السبت، 10 مارس 2018

أنا لاشئ

mohi_ibraheem
بقلم: محيي الدين إبراهيم
كان الملك مكتئباً .. المملكة كلها لاتستطيع اسعاده .. هل نحضر لك شاعراً ليمدحك .. لا .. راقصين وراقصات ليسروا عنك .. لا .. مهرج لتجد في نكاته بعض المرح .. لا .. معارضين لك نقوم بإعدامهم امامك .. اريد ان امشي خارج اسوار القصر وحدي .. اريد ان اختلي بنفسي .. هنا هاج قائد الحرس في وجه الجند ليستعدوا للخروج مع الملك وحمايته .. رفع الملك يده بالتوقف بحزم .. وحدي .. وحدي فقط دون حرس او رجال .. ووسط دهشة الجميع خرج الملك وحده بملابس عادية جدا كانه احد العامة .. وصار يمشي ويمشي ويمشي حتى خرج لأطراف المدينة وهناك وجد فلاحاً عجوزاً بسيطاً يجلس فوق كومة عالية من التراب فألقى عليه السلام فلم يرد الفلاح العجوز .. اغتاظ الملك جدا وعاد للعجوز غاضباً .. لماذا لاترد السلام؟ .. ربما لاني اجلس في الاعلى فلم اسمع من هو ادنى مني .. كيف ادنى منك ايها الاحمق الا تدري مع من تتحدث؟ .. مع من؟ .. تتحدث مع الملك .. ملك على ماذا؟ على هذه القرية .. وماطموحك بعد ذلك؟ .. ملكاً على القرى المحيطة .. ثم ماذا؟ .. ملكاً على الاقليم .. ثم ماذا؟ .. ملكاً على العالم والدنيا بأسرها .. ثم ماذا؟ ثم .. ثم .. ثم .. لا شئ بعدذلك .. لا شئ .. وهنا نظر اليه الفلاح العجوز وقال له: انني أنا ببساطة .. لاشئ!!!
( من قصص التراث العربي  بتصرف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق