الثلاثاء، 8 مايو 2018

( إله ) المتشككين

الله نفسه ترك لك حرية ( التسليم ) بوجوده أو عدم وجوده بإرادة حرة .. الله نفسه ترك لك حرية ( التسليم ) لتعرفه أو لا تعرفه .. والسؤال: ماذا لو عرفته ؟ .. لو سلمت بوجوده ؟ .. ماهي القيمة العائدة عليك .. ماهي القيمة العائدة عليه ؟ 
جهلك ( حتماً ) سيدفعك لعلاقة ( نفعيه ) بينك وبينه .. تعبده ليعطيك .. لتنجو .. لتثرى .. لترغد .. لتدخل الجنة .. وإن لم يعطيك .. إن لم تنجو .. تثرى .. ترغد .. إن زهدت فجأة في الجنة .. حتماً ستكون أول المتشككين فيه !! 
سؤال آخر: ماذا لو تشككت فيه ؟ .. لو سلمت بعدمية الخالق الأزلي؟ ماذا في الأفق؟ .. أفق أنه لايوجد ؟ .. تسليمك بأفق أن ( الله غير موجود ) !! 
هل ستكون وصلت بأطمئنان للإجابةعلى سؤالك المتشكك وهي: ( لا يوجد الله ) ؟ سأجيبك إذن .. ( الله غير موجود ) !! 
هل أجبت على سؤالك المتشكك الآن ! .. هل أجبت عليه بأجابة حاسمة واضحة جريئة .. هل أنتصرت الآن ؟ .. هل تمتلئ بالسعادة ؟ .. هل ستنام قرير العين ؟ .. لكن .. ماذا بعد؟ .. لا شك أن الأمر في الحالتين يحمل وعياً ناقصاً .. ففي حالة إن عرفته بناءً على نفعية شخصية فلاقيمة لمعرفتك .. وفي حالة إن انكرته بناءً على العقل فلا قيمة لإنكارك .. لأنك في الحالتين تؤمن بعبادة ذاتك .. رغباتك .. أنانيتك .. فراغ روحك .. أنت في الحالتين تعبد عقلك .. ذاتك .. والعقل والذات ( إله ) المتشككين .. أعبد عقلك إذن ولا تفرض عبادته على من هم حولك فلن يعبدوا أفكارك .. أعبد عقلك فهو أقرب الألهة إليك .. هو من أعلن في فراغ روحك عن ( ألوهيته ) فأطمأن إليه فراغك فصار ( عقلك إلهك ) .. لا تجهد نفسك بالبحث عن الله من الآن فلن يفيد نفسك البحث في فراغ العقل سوى العطش والظمأ .. لن يفيد نفسك صراع طواحين الهواء .. حتماً أنت الخاسر .. فعناء البحث يولد الحمى والحمى تنتج مقابر الروح فلا أنت سكنت إلي عرفان الله .. ولا أنت ملأت فراغ العقل .. أحسم موقفك الآن .. إما أنه موجود فتعبده بإرادة حرة قائمة على التجريد .. التنزية .. العشق .. أو إنكره بإرادة حرة انكاراً تاماً وتفرغ لمسائل أخرى في حياتك أكثر بساطة من محاولات ( الندية ) التي تتعامل بها أفكارك ( مع  ) العلم به أو ( ضد ) العلم به .. استمتع بجمع المال .. الكسب .. الطعام .. ممارسة الجنس .. استمتع بتفريغ اللذات في محيط النفس بهدوء بعيداً عن دفع البسطاء أمثالي للحزن والصراع والضياع مع فوضاك!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق