الأحد، 29 فبراير 2004

ياأمة " البطيــخ "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الأمة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على أنفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف إنما تقع جميعها أمام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين المعاصرين اليوم!
حينما دخل عمر بن الخطاب القدس لأول مرة دخلها حاكما اذ اصبحت ضمن امصار المسلمين وتحت ولايتهم بعد ان انتهى فيها حكم الرومان.
كان يدرك عمر بن الخطاب ان هذه الأصقاع لايوجد بها مواطن مسلم واحد حيث أن كل سكانها من النصارى واليهود فماذا فعل وهو يتلقى اول امتحان حقيقي في كيفية بناء الدولة العصرية التي يجب ان تقود العالم حسب ما يؤمن وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بأقل من اربعة سنوات؟
ان اقرار الجزية يكاد يكون امراً مستحيلاً بل وغير منطقياً وظالماً في آن واحد بسبب مايعيشه نصارى القدس والشام عرباً وعجماً من فقر مدقع احاط بهم من كل حدب بعدما أذلهم الرومان وامتصوهم، وعليه بنى عمر بن الخطاب دوافعه في رفض الجزية تماماً أوفرضها كقانون على الدولة التي تم احتلالها ودخولها في حظيرة المسلمين، بل أنه قد خرج ايضاً بسابقة كان من الممكن ان تؤلب عليه اعوانه ورجاله لولا يقينهم بمدى ورع وايمان عمر وهي ان قرر فتح بيت مال المسلمين عن آخره لمنح المال والكساء والغذاء لفقراء القدس والشام ليقينة ان هؤلاء هم رعيته في المقام الأول وفي كنف دولته وان ابقائهم على فقرهم وامتصاصهم كما فعل الروم لأعظم الدوافع للثورة على الدولة لتكون النتيجة خراب الدين وانتهاء امر الدولة قبل ان تبدأ.
لقد كان منهج عمر قائماً على ان الدولة مادامت تحكم بالشرع الاسلامي فإن اول قوانين هذا الحكم هي " لكم دينكم ولي ديني " لتعم سماحة الدين وعدالته رؤوس الكل فلايشهد فيها احد الا بنزاهة دستورها ومنهجها حتى ولو كان على غير ملة الأسلام ولعل تطبيقة حد الجلد على اقرب الناس اليه حينما علم بواقعة الزنا في قبطية لأعظم الأمثلة على عدالة دولة عمر وسواسية الحقوق والواجبات لكل افرادها حتى ولو كانوا من غير المسلمين، ومن هذا الفكر المسلم الواعي الفقيه بأمور دينه ودنياه لم يرفض عمر مطلب النصارى بطرد اليهود من مدينة القدس " اورشليم " حيث كانوا يد الروم الطولى في تعذيب واذلال النصارى واصدر فرمانا بأن يدع المسلمين امر النصارى وقضاء النصارى للنصارى وأن لا يحرقوا مزارع خنازيرهم ولايمنعوا عنهم نبيذهم ولايجبرونهم على اعتناق الاسلام كرها ولا يقطعوا بينهم وبين صلواتهم في معابدهم فهم احرار ماداموا يحترموا حقوقهم كمواطنين شرفاء لهم كافة حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاسلامي السمح داخل الوطن الذي يحكم به.
لم يمر اكثر من عشرة اعوام على دخول عمر القدس ويؤسس منهج الدولة التى اصبح رعاياها من ملل مختلفة واديان مختلفة بل وألسنة مختلفة حتى جاء معاوية بن ابي سفيان ليؤسس دولته الاموية ويقوم بفتوحاته السياسية شرقاً وغرباً بجيش كان غالب الجنود فيه من مواطني الشام اي من نصارى الشام فيبلوا بلاءً حسنا لنصرة دولتهم ايمانا منهم بها رغم ان سلاطين دولتهم على غير ذات الدين ومن امة المسلمين لكنهم شعروا تحت رايتهم بأنهم اكثر حرية في ممارسة شعائرهم الدينية ومزاولة حق المواطنة دون خوف او ارهاب وهو الامر الذي دفع الدولة الاسلامية بفضل هذه السماحة والعدالة الاجتماعية ان تمتلك ناصية العالم في اقل من خمسة وعشرين عاماً وهو زمن اقل ما يوصف به انه معجزة حقيقية كان مسببها الرئيس تلاشي فقه التطرف وفقه قانون الطوارئ الذي نحياه الان والذي ادى بنا وبمجتمعاتنا الى فتن طائفية وفقر وبطالة بل وتشوية لمعالم الدين وسماحته وهو الدين الذي رفع عن البشر برغم اختلافاتهم الدينية والعرقية الظلم والقهر والنزاعات الطائفية تحت مظلة الوطن الواحد .
هذه هي دولة المسلمين كما أقرها وحدد مبادئها القران ومارسها الرسول فصارت سنة وحاكاه فيها اصحابه فملكوا الدنيا واقاموا العدل فيها.
اما الآن فلا سبيل لنا امام فقهاء هذا العصر الذين انقسموا على انفسهم ودفعوا أمتنا لأن يكون لكل ارضِ فيها فقيه يأتمر بسلطانها واميرها كما لو كانوا انداداً لله في الأرض الا ان نسمع من مثقفي الأمة نداءات العلمانية وحظر الدين في سجاجيد الصلاة والمساجد لعجزه – من وجهة نظرهم - عن تقديم الحلول التي تتوائم ولغة العصر ولم يهتم احدهم بدولة الدستور الأسلامي التي استقت منه كل دساتير الدنيا مناهجها، ونسوا ان سبب انهيار مبادئ الدين ومنهجه وقانونه في قلوب العباد انما نابع من اكذوبة ان في عالمنا الحاضر فقهاء ألهتنا " غيبوبتهم " عن ادراك انهم اصل ضياع الدين والدنيا معاً لما تبنوا الفقه الشاذ فقط وليد لحظات استنهاض الأمة عبر صراعها التاريخي وألقوا وراء ظهورهم دفع الأمة للتراص والتوحد والإعتصام بعدما اصبحوا فقهاء الدرهم والدينار لايبدعون الا في فقه النساء وحف الشارب حتى انطبق عليهم قول المتنبي: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... ياأمة قد ضحكت من جهلها الأمم.
ان المسؤلية الانسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الامة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على انفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف انما تقع جميعها امام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين الذين دفعوا بنا وبوطننا لأن يكون مجهول الداخل والخارج لاتعلم ان كان قلبه طيباً ام خبيثاً ونهباً لدعاة العلمانية والإلحاد بأسم التطور وكأننا امة خلق الله عقول ابنائها من البطيخ .

ياأمة " البطيــخ "

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

إن المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الأمة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على أنفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف إنما تقع جميعها أمام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين المعاصرين اليوم!
حينما دخل عمر بن الخطاب القدس لأول مرة دخلها حاكما اذ اصبحت ضمن امصار المسلمين وتحت ولايتهم بعد ان انتهى فيها حكم الرومان.
كان يدرك عمر بن الخطاب ان هذه الأصقاع لايوجد بها مواطن مسلم واحد حيث أن كل سكانها من النصارى واليهود فماذا فعل وهو يتلقى اول امتحان حقيقي في كيفية بناء الدولة العصرية التي يجب ان تقود العالم حسب ما يؤمن وبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بأقل من اربعة سنوات؟
ان اقرار الجزية يكاد يكون امراً مستحيلاً بل وغير منطقياً وظالماً في آن واحد بسبب مايعيشه نصارى القدس والشام عرباً وعجماً من فقر مدقع احاط بهم من كل حدب بعدما أذلهم الرومان وامتصوهم، وعليه بنى عمر بن الخطاب دوافعه في رفض الجزية تماماً أوفرضها كقانون على الدولة التي تم احتلالها ودخولها في حظيرة المسلمين، بل أنه قد خرج ايضاً بسابقة كان من الممكن ان تؤلب عليه اعوانه ورجاله لولا يقينهم بمدى ورع وايمان عمر وهي ان قرر فتح بيت مال المسلمين عن آخره لمنح المال والكساء والغذاء لفقراء القدس والشام ليقينة ان هؤلاء هم رعيته في المقام الأول وفي كنف دولته وان ابقائهم على فقرهم وامتصاصهم كما فعل الروم لأعظم الدوافع للثورة على الدولة لتكون النتيجة خراب الدين وانتهاء امر الدولة قبل ان تبدأ.
لقد كان منهج عمر قائماً على ان الدولة مادامت تحكم بالشرع الاسلامي فإن اول قوانين هذا الحكم هي " لكم دينكم ولي ديني " لتعم سماحة الدين وعدالته رؤوس الكل فلايشهد فيها احد الا بنزاهة دستورها ومنهجها حتى ولو كان على غير ملة الأسلام ولعل تطبيقة حد الجلد على اقرب الناس اليه حينما علم بواقعة الزنا في قبطية لأعظم الأمثلة على عدالة دولة عمر وسواسية الحقوق والواجبات لكل افرادها حتى ولو كانوا من غير المسلمين، ومن هذا الفكر المسلم الواعي الفقيه بأمور دينه ودنياه لم يرفض عمر مطلب النصارى بطرد اليهود من مدينة القدس " اورشليم " حيث كانوا يد الروم الطولى في تعذيب واذلال النصارى واصدر فرمانا بأن يدع المسلمين امر النصارى وقضاء النصارى للنصارى وأن لا يحرقوا مزارع خنازيرهم ولايمنعوا عنهم نبيذهم ولايجبرونهم على اعتناق الاسلام كرها ولا يقطعوا بينهم وبين صلواتهم في معابدهم فهم احرار ماداموا يحترموا حقوقهم كمواطنين شرفاء لهم كافة حقوق المواطنة التي كفلها الدستور الاسلامي السمح داخل الوطن الذي يحكم به.
لم يمر اكثر من عشرة اعوام على دخول عمر القدس ويؤسس منهج الدولة التى اصبح رعاياها من ملل مختلفة واديان مختلفة بل وألسنة مختلفة حتى جاء معاوية بن ابي سفيان ليؤسس دولته الاموية ويقوم بفتوحاته السياسية شرقاً وغرباً بجيش كان غالب الجنود فيه من مواطني الشام اي من نصارى الشام فيبلوا بلاءً حسنا لنصرة دولتهم ايمانا منهم بها رغم ان سلاطين دولتهم على غير ذات الدين ومن امة المسلمين لكنهم شعروا تحت رايتهم بأنهم اكثر حرية في ممارسة شعائرهم الدينية ومزاولة حق المواطنة دون خوف او ارهاب وهو الامر الذي دفع الدولة الاسلامية بفضل هذه السماحة والعدالة الاجتماعية ان تمتلك ناصية العالم في اقل من خمسة وعشرين عاماً وهو زمن اقل ما يوصف به انه معجزة حقيقية كان مسببها الرئيس تلاشي فقه التطرف وفقه قانون الطوارئ الذي نحياه الان والذي ادى بنا وبمجتمعاتنا الى فتن طائفية وفقر وبطالة بل وتشوية لمعالم الدين وسماحته وهو الدين الذي رفع عن البشر برغم اختلافاتهم الدينية والعرقية الظلم والقهر والنزاعات الطائفية تحت مظلة الوطن الواحد .
هذه هي دولة المسلمين كما أقرها وحدد مبادئها القران ومارسها الرسول فصارت سنة وحاكاه فيها اصحابه فملكوا الدنيا واقاموا العدل فيها.
اما الآن فلا سبيل لنا امام فقهاء هذا العصر الذين انقسموا على انفسهم ودفعوا أمتنا لأن يكون لكل ارضِ فيها فقيه يأتمر بسلطانها واميرها كما لو كانوا انداداً لله في الأرض الا ان نسمع من مثقفي الأمة نداءات العلمانية وحظر الدين في سجاجيد الصلاة والمساجد لعجزه – من وجهة نظرهم - عن تقديم الحلول التي تتوائم ولغة العصر ولم يهتم احدهم بدولة الدستور الأسلامي التي استقت منه كل دساتير الدنيا مناهجها، ونسوا ان سبب انهيار مبادئ الدين ومنهجه وقانونه في قلوب العباد انما نابع من اكذوبة ان في عالمنا الحاضر فقهاء ألهتنا " غيبوبتهم " عن ادراك انهم اصل ضياع الدين والدنيا معاً لما تبنوا الفقه الشاذ فقط وليد لحظات استنهاض الأمة عبر صراعها التاريخي وألقوا وراء ظهورهم دفع الأمة للتراص والتوحد والإعتصام بعدما اصبحوا فقهاء الدرهم والدينار لايبدعون الا في فقه النساء وحف الشارب حتى انطبق عليهم قول المتنبي: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... ياأمة قد ضحكت من جهلها الأمم.
ان المسؤلية الانسانية والدينية والوطنية تجاه غزو الامة الإسلامية واحتلالها الآن بل وتغيير مناهجها وتحريف عقيدتها وانشقاق طوائف مواطنيها على انفسهم ليتصارعوا صراع الطوائف انما تقع جميعها امام الله فوق كاهل فقهاءنا المسلمين الذين دفعوا بنا وبوطننا لأن يكون مجهول الداخل والخارج لاتعلم ان كان قلبه طيباً ام خبيثاً ونهباً لدعاة العلمانية والإلحاد بأسم التطور وكأننا امة خلق الله عقول ابنائها من البطيخ .

الأحد، 8 فبراير 2004

الحب في مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية ..

مفهوم الحب في بلادنا رغم بساطته نقوم نحن بتعقيده وإذلاله وكسر جماله بأن يؤمن كل طرف إيماناً سطحياً بأن الحب هو إرضاء الحبيب متصوراً أنه بذلك الإيمان سيمتلك قلب محبوبه ويرضى عنه للأبد لكن يكتشف كل طرف بعد فترة أنه نسى نفسه في إرضاء المحبوب .. يكتشف أنه ليس على طبيعته .. يدرك بفطرته أنه مع محبوبه يكون شخصية غير شخصيته .. شخصية مرهقة لا يعرفها، فيشتاق لشخصيته الحقيقية ليستعيدها من احتلال الحبيب ولو على حساب الحب وفقدان الحبيب نفسه فتكون النتيجة المنطقية إنهيار العلاقة .. المدهش أن كل طرف فشل في علاقة لهذه الأسباب ودخل في علاقة جديدة بعد ألم العلاقة السابقة يرتكب نفس الخطأ وهو ارضاء الحبيب فيسقط مرة أخرى نفس السقوط القديم ويظل في دوامة الدخول والخروج من علاقة لعلاقة وعلاقات لا تنتهي حتى يكفر بالحب ويدخل في مرحلة المظلومية ويعيش بإيمان كامل أنه ضحية .. الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية .. بصمتك الحقيقية .. طبيعتك .. فطرتك .. ضحكتك وحتى غضبك التلقائي .. الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة هو أنت الحقيقي .. شخصيتك كرجل له كبريائه أو شخصيتك كأمرأه لها كرامتها.

الحب في مصر

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية ..

مفهوم الحب في بلادنا رغم بساطته نقوم نحن بتعقيده وإذلاله وكسر جماله بأن يؤمن كل طرف إيماناً سطحياً بأن الحب هو إرضاء الحبيب متصوراً أنه بذلك الإيمان سيمتلك قلب محبوبه ويرضى عنه للأبد لكن يكتشف كل طرف بعد فترة أنه نسى نفسه في إرضاء المحبوب .. يكتشف أنه ليس على طبيعته .. يدرك بفطرته أنه مع محبوبه يكون شخصية غير شخصيته .. شخصية مرهقة لا يعرفها، فيشتاق لشخصيته الحقيقية ليستعيدها من احتلال الحبيب ولو على حساب الحب وفقدان الحبيب نفسه فتكون النتيجة المنطقية إنهيار العلاقة .. المدهش أن كل طرف فشل في علاقة لهذه الأسباب ودخل في علاقة جديدة بعد ألم العلاقة السابقة يرتكب نفس الخطأ وهو ارضاء الحبيب فيسقط مرة أخرى نفس السقوط القديم ويظل في دوامة الدخول والخروج من علاقة لعلاقة وعلاقات لا تنتهي حتى يكفر بالحب ويدخل في مرحلة المظلومية ويعيش بإيمان كامل أنه ضحية .. الحب نجاحه الوحيد أن يكون الطرفين بشخصيتهم الحقيقية وليس بشخصية مزيفة فمهما حاول أي طرف أن يتقن آداء تلك الشخصية المزيفة لن تكون في روعة الشخصية الحقيقية .. بصمتك الحقيقية .. طبيعتك .. فطرتك .. ضحكتك وحتى غضبك التلقائي .. الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة هو أنت الحقيقي .. شخصيتك كرجل له كبريائه أو شخصيتك كأمرأه لها كرامتها.

الأربعاء، 4 فبراير 2004

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.

العراقيون والتمثيل بجثث الأمريكان

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم

الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس بغزو العراق يجلسون الآن في واشنطن ولندن ليراجعوا حساباتهم من جديد وحيث يتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على اتهام وكالات استخباراتهم بأنها السبب لتكون كباش محرقة  فيتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة أوطانهم !
لا يوجد شعب في الدنيا وعلى مدار التاريخ الذي دونه البشر منذ آلاف السنين فعل مافعله العراقيون بالعالم كله اليوم !

ان المتأمل للحالة العراقية اليوم يجد ان العراقيون قد دفعوا المحللين السياسيين والعسكريين دفعاً الى الجنون بل واتهامهم ايضا لبعضهم البعض بانهم اطفال وهم بالفعل اطفال ضحكوا علينا وعلى العالم كله بقدرتهم على تحليل الامور والدوافع وهاهم في نفس اللحظة التي يخرجون علينا فيها ليقولوا عبر شاشات التلفاز وبث الأقمار الاصطناعية ان العراقيون قد خففوا من هجماتهم تجاه قوات التحالف الى نسبة تقترب من الصفر وولوا وجوههم شطر البعثيين القدامى في حزب صدام، نجد وفي نفس اللحظة قد سقط عشرات القتلى من قوات التحالف وتم التمثيل بجثثهم في ابشع ماتكون الصورة وابشع مايكون التنكيل الذي اتفقت كل الاديان على عدم شرعيته حيث تحرق الجثث وتضرب وتسحل وبعضها يتم تعليقه على ناصية الكباري كما تعلق الذبائح والبهائم وهو تعليق لجريدة " يو اس ايه توداي " الامريكية ليجلس الخبراء العسكريون والسياسيون الأفذاذ - الذين جروا العالم للخراب وامتنا للحضيض واليأس - يجلسوا في واشنطن ولندن يراجعوا حساباتهم من جديد ويتهم بعضهم بعضاً بالتراخي ويتفق الجميع على وكالات استخباراتهم لتكون كباش الفداء التي يتخلصون من قادتها للحفاظ على سمعة اوطانهم وسمعة كراسي حكمهم فيها خاصة بعد مثولهم جميعا من امريكا " جورج بوش " ولندن " توني بلير " وسيدني " جون هاورد " امام القضاء وظهور عجزهم وتخبطهم وحالة اللاوعي التي تتملكهم لما يحدث من امور ادت بالعالم كله الى حالة من الفوضى دفعت بحاكم باكستان على سبيل المثال ان ينتهز الفرصة ويضحك على امريكا ويأخذ منها صك الأعتراف بانها حليف استراتيجي خارج حلف الناتو ليخرج لسانه للهند مقابل حرب كاذبة ضد طالبان في جبال وزيرستان للقبض على الظواهري لتتم التمثيلية لمدة خمسة ايام راح ضحيتها مئات من الجنود الباكستانيين الغلابة مابين قتيل واسير وتنتهي اللعبة بهروب الشخصية الكبيرة جدا في منظمة القاعدة عبر نفق طوله ميلين ( 3.32 كيلو ميتر ) تم انشاؤه تحت الجبال وهو امر مضحك اذ كيف لمجموعة من البائسين ان يحفرو نفقاً بالفؤوس تحت جبال " وانا " بمنطقة وزيرستان وهو الامر الذي لاتقوى عليه اميركا نفسها بجلالة قدرها وبكل تكنولوجياتها وخبرائها المعماريون الا في زمن قد يصل الى عشرة سنوات مما جعل الامر اشبه بمسألة الضحك على الدقون ولاحيلة لنا الا ان نصدقة اذ لاتتوافر لنا اكاذيب سواه وهي الأكاذيب التي تم لباكستان بها ماارادته من فك الحظر الإقتصادي والاعتراف بكونها حليف استراتيجي ليقينها ان امريكا اليوم كالغريق الذي يتعلق بقشة حتى ولو كانت هذه القشة كذبة ونصب يعلم مروجوه انه كذب ونصب ولتغضب الهند أو تذهب للجحيم مقابل هذا " البيزنس " الذي افوق في ادارته القادة الباكستانيين والذين لايهمهم اليوم ان كانت الهند مستعدة له ام لا او انها تجهز للرد عليه ربما بزيادة تعاونها العسكري مع اسرائيل التي ستدفع هي الاخرى هذا الاسبوع بكل جهاز مخابراتها الى المحكمة بتهمة الكذب وقلة الكفاءة بسبب ماقدمه هذا الجهاز من معلومات لااساس لها من الصحة بشان البرنامج النووي العراقي والليبي والذي بدورها اعتبرته امريكا وانجلترا مبررا للحرب وتنادي اليوم اسرائيل بان تدفع برئيس الموساد ان يستقيل بعد ان ألحق العار بكل من صدقوه وكانوا بالفعل يريدون ان يصدقوه او ربما هم في الاصل من دفعه بالكذب لأخذ مبرر الحرب ثم حينما يفشلون يلقون به في قارعة الطريق ليخلو لهم وجه شعوبهم.
إن من يصدق ان امريكا وانجلترا ومن والاهم يريدون بشعوبنا الخير والديموقراطية والحرية فهو إما شخص مجنون او شخص ابله اذ ان نفس هؤلاء القادة - قادة التحالف - قد ضحوا بالشعب الليبي كله اليوم ومالوا كل الميل نحو عقيد ليبيا الذى يعلم الاموات والاحياء مدى بطشه وقتله لابناء شعبه مقابل ان تستحوذ هذة الدول - دول التحالف - على امتيازات وتعويضات ليبية ربما تقلل من خسائرها في العراق وبراءة الذمة امام شعوبهم وناخبيهم وليذهب الشعب الليبي والعربي للجحيم!
صدقوني انها اللعنة التي كتبت عنها قبل الحرب في مقال الحرب واللعنة واوطان تتهاوى والتي اشرت فيها الى انه لن ينجو منها حاكما واحدا او شعباً واحداً تورط فيها ولو بالصمت حتى ولو كان هذا الحاكم وهذا الشعب يدعي او يدعون انهم ابناء الله وعياله لان الله يبدو انه سيطبق عليهم نص أيته الكريمة التي يقول فيها " ستصيبهم بما صنعوا قارعة " هاهي القارعة التي قبل ان تصيبهم اصابتنا جميعا معها نحن ايضاً.
الكل يعلم ان بن لادن ورجالة ليسوا بهذه القوة التي يدفعنا الغرب الى تصورها اكبر من قوة امريكا وربما اكبر من الله ذاته بالكفر والزور والكذب الذي يأبى الا ان يروج هذه الفكرة - الارهاب وبن لادن وابراج واشنطن - حتى يضمنوا ان لهم مسمار جحا الذي يتذرعون به كلما احاطت بهم وباوطانهم البطالة ليشنوا تحت ذريعته حرباً هنا او هناك يرسلوا فيها العاطلين عن العمل الى ساحات الحرب مادامت الدول التي تم غزوها هي التي ستدفع تكاليف انهيارها وغزوها ، لكن هيهات وهذا لم يحدث حتى الآن في العراق بعد مرور اكثر من عام ليس على بدء الغزو ولكن على نهايته والذي قتل فيه فقط اكثر من أربعمائة اميريكي رغم ان القتلى اثناء الغزو لم يتعدى المائتين هذا بخلاف الجرحى الذين هم اشد خطرا من القتلى لكون القتيل قد مات وانتهى امره اما الجريح الذي فقد ذراعا او قدما او خلافة فهو عالة على بني وطنه يتكلف سنويا عشرات الالاف من الدولارات ليصبح عبئاً تنوء بحمله اكثر الامم ثراءاً لكونه عبئاً سيتحمله المصاب ووطنه طيلة وجوده على قيد الحياة.
ان العراقيين شعب يائس لاجدال في ذلك اذ ان التمثيل بالجثث هو امر حرمه وجرمه وشدد في تجريمه كل دين اما الاسلام بوجه خاص فقد اغلظ في تشديد الحرمة والجرم لكن ماذا عسى شعب تمت ابادة 15% منه ابادة جماعية طيلة فترة حكم البعثيين ان يفعل وسط تهليلات الكذبة والمبطلون الذين تقاضوا لقاء صمتهم على حزب البعث ورجاله أوتهليلهم له كوبونات نفطية يمارسوا بها الجنس السياسي مع من اعتنق افكارهم او ااتمر باوامرهم.
لعنة الله على بوش فقد حول العالم الى فوضى لايستطيع الان التحكم في كبح جماح جريانها بل وفقد القدرة ايضا على ذلك وحتى الآن مازال يرمي هذه الفوضى لبن لادن ذلك الاراجوز الذي صنعته المخابرات الامريكية لتتخلص من روسيا، وكلما توسمنا خيرا في انتهاء هذه الفوضى من احاديثهم وصراخهم التليفزيوني كل يوم كلما عم السواد داخل الفوضى ليزيدها جحيما مستعراً عليه وعلينا وعلى الدنيا باسرها.

السبت، 24 يناير 2004

علمانية السفهاء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.
 
غاية الإنسان هي الحقيقة، والعلم هو الوسيلة المنطقية للوصول الى هذه الغاية الإنسانية الرفيعة دون وسيط يسيطر على البشر أويحدد لهم الحقيقة من وجهة نظر خاصة ويمنح مريديه " العفو والمغفرة وربما لقب شهيد " لتتم حمايته من عذابات الإله وسطوته وجبروته بعد ان اخفوا عن اعين البشر بفقههم وفتاويهم رحمه الله وعفوه.

من هذا المنطلق كانت ثورة اوروبا على الكنيسة التي تحكمت في البشر ودفعتهم لخوض حروباً مذهبية راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا الابرياء وبعد ان تم قتل الكثير من علماء اوروبا كما يقتل السحرة والدجالين تحت دعوي نصرة الله بالحروب المقدسة والإعدامات المقدسة والتي لم يستفد منها سوى سدنة الدجل وفقهاء البيزنس الإلهي.

وعلمانية اوروبا منذ ان قامت وحتى الآن هي علمانية دينية صرفة بغض النظر عن كونها مشتقة من العلم بفتح حرف العين وتعني" الراية أو اللواء" ومؤداه تساوي الحقوق المدنية تحت شعار المواطنة، او العلم بكسر حرف العين وتعني" منطق العقل وافرازاته" ومؤداه غلبة العلم التجريبي وسيطرته على مجريات السياسة والحكم بعيدا عن الدين واوامره وشرائعة، او العالم بمعنى الدنيا " Globalization" ومؤداها تحول الدنيا الى قرية صغيرة وفك الحواجز والحدود ليبرح المرء امكنته بحرية تامة ويمارس حقه في الحياة دون قيود في اي مكان يختاره بلاتأشيرات او جوازات، وماإن تذكر العلمانية او تتفوه بها إلا وتجد اختلاف القوم على انفسهم في المسميات الثلاثة السابقة لتضيع في هوة الإختلاف قيمة البحث الحقيقي عن دوافع هذا المسمى ونتائجة، وعليه وبرغم اختلاف هذا النفر الغير قليل من المثقفين حول هذه المسألة إلا ان الهدف – من منظور تاريخي – والذي كان دافعاً لها في بداية استبداعها باوروبا هو دفع ابناء المذاهب المسيحية المختلفة داخل الوطن الواحد للتصالح والتصافي ونبذ الخلاف بل والمناداة بوحدة الكنيسة وانصهار مذاهبها المختلفة في بوتقة مذهب واحد جامع، ليتفرغوا لنهضة الوطن بعد ان انهكتهم وانهكت اوطانهم الحروب المذهبية، ولم تكن هذه العلمانية اطلاقا منهجاً يهدف الى تصالح ابناء الاديان المختلفة والا ماكان قتل وذبح عشرات الالاف من ابناء الديانات الأخرى في كل انحاء اوروبا بدافع عنصري محض رغم اعتناق الاوروبيين مبدا العلمانية في بروسيا وروسيا والنمسا وانجلترا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان " المتحضرة "!.

ومن المضحك لمدعي العلمانية في الشرق والغرب انهم لايسألون انفسهم سؤالاً قمت بطرحه على احد المثقفين الامريكان ممن لي بهم معرفة شخصية وهو: هل سترضى ان يكون رئيس الولايات المتحدة امريكياً مسلماً او يهودياً ذات يوم مادمت تعتنق مبدأ العلمانية وتصر على انها المخرج الوحيد للبلاد العربية تحديداً ؟ وهنا حدق في وجهي ثم اردف قائلاً : لن اقبلها لاننا اغلبية مسيحية وحينما احس بالحرج من اجابته استطرد قائلاً ربما سأقبلها راغماً ان تمت بالانتخاب مادام الرئيس امريكيا وليس له اصول عربية!

والحقيقة انه كان كاذباً ذكيا اذ ان كينيدي وهو ليس من اصول عربية وبالرغم من ذلك تم اغتياله لمجرد انه الرئيس الوحيد الكاثوليكي الذي اعتلى كرسي رئاسة امريكا ولم يكن من ابناء مذهب الغالبية، وكذلك آل جور برغم ذكاؤه تضافر ضده الجميع لمجرد ان اختار نائبه يهودياً على الرغم من انه هو الآخر ليس من اصول عربية، بل ان امريكا لاتقوى ولن تقوى على تكوين مجلس حكم "انتقالي" اميريكي يضم في مقاعده كل طوائف الشعب الاميريكي ومذاهبه المختلفه ودياناته المتعددة كما كونته وفرضته في العراق وافغانستان بدافع فرض العلمانية لإدراكها ان هذا التكوين مصيره ونتيجته الحتمية هي الحرب الاهلية التي ستؤدي في النهاية الى محو امريكا تماما من على خارطة العالم.

لقد اجبرت الارجنتين " كارلوس منعم " وهو مسلم سني من سوريا على التنصر والتحول للمسيحية ليعتلي كرسي الرئاسة او لارئاسة ولارئيس فتنصر الفتى وصار بعد مسيحيته رئيسا واستقبلته سوريا حينما زارها وزار فيها ابنته " زينب" بالزهور والرياحيين! فهل هذه علمانية وسماحة غربية؟

أما اسرائيل التي اختلقتها ودعمتها وساندتها كل الانظمة العلمانية في العالم هي في حقيقة الامر فكرة عنصرية دينية محضة ولدت في عقل اوروبا العلمانية وأوحت بها من خلال ممارستها العنصرية وحروب الابادة في عقل هرتزل وهدفها ليس تكوين وطن يهودي من اجل عيون اليهود ولكن لاستعجال الحرب الكبرى – هرمجادون – والتي سيفنى فيها اصحاب العمائم البيضاء عن بكرة ابيهم " ويقصد بهم العرب " على يد اليهود!

ان اسرائيل عدو العرب الرئيس وهي دولة دينية في غاية التدين بل انها تطبق نصوص الدين اليهودي حرفياً كما ورد في التوراة، وكذلك من يساند هذه الدولة وفي مصلحته بقائها هم قوى دينية بحته وان اعتلو سنام العلمانية ولايقل ايمانهم عن ايمان الشعب اليهودي بإبادة العرب في الحرب الكبرى التي ستبدأ بعدها مرحلة الخلاص والعدل ودخول اهل اوربا واليهود الفردوس الاعلى في معية النبيين والقديسيين والشهداء!، بل انها قد خرجت من فم " بوش " بعفوية المتدينين الغربيين البسطاء واعلنها حرباً صليبية وإن كان قد تراجع عنها امام حرج الغرب العلماني من ان تنفضح علمانيته المزورة امام انجلاء مسحته الدينية المتعصبة والمتطرفة احيانا والتي اظهرتها كلمات بوش في خطابه الذي القاه على أعين الاشهاد امام العالم كلهّ!.

لن نتمكن من صد إسرائيل الا بدولة اسلامية شاملة تحمل سماحة الدين الإسلامي كما فرضه رسول الامة عليه الصلاة والسلام وليس كما تعلمناه من فقه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذان اجتهدا – لا مراء في ذلك - في مرحلة خاصة من احلك مراحل تاريخ الأمة وأفتوا بفتواهم التي كانت بمثابة " فقه قانون طوارئ" محاولين به استنهاض المسلمين الذين اقعدهم حب الدنيا وكراهة الموت وعبادة السلطان وهو فقه لاعلاقة له الان بما نحياه من لحظات تاريخية حالكة اخرى تستوجب منا وقفة تأمل جديدة لن ينفعنا فيها غير منهج دولة الرسول محمد نفسه عليه افضل الصلاة والسلام ومباشرة كما جاء عنه دون وساطة كهنية ولكن ممارسة حقيقية كما ورد عنه من سلوك وكما اوحي اليه من شرع دون تحريف او لي ذراع كما وردت في فتوى تكفير كل من شاهد قناة " المجد " باسانيد من الكتاب والسنة وكذلك تحريم وتكفير قيادة المرأة للسيارة باسانيد من الكتاب والسنة!، وهي فتاوى يعلم مستبديعها انها فتاوى الدجل والتنطع لا تدفع الناس الى الإيمان واليقين قدر ماتدفعهم الى الشك والتذبذب وفقدان الثقة في رجال الدين الذين اصبح الغالب منهم دجالاً وعبدا للسلطان اكثر من كونه رجل دين ليحظى بحماية السلطان ومنح السلطان الذي اصبح في زماننا هذا اكثر قوة وبطشاً من الله نفسه بوحي من فتاوى فقهاء دواويين الحكومة والبيزنس الإلهي .

لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.

أن كثير من مثقفينا العرب يروا ان الحل والعدل والاستنهاض يكمن في علمانية الغرب وأرى من وجهة نظري انه مادام عدونا قامت دولته وعدواته على شريعته وتوراته فلاسبيل لنا الا شرعنا وقرآننا وبعد النصر افعلوا ماشئتم ان كنتم صادقين!

علمانية السفهاء

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.
 
غاية الإنسان هي الحقيقة، والعلم هو الوسيلة المنطقية للوصول الى هذه الغاية الإنسانية الرفيعة دون وسيط يسيطر على البشر أويحدد لهم الحقيقة من وجهة نظر خاصة ويمنح مريديه " العفو والمغفرة وربما لقب شهيد " لتتم حمايته من عذابات الإله وسطوته وجبروته بعد ان اخفوا عن اعين البشر بفقههم وفتاويهم رحمه الله وعفوه.

من هذا المنطلق كانت ثورة اوروبا على الكنيسة التي تحكمت في البشر ودفعتهم لخوض حروباً مذهبية راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا الابرياء وبعد ان تم قتل الكثير من علماء اوروبا كما يقتل السحرة والدجالين تحت دعوي نصرة الله بالحروب المقدسة والإعدامات المقدسة والتي لم يستفد منها سوى سدنة الدجل وفقهاء البيزنس الإلهي.

وعلمانية اوروبا منذ ان قامت وحتى الآن هي علمانية دينية صرفة بغض النظر عن كونها مشتقة من العلم بفتح حرف العين وتعني" الراية أو اللواء" ومؤداه تساوي الحقوق المدنية تحت شعار المواطنة، او العلم بكسر حرف العين وتعني" منطق العقل وافرازاته" ومؤداه غلبة العلم التجريبي وسيطرته على مجريات السياسة والحكم بعيدا عن الدين واوامره وشرائعة، او العالم بمعنى الدنيا " Globalization" ومؤداها تحول الدنيا الى قرية صغيرة وفك الحواجز والحدود ليبرح المرء امكنته بحرية تامة ويمارس حقه في الحياة دون قيود في اي مكان يختاره بلاتأشيرات او جوازات، وماإن تذكر العلمانية او تتفوه بها إلا وتجد اختلاف القوم على انفسهم في المسميات الثلاثة السابقة لتضيع في هوة الإختلاف قيمة البحث الحقيقي عن دوافع هذا المسمى ونتائجة، وعليه وبرغم اختلاف هذا النفر الغير قليل من المثقفين حول هذه المسألة إلا ان الهدف – من منظور تاريخي – والذي كان دافعاً لها في بداية استبداعها باوروبا هو دفع ابناء المذاهب المسيحية المختلفة داخل الوطن الواحد للتصالح والتصافي ونبذ الخلاف بل والمناداة بوحدة الكنيسة وانصهار مذاهبها المختلفة في بوتقة مذهب واحد جامع، ليتفرغوا لنهضة الوطن بعد ان انهكتهم وانهكت اوطانهم الحروب المذهبية، ولم تكن هذه العلمانية اطلاقا منهجاً يهدف الى تصالح ابناء الاديان المختلفة والا ماكان قتل وذبح عشرات الالاف من ابناء الديانات الأخرى في كل انحاء اوروبا بدافع عنصري محض رغم اعتناق الاوروبيين مبدا العلمانية في بروسيا وروسيا والنمسا وانجلترا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان " المتحضرة "!.

ومن المضحك لمدعي العلمانية في الشرق والغرب انهم لايسألون انفسهم سؤالاً قمت بطرحه على احد المثقفين الامريكان ممن لي بهم معرفة شخصية وهو: هل سترضى ان يكون رئيس الولايات المتحدة امريكياً مسلماً او يهودياً ذات يوم مادمت تعتنق مبدأ العلمانية وتصر على انها المخرج الوحيد للبلاد العربية تحديداً ؟ وهنا حدق في وجهي ثم اردف قائلاً : لن اقبلها لاننا اغلبية مسيحية وحينما احس بالحرج من اجابته استطرد قائلاً ربما سأقبلها راغماً ان تمت بالانتخاب مادام الرئيس امريكيا وليس له اصول عربية!

والحقيقة انه كان كاذباً ذكيا اذ ان كينيدي وهو ليس من اصول عربية وبالرغم من ذلك تم اغتياله لمجرد انه الرئيس الوحيد الكاثوليكي الذي اعتلى كرسي رئاسة امريكا ولم يكن من ابناء مذهب الغالبية، وكذلك آل جور برغم ذكاؤه تضافر ضده الجميع لمجرد ان اختار نائبه يهودياً على الرغم من انه هو الآخر ليس من اصول عربية، بل ان امريكا لاتقوى ولن تقوى على تكوين مجلس حكم "انتقالي" اميريكي يضم في مقاعده كل طوائف الشعب الاميريكي ومذاهبه المختلفه ودياناته المتعددة كما كونته وفرضته في العراق وافغانستان بدافع فرض العلمانية لإدراكها ان هذا التكوين مصيره ونتيجته الحتمية هي الحرب الاهلية التي ستؤدي في النهاية الى محو امريكا تماما من على خارطة العالم.

لقد اجبرت الارجنتين " كارلوس منعم " وهو مسلم سني من سوريا على التنصر والتحول للمسيحية ليعتلي كرسي الرئاسة او لارئاسة ولارئيس فتنصر الفتى وصار بعد مسيحيته رئيسا واستقبلته سوريا حينما زارها وزار فيها ابنته " زينب" بالزهور والرياحيين! فهل هذه علمانية وسماحة غربية؟

أما اسرائيل التي اختلقتها ودعمتها وساندتها كل الانظمة العلمانية في العالم هي في حقيقة الامر فكرة عنصرية دينية محضة ولدت في عقل اوروبا العلمانية وأوحت بها من خلال ممارستها العنصرية وحروب الابادة في عقل هرتزل وهدفها ليس تكوين وطن يهودي من اجل عيون اليهود ولكن لاستعجال الحرب الكبرى – هرمجادون – والتي سيفنى فيها اصحاب العمائم البيضاء عن بكرة ابيهم " ويقصد بهم العرب " على يد اليهود!

ان اسرائيل عدو العرب الرئيس وهي دولة دينية في غاية التدين بل انها تطبق نصوص الدين اليهودي حرفياً كما ورد في التوراة، وكذلك من يساند هذه الدولة وفي مصلحته بقائها هم قوى دينية بحته وان اعتلو سنام العلمانية ولايقل ايمانهم عن ايمان الشعب اليهودي بإبادة العرب في الحرب الكبرى التي ستبدأ بعدها مرحلة الخلاص والعدل ودخول اهل اوربا واليهود الفردوس الاعلى في معية النبيين والقديسيين والشهداء!، بل انها قد خرجت من فم " بوش " بعفوية المتدينين الغربيين البسطاء واعلنها حرباً صليبية وإن كان قد تراجع عنها امام حرج الغرب العلماني من ان تنفضح علمانيته المزورة امام انجلاء مسحته الدينية المتعصبة والمتطرفة احيانا والتي اظهرتها كلمات بوش في خطابه الذي القاه على أعين الاشهاد امام العالم كلهّ!.

لن نتمكن من صد إسرائيل الا بدولة اسلامية شاملة تحمل سماحة الدين الإسلامي كما فرضه رسول الامة عليه الصلاة والسلام وليس كما تعلمناه من فقه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللذان اجتهدا – لا مراء في ذلك - في مرحلة خاصة من احلك مراحل تاريخ الأمة وأفتوا بفتواهم التي كانت بمثابة " فقه قانون طوارئ" محاولين به استنهاض المسلمين الذين اقعدهم حب الدنيا وكراهة الموت وعبادة السلطان وهو فقه لاعلاقة له الان بما نحياه من لحظات تاريخية حالكة اخرى تستوجب منا وقفة تأمل جديدة لن ينفعنا فيها غير منهج دولة الرسول محمد نفسه عليه افضل الصلاة والسلام ومباشرة كما جاء عنه دون وساطة كهنية ولكن ممارسة حقيقية كما ورد عنه من سلوك وكما اوحي اليه من شرع دون تحريف او لي ذراع كما وردت في فتوى تكفير كل من شاهد قناة " المجد " باسانيد من الكتاب والسنة وكذلك تحريم وتكفير قيادة المرأة للسيارة باسانيد من الكتاب والسنة!، وهي فتاوى يعلم مستبديعها انها فتاوى الدجل والتنطع لا تدفع الناس الى الإيمان واليقين قدر ماتدفعهم الى الشك والتذبذب وفقدان الثقة في رجال الدين الذين اصبح الغالب منهم دجالاً وعبدا للسلطان اكثر من كونه رجل دين ليحظى بحماية السلطان ومنح السلطان الذي اصبح في زماننا هذا اكثر قوة وبطشاً من الله نفسه بوحي من فتاوى فقهاء دواويين الحكومة والبيزنس الإلهي .

لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا الإسلامية من جديد والأن وبمنتهى السرعة قبل ان يتمكن منا ذل الاحتلال واهانة الدين في قلوب البلاد والعباد ولن ينفع وقتها دين ولا كهانة ولا فقيه.

أن كثير من مثقفينا العرب يروا ان الحل والعدل والاستنهاض يكمن في علمانية الغرب وأرى من وجهة نظري انه مادام عدونا قامت دولته وعدواته على شريعته وتوراته فلاسبيل لنا الا شرعنا وقرآننا وبعد النصر افعلوا ماشئتم ان كنتم صادقين!

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2003

ليلة زفاف عم مخيمر

mohi_ibraheem

بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
أحببتها حباً عنيفاً شرساً لانه لم يكن سواها يقطن في الشارع !
لقد كانت الفتاة الوحيدة " من نفس العمر" وعليه كان لامفر من ان تميل اليها المشاعر بقوة رغم انها تشبه " عم مخيمر بتاع البليلة " ولكن هذه ليست مشكلة اطلاقاً فهي انثى على اية حال وابيها يمتلك اكثر من ثلاثة ملايين جنيه في البنك سأعيش في رغدهم ملكاً متوجاً أوعلى الاقل سلطانا بلا تاج.
فاتحت ابي رحمه الله في رغبتي للزواج فتهلل وجهه فرحاً وبشراً فقد كبر ولده وصار رجلا يرغب في الزواج، وحينما ذكرت له اسم فتاتي كانت المرة الاولى في حياته - وقد كان قد قارب على الستين - التي يدخل فيها مستشفى بداء الذبحة الصدرية.
حاولت امي ان تخفف عني وان تبعد من رأسي الفكرة السوداء في اني السبب وراء دخول ابي المستشفي واكدت لي ان ابي قد اصبح " عظمة كبيرة " وشئ طبيعي في هذا السن ان يصاب بأزمة او مرض ثم أكدت لي وهي تبصق على الارض وتهرع لباب الثلاجة لتختطف منه نصف ليمونة وتعصرها بفمها – ولاادري لماذا - انها ستفاتح ابي في امر زواجي من فتاتي.
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
نصحني احد الاصدقاء ان ابدل الاية القرانية على كارت دعوة " الفرح " وبدلاً من ان اكتب " سبحان الذي خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها " ان اكتب " وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة " وقال لي انها ستكون بذلك دعوة " اوريجينال خالص " ولم يسبقني احد في عملها اطلاقاً، اما امي فلاادري ماالذي اصابها فجأة حيث اصبحت تحيا حالة من التصوف وتذهب يومياً لمسجد السيدة " نفيسة " ولاتعود منه الا بعد صلاة العشاء لتدير جهاز الكاسيت على صوت الشيخ " مصطفي اسماعيل " وهو يتلو سورة الواقعة " لأكثر من ثلاث ساعات تكون فيها امي قد ذهبت في النوم خاصة بعد ان صارت تنتابها حالات من الصرع لم أعهدها عليها من قبل.
دعوت اكثر من اربعمائة شخص لفرحي ولاادري لماذا لم يحضر سوى المأذون فقط؟ ورغم انه الوحيد الذي حضر الا انه ظل اكثر من اربعين دقيقة داخل المرحاض لاندري ماذا يفعل بالداخل، لكنه بعد ان خرج اخيرا ورغم اصفرار وجهه فجأة عن لحظة مجيئة امرنا ان نكتب الكتاب سريعاً ثم اقسم يمينا غليظا بالطلاق كأول مأذون يقسم بالطلاق انه لاحاجة له باستئذان العروس ويكفي انه شاهدها لحظة دخوله ليعلم مدى عظمة موافقتها على الزواج مني.
اخيراً اصبحتي زوجتي رغم كل الضحايا من اسرتي، نظرت لي وهي اقرب الظن تبتسم فوجدت ان لها عينا يمنى قد ذهبت اقصى اليسار وعينا يسرى قد ذهبت اقصى اليمين ولما كشفت ابتسامتها عن اسنانها لاادرى لماذا سرت برودة في اطرافي وتجمدت بداخلي، حينها حاولت ان اكون رجلاً واخرج الشيطان من رأسي وان اصلي ركعتين لله شكراً ولكنني وجدت جسدي كله وقد تصنم تماما.
قال لي الطبيب الذي خرج لتوة من غرفتي ان مااعانية هو حالة من الشلل المؤقت لكنى سمعت احدى الممرضات وهي تهمس لصديقتها على اطراف باب غرفتي اني بحاجة لمعجزة، ها قد جاء الممرض الضخم الجثة وهو يحمل جهاز الصدمات الكهربائية، اشار بعينية لرجلين اضخم منه جثة واشرس منه سلوكاً فقاما بتكتيفي حتى يتحكموا في جسدى اثناء شحني بجهاز الصدمات الذي يراه الاطباء علاجي الوحيد لاستفزاز انسجتي المشلولة لتتحرك، نظر لي بعينيين جامدتين وبدأ في وضع الجهاز على صدري العاري وحينها اهتز جسدي هزة عنيفة مؤلمة فصرخت، وكررها للمرة الثانية فصرخت، ثم اعاد الكرة للمرة الثالثة فصرخت وانا اعتدل في سريريمفزوعاً محاولا ان القي جهاز الصدمات بعيداً عن صدري لأجد امي تحتضنني في صدرها وهي تقول الله اكبر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالك ياحبيبي .. خير ياضنايا .. بقى انا بهزك جامد عشان تصحى تقوم مفزوع من النوم كدة! .. انت في حضن امك يانور عيني .. سألتها وانا ابكي : حضنك ياامي واللا حضن مخيمر؟ فقالت مخيمر مين يابني اسم الله عليك كفالله الشر؟ وهنا وجدت من يقول: ايوة والنبي ياماما اسألية مين مخيمر ده ؟ مش يمكن واحدة ست تانية بيعرفها ومش عايز يقول على اسمها عشان مااكلوش بسناني وألهلب جلده بضوافري.
مين ؟؟!! " دنيا مراتي ! "... الله يادنيا .. الله اكبر ... انتي حلوة قوي ياحبيبتي ... حلوة قوي قوي قوي ياحياتي ... يامنت كريم وحليم يارب .... الله يلعن البصل واللي بيكالوة قبل مايناموا ويلعن الفلوس ورغبتها المهببة ويلعن اللي يفكر يكون عبد لها في يوم من الايام على حساب مشاعرة وانسانيته ويتجنن ويتجوز مخيمر بتاع البليلة وسنينة السودا اللي يبقى يدخل بها نار جهنم قادر ياكريم.

ليلة زفاف عم مخيمر

mohi_ibraheem

بقلم: محيي الدين إبراهيم

noonptm@gmail.com
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
أحببتها حباً عنيفاً شرساً لانه لم يكن سواها يقطن في الشارع !
لقد كانت الفتاة الوحيدة " من نفس العمر" وعليه كان لامفر من ان تميل اليها المشاعر بقوة رغم انها تشبه " عم مخيمر بتاع البليلة " ولكن هذه ليست مشكلة اطلاقاً فهي انثى على اية حال وابيها يمتلك اكثر من ثلاثة ملايين جنيه في البنك سأعيش في رغدهم ملكاً متوجاً أوعلى الاقل سلطانا بلا تاج.
فاتحت ابي رحمه الله في رغبتي للزواج فتهلل وجهه فرحاً وبشراً فقد كبر ولده وصار رجلا يرغب في الزواج، وحينما ذكرت له اسم فتاتي كانت المرة الاولى في حياته - وقد كان قد قارب على الستين - التي يدخل فيها مستشفى بداء الذبحة الصدرية.
حاولت امي ان تخفف عني وان تبعد من رأسي الفكرة السوداء في اني السبب وراء دخول ابي المستشفي واكدت لي ان ابي قد اصبح " عظمة كبيرة " وشئ طبيعي في هذا السن ان يصاب بأزمة او مرض ثم أكدت لي وهي تبصق على الارض وتهرع لباب الثلاجة لتختطف منه نصف ليمونة وتعصرها بفمها – ولاادري لماذا - انها ستفاتح ابي في امر زواجي من فتاتي.
لم يمر اكثر من ستة اشهر على مفاتحة امي لابي في امر زواجي الا وكنت اجهز للزفاف السعيد خاصة بعد ان مرت اشهر الحداد الشرعية على وفاة ابي الذي صعدت روحة فجأة الى بارئها بعد ان جلست معه امي منذ ستة اشهر لمدة خمس دقائق لاغير، لكن اخي الاكبر اقسم لي انه مات من الفرحة رغم شكي في ذلك!.
نصحني احد الاصدقاء ان ابدل الاية القرانية على كارت دعوة " الفرح " وبدلاً من ان اكتب " سبحان الذي خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها " ان اكتب " وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة " وقال لي انها ستكون بذلك دعوة " اوريجينال خالص " ولم يسبقني احد في عملها اطلاقاً، اما امي فلاادري ماالذي اصابها فجأة حيث اصبحت تحيا حالة من التصوف وتذهب يومياً لمسجد السيدة " نفيسة " ولاتعود منه الا بعد صلاة العشاء لتدير جهاز الكاسيت على صوت الشيخ " مصطفي اسماعيل " وهو يتلو سورة الواقعة " لأكثر من ثلاث ساعات تكون فيها امي قد ذهبت في النوم خاصة بعد ان صارت تنتابها حالات من الصرع لم أعهدها عليها من قبل.
دعوت اكثر من اربعمائة شخص لفرحي ولاادري لماذا لم يحضر سوى المأذون فقط؟ ورغم انه الوحيد الذي حضر الا انه ظل اكثر من اربعين دقيقة داخل المرحاض لاندري ماذا يفعل بالداخل، لكنه بعد ان خرج اخيرا ورغم اصفرار وجهه فجأة عن لحظة مجيئة امرنا ان نكتب الكتاب سريعاً ثم اقسم يمينا غليظا بالطلاق كأول مأذون يقسم بالطلاق انه لاحاجة له باستئذان العروس ويكفي انه شاهدها لحظة دخوله ليعلم مدى عظمة موافقتها على الزواج مني.
اخيراً اصبحتي زوجتي رغم كل الضحايا من اسرتي، نظرت لي وهي اقرب الظن تبتسم فوجدت ان لها عينا يمنى قد ذهبت اقصى اليسار وعينا يسرى قد ذهبت اقصى اليمين ولما كشفت ابتسامتها عن اسنانها لاادرى لماذا سرت برودة في اطرافي وتجمدت بداخلي، حينها حاولت ان اكون رجلاً واخرج الشيطان من رأسي وان اصلي ركعتين لله شكراً ولكنني وجدت جسدي كله وقد تصنم تماما.
قال لي الطبيب الذي خرج لتوة من غرفتي ان مااعانية هو حالة من الشلل المؤقت لكنى سمعت احدى الممرضات وهي تهمس لصديقتها على اطراف باب غرفتي اني بحاجة لمعجزة، ها قد جاء الممرض الضخم الجثة وهو يحمل جهاز الصدمات الكهربائية، اشار بعينية لرجلين اضخم منه جثة واشرس منه سلوكاً فقاما بتكتيفي حتى يتحكموا في جسدى اثناء شحني بجهاز الصدمات الذي يراه الاطباء علاجي الوحيد لاستفزاز انسجتي المشلولة لتتحرك، نظر لي بعينيين جامدتين وبدأ في وضع الجهاز على صدري العاري وحينها اهتز جسدي هزة عنيفة مؤلمة فصرخت، وكررها للمرة الثانية فصرخت، ثم اعاد الكرة للمرة الثالثة فصرخت وانا اعتدل في سريريمفزوعاً محاولا ان القي جهاز الصدمات بعيداً عن صدري لأجد امي تحتضنني في صدرها وهي تقول الله اكبر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالك ياحبيبي .. خير ياضنايا .. بقى انا بهزك جامد عشان تصحى تقوم مفزوع من النوم كدة! .. انت في حضن امك يانور عيني .. سألتها وانا ابكي : حضنك ياامي واللا حضن مخيمر؟ فقالت مخيمر مين يابني اسم الله عليك كفالله الشر؟ وهنا وجدت من يقول: ايوة والنبي ياماما اسألية مين مخيمر ده ؟ مش يمكن واحدة ست تانية بيعرفها ومش عايز يقول على اسمها عشان مااكلوش بسناني وألهلب جلده بضوافري.
مين ؟؟!! " دنيا مراتي ! "... الله يادنيا .. الله اكبر ... انتي حلوة قوي ياحبيبتي ... حلوة قوي قوي قوي ياحياتي ... يامنت كريم وحليم يارب .... الله يلعن البصل واللي بيكالوة قبل مايناموا ويلعن الفلوس ورغبتها المهببة ويلعن اللي يفكر يكون عبد لها في يوم من الايام على حساب مشاعرة وانسانيته ويتجنن ويتجوز مخيمر بتاع البليلة وسنينة السودا اللي يبقى يدخل بها نار جهنم قادر ياكريم.

الجمعة، 10 أكتوبر 2003

عفواً يارئيس سوريا كرسي الحكم ليس بالدم الفلسطيني

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان،
ها قد جاء الدور على سوريا ياسادة!

وهنا نسأل من شدة مااعترانا من حزن اين انت ياسيد بشار من هذه التحديات الأسرائيلية والغاره على مخيم عين الصاحب في العمق السوري بدمشق وعشرات الضحايا الذين قتلوا في غمرة احساسهم بانهم في مأمن؟ اين الجيش السوري؟ ونسأل ايضاً كيف اخترق الإسرائيليون العمق السوري دون ادنى مقاومة تذكر أو تذر الرماد في العيون؟ واين الخطب العنترية التي اصمت آذاننا عن الثأر العربي والصمود العربي والكبرياء العربي والردع السوري؟

يعلم غالبنا انك لن تفعل شيئاً اطلاقاً لانه ليس بمقدورك شيئاً لتفعله امام تهديدات شارون العلنية التي قال فيها بالحرف الواحد بعد أن حصل على تأييد أميركي: إن إسرائيل مستعدة لضرب من وصفهم بالأعداء في أي مكان وأي زمان وبالطريقة المناسبة عندما ترى ذلك ضروريا.

انك لاتملك للأسف - وهذا ماأظهره واقع الحال - شيئاً يعينك على الفعل او الثأر بعد ان أفلست سوريا وضاعت منذ زمن طويل، كما أن شارون لم يعلمنا في كلمته التي القاها بمناسبة مرور ثلاثون عاما على حرب اكتوبر عن طريقته المناسبة التي مارس بها قتل الفلسطينيين في سوريا تحديدا وليس لبنان مثلاً رغم ان لبنان ايسر واسهل على الاختراق، وهذا مايجعلنا نضع خطاً تحت استطراده مباشرة في القول:" ان اسرائيل على استعداد للسلام مع جيرانها" وهنا السؤال من هم جيران اسرائيل الذين لم تعقد معهم سلاماً حتى الان سوى سورية؟ وماهو الثمن المدفوع لقاء حدوث هذا السلام؟ ومن هم ضحاياه الذين ستغرس على اجسادهم قوائم كراسي الحكم الجديدة في وطننا العربي؟ 

لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان، او ربما اظهرت الغارة من منظور آخر ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي سيكون دمة ثمناً لعقد اي صفقات حالية او مستقبلية داخل وطننا العربي.

إن اسرائيل حينما دمرت مخيم اللاجئين في دمشق - وببساطة - كانت تعلم ان دمشق شأنها شأن كل العرب لاتملك إلا الصراخ او ربما تملك شيئاً آخر لانعلمه وإن كانت قد ظهرت بشائره في رد فعل بشار الأسد الذي قال فيه لجريدة الحياة اللندنية "ان الغارة الاسرائيلية محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية للخروج من المأزق الكبير الذي تعيشه من خلال محاولتها إرهاب سورية، وأيضاً جر سورية والمنطقة الى حروب أخرى ".

هل سوريا بحاجة الى ارهاب اسرائيلي لتنجر الى الحرب ؟ ان مانعلمه هو ان سوريا مجرورة بالفعل الى الحرب منذ ثلاثين عاما ومنذ ان ضاعت الجولان! اليست استعادة الجولان مدعاه وحدها لجر سورية الى الحرب دون استفزاز اسرائيلي وحتى اثناء تولي حافظ الاسد نفسه مقاليد الحكم في سورية؟ وماهو السر بين تناقض التصريحين ( شارون – الاسد ) فالأول يدعو لقتل الفلسطينيين علنا في سورية والثاني يرفض اعتبار مثل هذه التصريحات والغارات سبباً كافياً لجر سوريا الى حرب !، أليس ذلك يدعو لعلامة استفهام تماماً كتلك العلامة التي نضعها امام ذات رد الفعل و داخل ذات الجريدة والذي يقول فيه السيد بشار الاسد:" وما حدث هو محاولة اسرائيلية فاشلة للنيل من دور سورية في المنطقة " أليس هذا عبثاً بعقولنا؟ إذ كيف كانت محاولة فاشلة وقد تمت في عمق عاصمة البلاد وقتلت عشرات الفلسطينيين دون ادنى مقاومة ولو بطلقة رصاص واحدة كما لو كان هناك امراً بعدم اطلاق الرصاص او ربما " طبخة " للتخلص من الفلسطينيين العزل في مخيمات وطننا العربي الكبير ليتم الحصول على صك البقاء في الحكم ؟ بعد دفع ثمن صكوك السلام من الدم الفلسطيني! بل وأي دور ذلك الذي يتحدث عنه السيد بشار ويمكن ان تلعبه سورية الان بعد هذه الفضيحة التي تحمل الافا من الألغاز؟ هل لنا ان نعلم؟ ام اننا فقط مخلوقون لتتم ممارسة الحكم علينا كما لو كنا مسخاً لانجيد الا ادوار العبيد؟ لقد اثار رد الفعل السوري الغائب تماما عن مجرد الوعد باسترداد ماسلب من الارض السورية والتي يرتفع في سمائها العلم الاسرائيلي حتى الآن وسط الضجيج السابق والمزعج من الثورية والثأرية سخرية العالم الذي اصبح يرى فينا نحن العرب ازعاجا للحضارة يتمنى ان يزول طوعاً او كرها كما فعلوا بصدام حسين وهو الامر الذي يخشاه غالب الحكام العرب وعلى راسهم العقيد القذافي وهو أمراً لم يعد ايضاً خافياً على احد ويدفع الكثير منا لان يساوره الشك فيما يحدث داخل اروقة السياسة في وطننا العربي وضد المواطن العربي وبيد من وثقنا فيهم من عرب.

الحرب لن تقع ياسادة لاننا نحيا فيلما سينمائياً مآساوياً للأسف لاندري متى سيظهر فيه مشهد النهاية، وان وقعت ستكون الغلبة فيها بالطبع لأصحاب اللعبة الحقيقيون الذين يمتلكون السلاح وعقلية الهيمنة وقوة اتخاذ القرار ويحركوننا كيفما شاءوا كالدمى ولانملك حيالهم سوى كوننا عبيد احساناتهم او عملاء يدورون في فلك منظومتهم وقد صرنا – ولله الحمد - عرايا وخصايا ومحزنون.

انني اوجه سؤالاً واحداً لمتخذي القرار في وطننا العربي، لماذا تتشبثون باعتلاء كراسي السلطة ولم تقدموا شيئاً - ولن تقدموا - خاصة ونحن نحيا بكم العار الذي سيوصمنا به ابناؤنا في المستقبل وسيدونه التاريخ في صفحاته السوداء. إن نصر اكتوبر لن يتكرر، لأن غالب رجال اكتوبر قد رحلوا عن دنيانا، اما الان فلا يحاوطنا إلا رجال " النكبة" الجدد لتتكرر بهم وبنا مآساة شعب فلسطين الذي صار يحمل اسم " اللاجئون الفلسطينيون" ولكن مع تغيير بسيط في الاسم ليصبح " اللاجئون العرب". انها اللعنة التي كنتم وقودها ومشعليها وليس بمقدورنا إلا ان نحياها الان معكم حتى النخاع فقد ولى زمن البشارة ولم يبق في وطننا على قيد الحياة الآن إلا العلوج.

عفواً يارئيس سوريا كرسي الحكم ليس بالدم الفلسطيني

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان،
ها قد جاء الدور على سوريا ياسادة!

وهنا نسأل من شدة مااعترانا من حزن اين انت ياسيد بشار من هذه التحديات الأسرائيلية والغاره على مخيم عين الصاحب في العمق السوري بدمشق وعشرات الضحايا الذين قتلوا في غمرة احساسهم بانهم في مأمن؟ اين الجيش السوري؟ ونسأل ايضاً كيف اخترق الإسرائيليون العمق السوري دون ادنى مقاومة تذكر أو تذر الرماد في العيون؟ واين الخطب العنترية التي اصمت آذاننا عن الثأر العربي والصمود العربي والكبرياء العربي والردع السوري؟

يعلم غالبنا انك لن تفعل شيئاً اطلاقاً لانه ليس بمقدورك شيئاً لتفعله امام تهديدات شارون العلنية التي قال فيها بالحرف الواحد بعد أن حصل على تأييد أميركي: إن إسرائيل مستعدة لضرب من وصفهم بالأعداء في أي مكان وأي زمان وبالطريقة المناسبة عندما ترى ذلك ضروريا.

انك لاتملك للأسف - وهذا ماأظهره واقع الحال - شيئاً يعينك على الفعل او الثأر بعد ان أفلست سوريا وضاعت منذ زمن طويل، كما أن شارون لم يعلمنا في كلمته التي القاها بمناسبة مرور ثلاثون عاما على حرب اكتوبر عن طريقته المناسبة التي مارس بها قتل الفلسطينيين في سوريا تحديدا وليس لبنان مثلاً رغم ان لبنان ايسر واسهل على الاختراق، وهذا مايجعلنا نضع خطاً تحت استطراده مباشرة في القول:" ان اسرائيل على استعداد للسلام مع جيرانها" وهنا السؤال من هم جيران اسرائيل الذين لم تعقد معهم سلاماً حتى الان سوى سورية؟ وماهو الثمن المدفوع لقاء حدوث هذا السلام؟ ومن هم ضحاياه الذين ستغرس على اجسادهم قوائم كراسي الحكم الجديدة في وطننا العربي؟ 

لقد اظهرت الغارة الاسرائيلية على دمشق مدى الوهن الذي نحياه كعرب حتى لكأننا نظن انه من مازال يجلس على كرسي حكمه في عالمنا العربي والاسلامي انما يجلس عليه برضا امريكا وحليفتها الكبرى اسرائيل وهو امر اصبح ماثلاً للعميان قبل المبصرين الان، او ربما اظهرت الغارة من منظور آخر ان الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي سيكون دمة ثمناً لعقد اي صفقات حالية او مستقبلية داخل وطننا العربي.

إن اسرائيل حينما دمرت مخيم اللاجئين في دمشق - وببساطة - كانت تعلم ان دمشق شأنها شأن كل العرب لاتملك إلا الصراخ او ربما تملك شيئاً آخر لانعلمه وإن كانت قد ظهرت بشائره في رد فعل بشار الأسد الذي قال فيه لجريدة الحياة اللندنية "ان الغارة الاسرائيلية محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية للخروج من المأزق الكبير الذي تعيشه من خلال محاولتها إرهاب سورية، وأيضاً جر سورية والمنطقة الى حروب أخرى ".

هل سوريا بحاجة الى ارهاب اسرائيلي لتنجر الى الحرب ؟ ان مانعلمه هو ان سوريا مجرورة بالفعل الى الحرب منذ ثلاثين عاما ومنذ ان ضاعت الجولان! اليست استعادة الجولان مدعاه وحدها لجر سورية الى الحرب دون استفزاز اسرائيلي وحتى اثناء تولي حافظ الاسد نفسه مقاليد الحكم في سورية؟ وماهو السر بين تناقض التصريحين ( شارون – الاسد ) فالأول يدعو لقتل الفلسطينيين علنا في سورية والثاني يرفض اعتبار مثل هذه التصريحات والغارات سبباً كافياً لجر سوريا الى حرب !، أليس ذلك يدعو لعلامة استفهام تماماً كتلك العلامة التي نضعها امام ذات رد الفعل و داخل ذات الجريدة والذي يقول فيه السيد بشار الاسد:" وما حدث هو محاولة اسرائيلية فاشلة للنيل من دور سورية في المنطقة " أليس هذا عبثاً بعقولنا؟ إذ كيف كانت محاولة فاشلة وقد تمت في عمق عاصمة البلاد وقتلت عشرات الفلسطينيين دون ادنى مقاومة ولو بطلقة رصاص واحدة كما لو كان هناك امراً بعدم اطلاق الرصاص او ربما " طبخة " للتخلص من الفلسطينيين العزل في مخيمات وطننا العربي الكبير ليتم الحصول على صك البقاء في الحكم ؟ بعد دفع ثمن صكوك السلام من الدم الفلسطيني! بل وأي دور ذلك الذي يتحدث عنه السيد بشار ويمكن ان تلعبه سورية الان بعد هذه الفضيحة التي تحمل الافا من الألغاز؟ هل لنا ان نعلم؟ ام اننا فقط مخلوقون لتتم ممارسة الحكم علينا كما لو كنا مسخاً لانجيد الا ادوار العبيد؟ لقد اثار رد الفعل السوري الغائب تماما عن مجرد الوعد باسترداد ماسلب من الارض السورية والتي يرتفع في سمائها العلم الاسرائيلي حتى الآن وسط الضجيج السابق والمزعج من الثورية والثأرية سخرية العالم الذي اصبح يرى فينا نحن العرب ازعاجا للحضارة يتمنى ان يزول طوعاً او كرها كما فعلوا بصدام حسين وهو الامر الذي يخشاه غالب الحكام العرب وعلى راسهم العقيد القذافي وهو أمراً لم يعد ايضاً خافياً على احد ويدفع الكثير منا لان يساوره الشك فيما يحدث داخل اروقة السياسة في وطننا العربي وضد المواطن العربي وبيد من وثقنا فيهم من عرب.

الحرب لن تقع ياسادة لاننا نحيا فيلما سينمائياً مآساوياً للأسف لاندري متى سيظهر فيه مشهد النهاية، وان وقعت ستكون الغلبة فيها بالطبع لأصحاب اللعبة الحقيقيون الذين يمتلكون السلاح وعقلية الهيمنة وقوة اتخاذ القرار ويحركوننا كيفما شاءوا كالدمى ولانملك حيالهم سوى كوننا عبيد احساناتهم او عملاء يدورون في فلك منظومتهم وقد صرنا – ولله الحمد - عرايا وخصايا ومحزنون.

انني اوجه سؤالاً واحداً لمتخذي القرار في وطننا العربي، لماذا تتشبثون باعتلاء كراسي السلطة ولم تقدموا شيئاً - ولن تقدموا - خاصة ونحن نحيا بكم العار الذي سيوصمنا به ابناؤنا في المستقبل وسيدونه التاريخ في صفحاته السوداء. إن نصر اكتوبر لن يتكرر، لأن غالب رجال اكتوبر قد رحلوا عن دنيانا، اما الان فلا يحاوطنا إلا رجال " النكبة" الجدد لتتكرر بهم وبنا مآساة شعب فلسطين الذي صار يحمل اسم " اللاجئون الفلسطينيون" ولكن مع تغيير بسيط في الاسم ليصبح " اللاجئون العرب". انها اللعنة التي كنتم وقودها ومشعليها وليس بمقدورنا إلا ان نحياها الان معكم حتى النخاع فقد ولى زمن البشارة ولم يبق في وطننا على قيد الحياة الآن إلا العلوج.

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2003

انها مادلين اولبرايت تطل علينا براسها من جديد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
قراءة في كتاب مادلين اولبرايت " المدام السكرتيرة "
بقلم وترجمة محيي الدين ابراهيم

انها مادلين اولبرايت او كما يسميها بعض قريبي الصلة منها بالمرأة الحديدية كما كان يطلق على مسز تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة.
تطل علينا مسز اوابرايت الان وبعد مرور مايقرب من ثلاثة اعوام على تركها لمنصبها في عهد الرئيس كلينتون، تطل علينا بكتاب يحمل مذكراتها وبخط يدها والذي يعد الاكثر مبيعا في امريكا وبعض دول اوروبا الان، وقد اعطت له عنوان " المدام السكرتيرة .. مادلين اولبرايت " ومادلين اولبرايت في كتابها هذا تقدم نوعاً مختلفاً من أدب المذكرات عموما وحول حياتها ومدة خدمتها بشكل خاص خلال الاوقات التي نعتتها بالعاصفة كسفيرة للرئيس كلينتون في الأمم المتحدة ثم انتقالها لحمل حقيبة وزارة الخارجية في عهده.
تقول اولبرايت إنه من الرائع ان تقول الصدق في مذكرات تحكي فيها عن حياة محفوفة بالصعاب والمخاطر والحزن بالإضافة إلى الطموح والنجاح.
ولقد وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة من الحجم المتوسط يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
وتبحر بنا السيدة اولبرايت عبر صفحات كتابها او مذكراتها لتعيد قائمة الاعمال التي قامت بها والعلاقات الشرق اوسطية التي مارستها مع البعض فتذكر لنا احداثاً بعينها مع الملك حسين ووزير الخارجية المصري عمرو موسى وغيرهم.
وتقول مادلين ان شركة النشر التي قامت بنشر كتابها وهي شركة " ميراماكس " قد حثتها كثيرا وساعدتها على الابحار في ماضيها بدقة واحساس مرهف لإصطياد جل احداثه المثيرة والثرية وطرحها في هذه المذكرات، ولكن في ذات الوقت دفعتها ايضا لطرح كثير من وجهات النظر المتعارضة إذ لم يكن يخطر ببالها وهي طفلة بعمر احدى عشرة عاماً ذات اصول تشيكية ان يأتيها يوم وتحرك فيه بمفردها دفة السياسة الخارجية الامريكية في اواخر سني القرن العشرين.
قالت " هناك لحظات كثيرة مرت على حياتي داخل وزارة الخارجية جعلتني اؤمن ان الاحداث والمتغيرات لا تحدث مصادفة او عفوياً او بشكل عارض " وقالت ايضاً " ربما هناك سبب وسبب قوي لحدوثها فقد كنت وزيرة خارجية لاكبر قوة في العالم وفي نفس الوقت كنت اتعامل مع قضايا هامة ومصيرية ".
وتسرد اولبرايت جزءاً ليس بالقليل عن حياتها وحياة اسرتها وكيف ان اباها الذي كان ديبلوماسيا في جمهورية التشيك هرب من الفاشية ثم واصل هروبه بعد ذلك من الشيوعية ليستقر به الحال واسرته الصغيرة في ولاية كولورادو كأستاذ بجامعة " دنفر" ثم مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس " بوش الاب" ثم تفاجئنا في كتابها بانها علمت فقط وهي قرابة الستين من عمرها ان ابويها اخفوا عنها كونهما يهوديين ومن اصول يهودية بل وتواصل مفاجأتنا بانها لم تعلم ايضا الا وهي في سن يقترب من الستين ان لها اجداداً ثلاثة قد قتلوا في معسكرات اعتقال النازي عشية الحرب العالمية الثانية! " تقول: " كيف تتعامل مع مثل هذه الحقائق المؤثرة والمحزنة حينما تعلمها وانت في العقد السادس من عمرك؟" تعليقاً على علمها بيهودية عائلتها ثم تردف فتقول " لاجدال ان السبب الوحيد الذي جعل عائلتي تخفي امر يهوديتها هو الحفاظ على ابناءهم وحياة ابناءهم في وقت كانت فيه معاداة السامية على اشد مايكون العنف والتطرف في العالم اجمع" !
" الجروح تبدو كما لو كانت حية تنزف ولما لا وانا احيا الفصل الاخير من عمري ويفاجئني زوجي بل ويذهلني برغبته في الطلاق بعد اكثر من 23 عاما على زواجنا انه اسوأ يوم مر في مشوار حياتي منذ ان وعيت" 
وتفرد اولبرايت قصة علاقتها " بيوسف اولبرايت " زوجها وكيف انه سليل عائلة صحفية ثرية، لعب دوراً رئيساً في حياتها وكان الوحيد الذي يهتم ويبالغ في الاهتمام ببناته الثلاثة وهن على ابواب سن الرشد اذ كانت مدام اولبرايت في ذلك الوقت في غاية الانشغال حيث كانت تعمل كمساعد لرئيس الامن القومي الامريكي في عهد الرئيس كارتر " زبيجنيو برزيزينسكي Zbigniew Brzezinski " وتتساءل عبر مذكراتها هل كانت مهنتها وطبيعتها كأمرأة ذات مسؤلية حساسة لأعظم قوة في العالم هي السبب الرئيس وراء طلاقها؟ انها ترجح ان اي امرأة تتحمل عبء مسؤلية مهنتها لاشك ان ذلك مدعاة حتماً للطلاق حتى ولو كان زواجها ناجحا، وتقول " ان الشئ الذي يبدو واضحا جليا ان الطلاق كان حادثاً مأساوياً بالنسبة لي بعد هذا العمر ولكنني كافحت كثيرا في ان اعبره وان اتعافى من آثارة وإن كنت اشك في ذلك ". وتسطرد " كان لابد ان انهض سريعاً من كبوتي تلك، ولم يكن هناك مفر الا من ان اقول لكل الاحداث المأساوية في حياتي : نعم .. مرحبا بكل شئ قاسي".
وتبحر بنا اولبرايت في ماضيها وحياتها عبر كتابها هذا وتقول " كسبت كثيراً من الاهمية في دوائر السياسة الخارجية وبعد سنوات استدعيت لعشاء خاص في البيت الابيض مع هيلارى كلينتون والملكة نور زوجة الملك حسين ملك الاردن بعد ان صارت ارملة، ثم اخذت تلقي الضوء على كثير من التأثيرات الغير متوقعة في حياتهم الزوجية ايضاً، وتعلق بالقول " بطرق مختلفة بل وفي اوقات مختلفة ايضا يتملكنا الدافع وربما قوة خفية لان نكتب عما يجول في اعماقنا كنساء لينفجر على الورق مدفوعاً من زوج مخادع او لكون اياً منا مطلقة أو ارملة " وهي بهذه العبارة تسقط جملتها على هيلاري كلينتون في الزوج المخادع وعلى نفسها كأمرأة مطلقة وعلى الملكة نور كأرملة ويبدو رغم اختصار هذا القسم النسائي الشيق والمأساوي في آن واحد قد كان حفل العشاء اشبه بجلسة نسائية صرفة لاعلاقة لها ببروتوكول الساسة وان كانت ترتبط فقط بحال النساء كونهن نساء.
وتقفز بنا اولبرايت من حدث الى حدث فتتحدث عن السياسة وعن انجازها العظيم في دفع ادارة كلينتون ان يتصرف بنجاح ضد المجازر الصربية لألبان كوسوفو والتي جعلت هذه الحرب – حرب البلقان – يطلق عليها البعض " حرب مادلين "التي شعرت بعدها بكثير من الارتياح خاصة بعد ان اطمأنت لثبوت تهمة " مجرم حرب " على رئيس صربيا " سلوبودان ميلوسوفيتش" ولكنها تأسف في غمرة نشوتها تلك على فشل ادارتها في رواندا وكذلك احباطها في متابعة اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وتلقي الضوء كذلك على سفرها الغير مسبوق لكوريا الشمالية لمقابلة " كيم جانج إل " وتوصلها معه لاتفاقية يحد من خلالها طموح بلاده النووي ونجاحها في ذلك بل ودعوته لزيارة الولايات المتحدة ايضاً. وتخلص مادلين اولبرايت في نهاية كتابها الى نتيجة هامة مؤاداها ان الوقت قد نفذ الان ولم يعد هناك شيئاً يمكن التحكم فيه لخروج كل شئ عن اطر السيطرة في ظل الادارة الجديدة التي تحكم الولايات المتحدة الان.
لقد انتخب الامريكيون ادارة جديدة بعد ادارة كلينتون الناجحة ولكن هذه الإدارة الان جعلتنا نفقد كل شئ.

انها مادلين اولبرايت تطل علينا براسها من جديد

mohi_ibraheem

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
قراءة في كتاب مادلين اولبرايت " المدام السكرتيرة "
بقلم وترجمة محيي الدين ابراهيم

انها مادلين اولبرايت او كما يسميها بعض قريبي الصلة منها بالمرأة الحديدية كما كان يطلق على مسز تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة.
تطل علينا مسز اوابرايت الان وبعد مرور مايقرب من ثلاثة اعوام على تركها لمنصبها في عهد الرئيس كلينتون، تطل علينا بكتاب يحمل مذكراتها وبخط يدها والذي يعد الاكثر مبيعا في امريكا وبعض دول اوروبا الان، وقد اعطت له عنوان " المدام السكرتيرة .. مادلين اولبرايت " ومادلين اولبرايت في كتابها هذا تقدم نوعاً مختلفاً من أدب المذكرات عموما وحول حياتها ومدة خدمتها بشكل خاص خلال الاوقات التي نعتتها بالعاصفة كسفيرة للرئيس كلينتون في الأمم المتحدة ثم انتقالها لحمل حقيبة وزارة الخارجية في عهده.
تقول اولبرايت إنه من الرائع ان تقول الصدق في مذكرات تحكي فيها عن حياة محفوفة بالصعاب والمخاطر والحزن بالإضافة إلى الطموح والنجاح.
ولقد وضعت السيدة اولبرايت كتابها هذا في 592 صفحة من الحجم المتوسط يصدر عن دار " ميراماكس " الامريكية للنشر ويبلغ سعره 27.97 دولاراً، وافردت فيه دفاعها التقليدي عن قرارات السياسة الخارجية الامريكية اثناء توليها منصب الوزيرة في عهد كلينتون، وكيف ربحت الحرب في كوسوفو. 
وتبحر بنا السيدة اولبرايت عبر صفحات كتابها او مذكراتها لتعيد قائمة الاعمال التي قامت بها والعلاقات الشرق اوسطية التي مارستها مع البعض فتذكر لنا احداثاً بعينها مع الملك حسين ووزير الخارجية المصري عمرو موسى وغيرهم.
وتقول مادلين ان شركة النشر التي قامت بنشر كتابها وهي شركة " ميراماكس " قد حثتها كثيرا وساعدتها على الابحار في ماضيها بدقة واحساس مرهف لإصطياد جل احداثه المثيرة والثرية وطرحها في هذه المذكرات، ولكن في ذات الوقت دفعتها ايضا لطرح كثير من وجهات النظر المتعارضة إذ لم يكن يخطر ببالها وهي طفلة بعمر احدى عشرة عاماً ذات اصول تشيكية ان يأتيها يوم وتحرك فيه بمفردها دفة السياسة الخارجية الامريكية في اواخر سني القرن العشرين.
قالت " هناك لحظات كثيرة مرت على حياتي داخل وزارة الخارجية جعلتني اؤمن ان الاحداث والمتغيرات لا تحدث مصادفة او عفوياً او بشكل عارض " وقالت ايضاً " ربما هناك سبب وسبب قوي لحدوثها فقد كنت وزيرة خارجية لاكبر قوة في العالم وفي نفس الوقت كنت اتعامل مع قضايا هامة ومصيرية ".
وتسرد اولبرايت جزءاً ليس بالقليل عن حياتها وحياة اسرتها وكيف ان اباها الذي كان ديبلوماسيا في جمهورية التشيك هرب من الفاشية ثم واصل هروبه بعد ذلك من الشيوعية ليستقر به الحال واسرته الصغيرة في ولاية كولورادو كأستاذ بجامعة " دنفر" ثم مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس " بوش الاب" ثم تفاجئنا في كتابها بانها علمت فقط وهي قرابة الستين من عمرها ان ابويها اخفوا عنها كونهما يهوديين ومن اصول يهودية بل وتواصل مفاجأتنا بانها لم تعلم ايضا الا وهي في سن يقترب من الستين ان لها اجداداً ثلاثة قد قتلوا في معسكرات اعتقال النازي عشية الحرب العالمية الثانية! " تقول: " كيف تتعامل مع مثل هذه الحقائق المؤثرة والمحزنة حينما تعلمها وانت في العقد السادس من عمرك؟" تعليقاً على علمها بيهودية عائلتها ثم تردف فتقول " لاجدال ان السبب الوحيد الذي جعل عائلتي تخفي امر يهوديتها هو الحفاظ على ابناءهم وحياة ابناءهم في وقت كانت فيه معاداة السامية على اشد مايكون العنف والتطرف في العالم اجمع" !
" الجروح تبدو كما لو كانت حية تنزف ولما لا وانا احيا الفصل الاخير من عمري ويفاجئني زوجي بل ويذهلني برغبته في الطلاق بعد اكثر من 23 عاما على زواجنا انه اسوأ يوم مر في مشوار حياتي منذ ان وعيت" 
وتفرد اولبرايت قصة علاقتها " بيوسف اولبرايت " زوجها وكيف انه سليل عائلة صحفية ثرية، لعب دوراً رئيساً في حياتها وكان الوحيد الذي يهتم ويبالغ في الاهتمام ببناته الثلاثة وهن على ابواب سن الرشد اذ كانت مدام اولبرايت في ذلك الوقت في غاية الانشغال حيث كانت تعمل كمساعد لرئيس الامن القومي الامريكي في عهد الرئيس كارتر " زبيجنيو برزيزينسكي Zbigniew Brzezinski " وتتساءل عبر مذكراتها هل كانت مهنتها وطبيعتها كأمرأة ذات مسؤلية حساسة لأعظم قوة في العالم هي السبب الرئيس وراء طلاقها؟ انها ترجح ان اي امرأة تتحمل عبء مسؤلية مهنتها لاشك ان ذلك مدعاة حتماً للطلاق حتى ولو كان زواجها ناجحا، وتقول " ان الشئ الذي يبدو واضحا جليا ان الطلاق كان حادثاً مأساوياً بالنسبة لي بعد هذا العمر ولكنني كافحت كثيرا في ان اعبره وان اتعافى من آثارة وإن كنت اشك في ذلك ". وتسطرد " كان لابد ان انهض سريعاً من كبوتي تلك، ولم يكن هناك مفر الا من ان اقول لكل الاحداث المأساوية في حياتي : نعم .. مرحبا بكل شئ قاسي".
وتبحر بنا اولبرايت في ماضيها وحياتها عبر كتابها هذا وتقول " كسبت كثيراً من الاهمية في دوائر السياسة الخارجية وبعد سنوات استدعيت لعشاء خاص في البيت الابيض مع هيلارى كلينتون والملكة نور زوجة الملك حسين ملك الاردن بعد ان صارت ارملة، ثم اخذت تلقي الضوء على كثير من التأثيرات الغير متوقعة في حياتهم الزوجية ايضاً، وتعلق بالقول " بطرق مختلفة بل وفي اوقات مختلفة ايضا يتملكنا الدافع وربما قوة خفية لان نكتب عما يجول في اعماقنا كنساء لينفجر على الورق مدفوعاً من زوج مخادع او لكون اياً منا مطلقة أو ارملة " وهي بهذه العبارة تسقط جملتها على هيلاري كلينتون في الزوج المخادع وعلى نفسها كأمرأة مطلقة وعلى الملكة نور كأرملة ويبدو رغم اختصار هذا القسم النسائي الشيق والمأساوي في آن واحد قد كان حفل العشاء اشبه بجلسة نسائية صرفة لاعلاقة لها ببروتوكول الساسة وان كانت ترتبط فقط بحال النساء كونهن نساء.
وتقفز بنا اولبرايت من حدث الى حدث فتتحدث عن السياسة وعن انجازها العظيم في دفع ادارة كلينتون ان يتصرف بنجاح ضد المجازر الصربية لألبان كوسوفو والتي جعلت هذه الحرب – حرب البلقان – يطلق عليها البعض " حرب مادلين "التي شعرت بعدها بكثير من الارتياح خاصة بعد ان اطمأنت لثبوت تهمة " مجرم حرب " على رئيس صربيا " سلوبودان ميلوسوفيتش" ولكنها تأسف في غمرة نشوتها تلك على فشل ادارتها في رواندا وكذلك احباطها في متابعة اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وتلقي الضوء كذلك على سفرها الغير مسبوق لكوريا الشمالية لمقابلة " كيم جانج إل " وتوصلها معه لاتفاقية يحد من خلالها طموح بلاده النووي ونجاحها في ذلك بل ودعوته لزيارة الولايات المتحدة ايضاً. وتخلص مادلين اولبرايت في نهاية كتابها الى نتيجة هامة مؤاداها ان الوقت قد نفذ الان ولم يعد هناك شيئاً يمكن التحكم فيه لخروج كل شئ عن اطر السيطرة في ظل الادارة الجديدة التي تحكم الولايات المتحدة الان.
لقد انتخب الامريكيون ادارة جديدة بعد ادارة كلينتون الناجحة ولكن هذه الإدارة الان جعلتنا نفقد كل شئ.