤولة فان " بيار ديلفال " «كان يزور العراق شهريا قبل نشوب الحرب » متسترا تحت قناع ادارته لهذه الشركة العالمية في مسعى لتغيير السياسة «الداخلية والخارجية» العراقية من اجل تفادي هجوم عسكري اميركي على العراق‚ وتابعت المصادر الفرنسية «ان قرار العفو عن السجناء الذي اصدره صدام حسين (في 20 اكتوبر) جاء استجابة لطلب من هذا " بيار ديلفال " نفسه مدير شركة سقارة في الشرق الاوسط »‚ ومضت تقول ان " بيار ديلفال " الذي يقضي 10 ايام كل شهر في بغداد «طرح بجلاء في بغداد امكانية التغيير بدون حرب» وتلقى استجابة «اكثر من مشجعة» من قبل السلطات العراقية مشيرة الى ان صدام حسين «دعاه لحضور اربع من جلسات الحكومة العراقية الشهر الماضي»‚ وبحسب المصدر ذاته‚ فان حلقة الاتصال الرئيسية لديلفال هو طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي ولكنه التقى ايضا «خلال الاشهر الاخيرة قبل الحرب مباشرة بنجل صدام حسين الاصغر قصي في ست مناسبات على الاقل»‚ حيث كان يقدم قصي على انه الخليفة المتوقع لوالده‚ وضمن الافكار التي نوقشت الاشارة الى تشكيل حكومة من التكنوقراط «تنتمي لجيل جديد وتضم وجوها جديدة»‚ كما طالب المبعوث الفرنسي وقتها " بيار ديلفال " باجراء اصلاحات وادخال عناصر شابة الى كوادر حزب البعث الحاكم في بغداد منذ 1968 اضافة الى تنظيم انتخابات تشريعية لاقامة برلمان «ذي مصداقية» لتجنب ويلات الحرب الوشيكة على العراق.

هذا كل مااعلمه عن شركة سقارة المشار اليها في قناة الجزيرة وهي كما هو واضح شركة من عشرات الشركات التي تنتشر في الوطن العربي وتأخذ مسميات عربية وكما سبق واشرنا انها شركة فرنسية اشبه بما يسمى " القناع " الذي تتستر تحته وجوه كثيرة اما من ناحية البرتقال المصري فمن حق اي شركة في العالم ان تقوم باستيراد البرتقال المصري وبيعه لاي جهة اخرى في العالم ايضا دون اخذ اذن مسبق وقد كان مثيرا للجدل في تلك الاونة ان يتم تسليط الضوء على البرتقالة المصرية ولايتم تسليط الضوء على الشركة الموردة للبرتقال المصري لتشويه المصريين وتشويه سمعة المصريين فقط في مرحلة تعتبر حتى الان من احرج المراحل في حياتنا كأمة عربية 
مرة اخيرة 
شركة سقارة هي شركة فرنسية تملكها الدولة الفرنسية وهي احدى فروع الشركة الفرنسية للطباعة التي يتستر تحت عباءتها كثير من السياسين الغربيين وعلى رأسهم بالطبع مدير شركة سقارة مبعوث جاك شيراك المقرب ووسيطة في الشرق الاوسط " بيار ديلفال "
ملحوظة: هذه المعلومات هي كل ماوصل الى علمنا وبالطبع وبعبارة صحفية شهيرة انا غير مسؤل عن فحواها اطلاقا او صدق مصادرها من عدمه