الأربعاء، 9 مايو 2018

خلود المشاعر

لابد أن تكون هناك ( فكرة ) تجمع بين العاشق والمعشوق .. رابط معنوي .. حكاية .. هواية .. ليس فقط هدف .. أو حلم .. أو طموح .. العشق بدون كلمات تدور في محيط ابداعي سيتحول إلى حب .. وإذا تحول العشق إلى حب ستكون الغرائز هي المسيطر الرئيس على طرفي العلاقة .. وهذا يتطلب استنزاف الجسد .. وحين يصل الجسد إلى ذروة الإشباع يزهد كل طرف في جسد الآخر ثم يعم الصمت في عدم وجود فكرة أو رابط معنوي أو حكاية أو هواية فتتوه الروح .. تستشعر الضياع .. الوحدة .. ومن ثم تبحث كل روح عن روح ( خارجي ) .. عن معنى ( خارجي ) يعوضها عن ما أكتشفت فقدانه بعد زهد الجسد في الجسد .. فتتفسخ العلاقة .. تذبل .. ويلقي كل طرف باللوم على الطرف الآخر .. وغالباً مايكون اللوم متعلقاً بالقدرة الجنسية .. المسألة الوحيدة التي يظنها الرجال والنساء أنها السبب الرئيس في فشل العلاقة .. لأن العلاقة لم تختبر أي سبيل آخر سوى الجنس .. الخبرة الوحيدة التي تمت ممارستها بشبق بين الطرفين وربما كان هو الدافع صاحب النسبة الأهم والأعلى في سبب إرتباط كل طرف بالآخر دون النظر لخبرات أخرى أكثر عنفواناً وقوة وقيمة .. وحيث الجنس لن يصل بأي علاقة للإرتواء .. لأن الجسدفي عطش دائم .. ومن ثم لايجب الأعتماد على الجنس الجسدي فقط في ارتباط انساني مقدس بين رجل وأمرأة فهو دوماً متأرجح بين القوة والضعف اعتماداً على قوة وضعف الجسد بل وحالته المزاجية .. وإنما يجب الإعتماد على استقرار الروح التي تستقر عند أول بارقة نور .. فكرة .. رابط معنوي .. حكاية .. هواية .. فتخلد المشاعر وتطمئن السجايا.    
سؤال: الروح أم النّفس ؟

في يقيني النفس ( اشتهاء ) أما الروح فأحتواء .. بمعني أن النفس تحمل قوة الغريزة .. غريزة كل شئ الملك المال الطعام الشراب الجنس الغضب الكره الثأر الإنتقام .. أما الروح فتحمل قوة المعنى الإنساني للذات الكلية التي تحركها الروح .. والذات الكلية هنا هي العقل والقلب والنفس والحواس .. والعقل هو أداة المنطق .. الماكينة الرياضية التي تدفعك على سبيل المثال أن لا تستخدمي قلم رصاص طولة ثلاثة أمتار لترسمى به لوحة عرضها ثلاثة سنتيمتر .. أما القلب فهو مكمن الشعور .. مكمن الإنفعال الانساني السامي الذي يلطف من منطق العقل الرياضي .. أما النفس فهي كما سبق وأشرنا مكمن الغرائز .. أما الحواس فهي مانعرفه منها وهي رهن المنتصر في صراع القلب والنفس فإن إنتصر القلب كانت الحواس تحت تصرفه فيصير الانسان انساناً وإن انتصرت النفس كانت الحواس تحت تصرفها فيصير الانسان عكس ماخلق له .. ولكن ماذا عن محرك كل هؤلاء .. ( الروح ) .. إن لم يحدث صراعاً بين القلب والنفس استقرت ( الروح ) واصبحت الحواس وسيلة ( الكل ) للوصول بالروح من خلال استقرارها للإطمئنان ثم الأطمئنان الكامل ثم خلود الإطمئنان .. هذا مايعتريني الآن من إيمان !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق