الخميس، 25 نوفمبر 2010

قراءة في القصة الفلسطينية المعاصرة .. نازك ضمرة أنموذجاً

بقلم محيي الدين إبراهيم
aupbcmohi@gmail.com
أدب المأساة – وهذا رأيي الشخصي – دائما ما يكون أول ضحاياه الإرث الإنساني والشعبي للوطن المحتل، وقد اختار " ضمرة " لنفسه تحمل مسئولية إظهار هذا الإرث الإنساني والشعبي حتى لا يتعرض ذلك الإرث للنسيان.


يقول زكي نجيب محمود: إن الأدب مهما تكن الصورة التي جاء عليها من شعر أو قصة أو مسرحية ينبغي أن يعبر عن نفس الأديب أولاً، وينبغي أن تتكامل أجزاؤه في بناء يكون بمثابة الكائن الفرد ثانياً (فلسفة وفن: 366).
نفس الأديب أولاً، تلك هي البداية التي من خلالها نستطيع معرفة إلى أي مدى يسير أدب أمة بعينها ونحو أي هدف.
وأمامنا اليوم نموذج معاصر حي للأدب القصصي الفلسطيني للأديب والروائي نازك ضمرة، الذي أعتبره قاص وروائي فلسطيني معاصر أستطاع أن يسبح ضد التيار ويعلن من جديد - في أعماله - عن الإنسان الفلسطيني البسيط في القرية والديرة التي كدنا أن ننسى انفعالاتها وحيوتها وأصالتها وأهازيجها الشعبية من شدة ضغط المناخ الثوري والمقاوم في أرضنا المحتلة والذي اضطر فيها الأدب الفلسطيني - بغالب فنونه من شعر وقصة ومسرح ورواية – تحت ظروف هذا الاحتلال وهذه المقاومة المشروعة والواجبة والحتمية ضد المحتل أن يسحب غالب الضوء ويسلطه على أدب المقاومة فقط ، مما أثر على رؤية زوايا إنسانية كثيرة موجودة بالفعل لكن ليس لها نصيب من هذا الضوء إلا ما تبقى من هذا الأدب المقاوم والحتمي.
وهنا يظهر أدب نازك ضمرة، ليسطع داخل هذه المساحة الضيقة من الضوء ويطل بنا على الزوايا الإنسانية التي شكلت ومازالت تشكل وجدان الشعب الفلسطيني خاصة والعربي بوجه عام، ضمرة هذا الفلاح الفلسطيني الذي يذكر كل تفاصيل قريته الصغيرة في كل أعماله، تفاصيل الحيطان ورائحة العجين قبل أن تخبزه نساء البيوت، رائحة دخان العشاء وجلوس الناس للسمر بين وقتي صلاة المغرب والعشاء في الساحة القريبة من مسجد القرية المتواضع والبيارة التي تقع خارج القرية والبنات الصغيرات وجرار الماء والبراءة، إنك تلهث معه في رحاب قريته وبساطة الناس وأعرافهم وتقاليدهم لدرجة تستحيل معها الفكاك من قبضته المحكمة السحرية والتي جعلتك وأنت تقرأ أي عمل قصصي من أعماله تتحول – دون أن تدري – لواحدٍ من أبطاله وشخوصه بل وحينما تسترد وعيك لهينة من الزمن تتمنى في تلك الهينة لو كان لك ما لضمرة من خيال وواقع وناس وقرية كالتي تتجول بين شوارعها الآن في قصصه العديدة والتي يعبر فيها بأسلوب ذكي عن مناحي كثيرة من زوايا سيرته الذاتية ولكنها ذات استطاع بخبرته كأديب أن يفتتها على أبطال عدة وشخوص كثيرة فتستنشق وأنت تقرأ رائحة الوطن وكأنه نبض يحتويك فتنتقل بمشاعرك تلقائيا من العدم للوجود ولعل اقرب الأمثلة في رواية غيوم الصادرة له من دار الكرمل في الأردن هي شخصية " مرزوق" بطل الرواية الطفل الذكي الحساس الخجول الامين والذي يترك قريته الى مدينة رام الله لإكمال دراسته ، حيث تتفتح هناك أزاهير فتوته ، في تلك المدينة الحالمة ، مدينة رام الله، ومرزوق هذا هو نازك ضمرة الطفل الذكي الذي قام بإمامة الناس في قريته وهو لم يتعد الخامسة عشرة عاماً ثم رحل عنها ليستكمل دراسته في مدينة اخرى بعيدة، وهو ايضا ذلك الطفل الذي يسجل كل مايدور حوله من افعال واقوال بحس وذكاء بالغين كما في قصة ثريّا السيراوية حيث يدفعك للتأمل معه فيما يراه ويستشعره هو من حوله داخل القرية .. الانسان – الضمير، فيقول في روعة على لسان البطل: " اكل جميع اهل القرية من لحمها الا نحن!، كنا نشرب الحليب منها كل يوم! لا ادري كيف وقعت عن الصخرة العالية؟! كانت بقرتنا قوية جداً وفي مقتبل العمر!؟" .. اشرتُ لها بيدي حتى لا تكمل، احسست بالحزن الشديد يشد كل عصب في وجهي، لم اظهر لها، قلت لها: «امر الله يا ابنتي،المكتوب ما منه مهروب" ثم يفتت ذاته على لسان بطل آخر ليقول أيضاً في نفس الرواية: قال لي خالها:جلست ثريا بجانبي، تحتضن سلة فيها اقراص الزعتر والبيض البلدي والمطبق، كانت تتأمل صعود الركاب، وازدحامهم في الوقوف، بعد ان امتلأت جميع كراسي الباص، كانت ثريا تتأفف عند كل وقفة، يدخل الركاب الجدد، ويضغطون على الواقفين والجالسين لم تشتك من ذلك، كانت تريد الوصول الى شقيقها مازن بسرعة.
لا يمكن هذا الوصف الدقيق في سرد المنمنمات لكل شئ وكأنه يصر على دفعك لان تتذكر كل تفصيلة من تفاصيل القرية الفلسطينية وعاداتها وسلوكياتها فهو يضع البقرة والزعتر والبيض والركاب واالازدحام وألف مسألة ومسألة شعبية وبيئية وبغاية الدقة في ثلاث فقرات سريعة متدفقة تجعلك تلهث وراء الحدث الدرامي حتى لا يسبقك فتفقد جزءاً ولو ضئيلاً من المتعة، في كل قصصه والتي اذكر (لوحة وجدار) عن دار آرام، (شمس في المقهى) بدعم من وزارة الثقافة، وروايته الرائعة (الجـرّة) الصادرة عن دار النسر للنشر وأيضا (بعض الحب) بخلاف ثريا وغيوم وهذا بعض من أعماله التي تأخذك لعالمه ولا تتركك إلا وأنت تحمل شعورا جديدا يقطر إنسانية ودفئاً.
نازك ضمرة بلا أدنى شك مبدع ثائر وثائر قوي ينتهج ما يمكن أن نطلق عليه " الثورة الناعمة " في الكتابة التي تؤمن بأن المقاومة إن كانت لا تستغني عن حمل السلاح فهي أيضا لا يمكن لها أن تستغني عن إرثها الحضاري والشعبي، ولا يجب الخلط هنا بين منهج الثورة الناعمة في الأدب وبين "أدب المأساة" الذي قال عنه الناقد الفلسطيني يوسف اليوسف: "أدب المأساة هو أقرب أصناف الأدب إلى ماهية الكارثة ونكبة 1948التي عطبتنا في الصميم"، إذ أن أدب المأساة – وهذا رأيي الشخصي – دائما ما يكون أول ضحاياه الإرث الإنساني والشعبي للوطن المحتل، وقد اختار " ضمرة " لنفسه تحمل مسئولية إظهار هذا الإرث الإنساني والشعبي حتى لا يتعرض ذلك الإرث للنسيان، ونحن هنا لا نقارنه بآخرين حملوا على عاتقهم تلك المسئولية أيضاً من عمالقة الأدب الفلسطيني كمحمود درويش وإميل حبيبي أو شاعرنا الفلسطيني المعاصر عبد الكريم عبد الرحيم، أو المبدع والشاعر الفلسطيني المعاصر حلمي الريشة وغيرهم، لكون كل منهم له بصمته، ونازك ضمره أيضا له بصمته المختلفة عنهم ولعل ابرز ما يقع فيه الناقد أحيانا أن يقارن أديب بأديب آخر من بني جنسه ووطنه أو يقارن إبداع بإبداع وهو ما أعتبره فخاً نقديا نكافح دائما في تخطيه قدر منحة الاستطاعة ولذلك أقول أن نازك ضمرة هو أديب فلسطيني من هؤلاء الذين لهم رؤية خاصة في الاتجاه الوطني للأدب الفلسطيني المعاصر حيث يمزج بين المشاعر الإنسانية وبين مشاعر الثورة فخرجت لنا أعماله بسيناريو بديع يعبر بإخلاص وموضوعية عن فلسطين .. الإنسان – الأرض – الثورة.

الخميس، 18 نوفمبر 2010

الفساد وسنينه

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتيالاً باسم الدين وحرق الكعبة واغتصب كل نساء المدينة في عام السفاح ليرغم اهلها على بيعة ابيه قصراً هذا بعد ان تم نفي كل صحابة رسول الله الذين عارضوه الى الصحراء!
هكذا يخبرنا التاريخ عن كل الكوارث التي كانت – ومازالت - تحل بوطننا العربي تحديداً وهي كوارث يعلمها الله مسبقاً ويراها ويعلم توابعها ونتائجها وماستسفر عنه الأحداث فيها من موت وخراب ديار، وبالرغم من ذلك تحدث ولانجد منه نصراً واحداً ولا فتحاً مبيناً مما آثار لدى البعض الكثير من الشكوك وعلامات الإستفهام حول وضعنا الحقيقي أمام الله سبحانه وتعالى ولماذا يتركنا هكذا دون معجزات رغم أنه هو وحده القادر على انقاذ آلاف الضحايا الذين يسقطون يومياً من المحيط للخليج بشكل مآساوي ومبالغاً فيه بل وسحق الغزاة بأمر صغير منه وايضاً استبعاد كل حكامنا الذين نعتبرهم مفسدون في الأرض بأن يطلق عليهم ودفعة واحدة مرض الطاعون فيموتوا في جماعة وفي وقت واحد رغم بعد المسافة واختلاف المذاهب السياسية!، فماهو السر في عدم النصر ؟ألسنا اهل الله واحباؤه أم أن المسألة فيها منا تجاهه جل وعلا عمليات نصب واحتيال ؟ اظنني أميل الى أن المسألة تحوي منا كثيرا من النصب والإحتيال على الله لذا فقد تركنا هكذا لمصيرنا لتنطبق علينا وحدنا دون غيرنا نص ايته الكريمة التي تقول " ويبدل قوماً غيركم" لانه – ربما - قد وجب تبديل القوم الذين قالوا ربنا الله ليس لإيمان في قلوبهم ولكن ليشتروا به ثمناً قليلاً. 
لقد خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتيالاً باسم الدين – وقد كان سكيراً - وحرق الكعبة واغتصب كل نساء المدينة في عام صار اسمه في التاريخ عام السفاح ليرغم اهلها على بيعة ابيه قصراً هذا بعد ان تم نفي كل صحابة رسول الله الذين عارضوه الى الصحراء وعلى رأسهم عبدالله بن عمر وابو ذر الغفاري الذين ماتا دون أن يدري عنهما عامة المسلمين شيئاً سوى انهما كانا – من وجهة نظر الحاكم – ارهابيين رغم كونهما – رحمهما الله – من المبشرين بالجنة، الأمر الذي دفع الدولة الإسلامية الوليدة ان تعيش مآساة الفتنة الكبرى ويموت فيها الآلاف ممن كان الإسلام الحقيقي في أمس الحاجة لهم ويموت فيها ايضاً غالبية صحابة رسول الله وعلى رأسهم على بن ابي طالب واهله جميعاً ولتنتهي الدولة الأولى في الإسلام وهي الدولة الأموية نهاية مآساوية دموية لم يشهد التاريخ لها شبيهاً على يد مسلمين آخرين زوروا الإسلام لخدمة نواياهم السياسية بقيادة " ابو العباس السفاح " كما كان يطلق على نفسه حيث لم ينجو طفلاً اموياً رضيعاً ولاإمرأة أموية من قطع رأسها بالسيف ولتقوم فوق هذه الاجساد الدولة العباسية – الإسلامية – وفوق بحر من الدم الإسلامي بعد النصب والإحتيال على الله باسم الدين وهو الأمر الذي لايقبله الله حتى وإن امهله بعضاً من الوقت لتنتهي الدولة العباسية نهاية اسوأ مما انتهت إليه على يديها الدولة الأموية وبيد مجموعة من الرعاع الوثنيين من قبائل منغوليا وتتاريا الصينيتان ليقتل– حسب رواية المؤرخين – مليون مسلم في بغداد وحدها وفي أقل من ثلاثة اشهر ليذق العباسيون بعد حين نفس الكأس الذي أذاقوه قسراً وارهاباً للأمويين ولينتهوا وتنتهي دولتهم. 

الفساد وسنينه

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتيالاً باسم الدين وحرق الكعبة واغتصب كل نساء المدينة في عام السفاح ليرغم اهلها على بيعة ابيه قصراً هذا بعد ان تم نفي كل صحابة رسول الله الذين عارضوه الى الصحراء!
هكذا يخبرنا التاريخ عن كل الكوارث التي كانت – ومازالت - تحل بوطننا العربي تحديداً وهي كوارث يعلمها الله مسبقاً ويراها ويعلم توابعها ونتائجها وماستسفر عنه الأحداث فيها من موت وخراب ديار، وبالرغم من ذلك تحدث ولانجد منه نصراً واحداً ولا فتحاً مبيناً مما آثار لدى البعض الكثير من الشكوك وعلامات الإستفهام حول وضعنا الحقيقي أمام الله سبحانه وتعالى ولماذا يتركنا هكذا دون معجزات رغم أنه هو وحده القادر على انقاذ آلاف الضحايا الذين يسقطون يومياً من المحيط للخليج بشكل مآساوي ومبالغاً فيه بل وسحق الغزاة بأمر صغير منه وايضاً استبعاد كل حكامنا الذين نعتبرهم مفسدون في الأرض بأن يطلق عليهم ودفعة واحدة مرض الطاعون فيموتوا في جماعة وفي وقت واحد رغم بعد المسافة واختلاف المذاهب السياسية!، فماهو السر في عدم النصر ؟ألسنا اهل الله واحباؤه أم أن المسألة فيها منا تجاهه جل وعلا عمليات نصب واحتيال ؟ اظنني أميل الى أن المسألة تحوي منا كثيرا من النصب والإحتيال على الله لذا فقد تركنا هكذا لمصيرنا لتنطبق علينا وحدنا دون غيرنا نص ايته الكريمة التي تقول " ويبدل قوماً غيركم" لانه – ربما - قد وجب تبديل القوم الذين قالوا ربنا الله ليس لإيمان في قلوبهم ولكن ليشتروا به ثمناً قليلاً. 
لقد خرج اليزيد بن معاوية ولم يبق على وفاة الرسول الكريم بضع سنين بجيش جرار لمكة والمدينة احتيالاً باسم الدين – وقد كان سكيراً - وحرق الكعبة واغتصب كل نساء المدينة في عام صار اسمه في التاريخ عام السفاح ليرغم اهلها على بيعة ابيه قصراً هذا بعد ان تم نفي كل صحابة رسول الله الذين عارضوه الى الصحراء وعلى رأسهم عبدالله بن عمر وابو ذر الغفاري الذين ماتا دون أن يدري عنهما عامة المسلمين شيئاً سوى انهما كانا – من وجهة نظر الحاكم – ارهابيين رغم كونهما – رحمهما الله – من المبشرين بالجنة، الأمر الذي دفع الدولة الإسلامية الوليدة ان تعيش مآساة الفتنة الكبرى ويموت فيها الآلاف ممن كان الإسلام الحقيقي في أمس الحاجة لهم ويموت فيها ايضاً غالبية صحابة رسول الله وعلى رأسهم على بن ابي طالب واهله جميعاً ولتنتهي الدولة الأولى في الإسلام وهي الدولة الأموية نهاية مآساوية دموية لم يشهد التاريخ لها شبيهاً على يد مسلمين آخرين زوروا الإسلام لخدمة نواياهم السياسية بقيادة " ابو العباس السفاح " كما كان يطلق على نفسه حيث لم ينجو طفلاً اموياً رضيعاً ولاإمرأة أموية من قطع رأسها بالسيف ولتقوم فوق هذه الاجساد الدولة العباسية – الإسلامية – وفوق بحر من الدم الإسلامي بعد النصب والإحتيال على الله باسم الدين وهو الأمر الذي لايقبله الله حتى وإن امهله بعضاً من الوقت لتنتهي الدولة العباسية نهاية اسوأ مما انتهت إليه على يديها الدولة الأموية وبيد مجموعة من الرعاع الوثنيين من قبائل منغوليا وتتاريا الصينيتان ليقتل– حسب رواية المؤرخين – مليون مسلم في بغداد وحدها وفي أقل من ثلاثة اشهر ليذق العباسيون بعد حين نفس الكأس الذي أذاقوه قسراً وارهاباً للأمويين ولينتهوا وتنتهي دولتهم. 

بوتين يرتدي عباءة ريجان

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وكما فعل ريجان بشكل هوليودي واستبدع مشروع حرب النجوم الذي كان من اهم نتائجة – ان لم تكن الوحيدة – هو تفكيك الإتحاد السوفييتي وانهياره فإن بوتين ايضا سيصنع فيلماً لنفسه يحمل اسمه لربما تكون نتائجة اقرب لنتيجة فيلم ريجان وتنهار أمريكا

فجأة وجد بوتين نفسه و طوقاً يلتف حول عنق روسيا من جميع الجهات ويحوي قوى في غاية التناقض وان كانت كلها تتفق في امتلاكها للطاقة النووية أو قاب قوسين أو أدنى منها – كإيران - 
وعلى رأس الجميع القوات الأمريكية التي أصر قوادها أن تكون على مرمى حجر من موسكو بعد أن خلا لها وجه العراق وربما – رغم الإستحالة – يخلو لها وجه ايران ايضاً، وعليه كان لابد لبوتين ان يبحث عن مخرج لموقف بلاده الحرج والتهديد الغير معلن الذي ترمي به امريكا وتلوح به لروسيا خاصة بعد أن صارت اميركا – شئتم ام ابيتم - دولة دينية على يد اليمين المحافظ والكل يعلم أن أي حكم أو سلطة دينية في العالم دائماً ما تستهويها انهار الدم وصناعة الحروب وتدمير الأمم باسم الدين حتى قبل تطبيق الدين نفسه لأن الدين بالنسبة للساسة المؤدلجين ماهو إلا " ميكروباص" يصلون به إلى أهدافهم غير عابئين بدهس شعوبهم وضحاياهم من مختلف الشعوب الإخرى، ولما كان المخرج يلزم نوع من الذكاء – الروسي - الذي يجب ان يقتنع بمعطياته جل العالم لم يجد بوتين سوى عباءة ريجان ليتلحف بها، وكما فعل ريجان بشكل هوليودي واستبدع مشروع حرب النجوم الذي كان من اهم نتائجة – ان لم تكن الوحيدة – هو تفكيك الإتحاد السوفييتي وانهياره فإن بوتين ايضا سيصنع فيلماً لنفسه يحمل اسمه لربما تكون نتائجة اقرب لنتيجة فيلم ريجان وتنهار أمريكا خاصة أن الظروف الآن مواتية وتعلم مخابرات العالم الثالث قبل الأول أن الأقتصاد الأمريكي اليوم اصبح شبه عاجز عن تلبية كثير من الإحتياجات فمابال التطوير النووي الذي يحتاج الى جبال من الدولارات بل ان عدد الذين اصبحوا بلامأوى في شوارع امريكا قد فاق عدد امثالهم في الهند – حسب رواية الأمريكان أنفسهم - وان حرب العراق كادت أن تأتي على كل سنت بالخزانة الفيدرالية وأن محاولة استرجاع هذه السنتات من بترول العراق هي اشبه باسترجاع مياه البحر بواسطة ملعقة من الخشب وهنا اعلن بوتين عن امتلاكة أو قرب امتلاكة لسلاح نووي لا ولن تمتلكه أي قوى في العالم حتى ولو كان العالم بعضه لبعض ظهيراً. لم تتحمل اميركا هذه الصفعة التي ربما لو كان " كيري " على رأس البيت الأبيض ما صفعها له بوتين الذي يستشعر قرب الغدر الأميركي به وبشعبه خاصة بعد خروجه من المولد بلا حمص وضاعت منه صفقة البترول الباهظة الثمن التي صفقها مع نظام صدام حسين البعثي السابق، ولما لم تتحمل اميركا هذه الصفعة المباغتة خرج علينا اعلامها والمتحدثين باسم ساستها يتوددون لروسيا بأقوال مفادها أن روسيا هي صديق وحليف وأن الغاية واحدة بينهما في ان الإرهاب هو هدفهما معاً وأن السلاح النوووي الجديد ماهو إلا أداه لمحاربته والكل يعلم أن هذا كله كلام من باب " الضحك على الدقون " لأن امريكا وكل العالم المتحضر يعلم ان السلاح النووي تتم صناعته خصيصاً لقتال عدو يبعد عشرات الآلاف من الأميال كما فعلت اميركا بنجازاكي وهيروشيما ولايعقل أبداً أن تضرب به روسيا المقاومة الشيشانية مثلاً في حرب عصابات كالتي تقوم بها قوات التحالف في الفلوجة وهيت والموصل بالعراق لان ذلك يعني – والشيشان على مرمى البصر من موسكو – ان ينقلب السحر على الساحر ويفتك الغبار الذري بموسكو ومن حولها. 
إن بوتين يحاول التجهيز لهذا السيناريو منذ زمن بعيد بدأ تنفيذه – ربما - باحداث المدرسة الإبتدائية التي راح ضحيتها المئات من الأطفال والعوائل والتي كانت حجر الزاوية الذي بنى عليه بوتين قبة صخرته السياسية للوقوف أمام امريكا كند يستعيد قواه من جديد وهي كارثة ربما تؤكد ايضا تورط الإدارة الروسية في صناعتها وإلصاقها بالمقاومة الشيشانية لتحكم بمبرراتها امام العالم امتلاكها لاسلحة نووية فتاكة خاصة وانها تشبثت برفض اميركا لبروتوكول الحد من الأسلحة النووية فيما طمحت اليه وتعلنه اليوم امام شاشات التليفزيون وهو أمر جعل رد الفعل الأميريكي يعض على انامله من شدة الندم بعد ان ملأه التوجس والقلق في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها قوات التحالف مع الفلاحين في " قرى " العراق . 
إن كان فيلما روسياً على غرار مافعله ريجان فعلى أميركا أن تصدقه بكل مافيه وبحذافيره لانه ليس امامها إلا أن تصدقه لان هذا الفيلم قد صنع خصيصاً ليمس الأمن القومي الأميركي وعليه فأمريكا عليها أن تبحث منذ اللحظة عن اطنان من الدولارات تدفع بها الى معامل التطوير النووي لتقف امام روسيا – كما كانت في الماضي – نداً قوياً شرساً ولكن مع استمرار الحرب على العراق وتدفق الأموال التي يتم انفاقها على بسط قواعد الديموقراطية الملفقة ومصاريف الجند والسلاح هل سيمكن لأميركا ان تواجه هذا الفيلم الروسي دون أن تفلس أو يحيق بها ما حاق بالإتحاد السوفييتي من تفكك بعد أن صدق فيلم ريجان وحربه المزعومة من فوق اسطح النجوم، إن هذا مايريده بوتين واقصى طموحه بل وماتريدة فرنسا والمانيا ايضاً بل والمدهش انه وفي أول رد فعل للشارع الأوروبي نجد ان الغالبية منهم قد انتشت لمجرد ان الدب الروسي قد بدأ يستفيق من غيبوبته ويهدد ويتوعد - كما كان أيام زمان - حتى لو كان في هذا التهديد خسارة لأوروبا الموحدة نفسها مادامت الخسارة ستطول اميركا- الهدف الغير معلن لروسيا - ولتعم اللعنة على الجميع بعد أن خسر العالم حريته وراء مزاعم القضاء على الإرهاب والحروب الغير مقدسة

بوتين يرتدي عباءة ريجان

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وكما فعل ريجان بشكل هوليودي واستبدع مشروع حرب النجوم الذي كان من اهم نتائجة – ان لم تكن الوحيدة – هو تفكيك الإتحاد السوفييتي وانهياره فإن بوتين ايضا سيصنع فيلماً لنفسه يحمل اسمه لربما تكون نتائجة اقرب لنتيجة فيلم ريجان وتنهار أمريكا

فجأة وجد بوتين نفسه و طوقاً يلتف حول عنق روسيا من جميع الجهات ويحوي قوى في غاية التناقض وان كانت كلها تتفق في امتلاكها للطاقة النووية أو قاب قوسين أو أدنى منها – كإيران - 
وعلى رأس الجميع القوات الأمريكية التي أصر قوادها أن تكون على مرمى حجر من موسكو بعد أن خلا لها وجه العراق وربما – رغم الإستحالة – يخلو لها وجه ايران ايضاً، وعليه كان لابد لبوتين ان يبحث عن مخرج لموقف بلاده الحرج والتهديد الغير معلن الذي ترمي به امريكا وتلوح به لروسيا خاصة بعد أن صارت اميركا – شئتم ام ابيتم - دولة دينية على يد اليمين المحافظ والكل يعلم أن أي حكم أو سلطة دينية في العالم دائماً ما تستهويها انهار الدم وصناعة الحروب وتدمير الأمم باسم الدين حتى قبل تطبيق الدين نفسه لأن الدين بالنسبة للساسة المؤدلجين ماهو إلا " ميكروباص" يصلون به إلى أهدافهم غير عابئين بدهس شعوبهم وضحاياهم من مختلف الشعوب الإخرى، ولما كان المخرج يلزم نوع من الذكاء – الروسي - الذي يجب ان يقتنع بمعطياته جل العالم لم يجد بوتين سوى عباءة ريجان ليتلحف بها، وكما فعل ريجان بشكل هوليودي واستبدع مشروع حرب النجوم الذي كان من اهم نتائجة – ان لم تكن الوحيدة – هو تفكيك الإتحاد السوفييتي وانهياره فإن بوتين ايضا سيصنع فيلماً لنفسه يحمل اسمه لربما تكون نتائجة اقرب لنتيجة فيلم ريجان وتنهار أمريكا خاصة أن الظروف الآن مواتية وتعلم مخابرات العالم الثالث قبل الأول أن الأقتصاد الأمريكي اليوم اصبح شبه عاجز عن تلبية كثير من الإحتياجات فمابال التطوير النووي الذي يحتاج الى جبال من الدولارات بل ان عدد الذين اصبحوا بلامأوى في شوارع امريكا قد فاق عدد امثالهم في الهند – حسب رواية الأمريكان أنفسهم - وان حرب العراق كادت أن تأتي على كل سنت بالخزانة الفيدرالية وأن محاولة استرجاع هذه السنتات من بترول العراق هي اشبه باسترجاع مياه البحر بواسطة ملعقة من الخشب وهنا اعلن بوتين عن امتلاكة أو قرب امتلاكة لسلاح نووي لا ولن تمتلكه أي قوى في العالم حتى ولو كان العالم بعضه لبعض ظهيراً. لم تتحمل اميركا هذه الصفعة التي ربما لو كان " كيري " على رأس البيت الأبيض ما صفعها له بوتين الذي يستشعر قرب الغدر الأميركي به وبشعبه خاصة بعد خروجه من المولد بلا حمص وضاعت منه صفقة البترول الباهظة الثمن التي صفقها مع نظام صدام حسين البعثي السابق، ولما لم تتحمل اميركا هذه الصفعة المباغتة خرج علينا اعلامها والمتحدثين باسم ساستها يتوددون لروسيا بأقوال مفادها أن روسيا هي صديق وحليف وأن الغاية واحدة بينهما في ان الإرهاب هو هدفهما معاً وأن السلاح النوووي الجديد ماهو إلا أداه لمحاربته والكل يعلم أن هذا كله كلام من باب " الضحك على الدقون " لأن امريكا وكل العالم المتحضر يعلم ان السلاح النووي تتم صناعته خصيصاً لقتال عدو يبعد عشرات الآلاف من الأميال كما فعلت اميركا بنجازاكي وهيروشيما ولايعقل أبداً أن تضرب به روسيا المقاومة الشيشانية مثلاً في حرب عصابات كالتي تقوم بها قوات التحالف في الفلوجة وهيت والموصل بالعراق لان ذلك يعني – والشيشان على مرمى البصر من موسكو – ان ينقلب السحر على الساحر ويفتك الغبار الذري بموسكو ومن حولها. 
إن بوتين يحاول التجهيز لهذا السيناريو منذ زمن بعيد بدأ تنفيذه – ربما - باحداث المدرسة الإبتدائية التي راح ضحيتها المئات من الأطفال والعوائل والتي كانت حجر الزاوية الذي بنى عليه بوتين قبة صخرته السياسية للوقوف أمام امريكا كند يستعيد قواه من جديد وهي كارثة ربما تؤكد ايضا تورط الإدارة الروسية في صناعتها وإلصاقها بالمقاومة الشيشانية لتحكم بمبرراتها امام العالم امتلاكها لاسلحة نووية فتاكة خاصة وانها تشبثت برفض اميركا لبروتوكول الحد من الأسلحة النووية فيما طمحت اليه وتعلنه اليوم امام شاشات التليفزيون وهو أمر جعل رد الفعل الأميريكي يعض على انامله من شدة الندم بعد ان ملأه التوجس والقلق في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها قوات التحالف مع الفلاحين في " قرى " العراق . 
إن كان فيلما روسياً على غرار مافعله ريجان فعلى أميركا أن تصدقه بكل مافيه وبحذافيره لانه ليس امامها إلا أن تصدقه لان هذا الفيلم قد صنع خصيصاً ليمس الأمن القومي الأميركي وعليه فأمريكا عليها أن تبحث منذ اللحظة عن اطنان من الدولارات تدفع بها الى معامل التطوير النووي لتقف امام روسيا – كما كانت في الماضي – نداً قوياً شرساً ولكن مع استمرار الحرب على العراق وتدفق الأموال التي يتم انفاقها على بسط قواعد الديموقراطية الملفقة ومصاريف الجند والسلاح هل سيمكن لأميركا ان تواجه هذا الفيلم الروسي دون أن تفلس أو يحيق بها ما حاق بالإتحاد السوفييتي من تفكك بعد أن صدق فيلم ريجان وحربه المزعومة من فوق اسطح النجوم، إن هذا مايريده بوتين واقصى طموحه بل وماتريدة فرنسا والمانيا ايضاً بل والمدهش انه وفي أول رد فعل للشارع الأوروبي نجد ان الغالبية منهم قد انتشت لمجرد ان الدب الروسي قد بدأ يستفيق من غيبوبته ويهدد ويتوعد - كما كان أيام زمان - حتى لو كان في هذا التهديد خسارة لأوروبا الموحدة نفسها مادامت الخسارة ستطول اميركا- الهدف الغير معلن لروسيا - ولتعم اللعنة على الجميع بعد أن خسر العالم حريته وراء مزاعم القضاء على الإرهاب والحروب الغير مقدسة

الأحد، 24 أكتوبر 2010

قيــــــراط أرض - قصة قصيرة جداً

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
نهره احدهم بقوله : ماتروح تهددة يا أخي وتقوله يالقيراط ياروحك وبكدة تخوفة وتاخد حقك .. حاجة من إتنين .. ياتاخد قيراط الأرض ياتقتله ونخلص منه ومن اجرامه!!!!. 
كان عبد القادر الخولي أحد فلاحين مصر الشرفاء له قيراط أرض زراعي واحد (175 ميتر )، كان شريطاً طويلاً يجاور خمسة فدادين يمتلكهم جاره الذي رأى أنه لاوجود اطلاقاً لهذا القيراط الذى يزعم صاحبة أنه موجود، ولما كان عرض هذا القيراط 15 سنتيميتراً فقط وطوله 1167 ميتراً فقد احتار في العثور عليه جهابذة القياس وفقهاء الحدود لدرجة أنهم آمنوا بأن هذا القيراط هو قيراطاً مزعوماً بالفعل وليس له وجود اطلاقاً وحذره من مغبة الخوض في صراع مع صاحب الخمسة فدادين كل أهل القرية بما فيهم شيخ الجامع وحتى زوجته زبيدة وابناءه الذكورخاصة وأنه ( أي صاحب الخمسة فدادين ) كان عدوانياً وشرانياً، لكن أصر عبدالقادر اصرار المطمئنين لإيمانه بأنه صاحب حق وأن هذا الحق حتى ولو كان تافها فهو يمتلكه ولابد له من وسيلة لأسترداده.
إن قيراط الارض موجود وهو ملكه وسيسترده حتى لو اتهمته كل الدنيا بالجنون، سيقاوم ويحاول وسينتصر ويستردة. 
المدهش أن هذا الرجل رغم بساطته وبساطة فكره ووعيه الفطريين ظل يدرس قدر هذا الفكر وهذا الوعي جغرافية المكان كلة وظل يستشير كل من يثق فيهم من اصحاب العلم الخلصاء الذين لهم دراية بتاريخ الأرض وجغرافيتها وعلاقة بطبيعة المكان وجذوره، ولما نهره احدهم بقوله : ماتروح تهددة يا أخي وتقوله يالقيراط ياروحك وبكدة تخوفة وتاخد حقك .. حاجة من إتنين .. ياتاخد قيراط الأرض ياتقتله ونخلص منه ومن اجرامه!!!!. 
كان دائماً ماينظر لمثل هذه الاقوال نظرة صاحب الحق الذي يرى أن قيمة البني آدم تكمن دائماً في الالتزام بالمشروع وان طال امد الحصول عليه وليس في السلب وان كان سيمكنك من امتلاك العالم كله في لحظة، ولهذا كان دائماً مايردد : لايحق لي أن استرد مافقد مني سلباً وغصباً ألا بالحق والقيمة وانا حقي القيراطوقيمتي في عنادي والا ابقى مااستاهلش. 
يمر عام واحد ( مدة طويلة بالنسبة لفلاح رأس ماله الارض ) ويقسم الشيخ مرتضى في صحن المسجد وبين خطبتي الجمعة أن عبد القادر الخولي كان الصادق الوحيد في البلد دي وكلنا كدبناة، انا بنزل من فوق المنبر أهو.. وبقول لعبد القادر اللي في وسطكم دلوقتي يابشر ( قوم يابو ايهاب ) وبشد على ايدة قدامكم وبحضنه كمان وبقوله يحميك ياعبد القادر .. يحميك وربنا يباركلك في اللى خدته لأنك علمتنا درس جامد قوي .. علمتنا ازاي يكون الواحد مننا يبقى بني آدم وبأخلاقه وبأخلاق البني آدمين ياخد حقة حتى ان طال زمن اخدانه رغم اننا كلنا قولنا عليك مجنون.
يعود الشيخ ليعتلى المنبر مرة ثانية وهو ينظر لأهل قريته نظرة كلها عتاب وغضب ثم يعلق بكلمة واحدة هي كل الخطبة الثانية ويقول: اللي يعرف قيمة نفسه بالحق ويحارب لأخدانه بالحق... حتى إن مات وهو بيحاول ياخده .... الناس كلها هتقعد تترحمعليه ليوم الدين وتترحم على اصراره ورجولته ونزاهة ضميره بعد ماتكون خدت درس كبير فازاي يكون البني آدم...بني آدم، وأقم الصلاة يابلد.

قيــــــراط أرض - قصة قصيرة جداً

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
نهره احدهم بقوله : ماتروح تهددة يا أخي وتقوله يالقيراط ياروحك وبكدة تخوفة وتاخد حقك .. حاجة من إتنين .. ياتاخد قيراط الأرض ياتقتله ونخلص منه ومن اجرامه!!!!. 
كان عبد القادر الخولي أحد فلاحين مصر الشرفاء له قيراط أرض زراعي واحد (175 ميتر )، كان شريطاً طويلاً يجاور خمسة فدادين يمتلكهم جاره الذي رأى أنه لاوجود اطلاقاً لهذا القيراط الذى يزعم صاحبة أنه موجود، ولما كان عرض هذا القيراط 15 سنتيميتراً فقط وطوله 1167 ميتراً فقد احتار في العثور عليه جهابذة القياس وفقهاء الحدود لدرجة أنهم آمنوا بأن هذا القيراط هو قيراطاً مزعوماً بالفعل وليس له وجود اطلاقاً وحذره من مغبة الخوض في صراع مع صاحب الخمسة فدادين كل أهل القرية بما فيهم شيخ الجامع وحتى زوجته زبيدة وابناءه الذكورخاصة وأنه ( أي صاحب الخمسة فدادين ) كان عدوانياً وشرانياً، لكن أصر عبدالقادر اصرار المطمئنين لإيمانه بأنه صاحب حق وأن هذا الحق حتى ولو كان تافها فهو يمتلكه ولابد له من وسيلة لأسترداده.
إن قيراط الارض موجود وهو ملكه وسيسترده حتى لو اتهمته كل الدنيا بالجنون، سيقاوم ويحاول وسينتصر ويستردة. 
المدهش أن هذا الرجل رغم بساطته وبساطة فكره ووعيه الفطريين ظل يدرس قدر هذا الفكر وهذا الوعي جغرافية المكان كلة وظل يستشير كل من يثق فيهم من اصحاب العلم الخلصاء الذين لهم دراية بتاريخ الأرض وجغرافيتها وعلاقة بطبيعة المكان وجذوره، ولما نهره احدهم بقوله : ماتروح تهددة يا أخي وتقوله يالقيراط ياروحك وبكدة تخوفة وتاخد حقك .. حاجة من إتنين .. ياتاخد قيراط الأرض ياتقتله ونخلص منه ومن اجرامه!!!!. 
كان دائماً ماينظر لمثل هذه الاقوال نظرة صاحب الحق الذي يرى أن قيمة البني آدم تكمن دائماً في الالتزام بالمشروع وان طال امد الحصول عليه وليس في السلب وان كان سيمكنك من امتلاك العالم كله في لحظة، ولهذا كان دائماً مايردد : لايحق لي أن استرد مافقد مني سلباً وغصباً ألا بالحق والقيمة وانا حقي القيراطوقيمتي في عنادي والا ابقى مااستاهلش. 
يمر عام واحد ( مدة طويلة بالنسبة لفلاح رأس ماله الارض ) ويقسم الشيخ مرتضى في صحن المسجد وبين خطبتي الجمعة أن عبد القادر الخولي كان الصادق الوحيد في البلد دي وكلنا كدبناة، انا بنزل من فوق المنبر أهو.. وبقول لعبد القادر اللي في وسطكم دلوقتي يابشر ( قوم يابو ايهاب ) وبشد على ايدة قدامكم وبحضنه كمان وبقوله يحميك ياعبد القادر .. يحميك وربنا يباركلك في اللى خدته لأنك علمتنا درس جامد قوي .. علمتنا ازاي يكون الواحد مننا يبقى بني آدم وبأخلاقه وبأخلاق البني آدمين ياخد حقة حتى ان طال زمن اخدانه رغم اننا كلنا قولنا عليك مجنون.
يعود الشيخ ليعتلى المنبر مرة ثانية وهو ينظر لأهل قريته نظرة كلها عتاب وغضب ثم يعلق بكلمة واحدة هي كل الخطبة الثانية ويقول: اللي يعرف قيمة نفسه بالحق ويحارب لأخدانه بالحق... حتى إن مات وهو بيحاول ياخده .... الناس كلها هتقعد تترحمعليه ليوم الدين وتترحم على اصراره ورجولته ونزاهة ضميره بعد ماتكون خدت درس كبير فازاي يكون البني آدم...بني آدم، وأقم الصلاة يابلد.

الأحد، 10 أكتوبر 2010

أعطيتها تمثالاً من قش

قال لي: 

ليست مجرد إمرأة .. من المؤلم أن تمر بتجربة مع عودة وجه تعرفه .. تحبه .. تحن إلي لحظة كانت لك معه .. بينما يرتدي أسفل وجهه الحقيقي أقنعة .. أوجه مزيفة وأسماء مزيفة وجغرافيا مزيفة .. أمرأة .. لكنها في عذوبة الياسمين .. لا شك أنها تجيد التنكر .. تجيد التشكل .. الإبداع .. أما أنا .. فأجيد الإختباء والتخفي والمراوغة .. وبالرغم من أني لا أعرفني .. هي تعرفني جيداً .. ربما تصورت أن اختبائها وراء قناع لن يجعلني أتعرف عليها .. لكن .. حركة يديها .. أنفاسها .. نبرة صوتها .. أعرفها أنا جيداً .. لكنها مادامت قد تخفت وراء وجه وأسم وجغرافيا مزيفة .. فهي حتماً تدفعني لتأدية دور ( عبيط القرية ) معها .. فمارست معها دور (عبيط القرية ) الذي رسمته هي لي .. كان قبولي لهذا الدور عن قناعة لأسباب أهمها .. ربما عادت لتثأر مني كأمرأة .. أنا بحاجة لأن تثأر مني كأمرأة .. فقررت أن لا أحادثها تليفونياً حتى لا ينكشف أمر ( اللعبة ) من أول مشهد تمثيلي بيننا رسمته هي وبدأته .. أنا لا أحب التمثيل .. فأنا فاشل فيه تماماً .. ولكن .. ( هل مررت بتجربة حب حقيقية ودفعك الخوف أن لا تستمر فيها رغم رغبتك الشديدة في أن تستمر ؟) .. ( هل جربت أن تجد إمرأة كأنها أنت .. تحدثك وكأنك تتحدث مع نفسك ثم .. من شدة التعلق .. تقرر الإنتحار ؟) .. أنا مجنون حتماً .. لكنني لستُ مفعماً بالغرابة ! .. لست أنا الشخص المحافظ .. لست كل هؤلاء الفرسان الذين تحكي عنهم حكايات الجدة .. لست ُ نبياً .. ولا ملكاً .. ولا مليونيراً .. ربما أنا شخص ( غبي ) يخشى السعادة ! .. شخص لا يعرف قيمة أن يكون محاطاً بحب إمرأة ( حقيقية ) .. أو ربما إسعاد إمراة حقيقية .. على شاطئ البحر معها .. في مطعم أختارته هي .. وجدت نفسي الضائعة معها .. عثرت عليها لأول مرة .. ألقت بعملة معدنية في الهواء .. تعويذة حظ لم أفهمها .. ولم تكن عندي رغبة لأن أفهمها .. ملك وأللا كتابة ؟ .. كتابة ! .. فأنا .. لم أحلم أبداً أن أكون ملكاً .. ولا أحب الملوك .. في آخر لقاء لي معها أعطيتها تمثالاً من قش .. قفزت به كطفلة في الهواء كأنه تمثالاً من مرمر .. ثم أدرت ظهري لها ولم أعد .. أدرت ظهري في نفس اللحظة التي أردت أن أعانقها فيها عناقاً محفوفاً بالخلود .. عناقاً يتوقف فيه الزمن ولا يتوقف فيه الحس .. هي أجبرتني بروعتها كأنثى أن .. أدرك مدى عدم استحقاقي لها كرجل .. خشيت أن تضيع مشاعرها الرطبة المليئة بالحياة .. والجمال .. والطفولة .. داخل ( خراب ) يابس ملئ بالجنون .. وبعد زمن .. حين عادت تبحث .. أو ربما تثأر .. من تحت قناع مزيف .. أسم مزيف .. جغرافيا مزيفة .. راودني الحنين لها مرة أخرى .. لكنني .. وجدت نفسي .. أمارس معها من جديد .. دور .. عبيط القرية !!

أعطيتها تمثالاً من قش

قال لي: 

ليست مجرد إمرأة .. من المؤلم أن تمر بتجربة مع عودة وجه تعرفه .. تحبه .. تحن إلي لحظة كانت لك معه .. بينما يرتدي أسفل وجهه الحقيقي أقنعة .. أوجه مزيفة وأسماء مزيفة وجغرافيا مزيفة .. أمرأة .. لكنها في عذوبة الياسمين .. لا شك أنها تجيد التنكر .. تجيد التشكل .. الإبداع .. أما أنا .. فأجيد الإختباء والتخفي والمراوغة .. وبالرغم من أني لا أعرفني .. هي تعرفني جيداً .. ربما تصورت أن اختبائها وراء قناع لن يجعلني أتعرف عليها .. لكن .. حركة يديها .. أنفاسها .. نبرة صوتها .. أعرفها أنا جيداً .. لكنها مادامت قد تخفت وراء وجه وأسم وجغرافيا مزيفة .. فهي حتماً تدفعني لتأدية دور ( عبيط القرية ) معها .. فمارست معها دور (عبيط القرية ) الذي رسمته هي لي .. كان قبولي لهذا الدور عن قناعة لأسباب أهمها .. ربما عادت لتثأر مني كأمرأة .. أنا بحاجة لأن تثأر مني كأمرأة .. فقررت أن لا أحادثها تليفونياً حتى لا ينكشف أمر ( اللعبة ) من أول مشهد تمثيلي بيننا رسمته هي وبدأته .. أنا لا أحب التمثيل .. فأنا فاشل فيه تماماً .. ولكن .. ( هل مررت بتجربة حب حقيقية ودفعك الخوف أن لا تستمر فيها رغم رغبتك الشديدة في أن تستمر ؟) .. ( هل جربت أن تجد إمرأة كأنها أنت .. تحدثك وكأنك تتحدث مع نفسك ثم .. من شدة التعلق .. تقرر الإنتحار ؟) .. أنا مجنون حتماً .. لكنني لستُ مفعماً بالغرابة ! .. لست أنا الشخص المحافظ .. لست كل هؤلاء الفرسان الذين تحكي عنهم حكايات الجدة .. لست ُ نبياً .. ولا ملكاً .. ولا مليونيراً .. ربما أنا شخص ( غبي ) يخشى السعادة ! .. شخص لا يعرف قيمة أن يكون محاطاً بحب إمرأة ( حقيقية ) .. أو ربما إسعاد إمراة حقيقية .. على شاطئ البحر معها .. في مطعم أختارته هي .. وجدت نفسي الضائعة معها .. عثرت عليها لأول مرة .. ألقت بعملة معدنية في الهواء .. تعويذة حظ لم أفهمها .. ولم تكن عندي رغبة لأن أفهمها .. ملك وأللا كتابة ؟ .. كتابة ! .. فأنا .. لم أحلم أبداً أن أكون ملكاً .. ولا أحب الملوك .. في آخر لقاء لي معها أعطيتها تمثالاً من قش .. قفزت به كطفلة في الهواء كأنه تمثالاً من مرمر .. ثم أدرت ظهري لها ولم أعد .. أدرت ظهري في نفس اللحظة التي أردت أن أعانقها فيها عناقاً محفوفاً بالخلود .. عناقاً يتوقف فيه الزمن ولا يتوقف فيه الحس .. هي أجبرتني بروعتها كأنثى أن .. أدرك مدى عدم استحقاقي لها كرجل .. خشيت أن تضيع مشاعرها الرطبة المليئة بالحياة .. والجمال .. والطفولة .. داخل ( خراب ) يابس ملئ بالجنون .. وبعد زمن .. حين عادت تبحث .. أو ربما تثأر .. من تحت قناع مزيف .. أسم مزيف .. جغرافيا مزيفة .. راودني الحنين لها مرة أخرى .. لكنني .. وجدت نفسي .. أمارس معها من جديد .. دور .. عبيط القرية !!

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

الروح والنفس والجسد ( مثلث الذات الكثيفة )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
أقسم لي أحدهم وكان سائحا فرنسيا أنه رآني في مدريد عاصمة أسبانيا وجلس معي في فندق بشارع انطونيو بأحد أحياء مدريد وتحدثنا وشربنا وأكلنا لمدة تزيد عن عشرة أيام في هذا الفندق حيث كنت في زيارة وسياحة هناك وأنه لم يكن يدري أني مصري حتى رآني بالصدفة في القاهرة!

(( لا تثقب الوعي في عقول الجهلاء ليقتلونك ))
الكثيف والخفيف واللطيف، تلك هي معطيات الذات البشرية المعقدة، معطيات الوجود العرضي المشروط بزمن محدد، ذلك الوجود الذي يبدأ بالنور وينتهي بظل النقطة، وحيث النقطة وصلة منه إليه، وصلة ما قبل الإرادة والخاطر، قبل الزمن والمسافة، الحركة والسكون، حيث لم يكن سوى هو .. هو فقط قبل كن ووعاء يكون.
والعقل علامة تدل على ذاتك، وليس جزءاً منك، ولو كان العقل جزءا منك لكان حجة عليك سواء حمل وعيا أو لم يحو، لذا فليس على المجنون مسئولية وإنما المسئولية تقع على الوعي الدال على الذات في وعاء العقل.
وقبل الحديث عن الذات بأنواعها والحياة والموت والوجود الأبدي المشروط للإنسان وكونه موجوداً لا يزول بزوال موت الجسد ولكنه باق ببقاء النفس أو ربما غير موجود على الإطلاق وأن ما يحدث فينا هو مجرد تداخل لموجات كثيفة اتحدت مع عنصر الأرض الترابي فكونت ما نظنه نحن أنه نحن، بينما نحن هم، أو ربما نحن وهم لسنا إلا مشروع قابل للبث في كلمة من كلمات هو، حيث لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل وإنما الآن، الآن فقط، ذلك الآن الذي تتواجد فيه الموجات الخفيفة متجمعة أو متفرقة في تداخل مذهل وحيوي وحيث هذا التداخل لتلك الموجات وحركتها وانعكاساتها واختراقها وظهورها واختفائها هو ما يمكن أن نطلق عليه حياة، وهل البشر مصنفون؟ بمعنى هل هناك بشر عادية أصحاب موجات أشبه بموجات الراديو الطويلة ذات المدى المحدود وبشر آخرين أصحاب موجات شديدة الإشعاع كموجات المايكروويف يستطيعون خرق حاجز الزمان والمكان لدوائر أخرى ومحيط آخر وعالم آخر في نفس الوقت الذي يكونون فيه معنا؟ هل أنت موجود في أكثر من مكان في ذات الوقت؟ وهل أنت تمثل ذات واحدة أم تمثل مجموعة كبيرة من الذوات كل واحدة منها تعيش في مكان آخر غير الذي تحيا فيه الأخرى؟ وهل مقولة " يخلق من الشبه أربعين" حقيقية ومن ثم فهناك أربعين ذات بأربعين نفس تأخذ ملامح شخص واحد، أم أن هناك شخص واحد يعيش في أربعين رداء في نفس اللحظة وفي أربعين مكان في العالم المحدود وربما العالم اللامحدود " الخارجي " أيضا؟ وهل أنت أنت في حال كونك موزع على أربعين شخص بنفس واحدة أم انك مجرد صورة من تلك الأربعين صورة من الذات الأم التي تحيا بعيدا عنك في مكان آخر؟ وهل بموت وفناء جسد الذات الأم تفنى صور الذوات الفرعية؟ وهل بعد فناء الجسد المادي وبقاء النفس المتوفاة معلقة بين الروح العظيمة وبين عالم الوجود المادي ستظل تبث حيوتها فتراها الأجساد التي لم تفن؟ لماذا نرى أقاربنا الذين رحلوا عنا وإذا ذكرنا هذا اتهمنا البعض بالجنون؟ وهل من سكنت أجسادهم وفنت يعيشون بيننا بالفعل من خلال أنفسهم الباقية والتي لم تفن ويتصلوا بنا بالفعل وكأنهم لم يرحلوا عنا أساسا؟ 
أقسم لي أحدهم وكان سائحا فرنسيا أنه رآني في مدريد عاصمة أسبانيا وجلس معي في فندق بشارع انطونيو بأحد أحياء مدريد وتحدثنا وشربنا وأكلنا لمدة تزيد عن عشرة أيام في هذا الفندق حيث كنت في زيارة وسياحة هناك وأنه لم يكن يدري أني مصري حتى رآني بالصدفة في القاهرة وأني أتحدث العربية والأسبانية بطلاقة بل وغضب مني حينما أجبته بالانجليزية أني أول مرة أراه فيها وأن علاقتي باللغة الأسبانية أشبه بزواج الابن من أمه يعني مستحيلة وأني لا أعرف أنطونيو ولا كليوباترا ولا أعرف اسبانيا أصلاً إلا من بعض كتب التاريخ وغزوة طارق ابن زياد وأنها ملتصقة بالمغرب التصاق الرضيع بأمة الشرعية.. وهنا رد بفظاظة وقال لي أني أريد أن أقنعه بأنه مجنون، وأقسم مرة أخرى أنه رآني واكل وشرب معي ولكني أنا المجنون وتركني وذهب وهو في قمة غيظه وحقده.
هذه الحكاية كانت تقريبا في عام 87 وكنت وقتها متخرجا حديثا من كلية الهندسة ابحث عن عمل ومستقبل ونسيت حادثة الرجل الفرنسي تماماً.
في عام 98 كانت المرة الأولى التي أسافر فيها خارج مصر إلى الولايات المتحدة، وفي 5 سبتمبر عام 1999 كنت في مدينة بيتسبيرج وتحديدا في مستشفى الرحمة استخرج شهادة ميلاد لأبني الأصغر.
كان لزاما أن أذهب إلى طبيبة القسم أولا في عنبر الولادة لأعطيها بعض الأوراق ثم تقوم هي بتوجيهي إلى القسم المسئول عن استخراج شهادة الميلاد، وحين دخلت مكتب الطبيبة قامت من كرسيها صارخة وكأنها تعرفني منذ زمن ونطقت باسم عجيب في الغالب ليس انجليزيا وهي تفتح ذراعيها، فنظرت حولي حتى استبين من الذي دخل ورائي وتعرفه هذه المرأة بهذه الدرجة الحميمية التي وصلت للأحضان دون الاهتمام بوجودي من عدمه، ولكني لم أجد سواي في المكتب!.
اندهشت الطبيبة من برودي اللامتناهي، وللحق لم يكن بروداً ولكن دهشة عظيمة توقفت معها كل أدوات التفكير عندي، وسألتني ثلاث مرات ألست أنا فلان، بينما أقسمت لها في الثلاث مرات أنني لست هذا ألفلان، والمدهش الذي تخطى حاجز الدهشة عندي لحاجز الذهول أنها أكدت لي معرفتها بي في فندق بشارع انطونيو بمدريد وهو نفس الشارع الذي ذكره الفرنسي في القاهرة ولكن ليست هذه المرة سائحا ولكني هذه المرة كنت مواطناً أسبانياً شيوعيا يفضل أن يشرب القهوة الصباحية في كافيتيريا هذا الفندق الرخيص يوميا تقريباً وأنها كانت في زيارة سياحية هناك وكانت تقيم في هذا الفندق وتعارفنا في الكافيتريا الخاصة بذلك الفندق الرخيص وأن الذي شدها لي ولحديثي في اسبانيا كوني – على حد قولها – ثوري يساري، بل أنها ظنت في بداية الأمر أني أكذب عليها لأتهرب من شئ ما ، ولم تصدق دعواي في اني لست ذلك الشخص الذي تتحدث عنه إلا بعد أن أخرجت لها بطاقتي الأمريكية وجواز سفري المصري ورغبتي في استخراج شهادة ميلاد لأبني من زوجتي المصرية، وتركتها وهي في دهشة وذهول ربما أعظم من دهشتي وذهولي وغادرت بعدها المستشفى للأبد... إنها مسألة عجيبة فعلاً.
كان ذلك في صيف عام 2004 وقبل سفري إلى مصر بأسابيع عائداً من الولايات المتحدة، وكنت أرغب في شراء بعض الفيتامينات والأدوية التي لا وجود لها في مصر لبعض الأقارب والأصدقاء.
ركنت سيارتي في ساحة صيدلية اسمها "سي في اس" على ناصية شارع اسمه فوربس أفينيو بذات المدينة " بيتسبيرج"، وكنت في طريقي – مترجلاً – لدخول الصيدلية وكان الوقت يقترب من الظلام إلا قليلا وحيث بدأت أعمدة الشارع تضئ الواحدة بعد الأخرى.
حينما وصلت بالقرب من باب الصيدلية المواجه تماما لشارع " فوربس" وجدت امرأة سوداء في الثامنة والعشرين أو ربما الثلاثين من عمرها تقود سيارة وبجوارها امرأة أخرى من نفس عمرها ووجدت المرأة التي تمسك بعجلة القيادة تخرج رأسها كله من النافذة وهي تصيح بأعلى صوتها أسباني قذر .. أسباني قذر، وكثير من الشتائم القبيحة والسافلة هذا إلى جانب إشارات سافلة بأصبع يدها وهي موتورة وحاقدة وغاضبة غضبا يكفي لحرق مدينة بأكملها.
نظرت إليها من باب الفضول وأنا أسير داخلا إلى الصيدلية والعجيب أني لاحظت أنها تنظر لي وكأنني المقصود بكل تلك الشتائم.
على أي حال أنا لا أعرفها والوحيدة السوداء التي كنت اعرفها في حياتي كانت فتاه تدعى زينب ابنة احد الدبلوماسيين بالسفارة السنغالية بالقاهرة أيام أن كنا طلبة في جامعة القاهرة، وغير ذلك لاعلاقة لي ولا أعرف أحدا قط.
ملأني الاطمئنان أنني لست أنا المقصود ودخلت الصيدلية.
أخذت أسير بين الأرفف استطلع أسماء الأدوية والفيتامينات قرابة عشرون دقيقة وقد استقر الأمر بي لشراء بعض اللوازم بالفعل وذهبت لكي ادفع ثمن ما اشتريته.
كان يقف بجوار طابور الدفع رجل شرطة " سمين قليلاً" ويمسك بيده جهازا أشبه باللاسلكي تصدر منه أصواتاً عجيبة، وكانت المرأة السوداء تقف بجوار الباب الداخلي للصيدلية تنظر لرجل الشرطة ومن باب عجب تنظر لي أيضاً وهي في غاية التوتر والغضب.
إنه أمر لا يعنيني على أي حال.
أقترب مني رجل الشرطة بعد إيماءة خفيفة له من المرأة السوداء الواقفة بجوار الباب، وسألني بأدب جم: هل لي أن أتفحص رخصة قيادتك ياسيدي؟
أجبت: بالطبع، وأحسست أنه عملا روتينيا خاصة فيما يتعلق بالتدقيق الأمني بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر وان رجال الشرطة من حقهم أن يستوقفوا من شاءوا في أي وقت شاءوا كنوع من أنواع دواعي الأمن.
نظر الشرطي في رخصة القيادة وسألني بأدب أكثر: أنت اسمك محيي الدين؟ .. من أي بلد أنت؟ 
فقلت له من مصر، فاعتذر عن تصرفه وأعطاني الرخصة وكاد ينصرف ولكني وببرود المواقف الصعبة التي ينتابني دائما حينما تكون هناك أمورا سيئة تدور من حولي سألته: ماذا يحدث؟ فأجابني أن تلك المرأة السوداء الواقفة بجوار الباب الداخلي للصيدلية تظن أنك فتاها السابق الاسباني وأنك تطاردها لسبب ما، ثم أعقب بقوله .. يمكنك أن تقاضيها إن شئت، فشكرته وأنا اردد: لا ..لا .. لا.
خرجت من الصيدلية وأنا لا أفهم شيئاً، دارت الذاكرة بداخلي للخلف واسترجعت لقاء الرجل الفرنسي بالقاهرة والطبيبة بمستشفى الولادة وهذه السيدة السوداء.
عدت إلى القاهرة في أغسطس من عام 2004 وتغير في القاهرة كل شئ بداخلي، لم أعد أتذكر من رحلة أميركا على مدار سبعة سنوات تقريبا سوى أن احمد ابني الأصغر يحمل الجنسية الأمريكية، وما عدا ذلك لا أتذكره على الإطلاق ربما لأنني ذبت في أحضان محبوبتي الوحيدة في هذا الكون مصر وحيث نسيت في سحر عناقها الدافئ كل بلاد الدنيا التي بلا سحر وإن ظل في خاطري ذلك الذهول الباقي من الحوادث السابقة وذلك السؤال الغامض الذي يحتويني : هل أنا أحيا بالفعل في عدة أمكنة مختلفة في العالم في نفس الوقت؟ أم أنني اسباني حقاً ولا أدري ذلك!.

الروح والنفس والجسد ( مثلث الذات الكثيفة )

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
أقسم لي أحدهم وكان سائحا فرنسيا أنه رآني في مدريد عاصمة أسبانيا وجلس معي في فندق بشارع انطونيو بأحد أحياء مدريد وتحدثنا وشربنا وأكلنا لمدة تزيد عن عشرة أيام في هذا الفندق حيث كنت في زيارة وسياحة هناك وأنه لم يكن يدري أني مصري حتى رآني بالصدفة في القاهرة!

(( لا تثقب الوعي في عقول الجهلاء ليقتلونك ))
الكثيف والخفيف واللطيف، تلك هي معطيات الذات البشرية المعقدة، معطيات الوجود العرضي المشروط بزمن محدد، ذلك الوجود الذي يبدأ بالنور وينتهي بظل النقطة، وحيث النقطة وصلة منه إليه، وصلة ما قبل الإرادة والخاطر، قبل الزمن والمسافة، الحركة والسكون، حيث لم يكن سوى هو .. هو فقط قبل كن ووعاء يكون.
والعقل علامة تدل على ذاتك، وليس جزءاً منك، ولو كان العقل جزءا منك لكان حجة عليك سواء حمل وعيا أو لم يحو، لذا فليس على المجنون مسئولية وإنما المسئولية تقع على الوعي الدال على الذات في وعاء العقل.
وقبل الحديث عن الذات بأنواعها والحياة والموت والوجود الأبدي المشروط للإنسان وكونه موجوداً لا يزول بزوال موت الجسد ولكنه باق ببقاء النفس أو ربما غير موجود على الإطلاق وأن ما يحدث فينا هو مجرد تداخل لموجات كثيفة اتحدت مع عنصر الأرض الترابي فكونت ما نظنه نحن أنه نحن، بينما نحن هم، أو ربما نحن وهم لسنا إلا مشروع قابل للبث في كلمة من كلمات هو، حيث لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل وإنما الآن، الآن فقط، ذلك الآن الذي تتواجد فيه الموجات الخفيفة متجمعة أو متفرقة في تداخل مذهل وحيوي وحيث هذا التداخل لتلك الموجات وحركتها وانعكاساتها واختراقها وظهورها واختفائها هو ما يمكن أن نطلق عليه حياة، وهل البشر مصنفون؟ بمعنى هل هناك بشر عادية أصحاب موجات أشبه بموجات الراديو الطويلة ذات المدى المحدود وبشر آخرين أصحاب موجات شديدة الإشعاع كموجات المايكروويف يستطيعون خرق حاجز الزمان والمكان لدوائر أخرى ومحيط آخر وعالم آخر في نفس الوقت الذي يكونون فيه معنا؟ هل أنت موجود في أكثر من مكان في ذات الوقت؟ وهل أنت تمثل ذات واحدة أم تمثل مجموعة كبيرة من الذوات كل واحدة منها تعيش في مكان آخر غير الذي تحيا فيه الأخرى؟ وهل مقولة " يخلق من الشبه أربعين" حقيقية ومن ثم فهناك أربعين ذات بأربعين نفس تأخذ ملامح شخص واحد، أم أن هناك شخص واحد يعيش في أربعين رداء في نفس اللحظة وفي أربعين مكان في العالم المحدود وربما العالم اللامحدود " الخارجي " أيضا؟ وهل أنت أنت في حال كونك موزع على أربعين شخص بنفس واحدة أم انك مجرد صورة من تلك الأربعين صورة من الذات الأم التي تحيا بعيدا عنك في مكان آخر؟ وهل بموت وفناء جسد الذات الأم تفنى صور الذوات الفرعية؟ وهل بعد فناء الجسد المادي وبقاء النفس المتوفاة معلقة بين الروح العظيمة وبين عالم الوجود المادي ستظل تبث حيوتها فتراها الأجساد التي لم تفن؟ لماذا نرى أقاربنا الذين رحلوا عنا وإذا ذكرنا هذا اتهمنا البعض بالجنون؟ وهل من سكنت أجسادهم وفنت يعيشون بيننا بالفعل من خلال أنفسهم الباقية والتي لم تفن ويتصلوا بنا بالفعل وكأنهم لم يرحلوا عنا أساسا؟ 
أقسم لي أحدهم وكان سائحا فرنسيا أنه رآني في مدريد عاصمة أسبانيا وجلس معي في فندق بشارع انطونيو بأحد أحياء مدريد وتحدثنا وشربنا وأكلنا لمدة تزيد عن عشرة أيام في هذا الفندق حيث كنت في زيارة وسياحة هناك وأنه لم يكن يدري أني مصري حتى رآني بالصدفة في القاهرة وأني أتحدث العربية والأسبانية بطلاقة بل وغضب مني حينما أجبته بالانجليزية أني أول مرة أراه فيها وأن علاقتي باللغة الأسبانية أشبه بزواج الابن من أمه يعني مستحيلة وأني لا أعرف أنطونيو ولا كليوباترا ولا أعرف اسبانيا أصلاً إلا من بعض كتب التاريخ وغزوة طارق ابن زياد وأنها ملتصقة بالمغرب التصاق الرضيع بأمة الشرعية.. وهنا رد بفظاظة وقال لي أني أريد أن أقنعه بأنه مجنون، وأقسم مرة أخرى أنه رآني واكل وشرب معي ولكني أنا المجنون وتركني وذهب وهو في قمة غيظه وحقده.
هذه الحكاية كانت تقريبا في عام 87 وكنت وقتها متخرجا حديثا من كلية الهندسة ابحث عن عمل ومستقبل ونسيت حادثة الرجل الفرنسي تماماً.
في عام 98 كانت المرة الأولى التي أسافر فيها خارج مصر إلى الولايات المتحدة، وفي 5 سبتمبر عام 1999 كنت في مدينة بيتسبيرج وتحديدا في مستشفى الرحمة استخرج شهادة ميلاد لأبني الأصغر.
كان لزاما أن أذهب إلى طبيبة القسم أولا في عنبر الولادة لأعطيها بعض الأوراق ثم تقوم هي بتوجيهي إلى القسم المسئول عن استخراج شهادة الميلاد، وحين دخلت مكتب الطبيبة قامت من كرسيها صارخة وكأنها تعرفني منذ زمن ونطقت باسم عجيب في الغالب ليس انجليزيا وهي تفتح ذراعيها، فنظرت حولي حتى استبين من الذي دخل ورائي وتعرفه هذه المرأة بهذه الدرجة الحميمية التي وصلت للأحضان دون الاهتمام بوجودي من عدمه، ولكني لم أجد سواي في المكتب!.
اندهشت الطبيبة من برودي اللامتناهي، وللحق لم يكن بروداً ولكن دهشة عظيمة توقفت معها كل أدوات التفكير عندي، وسألتني ثلاث مرات ألست أنا فلان، بينما أقسمت لها في الثلاث مرات أنني لست هذا ألفلان، والمدهش الذي تخطى حاجز الدهشة عندي لحاجز الذهول أنها أكدت لي معرفتها بي في فندق بشارع انطونيو بمدريد وهو نفس الشارع الذي ذكره الفرنسي في القاهرة ولكن ليست هذه المرة سائحا ولكني هذه المرة كنت مواطناً أسبانياً شيوعيا يفضل أن يشرب القهوة الصباحية في كافيتيريا هذا الفندق الرخيص يوميا تقريباً وأنها كانت في زيارة سياحية هناك وكانت تقيم في هذا الفندق وتعارفنا في الكافيتريا الخاصة بذلك الفندق الرخيص وأن الذي شدها لي ولحديثي في اسبانيا كوني – على حد قولها – ثوري يساري، بل أنها ظنت في بداية الأمر أني أكذب عليها لأتهرب من شئ ما ، ولم تصدق دعواي في اني لست ذلك الشخص الذي تتحدث عنه إلا بعد أن أخرجت لها بطاقتي الأمريكية وجواز سفري المصري ورغبتي في استخراج شهادة ميلاد لأبني من زوجتي المصرية، وتركتها وهي في دهشة وذهول ربما أعظم من دهشتي وذهولي وغادرت بعدها المستشفى للأبد... إنها مسألة عجيبة فعلاً.
كان ذلك في صيف عام 2004 وقبل سفري إلى مصر بأسابيع عائداً من الولايات المتحدة، وكنت أرغب في شراء بعض الفيتامينات والأدوية التي لا وجود لها في مصر لبعض الأقارب والأصدقاء.
ركنت سيارتي في ساحة صيدلية اسمها "سي في اس" على ناصية شارع اسمه فوربس أفينيو بذات المدينة " بيتسبيرج"، وكنت في طريقي – مترجلاً – لدخول الصيدلية وكان الوقت يقترب من الظلام إلا قليلا وحيث بدأت أعمدة الشارع تضئ الواحدة بعد الأخرى.
حينما وصلت بالقرب من باب الصيدلية المواجه تماما لشارع " فوربس" وجدت امرأة سوداء في الثامنة والعشرين أو ربما الثلاثين من عمرها تقود سيارة وبجوارها امرأة أخرى من نفس عمرها ووجدت المرأة التي تمسك بعجلة القيادة تخرج رأسها كله من النافذة وهي تصيح بأعلى صوتها أسباني قذر .. أسباني قذر، وكثير من الشتائم القبيحة والسافلة هذا إلى جانب إشارات سافلة بأصبع يدها وهي موتورة وحاقدة وغاضبة غضبا يكفي لحرق مدينة بأكملها.
نظرت إليها من باب الفضول وأنا أسير داخلا إلى الصيدلية والعجيب أني لاحظت أنها تنظر لي وكأنني المقصود بكل تلك الشتائم.
على أي حال أنا لا أعرفها والوحيدة السوداء التي كنت اعرفها في حياتي كانت فتاه تدعى زينب ابنة احد الدبلوماسيين بالسفارة السنغالية بالقاهرة أيام أن كنا طلبة في جامعة القاهرة، وغير ذلك لاعلاقة لي ولا أعرف أحدا قط.
ملأني الاطمئنان أنني لست أنا المقصود ودخلت الصيدلية.
أخذت أسير بين الأرفف استطلع أسماء الأدوية والفيتامينات قرابة عشرون دقيقة وقد استقر الأمر بي لشراء بعض اللوازم بالفعل وذهبت لكي ادفع ثمن ما اشتريته.
كان يقف بجوار طابور الدفع رجل شرطة " سمين قليلاً" ويمسك بيده جهازا أشبه باللاسلكي تصدر منه أصواتاً عجيبة، وكانت المرأة السوداء تقف بجوار الباب الداخلي للصيدلية تنظر لرجل الشرطة ومن باب عجب تنظر لي أيضاً وهي في غاية التوتر والغضب.
إنه أمر لا يعنيني على أي حال.
أقترب مني رجل الشرطة بعد إيماءة خفيفة له من المرأة السوداء الواقفة بجوار الباب، وسألني بأدب جم: هل لي أن أتفحص رخصة قيادتك ياسيدي؟
أجبت: بالطبع، وأحسست أنه عملا روتينيا خاصة فيما يتعلق بالتدقيق الأمني بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر وان رجال الشرطة من حقهم أن يستوقفوا من شاءوا في أي وقت شاءوا كنوع من أنواع دواعي الأمن.
نظر الشرطي في رخصة القيادة وسألني بأدب أكثر: أنت اسمك محيي الدين؟ .. من أي بلد أنت؟ 
فقلت له من مصر، فاعتذر عن تصرفه وأعطاني الرخصة وكاد ينصرف ولكني وببرود المواقف الصعبة التي ينتابني دائما حينما تكون هناك أمورا سيئة تدور من حولي سألته: ماذا يحدث؟ فأجابني أن تلك المرأة السوداء الواقفة بجوار الباب الداخلي للصيدلية تظن أنك فتاها السابق الاسباني وأنك تطاردها لسبب ما، ثم أعقب بقوله .. يمكنك أن تقاضيها إن شئت، فشكرته وأنا اردد: لا ..لا .. لا.
خرجت من الصيدلية وأنا لا أفهم شيئاً، دارت الذاكرة بداخلي للخلف واسترجعت لقاء الرجل الفرنسي بالقاهرة والطبيبة بمستشفى الولادة وهذه السيدة السوداء.
عدت إلى القاهرة في أغسطس من عام 2004 وتغير في القاهرة كل شئ بداخلي، لم أعد أتذكر من رحلة أميركا على مدار سبعة سنوات تقريبا سوى أن احمد ابني الأصغر يحمل الجنسية الأمريكية، وما عدا ذلك لا أتذكره على الإطلاق ربما لأنني ذبت في أحضان محبوبتي الوحيدة في هذا الكون مصر وحيث نسيت في سحر عناقها الدافئ كل بلاد الدنيا التي بلا سحر وإن ظل في خاطري ذلك الذهول الباقي من الحوادث السابقة وذلك السؤال الغامض الذي يحتويني : هل أنا أحيا بالفعل في عدة أمكنة مختلفة في العالم في نفس الوقت؟ أم أنني اسباني حقاً ولا أدري ذلك!.

الأربعاء، 7 يوليو 2010

قراءة أولية في حوار شيخ الأزهر

كتب: محيي الدين ابراهيم 
الشيخ الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب من مواليد 6 يناير 1946، وقد تولى مشيخة الجامع الأزهر منذ 19 مارس 2010. كما أنه كان الرئيس السابق لجامعة الأزهر، ومفتي سابق للديار المصرية. 
والدكتور احمد الطيب هو احد رجالات الأزهر المعتدلين وليس ذلك فحسب بل ومن رجالاته الأقوياء أيضاً الذين يؤمنون ويريدون تطبيق منهج الاعتدال والوسطية بقوة بعدما تفشت في المجتمع – بعد غياب دور الأزهر لفترة – روح التشدد الديني والتي كان من أهم نتائجها السلبية رفض الآخر، ومن ثم ظهور ما يسمى بالفتنة الطائفية، وهو الأمر الذي مرجعه الوحيد غياب دور الفقهاء المعتدلين أبناء الأزهر الشريف، أو سحب البساط من تحت أرجلهم. 
إنني أؤمن أن أي تغيير في أي امة يبدأ أولا من مؤسساتها الدينية، وأن المؤسسة الدينية في مصر تحديداً سواء كانت تلك المؤسسة إسلامية أو مسيحية لابد أن يكون من هو على رأس إدارتها رجل قوي يتمتع بنفوذ قوي عند الخاصة والعامة على السواء، وربما هذا ما نستشعره بتفاؤل في شخصية الدكتور احمد الطيب وتاريخه الذي يشهد له بقوة الشكيمة واصرارة على الحق وإدارة دفة الأمة باعتدال مع من يديرونها بالفعل. 
وربما يأتي تفاؤلنا مع هذا الرجل نابعاً من إدراكه للمسائل التي من شأنها تهييج الأمة وتجنبها بالإصلاح والتصدي بدلا من الصمت والتغاضي وأهمها ملف الفتنة الطائفية وكذلك تطبيع العلاقات بين الأزهر وحاخامات إسرائيل، والملف الأول للأسف تعامل معه الشيخ طنطاوي رحمه الله بالصمت وربما بكثير من الميوعة وهو الأمر الذي هيج مشاعر الكثير من أبناء الأمة ولا أقول المسيحيين فقط ولكن المسيحيين والمسلمين على السواء لخطورة ذلك الملف وضرورة أن كان يجب اتخاذ قرارات أكثر قوة وتفاعلية عن تركها والصمت عنها ومصافحة القساوسة للمشايخ في كل مناسبة وبدون مناسبة الأمر الذي ضاعف من حجمها حتى كدنا مع تفشيها نكاد نؤمن بأنها صارت مستحيلة الحل، ولكن جاءنا الدكتور احمد الطيب ليعلن على الملأ وبقوة لا تحتمل التراجع أثناء حواره الهام مع الأستاذ الصحفي الكبير مكرم محمد احمد في أنه مع بابا الأقباط في أن الإسلام يترك للأقباط تنظيم أحوالهم الشخصية، وهو بهذا التصريح الذي أؤمن انه لم يصدره " للطبطبة" أو لمداعبة مشاعر الأقباط بل للفصل ومراعاة الفصل بين ماهو مدني وماهو ديني حفاظا على روح الأمة والوطن، لأني اعلم من تاريخ هذا الرجل انه شخصية قوية لم تصدر كلمة من فمه إلا وكان يؤمن بما يقوله فيها ويؤمن معها بأن لديه القدرة على تنفيذها وبحسم، كما أنها رسالة في غاية الأهمية قرأنا فيها ما معناه أرفعوا أيديكم عن الأقباط فهم ونحن سدا ولحمة الوطن ان انفلتت منه فسيلة تمزق نسيج الوطن كله. 
الأمر الثاني الذي جاء على لسان الدكتور احمد الطيب هو تصريحه الذي قال فيه بالحرف الواحد: لن أستقبل حاخامات اليهود ولن أصافح بيريز، وهذا التصريح حينما نحلله التحليل الواجب نجد أنه تصريحاً لاعلاقة له باسرائيل ولا برفض أو قبول معاهدة السلام من عدمه، ولكن لهذا الرجل بصيرة ثاقبة ونافذة تجعله يحافظ على مشاعر الناس الغاضبة من تصرفات اسرائيل فلا يصافح من أجلها حاخامات اسرائل او بيريز، خاصة وهو على رأس اعلى مؤسسة دينية اسلامية في العالم ومن ثم فلايجوز أن تصنع تلك المؤسسة الكبرى خصومة بينها وبين رعاياها الذين أن فقدوا الثقة فيها استحالت السيطرة عليهم، وهي مسألة اعتبرها انجازا عظيماً للدكتور احمد إذ اعلن فيه للناس أنه ماجاء إلا لإعادة بناء الثقة بينهم وبين مؤسستهم الدينية من جديد وهو الأمر الذي فشل فيه الشيخ طنطاوي رحمه الله. 
إن مسألة مصافحة حاخامات اسرائيل ورؤساء وزرائها ليست بأمر ذا القيمة بالنسبة لمؤسسة دينية اسلامية يصب دورها فقط في الشأن الديني والنصح السياسي، لذا فإن الدكتور احمد يعلن أن مصافحة اسرائيل أمر معني بالساسة وأنه لن يقبل اقحام مؤسسة الأزهر في تلك المسائل – على الأقل الآن – حفاظاً على مشاعر الملايين خاصة وأن رأس المؤسسة المسيحية في مصر وهو البابا شنودة كان قد أعلن منذ سنوات انه لن يدخل القدس إلا ويده في يد أخيه المسلم. 
إن الحوار الذكي والأكثر من رائع الذي أجراه الأستاذ مكرم محمد احمد مع الدكتور احمد الطيب هو اكبر بقعة ضوء مرت علينا منذ سنوات، لأن ذلك الحوار دل على أن التغيير قادم وبدأ بالفعل بوجه هذا الشيخ الجليل. 
أما المسألة الأخرى التي أعلن عنها الدكتور أحمد ولم يجرؤ أحدا قبله أن يعلنها أو حتى يتطرق لها هي رمزية السيف للإسلام حيث قال: الشيخ‏:‏ ليس صحيحا أن الحضارة الإسلامية فرضت نفسها علي العالم بحد السيف‏,‏ الإسلام انتشر في العالم لأنه دين الفطرة ودين العقل الذي خاطب عقول الناس وقلوبهم‏,‏ وساوي بين البشر ودعا إلي العدل‏,‏ ولا يصلح السيف رمزا للإسلام لأن الإسلام رحمة وعدل‏,‏ والمسلم لا يحمل سيفه عدوانا علي الآخرين‏,‏ وإنما يحمله للدفاع عن الأرض والوطن والعقيدة والإسلام يحض المسلم علي أن يكون قويا قادرا علي الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه‏,‏ لكنه لا يحرضه علي العدوان علي الآخرين، إن الدكتور أحمد بهذا الإعلان يوجه لطمة قوية لأصحاب الألوية التي ترسم السيوف وتحض على الكراهية ونبذ الآخر وهي رسالة لاتحتاج إلى شرح أو تضييع الوقت فيمن كان يقصد الدكتور احمد بقدر ماتحتاج منا إلى أن نستشعر الإطمئنان لظهور نجم قوي مضئ في سماء أهم مؤسسة دينية لأهم دولة في الشرق الأوسط وهي مصر. 
أخيراً يحضرني حديث سيدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال: إذا ضاقت فأستبشر خيراً، والوضع في مصر ضاق حتى إلتحمت فيه صدور الناس بظهورهم من شدة البأس، لكن مايجعلنا نستبشر خيرا في ظل ذلك الضيق وأن الغد المشرق قادم ظهور مثل ذلك الوجه المضئ للشيخ الجليل احمد الطيب أطال الله في عمره وألهمه السداد والقوة في تنفيذ مايراه في صالح الناس لأننا منذ زمن كنا بحاجة لرجل في مثل قوة ذلك الرجل الطيب. 

قراءة أولية في حوار شيخ الأزهر

كتب: محيي الدين ابراهيم 
الشيخ الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب من مواليد 6 يناير 1946، وقد تولى مشيخة الجامع الأزهر منذ 19 مارس 2010. كما أنه كان الرئيس السابق لجامعة الأزهر، ومفتي سابق للديار المصرية. 
والدكتور احمد الطيب هو احد رجالات الأزهر المعتدلين وليس ذلك فحسب بل ومن رجالاته الأقوياء أيضاً الذين يؤمنون ويريدون تطبيق منهج الاعتدال والوسطية بقوة بعدما تفشت في المجتمع – بعد غياب دور الأزهر لفترة – روح التشدد الديني والتي كان من أهم نتائجها السلبية رفض الآخر، ومن ثم ظهور ما يسمى بالفتنة الطائفية، وهو الأمر الذي مرجعه الوحيد غياب دور الفقهاء المعتدلين أبناء الأزهر الشريف، أو سحب البساط من تحت أرجلهم. 
إنني أؤمن أن أي تغيير في أي امة يبدأ أولا من مؤسساتها الدينية، وأن المؤسسة الدينية في مصر تحديداً سواء كانت تلك المؤسسة إسلامية أو مسيحية لابد أن يكون من هو على رأس إدارتها رجل قوي يتمتع بنفوذ قوي عند الخاصة والعامة على السواء، وربما هذا ما نستشعره بتفاؤل في شخصية الدكتور احمد الطيب وتاريخه الذي يشهد له بقوة الشكيمة واصرارة على الحق وإدارة دفة الأمة باعتدال مع من يديرونها بالفعل. 
وربما يأتي تفاؤلنا مع هذا الرجل نابعاً من إدراكه للمسائل التي من شأنها تهييج الأمة وتجنبها بالإصلاح والتصدي بدلا من الصمت والتغاضي وأهمها ملف الفتنة الطائفية وكذلك تطبيع العلاقات بين الأزهر وحاخامات إسرائيل، والملف الأول للأسف تعامل معه الشيخ طنطاوي رحمه الله بالصمت وربما بكثير من الميوعة وهو الأمر الذي هيج مشاعر الكثير من أبناء الأمة ولا أقول المسيحيين فقط ولكن المسيحيين والمسلمين على السواء لخطورة ذلك الملف وضرورة أن كان يجب اتخاذ قرارات أكثر قوة وتفاعلية عن تركها والصمت عنها ومصافحة القساوسة للمشايخ في كل مناسبة وبدون مناسبة الأمر الذي ضاعف من حجمها حتى كدنا مع تفشيها نكاد نؤمن بأنها صارت مستحيلة الحل، ولكن جاءنا الدكتور احمد الطيب ليعلن على الملأ وبقوة لا تحتمل التراجع أثناء حواره الهام مع الأستاذ الصحفي الكبير مكرم محمد احمد في أنه مع بابا الأقباط في أن الإسلام يترك للأقباط تنظيم أحوالهم الشخصية، وهو بهذا التصريح الذي أؤمن انه لم يصدره " للطبطبة" أو لمداعبة مشاعر الأقباط بل للفصل ومراعاة الفصل بين ماهو مدني وماهو ديني حفاظا على روح الأمة والوطن، لأني اعلم من تاريخ هذا الرجل انه شخصية قوية لم تصدر كلمة من فمه إلا وكان يؤمن بما يقوله فيها ويؤمن معها بأن لديه القدرة على تنفيذها وبحسم، كما أنها رسالة في غاية الأهمية قرأنا فيها ما معناه أرفعوا أيديكم عن الأقباط فهم ونحن سدا ولحمة الوطن ان انفلتت منه فسيلة تمزق نسيج الوطن كله. 
الأمر الثاني الذي جاء على لسان الدكتور احمد الطيب هو تصريحه الذي قال فيه بالحرف الواحد: لن أستقبل حاخامات اليهود ولن أصافح بيريز، وهذا التصريح حينما نحلله التحليل الواجب نجد أنه تصريحاً لاعلاقة له باسرائيل ولا برفض أو قبول معاهدة السلام من عدمه، ولكن لهذا الرجل بصيرة ثاقبة ونافذة تجعله يحافظ على مشاعر الناس الغاضبة من تصرفات اسرائيل فلا يصافح من أجلها حاخامات اسرائل او بيريز، خاصة وهو على رأس اعلى مؤسسة دينية اسلامية في العالم ومن ثم فلايجوز أن تصنع تلك المؤسسة الكبرى خصومة بينها وبين رعاياها الذين أن فقدوا الثقة فيها استحالت السيطرة عليهم، وهي مسألة اعتبرها انجازا عظيماً للدكتور احمد إذ اعلن فيه للناس أنه ماجاء إلا لإعادة بناء الثقة بينهم وبين مؤسستهم الدينية من جديد وهو الأمر الذي فشل فيه الشيخ طنطاوي رحمه الله. 
إن مسألة مصافحة حاخامات اسرائيل ورؤساء وزرائها ليست بأمر ذا القيمة بالنسبة لمؤسسة دينية اسلامية يصب دورها فقط في الشأن الديني والنصح السياسي، لذا فإن الدكتور احمد يعلن أن مصافحة اسرائيل أمر معني بالساسة وأنه لن يقبل اقحام مؤسسة الأزهر في تلك المسائل – على الأقل الآن – حفاظاً على مشاعر الملايين خاصة وأن رأس المؤسسة المسيحية في مصر وهو البابا شنودة كان قد أعلن منذ سنوات انه لن يدخل القدس إلا ويده في يد أخيه المسلم. 
إن الحوار الذكي والأكثر من رائع الذي أجراه الأستاذ مكرم محمد احمد مع الدكتور احمد الطيب هو اكبر بقعة ضوء مرت علينا منذ سنوات، لأن ذلك الحوار دل على أن التغيير قادم وبدأ بالفعل بوجه هذا الشيخ الجليل. 
أما المسألة الأخرى التي أعلن عنها الدكتور أحمد ولم يجرؤ أحدا قبله أن يعلنها أو حتى يتطرق لها هي رمزية السيف للإسلام حيث قال: الشيخ‏:‏ ليس صحيحا أن الحضارة الإسلامية فرضت نفسها علي العالم بحد السيف‏,‏ الإسلام انتشر في العالم لأنه دين الفطرة ودين العقل الذي خاطب عقول الناس وقلوبهم‏,‏ وساوي بين البشر ودعا إلي العدل‏,‏ ولا يصلح السيف رمزا للإسلام لأن الإسلام رحمة وعدل‏,‏ والمسلم لا يحمل سيفه عدوانا علي الآخرين‏,‏ وإنما يحمله للدفاع عن الأرض والوطن والعقيدة والإسلام يحض المسلم علي أن يكون قويا قادرا علي الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه‏,‏ لكنه لا يحرضه علي العدوان علي الآخرين، إن الدكتور أحمد بهذا الإعلان يوجه لطمة قوية لأصحاب الألوية التي ترسم السيوف وتحض على الكراهية ونبذ الآخر وهي رسالة لاتحتاج إلى شرح أو تضييع الوقت فيمن كان يقصد الدكتور احمد بقدر ماتحتاج منا إلى أن نستشعر الإطمئنان لظهور نجم قوي مضئ في سماء أهم مؤسسة دينية لأهم دولة في الشرق الأوسط وهي مصر. 
أخيراً يحضرني حديث سيدنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال: إذا ضاقت فأستبشر خيراً، والوضع في مصر ضاق حتى إلتحمت فيه صدور الناس بظهورهم من شدة البأس، لكن مايجعلنا نستبشر خيرا في ظل ذلك الضيق وأن الغد المشرق قادم ظهور مثل ذلك الوجه المضئ للشيخ الجليل احمد الطيب أطال الله في عمره وألهمه السداد والقوة في تنفيذ مايراه في صالح الناس لأننا منذ زمن كنا بحاجة لرجل في مثل قوة ذلك الرجل الطيب. 

الأربعاء، 3 مارس 2010

في حضرة نجيب محفوظ .. فول وطعمية وبصارة

بقلم: محيي الدين إبراهيم
صحت بفرح: "الشباب يبحث عن المغامرة والشيخوخة تنشد السلامة يا استاذ "نجيب"، كنت أعلم أن "نجيب محفوظ" ثقيل السمع ولكننا فوجئنا به جميعاً يرد بكلمة واحدة: ميرامار وهنا صفق الجميع إذ أدهشهم أنه سمع الجملة وأجاب عليها دون أن ينقلها له أحدهم بصوت مرتفع، ثم أدار لنا وجهه بجديه شديدة ووجدناه يقول:

في عام 2005 كنا نحتفل بعيد ميلاد نجيب محفوظ وكنت وقتها من احدث الاعضاء الذين يجلسون في صالونه الذي ربطني به الاستاذ توفيق حنا أحد أهم أصدقاء نجيب محفوظ.
يبتسم نجيب محفوظ وهو يقول: لو كانت جائزة نوبل في حياة طه حسين ما كنت خرجت من بيتي ولا كنت تسلمتها، ثم يتذكر مداعباً: حين تقدمت في عام 1930م للدراسة في كلية الآداب، اخترت قسم الفلسفة، كان الدكتور طه حسين هو عميد الكلية، كان يستقبل الطلاب الجدد بنفسه، ليتأكد هل أحسنوا الاختيار بدخولهم الأقسام التي اختاروها في الكلية أم لا ؟ وجاء دوري وسألني طه حسين عن سبب اختياري لقسم الفلسفة ، فأخذت أعبر له عن رأيي في أسباب اختياري لقسم الفلسفة وأهميته و.. و.. و.. ، عندئذ قال لي د. طه حسين مداعبا، إنك حقا تصلح لدخول قسم الفلسفة، فكلامك كثير وغير مفهوم، ثم يضحك نجيب وكأنه يشير لشلة الحرافيش التي تحيط به أن يبدؤون بالمشاغبة وبالفعل بدأوا المشاغبة حتى حان وقت العشاء، فول، بصارة، طحينة، زيتون مخلل، عيش، باذنجان مخلل، طعمية، شوربة عدس، هكذا كان يعشق نجيب محفوظ هذا الجو الشعبي ، كان لا يأكل إلا بأمر الطبيب، ومن ثم لم يأكل معنا ولكنه كان يستمتع كثيراً بمشاهدة تلك الأطعمة الشعبية المصرية أمامه وأن يستنشق رائحتها التي شبهها يوماً وكأنها النيل حينما تطالعك صفحة مياهه الحكيمة المقدسة، فيذهب عنك الاكتئاب، لم أكن أتخيل أن ينتاب هذا الإحساس الرفيع أي إنسان من رائحة الفول والطعمية والبصارة فما بالي وقد انتابت هذه الأحاسيس نجيب محفوظ !! ، مسألة مدهشة حقاً.
قال له " الغيطاني" وهو يداعبه: إذن فهي الشيخوخة التي تمنعك من الطعام يا أستاذ نجيب، وليست حجة الطبيب، فرد محفوظ : الشيخوخة تنشد السلامة يا "جمال" وهنا دفعتني كلمته إلى جملة قالها في أحدى رواياته فصحت بفرح: "الشباب يبحث عن المغامرة والشيخوخة تنشد السلامة يا استاذ "نجيب"، كنت أعلم أن "نجيب محفوظ" ثقيل السمع ولكننا فوجئنا به جميعاً يرد بكلمة واحدة: ميرامار وهنا صفق الجميع إذ أدهشهم أنه سمع الجملة وأجاب عليها دون أن ينقلها له أحدهم بصوت مرتفع، ثم أدار لنا وجهه بجديه شديدة ووجدناه يقول: "ما جدوى الندم بعد الثمانين.."، وكأنه بهذه الجملة يرثي حاله وربما يلخص رواية ميرامار بأكملها، لحظتها ساورني الفضول مرة أخرى بسؤاله: قرأنا كثيرا أن بسبب رواية ميرامار كان سيعتقلك عبد الناصر فهل هذا صحيح؟ انتابته لحظة تأمل كأنه ينبش في الماضي تلاها بضحكة مشاغبة ثم قال: لم تكن ميرامار ولكنها ثرثرة فوق النيل، قرأها المشير عبد الحكيم عامر فقرر اتخاذ شيء ضدي، لقد تصور انها رواية ضد الحكومة والنظام وعبد الناصر، ولكن الدكتور ثروت عكاشة – ربنا يحميه – جلس مع عبد الناصر ونبهه أننا لو أعتقلنا نجيب فلن تسكت الناس وربما تحدث مصيبة وهنا فوجئ بالسيارة التي جاءت لتعتقلني تعود من حيث أتت، ربنا يحميه ثروت عكاشة.

في حضرة نجيب محفوظ .. فول وطعمية وبصارة

بقلم: محيي الدين إبراهيم
صحت بفرح: "الشباب يبحث عن المغامرة والشيخوخة تنشد السلامة يا استاذ "نجيب"، كنت أعلم أن "نجيب محفوظ" ثقيل السمع ولكننا فوجئنا به جميعاً يرد بكلمة واحدة: ميرامار وهنا صفق الجميع إذ أدهشهم أنه سمع الجملة وأجاب عليها دون أن ينقلها له أحدهم بصوت مرتفع، ثم أدار لنا وجهه بجديه شديدة ووجدناه يقول:

في عام 2005 كنا نحتفل بعيد ميلاد نجيب محفوظ وكنت وقتها من احدث الاعضاء الذين يجلسون في صالونه الذي ربطني به الاستاذ توفيق حنا أحد أهم أصدقاء نجيب محفوظ.
يبتسم نجيب محفوظ وهو يقول: لو كانت جائزة نوبل في حياة طه حسين ما كنت خرجت من بيتي ولا كنت تسلمتها، ثم يتذكر مداعباً: حين تقدمت في عام 1930م للدراسة في كلية الآداب، اخترت قسم الفلسفة، كان الدكتور طه حسين هو عميد الكلية، كان يستقبل الطلاب الجدد بنفسه، ليتأكد هل أحسنوا الاختيار بدخولهم الأقسام التي اختاروها في الكلية أم لا ؟ وجاء دوري وسألني طه حسين عن سبب اختياري لقسم الفلسفة ، فأخذت أعبر له عن رأيي في أسباب اختياري لقسم الفلسفة وأهميته و.. و.. و.. ، عندئذ قال لي د. طه حسين مداعبا، إنك حقا تصلح لدخول قسم الفلسفة، فكلامك كثير وغير مفهوم، ثم يضحك نجيب وكأنه يشير لشلة الحرافيش التي تحيط به أن يبدؤون بالمشاغبة وبالفعل بدأوا المشاغبة حتى حان وقت العشاء، فول، بصارة، طحينة، زيتون مخلل، عيش، باذنجان مخلل، طعمية، شوربة عدس، هكذا كان يعشق نجيب محفوظ هذا الجو الشعبي ، كان لا يأكل إلا بأمر الطبيب، ومن ثم لم يأكل معنا ولكنه كان يستمتع كثيراً بمشاهدة تلك الأطعمة الشعبية المصرية أمامه وأن يستنشق رائحتها التي شبهها يوماً وكأنها النيل حينما تطالعك صفحة مياهه الحكيمة المقدسة، فيذهب عنك الاكتئاب، لم أكن أتخيل أن ينتاب هذا الإحساس الرفيع أي إنسان من رائحة الفول والطعمية والبصارة فما بالي وقد انتابت هذه الأحاسيس نجيب محفوظ !! ، مسألة مدهشة حقاً.
قال له " الغيطاني" وهو يداعبه: إذن فهي الشيخوخة التي تمنعك من الطعام يا أستاذ نجيب، وليست حجة الطبيب، فرد محفوظ : الشيخوخة تنشد السلامة يا "جمال" وهنا دفعتني كلمته إلى جملة قالها في أحدى رواياته فصحت بفرح: "الشباب يبحث عن المغامرة والشيخوخة تنشد السلامة يا استاذ "نجيب"، كنت أعلم أن "نجيب محفوظ" ثقيل السمع ولكننا فوجئنا به جميعاً يرد بكلمة واحدة: ميرامار وهنا صفق الجميع إذ أدهشهم أنه سمع الجملة وأجاب عليها دون أن ينقلها له أحدهم بصوت مرتفع، ثم أدار لنا وجهه بجديه شديدة ووجدناه يقول: "ما جدوى الندم بعد الثمانين.."، وكأنه بهذه الجملة يرثي حاله وربما يلخص رواية ميرامار بأكملها، لحظتها ساورني الفضول مرة أخرى بسؤاله: قرأنا كثيرا أن بسبب رواية ميرامار كان سيعتقلك عبد الناصر فهل هذا صحيح؟ انتابته لحظة تأمل كأنه ينبش في الماضي تلاها بضحكة مشاغبة ثم قال: لم تكن ميرامار ولكنها ثرثرة فوق النيل، قرأها المشير عبد الحكيم عامر فقرر اتخاذ شيء ضدي، لقد تصور انها رواية ضد الحكومة والنظام وعبد الناصر، ولكن الدكتور ثروت عكاشة – ربنا يحميه – جلس مع عبد الناصر ونبهه أننا لو أعتقلنا نجيب فلن تسكت الناس وربما تحدث مصيبة وهنا فوجئ بالسيارة التي جاءت لتعتقلني تعود من حيث أتت، ربنا يحميه ثروت عكاشة.

الأحد، 10 يناير 2010

منين اجيب ناس لمعنات الكلام يتلوه

في البداية اقدم التعازي لاسر ضحايا مجزرة عيد الميلاد بنجع حمادي، أبانوب كمال. 
ودينا حلمى ورفيق رفعت وأيمن زكريا وبولا عاطف وبيشوي فريد والجندي امن مركزي أيمن هاشم سيد. 
وثانياً اناشد كل ابناء مصر الشرفاء المسلمين قبل المسيحيين ان يرسلوا برقيات عزاء لهؤلاء الثكالى اللواتي فقدن فلذات اكبادهن غدرا ولحظة فرحة العيد على العنوان التلغرافي " كنيسة العذراء- شارع 30 مارس -نجع حمادي- محافظة قنا جمهورية مصر العربية" انه اقل مايمكن ان نقدمه نحن ابناء مصر لأبناء مصر، واني ابرء ذمتى ونفسي واولادي أمام الله من كل فعل غادر كهذا الفعل أو غيره يفعله مجرمون باسم الاسلام ونحن المسلمون واسلامنا منه براء، بل واحمل كل من نادى ببث الكراهية ضد ابناء الوطن مسئولية ما حدث وماقد يحدث مستقبلا – نسأل الله الا يحدث - من شلل الجهلة وضيقي الأفق وخريبي الدين ، الذين لو علموا لأدركوا أن ديننا الإسلامي السمح ليست بينه وبين الديانات الأخرى أي خصومة ولو كانت هناك خصومة مابقى من النصاري واليهود في المنطقة العربية واحدا منهم منذ ألف سنه أو يزيد ولسحقتهم امم كانت اعظم منا وارجل منا واكثر كرامة وكبرياء منا بدءا من الدولة الأموية الأسلامية وحتى محمد على باشا والي مصر ولو هناك خصومة لسحقت هذه الأمم هؤلاء الناس باسم الدين وإبادتهم عن بكرة ابيهم ولم يكن هناك من يسألهم أو يقول لهم لماذا تفعلوا ذلك لأنهم كانوا وقتها أسياد العالم وبالرغم من ذلك لم يفعلوها ورعا وتدينا ومحبة ومخافة من الله سبحانه وتعالى من وقع الظلم والغدر أما نحن ففعلناها طيلة 57 عاماً رغم اننا عبيد الرغيف والحذاء. 
انني لن اخاطب الضمائر الحية اليوم لإيماني انها غير موجودة في زمن الفساد، ولان في زمن الفساد لاتمطر السماء الاناراً ولاتنبت الأرض الا ملحاً، فانني ساخاطب الاجيال القادمة واقول لهم، نعم لكم في التاريخ نقطة عار فقد كنا نضطهد اخواننا في الوطن نضطهد الاقباط والنوبيين والاعراب والبهائيين والبدو، حتى نهر النيل ونظن اننا نحسن الصنع، نضطهد كل شئ حتى اضطهدنا الله واعتزلنا العالم وفقدنا تعاطفه بعد ان فقدنا رحمة الله وصرنا افقر الناس وكنا اغناهم واضعف الناس وكنا اقواهم وأمرض الناس وكنا اصحاءهم وافسد الناس وكنا اتقاهم، ابتلينا بكل الغضب الإلهي وكالسكارى لاندري لماذا اختصنا الله بكل تلك الفتن رغم اننا جنوده؟ 


الى الزعيم عادل امام 

وقفتك الإحتجاجية ضد قتل حماس لجندي مصري هي وقفة وطنية لاشك في ذلك لكن يشوبها بعض البيزنس يازعيم ، فيها رائحة بيزنس ، بمعنى انها ليست خالصة مخلصة لمصر وشعب مصر لانك لو واقفها باخلاص عشان الجندي الغلبان وعشان شعب مصر اللي طافح الدم وانت الذي اصبت بفنك يوما كبد اسرائيل بعم جمعة الشوان كان كل الفنانين وقفوا معاك وحاصروك بتأيدهم لكن لم يحاصرك الا لبلبة ومحمد هنيدي وربما لبوا الدعوة خجلا منك، هل تعلم لماذا انفض الناس من حولك في هذه الوقفة الا طبعاً من وكالة الاعلام الاسرائيلية " بانيت " لانك نسيت ثكالى عيد الميلاد في نجع حمادي وفرقت بين جندي الكنيسة الذي مات وجندى رفح الذي مات انت كان هدفك حماس، مملوء غل من حماس، وهو غل لست مملوءا به قضاء وقدرا ولكن ملئت به مقابل بيزنس – الله اعلم ماهو - بعيد عن الوطنية والناس الغلابة. 
الفنان الزعيم احذر ان تنقلب على نفسك وعلى من احبوك وتذكر اننا الذين زعمناك على الفن وعلى مشاعرنا فلا تتحول الى فرعون، اعد ترتيب اوراقك وحاول ان تقف وقفة لكل هؤلاء العشرات من الضحايا الذين سأذكرك ببعضهم على مدارالعشرين سنة الاخيره فقط وليس الخمسين سنة الاخيرة والا احتجنا لدليل مثل دليل التليفونات ساذكرك لأنك لاتعلمهم لكننا سنتوهم انك تعلمهم لنحافظ على محبتنا لك، سأذكرك باعدادالضحايا من ابناء وطنك مسلمين ومسيحين ان كنت جادا بالفعل في وقفاتك الوطنية وليس قفشاتك الوطنية. في سنة 1992 سقط 18 قتيلا قبطياً في اسيوط. في سنة 1993 سقط 15 قتيلا قبطياً. في سنة 1994 سقط 13 قتيلا قبطياً. في سنة 1996 سقط 10 قتيلا قبطياً في عزبة الأقباط بالبدارى بأسيوط . في سنة 1997 سقط 13 قتيلا قبطياً أمام كنيسة مارجرجس بالفكرية ( ابو قرقاص ) المنيا. وسأقفز بك الى 2010 حيث ان المساحة لاتتسع لتعداد الضحايا والضحايا الغلابة كتير حيث سقط 6 قتلى وعسكرى امن مركزي مسلم ليلة عيد الميلاد بنجع حمادي، اما اسرائيل والتي لم يحضر لك سوى اعلامها فقط لتغطية وقفتك الاحتجاجية ضد حماس فضحاياها من المصريين الغلابة على الحدود المصرية الاسرائيلية والذين كانوا يدفنون في الظلام وكأنهم مجرمون هم: 
الخميس 18 سبتمبر 2004، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة، أصابت منطقة تل السلطان والقتلى هم على صبحى النجار سنة 21 ومحمد عبد الفتاح22 سنة وعامر أبو بكر عامر 22 سنة من جنود الأمن المركزى. نوفمبر2000، أصيب المواطن المصرى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الإسرائيلى، حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين. أبريل 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق نارى إسرائيلى أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة. أبريل 2001، قتل شاب مصرى يدعى ميلاد محمد حميدة، عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين. مايو 2001، أصيب المجند المصرى أحمد عيسى بطلق نارى أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود. نهاية مايو 2001، أصيب المواطن المصرى زامل أحمد سليمان (28 عاماً) بطلق نارى فى ركبته أثناء جلوسه بمنزله فى حى الإمام على بمدينة رفح المصرية. يونيه 2001 قتل المجند السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية فى المنطقة الفاصلة بين مصر وإسرائيل. سبتمبر 2001، أصيب الضابط المصرى برتبة نقيب عمر طه محمد (28 عاماً) بطلق نارى وعدة شظايا فى الفخذ الأيسر نتيجة تبادل النيران بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية. نوفمبر 2001، أصيب ضابط شرطة مصرى الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له فى منطقة الحدود. ديسمبر 2001، أصيب الشاب المصرى محمد جمعة البراهمة (17 عاماً) فى كتفه بطلق نارى إسرائيلى. فبراير 2002، أصيب الطفل فارس القمبيز (5 سنوات) بشظية فى فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله. نوفمبر 2004، سقط صاروخ إسرائيلى فى حديقة منزل فى رفح المصرية دون أن يحدث أية إصابات. يناير 2006 قتل المهربون المجند عرفة إبراهيم السيد والسيد السعداوى وأصابوا 10 آخرين وتمكنوا من الهرب وإدخال الأفارقة لإسرائيل. ديسمبر 2007 قتلوا أيضاً المجند محمد عبد المحسن الجنيدى وهربوا ولم تعثر أجهزة الأمن عليهم حتى الآن. يناير 2008 أصيب مجند مصرى على الحدود برصاص مجهول. يناير إسرائيل قتلت المواطن السيناوى المدنى حميدان سليمان سويلم (41 سنة) خلال ذهابه لعمله. فبراير إسرائيل قتلت الطفلة سماح نايف سالم ابنة أخ القتيل السائق أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم. مايو 2008 إسرائيل قتلت المواطن سليمان عايد موسى (32 سنة) بحجة تسلله داخل أراضيها بالقرب من كرم سالم. مايو قتل عايش سليمان موسى (32 عاماً) عند منفذ العوجة برصاص إسرائيلى ومثله 5 آخرون فى عام 2008 وتم تسليم جثامينهم لذويهم بسيناء. يوليو 2008 مقتل محمد القرشى ضابط مصرى برصاص إسرائيلى خلال مطاردة لمهربين على الحدود قتلته إسرائيل بدم بارد وفتحت تحقيقا صوريا فى الحادث لم يسفر عن شىء، وادعت أن الضحية دخل إلى الأراضى الإسرائيلية، وأطلق النار عليه بطريق الخطأ. سبتمبر 2008 أخطرت السلطات الإسرائيلية الجانب المصرى بأن أحد المهربين المصريين قد سبق وحاول التسلل لإسرائيل من الأراضى المصرية، وبعد أن اجتاز الأراضى الإسرائيلية أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص عليه وأردته قتيلا، والقتيل يدعى سليمان سويلم سليمان (26 سنة) من سكان منطقة القسيمة بوسط سيناء، اننا نريدها وقفة زعيم يازعيم، زعامة بجد .. زعامة يامعلم جمعة ياشوان بحق وحقيق. 






منين اجيب ناس لمعنات الكلام يتلوه

في البداية اقدم التعازي لاسر ضحايا مجزرة عيد الميلاد بنجع حمادي، أبانوب كمال. 
ودينا حلمى ورفيق رفعت وأيمن زكريا وبولا عاطف وبيشوي فريد والجندي امن مركزي أيمن هاشم سيد. 
وثانياً اناشد كل ابناء مصر الشرفاء المسلمين قبل المسيحيين ان يرسلوا برقيات عزاء لهؤلاء الثكالى اللواتي فقدن فلذات اكبادهن غدرا ولحظة فرحة العيد على العنوان التلغرافي " كنيسة العذراء- شارع 30 مارس -نجع حمادي- محافظة قنا جمهورية مصر العربية" انه اقل مايمكن ان نقدمه نحن ابناء مصر لأبناء مصر، واني ابرء ذمتى ونفسي واولادي أمام الله من كل فعل غادر كهذا الفعل أو غيره يفعله مجرمون باسم الاسلام ونحن المسلمون واسلامنا منه براء، بل واحمل كل من نادى ببث الكراهية ضد ابناء الوطن مسئولية ما حدث وماقد يحدث مستقبلا – نسأل الله الا يحدث - من شلل الجهلة وضيقي الأفق وخريبي الدين ، الذين لو علموا لأدركوا أن ديننا الإسلامي السمح ليست بينه وبين الديانات الأخرى أي خصومة ولو كانت هناك خصومة مابقى من النصاري واليهود في المنطقة العربية واحدا منهم منذ ألف سنه أو يزيد ولسحقتهم امم كانت اعظم منا وارجل منا واكثر كرامة وكبرياء منا بدءا من الدولة الأموية الأسلامية وحتى محمد على باشا والي مصر ولو هناك خصومة لسحقت هذه الأمم هؤلاء الناس باسم الدين وإبادتهم عن بكرة ابيهم ولم يكن هناك من يسألهم أو يقول لهم لماذا تفعلوا ذلك لأنهم كانوا وقتها أسياد العالم وبالرغم من ذلك لم يفعلوها ورعا وتدينا ومحبة ومخافة من الله سبحانه وتعالى من وقع الظلم والغدر أما نحن ففعلناها طيلة 57 عاماً رغم اننا عبيد الرغيف والحذاء. 
انني لن اخاطب الضمائر الحية اليوم لإيماني انها غير موجودة في زمن الفساد، ولان في زمن الفساد لاتمطر السماء الاناراً ولاتنبت الأرض الا ملحاً، فانني ساخاطب الاجيال القادمة واقول لهم، نعم لكم في التاريخ نقطة عار فقد كنا نضطهد اخواننا في الوطن نضطهد الاقباط والنوبيين والاعراب والبهائيين والبدو، حتى نهر النيل ونظن اننا نحسن الصنع، نضطهد كل شئ حتى اضطهدنا الله واعتزلنا العالم وفقدنا تعاطفه بعد ان فقدنا رحمة الله وصرنا افقر الناس وكنا اغناهم واضعف الناس وكنا اقواهم وأمرض الناس وكنا اصحاءهم وافسد الناس وكنا اتقاهم، ابتلينا بكل الغضب الإلهي وكالسكارى لاندري لماذا اختصنا الله بكل تلك الفتن رغم اننا جنوده؟ 


الى الزعيم عادل امام 

وقفتك الإحتجاجية ضد قتل حماس لجندي مصري هي وقفة وطنية لاشك في ذلك لكن يشوبها بعض البيزنس يازعيم ، فيها رائحة بيزنس ، بمعنى انها ليست خالصة مخلصة لمصر وشعب مصر لانك لو واقفها باخلاص عشان الجندي الغلبان وعشان شعب مصر اللي طافح الدم وانت الذي اصبت بفنك يوما كبد اسرائيل بعم جمعة الشوان كان كل الفنانين وقفوا معاك وحاصروك بتأيدهم لكن لم يحاصرك الا لبلبة ومحمد هنيدي وربما لبوا الدعوة خجلا منك، هل تعلم لماذا انفض الناس من حولك في هذه الوقفة الا طبعاً من وكالة الاعلام الاسرائيلية " بانيت " لانك نسيت ثكالى عيد الميلاد في نجع حمادي وفرقت بين جندي الكنيسة الذي مات وجندى رفح الذي مات انت كان هدفك حماس، مملوء غل من حماس، وهو غل لست مملوءا به قضاء وقدرا ولكن ملئت به مقابل بيزنس – الله اعلم ماهو - بعيد عن الوطنية والناس الغلابة. 
الفنان الزعيم احذر ان تنقلب على نفسك وعلى من احبوك وتذكر اننا الذين زعمناك على الفن وعلى مشاعرنا فلا تتحول الى فرعون، اعد ترتيب اوراقك وحاول ان تقف وقفة لكل هؤلاء العشرات من الضحايا الذين سأذكرك ببعضهم على مدارالعشرين سنة الاخيره فقط وليس الخمسين سنة الاخيرة والا احتجنا لدليل مثل دليل التليفونات ساذكرك لأنك لاتعلمهم لكننا سنتوهم انك تعلمهم لنحافظ على محبتنا لك، سأذكرك باعدادالضحايا من ابناء وطنك مسلمين ومسيحين ان كنت جادا بالفعل في وقفاتك الوطنية وليس قفشاتك الوطنية. في سنة 1992 سقط 18 قتيلا قبطياً في اسيوط. في سنة 1993 سقط 15 قتيلا قبطياً. في سنة 1994 سقط 13 قتيلا قبطياً. في سنة 1996 سقط 10 قتيلا قبطياً في عزبة الأقباط بالبدارى بأسيوط . في سنة 1997 سقط 13 قتيلا قبطياً أمام كنيسة مارجرجس بالفكرية ( ابو قرقاص ) المنيا. وسأقفز بك الى 2010 حيث ان المساحة لاتتسع لتعداد الضحايا والضحايا الغلابة كتير حيث سقط 6 قتلى وعسكرى امن مركزي مسلم ليلة عيد الميلاد بنجع حمادي، اما اسرائيل والتي لم يحضر لك سوى اعلامها فقط لتغطية وقفتك الاحتجاجية ضد حماس فضحاياها من المصريين الغلابة على الحدود المصرية الاسرائيلية والذين كانوا يدفنون في الظلام وكأنهم مجرمون هم: 
الخميس 18 سبتمبر 2004، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة، أصابت منطقة تل السلطان والقتلى هم على صبحى النجار سنة 21 ومحمد عبد الفتاح22 سنة وعامر أبو بكر عامر 22 سنة من جنود الأمن المركزى. نوفمبر2000، أصيب المواطن المصرى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الإسرائيلى، حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين. أبريل 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق نارى إسرائيلى أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة. أبريل 2001، قتل شاب مصرى يدعى ميلاد محمد حميدة، عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين. مايو 2001، أصيب المجند المصرى أحمد عيسى بطلق نارى أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود. نهاية مايو 2001، أصيب المواطن المصرى زامل أحمد سليمان (28 عاماً) بطلق نارى فى ركبته أثناء جلوسه بمنزله فى حى الإمام على بمدينة رفح المصرية. يونيه 2001 قتل المجند السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية فى المنطقة الفاصلة بين مصر وإسرائيل. سبتمبر 2001، أصيب الضابط المصرى برتبة نقيب عمر طه محمد (28 عاماً) بطلق نارى وعدة شظايا فى الفخذ الأيسر نتيجة تبادل النيران بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية. نوفمبر 2001، أصيب ضابط شرطة مصرى الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له فى منطقة الحدود. ديسمبر 2001، أصيب الشاب المصرى محمد جمعة البراهمة (17 عاماً) فى كتفه بطلق نارى إسرائيلى. فبراير 2002، أصيب الطفل فارس القمبيز (5 سنوات) بشظية فى فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله. نوفمبر 2004، سقط صاروخ إسرائيلى فى حديقة منزل فى رفح المصرية دون أن يحدث أية إصابات. يناير 2006 قتل المهربون المجند عرفة إبراهيم السيد والسيد السعداوى وأصابوا 10 آخرين وتمكنوا من الهرب وإدخال الأفارقة لإسرائيل. ديسمبر 2007 قتلوا أيضاً المجند محمد عبد المحسن الجنيدى وهربوا ولم تعثر أجهزة الأمن عليهم حتى الآن. يناير 2008 أصيب مجند مصرى على الحدود برصاص مجهول. يناير إسرائيل قتلت المواطن السيناوى المدنى حميدان سليمان سويلم (41 سنة) خلال ذهابه لعمله. فبراير إسرائيل قتلت الطفلة سماح نايف سالم ابنة أخ القتيل السائق أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم. مايو 2008 إسرائيل قتلت المواطن سليمان عايد موسى (32 سنة) بحجة تسلله داخل أراضيها بالقرب من كرم سالم. مايو قتل عايش سليمان موسى (32 عاماً) عند منفذ العوجة برصاص إسرائيلى ومثله 5 آخرون فى عام 2008 وتم تسليم جثامينهم لذويهم بسيناء. يوليو 2008 مقتل محمد القرشى ضابط مصرى برصاص إسرائيلى خلال مطاردة لمهربين على الحدود قتلته إسرائيل بدم بارد وفتحت تحقيقا صوريا فى الحادث لم يسفر عن شىء، وادعت أن الضحية دخل إلى الأراضى الإسرائيلية، وأطلق النار عليه بطريق الخطأ. سبتمبر 2008 أخطرت السلطات الإسرائيلية الجانب المصرى بأن أحد المهربين المصريين قد سبق وحاول التسلل لإسرائيل من الأراضى المصرية، وبعد أن اجتاز الأراضى الإسرائيلية أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص عليه وأردته قتيلا، والقتيل يدعى سليمان سويلم سليمان (26 سنة) من سكان منطقة القسيمة بوسط سيناء، اننا نريدها وقفة زعيم يازعيم، زعامة بجد .. زعامة يامعلم جمعة ياشوان بحق وحقيق.