الأحد، 29 أبريل 2018

لا حيلة لي في وجودي

كيف تحاسبني ولم تكن الحياة بإرادتي وإنما بإرادتك .. كيف تعاقبني وذنبي لم أقترفه عن علم مني ولكنه موجوداً بسابق علمك عني .. كيف أكون أنا ( أنا ) حيث لا معرفة ولاحضور بينما أنت ( أنت ) المعرفة والحضور .. أنا ( أنا ) يحاصرني ذنب حضر معي ووجدته بأسبابك أنت ( أنت ) حيث لا أسباب لي فيقترفني وأقترفه بإرادة مني لم تنضج نضوج حضورها الذي نبت معي .. ذنب لم يكن لا قبل أن أكون .. ولا بعد أن كنت ! .. إن لم يكن لي وجود في ذاتك لأني منك فلا وجود لذاتي في غربتي عنك .. فأنا لا حيلة لي في وجودي ولا في إغترابي .. وإن كنت أنا الذي ( حضر) رغماً عنه دون امتلاك هوية حضورة .. فأنت الحاضرعن علم منك بامتلاك كل الحضور .. فكيف يعاقب من يمتلك حضوره من لا يمتلك حضورهه ؟؟ .. كيف يعاقب من يمتلك وجوده من لا يمتلك وجوده ؟؟ كيف يعاقب من يمتلك معلومات شخصه من لا يمتلك معلومات بطاقته الشخصية المعدة سلفاً ؟ .. إن لم تنظر لي نظرة صاحب العلة ومصدر السبب للمعلول الذي انتفت في ظن حضوره اسبابه فلا نجاة لي .. نجاتي ترتبط بعظمة النور في كلمة ( كن) النور من نورك .. إن لم أكن طرف النقطة البعيدة التي ( هي الآخرى ) لا سلطة لها في إختيار مكانها حول محيط ( كن) فأنا هالك .. وأن لم يكن الهلاك عند سابق علمي الذي لم أعرفه .. فأين نور غفرانك في حاضر علمك الذي لا ( لاحق ) له ولا ( سابق ) .. فلا وجه للمقارنة بين المسحوق والساحق ولا بين المرحوم والراحم إلا كلمة ( كن) التي تقفز من باطن الواحد لظاهر الصفر فيصير الكل ظلاً يستظل برحمتك .. إن أحطتني بعنايتك صار ظني ( نقطة ) في حقيقة احسانك وصار ظاهر حضوري وجود وصار العدم عند حدود ( أنا ) هو طريق غايتي اليك التي مازلت أحاول فك رموزها في اتجاهك .. سبحانك.
محيي الدين ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق