الاثنين، 5 مارس 2018

عتبات الرغبة

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
سمعته يقول: إن عرفته بظاهر علمك أنكرك بباطن علمه وإن أدركته بباطن علمك أدركك بكامل ذاته وعندها ستكون على عتبات عرفانه .. حينها إن كنت من أهل النور انفتحت لك بوابات كن لتكون وأن لم تكن ستخرج من باطن جهلك لظاهر تشتتك !

سمعته يقول: حين يحل الزمن ( الدجل ) ينتفض الناس .. يصرخون .. يتصايحون .. يهيمون ركضاً في الشوارع بلا وعي وبلا قائد .. غيبوبة في كل اتجاه .. كل الأنحاء .. ينفثون غضباً مدفوناً في أعماقهم من كل شئ ومن لاشئ قبل أن تموت ضمائرهم المحتضرة خنقاً .. يقتلون ويتقاتلون حتى ينتحر الجميع تحت أقدام الكل .. ومن أعلى الساقط والمذبوح يخرج السيد من شرفة تطل على ( الحكاية ) ليلقي ماتبقى من ( رماد ) سيجارته المشتعلة على أجساد الحمقى ثم يسدل ستار شرفته ويعود ليبحث عن حمقى جدد.

 قالوا في قريتنا: كلب العمدة مات موتة ( العُمد ) والعمدة مات موتة ( الكلاب ). 

قالوا في قريتنا: لو الحمار مغنواتي وطربت له ( حُرمت ) عليك عيشتك.

قالوا في قريتنا: ولا كل مين مسك سبحة ( ولي ) ولا كل مين ( صلى ) بالغلابة إمام. 

قالوا في قريتنا: الفاجر لو خيرته بين الإيمان والكفر يختار نفسه. 

قالوا في قريتنا: إللي يعدي البرك يستحمل عض ( العقارب ). 

قالوا في قريتنا: طول ما ( بقك ) مفتوح ولسانك بيلعب .. راسك مالوش غير المداس. 

سمعته يقول: إن وصلت لسقف الشئ فإما أن ( تخترقه ) أو .. تسقط !!

إجتمع كل أهالي القرية ليشاهدوا إعدامة بتهمة .. نشر الحقيقة!

معرفة كل شئ هو الجهل الأعظم ورفض كل شئ هو أعظم الجهل !

سمعته يقول: إذا أردت أن تستلب فأستلب الغفران بقهر الغريزة .. وإذا أردت أن تسترق فأسترق العفو باستماعك للضمير !

قرر أن يتلقى برهان ربه .. خلع نعليه وسار في وادي الماء خاشعا متصدعا من خشية المحبوب .. كان عليه أن يتخطى عتبات الرغبة ليكون ملكا أو يكون من الخالدين ويرى نوافذ النور .. عند عتبات الرغبة حاصرته لعنة من سبقوه .. ليس ملكا .. ولا خالدا .. مازال يحاصره طوفان الغياب .. انتعل ما خلعه .. إذ لم يحن بعد موعد حضوره !!

سمعته يقول: لو كنت أمتلك العلم لعرفت ولو عرفت لأدركت ولو أدركت لاقتربت ولو اقتربت لحضرت ولو حضرت لم أكن أنا الذي هو أنا بل أنا الذي إليه منه.

سمعته يقول: إن عرفته بظاهر علمك أنكرك بباطن علمه وإن أدركته بباطن علمك أدركك بكامل ذاته وعندها ستكون على عتبات عرفانه .. حينها إن كنت من أهل النور انفتحت لك بوابات كن لتكون وأن لم تكن ستخرج من باطن جهلك لظاهر تشتتك !

سمعته يقول: في محطة الوصول بداية رحلة التحقق .. والتحقق نقطة نور محيطها أنت ! .. فإن وصلت لا ينقطع نور قلبك عن محيطة وإن انقطعت أظلم محيطك على قلب النور فيتشتت رجاؤك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق