الاثنين، 5 مارس 2018

نحن والفيس بوك

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
الرجل يتحول لأمرأة ليكتشف عالم المرأة أو تتحول المرأة لرجل لتكتشف عالم الرجل أو يتحول كلاهما معاً ( لعاهرة أو شاذ ) ليستكشف عالم آخر في ذاته ( المريضة ) تخلصه من طبيعته ( المنسحقة )!


أروع شئ في الفيس بوك وتويتر أنك تتعلم كيف يمكنك التعاطي مع الغموض في شخصيات هذه المواقع بإجهاد شديد لأنك لا تعرف في الحقيقة من هم على وجه ( الخلوص ) .. لاشك أن هذه المواقع الإفتراضية ربما تكون أكثر متعة واثارة من العالم الواقعي .. فنحن نهتم كثيراً بالبعض .. تضحك من خفة ظل اخر .. تبكي احياناً .. تكره .. تغضب .. تحارب .. تستنكر .. تضع صور عائلتك وأسرارهم وأسرارك بحب وفخر واعتزاز أشبه بالحمق وكأنك ( درويش ) فقد بوصلة عقله لأنك ببساطة لا تعرف مع من تتعامل !! .. هل تتعامل مع عدو .. حبيب .. صديق .. جاهل .. مهذب .. شاذ .. أنت تماماً مثل ( دون كيشوت ) تتعامل مع ( طواحين الهواء ) لإنهم ( في غالب الأمر ) اسماء فقط ربما تكون شخصيات حقيقية وربما تكون وهمية ولكن الحقيقة أنك تتعامل مع طواحين الهواء وبشكل ( أعمى ) .. قال لي احد الأصدقاء: الفيس بوك قله منه بشر حقيقيين مثلي ومثلك والغالبية بعد ذلك مرضى نفسيين ليست لهم خبرة المواجهة .. تربوا على فلسفة القهر ففقدوا روح الإندماج في الجماعة .. لذا تراهم في منتهى العنف أو في غاية ( البذاءة اللفظية ) .. مسألة أشبه بالأنتقام من الشخص ( المهزوم ) بداخلهم والذي دفعهم للإنعزال .. ففقد القدرة على النصر في أي شئ فينتقم من نفسه بإظهار الجانب السلبي الأكثر ( وضاعة ) ظناً منه أنه بهذه الطريقة سيتحول إلى انسان ( طبيعي ) وينتصر على الإنهزام الداخلي المتمكن من أعماقه .. فتجد طبيب عالمي لم يحصل على الإبتدائية .. كاتب لامع لا يجيد كتابة اللغة العربية .. حائز على جوائز عالمية من جمعيات ليس لها وجود على سطح الأرض .. مناضل عائد من صراعه مع الحرية رغم أنه لم يترك غرفه نومة منذ عشرين عاماً .. كما ترى الرجل يتحول لأمرأة ليكتشف عالم المرأة أو تتحول المرأة لرجل لتكتشف عالم الرجل أو يتحول كلاهما معاً ( لعاهرة أو شاذ ) ليستكشف عالم آخر في ذاته ( المريضة ) تخلصه من طبيعته ( المنسحقة ) بسبب التربية والبيئة وربما التعليم أيضاً .. الفيس بوك أشبه بسوق كبير ضخم يحوي الماخور بجوار المعبد وسوق النخاسة بجانب سوق عكاظ والمقهى الشعبي من خلف ( الغرزة ) .. أنت الوحيد القادر على تحديد شخصيتك وهدفك .. هل أنت ( سوي وطبيعي ) أم ( مريض نفسي ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق