الاثنين، 13 أكتوبر 2014

الفوضى الخلاقة في حرس الجامعات المصرية


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
أي منطق يجعل الحكومة تستعين بشركة خاصة للأمن لتأمين الجامعة في مصر من اسكندرية إلى اسوان! .. نحن نعيش فيلم عبثي ولانعرف من الذي أشار على رئيس الحكومة بهذه الاستشارة المريضة، ومن يصرف على مرتبات الحرس الخاص؟ .. أليست الداخلية أولى بهذه الملايين!! .. أنظروا ماذا فعلت كندا بعدما حدث امام البرلمان الكندي هذا الأسبوع؟، البوليس هناك تحول إلى وحش كاسر لاعلاقة له بحقوق الانسان، فكندا وأمن كندا أهم واستقرار البلد أهم، إن كنتم خائفون من منظمات حقوق الانسان فأعلموا أنها لن ترضى عنكم حتى تسلموا مصر لإسرائيل تسليم مفتاح، ولهذا لاتعيروا هذه المنظمات أي اهتمام أو اتركوا مناصبكم لمن هو أجرأ وأقوى وأكثر وطنية، يستطيع أن يدفع الشرطة للقيام بمهامها الوطنية ولتذهب المنظمات الحقوقية ومن وراء المنظمات الحقوقية العالمية للجحيم.

الفوضى الخلاقة في حرس الجامعات المصرية


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
أي منطق يجعل الحكومة تستعين بشركة خاصة للأمن لتأمين الجامعة في مصر من اسكندرية إلى اسوان! .. نحن نعيش فيلم عبثي ولانعرف من الذي أشار على رئيس الحكومة بهذه الاستشارة المريضة، ومن يصرف على مرتبات الحرس الخاص؟ .. أليست الداخلية أولى بهذه الملايين!! .. أنظروا ماذا فعلت كندا بعدما حدث امام البرلمان الكندي هذا الأسبوع؟، البوليس هناك تحول إلى وحش كاسر لاعلاقة له بحقوق الانسان، فكندا وأمن كندا أهم واستقرار البلد أهم، إن كنتم خائفون من منظمات حقوق الانسان فأعلموا أنها لن ترضى عنكم حتى تسلموا مصر لإسرائيل تسليم مفتاح، ولهذا لاتعيروا هذه المنظمات أي اهتمام أو اتركوا مناصبكم لمن هو أجرأ وأقوى وأكثر وطنية، يستطيع أن يدفع الشرطة للقيام بمهامها الوطنية ولتذهب المنظمات الحقوقية ومن وراء المنظمات الحقوقية العالمية للجحيم.

الاثنين، 6 أكتوبر 2014

التليفزيون الخاص عار على مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لايعقل أن كل رجل اعمال يمتلك ( شوية فلوس ) يفتح جريدة واذاعة وقناة فضائية ويحدث فوضى في الوعي المصري .. مايحدث ( اعلامياً ) فوضى .. فوضى لاتقل خطورة عن خطورة الإرهابيين .. كل قناة خاصة واذاعة خاصة اصبحت اشبه بقنبلة بدائية الصنع المخفية في وجداننا وكل يوم تنفجر واحده مسببة اضراراً خطيرة على مصر وشعب مصر ..
الإرهاب إلى متى؟
ماحدث في سيناء من قتل 26 جندي هذا اللاسبوع يدلل بما لايدع مجالا لشك أن مصر مستهدفة من الكل .. من الداخل والخارج، من فصائل بعينها ودولاً بعينها ويعاونهم مصريون خونة معروفين بالأسم، ومن ثم أن لم يتم استغلال هذا الحدث المأساوي الآن من مجلس الدفاع الوطني وجعل شمال سيناء منطقة عمليات وتهجير اهل ( الشيخ زويد ) الى ما وراء العريش كما حدث لمدن القناة 67 والتعجيل بالمحاكمات وخاصة ( حبارة ومن على شاكلته ) لن تتمكن الحكومة ولا أي نظام حالي أو ربما قادم من السيطرة على غضب الناس في الشارع .. المصريون اغلى مايملكونه هو الإرادة والعناد .. انخذوا اجراءات ( حاسمة ) ياحكومة وسترون أن شعب مصر كله سيكون وراء هذه القرارات الحاسمة .. لانريد أن تجتمع الحكومة ثم تخرج علينا ببيان اقرب لبيانات ( ميكي ماوس ) في افلام الكارتون .. قانون الارهاب ياحكومة لأن الناس تعبت من القتل وسفك الدماء الذي اصبحنا نشاهده كل يوم واخرها 26 شاب مصري في شمال سيناء اليوم .. احسموا الأمر قبل أن ينفجر الناس فاليوم يوم حزين على مصر .. يوم حزين وحسبي الله ونعم الوكيل.

التليفزيون الخاص عار على مصر
القنوات التليفزيونية الخاصة في مصر اصبحت مثل محطات الاذاعة في عشرينيات القرن الماضي حينما كان كل شخص يمتلك ( قرشين ) يفتح محطة اذاعة ويفعل مايشاء حتى اصدرت الحكومة قانون اشبه بالقوانين العسكرية بضم كل الاذاعات في هيئة وطنية مصرية وبذلك انتهت مهزلة الاذاعات الخاصة .. اليوم لابد من ضم كل القنوات الخاصة في هيئة وطنية لها رئيس ومجلس ادارة يراعي الامن القومي المصري .. لايعقل أن كل رجل اعمال يمتلك ( شوية فلوس ) يفتح جريدة واذاعة وقناة فضائية ويحدث فوضى في الوعي المصري .. مايحدث ( اعلامياً ) فوضى .. فوضى لاتقل خطورة عن خطورة الإرهابيين .. كل قناة خاصة واذاعة خاصة اصبحت اشبه بقنبلة بدائية الصنع المخفية في وجداننا وكل يوم تنفجر واحده مسببة اضراراً خطيرة على مصر وشعب مصر .. الناس مخنوقة .. الناس فاض بها .. لابد من الحسم واتخاذ اجراءات وطنية ياحكومة، فليس خافياً على أحد أن هناك اعلاميين كبار – لن نذكر أسمائهم – يتقاضون شهريا من قناة الجزيرة أكثر من 35 ألف دولار شهرياً لإحداث فوضى في مصر وبلبلة في الرأي العام .. ياسيادة رئيس الوزراء كيف يتم وقف اعلامي خائن عن العمل في ماسبيرو ولايتم القبض عليه بتهمة الخيانة .. مصر (عايزة تفهم ) يارئيس الوزراء .. مصر (عايزة تفهم ) ياريس.

التليفزيون الخاص عار على مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لايعقل أن كل رجل اعمال يمتلك ( شوية فلوس ) يفتح جريدة واذاعة وقناة فضائية ويحدث فوضى في الوعي المصري .. مايحدث ( اعلامياً ) فوضى .. فوضى لاتقل خطورة عن خطورة الإرهابيين .. كل قناة خاصة واذاعة خاصة اصبحت اشبه بقنبلة بدائية الصنع المخفية في وجداننا وكل يوم تنفجر واحده مسببة اضراراً خطيرة على مصر وشعب مصر ..
الإرهاب إلى متى؟
ماحدث في سيناء من قتل 26 جندي هذا اللاسبوع يدلل بما لايدع مجالا لشك أن مصر مستهدفة من الكل .. من الداخل والخارج، من فصائل بعينها ودولاً بعينها ويعاونهم مصريون خونة معروفين بالأسم، ومن ثم أن لم يتم استغلال هذا الحدث المأساوي الآن من مجلس الدفاع الوطني وجعل شمال سيناء منطقة عمليات وتهجير اهل ( الشيخ زويد ) الى ما وراء العريش كما حدث لمدن القناة 67 والتعجيل بالمحاكمات وخاصة ( حبارة ومن على شاكلته ) لن تتمكن الحكومة ولا أي نظام حالي أو ربما قادم من السيطرة على غضب الناس في الشارع .. المصريون اغلى مايملكونه هو الإرادة والعناد .. انخذوا اجراءات ( حاسمة ) ياحكومة وسترون أن شعب مصر كله سيكون وراء هذه القرارات الحاسمة .. لانريد أن تجتمع الحكومة ثم تخرج علينا ببيان اقرب لبيانات ( ميكي ماوس ) في افلام الكارتون .. قانون الارهاب ياحكومة لأن الناس تعبت من القتل وسفك الدماء الذي اصبحنا نشاهده كل يوم واخرها 26 شاب مصري في شمال سيناء اليوم .. احسموا الأمر قبل أن ينفجر الناس فاليوم يوم حزين على مصر .. يوم حزين وحسبي الله ونعم الوكيل.

التليفزيون الخاص عار على مصر
القنوات التليفزيونية الخاصة في مصر اصبحت مثل محطات الاذاعة في عشرينيات القرن الماضي حينما كان كل شخص يمتلك ( قرشين ) يفتح محطة اذاعة ويفعل مايشاء حتى اصدرت الحكومة قانون اشبه بالقوانين العسكرية بضم كل الاذاعات في هيئة وطنية مصرية وبذلك انتهت مهزلة الاذاعات الخاصة .. اليوم لابد من ضم كل القنوات الخاصة في هيئة وطنية لها رئيس ومجلس ادارة يراعي الامن القومي المصري .. لايعقل أن كل رجل اعمال يمتلك ( شوية فلوس ) يفتح جريدة واذاعة وقناة فضائية ويحدث فوضى في الوعي المصري .. مايحدث ( اعلامياً ) فوضى .. فوضى لاتقل خطورة عن خطورة الإرهابيين .. كل قناة خاصة واذاعة خاصة اصبحت اشبه بقنبلة بدائية الصنع المخفية في وجداننا وكل يوم تنفجر واحده مسببة اضراراً خطيرة على مصر وشعب مصر .. الناس مخنوقة .. الناس فاض بها .. لابد من الحسم واتخاذ اجراءات وطنية ياحكومة، فليس خافياً على أحد أن هناك اعلاميين كبار – لن نذكر أسمائهم – يتقاضون شهريا من قناة الجزيرة أكثر من 35 ألف دولار شهرياً لإحداث فوضى في مصر وبلبلة في الرأي العام .. ياسيادة رئيس الوزراء كيف يتم وقف اعلامي خائن عن العمل في ماسبيرو ولايتم القبض عليه بتهمة الخيانة .. مصر (عايزة تفهم ) يارئيس الوزراء .. مصر (عايزة تفهم ) ياريس.

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

فلاح على عتبة المحروسة ( الحلقة التاسعة )

بقلم: محيي الدين إبراهيم
هذه القصة فانتازيا من محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها..



مشهد – 1 –
المكان: أنا
الزمان: وجودي
محطة قطار الصعيد بالجيزة .. مسافرون .. حمالون .. باعة .. شحاذون .. لصوص .. حركة .. صياح .. فوضى .. الكل يعرف وجهته .. يعرف طريقه .. قطاره .. قريته .. بينما أنا .. أجلس على مقعد داخل ( كافيتريا المحطة ) أنظر لفنجان بارد من القهوة في يدي .. شارد الذهن وإن كان شروده نابعاً من البحث عن بقايا مختبئة في أعماقي فقدت وجهها القديم على قارعة الوجود.
مشهد – 2 –
المكان: مازال أنا
الزمان: هي
برودة شديدة تنتاب مزارع القصب .. نحن الآن تائهون تماماً في الأرجاء .. ظلام دامس .. أصوات صادرة من الظلام .. نباح .. عواء .. حفيف .. فحيح .. صفير .. كلها تختفي فجأة ثم تعود فجأة كأنك تشاهد فيلم رعب من الدرجة الثالثة بعدما اصطدم القطار بسيارة لنقل حديد التسليح ومات كل من فيها سحقاً ومعهم سائق القطار نفسه .. هامت الناس على وجوهها .. بعضهم ظل في القطار وسط هلع وصراخ الأطفال وبعض النساء وبعضهم غادرالقطار مثلي .. أما هي فكانت خائفة إلى حد الارتعاش .. قفزت من القطار ورائي .. تبدوعليها المظاهر الأوروبية تحت ضوء النجوم الخافت وإن لم تضح ملامح وجهها في عتمة النور .. برودة الجو وبرودة الاغتراب وضياع اللغة وحادثة دموية كالتي عايشناها الآن كفيلة بسحق الغريب .. كفيلة بأن تدفن كل شجاعته في قبر إغترابه حتى ولو كان مدججاً بالسلاح .. اقتربت مني .. لا أعلم لماذا اختارت أن تسير بقربي؟ .. لم يقترب مني أحد قط وشعر بالإطمئنان .. فأنا .. أنا .. أنا من العبث أن تكون مطمئنة بقربي !! .. ليس لدي خلجة واحده تدفع أي كائن حي لأن يطمع في الشعور بالأمان جواري .. خرجت مني ضحكة خجولة خافته بينما أسير غير عابئ بها ولا بكونها عن يميني تخطو بخطى سريعة أقرب للقفز ( كالعصفور ) لتلاحق خطواتي الواسعة وأنا أسير وسط حقول القصب الأشبه بغابات السافانا الأفريقية .. لتفاجئني ( هي ) وكأنها تخطف ذراعي عنوة وتقبض بآخر ماتبقى لها من قوة على يدي بكلتا يديها المرتعشتين وأنفاسها اللاهثة وكأنها تتوسل الوقوف.
مشهد – 3 – ( فلاش باك )
المكان: هُم
الزمان: هُم
عقيد أمن دولة ( ل . ل ) .. مقدم أمن دولة ( ق . ق ) .. نقيب أمن دولة ( س . س ) .. ( هُم ) على شكل نصف دائرة تحيط بي .. يحدقون في وجهي جميعاً .. يصمتون فجأة .. ثم يقومون بطرح أسئلة متلاحقة .. سريعة .. غير مرتبطة .. بعضها لا ينتظرون فيها الإجابة .. فقط يحللون ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. ثم يعم الصمت المفاجئ من جديد .. لم تكن هناك أسئلة في السياسة .. لم يكن هناك سؤالاً واحداً في السياسة !! .. فقط أسئلة ودودة في اتجاهات مشتتة .. مدن .. فن .. عشق .. موسيقى .. وكأننا اصدقاء طفولة .. الظاهر أصدقاء طفولة .. أما الباطن .. مجهول !!
لم يكن انتظاري طويلاً قبالة مبنى أمن الدولة ليأتيني ( علاء ) بسيارته الفارهة .. غمز لي بعينيه غمزة ماكرة حين انتهى بنا المطاف عند مركب السرايا .. مطعم السرايا بكورنيش نيل الزمالك قبالة مبني التليفزيون .. احتسى زجاجة خمر كاملة في محاولة لفهم ماجرى بيني وبينهم .. بينما أنا مازلت أحتسي فنجان القهوة العاشر دون الوصول لحل اللغز .. لغز أمن الدولة !! .. ألقى برأسه المتثاقله من أثر الخمر على الطاولة ونام .. بينما ( أنا ) وجهت نظري تجاه النيل في انتظار شروق الشمس لعلها تأتيني بقبس.
مشهد - 4 -
المكان: مازال أنا
الزمان: لا أدري
عبد الواحد .. صاحب غيط القصب الذي توقفنا عنده من شدة التعب .. كان يعلم بحادثة القطار فلم يسألنا عن هويتنا .. ضباط وعساكر المركز جميعهم هناك .. عشرات الأتوبيسات تنقل من بقى في القطار لمحطة ( ملوي ) أما هي فقد كان مغشي عليها من شدة البرد والخوف .. قرر ( عبد الواحد ) أن يحملها على حماره من مزارع القصب ويعود أدراجه حتى داره .. فكرت كثيراً أن أترك ( هؤلاء ) .. أترك الجميع .. أهجر الكل .. أنفض غبار الذين لا أعرفهم وأعود أدراجي للقاهرة .. شعور خفي بالتردد .. ربما بالخوف .. ربما بالنذالة .. شعور خفي جاء على لسان برج الحوت في جريدة أهرام الأمس .. ستعاني من ورطة بسبب إمرأة .. وهاهي الورطة وهاهي المرأة .. توقفت قليلاً ليغيبا عن ناظري فأهرول عائداً حتى فاجئني ( عبد الواحد ) بأن ( المدام ) ستكون بخير .. من أين جاء هذا الرجل بخيال أنها أمرأتي ؟؟ .. يبدو أنه قد ظن وقوفي المفاجئ نوع من الإنهيار العصبي قلقاً علي ( السيدة ) الأوروبية لكونها زوجتي !! .. قال لي العبارة وهو لاينتظر مني الإجابة بل يقتنصها من ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. كأنني مازلت في مبنى جهاز أمن الدولة لم أبرحه .. كان أي خطأ مني يعني أنني ( عاهر ) .. داعر .. زئر نساء .. زنديق تائه دخل فجأة بسبب حظه العاثر قرية لا يقطنها إلا المؤمنين .. الآن ( أنا ) في حالة استسلام تام .. أسير خلف عبد الواحد وحماره الذي يحمل ( المدام ) المزعومة باتجاه قريته الواقعة تحت سفح الجبل الغربي .. الآن أسير كأنني باتجاه الفوضى !!
بقلم: محيي الدين إبراهيم
للخيال بقية ....

فلاح على عتبة المحروسة ( الحلقة التاسعة )

بقلم: محيي الدين إبراهيم
هذه القصة فانتازيا من محض خيال الكاتب وكل شخوصها وهمية وعليه فإن اصابت بعض احداثها او شخوصها واقعاً حياً فهي اصابة محض مصادفة بحتة لاعلاقة للكاتب بها..



مشهد – 1 –
المكان: أنا
الزمان: وجودي
محطة قطار الصعيد بالجيزة .. مسافرون .. حمالون .. باعة .. شحاذون .. لصوص .. حركة .. صياح .. فوضى .. الكل يعرف وجهته .. يعرف طريقه .. قطاره .. قريته .. بينما أنا .. أجلس على مقعد داخل ( كافيتريا المحطة ) أنظر لفنجان بارد من القهوة في يدي .. شارد الذهن وإن كان شروده نابعاً من البحث عن بقايا مختبئة في أعماقي فقدت وجهها القديم على قارعة الوجود.
مشهد – 2 –
المكان: مازال أنا
الزمان: هي
برودة شديدة تنتاب مزارع القصب .. نحن الآن تائهون تماماً في الأرجاء .. ظلام دامس .. أصوات صادرة من الظلام .. نباح .. عواء .. حفيف .. فحيح .. صفير .. كلها تختفي فجأة ثم تعود فجأة كأنك تشاهد فيلم رعب من الدرجة الثالثة بعدما اصطدم القطار بسيارة لنقل حديد التسليح ومات كل من فيها سحقاً ومعهم سائق القطار نفسه .. هامت الناس على وجوهها .. بعضهم ظل في القطار وسط هلع وصراخ الأطفال وبعض النساء وبعضهم غادرالقطار مثلي .. أما هي فكانت خائفة إلى حد الارتعاش .. قفزت من القطار ورائي .. تبدوعليها المظاهر الأوروبية تحت ضوء النجوم الخافت وإن لم تضح ملامح وجهها في عتمة النور .. برودة الجو وبرودة الاغتراب وضياع اللغة وحادثة دموية كالتي عايشناها الآن كفيلة بسحق الغريب .. كفيلة بأن تدفن كل شجاعته في قبر إغترابه حتى ولو كان مدججاً بالسلاح .. اقتربت مني .. لا أعلم لماذا اختارت أن تسير بقربي؟ .. لم يقترب مني أحد قط وشعر بالإطمئنان .. فأنا .. أنا .. أنا من العبث أن تكون مطمئنة بقربي !! .. ليس لدي خلجة واحده تدفع أي كائن حي لأن يطمع في الشعور بالأمان جواري .. خرجت مني ضحكة خجولة خافته بينما أسير غير عابئ بها ولا بكونها عن يميني تخطو بخطى سريعة أقرب للقفز ( كالعصفور ) لتلاحق خطواتي الواسعة وأنا أسير وسط حقول القصب الأشبه بغابات السافانا الأفريقية .. لتفاجئني ( هي ) وكأنها تخطف ذراعي عنوة وتقبض بآخر ماتبقى لها من قوة على يدي بكلتا يديها المرتعشتين وأنفاسها اللاهثة وكأنها تتوسل الوقوف.
مشهد – 3 – ( فلاش باك )
المكان: هُم
الزمان: هُم
عقيد أمن دولة ( ل . ل ) .. مقدم أمن دولة ( ق . ق ) .. نقيب أمن دولة ( س . س ) .. ( هُم ) على شكل نصف دائرة تحيط بي .. يحدقون في وجهي جميعاً .. يصمتون فجأة .. ثم يقومون بطرح أسئلة متلاحقة .. سريعة .. غير مرتبطة .. بعضها لا ينتظرون فيها الإجابة .. فقط يحللون ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. ثم يعم الصمت المفاجئ من جديد .. لم تكن هناك أسئلة في السياسة .. لم يكن هناك سؤالاً واحداً في السياسة !! .. فقط أسئلة ودودة في اتجاهات مشتتة .. مدن .. فن .. عشق .. موسيقى .. وكأننا اصدقاء طفولة .. الظاهر أصدقاء طفولة .. أما الباطن .. مجهول !!
لم يكن انتظاري طويلاً قبالة مبنى أمن الدولة ليأتيني ( علاء ) بسيارته الفارهة .. غمز لي بعينيه غمزة ماكرة حين انتهى بنا المطاف عند مركب السرايا .. مطعم السرايا بكورنيش نيل الزمالك قبالة مبني التليفزيون .. احتسى زجاجة خمر كاملة في محاولة لفهم ماجرى بيني وبينهم .. بينما أنا مازلت أحتسي فنجان القهوة العاشر دون الوصول لحل اللغز .. لغز أمن الدولة !! .. ألقى برأسه المتثاقله من أثر الخمر على الطاولة ونام .. بينما ( أنا ) وجهت نظري تجاه النيل في انتظار شروق الشمس لعلها تأتيني بقبس.
مشهد - 4 -
المكان: مازال أنا
الزمان: لا أدري
عبد الواحد .. صاحب غيط القصب الذي توقفنا عنده من شدة التعب .. كان يعلم بحادثة القطار فلم يسألنا عن هويتنا .. ضباط وعساكر المركز جميعهم هناك .. عشرات الأتوبيسات تنقل من بقى في القطار لمحطة ( ملوي ) أما هي فقد كان مغشي عليها من شدة البرد والخوف .. قرر ( عبد الواحد ) أن يحملها على حماره من مزارع القصب ويعود أدراجه حتى داره .. فكرت كثيراً أن أترك ( هؤلاء ) .. أترك الجميع .. أهجر الكل .. أنفض غبار الذين لا أعرفهم وأعود أدراجي للقاهرة .. شعور خفي بالتردد .. ربما بالخوف .. ربما بالنذالة .. شعور خفي جاء على لسان برج الحوت في جريدة أهرام الأمس .. ستعاني من ورطة بسبب إمرأة .. وهاهي الورطة وهاهي المرأة .. توقفت قليلاً ليغيبا عن ناظري فأهرول عائداً حتى فاجئني ( عبد الواحد ) بأن ( المدام ) ستكون بخير .. من أين جاء هذا الرجل بخيال أنها أمرأتي ؟؟ .. يبدو أنه قد ظن وقوفي المفاجئ نوع من الإنهيار العصبي قلقاً علي ( السيدة ) الأوروبية لكونها زوجتي !! .. قال لي العبارة وهو لاينتظر مني الإجابة بل يقتنصها من ردة فعل جسدي ووجهي العفويتين .. كأنني مازلت في مبنى جهاز أمن الدولة لم أبرحه .. كان أي خطأ مني يعني أنني ( عاهر ) .. داعر .. زئر نساء .. زنديق تائه دخل فجأة بسبب حظه العاثر قرية لا يقطنها إلا المؤمنين .. الآن ( أنا ) في حالة استسلام تام .. أسير خلف عبد الواحد وحماره الذي يحمل ( المدام ) المزعومة باتجاه قريته الواقعة تحت سفح الجبل الغربي .. الآن أسير كأنني باتجاه الفوضى !!
بقلم: محيي الدين إبراهيم
للخيال بقية ....

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.


mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبح الناس في اليوم التالي كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم!


قال لهم: أنتم (هراء) ولا تجيدون سوى الشكوى .. فأنفضوا من حوله وهم (يشكون) من جهله!

أي ( شعب ) لا يستطيع تكوين حزب ( أغلبية ) ليحكم من خلاله تحت قبة برلمان بلاده .. هو ( شعب ) لا يستحق ( حتى ) أن نشفق عليه .. بل ويستحق معاناته.

هكذا الناس .. سريعي الغضب بطيئي العفو .. المدهش أنهم يحلمون بالرحمة .. كيف ؟

من أدمن الشكوى ليس له مع الله .. رجاء !

من العجيب أنك تجد الرجل ( فاشل ) ولاسلطة له في بيته وينتقد سياسة الحكام !

ما من أمة أخذت بظاهر العلم أو بظاهر الدين إلا وسقطت !

إن كنت من أصحاب الوعي فلن يرضى عنك أصحاب الجهالة ولو أفنيت عليهم مالك وعفوك فلا يضرك ما لن يضرك.

في بلادنا ندير ( العشق ) بلغة الحزن وندير ( الحزن ) بلغة الغضب وندير ( الغضب ) بلغة التعصب وندير ( التعصب ) بلغة الدين وندير ( الدين ) بلغة العرف وندير ( العرف) بالفوضى حتى صار في مجتمعاتنا أرزل القوم .. سيدهم !

إن ( أحببت ) فأنت مهموم بالغريزة حتى لو أقسمت بعكس ذلك .. وإن ( عشقت ) فأنت مهموم بالمحبوب حتى وإن لم يعفو !

بحثت عن صفحة العشق فلم أراني فوقفت عند صفحة الخوف فوجدتني عند السطر الأول كما عند الأخير .. ألملم بعثرة وجهي الذي سقط فجأة وهو يبحث عن العشق !

جلس في معبده يداعب لحيته هامسا للحاكم أن الشريعة في خدمة جلالته وسياساته وتثبيت دعائم حكمه .. حين اصبحنا كانت المدينة تعج بجثث آلاف الأبرياء المتهمين بالإرهاب والخروج على الحاكم !

وعيك حجم وجودك ووجودك حجم وعيك وبين الحجمين إيمانك أو نفاذ صبرك !

لا تختصر المسافة بينك وبينه حتى تعرف ماتختصره !

في معية الغضب حساب وفي معية العفو حساب وبين الحسابين وجودك من عدمه !

الغضب بلا مصلحة جهل انساني محض إذ لا يغضب الحيوان إلا لمصلحة جوعة حتى يفترسك !

هل يعي الإنسان مايرى أم يرى ما يعيه؟

المرأة العربية نقلها المجتمع الذكوري من عبودية الله لعبودية الرجل فأصبحنا جميعاً ونحن في القرن الحادي والعشرين نعيش شذوذ الدنيا وشذوذ الدين !

خضوعك ( للكذبة ) كخضوعك ( للحقيقة ) .. في كلاهما استسلامك الذي يصرفك عن قرارة نفسك !

سيتمادى في عداوته رغم أحسانك .. فقط لمجرد أنك لا تعرف الهزيمة !

حتى لو فضلت العزلة لتفادي فوضى الناس .. لا تعزل قلبك عن قبول محبتهم !

الناس لا تلتف من حولك إلا لمسألتين لا ثالث لهما .. ( جيبك ) !

لا تفرح بإعجاب الناس بك .. إنهم فقط يريدون قضاء مصالحهم !

إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

حين يفلت منك زمام ( الحمار ) سيمتطيك !

لما كشفت له عن ساقيها .. حينها ( فقط ) أدرك أنه فاقد الرجولة !

في قريتنا .. لا تتردد في القفز من السفينة حين يختاروك ( رباناً ) عليها !

حين تلقى بالنصيحة كن وسط الناس .. وحين تلقي بالعلم اعتلي منابرهم !

لا تختلط كثيراً بالناس حتى لا تخالطك .. شكواهم !

معرفة كل شئ هي الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

حين قال أنه خائف صار وزيراً .. ولما أكمل جملته بأنه خائف على البلد .. أغتالوه!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

كان يلقي بالنصائح والقيم (نهاراً) .. ثم يلقي بعناء نهاره في أحضان (عاهرته) ليلاً !

قال: كلما بحثت عن الشرف وجدت ( أمي ) وأيضاً كلما بحثت عن ( العهر ) !

قالوا: "كل برغوث على قدر دمه" فقلت: وماذا عمن جفت في عروقهم الدماء !

كلما تأملت ضياعي في هذا الزمن الذي أحياه أدركت أنه .. شرفي الوحيد !

حين يكون الحصول على قرص ( طعمية ) أثمن من الفضيلة فلا تسالني عن شرف .. الأمة !

خيروا ( الحمار ) مابين ( البرسيم ) والحرية فأختار .. ( قش القمح ) !

في حكم الطاغوت حسنة وحيدة .. أن يدرك ( المطغوت ) قيمة الحرية !

إذا أردت أن تحكم ( للابد ) فأجعل ( أجهل ) الناس .. سيدهم !

لكي تعرف ما لا يراه الناس .. عليك ( أولاً ) أن تعرف .. مايراه الناس !

الإيمان جرعة تأمل .. والإلحاد .. تأمل الجرعة !

حين ينتابني ( الجهل ) أتأمل .. وحين ينتابني ( السأم ) .. أقرأ !

قبولك للحظة في حياتك هو قبولك للوجود كله .. ولا مجال للتراجع .. النقطة ليست صفراً !

ابداء الحب من مظهر ذاتك على مظهر ذاتي وكيلي في عرفان عز ذاتك فماذا لو ابديت باطنه ؟

الحب في الشرق عموده ( الحزن ) وفي بلادنا ( عمودان ) .. الحزن والكذب !

قال لها: قبلة واحدة وسأكون أسعد رجل في العالم .. أعطته ( تسعة ) .. لم يعد .. لم تره من لحظتها !

أعرف تماماً أنه يناصبني ( العداء ) لكني لن أعاتبه ليظل ( نكرة ) حتى أمام نفسه !

القوة ليست في مظهر سلوكك وإنما في باطن ( حسمك ) للأمور بكلمة واحدة دون تفاوض !

هكذا ( البلداء ) إذا رأي فيك ضعفاً استثمره لقوته !

سيظل يعاديك بلا أدنى سبب تعرفه سوى أنك .. رئيس جمهورية نفسك !

من مخاطر الشهرة أن الناس بلا وعي تحب وتنتمي وتقلد وتتبع أي مشهور ولو كان ( جحشاً )!

حين تسلم مصيرك ( لذقن ) أحدهم لا تغضب من أن ( يمتطيك ) بين الناس !

من سوء العقيدة أيمانك بأن الناس ( كافة ) في زمنك على قلب ( جاهل ) واحد ومن وحدة جهلك أن لا تخاطب الناس ( كافة ) على قدر عقولها !

كلما امتطى ( قلمه ) .. امتطوا ( معاولهم ) .. بعد ألف عام .. كان ( التلاميذ ) يقرأون ( ما امتطاه ) بينما اصحاب المعاول لم يعد لهم أثر !

حتى عندما قرر أن يتحول ( بعملية جراحية ) إلى ( روبوت ) ليحصل على الجنسية السعودية مثل الروبوت ( صوفياً ) قالوا له: إنت عربي .. ( ماتنفعش ) !

قبلته فلم تضئ الدنيا بل أضاء هو بقبلتها الدنيا .. نظرت في عينيه فاستشعر كأنما نظراتها قد تحولت لنغمات يعزف على أوتارها الكون .. قبضت بنعومة على يديه وبصوت هامس كأنما تحف به الملائكة قالت: ما كسرته في كبريائي لم يعد كما كان في السابق .. دائما ماتقع المرأة في اختبار بين قلبها وكبريائها .. قالت وهي تفلت أصابعها بهدوء من بين أصابعة: لقد أخترت كبريائي .. أستدارت .. تركته مذهولاً وهو لا يدري أنها كانت قبلة الوداع !

قالت: أعلم أن الحب في الشرق قائم على ( الحزن ) لكني لم أكن أعلم أنه قائم في بلادكم على الحزن والكذب .. أدرك حينها أنها عرفت بأمر زوجته وابنتيه وأن حلمه بالإقامة في ألمانيا ذهب مع ذهابها .. أدراج الرياح !

العشق مقدس لا يقبل النجاسة وطهارة العشق من طهارة ( وجودك ) .. فإن كنت موجوداً ( بالفعل ) .. حياً ( بالوجود ) .. كان العشق مظهر كونك وباطن سكونك وكلما أطاحت اللذات بمن ضاع منهم النور كان عشقك ( المقدس ) في ( عتمة ) ضياعهم نورك الذي يعلن عن نبوة قلبك العاشق ! .. كونوا أنبياء للعشق تخلدوا.


الخميس، 10 يوليو 2014

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (3)

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة،
  

الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف

المتلقي شديد الذكاء وعلى المبدع أن يكون في درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته

الإرهاب في مجتمعاتنا نابع من ضعف العملية التعليمية وتجاهل منهج الدين ومناهج الرياضة والفنون


مازلنا في حديث الذكريات مع أهم المخرجين المسرحيين في مصر وعالمنا العربي، مازلنا مع المخرج القدير مجدي مجاهد الذي استطاع بإيمانه بوطنه وفنه أن يكون أيضاً مكتشف النجوم وربما على رأسهم اليوم على سبيل المثال لا الحصر الفنان القدير يحيي الفخراني الذي تخرج من مدرسة مجدي مجاهد، هذا المخرج الذي آمن بالشباب وبأنهم مستقبل هذه الأمة فكان مسرحة يعج دوماً بطاقة الشباب اللامتناهية والتي تعلمت منه الكثير وخرجت لتبدع في شتى المجالات الفنية من تحت عباءة الفنان القدير مجدي مجاهد:

مجدي مجاهد:
لقد تعلمت على يد جيل رائع مؤمن بالشباب، جيل أمثال عبد الرحيم الزرقاني ونور الدمرداش والسيد بدير وغيرهم كثير، جيل كان يعطي الفرصة للشباب بكل حب واستاذية، جيل كان يؤمن بأنه سيأتي يوما سيحمل فيه الشباب راية العطاء لمصر، ولذلك حين جاء دوري كان الشباب همي الأول، كنت استعين بهم وبنسبة لا تقل عن 75% من حجم الفريق، في الاضاءة، مساعدي اخراج، فنيين، ممثلين، كنت في كل عمل جديد اجد عندي اصرار على تقديم نجم جديد أو نجمين من الشباب، حينما استشعر أن هذا الشباب يمتلك روح النجومية كنت اقرر فوراً أن يكون هو بطل العرض القادم، بل لقد جازفت وكونت فريقاً كاملاً كنت أراه فريقاً عبقرياً وصنعت منه فرقة مسرحية أطلقت عليها ( فرقة أنغام الشباب ) وهي فرقة لاقت نجاحاً جماهيريا واسعاً وكان من أهم نجومها اليوم من أعتبره أبنا لي وهو الفنان القدير والجميل سامح الصريطي، الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف.

مجدي مجاهد:
لم أصرف من جيبي على عرض ” العشرة الطيبة ” ولكن المسألة كانت كالتالي: كنت وقتها عام 1983 مديراً للمسرح الغنائي وحينها تم انتدابي كمشرف عام على فرقة المسرح الكوميدي مع “السيد راضي” أثناء قيامي بالتحضير للعشرة الطيبة، وفوجئت بالمسرح الكوميدي يحرر لي عقداً مالياً كمشرف عام بجانب مرتبي كمدير للمسرح الغنائي، وبمجرد معرفتي بأمر هذا العقد جلست مع ” منار أبو هيف” وقلت لها أني أتنازل عن قيمة عقدي هذا لكل فريق ” العشرة الطيبة ” ووسط دهشة الجميع واصراري على التنازل عن قيمة العقد كان رد الفعل أكثر مماتوقعت من فريق العمل، إذ كان الجميع يتفانى حسب طاقة كل واحد منهم في بذل أقسى ما يمكن بذله لإنجاح العرض وتقديمه بالصورة المثلى، كانت الروح الجماعية هي المنهج الذي يضمنا جميعاً وكان العمل ونجاح العمل هو هدف الكل.

مجدي مجاهد:
هذا صحيح، منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة، وأقول لك بصراحة، أوبريت في قيمة العشرة الطيبة لو تم انتاجه هذه الأيام لن تقل تكلفته عن 10 ملايين جنيه، ولن يخرج بنفس قيمته الفنيه، لماذا؟ .. لأن مظلة الحب لم تعد موجودة مثلما كانت في الماضي بين الفريق الواحد، الجميع يريد أن يكون بطلاً، كما أن المتلقي في ظل الغزو الدرامي التليفزيوني – الرهيب – لم يعد يقبل على مشاهدة المسرح كما كان في السابق، المسرح اليوم، أو الفن بشكل عام يحتاج إلى إعادة صياغة، يحتاج إلى إعادة لملمة الأشلاء ودراسة ماذا يريد المشاهد وكيف نقدم له مسرحاً راقياً بأدوات تحاكي العصر، النهاردة الدنيا إتغيرت ومستحيل في زمن ( الهليوجرام) نقدم مسرحاً فقيراً وبأدوات فقيرة، لن يعيرك أحد انتباهه، فالمتلقي شديد الذكاء ولابد للمبدع أن يكون على درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته.

مجدي مجاهد:
بالفعل يامحيي، كل أغلب أعمالي إن لم يكن كلها تعتمد على المنحى الأخلاقي، ليس معنى أننا نقدم عملاً كوميدياً أن يكون عملاً مسفاً أو غير أخلاقي، أنظر لنجيب الريحاني، اسماعيل يس، عبد المنعم مدبولي، أمين الهنيدي، تقريباً كل جيل الكوميديانات القدامى، كانت الكوميديا موقف وتعتمد على الإضحاك وبعنف لكن بدون كلمة واحدة خارجة، وكذلك كانت تعتمد على علاج خلل مجتمعي حادث بالفعل دون خدش للحياء العام، وعليه كانت أغلب أعمالي لعلاج بعض مانراه من خلل داخل المجتمع، مثل التعصب الكروي على سبيل المثال، رغم أني زملكاوي واشجع الزمالك بكل مشاعري إلا أن أغلب اصدقائي ( أهلاوية ) وصداقة ( ماحصلتش ) وعليه هل لو الأهلي فاز على الزمالك أو فاز الزمالك على الأهلي نقاطع بعض!!؟؟ .. كانت مسألة التعصب بشكل عام تستفزني، مصر ليست بحاجة للتعصب، مصر بشعبها المعتدل الحضاري لايجب ان يكون من أحد خصاله التعصب، ولهذا قمت بعمل مسرحي نال اعجاب الناس حينها وهو مسرحية ( عالم كورة كورة )، مسرحية سخرنا فيها جميعا من التعصب بكل صوره وقدمنا فيها علاجاً لكل أمراض التعصب الإجتماعية بداخلنا.

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (3)

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة،
  

الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف

المتلقي شديد الذكاء وعلى المبدع أن يكون في درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته

الإرهاب في مجتمعاتنا نابع من ضعف العملية التعليمية وتجاهل منهج الدين ومناهج الرياضة والفنون


مازلنا في حديث الذكريات مع أهم المخرجين المسرحيين في مصر وعالمنا العربي، مازلنا مع المخرج القدير مجدي مجاهد الذي استطاع بإيمانه بوطنه وفنه أن يكون أيضاً مكتشف النجوم وربما على رأسهم اليوم على سبيل المثال لا الحصر الفنان القدير يحيي الفخراني الذي تخرج من مدرسة مجدي مجاهد، هذا المخرج الذي آمن بالشباب وبأنهم مستقبل هذه الأمة فكان مسرحة يعج دوماً بطاقة الشباب اللامتناهية والتي تعلمت منه الكثير وخرجت لتبدع في شتى المجالات الفنية من تحت عباءة الفنان القدير مجدي مجاهد:

مجدي مجاهد:
لقد تعلمت على يد جيل رائع مؤمن بالشباب، جيل أمثال عبد الرحيم الزرقاني ونور الدمرداش والسيد بدير وغيرهم كثير، جيل كان يعطي الفرصة للشباب بكل حب واستاذية، جيل كان يؤمن بأنه سيأتي يوما سيحمل فيه الشباب راية العطاء لمصر، ولذلك حين جاء دوري كان الشباب همي الأول، كنت استعين بهم وبنسبة لا تقل عن 75% من حجم الفريق، في الاضاءة، مساعدي اخراج، فنيين، ممثلين، كنت في كل عمل جديد اجد عندي اصرار على تقديم نجم جديد أو نجمين من الشباب، حينما استشعر أن هذا الشباب يمتلك روح النجومية كنت اقرر فوراً أن يكون هو بطل العرض القادم، بل لقد جازفت وكونت فريقاً كاملاً كنت أراه فريقاً عبقرياً وصنعت منه فرقة مسرحية أطلقت عليها ( فرقة أنغام الشباب ) وهي فرقة لاقت نجاحاً جماهيريا واسعاً وكان من أهم نجومها اليوم من أعتبره أبنا لي وهو الفنان القدير والجميل سامح الصريطي، الشباب المصري طاقة منتجة عبقرية ولكنها بحاجة دوماً لمن يثق فيها ويضعها في مقدمة الصفوف.

مجدي مجاهد:
لم أصرف من جيبي على عرض ” العشرة الطيبة ” ولكن المسألة كانت كالتالي: كنت وقتها عام 1983 مديراً للمسرح الغنائي وحينها تم انتدابي كمشرف عام على فرقة المسرح الكوميدي مع “السيد راضي” أثناء قيامي بالتحضير للعشرة الطيبة، وفوجئت بالمسرح الكوميدي يحرر لي عقداً مالياً كمشرف عام بجانب مرتبي كمدير للمسرح الغنائي، وبمجرد معرفتي بأمر هذا العقد جلست مع ” منار أبو هيف” وقلت لها أني أتنازل عن قيمة عقدي هذا لكل فريق ” العشرة الطيبة ” ووسط دهشة الجميع واصراري على التنازل عن قيمة العقد كان رد الفعل أكثر مماتوقعت من فريق العمل، إذ كان الجميع يتفانى حسب طاقة كل واحد منهم في بذل أقسى ما يمكن بذله لإنجاح العرض وتقديمه بالصورة المثلى، كانت الروح الجماعية هي المنهج الذي يضمنا جميعاً وكان العمل ونجاح العمل هو هدف الكل.

مجدي مجاهد:
هذا صحيح، منذ أن قدمت اوبريت العشرة الطيبة عام 1983 وحتى الآن أي مايقرب من ثلاثين عاماً ولم يتم تقديم اوبريت يوازيه فنياً وربما هذا مادفعه لأن يكون أحد أهم الأعمال الفنية في الخمسين سنة الأخيرة، وأقول لك بصراحة، أوبريت في قيمة العشرة الطيبة لو تم انتاجه هذه الأيام لن تقل تكلفته عن 10 ملايين جنيه، ولن يخرج بنفس قيمته الفنيه، لماذا؟ .. لأن مظلة الحب لم تعد موجودة مثلما كانت في الماضي بين الفريق الواحد، الجميع يريد أن يكون بطلاً، كما أن المتلقي في ظل الغزو الدرامي التليفزيوني – الرهيب – لم يعد يقبل على مشاهدة المسرح كما كان في السابق، المسرح اليوم، أو الفن بشكل عام يحتاج إلى إعادة صياغة، يحتاج إلى إعادة لملمة الأشلاء ودراسة ماذا يريد المشاهد وكيف نقدم له مسرحاً راقياً بأدوات تحاكي العصر، النهاردة الدنيا إتغيرت ومستحيل في زمن ( الهليوجرام) نقدم مسرحاً فقيراً وبأدوات فقيرة، لن يعيرك أحد انتباهه، فالمتلقي شديد الذكاء ولابد للمبدع أن يكون على درجة أعلى ليستطيع اقناع المتلقي بفكرته.

مجدي مجاهد:
بالفعل يامحيي، كل أغلب أعمالي إن لم يكن كلها تعتمد على المنحى الأخلاقي، ليس معنى أننا نقدم عملاً كوميدياً أن يكون عملاً مسفاً أو غير أخلاقي، أنظر لنجيب الريحاني، اسماعيل يس، عبد المنعم مدبولي، أمين الهنيدي، تقريباً كل جيل الكوميديانات القدامى، كانت الكوميديا موقف وتعتمد على الإضحاك وبعنف لكن بدون كلمة واحدة خارجة، وكذلك كانت تعتمد على علاج خلل مجتمعي حادث بالفعل دون خدش للحياء العام، وعليه كانت أغلب أعمالي لعلاج بعض مانراه من خلل داخل المجتمع، مثل التعصب الكروي على سبيل المثال، رغم أني زملكاوي واشجع الزمالك بكل مشاعري إلا أن أغلب اصدقائي ( أهلاوية ) وصداقة ( ماحصلتش ) وعليه هل لو الأهلي فاز على الزمالك أو فاز الزمالك على الأهلي نقاطع بعض!!؟؟ .. كانت مسألة التعصب بشكل عام تستفزني، مصر ليست بحاجة للتعصب، مصر بشعبها المعتدل الحضاري لايجب ان يكون من أحد خصاله التعصب، ولهذا قمت بعمل مسرحي نال اعجاب الناس حينها وهو مسرحية ( عالم كورة كورة )، مسرحية سخرنا فيها جميعا من التعصب بكل صوره وقدمنا فيها علاجاً لكل أمراض التعصب الإجتماعية بداخلنا.

الأربعاء، 14 مايو 2014

ديموقراطية البطون الفارغة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.

في فيلم الزوجة الثانية تغاضت ( فاطنة ) عن تحرش ( العمدة عتمان ) ( بثدييها ) أثناء الوضوء حينما أغراها ( بأوزة ) حيث قالت: ده إحنا كنا ناكل ونشرب وندعيلك .. مجرد ( أوزة ) تأكل منها ( فتفوتة ) وابنائها ( فتفوته ) وحماتها ( حته ) والباقي ( لأبو العلا ) الذي يشقى ويتعب جعلها تتغاضى عن ظلم وجبروت وتحرش ورغبة ( الحاكم ) بها بل وبرضا كامل تدعي له في صلاتها!! 
ثم يأتي المشهد الثاني الأكثر قسوة وهو طلاق ( فاطنة ) من ( أبو العلا ) ليتزوج بها ( العمدة ) في نفس اليوم بحجة أن الورق ورقه والدفاتر دفاتره .. مسألة فيها ( كفر بواح ) .. كفر كامل الأركان وبكل ماتحمله كلمة ( كفر ) من معنى .. لكن تغاضى عنها ( أهل القرية ) جميعاً لمجرد أن العريس وهو ( العمدة الحاكم ) سيقوم بعمل ليلة كبيرة ( سيطعم ) فيها كل الناس ( فته ولحمة ورز) !!
هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.
أن تكون حاكماً على ملايين الفقراء والبسطاء فعليك أن تقدم لهم ( وجبة العَشاء ) قبل ( صلاة العشاء ).
أما الذين يتحدثون عن الديموقراطية والحرية لتمارسها ( البطون الفارغة ) فهم مجموعة من ( المجانين ) الذين لا يعرفون من طبيعة البشر سوى مايريدونه هم .. ومايريدونه هو أن يصير كل منهم ( عتمان ) جديد .. ( عمدة ) جديد .. كعمدة فيلم ( الزوجة الثانية ) يتحرش بالفقراء ويتحايل على مايؤمنون به ويتجبر عليهم ويتحكم في لقمة العيش .. لصناع السياسة اتحدث .. حددوا اقامة الفاسدين في منازلهم وأمموا مشاريعهم لصالح الفقراء الذين أوشكوا على الإنفجار .. هذا أو الطوفان !!!

ديموقراطية البطون الفارغة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.

في فيلم الزوجة الثانية تغاضت ( فاطنة ) عن تحرش ( العمدة عتمان ) ( بثدييها ) أثناء الوضوء حينما أغراها ( بأوزة ) حيث قالت: ده إحنا كنا ناكل ونشرب وندعيلك .. مجرد ( أوزة ) تأكل منها ( فتفوتة ) وابنائها ( فتفوته ) وحماتها ( حته ) والباقي ( لأبو العلا ) الذي يشقى ويتعب جعلها تتغاضى عن ظلم وجبروت وتحرش ورغبة ( الحاكم ) بها بل وبرضا كامل تدعي له في صلاتها!! 
ثم يأتي المشهد الثاني الأكثر قسوة وهو طلاق ( فاطنة ) من ( أبو العلا ) ليتزوج بها ( العمدة ) في نفس اليوم بحجة أن الورق ورقه والدفاتر دفاتره .. مسألة فيها ( كفر بواح ) .. كفر كامل الأركان وبكل ماتحمله كلمة ( كفر ) من معنى .. لكن تغاضى عنها ( أهل القرية ) جميعاً لمجرد أن العريس وهو ( العمدة الحاكم ) سيقوم بعمل ليلة كبيرة ( سيطعم ) فيها كل الناس ( فته ولحمة ورز) !!
هذه هي قصة الفقراء والبؤساء والشعوب في كل مكان وزمان .. لو حكمهم ( نبي ) دون أن ينزل عليهم ( مائدة ) من السماء .. لن يؤمنوا به.
أن تكون حاكماً على ملايين الفقراء والبسطاء فعليك أن تقدم لهم ( وجبة العَشاء ) قبل ( صلاة العشاء ).
أما الذين يتحدثون عن الديموقراطية والحرية لتمارسها ( البطون الفارغة ) فهم مجموعة من ( المجانين ) الذين لا يعرفون من طبيعة البشر سوى مايريدونه هم .. ومايريدونه هو أن يصير كل منهم ( عتمان ) جديد .. ( عمدة ) جديد .. كعمدة فيلم ( الزوجة الثانية ) يتحرش بالفقراء ويتحايل على مايؤمنون به ويتجبر عليهم ويتحكم في لقمة العيش .. لصناع السياسة اتحدث .. حددوا اقامة الفاسدين في منازلهم وأمموا مشاريعهم لصالح الفقراء الذين أوشكوا على الإنفجار .. هذا أو الطوفان !!!

السياسة والوطن في أعمال المخرج مجدي مجاهد المسرحية (1)


mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com

اوبريت "العشرة الطيبة" في سيرته الأولى عام 1920 كان عملاً نقديا للنظام الذي يعتليه السلطان فؤاد الأول قبل ان يصير الملك فؤاد الأول صاحب الانجليز على حساب الوطن وحيث تبرع للمحتل الانجليزي بمبلغ 300 مليون جنية مصري ( 630 مليار جنيه مصري بسعر عام 2014 ) كمنحة لا ترد مساهمة من مصر لدعم انجلترا في اقتصاد الحرب العالمية الأولى التي انتهت عام 1919، على حساب الفلاح المصري ورغم أنف شعب مصر كله !
الفنان القدير مجدي مجاهد أحد أهم المخرجيين المسرحيين المصريين حتى يومنا هذا وهو واحد من الذين جادت بهم مصر التي لا ينضب رحمها أبداً من أن يجود بهكذا عمالقة وهكذا مخلصين.
كانت رحلة معرفتي به أو بعبارة اكثر دقة رحلة معرفتي بفنه وشخصيته الوطنية في عام 1983 وتحديداً من خلال عرض الأوبريت الغنائي "العشرة الطيبة" رائعة الكاتب محمد تيمور وألحان فنان الشعب سيد درويش على مسرح البالون في قلب العاصمة المصرية.
كان السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين آنذاك لماذا اختار مجدي مجاهد هذا الأوبريت بالذات لتقديمه في هذا الوقت تحديداً، بعضهم كانت له وجهة نظر وجيهة وهي أن الاختيار جاء تزامناً مع الذكرى الخمسين لرحيل الكاتب المصري الفذ محمد تيمور وربما هذا الرأي – ظاهرياً – يبدو منطقياً لكن بعد مشاهدتي للعرض – حينها – أدركت أن مجدي مجاهد كانت له دوافع اخرى أكثر وطنية من مجرد الاحتفال بكاتب مصري في ذكرى وفاته رغم أن الاحتفال بذكرى كاتب في وزن وقامة محمد تيمور هو في حد ذاته انفعال وطني ومحمود وغاية في الانتماء.
المخرجين ثلاثة أنواع، مخرج مُفسر ومخرج مُنفذ ومخرج مُبدع، والنوع الأول هو ذلك المخرج الذي يحاول تفسير الحالة العامة للنص المسرحي من حيث كونه اجتماعياً او سياسياً او ربما تعليمياً هذا على سبيل المثال ليستطيع هذا المخرج تأكيد تلك الحالة التي فسرها لتنعكس من وجهة نظره في حركات ابطال العمل وانفعالاتهم وردود أفعالهم مع حرصه الدائم في الإبقاء على طبيعة النص الدرامي مع تلافي بعض الأخطاء الدرامية إن وُجدت دون التدخل فيه بالضبط الزمني أو التعديل أو حتى مجرد التدخل في طبيعة الشخصيات ذاتها، أما المخرج المنفذ فهو الذي يقوم بإخراج العمل دون بذل اي جهد في تفسيره أو حتى تلافي بعض الأخطاء الدرامية إن كانت موجودة فيه ليظهر لنا العمل بلا روح، أما المخرج المبدع فهو ذلك الصانع الذي يفسر النص ثم يسقطه على الواقع والزمن الحالي ليتوافق حال تنفيذه مع هموم المشاهد الآن وثقافته وأدواته وطبيعته وبذلك يستطيع المخرج المبدع أن يستثمر فكرة النص وهدفه لتوصيل الأفكار المعاصرة وتصورات الحل للخروج من ازمة معينه يراها المخرج في وطنه الآن وبذلك يستطيع أن يحول عمل قديم بروح قديمة وزمن غابر وأزمات لاوجود لها إلى عمل معاصر بروح شابة وزمن حالي وأزمات آنية وطنية تبحث عن حلول مبتكرة مع الحفاظ على التركيب الدرامي للعمل الاصلي حتى لو قام هذا المخرج بتقليص ابطال العمل بحذف شخصيات بعينها يجدها عالة على العمل في شكله المعاصر أو اضافة شخصيات جديدة لم تكن موجودة على الإطلاق حتى في ذهن المؤلف الأصلي ولكن يجدها المخرج ضرورة لتوصيل الفكرة بعمق أكبر، لقد كان المخرج مجدي مجاهد من هذا النوع الثالث المبدع الذي تحركه نوازعه الوطنية ومصريته الأصيلة في توجيه أعماله لتصحيح وضع يراه خاطئاً في مجتمعه الآن، ولكن كيف فعلها الفنان والمخرج المبدع مجدي مجاهد في رؤيتي الأولى له من خلال اوبريت العشرة الطيبة ذلك هو بيت القصيد.
اوبريت "العشرة الطيبة" في سيرته الأولى عام 1920 كان عملاً نقديا للنظام الذي يعتليه السلطان فؤاد الأول قبل ان يصير الملك فؤاد الأول صاحب الانجليز على حساب الوطن وحيث تبرع للمحتل الانجليزي بمبلغ 300 مليون جنية مصري ( 630 مليار جنيه مصري بسعر عام 2014 ) كمنحة لا ترد مساهمة من مصر لدعم انجلترا في اقتصاد الحرب العالمية الأولى التي انتهت عام 1919، على حساب الفلاح المصري ورغم أنف شعب مصر كله، هذا إلى جانب ارتمائه في احضان ثلة صغيرة من الارستقراطية التركية أو طبقة المنتفعين ضارباً عرض الحائط بهموم المصريين وفقرهم وذل احتلال الأرض والوطن، مما جعله رغم كونه ديكتاتوراً بامتياز أن يحظى بسخرية المصريين وسخطهم وهو ما ترجمه محمد تيمور وشاركه بديع خيري في الاشعار وشاركهما سيد درويش بالتلحين واستقر الثلاثة على اطلاق اسم " ابو زعيزع" على الملك داخل الأوبريت تيمنا بما كان يطلقه عليه العامة من المصريين الذين سئموا حكمه الذي لم يكمل عامه الرابع ولينبهوه من خلال هذا العمل الفني لخطورة انعزاله عن الشعب وارتمائه في احضان الانجليز و( شلل ) المنتفعين الغير وطنيين، وربما كان لهذا العرض جزء من اثر وجزء من ضغط سياسي على تغيير دفة السياسة في مصر بإقرار دستور 1923 لما كان لهذا العرض من دور رئيس في تثقيف الوعي السياسي لدى المصريين بعدما لمسوا بأنفسهم رعاية شخصية واهتمام ودعم شخصي من سعد باشا زغلول لهذا العرض المسرحي وأهمية الابقاء على عرضه بالمسرح وحضوره شخصيا لمشاهدته أكثر من مرة رغم المحاولات الجبارة من قبل الارستقراطية الغير الوطنية في ذلك الوقت لغلق المسرح واعتقال القائمين عليه، هذه الحالة السياسية الحرجة التي كانت تحياها مصر عام 1920 كانت هي نفسها التي تحياها مصر باختلافات بسيطة عام 1983 وأدركها الفنان المبدع مجدي مجاهد بضميره الوطني ودفعته كما دفعت خلفيته الثورية التي اصقلتها ثورة 1952 وتوجتها مرحلة نضاله في الفترة الناصرية التي تربى فيها وجدانه على الحريات والعدالة الاجتماعية من أن يقرر عرض هذا الأوبريت بل وتخليده أيضاً فقد كانت مصر في ذلك الوقت – 1983 – تعيش لحظات ذكرى اغتيال الرئيس محمد أنور السادات الثانية تماماً كما كانت الذكرى الثانية لوفاة السلطان حسين كامل وحكم رئيس جديد لا يعرفه المصريون جيداً تماماً كالملك فؤاد وطبقة ارستقراطية متوحشة تكونت في زمن الانفتاح منذ بضع سنوات تزامناً مع معاهدة كامب ديفيد وازدادت توحشاً بعد اغتيال السادات على حساب فقراء المصريين والشعب المصري كله مثلما كما كانت طبقة المنتفعين الاتراك في عهد فؤاد عام 1920 هذا إلى جانب طبعاً أن مصر كانت تحتفل في هذا العام بفرح ولكن على استحياء باستعادة آخر جزء من سيناء لينضم هذا الجزء بموجب السلام المصري الاسرائيلي لحضن الوطن الأم، وضع سياسي مبهم ويحمل صورة ضبابية في الأفق وكأنه مطرقة ضاغطة على المواطن المصري بعنف لتصنع من الألم دافعاً حقيقياً لأن يختار مجدي مجاهد بحسه الوطني ومصريته الصافية إعادة عرض اوبريت العشرة الطيبة أو ربما يُعيد الأوبريت نفسه للحياة على يد المخرج الثائر والمبدع مجدي مجاهد وكأنه القدر يريد اعادة الوعي للمصريين عام 1983 كما أعاده لهم قبل ذلك عام 1920 على يد المخرج العبقري عزيز عيد.
كل أعمال سيد درويش الموسيقية قبل عام 1983 هي اعمال يتم تناقلها ودراستها عبر الأجيال من خلال الحفظ والسمع، وهذه الكارثة الفنية هي ما استوقفت المخرج مجدي مجاهد في تصوراته الاولى للعرض المسرحي، إذ كيف يمكنه أن يقوم بإخراج اوبريت مسرحي في عظمة اوبريت " العشرة الطيبة" لقامات أمثال تيمور وبديع خيري وسيد درويش وهو لا يمتلك مرجعية موثقة لموسيقى الأغاني والألحان التي من خلالها يستطيع استخدامها في تنفيذ واخراج الاوبريت، كيف يحدث هذا في مصر أم الفنون؟ وهل يعقل أن تكون ألحان الفنان خالد الذكر سيد درويش غير مكتوبة في نوتة موسيقية ونعتمد فقط في اظهارها للوجود على من نعتمد عليهم ممن حفظوها أو يحفظونها؟ وماذا لو جاء زمن لم يعد فيه هؤلاء موجودون؟ وحاول المخرج مجدي مجاهد أن يستعين بأوراق ونوتات أوبريت العشرة الطيبة الذي قدمته الإذاعة المصرية وأخرجه الفنان القدير "السيد بدير" لكنه تلقى صدمة كبيرة من الفنان الكبير "السيد بدير" حيث قال له أن الموزع الموسيقي "عبد الحليم علي" اعتمد في توزيعه على السماعي ولم يقم بتدوين اي نوته موسيقية لهذا الاوبريت لما يتطلبه ذلك من جهد ووقت ومال لم يكن متوفراً وقتها، وهنا قرر المخرج المبدع مجدي مجاهد العمل على تخليد هذا العمل الكبير، قرر ان يبدأ خطة العمل بكتابة نوتة موسيقية للأوبريت كاملاً حتى لو كلفه ذلك نصف ميزانية العرض ككل وكانت عبقرية ابداعه حين عهد بهذه المهمة للفنان الكبير والموزع الموسيقي النابغة "عزيز الشوان" الذي عكف على ألحان وموسيقى الاوبريت ليوثقها في نوته موسيقية كاملة في مدة استغرقت اكثر من ثمانية اشهر كاملة واصبح اوبريت العشرة الطيبة لأول مرة في تاريخه يحمل نوته موسيقية علمية رفيعة يستطيع اي موسيقي أن يعزفها في اي مكان بالعالم وفي اي زمان بالمستقبل بإصرار وضمير وطني وفني مخلص لواحد من أعظم رواد المسرح الغنائي في مصر الفنان الكبير مجدي مجاهد الذي لولا اصراره على كتابة النوتة الموسيقية ما استطعنا أن نستمع لأغاني هذا الاوبريت بينما تعزفها على الآلات أنامل غير عربية في عواصم مختلفة في العالم كنيويورك وموسكو وباريس، انها عبقرية الرجل حين ينتمي بإخلاص لوطنه ويصبح جل طموحه أن يبذل قصارى جهده في تخليد كل ما يمت بصله لهذا الوطن، لكن كيف استثمر مجدي مجاهد ذلك الاوبريت القديم ليسقطه على الواقع الوطني المعاصر هذا ما سنفرد له المقال القادم بإذن الله.