الثلاثاء، 8 مايو 2018

حلول وتناسخ الأرواح عند توفيق الحكيم ( 2 ):

وفي فانتازيا من خيال الكاتب يتصور توفيق الحكيم ظهور "روح" منزعجة وهي خارجة من ( مسرح ) الدنيا .. يملأ ملامحها الاندهاش والذهول كمن أفاق فجأة .. أنتبه فجأة .. وهوهنا متأثر بالحديث الشريف الذي يقول: الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا" .. ويستسرسل مع الروح التي استفاقت وانتبهت وأصبحت في حالة ذهول ويقول أن هذه الروح أول ماقابلت حين خروجها من مسرح الدنيا كان ذلك الملاك الذي يقوم بدور ( الريجيسير – مدير المسرح ) وتصرخ في وجهه الروح غير مصدقة وتهذي بقولها: يقولون إني مت !! .. هل أنا ميت ؟؟
ويصف توفيق الحكيم رد فعل الملاك بالبرود إذ لا يلتفت للروح .. فهو منهمك في أعماله .. شاخص ببصره في اللوح الذي أمامه والسجل الذي بين يديه، فلما كررت عليه الروح نفس السؤال مرات ومرات، نظر إليها الملاك بنفس البرود بينما مازال يتفحص اللوح والسجل وقال له: كلكم هكذا .. لا تريدون تصديق أنكم أموات .. ماذا أصنع لكم؟ .. ليس لدي وقت كي أهدره معكم .. ليس لدي وقت أقنعكم فيه وأقيم الدليل والبرهان لكم لكي تؤمنوا أنكم بالفعل أموات، وهنا – من وجهة نظر توفيق الحكيم – تنهار الروح، فيتركها الملاك منشغلاً بعمله الذي بين يديه بينما تحكي الروح مآساتها وهي غير مصدقة أنها روح شخص مات الآن، بعد أن كان على مسرح الدنيا طبيباً ناجحاً يشار إليه بالبنان، ويسهب توفيق الحكيم في مشهد أقرب للمونودراما المسرحية في قص حكاية الروح على لسان الروح في الحياة الدنيا وكيف عاشت وكيف كانت النهاية وكيف أصبح الآن في مرحلة يسميها هذا ( الملاك الريجيسير ) بالموت .. ويقدم لنا توفيق الحكيم قصة هذه الروح المسكينة في تصور حركي مسرحي أحادي وكأنها ( أي الروح ) تقف على خشبة المسرح وتخاطب الجمهور فماهي حكاية الروح وماهي مآساة موته؟.
للحديث بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق