السبت، 12 مايو 2018

كيف يتجلى الجزء على الكل؟؟

دائما ما كنت أجتمع معه في الصحراء .. صحراء شاسعة لا يوجد فيها سوانا .. المدهش أني كنت قديماً أرتجف كلما انقطعت الكهرباء أو كلما مررت على مقبرة أو لمجرد مشاهدة فيلم رعب .. لكن رغم أن الساعة تجاوزت منتصف الليل في تلك الصحراء المعتمة حيث لاقمر ولا نجوم إلا من مصباح صغير يعمل بالكيروسين في زجاجة كأنها كوكب .. كنت أرى كل شئ من حولي كأنه النهار .. بالفعل نهار قد أرسل سنابل النور لتغطي ظلمة الوجود من حولي .. علمني أن البصيرة لا تحتاج لتدريب وإنما تحتاج لعشق من تبصرت به القلوب .. سألته: ما الإيمان؟؟ .. صمت !! .. كررتها عليه .. فقال باقتضاب: الوجود الظاهر سيّال .. عاري تماماً من المادة، له ذاته وليست له ذات، متحرك في فيض مستمر، لا منبع ولا مصب .. ثم نظر في عيني حتى تصورت أني أصعد للسماء الأولى في قوله: أن تتجلى عليه !! ..لم أفهم .. كيف يتجلى الجزء على الكل؟؟ .. الظلمة على النور ؟؟ .. الضلال على الحق ؟؟ .. الخوف على الطمأنينة ؟؟ .. العبث على اليقين ؟؟ .. سمعني وكأنني في وصلة هذيان عبثت بها الصحراء لليوم الثالث ثم ربت على كتفي وقال لي كلمة تجمدت لها عروقي .. لا تدرك معها بلوغ معرفتك في إدراك بالغ عرفانه بوجودك .. لم أفهم شيئاً وقتها خاصة أنه قالها ثم مد يده لي سريعاً كي أنهض من جلستي معه .. وكطفل صغير أخذني من يدي حتى باب السيارة ثم همس في أذني بأحد أسرار التجلي .. مازال يهمس في أذني بهذا السر !

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق