الثلاثاء، 8 مايو 2018

الإشارة الثامنة عشرة

أجتاز الصحراء حتى وصل عند الجسر الفاصل بين وجوده وبوابات العشق .. قالت له حسناء من الجنة هيت لك فأستعصم .. ( لقد كان له شأن آخر ) .. هنا انفتح له باب الحلم فاستفاق .. كانت صحراء روحة أعظم من أن يمحو قبحها حسناء فيحيا .. كان نزيف ذكرياته أوسع من أن يحتويه حلم فينجو .. ( لقد كان له شأن آخر ) .. عند صراط النور ضاع ظله في ظل ضياعه فعرف حزنه .. ارتعشت قدماه تحت أقدام أرتعاشاته فأدرك خوفه .. لم يعد هناك خياراً سوى السقوط من أعلى الجسر أو عبوره .. ( لم يعد له شأن آخر ) .. عند صراط النور مازال منذ ألف عام واقفا عند الجسر الفاصل بين وجوده وبوابات العشق .. يرتجف !!

ولكن تبقى أسئلة ..

هل عندما ينهي رحلته سيعود للحسناء ؟

وهل الحبّ عائق في رحلة النور أم أنّه معين؟

وهل أدركنا حقيقة الحبّ أم أن كثرة المتحدثين عنه أضاع هويّته؟

الحسناء ( هنا ) مزيفة .. ظاهر مدهش وباطن معطوب .. بمعنى أنها راودته عن نفسه فاستعصم لأنه يبحث عن روح الأنثى لا مظهرها يبحث عن باطن انثوي نقي حتى لو كان الظاهر لا يبديه ومن ثم فهو لن يعود للحسناء .. أما الحب عائق في رحلة النور .. نعم .. لأن الحب تملكه الغريزة وهو في رحلة عشق والعشق تملكه الروح وعليه فإن العشق هو وسيلة الحضور لبلوغ النور .. أما إدراك الحب الذي تملكه الغرائز فقد أدركناه حتى درجة التورط فيه .. أما العشق .. حقيقة العشق .. نعرفه .. لكننا لم ندركه .. لأننا لو أدركناه عند أول درجات معرفته بين رجل وإمرأة وحتى آخر درجة بين الذات الفاني ( الإنسان ) والذات الخالد ( الله ) لحمل الرجل إمرأته في أعمق نقطة في مركز قلبه ولأعطت المرأة لرجلها مفتاح لغز انوثتها للأبد حتى يصلا معاً لسطح العشق في نقطة وصل مع الذات الخالد فيخلدون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق