الأربعاء، 28 مارس 2018

في احداثيات وجودك ...

بقلم محيي الدين إبراهيم
noonptm@gmail.com
حين عرفت حروف الهجاء .. لم أدرك بها معني .. وحين عرفتك .. أدركت كل المعاني .. أصبح لي زورق وميناء .. أصبحت في انتظار لحظة الإبحار .. القفز في محيط العودة .. الارتباط بنقطة الوجود .. الخروج في النهار .. التسلق على جدران الحقيقة .. الهروب من حيز الظن .. الآن .. الآن فقط .. يختنق الخوف .. يتبدد التردد .. يتبعثر التراجع .. يخترقني نور .. فأري .. كل ما تبقى بطعم الحرية .. أراني بطعم الحرية .. أنا .. أنا بطعم الحرية .. هذه الصخرة التي تطل على الشمس بطعم الحرية .. سأتحول أعلاها بمحض إرادتي .. الآن .. قبل زوالي .. إلى صنم ! .. ها أنذا الصنم الصخرة .. بلا ألم .. بلا حزن .. ها أنذا بلا موت .. خالداً أمام جريان الزمن .. ربما يعبدني بعض الأغبياء في زمن الجهل .. أو أبعث الأمل في قلوب بعض المنكسرين في زمن القهر .. أو يختبئ تحت قدميّ الحجريتين عصفوران خشية رصاصة قناص في زمن الجوع .. ها أنذا المنحوت في صخرتي صلداً أتحدى الجهل .. القهر .. الجوع .. حتى وإن كانوا قد سلبوني روحي في زمن الظن .. لا أبالي .. لم يستطيعوا سلب ما تبقى لي من معني .. فأنا .. في احداثيات وجودك .. حين عرفتك .. أدركت كل المعاني .. وأصبح لي زورق .. وميناء !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق