الخميس، 10 مايو 2018

ما وراء الوعي أو ( اللاوعي ) - الحرف الأول

ونفس وما سواها فألهمها ….
هنا المعجزة ( التامة ) التي تدلك على تركيبة وجودك دون أدنى شك: النفس .. التسوية .. الإلهام، بمعنى آخر: الذات الظاهرة الكثيفة ( ثلاثية البُعد)، ثم صناعة الذات، ثم الذات الخفية اللطيفة ( مجهولة البُعد )، بمعنى أخير: النفس والخَلقْ والروح.
وما وراء الوعي – في تقديري – نوعان:
- الماورائية ( الجزئية ): يحدها الزمن .. وتختص بها النفس كنقل الأفكار والسحر والتنويم المغناطيسي والتخاطر عن بعد بين نفس ونفس ( على سبيل المثال لا الحصر لتعدد الأمثلة).
- الماورائية ( الكلية ): لا يحدها الزمن .. وتختص بها الروح كتلقي الإلهام الإلهي ثم بثه في النفس، مسألة أقرب للحوار ( ألحصري ) بين الذات الخفية اللطيفة والذات الظاهرة الكثيفة، ولكنه حواراً غير مرئي وغير معلوم.
في كلا الحالتين تصل ( النتيجة ) عن طريق النفس إلى المراكز الخفية في القلب من الذات، مراكز ( ما قبل الوعي )، فإن استشعرها القلب .. أدركها .. وإن أدركها .. حركت الذات بالحس .. وحينها ينفعل الحس سلباً أو إيجاباً .. طيباً أو شريراً .. مؤمناً أو ضالاً .. وهو لا يدري لها منطق، كمثل أن يقوم من نومه مكتئباً رغم أنه كان سعيداً قبل أن يذهب للنوم من ليلته بلا منطق، أو أن يكون مكتئباً فيسير على غير هدى إلى أن يصل لمكان معين فتنتابه حالة من السرور بلا منطق، فإن مر انفعال الحس للعقل، أصبح دور العقل ( هنا ) أن يبحث عن منطق للشعور فإن لم يجد أمر الحواس فتتعطل ويصبح هذا الشعور شعوراً وقتياً يزول بزوال حسابات المنطق العقلي له، أما إن وجد العقل منطقاً للشعور فإنه يأمر الحواس فتتأهب لممارسة واقع الشعور .. تفعيل الشعور .. تجسيد الشعور .. وهنا تظهر مثلاً مفاجآت قد نراها نحن غير منطقية إنما صاحب المفاجأة نفسه يراها منطقية كمثل أن يتزوج رجل وامرأة بمجرد أن التقيا في باص بلا معرفة ولا تاريخ ولا حب ولا حلال ولا حرام!!، أو يقرر أحدهم إلقاء نفسه من فوق ناطحة سحاب وهو مؤمن أنه سيطير فيلقى حتفه!!.                        
( للحديث بقية )

 تعليق:

لا استسيغ تعريف ( اللا وعي )، فحرف ( لا ) التي تسبق التعريف تعني أنه غير موجود أو ربما تعني شيئاً آخر غير الوعي، وفي كلا الحالتين هو بلا تأثير وربما لا معنى له، فتعريف ( اللا وعي ) نتيجته الحتمية والمنطقية ( اللا تأثير ) ومن ثم فأنا أفضل تعريف ( ما وراء الوعي )، لأنه اللغز الغامض الذي يحرك في الخفاء الذات الإنسانية وما دونها من الذوات الأخرى.


 ( ملاحظة )
كل ما نكتبه يحتمل النقد والنقض .. لأن كل ما نقوله يقع في زاوية بين الحق الذي لا نعرفه والضلال الذي نخشاه .. مؤكد أن ما نقوله ونكتبه لن يصل بنا للحق ولكن في ذات الوقت .. بقليل من العدل .. لا يجب أن يوصم بالضلال !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق